شرح ( الموطأ للإمام مالك ) المنبر الصوتي

13 - شرح موطأ الإمام مالك : رقم الحديث 114 || ماهر ياسين الفحل

ماهر الفحل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد جاء في الموطأ وحدثني عن مالك عن نافع - 00:00:01ضَ

ان عبد الله ابن عمر كان اذا اراد ان ينام او يطعم وهو جنب غسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم او نام اعتدنا ان نقرأ الحديث ثم نتحدث عما يتعلق به - 00:00:24ضَ

فالراوي عن يحيى يقول وحدثني عن مالك النافع ان عبد الله ابن عمر وهذا الاسناد من الاسانيد الصحيحة كالشمس حتى ان فضيلة الشيخ دياب بن سعد الغامدي حينما اورده في كتابه النافع في موسوعة الطهارة برقم تسع مئة وثمانية واربعين - 00:00:49ضَ

ومئة وسبعة وسبعين قال اسناده في غاية الصحة. نعم هو الحديث اسناده كالشمس بل هو من اصح الاسانيد ومن اشهرها وهذه السلسلة معروفة بفضله ومرر معنا في شرح صحيح البخاري كثرة الكلام عن هذه السلاسل - 00:01:12ضَ

وكذلك الرواة الذين لهم اثر كبير في ان يستفيد الطالب من تراجمهم ومعلوم بان تراجم هؤلاء الرجال مدرسة للاجيال وان القصص الواردة عن هؤلاء في عبادتهم وفي طلبهم للعلم وفي بثهم للعلم وفي ورعهم - 00:01:33ضَ

هي قصص وهي جند من جند الله يثبت الله تعالى بها من يشاء من عباده فقصص هؤلاء القوم وتعبد هؤلاء القوم امر مهم للغاية اذا يقول نافع ان عبد الله ابن عمر كان اذا اراد ان ينام - 00:01:54ضَ

او يطعن وهو جنب اذا اراد النوم او اراد الطعام حال كونه جنبا غسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم او نام. يعني هناك عملية الوضوء قبل النوم وقبل الطعام لمن كان جنبا - 00:02:17ضَ

طبعا امر النوم معلوم لبرود الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم ولتخفيف امر الجنابة ولانه كهيئة الموت فالانسان يستعد بالطهارة الكاملة فان لم يتيسر له الطهارة الكاملة ينام على احدى الطهارتين - 00:02:37ضَ

ويخفف عن نفسه الجنابة. اما الطعام فالانسان ينظف نفسه اذا هذا الحديث في الموطأ وهو برواية الزهري وكذلك برواية سويد ابن سعيد الحدثاني والحديث اخرجه من طريق الامام مالك البيهقي - 00:02:56ضَ

في السنن الكبرى ولذلك فان كتاب السنن الكبرى البيهقي هو مدرس عظيم مهم وهذا الحديث اخرجه عبد الرزاق رقم الف وسبعة وسبعين عن ابن جريج قال اخبرني نافع عن ابن عمران عمر استفتى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:18ضَ

فقال اينام احدنا وهو جنب فقال نعم ليتوظأ ثم لينم حتى يغتسل اذا شاء قال وكان عبد الله ابن عمر اذا اراد ان ينام وهو جنب صب على يديه ثم مضمض واستنثر - 00:03:36ضَ

ونضح في عينه في عينيه وغسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه ثم نام. واذا اراد ان يطعم وهو جنب فعلى ذلك وايضا هذا الاثر المروي من رواية عبد الرزاق اخرجه البيهقي ايضا في الكبرى الجزء العاشر صحيفة مئتين وواحد - 00:03:55ضَ

وهو ايضا في مصنف ابن ابي شيبة وعند الطحاوي من طريق ايوب عن نافع وكذلك اخرجه عبد الرزاق ومن طريقه الامام احمد بن حنبل في المسند عن عبيد الله ابن عمر عن نافع به - 00:04:14ضَ

واخرجه عبد الرزاق رقم عشرة الاف وثمانية وثمانين عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر وجعل القصة لابن عمر وليست لعمر وهذا خلاف اذا الامام مالك اختار هذه الرواية - 00:04:30ضَ

بهذه اللفظة وهذا يدل على انتقاء الامام مالك ونحن نعلم بان مالكا قد انتقى القوية من حديث اهل الحجاز لكن انا ذكرت تلك الطرق والاختلاف فيها ليعلم الطالب ان بجمع الطرق تعرف عند الاحاديث - 00:04:44ضَ

اذا هذا هو المحفوظ الذي في الموطأ وهذا لفظه عن نافع ان عبد الله ابن عمر كان اذا اراد ان ينام او يطعم وهو جنب اي حال كونه جنبا غسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه - 00:05:10ضَ

ثم طعم او نام طبعا هذا الحديث فيما يتعلق بالتخريج ثمة كتب لابد من الرجوع اليها حتى يعتاد الطالب على اهميتها. هذا الحديث في جامع الاصل ونحن نعلم بان جامع الاصول - 00:05:26ضَ

جمع الكتب الستة وهذبها ورتبها وذلل طعامها وشرح غريبها حتى قال ياقوت الحموي اقطع قطعا انه لم يصنف مثله قط جامع يرجع اليه لاجل موارده ومعلوم بانه قد ذكر الكتب الخمسة - 00:05:43ضَ

وجعل الموطأ هو السادس للكتب الخمسة ان يجعله مكان ابن نادر وهو بذلك قد نحى نحو رزيل بن معاوية التقصي صاحب كتاب تجريد الصحاح فاذا خرجت الحديث ارجع الى هذه الكتب التي جمعت عددا من الكتب - 00:06:06ضَ

الحديث في جامع خمسة الاف وثلاث مئة وخمسين. وقد رقم له بالرقم طائع وهو يذكر التخريج اولا على شكل الرقم ثم قال نافع مولى ابن عمران ابن عمر رضي الله عنهما - 00:06:29ضَ

كان اذا اراد ان ينام او يطعم وهو جنب غسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم او نام. اخرجه الموطأ طبعا هكذا هي عبارته حينما يخرج الحديث وهذا الحديث في كتاب جمع الفوائد جمع الفوائد ظن بين جامع الاصول ومجمع الزواج - 00:06:44ضَ

وهو فيه رقم ثمان مئة وواحد وعشرين نافع عن ابن عمر كان اذا اراد ان ينام او يطعم نافع ان ابن عمر كان اذا اراد ان ينام او يطعم وهو جنب غسل وجهه ويديه الى المرفقين ومسح برأسه ثم طعم او نام ثم قال لمالك يعني خرجه بهذه الطريقة وهو استفاد من جامع لصلبه - 00:07:06ضَ

لكن انا ذكرت هذين الكتابين من اجل ان نستفيد كيفية استعمال المصادر طبعا هذا الفعل لابن عمر للعلماء فيه كلام. فذكر شيخ الاسلام ابن تيمية علينا وعليه رحمة الله ان الوضوء اذا كان مستحبا - 00:07:29ضَ

وليس بواجب فله ان يقتصر على بعض اعضائه هكذا قال شيخ الاسلام طبعا هذا الكلام ممكن ان يكون كذلك اذا كان الامر كما قال الجمهور انهم استحب وليس بواجب ونحن نعلم بان الظاهرية قالوا بالوجوب فهناك من سبقهم في هذا - 00:07:48ضَ

نعم الحافظ ابن حجر قال يحمل ترك ابن عمر لغسل رجليه على ان ذلك كان لعذر. طبعا اجاب عليه الشيخ سعد الشيخ رياض بن سعد الغامدي حفظه الله قال الاصل عدم العذر - 00:08:11ضَ

قال الاصل عدم العذر نعم وهذا فعلا اصله عدم العذر حتى يرد الدليل عن العذر. حتى لا نتوسع في تأويل النصوص ثم قوله وكان ابن عمدة اراد ان ينام وهو جنب ثم ذكر فعله يدل على ان ذلك منه على الاستمرار وليس لعارض او عذرا نأخذه من - 00:08:26ضَ

يعني من من السياق ان هذا الامر كان يتكرر عند عبد الله بن عمر فهذا يدفع ما ذكره الحافظ ابن حجر ورضيه من رضيه فقال ابن عبد البر في الاستذكار لم يعجب مالكا - 00:08:50ضَ

فعل ابن عمر واظنه ادخله يعني في الموطأ هكذا يقول ابن عبد البر اعلاما ان ذلك في الوضوء ليس بلازم وهذا قد يجاب عليه كما قال الشيخ دياب بن سعد الغامدي حفظه الله قال اذا كان ليس بلازم فلماذا يحصل معظم اعضاء الوضوء؟ ولو كان ابن عمر تركه - 00:09:07ضَ

لكان ذلك مشعرا بذلك. على انه لا يتعدى ان يكون رأيا لابن عمر. وفعل الصحابي ليس بحجة الا اذا لم يخالف والحجة فيما روى لا فيما رأى وقال الصحابي هذا وضوء غير تام وقد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بوضوء تام - 00:09:30ضَ

فلا يفعل هذا الا وقد ثبت النسخ لذلك عنه توسع من الصحابة حينما يأتي بالنسخ ولا يوجد دليل لكن الذي رآه الشيخ ذياب قال قال والراجح والله اعلم فيما ظهر لان ابن عمر - 00:09:51ضَ

فهم ان هذا الوضوء هو الذي يتقدم غسل الجنابة نحن نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان يغتسل الجنابة غسل فرجه ورفع الاذى عن نفسه ثم توظأ الا رجليه. وهذه السنة ينبغي على الانسان ان لا يدع سنة سنها - 00:10:07ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الشيخ والراجح والله اعلم فيما ظهر لي ان ابن عمر فهم ان هذا الوضوء هو الذي يتقدم غسل الجنابة. وقد ورد في صفته الوضوء عند الغسل للجنابة صفتان - 00:10:26ضَ

الاولى ان يتوضأ وضوءا كاملا ثم يغتسل. الصفة الثانية ان يتوضأ الا موضع قدميه ثم يغتسل وكلا الصفتين ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسله للجنابة فاخذ ابن عمر باحدى الصفتين - 00:10:42ضَ

وهذا فيه مجال للاجتهاد وهل اذا توضأ للنوم واراد الاغتسال للجنابة؟ يعيد الوضوء ام لا؟ هذا مسألة تحتاج الى تأمل. نعم تحتاج الى تأمل. لكن اذا فعل هذا الشيء وذهب - 00:10:59ضَ

يحتسب انه لا يحتاج الى اعادة الوضوء الذي يسبق الجنابة وحقيقة هذا الوضوء هل هو الوضوء حقيقة ام هو تكريم اعضاء الوضوء والتقديم لها؟ يظهر انه تكريم لاعضاء الوضوء وتقديم لها - 00:11:13ضَ

كما حصل هذا في امر النبي صلى الله عليه وسلم من غسلنا ابنته ان يبدأنا بميامنها ومواضع الوضوء منها فالذي يظهر لي كما ذهب اليه الشيخ ذياب بن سعد حفظه الله تعالى - 00:11:27ضَ

ان الانسان اذا اراد ان ينام وهو جنب ان يتوضأ اما يتوضأ وضوءا كاملا واما ان يتوضأ الا رجليه واذا ذهب للاغتسال فهذا يسقط الوضوء الذي يسبق غسل الجنابة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:11:43ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:07ضَ