Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:25ضَ
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:00:53ضَ
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد معاشر المؤمنين ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يصور لنا خلاصة حياتنا - 00:01:18ضَ
من اولها الى اخرها ويصور لنا علاقة المسلم بدينه بما احل الله عز وجل له وبما حرم الله عز وجل عليه بمثل عجيب عظيم ينبغي على كل واحد منا ان يتصوره - 00:01:50ضَ
وان ينظر الى مكان نفسه من هذا الحديث وهو ما رواه الامام احمد في مسنده والترمذي في سننه عن النواس بن سمعان الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:17ضَ
ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة عليها سطور مرخاة وعلى اول الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط ولا تتعوجوا وعلى رأس الصراط - 00:02:46ضَ
من فوقه داع اذا قام العبد واراد ان يدخل احد الابواب قال ويحك يا عبد الله لا تفتحي الباب انك ان تفتحه تلجه هذا المثل الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:25ضَ
وينبغي علينا ان نتخيله ثم فسره عليه الصلاة والسلام ضرب الله مثلا صراطا مستقيما اي طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه وعلى جنبتي هذا الطريق على يميني السائر فيه وعلى شماله سوران. سور عن اليمين - 00:03:56ضَ
وسور عن الشمال طول الطريق فالطريق ليس مفتوحا يرى السائر فيه الصحراء عن يمينه وشماله لا وانما يرى عن يمينه سورا وعن شماله سورا وفي هذا السور ابواب مفتحة هناك فتحات - 00:04:27ضَ
في هذا السور عن اليمين وعن الشمال عليها سطور مرخاة لا يوجد على هذه الفتحات ابواب من خشب او حديد وانما ستور مرخاة يعني لا ترى هذه الستور لا تريك - 00:04:55ضَ
ما خلف هذا الباب الا اذا ازحتها وامضت اللثام عن الباب وفي اول هذا الطريق داع يدعو الناس لامرين اثنين الامر الاول يا ايها الناس ادخلوا الصراط يدعو الناس اولا الى ان يدخلوا الى هذا الطريق - 00:05:22ضَ
وهذا الصراط والامر الثاني يأمرهم ان يستقيموا ولا يتعوج لا يحاولوا ان يدخلوا لاحد الابواب عن اليمين او عن الشمال يدعوهم للدخول فيه والاستقامة عليه وهناك داع اخر من فوق الصراط - 00:05:51ضَ
كلما حاول السائر في هذا الصراط ان يتطفل او يأخذه الفضول لان يميط احد الستور عن احد الابواب يأتيه داع من فوق صوت يقول له يا عبد الله لا تفتحي الباب - 00:06:20ضَ
لا تفتح الستر انك ان تفتحه تلجه ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم عناصر هذا المثل فقال فالصراط الاسلام الصراط هذا الطريق المستقيم هو الدين هو الاسلام الذي وصفه الله عز وجل في سورة الفاتحة بنفس هذا الوصف - 00:06:48ضَ
في قوله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم فالصراط المستقيم هو الدين مستقيم بان هذا الدين مستقيم واضح معروفة بدايته ونهايته لا خفاء فيه ولا اسرار فيه وانما هو واظح جلي - 00:07:24ضَ
لا يصله الانسان في نهايته الى النجاة الا اذا استقام عليه ثم هو صراط واحد فقط الموصل الى النجاة لا طريق الى النجاة الا من خلاله فهذا هو الاسلام اما السوران على جنبتي هذا الصراط - 00:07:55ضَ
فحدود الله تعالى حدود الله اي الحد الفاصل بين الحلال والحرام اذا كنت في الصراط فانت في دائرة المباح ودائرة الحلال وبينك وبين الحرام سور هي حدود الله سبحانه وتعالى - 00:08:22ضَ
التي قال الله عز وجل في كتابه واصفا الاعراب قال الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله هذه هي الحدود التي انزل الله على رسوله - 00:08:46ضَ
التي امرنا الله عز وجل الا نقربها فضلا عن ان ندخلها. فقال عز وجل تلك حدود الله فلا تقربوها فهذه الحدود هي الحد الفاصل بين الحلال والحرام ما وراءها يمينا وشمالا من المساحات - 00:09:06ضَ
هي مساحات الحرام بمختلف انواعه وجميع صوره اما الداعي الذي على رأس الصراط يعني على اوله يدعو الناس الى الدخول فيه والاستقامة عليه. قال عليه الصلاة والسلام اما الداعي على رأس الصراط - 00:09:32ضَ
فكتاب الله تعالى القرآن يدعونا الى الامرين الى الدخول في الصراط والاستقامة عليه قال الله عز وجل الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين يهدينا القرآن الى الصراط - 00:09:58ضَ
ويهدينا في الصراط فنستفيد منه الهدايتين الهداية الى الصراط. يا ايها الناس ادخلوا في السلم كافة ويهدينا في الصراط الا نعوج عنه وكيف نستقيم عليه وما هي وسائل الاستقامة عليه - 00:10:26ضَ
وما هو جزاء من استقام على الصراط؟ وما ومن هم الذين استقاموا. كل ذلك في كتاب الله. وما هو وجزاء من انحرف عنه وما هي امثلة من انحرف عنه؟ وكيف تعامل الانبياء مع هؤلاء الذين انحرفوا عنه؟ كل ذلك في كتاب الله - 00:10:48ضَ
فهو الهادي لمن تمسك به واخذ بمقتضاه واما الداعي الثاني الذي فوق الصراط والذي يظهر صوته اذا حاول الانسان ان يقترب من الباب فهو واعد الله في قلب كل مسلم - 00:11:12ضَ
هو تلك المشاعر هو ذلك الصوت الذي ينبعث من داخلك كلما هممت ان تعصي الله عز وجل وهذا الصوت يختلف مقدار قوته وضعفه من انسان الى اخر بعض الناس كتمه - 00:11:36ضَ
واهمله حتى لا يكاد يسمع صوته في قلبه لا يجد هذا الصوت في قلبه الذي يزجره من الداخل عن الوقوع في محارم الله عز وجل وبعض الناس الصوت عنده له دوي في قلبه - 00:12:05ضَ
اذا ضعفت نفسه اخذه الفضول ان يلج في احد هذه الابواب يمينا او شمالا صرخ في داخله احذر يا عبد الله لا تقترب من هذا الباب فهو داعي الله عز وجل وواعظ الله عز وجل في قلب كل مسلم - 00:12:27ضَ
وهو الذي يسميه البعض الوازع الداخلي الذي يزع الانسان ويحذره ويعظه وينصحه عن الوقوع فيما حرم الله عز وجل هذا المثل الذي ضربه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:12:58ضَ
يحتاج منا ان نتخيله اولا ان نرسمه في اذهاننا ثم نتخيل انفسنا منه اين نحن من هذا المثل هل دخلنا او زلت الاقدام بنا ودخلنا احد هذه الابواب او اكثر - 00:13:25ضَ
واذا دخلنا احد هذه الابواب هل عدنا سريعا او في نيتنا ان نعود ام تغولنا وتوغلنا بعد الدخول من هذا الباب لان الاشكال اذا دخل الانسان في احد هذه الابواب - 00:13:53ضَ
وابتعد قد يظل طريق الرجوع لا ينظر الى الطريق قد يتمنى ان يرجع لكن ما يستطيع كما قال الله عز وجل واصفا بعض الكفار ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. يتمنى بس مو قادر - 00:14:17ضَ
لانه قد دخل احد هذه الابواب وضاع في اوديتها وما فيها من امور تسحبه شيئا فشيئا ام لا زال الانسان في الطريق؟ ولا زال في حدوده فان كان الانسان لا زال في حدود هذا الطريق - 00:14:38ضَ
فليحمد الله عز وجل وليأخذ باسباب الاستقامة عليه واسباب الثبات عليه وان دخل من احد هذه الابواب ايا كانت هذه الابواب فلينتبه قبل ان تنتهي مدته ويقبضه ربه عز وجل - 00:15:05ضَ
وهو في خارج الطريق فيبعث على ما قبض عليه ويبعث على حالة لا يتمنى اي انسان ان يبعث عليها هذا الامر ينبغي ان يتخيل كل واحد منا موقعه في هذه الخريطة - 00:15:30ضَ
التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم في اذهاننا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب. فاستغفروه انه - 00:15:56ضَ
هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد اخواني الكرام الاستقامة على هذا الطريق - 00:16:16ضَ
ليس خيارا تختار بينه وبين غيره وانما هو الطريق الوحيد لمن اراد النجاة في هذه الحياة وفي الحياة الاخرة لن تجبر على هذا الطريق او على الطرق الاخرى لن يجبرك احد - 00:16:44ضَ
ولكن اذا سلكت طريقا ووصلت الى اخره فلا تلومن الا نفسك لانه لم يجبرك احد على سلوك طريق من الطرق. واعلم ان طريق النجاة واحد لا ثاني له وهو هذا الطريق الذي رسمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:11ضَ
اما الطرق الاخرى فكثيرة جدا طرق الضلال كثيرة قال الله عز وجل وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله هناك سبل هناك ظلمات ونور واحد - 00:17:39ضَ
لذلك قال الله عز وجل يخرجهم من الظلمات الى النور فاستقامتنا على هذا الطريق اخواني الكرام ليست خيارا بل هو القرار المصيري الوحيد الذي ينجينا. في هذه الحياة وفي الاخرة - 00:18:07ضَ
قال الله عز وجل فاستقم كما امرت يعني على هذا الطريق وقال الله عز وجل ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قالوا ربنا الله اي دخلوا في هذا الطريق - 00:18:30ضَ
دخلوا في هذا الطريق وصاروا مسلمين هدوا اليه ثم استقاموا اي هدوا فيه ماذا يحصل لهم تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون عدم الخوف - 00:18:51ضَ
اي من المستقبل وعدم الحزن اي من الماضي طريقه واحد هو السلوك في هذا الطريق لذلك اختصرها النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه - 00:19:19ضَ
كما روى مسلم في صحيحه وغيره قال سفيان يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه فقل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك فقال عليه الصلاة والسلام - 00:19:37ضَ
قل امنت بالله ثم استقم اي استقم على هذا الطريق والاستقامة على هذا الطريق اخواني الكرام تحتاج منا مجاهدة وصبر وان نستعين بالله عز وجل اولا واخرا في ان يثبتنا على هذا الطريق - 00:19:55ضَ
لذلك كان من دعاء الصالحين والذي ذكره الله عز وجل في كتابه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا اي هديتنا للاسلام. فاهدنا فيه. ولا تزغ قلوبنا عنه - 00:20:20ضَ
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال انس بن مالك رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وام سلمة رضي الله عنها ثلاثتهم رووا دعاء كان يكرره النبي صلى الله عليه وسلم. قال انس كان يكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ان - 00:20:46ضَ
يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فندعوا الله عز وجل ان يثبت قلوبنا على هذا الدين ونصبر على هذا الثبات. ونتحمل - 00:21:09ضَ
ما يصيبنا في هذه في هذه الطريق ونصاحب من يعيننا على الاستقامة على هذا الطريق ونجانب من يحاول ان يسحب ايدينا دخولي في احد هذه الابواب لان هذه القضية قضية مصيرية لا تحتمل المجاملات - 00:21:30ضَ
لذلك ينبغي على الانسان ان يولي هذه القضية جل اهتمامه لانها قضية نجاته. فاذا استقام على الطريق فليستمتع بعد ذلك بما شاء. مما اباحه الله عز وجل طالما انه في حدود - 00:21:54ضَ
هذا الطريق الذي يسير عليه ولا تتطلع نفسه لما وجد وراء السور نعم وراء السور مغريات نعم وراء السور امور تحبها النفس لكن في باطنها السم نعم اذا اكلت قد تتلذذ اذا اكلت شيئا وراء السور. ولكن اعلم ان هذه اللذة مؤقتة في باطنها السم - 00:22:15ضَ
ان لم تتطهر منه قتلك في يوم من الايام ومن رحمة الله عز وجل ان جعل لنا في نفس الطريق ما يمتعنا ما له داعي تطلع برا السور كل شيء موجود - 00:22:47ضَ
كله ما حرمه الله عز وجل وضع لنا له بديلا داخل الطريق. ما يحتاج تطلع من الطريق ولكن شياطين الانس وشياطين الجن والنفس الامارة بالسوء تدفعك. وتزهدك ففي ما اباح الله عز وجل مثلا - 00:23:04ضَ
من المشروبات كل شيء الا الخمر. فيترك الشقي كلما اباحه الله عز وجل من انواع المشروبات ويخرج من احد الابواب ويشرب خمر مسكين حر اباح الله عز وجل من المأكولات ما لا حصر له - 00:23:28ضَ
فيخرج من السور ويأكل خنزير وضع الله عز وجل لك في طريق استقامتك ما يغنيك عن كل حرام فاذا اصررت على ارتكاب الحرام ثم واجهت ربك بعد ذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فينظر ايمن منه فلا - 00:23:48ضَ
يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى الا النار فاتقوا النار او بشق تمرة لا يلومن الانسان حينها الا نفسه - 00:24:11ضَ
لا لوم لاحد حتى الشيطان سيتبرأ ممن اغواه لن تجد احدا تلقي عليه اللوم ولن تجد احدا ينقذك لذلك اخواني لا خيار لنا الا ان نتشبث وان نتمسك بهذا الطريق - 00:24:27ضَ
قدر جهدنا واستطاعتنا. وابشروا فان الله عز وجل قد قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يهدينا الى الصراط المستقيم. وان يهدينا في الصراط - 00:24:51ضَ
المستقيم وان يثبت قلوبنا على الطاعة والدين حتى نلقاه. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك. اللهم يا مصرف القلوب والابصار صرف قلوبنا الى - 00:25:11ضَ
دينك اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته ولا هما الا فرجته. ولا حاجة الا قضيتها - 00:25:31ضَ
فسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. ووفق للحق امامنا وولي - 00:25:51ضَ
امرنا يا رب العالمين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون - 00:26:11ضَ