شرح مقدمات كتب التفسير - أ.د. مساعد بن سليمان الطيار
في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما - 00:00:15
فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. احمد الله سبحانه وتعالى - 00:00:45
الذي يسر لنا اللقاء بعد هذه الاجازة الطويلة واسأل سبحانه وتعالى ان يجعل هذا اللقاء مباركا وان ينعم علينا بفهم كتابه انه سميع مجيب. هذا يوم السبت الثاني عشر من الشهر العاشر شوال من عام الف واربعمئة واثنين وثلاثين - 00:01:23
ولعل الله سبحانه وتعالى يمكننا ان شاء الله من اخذ حصة كافية من مقدمات المفسرين وكذلك من تفسير الامام ابن جرير الطبري ونبتدأ ان باكمال مقدمة كتاب النكت والعيون للامام المواردي - 00:01:48
المتوفى سنة اربع مئة خمسين وقد وقفنا عند الصفحة السادسة والثلاثين. تفضل شيخ عبد الله الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:02:10
فصل فاذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى الفاظه وشواهد خطابه فقد قسم عبدالله ابن ابن عباس رضي الله عنه وجوه التفسير الى اربعة اقسام. فروى سفيان عن ابي الزناد - 00:02:32
قال ابن عباس التفسير على اربعة اوجه وجه تعرفه العرب بكلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. وهذا صحيح اما الذي تعرفه العرب بكلامها فهو حقائق اللغة وموضوع وموضوع كلامهم. واما الذي لا - 00:02:52
احد بجهالته فهو ما يلزم الكافة من في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد واما الذي يعلمه العلماء فهو وجوه تأويل المتشابه وفروع الاحكام واما الذي لا يعلمه الا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة - 00:03:22
وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح غير ان ما لا يعذر احد بجهالته داخل في جملة ما يعلمه العلماء من الرجوع اليهم في تأويله. وانما يختلف القسمان وانما يختلف القسمان - 00:03:48
في فرض العلم به فما لا يعذر احد بجهله يكون فرض فرض العلم به على الاعيان وما يختص علماء يكون فرض العلم به على الكفاية فصار التفسير منقسما على ثلاثة اقسام. نعم - 00:04:07
نشرح هذا ثم نكمل قال المؤلف فاذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى الفاظه وشوائد خطابه فقد قسم عبد الله بن عباس فهو اراد ان يبني بعد ان ذكر اعجاز القرآن وانه مع كونه معجزا - 00:04:27
انه مدرك المعاني ثم ذكر ايضا جملة من الاثار التي تدل على جواز الاجتهاد انتقل الى ذكر اقسام التفسير او وجوه التفسير عند ابن عباس. هذه الوجوه التي ذكرها كما - 00:04:49
روي عن ابن عباس ان التفسير على اربعة اوجه الاول وجه تعرفه العرب بكلامها وهذا الذي تعرفه العرب بكلامها لا يخرج منه اي لفظة في القرآن ان تعرفوا العرب بكلامها لا يخرج منه اي لفظة - 00:05:13
من القرآن بمعنى انه ما من لفظة من الفاظه الا والعرب تعرف معنى هذا الكلام؟ لماذا لان الله سبحانه وتعالى قال بلسان عربي مبين انا انزلناه قرآنا اعربيا فوصفه بكونه - 00:05:37
عربيا يدل على انه لا يوجد فيه كلمة يمكن ان يقال انه لا يفهم معناها بمعنى انه لا يفهم احد من الناس جميعا معنى هذه الكلمة هذا لا يوجد وهذه قاعدة - 00:06:00
مهمة يجب ان ننتبه لها. لكن المقصود هنا والتنبيه على ما يمكن ان يكون غريبا عند قوم دون قوم ما يكون غريبا عند قوم دون قوم فهذا يحال فيه الى لسان العرب - 00:06:21
كما هو المهيع المعروف من طريقة الصحابة والتابعين واتباعهم ومن جاء بعدهم من العلماء في انهم يبينون معاني القرآن بالشواهد من الفاظ العرب منثورها وشعرها ثم ان قال وتفسير لا يعذر احد بجهالته - 00:06:40
واشار هو الى ان المراد به ما يلزم الكافة في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد ولهذا ستجد ان اصول الاعتقاد واصول الاحكام واصول الاداب مما لا يعذر احد بجهالته - 00:07:02
وهو واضح المعنى لكل من سمعه باي لغة نقل هذا الكلام باي لغة نقل هذا الكلام فانه يعلمه كل احد فمثلا التوحيد او النهي عن الكذب او النهي عن السرقة او النهي عن الزنا او غيرها - 00:07:24
باي لغة نقلتها فان كل واحد يسمع هذا الخطاب ولو كان مترجما فانه يفهم المراد منه ولا يعذر بجهالته وانما قد يعذر بجهالة تفاصيل بعض الاحكام نعم اما اصول الاحكام - 00:07:46
اصول العقائد واصول الاداب هذه فانه لا يعذر احد بجهالتها ثم القسم الثالث تفسير يعلمه العلماء وذكر فيه وجوه تأويل متشابه وفروع الاحكام تأويل المتشابه هذا المراد به المتشابه النسبي. بمعنى - 00:08:05
الذي يشتبه على قوم دون قوم والقرآن على مراتب كما ذكر الان ابن عباس منه ما يعرفه العامة الكافة ومنه ما يكون مشكلا من جهة اللغة فيحتاج فيه الى العلماء - 00:08:31
ولهذا نلاحظ انه اعاد ما لا يعذر احد بجهالته اعاده الى ماذا الى ايضا معرفة العلماء وهذا صحيح وكذلك ما يعرف من جهة اللغة ايضا يمكن ان يعاد الى العلماء - 00:08:52
لكن هذا التقسيم من ابن عباس هو تقسيم يمكن ان قال عنه فني لكي يتبين طبقات فهم القرآن فمعنى ذلك ان هناك ايات يفهمها الكافة من جهة اللسان هناك ايات - 00:09:10
يفهم المراد منها الكافة من جهة المعاني وهناك ايات تشكل على كثير من الناس فتحتاج فيه الى العلماء وهو الذي يطلق عليه المتشابه النسبي والا لو كان الناس كلهم سواء في فهم القرآن - 00:09:30
فما قيمة قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه الكتاب وفي رواية اعلمه التأويل فاذا هذا يدل على تمايز الناس في فهم كلام الله سبحانه وتعالى - 00:09:52
وهذا اصل مهم جدا خصوصا حينما يتعرض لكتاب الله سبحانه وتعالى من ليس من اهل العلم ولا يعرف به او من كان من العامة او من كان من انصاف المتعلمين ممن اوتي حظا من العلم او شيء منه ويظن انه بما اوتيه من العلم يستطيع ان يفهم - 00:10:10
كلام الله وان يقارع اقوال ابن عباس وابن مسعود وعمر ابن الخطاب ومجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة وعطاء والحسن وقتادة وان هؤلاء سواء من الصحابة والتابعين واتباع التابعين كابن جريج وابن زيد ومقاتل ابن سليمان ومقاتل - 00:10:37
وغيرهم ان هؤلاء يمكن ان يقارعهم هو باقواله واجتهاداته. وانه ليس ليس احد منهم معصوما كما يدعي بعض وهذا نوع من من نقص العلم في فهم مراتب المفسرين. وليس هذا هو السبيل في التعامل - 00:10:59
في التفسير مع العلماء. ومن امثل من تعامل مع تفسير هؤلاء ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى وكذلك ابن كثير وغيرهم من المفسرين وابن عطية وغيرهم من المفسرين المحررين الذين كانوا لا - 00:11:19
يتقدمون على اقوال هؤلاء ويعتبرونه حجة ويعتمدونها وانما وقع الخلل في بعض من كان ايضا متخصصا في علم التفسير انما وقع الخلل عندهم لاسباب في طريقة التعلم والتربية العلمية والا فهم بالنهاية لو نظرت اليهم - 00:11:35
فانهم يغضبون لانتقادك لمفسر من المفسرين ويرون انك باسلوبك وطريقتك تعمل على هذا المفسر بالنقيصة والدونية واما هم حينما يعترظون على مجاهد وعلى سعيد بن جبير وعلى ابن عباس وعلى غيرهم من المفسرين يقولون لك هؤلاء ليسوا بمعصومين. وهذا لا شك انه نوع - 00:12:04
لا اريد ان اسميه جالا تأدبا معهم نقول نقص في العلم وهذا ليس بسديد ولهذا لابد من تقرير مسألة مهمة جدا في هذا المقام وهي ان الاعتبار بجملة هؤلاء وليس بافرادهم - 00:12:34
الاعتبار بجملة هؤلاء وليس بافرادهم ولهذا من غرائب اقوال بعض هؤلاء ان يقول هات لي من الكتاب والسنة الدليل الكتاب والسنة سلمنا فهم الكتاب والسنة بفهم من؟ بفهمك انت ايها المعاصر متأخر - 00:12:50
او بفهم من لغته لغة التنزيل ومن عاصر التنزيل او نقل عمن عاصر التنزيل المنطق العلمي المنطق العلمي هل يقبل مثل هذا القول الذي يقول به هذا القائل لا شك انه لا يقبل - 00:13:09
كيف تقول هات لي دليلا من الكتاب والسنة على صحة فهم فلان او علان هذا ليس صحيحا وهذا يدل على خلل في الفهم وخلل في المنهج. وانما نحن نتلقى هذا العلم كما نتلقى غيره - 00:13:30
كابرا عن كابر جيلا عن جيل فلا بد من معرفة هذا الاصل المهم جدا الذي ارى مع الاسف بعض من يتصدى للتفسير قد اخل به فوقع في الخلل والخطأ. ولهذا قد يهدم الاجماع - 00:13:46
وهو لا يشعر بهذا لانه في غفلة عن مثل هذا الاصل الاصيل. ولهذا اعود واقول ان الرجوع الى جملة تفسير السلف اصل معتبر والحيدة عنه يوقع في الخلل بلا ريب - 00:14:04
والشواهد في هذا من اقوال المعاصرين كثيرة جدا وليس هذا مقام تقريرها لكن بما انه جاءت مناسبة هنا في قضية كون العلماء يعرفون متشابه حسنا ان ننبه الى هذه القضية وهي اننا بحاجة الى تأصيل هذا - 00:14:25
الامر ولعله تأتي ان شاء الله مناسبات ايضا لتقريره مرة اخرى. اذا الان هو المتشابه النسبي هو الذي يرجع فيه الى العلماء وكما قلت المتشابه النسبي وما يخفى على قوم - 00:14:44
ويظهر لاخرين. والقرآن كما قلت لكم مراتب في الفهم. فمنه كما قال ابن عباس ما يفهمه جميع الناس يفهمه العامة. ومنه ما يحتاج فيه الى لغة العرب ليتبين فيه القارئ والمعنى. ومنه ما يخفى على كثيرين - 00:15:01
ولا يدركه الا العلماء ولا يدركه الا العلماء ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعالى وما يعلم تأويله اي تفسيره الا الله والراسخون في العلم هذه الاية اصل في ان العلماء يعلمون التفسير. اذا كان تفسير التأويل - 00:15:17
بمعنى التفسير اذا قلنا نتوي بمعنى التفسير يكون ما يعلم تفسيره الا الله والراسخون في العلم فاذا هذا المتشابه النسبي. اما القسم الرابع فهو المتشابه الكلي وهو ما يعلمه او ما لا يعلمه الا الله - 00:15:40
وقد قال ابن عباس في بعض الروايات من ادعى علمه فقد كذب. وقد اشار المؤلف الى مثال قال فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة وهذا لا يدخل في بيان المعاني - 00:16:00
وانما يدخل فيما بعد المعنى ولهذا هذا يدخل في معنى التأويل الثاني ويكون معنى الاية بناء على هذا القول وما يعلم تأويله الا الله ثم يقف ويقول الراسخون في العلم يقولون امنا به ويكون المراد بالتأويل هنا - 00:16:14
ما تؤول اليه حقائق القرآن. ما تؤول اليه حقائق القرآن وهذه قضايا غيبية بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه قال ولما يأتيهم تأويله ما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله بمعنى انه لم يقع تأويله بعد - 00:16:36
والسلف قد كانوا يفهمون من القرآن ايات ويحيلون تأويلها على المستقبل مثل قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا يضركم من ضل اذا اهتديتم قال ابن مسعود لما سمع تفسير احد - 00:16:58
اصحابه لهذه الاية اعترض على فهمه وقال واي لم يأتي تأويلهن بعد وجعل هذه الاية منها يعني جعل اية آآ لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ان تأويلها لم يأتي بعد - 00:17:16
هل يفهم من كلام ابن مسعود انه لا احد يعرف معنى الاية؟ لا معناها معروف معناها معروف ولكن وقوع هذا المعنى وهو التأويل لم يقع الان عنده وانما يقع في اخر الزمان - 00:17:35
انه يؤمر بالمعروف فلا يسمع وينهى عن المنكر فلا يسمع فهنا يقول عليك بخاصة اهلك فجعل ابن مسعود هذه الاية تأويلها بمعنى وقت وقوعها في ذلك الزمان. لكن في زمان ابن مسعود لا - 00:17:57
يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر وشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة ظاهرة واضح هذه الفكرة؟ فاذا الان وهذا هناك امثلة كثيرة من هذا الباب انهم يعلمون ان التأويل وما تأوي اليه حقائق هذه الاشياء. نعم - 00:18:14
اليكم فصار التفسير منقسما على ثلاثة اقسام احدها ما اختص الله تعالى بعلمه كالغيوب فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره ولا يجوز ان يؤخذ الا عن توقيف من احد ثلاثة اوجه - 00:18:32
اما من نص في سياق التنزيل. واما عن بيان من جهة الرسول واما عن اجماع الامة على ما اتفقوا عليه من تأويل فان لم فان لم يرد فيه توقيف علمنا ان الله تعالى اراد لمصلحة استأثر بها الا يطلع عباده - 00:18:50
وعلى غيبه. نعم. لاحظ الاقسام او القسم الاول الذي ذكره ما اختص الله بعلمه وذكر منه الغيوب. وهناك ايضا ممكن يدخل معها الحكم يعني ممكن نقسمها الى ثلاث اقسام الغيبيات وكيفيات الغيبيات - 00:19:11
وحكم بعض الاشياء التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن هذه ثلاث قضايا تدخل في المتشابه الكلي لا تؤخذ الا من ثلاث جهات اما نص في سياق التنزيل واما عن بيان من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:19:33
واما عن اجماع الامة على ما اتفقوا عليه من تأويل هذه الثلاثة لان الاجماع معصوم فهذه الثلاثة هي التي تبين لنا عن هذه الكيفيات او المغيبات يعني كيفيات المغيبات او المغيبات وقت وقوعها - 00:19:54
او كذلك الحكم مثال ذلك في امور المغيبة تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لحياة الشهداء فالرسول صلى الله عليه وسلم فسر لنا وبين كيف تكون حياة الشهداء البرزخية فهذا من البيان النبوي الذي جاء من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:20:11
فهذا مثال لما يمكن ان يقال عنه فيما يتعلق بالمشابه الكلي. لو لم يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الكيفية لما فهمناها ونحن نؤمن بانهم احياء وانهم يرزقون. لكن كيف حياتهم - 00:20:38
هذه دخلت في الكيفيات احتجنا فيها الى دليل من المعصوم والمعصوم كما ذكر هو ثلاثة اما خبر من كتاب الله واما خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما اجماع من الامة. نعم يا شيخ - 00:20:56
والقسم الثاني ما يرجع فيه ما يرجع فيه الى لسان العرب وذلك شيئان اللغة والاعراب فاما اللغة فيكون العلم بها في حق المفسر دون القارئ فان كان مما لا يجب العمل فان كان مما لا يوجب العمل جاز ان يعمل فيه على خبر الواحد والاثنين - 00:21:14
وان يستشهد فيه من الشعر بالبيت والبيتين وان كان مما يوجب العمل لم يعمل فيه على خبر واحد والاثنين. ولا يستشهد فيه بالبيت والبيتين حتى يكون نقله مستفيضا وشواهد وشواهد الشعر فيه متناصرة - 00:21:37
وقد روى ابو حاضر عن ابن عباس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي علم اي علم القرآن افضل؟ قال غريبه فالتمسوه في الشعر. وانما خص الغريب لاختصاصه باعجاز - 00:21:59
قرآن واحال على الشعر لانه ديوان كلامهم وشواهد معانيهم. وقد قال ابن عباس اذا اشكل عليكم الشيء من كتاب الله فالتمسوه في الشعر. فان الشعر ديوان العرب واما الاعراب فان كان اختلافه موجبا لاختلاف حكمه وتغيير تأويله لزم العلم به في حق المفسر وحق القارئ - 00:22:15
وصل المفسر الى معرفة حكمه ويسلم القارئ من لحنه. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه وان كان اختلاف اعرابه لا يوجب اختلاف حكمه ولا يقتضي تغييرا تأويله كان العلم باعرابه لازما في حق - 00:22:45
قارئ ليسلم من اللحن في تلاوته ولم يلزم في حق المفسر لوصوله مع الجهل باعرابه الى معرفة بحكمه وان كان الجهل باعراب القرآن نقصا عاما. نعم. لان نشرح هذا ونقف عنده. القسم الثاني قال - 00:23:10
ما يرجع فيه الى لسان العرب وذكر فيه شيئان اللغة والاعراب ولو اظاف ايضا اليها اللي هو علم ما يسمى بعلم البلاغة لكان ايضا اولى لكن هنا الان ما يرجع فيه للانسان العرب لما ذكر اللغة - 00:23:30
تلاحظون انه قسم تقسيمات ليس عليها دليل في ان يكون العلم بها في حق المفسر دون القارئ فان كان مما لا يجيب العمل جاز فيه على خبر الواحد والاثنين هذا التقسيم ليس عليه دليل. سواء كان يوجب العمل او لم يوجب العمل. فالاستشهاد بالبيت والبيتين - 00:23:48
هو من صنع العلماء يعني ايضا تواردت عليه اه او توارد عليه عمل العلماء وهذا التقسيم منه رحمه الله تعالى يعني غير سديد وغير معمول به يعني من راجع طرائق العلماء في الاستشهاد - 00:24:10
فانهم قد يستشهدون في بعض الاحكام بالبيت والبيتين ولم يقف احد منهم على الاستشهاد بمثل هذه الابيات. فلا موجب للتفريق في هذا الامر سواء كان مما يوجب العمل او مما لا يوجبه - 00:24:29
كون العلم بها في حق المفسر دون القارئ هذا ايضا التقسيم يعني ممكن انا نقول في حق المفسر اكثر القارئ اصلا كأنه يرى ان مهمته ان يقرأ فقط فمعنى ذلك انه لا يلزم القارئ - 00:24:49
الذي يبين كيفية النطق الالفاظ لا يلزمه معرفة ماذا؟ المعاني ومعنى ذلك ان معرفة المعاني في حقه اكمل لكن المهمة او الهدف الذي آآ يخص القارئ هو قضية كيفية اداء - 00:25:08
اللفظ اما معرفة المعنى فهي من حق المفسر. فاذا كانت من اللوازم يعني من اللوازم مع المفسر اكثر من كونها على القارئ واورد طبعا حديث آآ غريب قال انه سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي القرآن افضل الى اخره وهذا الحديث كما قال - 00:25:30
اه محقق الكتاب قال لم اعتد الى تخريجي وهو ليس في كتب الصحاح والمساند والسنن ولذا لا يحتج به في مثل هذا المقام طبعا المؤلف قال انما خص الغريب الاختصاصي باعجاز القرآن نقول الفائدة لو كان ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لاحتجنا الى ان نعرف العلة في - 00:25:51
تخصيصه صلى الله عليه وسلم واما الاعراب اه طبعا الرجوع الى ديوان العرب اللي هو الشعر هذا لا خلاف فيه بين العلماء من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم الا شذاذ ذكرهم اه - 00:26:15
اه ابن الانباري في انهم اعترظوا على النحوين للاستشهاد بالشعر لمعاني القرآن ولكن هذا قول فيه شذوذ وقد بقيت اه العلماء على هذا المعنى ايضا طبقات متوالية وهم يستشهدون بالشعر في بيان معاني القرآن - 00:26:30
الاعراب والمراد به تغير اواخر الكلمات هو ذكر ايضا ان كان اختلافه موجبا لاختلاف حكمه وتغيير تأويله لزم العلم به في حق المفسر وهذا ضابط جيد بان نقول الان اذا كان في - 00:26:50
الاختلاف في الاعراب موجب لاختلاف المعنى فانه يلزم المفسر معرفة الاعراب وهذا ضابط جيد لكن قول النبي صلى الله عليه وسلم طبعا الذين سبقوا ايضا حديث او هذا حديث ضعيف جدا ايضا لا يحتج به في هذا المقام اعربوا القرآن والتمسوا غرائب - 00:27:07
ليس المراد بالاعراب هنا الذي هو النحو ليس المراد بالاعراب النحو وانما المراد بقوله اعرب القرآن او احد مرادات ذكراه العلماء فيقول اعرب القرآن اي انطقوه ماذا عربيا يعني اعربوها او ينطقوه - 00:27:26
اعرابي وليس المراد الاعراب الذي صار فيما بعد بمعنى لواء النحو الذي تتأثر به اواخر الكلمات قال وان كان اختلاف اعرابه لا يوجب اختلاف حكمه ولا يقتضي تغيير تأويله كان العلم باعرابه لازما في حق القارئ ليسلم من اللحن - 00:27:44
وليس في حق المفسر ويكون في حق المفسر فضلا وفي حق القارئ ايش اصلا واجبا يعني معرفة الاعراب قال ولم يلزم في حق المفسر لوصوله مع الجهل باعرابه الى معرفة - 00:28:05
حكمه وهذا ايضا ضابط اخر ينبه عليه في كون انه اذا لم يؤثر الاعراب على فهم المعنى بمعنى انه لو لم يعرف المفسر اعراب هذه الجملة وكان يستطيع فهم معناها بدون اعرابها - 00:28:22
فانه لا يلزمه الاعراب. فمثلا لو جئت الى مفسر وقلت له ما معنى انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر فبين لك المعاني فلو قلت له ما اعراب وانحر ولم يعرفه - 00:28:44
لكنه عرف المعنى في ان جاهله بالاعراب لا يؤثر على جهله بالمعنى جهلوا بالاعراب لا يؤثر على جهله بالمعنى لكن لما نأتي الى قول سنقرئك ولا تنسى ونقول له ما اعراب تنسى - 00:29:02
اذا قال انه فعل مضارع مجزوم بناء الناهية هنا وقع خلاف في المعنى لان المعنى الاخر فلا تنسى ان لا نافية ويكون من باب الخبر والبشرى للنبي صلى الله عليه وسلم انه لا يقع منه نسيان الا ما شاء الله - 00:29:19
ان يقع فيه النسيان فاختلف اذا الان هنا المعنى فصار فهم فصار الاعراب في هذه الاية لازما والاعراب في الاية الاخرى غير لازم وهذا ضابط جيد. لكن الاكمل كما قال - 00:29:39
هو معرفة الاعراب ولذا قالوا ان كان الجهل باعراب القرآن نقصا عاما يعني الجهل باعراب القرآن في حق المفسر يعتبر لا شك انه من النقص. لكن اذا كان المعنى يتأثر - 00:29:53
فانه يتوجب عليه معرفة الاعراب والعلم نقف عند هذا ونكمل ان شاء الله في اللقاء القادم آآ بقية القسم الثالث. نعم - 00:30:07
التفريغ
في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما - 00:00:15
فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. احمد الله سبحانه وتعالى - 00:00:45
الذي يسر لنا اللقاء بعد هذه الاجازة الطويلة واسأل سبحانه وتعالى ان يجعل هذا اللقاء مباركا وان ينعم علينا بفهم كتابه انه سميع مجيب. هذا يوم السبت الثاني عشر من الشهر العاشر شوال من عام الف واربعمئة واثنين وثلاثين - 00:01:23
ولعل الله سبحانه وتعالى يمكننا ان شاء الله من اخذ حصة كافية من مقدمات المفسرين وكذلك من تفسير الامام ابن جرير الطبري ونبتدأ ان باكمال مقدمة كتاب النكت والعيون للامام المواردي - 00:01:48
المتوفى سنة اربع مئة خمسين وقد وقفنا عند الصفحة السادسة والثلاثين. تفضل شيخ عبد الله الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا قال المؤلف رحمه الله تعالى - 00:02:10
فصل فاذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى الفاظه وشواهد خطابه فقد قسم عبدالله ابن ابن عباس رضي الله عنه وجوه التفسير الى اربعة اقسام. فروى سفيان عن ابي الزناد - 00:02:32
قال ابن عباس التفسير على اربعة اوجه وجه تعرفه العرب بكلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. وهذا صحيح اما الذي تعرفه العرب بكلامها فهو حقائق اللغة وموضوع وموضوع كلامهم. واما الذي لا - 00:02:52
احد بجهالته فهو ما يلزم الكافة من في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد واما الذي يعلمه العلماء فهو وجوه تأويل المتشابه وفروع الاحكام واما الذي لا يعلمه الا الله عز وجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة - 00:03:22
وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح غير ان ما لا يعذر احد بجهالته داخل في جملة ما يعلمه العلماء من الرجوع اليهم في تأويله. وانما يختلف القسمان وانما يختلف القسمان - 00:03:48
في فرض العلم به فما لا يعذر احد بجهله يكون فرض فرض العلم به على الاعيان وما يختص علماء يكون فرض العلم به على الكفاية فصار التفسير منقسما على ثلاثة اقسام. نعم - 00:04:07
نشرح هذا ثم نكمل قال المؤلف فاذا صح جواز الاجتهاد في استخراج معاني القرآن من فحوى الفاظه وشوائد خطابه فقد قسم عبد الله بن عباس فهو اراد ان يبني بعد ان ذكر اعجاز القرآن وانه مع كونه معجزا - 00:04:27
انه مدرك المعاني ثم ذكر ايضا جملة من الاثار التي تدل على جواز الاجتهاد انتقل الى ذكر اقسام التفسير او وجوه التفسير عند ابن عباس. هذه الوجوه التي ذكرها كما - 00:04:49
روي عن ابن عباس ان التفسير على اربعة اوجه الاول وجه تعرفه العرب بكلامها وهذا الذي تعرفه العرب بكلامها لا يخرج منه اي لفظة في القرآن ان تعرفوا العرب بكلامها لا يخرج منه اي لفظة - 00:05:13
من القرآن بمعنى انه ما من لفظة من الفاظه الا والعرب تعرف معنى هذا الكلام؟ لماذا لان الله سبحانه وتعالى قال بلسان عربي مبين انا انزلناه قرآنا اعربيا فوصفه بكونه - 00:05:37
عربيا يدل على انه لا يوجد فيه كلمة يمكن ان يقال انه لا يفهم معناها بمعنى انه لا يفهم احد من الناس جميعا معنى هذه الكلمة هذا لا يوجد وهذه قاعدة - 00:06:00
مهمة يجب ان ننتبه لها. لكن المقصود هنا والتنبيه على ما يمكن ان يكون غريبا عند قوم دون قوم ما يكون غريبا عند قوم دون قوم فهذا يحال فيه الى لسان العرب - 00:06:21
كما هو المهيع المعروف من طريقة الصحابة والتابعين واتباعهم ومن جاء بعدهم من العلماء في انهم يبينون معاني القرآن بالشواهد من الفاظ العرب منثورها وشعرها ثم ان قال وتفسير لا يعذر احد بجهالته - 00:06:40
واشار هو الى ان المراد به ما يلزم الكافة في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد ولهذا ستجد ان اصول الاعتقاد واصول الاحكام واصول الاداب مما لا يعذر احد بجهالته - 00:07:02
وهو واضح المعنى لكل من سمعه باي لغة نقل هذا الكلام باي لغة نقل هذا الكلام فانه يعلمه كل احد فمثلا التوحيد او النهي عن الكذب او النهي عن السرقة او النهي عن الزنا او غيرها - 00:07:24
باي لغة نقلتها فان كل واحد يسمع هذا الخطاب ولو كان مترجما فانه يفهم المراد منه ولا يعذر بجهالته وانما قد يعذر بجهالة تفاصيل بعض الاحكام نعم اما اصول الاحكام - 00:07:46
اصول العقائد واصول الاداب هذه فانه لا يعذر احد بجهالتها ثم القسم الثالث تفسير يعلمه العلماء وذكر فيه وجوه تأويل متشابه وفروع الاحكام تأويل المتشابه هذا المراد به المتشابه النسبي. بمعنى - 00:08:05
الذي يشتبه على قوم دون قوم والقرآن على مراتب كما ذكر الان ابن عباس منه ما يعرفه العامة الكافة ومنه ما يكون مشكلا من جهة اللغة فيحتاج فيه الى العلماء - 00:08:31
ولهذا نلاحظ انه اعاد ما لا يعذر احد بجهالته اعاده الى ماذا الى ايضا معرفة العلماء وهذا صحيح وكذلك ما يعرف من جهة اللغة ايضا يمكن ان يعاد الى العلماء - 00:08:52
لكن هذا التقسيم من ابن عباس هو تقسيم يمكن ان قال عنه فني لكي يتبين طبقات فهم القرآن فمعنى ذلك ان هناك ايات يفهمها الكافة من جهة اللسان هناك ايات - 00:09:10
يفهم المراد منها الكافة من جهة المعاني وهناك ايات تشكل على كثير من الناس فتحتاج فيه الى العلماء وهو الذي يطلق عليه المتشابه النسبي والا لو كان الناس كلهم سواء في فهم القرآن - 00:09:30
فما قيمة قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه الكتاب وفي رواية اعلمه التأويل فاذا هذا يدل على تمايز الناس في فهم كلام الله سبحانه وتعالى - 00:09:52
وهذا اصل مهم جدا خصوصا حينما يتعرض لكتاب الله سبحانه وتعالى من ليس من اهل العلم ولا يعرف به او من كان من العامة او من كان من انصاف المتعلمين ممن اوتي حظا من العلم او شيء منه ويظن انه بما اوتيه من العلم يستطيع ان يفهم - 00:10:10
كلام الله وان يقارع اقوال ابن عباس وابن مسعود وعمر ابن الخطاب ومجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة وعطاء والحسن وقتادة وان هؤلاء سواء من الصحابة والتابعين واتباع التابعين كابن جريج وابن زيد ومقاتل ابن سليمان ومقاتل - 00:10:37
وغيرهم ان هؤلاء يمكن ان يقارعهم هو باقواله واجتهاداته. وانه ليس ليس احد منهم معصوما كما يدعي بعض وهذا نوع من من نقص العلم في فهم مراتب المفسرين. وليس هذا هو السبيل في التعامل - 00:10:59
في التفسير مع العلماء. ومن امثل من تعامل مع تفسير هؤلاء ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى وكذلك ابن كثير وغيرهم من المفسرين وابن عطية وغيرهم من المفسرين المحررين الذين كانوا لا - 00:11:19
يتقدمون على اقوال هؤلاء ويعتبرونه حجة ويعتمدونها وانما وقع الخلل في بعض من كان ايضا متخصصا في علم التفسير انما وقع الخلل عندهم لاسباب في طريقة التعلم والتربية العلمية والا فهم بالنهاية لو نظرت اليهم - 00:11:35
فانهم يغضبون لانتقادك لمفسر من المفسرين ويرون انك باسلوبك وطريقتك تعمل على هذا المفسر بالنقيصة والدونية واما هم حينما يعترظون على مجاهد وعلى سعيد بن جبير وعلى ابن عباس وعلى غيرهم من المفسرين يقولون لك هؤلاء ليسوا بمعصومين. وهذا لا شك انه نوع - 00:12:04
لا اريد ان اسميه جالا تأدبا معهم نقول نقص في العلم وهذا ليس بسديد ولهذا لابد من تقرير مسألة مهمة جدا في هذا المقام وهي ان الاعتبار بجملة هؤلاء وليس بافرادهم - 00:12:34
الاعتبار بجملة هؤلاء وليس بافرادهم ولهذا من غرائب اقوال بعض هؤلاء ان يقول هات لي من الكتاب والسنة الدليل الكتاب والسنة سلمنا فهم الكتاب والسنة بفهم من؟ بفهمك انت ايها المعاصر متأخر - 00:12:50
او بفهم من لغته لغة التنزيل ومن عاصر التنزيل او نقل عمن عاصر التنزيل المنطق العلمي المنطق العلمي هل يقبل مثل هذا القول الذي يقول به هذا القائل لا شك انه لا يقبل - 00:13:09
كيف تقول هات لي دليلا من الكتاب والسنة على صحة فهم فلان او علان هذا ليس صحيحا وهذا يدل على خلل في الفهم وخلل في المنهج. وانما نحن نتلقى هذا العلم كما نتلقى غيره - 00:13:30
كابرا عن كابر جيلا عن جيل فلا بد من معرفة هذا الاصل المهم جدا الذي ارى مع الاسف بعض من يتصدى للتفسير قد اخل به فوقع في الخلل والخطأ. ولهذا قد يهدم الاجماع - 00:13:46
وهو لا يشعر بهذا لانه في غفلة عن مثل هذا الاصل الاصيل. ولهذا اعود واقول ان الرجوع الى جملة تفسير السلف اصل معتبر والحيدة عنه يوقع في الخلل بلا ريب - 00:14:04
والشواهد في هذا من اقوال المعاصرين كثيرة جدا وليس هذا مقام تقريرها لكن بما انه جاءت مناسبة هنا في قضية كون العلماء يعرفون متشابه حسنا ان ننبه الى هذه القضية وهي اننا بحاجة الى تأصيل هذا - 00:14:25
الامر ولعله تأتي ان شاء الله مناسبات ايضا لتقريره مرة اخرى. اذا الان هو المتشابه النسبي هو الذي يرجع فيه الى العلماء وكما قلت المتشابه النسبي وما يخفى على قوم - 00:14:44
ويظهر لاخرين. والقرآن كما قلت لكم مراتب في الفهم. فمنه كما قال ابن عباس ما يفهمه جميع الناس يفهمه العامة. ومنه ما يحتاج فيه الى لغة العرب ليتبين فيه القارئ والمعنى. ومنه ما يخفى على كثيرين - 00:15:01
ولا يدركه الا العلماء ولا يدركه الا العلماء ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعالى وما يعلم تأويله اي تفسيره الا الله والراسخون في العلم هذه الاية اصل في ان العلماء يعلمون التفسير. اذا كان تفسير التأويل - 00:15:17
بمعنى التفسير اذا قلنا نتوي بمعنى التفسير يكون ما يعلم تفسيره الا الله والراسخون في العلم فاذا هذا المتشابه النسبي. اما القسم الرابع فهو المتشابه الكلي وهو ما يعلمه او ما لا يعلمه الا الله - 00:15:40
وقد قال ابن عباس في بعض الروايات من ادعى علمه فقد كذب. وقد اشار المؤلف الى مثال قال فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة وهذا لا يدخل في بيان المعاني - 00:16:00
وانما يدخل فيما بعد المعنى ولهذا هذا يدخل في معنى التأويل الثاني ويكون معنى الاية بناء على هذا القول وما يعلم تأويله الا الله ثم يقف ويقول الراسخون في العلم يقولون امنا به ويكون المراد بالتأويل هنا - 00:16:14
ما تؤول اليه حقائق القرآن. ما تؤول اليه حقائق القرآن وهذه قضايا غيبية بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه قال ولما يأتيهم تأويله ما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله بمعنى انه لم يقع تأويله بعد - 00:16:36
والسلف قد كانوا يفهمون من القرآن ايات ويحيلون تأويلها على المستقبل مثل قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا يضركم من ضل اذا اهتديتم قال ابن مسعود لما سمع تفسير احد - 00:16:58
اصحابه لهذه الاية اعترض على فهمه وقال واي لم يأتي تأويلهن بعد وجعل هذه الاية منها يعني جعل اية آآ لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ان تأويلها لم يأتي بعد - 00:17:16
هل يفهم من كلام ابن مسعود انه لا احد يعرف معنى الاية؟ لا معناها معروف معناها معروف ولكن وقوع هذا المعنى وهو التأويل لم يقع الان عنده وانما يقع في اخر الزمان - 00:17:35
انه يؤمر بالمعروف فلا يسمع وينهى عن المنكر فلا يسمع فهنا يقول عليك بخاصة اهلك فجعل ابن مسعود هذه الاية تأويلها بمعنى وقت وقوعها في ذلك الزمان. لكن في زمان ابن مسعود لا - 00:17:57
يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر وشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة ظاهرة واضح هذه الفكرة؟ فاذا الان وهذا هناك امثلة كثيرة من هذا الباب انهم يعلمون ان التأويل وما تأوي اليه حقائق هذه الاشياء. نعم - 00:18:14
اليكم فصار التفسير منقسما على ثلاثة اقسام احدها ما اختص الله تعالى بعلمه كالغيوب فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره ولا يجوز ان يؤخذ الا عن توقيف من احد ثلاثة اوجه - 00:18:32
اما من نص في سياق التنزيل. واما عن بيان من جهة الرسول واما عن اجماع الامة على ما اتفقوا عليه من تأويل فان لم فان لم يرد فيه توقيف علمنا ان الله تعالى اراد لمصلحة استأثر بها الا يطلع عباده - 00:18:50
وعلى غيبه. نعم. لاحظ الاقسام او القسم الاول الذي ذكره ما اختص الله بعلمه وذكر منه الغيوب. وهناك ايضا ممكن يدخل معها الحكم يعني ممكن نقسمها الى ثلاث اقسام الغيبيات وكيفيات الغيبيات - 00:19:11
وحكم بعض الاشياء التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن هذه ثلاث قضايا تدخل في المتشابه الكلي لا تؤخذ الا من ثلاث جهات اما نص في سياق التنزيل واما عن بيان من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:19:33
واما عن اجماع الامة على ما اتفقوا عليه من تأويل هذه الثلاثة لان الاجماع معصوم فهذه الثلاثة هي التي تبين لنا عن هذه الكيفيات او المغيبات يعني كيفيات المغيبات او المغيبات وقت وقوعها - 00:19:54
او كذلك الحكم مثال ذلك في امور المغيبة تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لحياة الشهداء فالرسول صلى الله عليه وسلم فسر لنا وبين كيف تكون حياة الشهداء البرزخية فهذا من البيان النبوي الذي جاء من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:20:11
فهذا مثال لما يمكن ان يقال عنه فيما يتعلق بالمشابه الكلي. لو لم يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الكيفية لما فهمناها ونحن نؤمن بانهم احياء وانهم يرزقون. لكن كيف حياتهم - 00:20:38
هذه دخلت في الكيفيات احتجنا فيها الى دليل من المعصوم والمعصوم كما ذكر هو ثلاثة اما خبر من كتاب الله واما خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واما اجماع من الامة. نعم يا شيخ - 00:20:56
والقسم الثاني ما يرجع فيه ما يرجع فيه الى لسان العرب وذلك شيئان اللغة والاعراب فاما اللغة فيكون العلم بها في حق المفسر دون القارئ فان كان مما لا يجب العمل فان كان مما لا يوجب العمل جاز ان يعمل فيه على خبر الواحد والاثنين - 00:21:14
وان يستشهد فيه من الشعر بالبيت والبيتين وان كان مما يوجب العمل لم يعمل فيه على خبر واحد والاثنين. ولا يستشهد فيه بالبيت والبيتين حتى يكون نقله مستفيضا وشواهد وشواهد الشعر فيه متناصرة - 00:21:37
وقد روى ابو حاضر عن ابن عباس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي علم اي علم القرآن افضل؟ قال غريبه فالتمسوه في الشعر. وانما خص الغريب لاختصاصه باعجاز - 00:21:59
قرآن واحال على الشعر لانه ديوان كلامهم وشواهد معانيهم. وقد قال ابن عباس اذا اشكل عليكم الشيء من كتاب الله فالتمسوه في الشعر. فان الشعر ديوان العرب واما الاعراب فان كان اختلافه موجبا لاختلاف حكمه وتغيير تأويله لزم العلم به في حق المفسر وحق القارئ - 00:22:15
وصل المفسر الى معرفة حكمه ويسلم القارئ من لحنه. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه وان كان اختلاف اعرابه لا يوجب اختلاف حكمه ولا يقتضي تغييرا تأويله كان العلم باعرابه لازما في حق - 00:22:45
قارئ ليسلم من اللحن في تلاوته ولم يلزم في حق المفسر لوصوله مع الجهل باعرابه الى معرفة بحكمه وان كان الجهل باعراب القرآن نقصا عاما. نعم. لان نشرح هذا ونقف عنده. القسم الثاني قال - 00:23:10
ما يرجع فيه الى لسان العرب وذكر فيه شيئان اللغة والاعراب ولو اظاف ايضا اليها اللي هو علم ما يسمى بعلم البلاغة لكان ايضا اولى لكن هنا الان ما يرجع فيه للانسان العرب لما ذكر اللغة - 00:23:30
تلاحظون انه قسم تقسيمات ليس عليها دليل في ان يكون العلم بها في حق المفسر دون القارئ فان كان مما لا يجيب العمل جاز فيه على خبر الواحد والاثنين هذا التقسيم ليس عليه دليل. سواء كان يوجب العمل او لم يوجب العمل. فالاستشهاد بالبيت والبيتين - 00:23:48
هو من صنع العلماء يعني ايضا تواردت عليه اه او توارد عليه عمل العلماء وهذا التقسيم منه رحمه الله تعالى يعني غير سديد وغير معمول به يعني من راجع طرائق العلماء في الاستشهاد - 00:24:10
فانهم قد يستشهدون في بعض الاحكام بالبيت والبيتين ولم يقف احد منهم على الاستشهاد بمثل هذه الابيات. فلا موجب للتفريق في هذا الامر سواء كان مما يوجب العمل او مما لا يوجبه - 00:24:29
كون العلم بها في حق المفسر دون القارئ هذا ايضا التقسيم يعني ممكن انا نقول في حق المفسر اكثر القارئ اصلا كأنه يرى ان مهمته ان يقرأ فقط فمعنى ذلك انه لا يلزم القارئ - 00:24:49
الذي يبين كيفية النطق الالفاظ لا يلزمه معرفة ماذا؟ المعاني ومعنى ذلك ان معرفة المعاني في حقه اكمل لكن المهمة او الهدف الذي آآ يخص القارئ هو قضية كيفية اداء - 00:25:08
اللفظ اما معرفة المعنى فهي من حق المفسر. فاذا كانت من اللوازم يعني من اللوازم مع المفسر اكثر من كونها على القارئ واورد طبعا حديث آآ غريب قال انه سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي القرآن افضل الى اخره وهذا الحديث كما قال - 00:25:30
اه محقق الكتاب قال لم اعتد الى تخريجي وهو ليس في كتب الصحاح والمساند والسنن ولذا لا يحتج به في مثل هذا المقام طبعا المؤلف قال انما خص الغريب الاختصاصي باعجاز القرآن نقول الفائدة لو كان ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لاحتجنا الى ان نعرف العلة في - 00:25:51
تخصيصه صلى الله عليه وسلم واما الاعراب اه طبعا الرجوع الى ديوان العرب اللي هو الشعر هذا لا خلاف فيه بين العلماء من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم الا شذاذ ذكرهم اه - 00:26:15
اه ابن الانباري في انهم اعترظوا على النحوين للاستشهاد بالشعر لمعاني القرآن ولكن هذا قول فيه شذوذ وقد بقيت اه العلماء على هذا المعنى ايضا طبقات متوالية وهم يستشهدون بالشعر في بيان معاني القرآن - 00:26:30
الاعراب والمراد به تغير اواخر الكلمات هو ذكر ايضا ان كان اختلافه موجبا لاختلاف حكمه وتغيير تأويله لزم العلم به في حق المفسر وهذا ضابط جيد بان نقول الان اذا كان في - 00:26:50
الاختلاف في الاعراب موجب لاختلاف المعنى فانه يلزم المفسر معرفة الاعراب وهذا ضابط جيد لكن قول النبي صلى الله عليه وسلم طبعا الذين سبقوا ايضا حديث او هذا حديث ضعيف جدا ايضا لا يحتج به في هذا المقام اعربوا القرآن والتمسوا غرائب - 00:27:07
ليس المراد بالاعراب هنا الذي هو النحو ليس المراد بالاعراب النحو وانما المراد بقوله اعرب القرآن او احد مرادات ذكراه العلماء فيقول اعرب القرآن اي انطقوه ماذا عربيا يعني اعربوها او ينطقوه - 00:27:26
اعرابي وليس المراد الاعراب الذي صار فيما بعد بمعنى لواء النحو الذي تتأثر به اواخر الكلمات قال وان كان اختلاف اعرابه لا يوجب اختلاف حكمه ولا يقتضي تغيير تأويله كان العلم باعرابه لازما في حق القارئ ليسلم من اللحن - 00:27:44
وليس في حق المفسر ويكون في حق المفسر فضلا وفي حق القارئ ايش اصلا واجبا يعني معرفة الاعراب قال ولم يلزم في حق المفسر لوصوله مع الجهل باعرابه الى معرفة - 00:28:05
حكمه وهذا ايضا ضابط اخر ينبه عليه في كون انه اذا لم يؤثر الاعراب على فهم المعنى بمعنى انه لو لم يعرف المفسر اعراب هذه الجملة وكان يستطيع فهم معناها بدون اعرابها - 00:28:22
فانه لا يلزمه الاعراب. فمثلا لو جئت الى مفسر وقلت له ما معنى انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر فبين لك المعاني فلو قلت له ما اعراب وانحر ولم يعرفه - 00:28:44
لكنه عرف المعنى في ان جاهله بالاعراب لا يؤثر على جهله بالمعنى جهلوا بالاعراب لا يؤثر على جهله بالمعنى لكن لما نأتي الى قول سنقرئك ولا تنسى ونقول له ما اعراب تنسى - 00:29:02
اذا قال انه فعل مضارع مجزوم بناء الناهية هنا وقع خلاف في المعنى لان المعنى الاخر فلا تنسى ان لا نافية ويكون من باب الخبر والبشرى للنبي صلى الله عليه وسلم انه لا يقع منه نسيان الا ما شاء الله - 00:29:19
ان يقع فيه النسيان فاختلف اذا الان هنا المعنى فصار فهم فصار الاعراب في هذه الاية لازما والاعراب في الاية الاخرى غير لازم وهذا ضابط جيد. لكن الاكمل كما قال - 00:29:39
هو معرفة الاعراب ولذا قالوا ان كان الجهل باعراب القرآن نقصا عاما يعني الجهل باعراب القرآن في حق المفسر يعتبر لا شك انه من النقص. لكن اذا كان المعنى يتأثر - 00:29:53
فانه يتوجب عليه معرفة الاعراب والعلم نقف عند هذا ونكمل ان شاء الله في اللقاء القادم آآ بقية القسم الثالث. نعم - 00:30:07
شرح مقدمات كتب التفسير - أ.د. مساعد بن سليمان الطيار