بما يذكرنا الرسل لقد جعل الله تعالى من وظيفة الرسل انهم يذكرون الناس ومن معاني هذا التذكير تذكيرهم بالعهد القديم الميثاق الذي اخذه عليهم والفطرة التي فطرهم عليها قال الله تعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب - 00:00:00
وقال عز وجل فذكر انما انت مذكر وقال سبحانه فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى وامر تعالى موسى وهارون عليهما السلام فقال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى - 00:00:28
وفي احد وجوه تفسير قوله تعالى بل له ما في السماوات والارض كل له قانطون. روى ابن ابي حاتم بسنده عن عكرمة قال كل له قانطون مقرون بالعبودية وقد علق عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله. قلت هذا اخبار عما فطروا عليه - 00:00:51
من الاقرار بان الله ربهم كما قال واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى فان هذه الاية بينة في اقرارهم وشهادتهم على انفسهم بالمعرفة التي فطروا عليها - 00:01:19
ان الله ربهم وقال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. الى ان قال شيخ الاسلام وايضا فان اكثر الناس غافلون عما فطروا عليه من العلم فيذكرون بالعلم الذي فطروا عليه - 00:01:45
واصل الاقرار من هذا الباب ولهذا توصف الرسل بانهم يذكرون ويصف الله تعالى اياته بانها تذكرة وتبصرة كما في قوله تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. وقال ايضا رحمه الله والمقصود هنا انه ليس في الرسل - 00:02:06
من قال اول ما دعا قومه انكم مأمورون بطلب معرفة الخالق فانظروا واستدلوا حتى تعرفوه. فلم يكلفوا اولا بنفس المعرفة ولا بالادلة الموصلة الى المعرفة اذ كانت قلوبهم تعرفه وتقر به - 00:02:31
وكل مولود يولد على الفطرة لكن عرض للفطرة ما غيرها والانسان اذا ذكر ذكر ما في فطرته ولهذا قال الله تعالى في خطابه لموسى تقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته - 00:02:54
من العلم الذي به يعرف ربه ويعرف انعامه عليه واحسانه اليه وافتقاره اليه كذلك يدعوه الى الايمان لعله يتذكر او يخشى ما ينذره به من العذاب فذلك ايضا يدعوه الى الايمان - 00:03:15
كما قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. فالحكمة تعريف الحق فيقبلها من قبل الحق بلا منازعة ومن نازعه هواه وعظ بالترغيب والترهيب العلم بالحق يدعو صاحبه الى اتباعه - 00:03:36
فان الحق محبوب في الفطرة وهو احب اليها واجل فيها والذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له فان الفطرة لا تحب ذاك فان لم يدعه الحق والعلم به قوة في عاقبة الجحود والعصيان - 00:03:59
وما في ذلك من العذاب النفس تخاف العذاب بالضرورة فكل حي يهرب مما يؤذيه. بخلاف نافع. وقال الامام المحقق ابن القيم رحمه الله الفطرة مركوز فيها معرفته ومحبته والاخلاص له والاقرار بشرعه. وايثاره على غيره - 00:04:18
فهي تعرف ذلك وتشعر به مجملا ومفصلا بعض التفصيل فجاءت الرسل تذكرها بذلك. وتنبهها عليه وتفصله لها وتبينه وتعرفها الاسباب المعارضة لموجب الفطرة المانعة من اقتفائها اثرها. وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل - 00:04:42
فانها امر بمعروف ونهي عن منكر. واباحة طيب وتحريم خبيث وامر بعدل ونهي عن ظلم وهذا كله مركوز في الفطرة وكمال تفاصيله وتبيينه موقوف على الرسل. وهكذا باب التوحيد واثبات الصفات - 00:05:09
فان في الفترة الاقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل فليس في العقول ابين ولا اجلا من معرفتها بكمال خالق هذا العالم - 00:05:31
وتنزيهه عن العيوب والنقائص وجاءت الرسل بالتذكرة بهذه المعرفة وتفصيلها الرسل تذكر بما في الفطر وتفصله وتبينه ولهذا كان العقل الصريح موافقا للنقل الصحيح والشرعة مقابلة للفطرة يتصادقان ولا يتعارضان - 00:05:53
وقال ايضا رحمه الله ثم بعث الرسل مذكرين به. ولهذا يقول تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقال عز وجل فذكر ان نفعت الذكرى. وقال سبحانه فذكر انما انت مذكر - 00:06:22
وقال تبارك وتعالى فما لهم عن التذكرة معرضين وهو كثير في القرآن ومفصلين لما في الفطرة والعقل من العلم به جملة انظر كيف وجد الاقرار به وبتوحيده وصفات كماله ونعوت جلاله وحكمته في خلقه وامره - 00:06:43
المقتضية اثبات رسالة رسله ومجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساءته كل هذا تراه مودعا في الفطرة مركوزا فيها فلو خليت على ما خلقت عليه لم يعرض لها ما يفسدها ويحولها ويغيرها عما فطرت عليه - 00:07:07
لاقرت بوحدانيته ووجوب شكره وطاعته وبصفاته وحكمته في افعاله وبالثواب والعقاب ولكنها لما فسدت وانحرفت عن المنهج الذي خلقت عليه انكرت ما انكرت وجحدت ما جحدت فبعث الله رسله مذكرين لاصحاب الفطر الصحيحة السليمة - 00:07:32
تنقادوا طوعا واختيارا ومحبة واذعانا بما جعل من شواهد ذلك في قلوبهم حتى ان منهم من لم يسأل عن المعجزة والخارق بل علم صحة الدعوة من ذاتها. وعلم انها دعوة حق برهانها فيها - 00:07:59
وبعث الله رسله معذرين ومقيمين البينة على اصحاب الفطر الفاسدة بالا تحتج على الله بانه ما ارشدها ولا هداها ايحق القول عليها باقامة الحجة فلا يكون سبحانه ظالما لها بتعذيبها واشقائها - 00:08:21
وقد بين ذلك سبحانه في قوله ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فتأمل كيف ظهرت معرفة الله والشهادة له بالتوحيد واثبات اسمائه وصفاته ورسالة رسله - 00:08:43
والبعث للجزاء تأمل كيف ظهرت مستورة مثبتة في الفطرة ولم يكن ليعرف بها انها ثابتة في فطرته فلما ذكرته الرسل ونبهته رأى ما اخبروه به مستقرا في فطرته. شاهدا به عقله - 00:09:07
بل وجوارحه ولسان حاله وهذا اعظم ما يكون من الايمان وهو الذي كتبه سبحانه في قلوب اوليائه وخاصته فقال اولئك كتب في قلوبهم الايمان. ومن رحمة الله تعالى بعباده الا يؤاخذهم بمقتضى معرفة الفطرة وحدها - 00:09:28
بل اقام عليهم الحجة بارسال الرسل وانزال الكتب قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فجاءت الرسل تذكر الناس بميثاقهم الاول مع ربهم وخالقهم وشهادتهم على انفسهم بربوبية الله وتوحيده واخلاص العبادة له - 00:09:54
انقطعت بهذا اعذارهم التي يمكن ان يحاجوا بها عند الله يوم القيامة كما قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل - 00:10:20
التفريغ
بما يذكرنا الرسل لقد جعل الله تعالى من وظيفة الرسل انهم يذكرون الناس ومن معاني هذا التذكير تذكيرهم بالعهد القديم الميثاق الذي اخذه عليهم والفطرة التي فطرهم عليها قال الله تعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب - 00:00:00
وقال عز وجل فذكر انما انت مذكر وقال سبحانه فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى وامر تعالى موسى وهارون عليهما السلام فقال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى - 00:00:28
وفي احد وجوه تفسير قوله تعالى بل له ما في السماوات والارض كل له قانطون. روى ابن ابي حاتم بسنده عن عكرمة قال كل له قانطون مقرون بالعبودية وقد علق عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله. قلت هذا اخبار عما فطروا عليه - 00:00:51
من الاقرار بان الله ربهم كما قال واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى فان هذه الاية بينة في اقرارهم وشهادتهم على انفسهم بالمعرفة التي فطروا عليها - 00:01:19
ان الله ربهم وقال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. الى ان قال شيخ الاسلام وايضا فان اكثر الناس غافلون عما فطروا عليه من العلم فيذكرون بالعلم الذي فطروا عليه - 00:01:45
واصل الاقرار من هذا الباب ولهذا توصف الرسل بانهم يذكرون ويصف الله تعالى اياته بانها تذكرة وتبصرة كما في قوله تبصرة وذكرى لكل عبد منيب. وقال ايضا رحمه الله والمقصود هنا انه ليس في الرسل - 00:02:06
من قال اول ما دعا قومه انكم مأمورون بطلب معرفة الخالق فانظروا واستدلوا حتى تعرفوه. فلم يكلفوا اولا بنفس المعرفة ولا بالادلة الموصلة الى المعرفة اذ كانت قلوبهم تعرفه وتقر به - 00:02:31
وكل مولود يولد على الفطرة لكن عرض للفطرة ما غيرها والانسان اذا ذكر ذكر ما في فطرته ولهذا قال الله تعالى في خطابه لموسى تقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته - 00:02:54
من العلم الذي به يعرف ربه ويعرف انعامه عليه واحسانه اليه وافتقاره اليه كذلك يدعوه الى الايمان لعله يتذكر او يخشى ما ينذره به من العذاب فذلك ايضا يدعوه الى الايمان - 00:03:15
كما قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. فالحكمة تعريف الحق فيقبلها من قبل الحق بلا منازعة ومن نازعه هواه وعظ بالترغيب والترهيب العلم بالحق يدعو صاحبه الى اتباعه - 00:03:36
فان الحق محبوب في الفطرة وهو احب اليها واجل فيها والذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له فان الفطرة لا تحب ذاك فان لم يدعه الحق والعلم به قوة في عاقبة الجحود والعصيان - 00:03:59
وما في ذلك من العذاب النفس تخاف العذاب بالضرورة فكل حي يهرب مما يؤذيه. بخلاف نافع. وقال الامام المحقق ابن القيم رحمه الله الفطرة مركوز فيها معرفته ومحبته والاخلاص له والاقرار بشرعه. وايثاره على غيره - 00:04:18
فهي تعرف ذلك وتشعر به مجملا ومفصلا بعض التفصيل فجاءت الرسل تذكرها بذلك. وتنبهها عليه وتفصله لها وتبينه وتعرفها الاسباب المعارضة لموجب الفطرة المانعة من اقتفائها اثرها. وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل - 00:04:42
فانها امر بمعروف ونهي عن منكر. واباحة طيب وتحريم خبيث وامر بعدل ونهي عن ظلم وهذا كله مركوز في الفطرة وكمال تفاصيله وتبيينه موقوف على الرسل. وهكذا باب التوحيد واثبات الصفات - 00:05:09
فان في الفترة الاقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل فليس في العقول ابين ولا اجلا من معرفتها بكمال خالق هذا العالم - 00:05:31
وتنزيهه عن العيوب والنقائص وجاءت الرسل بالتذكرة بهذه المعرفة وتفصيلها الرسل تذكر بما في الفطر وتفصله وتبينه ولهذا كان العقل الصريح موافقا للنقل الصحيح والشرعة مقابلة للفطرة يتصادقان ولا يتعارضان - 00:05:53
وقال ايضا رحمه الله ثم بعث الرسل مذكرين به. ولهذا يقول تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقال عز وجل فذكر ان نفعت الذكرى. وقال سبحانه فذكر انما انت مذكر - 00:06:22
وقال تبارك وتعالى فما لهم عن التذكرة معرضين وهو كثير في القرآن ومفصلين لما في الفطرة والعقل من العلم به جملة انظر كيف وجد الاقرار به وبتوحيده وصفات كماله ونعوت جلاله وحكمته في خلقه وامره - 00:06:43
المقتضية اثبات رسالة رسله ومجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساءته كل هذا تراه مودعا في الفطرة مركوزا فيها فلو خليت على ما خلقت عليه لم يعرض لها ما يفسدها ويحولها ويغيرها عما فطرت عليه - 00:07:07
لاقرت بوحدانيته ووجوب شكره وطاعته وبصفاته وحكمته في افعاله وبالثواب والعقاب ولكنها لما فسدت وانحرفت عن المنهج الذي خلقت عليه انكرت ما انكرت وجحدت ما جحدت فبعث الله رسله مذكرين لاصحاب الفطر الصحيحة السليمة - 00:07:32
تنقادوا طوعا واختيارا ومحبة واذعانا بما جعل من شواهد ذلك في قلوبهم حتى ان منهم من لم يسأل عن المعجزة والخارق بل علم صحة الدعوة من ذاتها. وعلم انها دعوة حق برهانها فيها - 00:07:59
وبعث الله رسله معذرين ومقيمين البينة على اصحاب الفطر الفاسدة بالا تحتج على الله بانه ما ارشدها ولا هداها ايحق القول عليها باقامة الحجة فلا يكون سبحانه ظالما لها بتعذيبها واشقائها - 00:08:21
وقد بين ذلك سبحانه في قوله ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فتأمل كيف ظهرت معرفة الله والشهادة له بالتوحيد واثبات اسمائه وصفاته ورسالة رسله - 00:08:43
والبعث للجزاء تأمل كيف ظهرت مستورة مثبتة في الفطرة ولم يكن ليعرف بها انها ثابتة في فطرته فلما ذكرته الرسل ونبهته رأى ما اخبروه به مستقرا في فطرته. شاهدا به عقله - 00:09:07
بل وجوارحه ولسان حاله وهذا اعظم ما يكون من الايمان وهو الذي كتبه سبحانه في قلوب اوليائه وخاصته فقال اولئك كتب في قلوبهم الايمان. ومن رحمة الله تعالى بعباده الا يؤاخذهم بمقتضى معرفة الفطرة وحدها - 00:09:28
بل اقام عليهم الحجة بارسال الرسل وانزال الكتب قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فجاءت الرسل تذكر الناس بميثاقهم الاول مع ربهم وخالقهم وشهادتهم على انفسهم بربوبية الله وتوحيده واخلاص العبادة له - 00:09:54
انقطعت بهذا اعذارهم التي يمكن ان يحاجوا بها عند الله يوم القيامة كما قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل - 00:10:20