بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل المصنف الله في كتاب الطهارة باب نواقض الوضوء وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنت رجلا مذاء فامرت المقداد ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

فسأله فقال فيه الوضوء متفق عليه واللفظ للبخاري. وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج الى الصلاة ولم يتوضأ. اخرجه احمد وظعفه البخاري - 00:00:25ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنت رجلا مذائا والمذاء اي كثير المذي. فهذه صيغة مبالغة والمذي سائل لزج رقيق - 00:00:45ضَ

يخرج من الذكر عند الشهوة من غير دفق ولا احساس بخروجه. بمعنى انه يخرج الانسان من غير شعوره قال فامرت المقداد ابن الاسود ان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:03ضَ

وانما امر المقداد ولم يسأل بنفسه لمكان ابنته منه لانه زوج ابنته فاطمة رضي الله عنهما وخص المقداد دون غيره من الصحابة لان بينهما صحبة ولانهما كانا يتناوبان في الاخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمعنى ان احدهم يأخذ عن الرسول ثم يبلغ الاخر - 00:01:22ضَ

ثم الاخر يأخذ ويبلغ الاول وهكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه الوضوء. يعني انه يجب ان يتوضأ وفي رواية يغسل ذكره وانثيين فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا جواز التصريح بما يستحيا من ذكره للحاجة - 00:01:48ضَ

بان اخبار علي رضي الله عنه بذلك مما يستحيا منه. لكن لنشر العلم وللمصلحة العامة للامة ذكره رظي الله الله عنه وفيه ايضا دليل على جواز التوكيل في الفتوى والعلم - 00:02:10ضَ

في قوله فامرت المقداد ان يسأل لكن لابد في الوكيل ان يكون موثوقا بدينه وحفظه وامانته لانه اذا لم يكن موثوقا في دينه وحفظه وامانته فربما حرف الفتوى او ربما ايضا اذا كان صاحب دين لكنه ليس - 00:02:26ضَ

ذا حفظ ونباهة ربما فهم الجواب على غير وجهه. فنقل الجواب خطأ ويستفاد منه ايضا قبول قبول خبر واحد في الامور الدينية وهذا الحديث مما استدل به اهل العلم على ان خبرا واحد يقبل في الامور الدينية. لان المقداد رجل واحد ومع ذلك قبل - 00:02:47ضَ

فيه هذا وفيه ايضا دليل على ان المذي ناقض للوضوء وان من اصابه المذي فانه يجب عليه ان يغسل ذكره وانثيه وان يتوضأ وفي هذا الحديث ايضا دليل على انه لا ينبغي للزوج - 00:03:11ضَ

ان يذكر ما يتعلق بالشهوة والجماع عند اهل زوجته لان هذا مما يستحي منه عادة فينبغي ومن الادب ان الانسان لا يذكر ما يتعلق بالفروج والشهوة والنكاح عند اهل زوجته سواء كان ذلك عند ابيه - 00:03:31ضَ

او امها او اخوانها او غير ذلك واما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعظ نسائه وخرج ولم يتوظأ اخرجه احمد وظعفه البخاري - 00:03:51ضَ

هذا الحديث فيه ان الرسول عليه الصلاة والسلام قبل بعض نسائه وخرج ولم يتوضأ فدل على ان مس المرأة وقبلتها لا تنقض الوضوء ولو كان لشهوة لان تقبيل الرجل لزوجته انما يكون من شهوة في الغالب - 00:04:09ضَ

وهذا القول هو الراجح من اقوال العلماء ان مس المرأة لا ينقض الوضوء. وكذلك تقبيلها الا اذا خرج منه شيء. حتى ولو كان لشهوة واما قوله عز وجل او لامستم النساء في الاية فالمراد بالملامسة الجماع - 00:04:27ضَ

كما فسر ذلك حبر الامة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما. وايضا هذا هو مقتضى البلاغة في في سياق الاية لان الله عز وجل في اية الوضوء قال يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا - 00:04:47ضَ

وارجلكم الى الكعبين فذكر الحدث الاصغر ثم قال وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا فذكر الحدث الاكبر قال وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا. فذكر بدل الطهارة - 00:05:10ضَ

وقبل ذلك وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط. هذا موجب للحدث الاصغر او لامستم النساء لو فسرنا الملامسة بالجس والمس باليد لكان الله عز وجل ذكر سببين للحدث الاصغر. ولم يذكروا سببا وموجبا للحدث الاكبر. فيكون المعنى او لامستم - 00:05:32ضَ

ان المراد بالملامسة هي الجماع. وهذا هو مقتضى البلاغة. فيكون الله عز وجل في الاية ذكر الحدث الاكبر آآ ذكر الحدث الاصغر والحدث الاكبر. وذكر سبحانه وتعالى البدل وهو التيمم. وذكر موجبا للحدث الاصغر وهو قوله - 00:05:59ضَ

او جاء احد منكم من الغائط وموجبا للحدث الاكبر وهو قوله او لامستم النساء. وعلى كل حال فمس المرأة القول الراجح من اقوال اهل العلم انه اذا مسها ولو كان لشهوة فانه لا ينتقض وضوءه الا اذا خرج منه شيء. لان الوضوء ما - 00:06:19ضَ

دام انه ثبت بمقتضى دليل شرعي فانه لا يرتفع الا بمقتضى دليل شرعي. وليس هناك دليل صريح صحيح على ان مس المرأة او ان مجرد جسها باليد ينتقض به الوضوء - 00:06:39ضَ

والاصل بقاء الطهارة. والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:56ضَ