شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان

٩. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد | الشيخ د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

ولم يباشر الرب جل وعلا شيئا من المخلوقات بيده الا ما استثني من كونه خلق ادم بيديه وغرس جنة عدن بيده وكتب التوراة لموسى عليه السلام. والتوراة ليست مخلوقة لانها كلام الله - 00:00:00ضَ

كسائر كتبه ولكن هذا للتشريف خصوصية خاصة بها ادم حيث خلقه بيده كما اخبر جل وعلا في اماكن وكذلك جنة عدن اكراما لاوليائه وتخصيصا للجنة بذلك اما سائر المخلوقات فهو يقول لها كوني فتكون كما اراد الله جل وعلا. والله جل وعلا - 00:00:26ضَ

ان تقاس افعاله وتصرفاته بافعال خلقه فهو الذي لا يعجزه شيء ولا يمتنع على قدرته شيء عيسى عليه السلام كسائر الارواح التي اذا اراد وجادها بمجرد ارادته يقول لها كوني فتكون - 00:01:06ضَ

ولا يمكن ان توجد ذرة من الذرات التي تكون في السماء او في الارض الا بارادة الله جل وعلا. وسائر المخلوقات هكذا فاذا كون عيسى معناه كونه كلمة انه كون بالكلمة التي هي كن - 00:01:40ضَ

وليس عيسى هو الكلمة وانما قيل انه كلمة الله لانه وجد من انثى بلا ذكر وهذا خارج عما سن الله جل وعلا في الخلق من كون كل مخلوق لابد ان يكون من ذكر وانثى - 00:02:06ضَ

فلما خرج عن ذلك جعل بهذه الصفة بانه كلمة الله يعني انه تكون بلا اب بكلمة الله ولا ينافي ذلك ان سائر المخلوقات تكون بكلمة الله لانها عرفت تولدت بين ذكر وانثى فاصبح الامر لدى الخلق كلهم معلوم وليس غريبا - 00:02:29ضَ

ليس غريبا لديهم بخلاف هذا ولهذا اضافه الله جل وعلا اليه بانه كلمته تكون بهذه الكلمة لهذا قال له كن فكان واما كلام الله فهو معنى معنوي صفة من صفاته - 00:03:08ضَ

وكل شيء يضاف الى الله جل وعلا يكون على قسمين فان كان المضاف اليه عينا قائمة بنفسها كناقة الله وبيت الله ورسول الله وعبدالله وما اشبه ذلك فهذا اظافته تكون اظافة - 00:03:31ضَ

مخلوق الى مخلوق الى خالقه وقد يكون تكون الاظافة هذه للتشريف للتشريف وهو لا يخرج عن ذلك يعني لا يخرج عن كونه اظافة مخلوق الى خالقه ناقة الله ورسول الله وبيت الله - 00:03:55ضَ

اضيف الى الله تشريفا ولا يخرج بقية الاشياء يعني هذه الاظافة ما تخرج بقية الاشياء عن كونها مخلوقة لله ولكنها ليست لها هذه المعاني التي وضعها الله جل وعلا فيها - 00:04:17ضَ

الرسول يأتي بالحياة حياة روحية من عند الله جل وعلا فهو يدعو الى عبادة الله ويبصر بذلك ويدل على الله ولهذا اضيف الى الله وبيت الله لانه مثابة للناس وامنا يثيبون اليه لاداء العبادة - 00:04:41ضَ

يطوفون به تعبدا لله جل وعلا فاظيف الى الله لانه محل عبادته واما ناقة الله فلانها اية دالة على الله جل وعلا وهي خاصة هذه الاظافة بناقة صالح والا النوق كلها يوق الله - 00:05:04ضَ

ولكن ما اضيفت الى الله كاظافة هذه التي اصبحت اية باهرة دالة على قدرة الله جل وعلا وعلى عظيم قدرته وسلطانه وانه لا يعجزه شيء. اما القسم الثاني من المضاف الى الله - 00:05:27ضَ

كأن يكون المضاف معنى ان يكون المضاف معنى كعلم الله وسمع الله وقدرة الله وكلام الله وما اشبه ذلك فهذا اظافته الى الله اظافة صفة الى موصوف والصفة تقوم بالموصوف - 00:05:52ضَ

ولا يجوز ان تفارقه فكلام الله وصفه وكذلك علمه وسمعه وبصره اما الامور التي تكون خارجة عن الاظافة فلا اشكال فيها. ظاهرة وواظحة ويتبين بهذا ان كون عيسى اضيف الى الله بانه كلمته - 00:06:15ضَ

يكون لشيئين احدهما انه وجد بالكلمة والثاني انه اية اية من ايات الله اضيف الى الله تشريفا واكراما له نعم وقوله صلى الله عليه وسلم القاها الى مريم قال ابن كثير رحمه الله - 00:06:49ضَ

خلقه بالكلمة التي ارسل بها جبريل عليه السلام الى مريم عليه عليها السلام فنفخ فيها من روحه ربه عز وجل فكان عيسى باذن الله عز وجل فهو ناشئ عن الكلمة التي قال له كن - 00:07:14ضَ

والروح التي ارسل بها هو جبريل عليه السلام. يقول الله جل وعلا فتمثل لها بشرا سويا فقالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا - 00:07:34ضَ

الى اخر اخر القصة فالله جل وعلا ارسل اليها جبريل فتمثل لها بشر لان الملك في صورته التي خلقه الله جل وعلا عليها ما يستطيع الانسان البشر ان يراه او يقابله - 00:07:55ضَ

سورة عظيمة جدا ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآه على صورته الامر واهاله وقد رآه مرتين فقط على صورته مرة في الارض قبل ان يوحى اليه بالتكليف بالرسالة - 00:08:19ضَ

عندما جاء بنبوته وقد كان في مكة خاليا في بعض الاودية فسمع مناديا ينادي يا محمد التفت يمينا وشمالا لم يرى شيء ثم سمع المنادي فالتفت فلم يرى شيء ثم رفع رأسه - 00:08:44ضَ

فاذا هو قد سد الافق يعني سد السمع من جميع الجهات بين السما والارض وله اكثر من ست مئة جناح والمرة الاخرى رآه في السماء السابعة عندما عرج به صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى - 00:09:04ضَ

وقد ذكر هذا ربنا جل وعلا في سورة النجم ذكر انه رآه مرتين سائل اه الامور على المرات التي يأتيه بها اما ان يتمثل له بشرا كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها - 00:09:29ضَ

انها سألته من هذا الذي رأيته معك؟ فقال او رأيته؟ قال نعم. لذاك جبريل وكانت تقول ظننت انه دحية الكلب. وذلك ان دحية الكلبي رجل رجل جميل من اجمل الناس فكان جبريل - 00:09:59ضَ

يأتي احيانا بصورته كذلك حديث عمر رضي الله عنه الذي ايضا في الصحيحين هو في صحيح مسلم من حديث عمر وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة ان انهم كانوا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:21ضَ

اطلع عليهم رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد جلس الى النبي ركبتيه الى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد اخبرني عن الاسلام الى اخره - 00:10:42ضَ

وفي اخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم فهو يأتي متمثلا في سورة بشر حتى يمكن المخاطبة يمكن ان يخاطبه يخاطب من ارسل اليه - 00:11:01ضَ

اما الرسل فالوحي يأتيهم احيانا على هذه الصورة واحيانا بصورة اخرى لا يرى لا يرى جبريل وانما يلقي عليه الكلام القاء ثقيلا وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا جاءه الوحي يتغشاه شيء - 00:11:20ضَ

يثقل عليه حتى انه يرى العرق يتصبب منه في اليوم الشاتي صلوات الله وسلامه عليه ما المقصود ان الله جل وعلا ارسل جبريل الى مريم يخبرها بان الله جل وعلا اراد ان يخلق - 00:11:50ضَ

منها ولد بلا ذكر فعجبت تعجبت من ذلك اخبرها ان قدرة الله جل وعلا ليس منها عجب ثم انه نفخ في درعها يعني فيكم في جيب درعها وهذا هو الروح نفخ جبريل - 00:12:16ضَ

فانحدرت النفخة ودخلت في فرجها كما قال الله جل وعلا ومريم ابنة عمران التي احسنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا يعني جبريل عليه السلام نفخ في جيب درعها وذهبت النفخة - 00:12:45ضَ

فدخلت في فرجها فحملت. فحملت بالولد بعيسى عليه السلام فلما جاءها المخاض علمت ان الناس لا يصدقونه فتمنت انها كانت نسيا منسيا انه ما حدث لهذا الشيء لان هذا شيء - 00:13:08ضَ

خلاف العادة التي يتعارفون عليها ولكن مثل ما قال الله جل وعلا انه جعله اية اية ولهذا ظل عنه النصارى عن الحق في ذلك وان كان منهم طائفة علموا هذا وامنوا به - 00:13:34ضَ

الذين هم اتباع عيسى على الحقيقة ولكن اليوم النصارى كلهم ضالون كل النصارى ضالون واذا ماتوا على ذلك فهم في جهنم بلا شك وذلك ان دينا عيسى عليه السلام قد نسخ - 00:13:56ضَ

بالشرع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عيسى عليه السلام جاء مبشرا برسول يأتي من بعده اسمه احمد فجاء احمد صلوات الله وسلامه عليه ناس يخلي جميع الاديان واخبر - 00:14:20ضَ

انه لو كان موسى عليه السلام حيا ما وسعه الا اتباعه لا يجوز ان يبقى على دينه بل يجب ان يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم فكيف بسائر الخلق فاذا قالوا رسولنا عيسى وهم ليسوا على حق - 00:14:43ضَ

على باطل لانه عند عقيدتهم الباطلة انه ليس كسائر البشر بل هو اما ابن الله او الله ولهذا يكون يسوع يبارك على الخلق وهم يدعون الى نصرانيتهم التي هي من ابطل الاديان على وجه الارض - 00:15:09ضَ

دعوات قوية ويتسلطون بما اعطاهم الله جل وعلا من المادة والوسائل فيضللون كثيرا من الجهال ويخرجونهم من الفطرة السليمة عن الانحرافات القابلة للحق الى الكفر الكفر بالله جل وعلا وبرسله وكتبه. فهؤلاء - 00:15:36ضَ

هم الذين يجب ان يتبرأ من دينهم. وما هم عليه واليوم انتشار النصرانية في جميع اقطار الارض ولهذا مما يدلنا على صدق رسولنا صلى الله عليه وسلم وكمال بلاغه وعموم رسالته ما ذكره لنا في هذا الحديث - 00:16:10ضَ

وقوله من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واني عبد الله ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله لابد من هذا اما ان يقول الانسان انا الله واعبده ولكن اتبع عيسى او يشك - 00:16:36ضَ

في ان عيسى ليس عبدا او يشك في انه ليس رسول فليس بمسلم واذا مات على ذلك فهو في النار وهذا القول الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ابلاغا - 00:17:02ضَ

للناس ولا سيما اليوم والخلق يجب عليه من يتعرف على رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب عليهم وجوب ايقال ان المسلمين انهم قصروا في ايصال الدعوة الى غيرهم - 00:17:20ضَ

وان حصل التقصير فانه ليس وجوب اعتناق الاسلام والايمان بالله جل وعلا وبرسوله متوقفا على دعوة المسلمين لغيرهم بل كل انسان علم ان لله رسول ارسلهم اذا سمع بهذا سمع ان هناك رسول - 00:17:42ضَ

وجب عليه ان يبحث عن رسالته فان لم يفعل فانه في النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يسمع بي احد ثم لا يؤمن بي الا اقحمه الله في جهنم - 00:18:08ضَ

كل الخلق بهذه المثابة نقول ان هذا دليل واضح على شمول دعوته وعلى كونه دعا الخلق جميعا الى الايمان به والتبري من كل باطل ثم ان ان هذا وظحه الله جل وعلا في كتابه فاصبح لا مجال في الشك فيه - 00:18:28ضَ

لا مجال للشك في ذلك لكون عيسى عليه السلام عبد خلقه الله وتعبده بالعبودية وكونه خلقه من انثى بلا ذكر وقدرة الله جل وعلا باهرة ولهذا نوع خلقه الخلق في بني ادم جاؤوا على اربعة اقسام - 00:18:55ضَ

خلق بني ادم جاء على اقسام اربعة الاول القسم الاول ما اعلمنا الله جل وعلا به واخبرنا من ان ادم خلق من طين هذا واحد الثاني ما اخبرنا جل وعلا - 00:19:24ضَ

انه خلق زوج ادم من ذكر والنوع الثالث ما اخبرنا ربنا جل وعلا عن عيسى انه خلق من انثى بلا ذكر والنوع الرابع سائر الخلق من ذكر وانثى فهذا قد بينه الله جل وعلا ووضحه - 00:19:43ضَ

وذلك حتى تعلم قدرة الله وانه لا يعجزه شيء وحتى يعلم الرب جل وعلا علما ظاهرا جليا بارزا لخلقه بالعمل من يؤمن ويذعن وينقاد ومن يحكم نظره وعقله ويأبى عن قبول ما اخبر الله جل وعلا به ويقول هذا خلاف الطبيعة - 00:20:08ضَ

وخلاف المعقول كما اذا قلت لبعض الزنادقة ان ادم خلق من تراب قال هذا غير معقول. لا يمكن اذا قلت مثلا ان امرأة خلقت من ذكر قال هذا لا يمكن - 00:20:40ضَ

لا يمكن لانه يشاهد الولادة تحصل من ذكر وانثى فصارت عادة وصار الامر جار على ذلك ولم ينظر الى قدرة الله جل وعلا الله جل وعلا نوع الخلق لاجل ان تعلم قدرته تمام قدرته ولاجل ان يختبر - 00:21:00ضَ

خلقه من يذعن وينقاد؟ لخبره ومن يأبى ويكفر فيستحق العقاب. نعم وقوله صلى الله عليه وسلم روح منه قال ابي ابن كعب رضي الله عنه عيسى روح من الارواح التي - 00:21:25ضَ

خلقها الله عز وجل واستنطقها بقوله الست بربكم؟ قالوا بلى. بعثه الله الى مريم فدخل فيها. رواه عبد وعبدالله بن احمد في زوائد المسند وابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهم قال الحافظ ووصفه بان - 00:21:47ضَ

ووصفه بانه منهم فالمعنى انه كائن منه وهذا يقتضي ان الارواح مخلوقة قبل الابدان كما هو ظاهر من اثر ابي ابن كعب وقد اختلف في هذه المسألة اختلف العلماء فيه - 00:22:09ضَ

جاء في القرآن قول الله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من من ظهورهم ذريتهم وفي قراءة ذرياتهم فاشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى وقالوا ان هذا يدل على ان - 00:22:35ضَ

الارواح مخلوقة قبل الابدان وان الله خلقها ثم استنقطع يعني طلب نطقها فاستشهدهم قائلا لهم الست بربكم فاقروا بذلك قالت الارواح بلى مشاهد وتمام الاية ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين - 00:23:00ضَ

او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل افتهلكنا بما فعل المبطلون وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون فذكر في هاتين الايتين علتين مانعتين من كونه لا يفعل ذلك - 00:23:33ضَ

العلة الاولى لان لا يغفلوا عن امر الله وعن تكليفه ان تقولوا انكن ان تقولوا يوم القيامة انكن عن هذا غافل. يعني لئلا تقولوا لئلا تحتجوا بالغفلة فان الله استنطق هذه الارواح واستشهدها حتى ما تحتج بانها غافلة - 00:23:56ضَ

الامر الثاني الا يحتجوا بالتقليد بان يقولوا وجدنا اباءنا مشركين يعبدون غير الله فاتبعناهم على ذلك وما علمنا انهم على باطل ولهذا قال افا تهلكنا بما فعل المبطلون حتى ما يحصل هذا - 00:24:24ضَ

ومقتضى هذا ان هذا الاستنطاق وهذا الاستشهاد يكون حجة حجة قائمة عليهم على الخلق حتى ما يدعوا انه ما جاءهم امر من الله يمنعهم من التقليد ومن الغفلة ومعلوم ان كل احد من الناس اليوم - 00:24:51ضَ

لا يشعر بهذا العهد الذي اخذه الله وهذا الميثاق الذي اخذ على روحه فكيف يكون حجة وهو لا يعلمها ولا يدري عنها شيء هذا مما يورد على هذا القول والقول الثاني - 00:25:23ضَ

ان المراد باخذ الميثاق الفطرة التي اودعها الله جل وعلا في خلقه حيث ان كل انسان خطر على معرفة الله وعلى قبول الحق اذا جاءه وهذا من الايات التي تكون مستكنة في الانسان - 00:25:47ضَ

ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة الفطرة المقصود بها قبول الحق قوله وكونه مستعد وكونه ايضا سالما من الانحراف وكونه محبا لعبادة الله جل وعلا مريدا له - 00:26:19ضَ

هذه هي الفطرة وهي في الواقع ما يخلو منها مولود كما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وانما يغير هذه الفطرة المربي من الوالد والوالدة او المعلم الذي يتولى تربيته - 00:26:50ضَ

هم الذين يخيرونه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في تمام الحديث فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وجاء في الحديث حديث اخرى مولود يولد على الفطرة فمعنى هذا ان اولاد الكفار ولدوا مستعدين لقبول الحق وارادته - 00:27:14ضَ

وكونهم كونهم فطروا على ذلك سيكون شاملا عاما لكل احد كقوله كل مولود كل مولود وهذا ظاهر واظح وكذلك احتجوا في حديث عبد الله ابن مسعود المتفق عليه في الصحيحين - 00:27:45ضَ

وكذلك حديث حذيفة وهو قوله رضي الله عنه حدثنا الصادق المصدوق ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم اربعين يوما علقة ثم اربعين يوما مضغة ثم يبعث اليه الملك - 00:28:11ضَ

فينفخ فيه الروح ويكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد وقوله يبعث اليه الملك فينفخ فيه الروح فمعنى ذلك ان البدن كون قبل الروح واجاب اهل القول الاول عن هذا - 00:28:37ضَ

لان هذا لا يدل على ان البدن مخلوقا قبل الروح بل اصبحت الارواح مخلوقة ثم ترسل الى ابدانها شيئا بعد شيء وهناك حجج بغير هذه المقصود ان هذه مسألة خلافية - 00:28:59ضَ

التي اشار اليها وجاي ابن كعب رضي الله عنه وهذا مشهور جدا هذا القول الذي ذكره ابي مشهور جدا وفيه اثار كثيرة عن السلف واكثر المفسرين الذين تكلموا على قوله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم - 00:29:20ضَ

لم يذكروا الا هذا القول. ولم يذكروا القول الثاني يكون ذلك واضحا وظاهرا بان رح عيسى عليه السلام كسائر الارواح التي خلقت يوم خلقها الله جل وعلا واستنبطها واستشهدها. نعم - 00:29:49ضَ

قال الحافظ رحمه الله ووصفه بانه منه فالمعنى انه كائن منه كما في قوله تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. فالمعنى انه كائن منه كما ان معنى الاية - 00:30:14ضَ

الاية الاخرى انه سخر هذه الاشياء كائنة منه اي انه مكون ذلك وموجده وحكمته تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله المضاف الى الله تعالى اذا كان معنى لا يقوم بنفسه - 00:30:35ضَ

ولا بغيره من المخلوقات. وجب ان يكون صفة لله تعالى قائمة به. وامتنع اي ان اضافته اضافة مخلوق مربوب واذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل عليهما السلام وارواح بني ادم - 00:30:59ضَ

امتنع ان تكون صفة لله تعالى. لان ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره معنى يكون هو قائم بنفسه او غير قائم بنفسه معنى ذلك ان الذي يكون قائما بنفسه هو الشيء الذي - 00:31:23ضَ

نشاهد ويرى ويظهر مثل الجسد بدن مثل البيت مثل الناقة وما اشبه ذلك لانها ترى وتشاهد وتشغل مكانا فهي قائمة بنفسها اما الشيء الذي لا يقوم بنفسه مثل السمع والبصر والكلام - 00:31:46ضَ

القدرة والارادة وما اشبه ذلك من المعاني انه لا يوجد كلام مستقل بنفسه من غير من غير متكلم. فكل ما جاء من هذا القبيل الشيء الذي لا يقوم بنفسه مضافا الى الله - 00:32:11ضَ

يكون صفة له جل وعلا تقوم به اما الشيء الذي يقوم بنفسه مثل الناقة والبشر والملك وغير ذلك فهو اضافته الى الله كما سبق اضافة تشريف ويكون اضافة مخلوق الى خالقه تعالى وتقدس اضافه اليه تشريفا له وتكريما - 00:32:30ضَ

وقال رحمه الله لكن الاعيان المضافة مضافة الى الله تعالى على وجهين احدهما يضاف اليه لكونه خلقها وابدعها. فهذا شامل لجميع المخلوقات. كقولهم سماء الله وارض الله فجميع المخلوقين عبيد الله وجميع المال مال الله - 00:32:54ضَ

والوجه الثاني ان يضاف اليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه. كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره. وكما يقال في مال الخمس والفيء هو مال الله ورسوله - 00:33:22ضَ

من هذا الوجه فعباد الله هم الذين عبدوه واطاعوا امره فهذه اضافة تتضمن الوهية وشرعه ودينه. وتلك اضافة تتضمن ربوبيته وخلقه. انتهى ملخصا وقوله صلى الله عليه وسلم والجنة حق والنار حق والجنة والجنة حق والنار حق - 00:33:42ضَ

اي وشهد ان الجنة التي اخبر بها الله تعالى في كتابه انه اعدها للمتقين حق اي ثابتة بلا شك فيها وشهد ان النار التي اخبر بها تعالى في كتابه انه اعد للكافرين حق كذلك ثابت - 00:34:12ضَ

كما قال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض. اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. وقال تعالى فاتقوا النار - 00:34:32ضَ

وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وفي الايتين ونظائرهما. دليل على ان الجنة والنار مخلوقتان الان خلافا للمبتدعة وفيها الايمان بالمعاد هذا من الامور الظاهرة الواضحة جدا عند جميع المسلمين كون الجنة - 00:34:52ضَ

مخلوقة وظاهرة ولكن قول الرسول صلى الله عليه وسلم وان الجنة حق والنار حق يعني الحق في اللغة هو الشيء الثابت المستقر الذي لا يزول يعني ان الله خلق الجنة والنار واعدهما - 00:35:18ضَ

اعد الجنة للطائعين والنار للعاصين فلا بد من من الشهادة بذلك تيقن واما كونها مخلوقة الان فكذلك الادلة فيها ظاهرة والذين خالفوا فيها الواقع مثل ما قال اهل البدع ليس لهم مستند الا مجرد عقولهم وقياسهم على - 00:35:37ضَ

افعال بني ادم قاسوا فعل الله جل وعلا على فعل بني ادم وهذا ظلال في الواقع قد اخبر الله جل وعلا ان الجنة والنار كلاهما معدة والاعداد هو وجود الشيء وتهيئته - 00:36:05ضَ

والرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه اطلع في الجنة والنار واخبر ان اكثر اهل النار النسا وقال اني رأيت اهل النار اكثر اهل النار النسا. فامر بالصدقة هن وكذلك يقول انه رأى فيها - 00:36:23ضَ

عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه فيها لانه اول من غير دين ابراهيم واول من شيب الشوائب وحمل حامي وغير دين ابراهيم وكذلك يقول صلى الله عليه وسلم رأيت فيها امراة - 00:36:47ضَ

في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشش الارض رأيتها تخمشها في النار يخمش وجهها الى غير ذلك من النصوص التي جاءت صريحة بوجود الجنة والنار الان - 00:37:07ضَ

وفي الحديث الصحيح ان الله جل وعلا لما خلق الجنة قال لها تكلمي فقالت قد افلح المؤمنون وفي الحديث الصحيح الاخر ان الجنة والنار احتجتا فقالت الجنة ما لي يدخلني الضعفاء والمساكين - 00:37:28ضَ

وسقط الناس وقالت النار ما لي يدخلون الجبارون والملوك فقال الله جل وعلا حاكما بينهما للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء وقال للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء - 00:37:51ضَ

ولكل واحدة منكما علي ملؤها فاما الجنة فانه اذا دخلها اهلها لا يزال فيها فضل مساكن فينشئ الله جل وعلا لها خلقا فيسكنهم فظل الجنة وام النار فاذا القي فيها الكفار واهلها لا تزال تقول هل من مزيد - 00:38:10ضَ

ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا من المستمعين المنتفعين قال المصنف رحمه الله ولهما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله ان الله يبتغي بذلك وجه الله - 00:38:39ضَ

حديث عبادة السابق جاء غير مقيد انه قال صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم - 00:38:59ضَ

وروح من والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. فما فيه الا ان الانسان يأتي بهذا المشروط بان يشهد هذه الشهادة على ما سبق ان الشهادة تكون عن علم ويقين ومعرفة - 00:39:20ضَ

وانها تقتضي العمل ان يعمل بما دلت عليه اذا جاء بذلك وان كانت له ذنوب فان الله يدخله الجنة فهو مطلق بدون قيد واما في حديث عتبان هذا فانه قيده. لكونه - 00:39:43ضَ

اذا قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. ومعنى يبتغي بذلك وجه الله يعني يكون مخلصا مخلصا في قولها مريدا بذلك النجاة من عذاب الله والفوز في ثوابه ونعيمه - 00:40:08ضَ

لا يريد غير هذا وهذا معناه معنى ابتغاء وجه الله انما يقولها راغبا في الثواب هاربا من العذاب ومعلوم ان الذي يقولها على هذه الصفة انه يكون تكون رغبته في الاخرة اكثر - 00:40:29ضَ

من رغبته في الدنيا وانه يعمل العمل الذي يستطيع ما يدخر عملا للاخرة لانه واثق بانه سيقدم على ربه ويجازيه على عمله. فيجتهد في ذلك اذا معنى يبتغي بذلك وجه الله يعني بهذا القول - 00:40:53ضَ

يريد من الله جل وعلا ثوابه الذي يثيب به من كان مخلصا لله جل وعلا في عمله وكذلك ضد ذلك ما لو لم يكن مخلصا في عمله وصادقا مع ربه انه يعذب - 00:41:21ضَ

يخاف من هذا يخاف انه لو لم يقل ذلك صدقا واخلاصا ان ان يعذبه الله جل وعلا فاذا كان لهذه المنزلة على هذه الصفة فان الله جل وعلا يحرمه على النار - 00:41:42ضَ

وهذا اعظم مما سبق اعظم مما في حديث عبادة لان الذي في حديث عبادة مجرد وعد بانه يدخل الجنة على ما كان من العمل وادخال الجنة ادخاله الجنة على ذلك - 00:42:03ضَ

ما ينافي ان يناله ما يناله في مواقف الاخرة او في القبر او بعد ذلك وانما يدل على ان مآله الى دخول الجنة. ولابد لا بد ان يدخل الجنة. وان كان عنده - 00:42:24ضَ

اعمال سيئة فهذه الاعمال يتجاوز الله جل وعلا عنها او قد يصيبه بعض ما يستحق بعض ما يستحق. اما هذا فانه يحرم على النار ومعنى ذلك انه لا يدخل النار اصلا. ولكن بشرط ان يكون يبتغي بذلك وجه الله - 00:42:43ضَ

وابتغاء وجه الله عرفنا انه الاخلاص والاخلاص ان يكون العمل صافيا مخلصا من كل شائبة تلحق من شوائب الدنيا او مرادات النفس او ما هو مقصود لغير الاخرة كن خالص وصافي - 00:43:10ضَ

ليس فيه شيء وهذا الذي يكون عمله بهذه المثابة يكون قلبه محبا لله مقبلا على الله والله بصدق مقبلا على الله وليس فيه ارادة لغير الله جل وعلا لا يمكن ان يكون محبا للباطل - 00:43:38ضَ

لا يمكن ان يكون محبا لما ينهى الله عنه ويحرمه ولا يكون مانعا للواجب الذي اوجبه الله عليه لانه مخلص لله ولانه متجه الى الله جل وعلا بالمحبة والاخلاص والصدق - 00:43:59ضَ

من كان بهذه المثابة فلا يحول بينه وبين دخول الجنة الا الموت. اذا مات فتح له باب الى الجنة وقيل انظر الى منزلك وما اعده الله جل وعلا لك عند ذلك يقول يا ربي اقم الساعة - 00:44:23ضَ

حتى اذهب الى منزلي لانه في الواقع هذا الذي خلص مما من الشائبات من الشرك دقيقه وجليله كثيره وقليلة خلص لانه قال ذلك ابتغاء وجه الله دفعه محبته التي في القلب لله جل وعلا واقباله - 00:44:43ضَ

على الله فهو مغتبط. مغتبط بامر الله وكذلك كارها لكل ما نهى الله عنه. مبغضا له فانه لا يقع مثل هذا في ذنب لا الا ربما يغره الشيطان وتسول له النفس ثم اذا وقع بذلك سرعان ما يقلع منه ويتوب. والا ما في احد - 00:45:12ضَ

ينفك عن الذنوب ابدا كل بني ادم خطأ ولكن مثل هذا ما يستمر على ذنب باذن الله. لما في قلبه في من الاقبال على الله ومحبة الله جل وعلا. فهذا معنى كونه يحرم على النار يحرم على النار. من قال لا اله الا الله - 00:45:42ضَ

الله يبتغي بذلك وجه الله. وسبق الجمع بين كون هذا الحديث في من هذه صفته انه يحرم على النار وهناك احاديث تدل على ان من يقول لا اله الا الله يدخل النار - 00:46:05ضَ

وهي احاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الجمع بينها ان الذي اقولها عن غفلة ويقولها غير صادق وغير مقبل على الله جل وعلا بكليته. انه هذا - 00:46:25ضَ

فمجرد وعد فقط. فانه يدخل النار اذا شاء الله ثم يخرج منها الى الجنة. اما هذا الذي حرم على النار فلا بد ان يكون صادقا مخلصا مقبلا على الله جل وعلا او انه يقولها تائبا - 00:46:48ضَ

مما حدث منه توبة نصوحة مطلعا عن كل ذنب مقبلا على ربه ثم يموت على ذلك بعد كقولها فان فانه اذا كان ايضا بهذه المثابة فان لا اله الا الله اذا صدرت - 00:47:11ضَ

على هذه الصفة حسنة لا يقوم امامها سيئة ابدا تمحو السيئات كلها اذا جاءت على هذه الصفة. نعم. قال شيخ الاسلام رسوله الله فمن قال لا اله الا الله ولم يقم بموجبه - 00:47:31ضَ

فيها من اكتسب مع ذلك ذنوبا. وكان صادقا في قولها موقنا بها. لكن له ذنوب اضعفت رزقه ويقينه ويقينه وانضاف الى ذلك الشرك الاصغر العملي. فرجحت هذه السيئات على هذه - 00:47:49ضَ

الحسنة ومات مصرا على الذنوب بخلاف من يقول هذه يقين وصدق فانه اما ان لا يكون مصرا مصرا على سيئة اصلا. ويكون توحيده المتضمن لصدقه ويقينه. رجح حسناته والذين يدخلون النار ممن يقولها اما انهم لم يقولوها بالصدق واليقين. واليقين التام - 00:48:09ضَ

منافيين للسيئات او لرجحانهما او قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم. ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام لان الذنوب قد اضعفت ذلك الصدق واليقين. لان الذنوب قد اضعفت ذلك الصدق واليقين من من قلوبهم - 00:48:39ضَ

فقولها من مثل هؤلاء لا لا يقوى على محوج السيئات فترجح سيئاتهم على حسناتهم انتهى ملخص وقد ذكر هذا كثير من من العلماء كابن القيم وابن رجب وغيرهم قلت وبما قرره شيخ الاسلام تجتمع الاحاديث - 00:49:09ضَ

قال وفي الحديث وفي الحديث دليل على انه لا يكفي في الايمان النطق من غير اعتقاد وبالعكس يعني ان الانسان ما يصلح اسلامه ودخوله في الاسلام حتى ينطق بهذه الكلمة - 00:49:37ضَ

يتكلم بها ويتلفظ بها. وكذلك لا بد ان يعتقد صحة معناها ويعمل بهذا المعنى لا اله الا الله لابد ان يعرف المعنى وانه وان معناها ابطال كل مألوه غير الله - 00:49:59ضَ

والتوجه بالتأله الذي هو العبادة لله وحده جل وعلا. وان كل عبادة تصرف لغير الله انها شرك. وان صاحبها عمله حابط بذلك. اذا مات عليه فهو من اهل النار. فهذا - 00:50:20ضَ

لابد من اعتقاده ولابد من العمل. العمل بالا يشرك بالله جل وعلا. وان يلتزم ما جاء به الرسول من اقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم عن الاركان اركان الاسلام الخمسة التي اعلمنا - 00:50:40ضَ

صلوات الله وسلامه عليه ان الاسلام بني عليها. بني على هذه الخمسة. فلابد من الالتزام بذلك. اما ان قول مثل هذه الكلمة وهو لا يصلي ولا يصوم او لا يحرم المحرمات مثل الزنا والربا - 00:51:00ضَ

وما اشبه ذلك فقوله اياها ما يفيد. لانه في الواقع ما عمل بما دلت عليه. ما عمل بمقتضاها فلا بد من اعتقاد ما دلت عليه مع قولها والعمل. ولهذا اتفق اهل السنة ان الايمان - 00:51:20ضَ

يتكون من امور ثلاثة الايمان يتكون من قول وعقيدة في القلب وعمل. ولو تخلف واحد من هذه الامور الثلاثة ما الايمان صحيحا لاجل هذا. فاما الذين خالفوا في هذا فهم في الواقع - 00:51:40ضَ

لانهم تركوا ما دل عليه الكتاب والسنة بالنص. ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه نعم. وفيه تحريم لو ان انسانا مثلا اعتقد في قلبه ان لا اله الا الله انه كل الهة - 00:52:03ضَ

الله باطلة ولكنه لم ينطق بذلك. ومات على هذا باتفاق العلماء انه يكون كافرا. ليس بمسلم فلابد من النطق لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من شهد لا بد من الشهادة. والشهادة تقتضي الاخبار بالكلام. عما - 00:52:23ضَ

اعتقده في قلبه ولهذا كان صلوات الله وسلامه عليه يدعو الناس الى النطق بها الى الى قولها كان يقول لهم قولوا لا اله الا الله واشهدوا ان لا اله الا الله - 00:52:48ضَ

ولما تبعه رجل من المشركين كان معروفا بالنجدة والشجاعة يوم بدر لحقوا ليقاتل معه ففرح به اصحابه لانه عرف بشجاعته واقدامه فقال اني جئت انصرك فقال له اتشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله؟ قال لا - 00:53:05ضَ

قال اذا ارجع فاني لا استعين بمشرك عرض عليه اول سأله اتشهد ان لا اله الا الله؟ واني رسول فلما قال لها امره بالرجوع. فلابد من الشهادة حتى يبنى عليه العمل - 00:53:34ضَ

يشهد ان لا اله الا الله ثم بعد ذلك الاعمال تبنى عليه والا تكون الاعمال كلها باطلة غير معتبر بها. لا تعتبر. نعم. وفيه تحريم النار على اهل توحيد الكامل - 00:53:51ضَ

عن التوحيد الكامل والتوحيد الكامل هو الذي يكون مع الاخلاص الصدق واليقين والعلم والمحبة والاقبال يعني يتحلى الانسان بهذه الامور. والاستسلام لله جل وعلا والواقع. ان التوحيد الكامل يكون في الذين اخبر الله جل وعلا عنهم انهم يأتون بقلوب سليمة الا من اتى - 00:54:11ضَ

الله بقلب سليم. القلب السليم هو الذي سلم من التعلق بغير الله جل وعلا. فهو التوحيد الكامل. وهذا هو الذي يحرم على النار اما اذا كانت عنده ذنوب فالذنوب اما ان تلحق بالشرك الاصغر او تلحق بالاكبر - 00:54:43ضَ

فمثلا بخل الانسان بشيء من الزكاة زكاة ماله كونه يبخل بها. الذي دعاه الى عدم اخراج الزكاة هو محبة المال. حب المال وحبه للمال قدمه على محبة الله وعلى امر الله - 00:55:09ضَ

وهذا نوع من الشرك. نوع من الشرك وهكذا كون الانسان يقدم على فعل الباطل حبا له ان شهوة تدعوه الى ذلك او الفة او للشيطان وهو يعلم ان الله نهى عنه - 00:55:36ضَ

فهذا في الواقع قدم هوى نفسه او امر مخلوق صاحبه على امر الله جل وعلا وهو نوع من الشرك وهكذا في جميع الذنوب. فاذا يصبح الانسان اذا كان مرتكبا للذنوب ليس توحيده كاملا - 00:56:00ضَ

ليس كاملا من كل وجه بل ناقص. ولهذا يدخل النار ثم بعد ذلك يخرج منها حسب اه بقائه فيها حسب ذنوبه واجرامه ولكنه اذا مات على التوحيد ولو لم يكن كامل ولو كان ناقصا لو كان توحيده ناقصا فانه لا بد من - 00:56:25ضَ

اخراجه من النار. اما الذي لا يخرج من النار فهو الذي يموت وليس معه توحيد. انما هو مشرك التوحيد لا يمكن يجتمع مع الشرك الاكبر ابدا. اذا وجد الشرك الاكبر انتفى التوحيد نهائيا - 00:56:52ضَ

فمثلا انسان يتقدم الى عبادة مقبور يسأله ويتضرع اليه ويقول اكشف الظر عني او ادفع عني اذى العدو او اشفي مرضي او هب لي رزقا او هب لي ولدا او ما اشبه ذلك - 00:57:10ضَ

من السؤال الذي لا يجوز ان يكون الا لله جل وعلا ويموت على هذا فان هذا هو الشرك الاكبر ولو كان يصلي ويصوم ويتصدق ويعمل الاعمال انه عمله مردود. لان الله لا يغفر ان يشرك به. وبقية - 00:57:32ضَ

الذنوب غير الشرك الاكبر علقها ربنا جل وعلا بمشيئته. وقال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لمن يشاء فكل الذنوب ما عدا الشرك معلقة بمشيئة الله ومعنى كونها معلقة بمشيئة الله - 00:57:54ضَ

انه اذا شاء ان يغفرها بدون مؤاخذة غفر وان شاء ان يؤاخذ عليها ويعاقب عليها عاقب عبده ثم بعد ذلك مآله الى الجنة ولهذا كل من مات على الاسلام ليس عنده شرك اكبر وان كانت عنده ذنوب كثيرة فهو يرجى له الخير - 00:58:16ضَ

فهو يكون مآله الى الجنة. وان ناله مناله والذي يناله كله يكون مكفرا لهذه الذنوب. يعني يكون عقابا لما ارتكبه من المعاصي. نعم وفيه ان العمل لا ينفع الا اذا كان خالصا لوجه الله تعالى على ما شرعه على لسان رسوله صلى - 00:58:42ضَ

الله عليه وسلم وهذان الامران لا بد منهما في جميع الاعمال. كون العمل يكون خالصا لله وكونه يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عمل اما اذا - 00:59:10ضَ

تخلف العمل تخلف شرط من هذين من هذين في عمل من الاعمال فهو مردود على صاحبه يعني اذا وجد الشرك في العمل وليس معنى هذا ان الانسان اذا اشرك في عمل من الاعمال انه يكون جميع عمله حابطا - 00:59:28ضَ

وانما يكون ذلك العمل الذي قارنه الشرك. حابط واذا تاب تاب الله علي واذا عمل اعمالا خالصة لله قبلها الله جل وعلا شرطي الا يكون فيها شرك اما العمل الذي يقارنه شرك مثل الانسان مثلا - 00:59:50ضَ

اخرج مال صدقة ولكنه يريد باخراجه ان يمدح ويثنى عليه يقال هو يتصدق هو جواد هو كريم فان مثل هذا غير مقبول لا يقبله الله جل وعلا لانه اراد قول الناس - 01:00:15ضَ

اراد ثناؤهم ومدحهم فصدقة هذه حابطة لا ليس له منها شيء وكذلك لو مثلا صلى وحسن صلاته لاجل ان الناس ينظرون الي يثنون عليه ويمدحونه هو يصلي بخشوع وهو تقي - 01:00:33ضَ

ان يقبل على صلاته ادب يعني يريد مدح الناس يريد ان يثنوا عليه ويمدحوه ثم يريد ان يحبوه على ذلك فانه ليس له الا ما اراد فصلاته مردودة عليه. لانه جاء عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 01:00:58ضَ

ان الله جل وعلا يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه تركته وشركه اما ان يقول تركته تركت ذلك العمل وشركة يعني وشريكة الذي اشرك - 01:01:28ضَ

يعني يصير هو له له خالص لذلك الشريك ولهذا اذا كان يوم القيامة يقول الله له اذهب الى من اشركته في العمل فاطلب اجرك منه ليس له شيء فلا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لله جل وعلا. ثم لو حدث مثل هذا - 01:01:46ضَ

لانسان انه حسن صلاته وزينها وتأدب فيها لاجل نظر اخر ليس معنى ذلك ان اعماله كلها حابطة ولكن هذا العمل هذا العمل الذي زينه لاجل نظر الانسان مردود عليه اما اذا عمل اعمالا خالصة لله - 01:02:08ضَ

فهي مقبولة تقبل وان كان يعاقب على كونه يشرك بالله جل وعلا لان هذا من المحرمات العظام لا يجوز ان يقصد بالعمل غير الله جل وعلا وهكذا اما الشرط الثاني الذي هو موافقة السنة - 01:02:29ضَ

معنى ذلك ان الانسان لا يجوز له ان يقدم على عمل من الاعمال الا وهو مشروع ولهذا يقول العلماء ان الاصل في العبادات التحريم حتى يأتي الدليل على انها مشروعة - 01:02:51ضَ

ولا يجوز للانسان ان يقدم على عبادة من العبادات وهو لا يعرف انها مشروعة والا يصبح يكون ممن يشرع هو برأيه او نظره ويكون مبتدأ فان البدع هي العبادات التي لم يأتي بها الرسول صلى الله عليه وسلم - 01:03:07ضَ

كل عبادة لم يأتي بها الوحي فهي بدعة والبدع مردودة على اصحابها من قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد من عمل عملا ليس عليه امرنا يعني ليس على الشرع - 01:03:30ضَ

ليس مأمورا به الكتاب والسنة فهو رد مردود على صاحبه فلابد لكل عمل من هذين الشرطين ان يكون العمل مرادا به وجه الله خالصا لله جل وعلا وان يكون مأمورا به شرعا مشروعا. شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:03:49ضَ

والا كان الانسان يعمل عملا يكون حابطا ما قال الله جل وعلا وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية عندها خشوع وعندها نصب بالعمل ولكن في الاخرة تصلى نارا حامية. لانها تتعبد الله جل وعلا بالبدع وان كانوا يبكون - 01:04:12ضَ

ويخشعون وبكاؤهم وخشوعهم خسارة عندهم الخشوع والنصب التعب ولكن الواقع في الاخرة يستصلى وجوههم نارا حامية تسقى من عين اليه لانه تعبدوا الله بالبدع بارائهم واقوال الناس التي ليس عليها من دليل - 01:04:40ضَ

فلابد ان يكون الانسان في عبادته متبعا لا يكون مبتدعا. نعم قال القرطبي في تذكرته وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث من ايمان اي من اعمال الايمان التي هي - 01:05:05ضَ

من اعمال الجوارح فيكون فيه دلالة على ان الاعمال الصالحة من الايمان والدليل على انه اراد بالايمان ما قلناه ولم يرد مجرد الايمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والاخلاص بقول لا اله الا الله ما في الحديث نفسه نفسه من قوله اخرجوا ثم بعد ذلك يقبض سبحانه - 01:05:23ضَ

وتعالى قبضة فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط. يريد بذلك التوحيد المجرد من الاعمال انتهى ملخصا من شرح سنن ابن ماجة. يعني قول القرطبي هذا لان العلماء اتفقوا على انه لا يدخل الجنة الا مؤمن. كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 01:05:51ضَ

فانه بعث مناديا ينادي انه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة وهذا عام شامل فكذلك الاعمال تبع للايمان فاذا يكون معنى قوله اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله - 01:06:19ضَ

وفي قلبه مثقال حبة اه من خير يقول ان هذا الخير وجاء في لفظ اخر من ايمان انه الشيء الزائد على هذا القول امر زائد على اصل ايمان اما اصل الايمان فهو موجود وهو الذي به يخرج من النار ويدخل الجنة ولكن لا - 01:06:44ضَ

بد من عمل لا بد من عمل وان قل. لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يعني مثقال الذرة تكون حسنة يضاعفها اذا كان للانسان حسنة ولو مثقال ذرة - 01:07:10ضَ

يعني زائدة على سيئاته. فان الله جل وعلا يضاعف هذا المثقال مثقال ذرة. ويدخله بها الجنة فهذا فضل عظيم. هكذا في هذا الحديث الذي يخرج به من النار من كان في قلبه مثقال ذرة - 01:07:31ضَ

يعني زائد مثقال الذرة زائدا على قول لا اله الا الله على الاصل اصل الايمان. لان لا يكون هذا مكرر الكلام يكون مكرر. يكون اخره اوله. الرسول صلى الله عليه وسلم ينزه كلامه عن ذلك - 01:07:51ضَ

وهذا شيء معقول في الواقع. ولهذا قال ان الدليل عليه هو ما في نفس الحديث على ذلك. نعم. قال المصنف رحمة الله عليه وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله - 01:08:11ضَ

صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال قل يا ان لا اله الا الله. قال كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن - 01:08:31ضَ

كغيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن والحاكم وصححه. فهذا فيه ايضا فضل من هذه الكلمة. وعظم ثوابها - 01:08:51ضَ

وان قولها اذا كان باخلاص وصدق لا يقاومه شيء الوزن ولا في الفاظل انه قال لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري استثنى نفسه جل وعلا ممن في وهذا دليل على ان الله جل وعلا في العلو في السمع والسماء اذا جاءت في كلام العرب - 01:09:11ضَ

تحتمل شيئين احدهما مطلق العلو يكون كل ما فوقك سمع والثاني تحتمل السماء المبنية. التي اخبر الله جل وعلا وكله جاء في القرآن اما المعنى الاول فمثل قوله جل وعلا من كان يظن ان لن ينصره - 01:09:43ضَ

الله فليمدد بسبب الى السمع ثم ليقطع فالسبب الذي يمده الى السماء يعني يجعله في السقف. المعنى يكون اذا كان الانسان يظن ان الله لا ينصر فليعجل بقتل نفسه بان يجعل حبلا في سقف البيت الذي فوقه ثم ليضعه في في - 01:10:13ضَ

القي ثم ليقطع يقطع حياته ينتحر. فان الله لا بد ان ينصر رسوله. فاذا السمع في وهذا المقصود به ما فوق رأس الانسان. كل ما فوق رأس الانسان يسمى سمع. وكذلك قول الله جل وعلا اامنتم من - 01:10:38ضَ

في السمع اامنتم من في السمع؟ واما كونها جاءت في السماء المبنية فقوله جل وعلا افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها؟ في ايات كثيرة جدا اه هنا قوله في هذا الحديث لو ان السماوات السبع قصد بها السماوات المبنية - 01:11:00ضَ

انها سبع سماوات وهذا جاء في ايات متعددة ايات كثيرة وكل سماء فوق الاخرى. وعلاهن السماء السابعة وجاء في حديث المعراج انها ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذهب صحبة جبريل عليه السلام ان جبريل صار يستفتح - 01:11:29ضَ

يعني يطلب ان يفتح له باب السمع. ثم يسأل يقال له من؟ اذا استفتح الباب طلب الفتح قالوا له من فيقول جبريل فيقولون ومن معك؟ فيقول محمد فيقولون له او بعث؟ فيقول نعم - 01:11:56ضَ

فيفتح له هكذا في جميع السماوات هكذا كان يقول ويقال له كذلك في حديث البراء ابن عازب في قصة الاحتضار ان الانسان اذا كان في اقبال من الدنيا من الاخرة وادبار من الدنيا نزل اليه ملائكة اذا كان مؤمن - 01:12:18ضَ

ملائكة بيض الوجوه معهم حنوط من الجنة وكفن من الجنة. فجلسوا منه مد البصر. ثم املك الموت وصار يخاطب روحه. ويقول ايتها الروح الطيبة في الجسد الطيب اخرجي الى روح وريحان ورب غير غضبان - 01:12:43ضَ

ستخرج برفق تنسل من فيه كما تخرج قطرة الماء من في من في السقاء فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين. حتى يأخذوها او يضعوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط. فيصعدوا بها الى - 01:13:03ضَ

فيستفتح لها باب السمع فيفتح لها وهكذا الى ان تصل الى السماء السابعة فاذا وصلوا الى السماء السابعة واستفتحوا فتح لها قال الله جل وعلا لملائكته اكتبوا كتابه في عليين - 01:13:24ضَ

واعيدوه الى الارض. فاني منها خلقتهم واليها اعيدهم. ومنها اخرجهم تارة اخرى. اما فاذا كان فاجرا فانه اذا اخذوا اذا جاءه ملك الموت يقول له ايتها الروح الخبيثة الجسد الخبيث اخرجي الى سخط وغضب من الله - 01:13:43ضَ

فتتفرق في بدنه وتتشبث بعروقه واعصابه. فينتزعها انتزاعا شديد يقول كما ينتزع السفود اذا ادخلت الصوف المبلول. السفود الحديدة التي يشوى عليها اللحم اذا ادخلت في صوف مبلول وهي محماة يلتف عليه - 01:14:10ضَ

يتلفف عليها فينتزعها ويخرج معها ما يخرج من شدة التشبث والتمسك لانها علمت بالعذاب انه وصل فاذا استخرجها لا يدعوها الملائكة الذين نزلوا معهم مسوح من النار وكفنوا من النار. حنوط من النار وكفن من النار. لا يدعوها في يده طرفة عين حتى - 01:14:40ضَ

سيأخذوها ويضعوها في ذلك الكفن وذلك ثم يصعدوا بها الى السمع. ويخرج لها اخبس رائحة وجدت على وجه الارض. نسأل الله العافية. فاذا وصلوا الى السماء الدنيا استفتحوا لم يفتح - 01:15:10ضَ

لم يفتح له ولهذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فيؤمر ان تطرح طرح جاء قول الله جل وعلا لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وهذا - 01:15:30ضَ

كون الجمل يدخل في ثقب الابرة لا يمكن يعني انه مستحيل دخولهم الجنة المقصود ان السماء لها ابواب مبنية وقوله في هذا الحديث عامر ان غيري عامرهن يدل على ان كل سما لها عمار والعمار هم الذين يكونون فيها - 01:15:51ضَ

للعبادة والعمل والذين في السما ملائكة ملائكة الله وكل سماء مملوءة من الملائكة الذين خلقوا للعبادة. الله غني بذاته عن كل ما سواه. ما يتقوى بملائكته ولا يستنصر بهم ولكنه خلقهم ليأمرهم وينهاهم وهم يعبدون الله لا يعصونه - 01:16:19ضَ

طرفة عين. وقد جاء في الحديث ما يدل على كثرتهم الكاثرة انه جاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تعض والعقيق هو صوت الشيء المحمل اذا حمل على خشب او غيرها حمل ثقيل صار له سرير. هذا الصرير - 01:16:49ضَ

يسمى طيب ومعنى ذلك ان السماء محملة بكثرة الملائكة. يقول ابطت السماوات وحق لها ان تعق ليس فيها موضع قدم الا وملك ساجد او راكع او قائم. الى قيام الساعة - 01:17:19ضَ

فاذا قامت الساعة قالوا سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك. ولما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم اه رأى البيت المعمور والبيت المعمور في السنة السابعة على حيال الكعبة. وهو في السماء السابعة مثل الكعبة في الارض. تزوره الملائكة - 01:17:40ضَ

فتطوف به تعبدا لله جل وعلا. يقول رأيت ابراهيم عليه السلام مسندا ظهره اليه لانه لان ابراهيم عليه السلام هو الذي بنى الكعبة حجوزي بان جعل في هذا المكان العالي الرفيع الذي يتعبد فيه لله جل وعلا في السماء السابعة. يقول فاذا يدخله كل يوم - 01:18:00ضَ

سبعون الف من الملائكة لا يعودون الى مثلها ابدا. يعني ما يحصل لهم فرصة بان يعودوا مرة اخرى لكثرة الملائكة. وانما كل ملك لا يأتي الى هذا البيت الا مرة واحدة. فقط - 01:18:29ضَ

لكثرته وهذا يدل على الكثرة الكاثرة كثرته وقد اخبرنا ربنا جل وعلا عن بعض وظائفهم ان منهم من يحفظ على بني ادم اعمالهم يحصيها عليهم. يقول الله جل وعلا وان عليكم لكاتبين - 01:18:47ضَ

وان عليكم لحافظين. كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان مع من لا يفارقكم فاستحيوهم. يعني استحيوا منهم. انه يستحيون من آآ الامور - 01:19:07ضَ

التي ما تناسبهم مثل النظر الى العورات وما اشبه ذلك. ولهذا لا يجوز للانسان اذا دخل الحمام نتكلم لانه اذا تكلم يضطر الملك الكريم ان يأتي يكتب كلامه يسجله وهو لا يدخل معه في الحمام - 01:19:27ضَ

لان الاماكن اماكن القاذورات واماكن النجاسات هذه اماكن للشياطين. هي التي تليق بهم الملائكة لا يدخلون. وكذلك اذا كشف الانسان عن عورته لا ينظرون اليه. يفارقونه. ولهذا جاء النهي كون الانسان - 01:19:47ضَ

يستتر استحياء من الله ومن عباده من ملائكته هذا معنى قوله استحيوهم يعني استحيوا منهم لا تعملوا الاعمال التي تثقلهم ويكرهون لانهم لا بد ان يسجلوا كل شيء. كل ما صدر من الانسان. كل ما قاله الانسان - 01:20:07ضَ

يسجلونه او عمل كما قال الله جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يراقبه مستعد للكتابة. هؤلاء مع كل انسان. واذا مات الانسان رووا صحائفهم ثم اما ان يجلسوا على قبره يستغفرون له او يذهبون الى حيث شاء الله. والذي يولد - 01:20:35ضَ

قل له ملائكة اخر غير للسابقين. يعني ان كل انسان ليس له الا كاتبين فقط. لا يشاركون شاركونا غيره في الكتابة. ما يكتبون الا لواحد فقط. فاذا جاء يوم القيامة جاؤوا - 01:21:05ضَ

حائطهم التي سجلوها احذروها بين يديه وهي على القول الصواب من اقوال العلماء هي الصحائف التي تنشر وتعطى الانسان يوم القيامة. وكل انسان الزمناه طائره في عنقه نخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا - 01:21:25ضَ

يعني حاسب نفسك تجد فيه انك في يوم كذا في مكان كذا في ساعة كذا قلت كذا وكذا او عملت فكزا وكزا. ما يستطيع ان ينكر ومع ذلك قد مثل بعض الناس ينكر. يقول يا ربي ظلمتني - 01:21:55ضَ

الكتبة او يقول يا ربي لا اقبل شهادة هؤلاء. ان الانسان عجيب في الواقع ويقول له ومن تقبل؟ فيقول لا اقبل الا شهادة مني انا. قلت اشهد انا سيختم الله جل وعلا فيه ويقول لاعضائه تكلمي فيتكلم الجلد ويتكلم - 01:22:15ضَ

السمع والبصر. ويتكلم الايدي والارجل. تنطق ثم بعد ذلك يخلى عنه ويقال له تقل. فيعود على اعضائه باللوم والشتم ويقول بعدا لكن هل كنا كنت انافح؟ لكن مفيد هذا؟ حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم - 01:22:44ضَ

وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وخلقكم اول مرة واليه ترجعون. وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم. ولا ابصاركم ولا - 01:23:09ضَ

الى اخر الاية ما كنتم تستترون يعني ما كنتم تخافون الله وتفعلون امرا وتجتنبون معاصيه حتى لا تشهد عليكم هذه الاعضاء ولكنكم ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم. فالمقصود - 01:23:29ضَ

ان الملائكة الذين يكتبون اعمال الانسان لا يشاركون في كتابة اعمال انسان اخر فقط في كل واحد يكتب له اثنان. وكذلك هم الملائكة الذين كما سمعنا وكلوا بقبض الروح وحملها ومنهم الملائكة الذين وكلوا بنفخ الروح - 01:23:54ضَ

رحم المرأة وكتابة ما يستقبله من العمل والاجل والرزق والشقاوة والسعادة. وكذلك منهم الحفظة غير الذي يحفظون الاعمال المعقبات الذي يقول الله فيهم له معقبات من بين يديه ومن يحفظونه من امر الله - 01:24:21ضَ

يقول العلماء هؤلاء الملائكة يحفظون الانسان. ملائكة جعلهم الله جل وعلا عند الانسان يحفظونه. مما يقصد فان الانسان يأتي الى في ارض فلا توفي فينام وينفتح ساء ويكون منخره مفتوح واذنيه مفتوحتين - 01:24:49ضَ

وتأتي الهوام فتصدها الملائكة. تقول اليك اليك حتى يقدر الله جل وعلا عليه شيء فيخلون بينه وبين ما قصده. فهؤلاء هم الذين يقول الله فيهم لهم معقبون من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ان الله لا يغير بقوم حتى ما حتى يغيروا ما بانفسهم وكذلك - 01:25:14ضَ

منهم الذين وكلوا بالرياح وبالسحاب المطر وبالنبات كذلك الذين وكلوا بالوحي وبالعذاب انزال العذاب على الامم التي تخالف الى غير ذلك. كثيرون جدا ومنهم الذين وكلوا بالعمل لبني ادم لميراث ثمار الجنة وبناء - 01:25:41ضَ

بيوت الجنة فان الجنة على كونها موجودة ليست متكاملة. كما جاءت في الاحاديث على ذلك فانه جاء ان الانسان اذا قبض له ولد يقول الله جل وعلا لملائكته قبضتم ابن عبدي فيقولون نعم وقبضتم ثمرة فؤاده؟ يقولون نعم الله عليم بكل شيء ما - 01:26:11ضَ

يخفى عليه شيء ولكن يسأل ليظهر فضل هذا الانسان ويأجره فيقول لهم جل وعلا ماذا قال؟ فيقولون حمدك واسترجع. يعني قال انا لله وانا اليه راجعون يقول الله جل وعلا ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. ابنوا له بيت. هذا يدل على ان الجنة - 01:26:41ضَ

فتزداد يبنى فيه. وجاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصية لابراهيم عليه السلام. ليلة المعراج انه قال ابلغ امتك مني السلام وقل لهم ان الجنة طيبة طيبة التربة - 01:27:10ضَ

وان غراسها سبحان الله والحمد لله والله اكبر. ثم قال الانسان سبحان الله والحمد لله والله اكبر غرس له شجرة في الجنة. يغرس له شجرة. يغرسها الملائكة. يأمرهم الله جل وعلا بذلك - 01:27:31ضَ

المقصود ان هؤلاء ايضا هذه وظائفهم. بامر الله جل وعلا الى غير ذلك. كثيرة جدا وقد جاء كثير منها في الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا كله من معنى قوله عامرهن. يعني عمار السما. عامرهن غيري - 01:27:50ضَ

استثني نفسه جل وعلا لانه في السنة العلو. جل وعلا وهو على عرشه مستوي. فوق جميع مخلوقاته والعرش ليس عليه الا الله جل وعلا. وليس فوق العرش شيء. وانما هو سقف المخلوقات - 01:28:13ضَ

واعلى المخلوقات هو العرش وهو سقف الجنة. جنة عدن جنة الفردوس فانه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سألتم الله الجنة الفردوس فانها اعلى الجنة ووسط الجنة وسقفها عرش الرحمن. سقف عرش الرحمن ومنها تفجر انهار الجنة - 01:28:33ضَ

انهار تأتي من المكان الرفيع العالي. المقصود ان السماوات لهن عمار وفي كل سماء عمار ملائكة يعمرونها بالطاعة. بطاعة الله جل وعلا. واما قوله والاراضين السبع اراضين السبع فانه جعل الاراضين ايظا السبع. وقد اختلف العلماء في كون الارض سبع - 01:29:03ضَ

ما معنى فمنهم من يقول ان الاراضين سبع مفتوقة وكل ارض فيها سكان ومعنى مفتوقة ان كل واحد تحت الاخرى وبين وبينها وبين فوقها الى سبع طبقات في الارض فهذا قول مرجوح وقد جاء عن ابن عباس - 01:29:33ضَ

اثر في ذلك وعن غيره. والظاهر ان الذي جاء عن ابن عباس مأخوذ عن اهل الكتاب. من خرافات التي لا يجوز تصديقه. وانما الصواب ان الاراضين السبع انها طبقات غير مكتوفة - 01:30:03ضَ

الارض سبع طبقات كل طبقة تحت الاخرى ولكن ليس بينها فضاء وقد قال بعض العلماء المقصود بسبع الاراضين سبع الاقاليم يعني القارات السبع كل قارة تسمى ارض ولهذا ليس بشيء - 01:30:25ضَ