بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة مكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى - 00:00:00
في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل الحمدان الصبحي ومن الاخراج خالد الزهراني ومن استوديو الهوى لؤي حلبي مستمعينا الكرام ضيفوا حلقات برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. فضيلة الشيخ السلام عليكم واهلا وسهلا بك معنا - 00:00:20
في بداية هذه الحلقة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بك اخي وائل. وحيا الله الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ مستمعينا الكرام في اخواتي اه برنامج الدين والحياة نناقش موضوعات تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويسعد بها ويحيا بها الحياة الطيبة - 00:00:41
من هذه اه المواضيع التي نتحدث عنها ما نتحدث به في هذه الحلقة اه عن اعمال تطيب بها الحياة تطيب بها حياة المسلم في هذه الحياة الدنيا التي آآ وجد فيها لعبادة الله جل وعلا ولعمارة - 00:01:04
سنتحدث عن جملة اه من الاعمال التي تحقق للفرد الحياة الطبيعية في ثناياه. الحياة الطيبة في ثنايا هذه الحلقة. فضيلة الشيخ نحن نتحدث عن عن هذا الموضوع تحديدا عن الاعمال التي تحقق للفرد الحياة الطيبة ما هي الاعمال التي تحقق - 00:01:21
الحياة الطيبة اه اه من خلال عبادة الله تبارك وتعالى ومن خلال تحقيق مراد الله جل وعلا في هذه الارض. وهي وهو عبادته جل في علاه وحده لا شريك له - 00:01:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للجميع من الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات واسأل الله تعالى ان يجعل هذا اللقاء نافعا مباركا. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:56
فالحياة الطيبة مطلب ثامن وهو غاية عليا يسعى لها كل بني ادم فكل البشر يصمت يأملون ويسعون لادراك هذه الحياة الطيبة التي يدركون بها السعادة الطمأنينة ويحصنون بها ما يأملون من - 00:02:15
مقاصد والغايات ويسلمون بها من المكروهات والمنغصات هذه الحياة الطيبة نظرة الناس اليها مختلفة اي نظرة الناس في السبل والاسباب والطرق التي توصل اليها ليست على وجه واحد بل يختلف الناس فيها اختلافا متباينا - 00:02:45
فمن الناس من يرى السعادة في جمع المال تثميره وتكثيره ومنهم من يرى السعادة في كثرة الولد ومنهم من يرى السعادة في كثرة المقتنيات ومنهم من يرى السعادة في بالملذات الطبيعية - 00:03:19
آآ والناس في هذا على طرائق مختلفة آآ وجهات نظر متعددة ولا شك ان الناس يجتمعون على ان كل ما يكون من المطالب الطبيعية هو مما تطيب به الحياة لكن - 00:03:43
حصر ذلك في وجه من الاوجه او في طريقا من الطرق هو غفلة عن ان هذه مطلوبات تلك المبتغيات من مال او ولد او نساء او جاهل او نسب او غيره او غيره من الامور التي يعدها - 00:04:03
الناس من اسباب الحياة لا تستقل. بمعنى انه لما الانسان كان عنده مال حصل المال ولم يدرك السعادة. ولم يدرك طيب الحياة. كم من انسان ولده ولم حياته. كم من انسان استمتع بانواع من المتع والملذات المختلفة المتنوعة؟ ولم يدرك طيب الحياة. طيب الحياة - 00:04:30
لا ينحصر في امر آآ ويخطئ من يفسره ببعض مظاهره فكم من انسان قد يفتقد بعض هذه الامور ولكن حياته طيبة لانه ادرك الغاية والمقصود الذي تقيم به الحياة فالحياة ليست هي لذة الحواس - 00:04:52
ولا لذة النفس فقط فالحياة الطيبة مجموع ما يدركه الانسان من السعادة والطمأنينة والسكن والانشراح والبهجة واللذة طيب المعاش فان كان ذلك في نفسه في تحصيل الامور المعنوية او في تحصيل الامور المادية - 00:05:15
فلا شك ان طيب الحياة ينتج عن مجموع من الامور التي يدرك بها الانسان الحياة الطيبة ولهذا في قول الله تعالى من عمل صالحا من ذكر وانثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة - 00:05:41
ولنزيدنهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون تكلم اهل العلم في معنى الحياة الطيبة ما ما المقصود بالحياة الطيبة التي وعدها الله تعالى من عمل صالحا ومن امن من ذكر اولى - 00:05:59
اخي الحياة الطيبة هي السعادة وقيل الحياة الطيبة توفيق الله الى الطاعات وقيم الحياة الطيبة الرزق الحلال الحياة الطيبة القناعة وكان الحياة الطيبة الانشراح وخير حياتي الطيبة طمأنينة القلب والصلاة الحق ان الحياة الطيبة هي في اصلها ومرتكزها نعيم القلب - 00:06:12
وطمأنينة الفؤاد وانشرح الصدر ثم كل ما يكون بعد ذلك من ما يفسر به الحياة الطيبة هو تفسير باللازم. اذا اطمئن القلب تعب الانسان اذا اطمئن القلب وانشرح وهدي ووفق الى كل خير اذا اطمئن القلب رظي اه ذهب عنهما يكون من ظجر - 00:06:35
فلذلك الحياة الطيبة مرتكزها على طيب القلب وسلامته وصحته هدايته الى ما من اجل الخلق وبه يدرك كل المعاني الاخرى. اذا الحياة الطيبة مرتكزها طمأنينة القلب مرتكزها انشراح الصدر مرتكزها - 00:07:01
ان يكون القلب قد غشيته السكينة و عمرته الرحمة و تنعم في آآ بعبادة الله عز وجل آآ تحقيق العبودية له بتوحيده ومحبته وتعظيمه جل في علاه هذا هو مرتكز - 00:07:25
الحياة الطيبة وهو الحقيقة الذي اذا فاز به الانسان ادرك سعادة الدنيا وفوز الاخرة اذا هذا المدخل من المهم ان ندركه لان ادراكه مما يعيننا على تفهم ما نستقبله ونتحدث عنه الحياة الطيبة - 00:07:50
ليست مراكز ولا فيما مأكل ولا صحة بدن فقط بل هذه من المكملات الحاجة الطيبة انما الحياة الطيبة في الاصل هو ما يكون في القلب من النعيم ما يكون في القلب من الراحة ما يكون في القلب من الطمأنينة - 00:08:11
ولذلك قال يا متعب الجسم كم تسعى لخدمتي؟ اتعبت جسمك فيما فيه خسران اقبل على الروح وهو القلب والنفس واستكمل فظائلها فانت بالروح لا بالجسم انسان العشاء في الحياة الطيبة حقيقة ليست - 00:08:33
كثرة في عرض ولا كثرة في مال ولا كثرة في جهة انما هي ما يكون من انشراح الصدر واطمئنانه وبهجته مع ما يمكن ان يكون من مرافقات اخرى يتحقق بها - 00:08:52
تمام السعادة. جميل. لهذا وتمام الطيب. ولهذا يمكن ان يعني يتبين هذا في حديث عبد الله بن محسن الخطمي رضي الله تعالى عنه حيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه - 00:09:11
فليس لديه خوف معافى في جسده حقق له سلامة اعضائه وبدنه. عنده قوت يومه اي عندهما يكفيه ويغنيه عن ان يحتاج الى احد في كفاية نفسه فكأنما حيزته الدنيا بحذافيرها اي جمعت - 00:09:28
قد يشتغل بتحقيق ما خلق من اجله وما من اجله وجد وهو عبادة الله عز وجل. بالمختصر الحياة الطيبة لا تكون الا لصاحب القلب الطيب السليم الحاجة الطيبة لا تكون الا لمن صلح قلبه - 00:09:46
و اطمأن وسكن وانشرح فبذلك يدرك النعيم العاجل في الدنيا قبل الاخرة. نعم. فضيلة الشيخ ايضا في في وصف الله تبارك وتعالى اه فلنحيينه حياة طيبة هو ووصف دقيق لله تبارك وتعالى لم يذكر الله عز وجل اه السعادة ولم يذكر الله عز وجل المال ولم يذكر اه الهبات انما اه - 00:10:10
الطيبة يندرج تحتها كل هذه المعاني آآ الكبيرة والكثيرة من متع الحياة الدنيا اي نعم بالتأكيد الحياة الطيبة اه يعني لا تنحصر في شيء من من هذه الامور. فكم من فقير هنيء هنيء القلب؟ كم من - 00:10:36
آآ غني شقي فالمسألة لا تتصل بهذه المظاهر لانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس والسعادة سعادة القلب وطمأنينة وانشراح بعد هذا الحديث عن بيان حقيقة الحياة الطيبة - 00:10:57
التي يدرك بها الانسان السعادة والنعيم والطمأنينة في آآ معاشه وايضا يدرك به المعادي لانه من طاقت حياته ورزق الحياة الطيبة في الدنيا فانه يكرمه الله تعالى بطيب معادن وطيب اخرته وطيب الاخرة فرع عن طيب الدنيا ولذلك هذه الاية الكريمة التي الله تعالى فيها الوعد لمن اه لمن عمل - 00:11:18
صالحا ولمن امن بالحياة الطيبة قيل الحياة الطيبة في الدنيا وفي الاخرة. الحياة الطيبة في في الحياة الدنيا وفسرت في الاخرة ولا تعارض لانه من عاش حياة طيبة اه في دنياه وفي هذه الدار - 00:11:49
كانت ثمرة طيب حياتي بالدنيا ان الله تعالى يطيب اخرته يعني لا تطيب الحياة الدنيا الا بالايمان والعمل الصالح وبالتالي الايمان والعمل الصالح هو سبب طيب الاخرة ولهذا ثمة ارتباط وثيق بين طيب الدنيا وطيب الاخرة - 00:12:11
الحياة الطيبة تعقبها حياة طيبة بعد الممات. ولهذا هي في الحقيقة مسيرة مباركة. يدرك بها الانسان فضل الله تعالى ينال بها احسانه جل في علاه ولهذا ينبغي للانسان ان يجد ويجتهد في تحقيق الحياة الطيبة حتى يدرك اسباب الحياة الطيبة حتى يدرك هذه الحياة في الدنيا ويفوز بها في الاخرة - 00:12:30
ترى هو ينقلب منقلبا حسنا. لكن من ظن ان المال والجاه هو سبب آآ الحياة الطيبة وظن ان عطاء الله تعالى له في الدنيا آآ سبب آآ عطاء الاخرة هذا واسم وهذا ما ما ما عابه آآ الله تعالى على آآ آآ - 00:12:57
صاحب المحاورة التي ذكرها الله تعالى في سورة اه الجهل ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا؟ ثم قال وما اظن الساعة قائمة او يكفر كفر بانعم الله عز وجل واغتر بعطاء له في الدنيا وانها نعمة لن تزول ولن تبي ولن تتحول ولن - 00:13:28
يذهب جاءه ثم اتبع ذلك بسوء ظن قال ونعوذ بك الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا. يعني ما اعطاني هذه في الدنيا الا وان لي عنده في الاخرة مثل مثل ذلك او اكثر - 00:13:53
وهذا من الاقتراب الذي اه اه اغتر به هذا فكانت عاقبته خسره. وقد قال الله تعالى تأمل الانسان اذا ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. فيقول ربي اكرمه. يستدل بالعطاء الدنيوي على - 00:14:14
اكرام الله تعالى له في الدنيا وفي الاخرة. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي احيانا قال الله تعالى كلا يعني ليس الامر كذلك فليس العطاء في الدنيا من متعها وملذاتها - 00:14:30
جليل الاكرام ولا المنع من ذلك هو دليل الاهانة بل يعطي الله تعالى الدنيا من يحب ومن لا يحب لكنه لا يعطي الاخرة فالا من يحب جل في علاه ننتقل الى الحديث - 00:14:46
عن اسباب حصول الحياة الطيبة لان الحياة الطيبة التي يطيب بها معاش الانسان ويدرك بها الاخرة لا شك ان ان انه لا يكون الا لاسباب يبذلها الانسان ويجتهد في في تحصيلها ليدرك بذلك فضل الله تعالى - 00:15:02
جميل اسمح لي فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ آآ نذهب الى فاصل بعده بمشيئة الله تعالى ننتقل آآ بالحديث عن الاسباب التي يتحصل بها المسلم هذه الحياة الطيبة في هذه الحياة الدنيا والتي آآ تحدثنا عنها قبل قليل. اسمح لي ان نذهب الى فاصل آآ بعده نكمل - 00:15:27
الحديث بمشيئة الله تعالى. مستمعينا الكرام فاصل قصير بعد ان نكمل الحديث ابقوا معنا حياكم الله مستمعينا الكرام نرحب بكم ونرحب بمن انضم الينا الان في هذه الحلقة المباشرة لبرنامج الدين والحياة عبر هذه الاذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة - 00:15:45
نرحب بضيفنا الكريم ضيف البرنامج فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ حياك الله. حياكم الله وارحم من اهلا وسهلا بك يا اخي. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ نتحدث في هذه الحلقة عن الاعمال التي تطيب بها الحياة وتحدثنا في جزئها الاول عن اه الحياة - 00:16:01
طيبا وحقيقة الحياة الطيبة ما هي الحياة الطيبة؟ وذكرنا آآ آآ مجملا ان الحياة الطيبة آآ يعني لا تكون بكثرة آآ قال ولا تكون بكثرة ولا تكون بجاه ولا تكون بغيرها مما لذات الدنيا انما اه هي اه يعني تكون بطاعة الله جل وعلا وبما يقرب - 00:16:21
مسلم من الله تبارك وتعالى وهي حقيقة اه مخفية عن كثير اه من الخلق اه يبينها الله جل وعلا ويرزقها الله جل وعلا اه من من خلقه نريد ان نتحدث عن بعظ الاسباب التي توصل المسلم بنفسه الى الحياة الطيبة في هذه الحياة الدنيا. آآ استوقفت قبل - 00:16:41
الفاصل فضيلة الشيخ كنت تريد ان تبدأ بالحديث عن الاسباب التي فهي تجعل حياة الانسان في هذه الحياة الدنيا حياة طيبة اه الحياة الطيبة لها اسباب وقد ذكر الله تعالى اه يعني العنوان العريض الذي تدرك به الحياة الطيبة في اية من ايات الكتاب الحكيم الله تعالى - 00:17:01
وان هذا صراط يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات يعني لهم حسنا حسنا فهدف وراه يهدي للتي هي اقوم ومن هداياته ان بين السبيل الذي تطيب به حياة الانسان السبيل الذي يدرك به الانسان - 00:17:24
طيب المعاش وقد بث الله تعالى ذلك اجمالا وتفصيلا وجاء تكميله وبيانه ومزيد ايضاحه في كلام من لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه. يقول الله جل في علاه من عمل صالحا من ذكر او انثى - 00:17:41
وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. هذه الاية الكريمة وجيزة الالفاظ هي في الحقيقة عظيمة الدلالة كبيرة المعنى في تحقيق الغاية من الخلق والمقصود من الوجود - 00:17:58
والسبيل الذي يدرك به الانسان السعادة. اسأل الله تعالى يقول في محكم كتابه من عمل بطاعة الله واوفى بعهوده وآآ قام بما فرض عليه من ذكر او انثى من بني ادم - 00:18:22
وهو مؤمن مصدق بثواب الله عز وجل ووعده و ما اخبرت به رسله فانه جل وعلا قد وعده ان ينال الحياة الطيبة الحياة الهنيئة الحياة السعيدة الحياة التي ينعم بها في معاشه قبل معاده - 00:18:40
قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم والنعيم الذي وعد هو الابرار ليس مقصورا على ما يكون في الاخرة انما هو ما يكون في الدنيا وما يكون في الاخرة ما يكون في الدنيا من الانشراح والبهجة - 00:19:10
والسكن والطمأنينة اه التنعم بذكر الله تعالى وعبادته ومحبته وتعظيمه وما يكون في الاخرة من النعيم المقيم الذي يكون لاهل الحسنى اهل الجنة جعلنا الله تعالى واياكم منهم العمل الصالح - 00:19:30
هو البوابة التي يدرك بها الانسان ما يؤمنه من الحياة الطيبة ولكن هذا العمل لابد ان يقارنه ايمان وبهذا يكتمل للانسان السبب المدرك السبب الذي يدرك به طيب والحياة العمل اذا كان على الجوارح - 00:19:54
فقط وليس له اصل في القلب لم يؤتي المقصود ولم يدرك به الانسان ما يرغب ويؤمن من الحياة الطيبة كما الايمان في القلب الذي يتجرد عن العمل مع امكان العمل - 00:20:23
والقدرة عليه لا يدرك فيه الانسان الحياة الطيبة بل لابد من طلع حظاء الباطن وصلاح الظاهر طرح الباطن بالايمان الذي يطيب به القلب ويستقيم ويستميل ويندفع عنه كل هم وغم - 00:20:42
ويزول عنه كل آآ آآ ظيق وكدر وينال به كل فسحة وانشراح وكذلك الاستقامة في الظاهر ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ربنا الله اقرار وهو اعلان لما قر في قلوبهم من الايمان بالله - 00:21:03
وعطفوا على ذلك الاستقامة وهي العمل الصالح هذا ينال به الانسان ما يؤمل من الحياة الطيبة ولا فرق في ذلك بين الذكر والانثى بل كل بني ادم ذكورا واناثا ينالون - 00:21:27
ذلك ويفوزون به وآآ يحوزون هذا العطاء الجزيل والمن الكبير من الله عز وجل بادراك الحياة الطيبة لهذا من المهم ان نعرف ان انه لا طيب في الحياة ولا السلامة للانسان من الاكدار - 00:21:48
ولا اقذار والمكروهات في معاشه التي تعصره عن الحياة الا بالايمان والعمل الصالح. ولهذا قال الله تعالى في محكم كتابه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة - 00:22:13
الا تخافوا ولا تحزن وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. هذه الحياة الطيبة بهذا المخاوف وزهقه وانجلاء الاحزان ثم البشرى التي تكون من الله عز وجل الفوز في الاخرة وابشروا بالجنة التي - 00:22:32
كنتم توعدون فتتنزل عليه يتنزل عليهم التأييد من الله عز وجل بتأمينهم قائلين لا تخافون ولا لا تخافوا ولا تحزنوا ويدركون من ذلك في قلوبهم وفي معاشهم ما يسرون به. ثم تأتيهم البشرى الكبرى - 00:22:55
والفوز العظيم بالنجاة يوم العرض على الله عز وجل وهذا بيان ان الحياة الطيبة لا تنال الا بهذين الاصلين الايمان والعمل الصالح الايمان عمل القلب وقوله وآآ العمل الصالح الذي يكون في الجوارح - 00:23:18
من الاقوال والافعال التي يقوم بها الانسان هذا هو العنوان العريض الذي يندرج تحته كل سبب من اسباب نيل الحياة الطيبة والفوز بها ولهذا كل من رغب في الحياة الطيبة فليجتهد في هذين العملين. الايمان بالله تبارك وتعالى وليجتهد في العمل الصالح - 00:23:48
والعمل الصالح على درجتين مرتبتين في الجملة اعمال صالحة مفروضة واجبة فرضها الله تعالى على عباده وهذه يجب الاتيان بها كالصلوات المكتوبات والزكاة المفروضة في المال لمن كان له مال - 00:24:16
وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وكذلك ما فرضه الله تعالى من الحقوق للوالدين للبر وللارحام بالصلة وللجيران بالاكرام عموم الخلق بالاحسان ولاصحاب العقود بالوفاء الازواج والاولاد بالرعاية كلكم راع وكلكم راع عن من وكلكم مسؤول عن رعيته - 00:24:37
وهلم جر من مفروضات التي فرضها الله تعالى على العبد الاتيان بها هو اول مراتب تحقيق العمل الصالح الذي يدرك فيه الانسان الحياة الطيبة ثم بعد ذلك باب المسابقة بالحسنات والتطوعات والنوافل والقربات - 00:25:16
مشرع مفتوح لكل من رغب في صلاح ونشهد ان يكون من السابقين الى فضل الله عز وجل ورحمته ومحبته ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنار حتى احبه فاذا احببته - 00:25:38
كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولا يستنصرني لانصرنه ولا يستعاذني لاعوذ هذا الفضل العظيم وهذا الجزاء الجزيل وهذا البر الكبير من الكريم المنان جل في علاه لا يدركه الانسان الا - 00:25:58
في العمل الصالح بنوعيه المفروظ الواجب و المسنون المندوب اليه ولما كان الانسان في معاشه مجبول على ما يمكن ان يكون من الخطأ فكل ابن ادم خطاء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل ابن ادم خطاء - 00:26:20
وخير الخطائين التوابون فان الخطأ ينقص هذه الحياة الخطأ بترك الواجب واو فعل المحرم ينقص طيب الحياة ويكبر صفاءها وشؤم المعصية يدركه كل من وقع في شيء منها وكان ذا حياة في قلبه - 00:26:47
وطيب في فؤاده لان من الناس من يأتي المعصية تلو المعصية ولا يجد لها اثرا لانه ما لجرح بميت ايلام. مات قلبه انطمست بصيرته فلم يكن في عملهما آآ يمكن ان يكون سببا ليقظته وآآ آآ وعني بسبب ما - 00:27:11
جرحته يدها من سيء العمل لكن اصحاب القلوب الحية يدركون ان تعثر او نقص شيء او او نقص شيء من اعمالهم المفروضة ينعكس عليهم اثرا يجدونه في قلوبهم من الالم - 00:27:38
والضيق و الشعور بنقص طيب الحياة الذي يحملهم على الاوبة والرجاء. ولذلك من اسباب طيب الحياة ومن اعظم ما ينال به الحياة الطيبة سعي المؤمن في الرجوع الى الله التوبة الصادقة - 00:27:58
التوبة باب عظيم من ابواب ادراك يطيب الحياة. التائبون يحبهم الله تعالى ومن احبه الله عز وجل كان ذلك موجبا جزيل عطائه وعظيم احسانه له في الدنيا قبل الاخرة التوبة - 00:28:25
هي من اعظم اسباب كعادة الانسان في الدنيا سعادتي في الاخرة فهي اولى الخطوات التي ينال بها الانسان السعادة ويدرك بها عطاء الله جل وعلا ويدرك بها خير الدنيا والاخرة. ولذلك قال الله تعالى ان الله يحب التوابين - 00:28:47
ويحب المتطهرين وجعل التوبة سببا لهدم السيئات مهما عظمت ومهما كبرت ومهما جلس التوبة تجب ما كان قبلها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في ابن ماجه التائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:29:12
يعود مطهرا وقد ذكر الله تعالى في قصة ادم عليه السلام ما يدل على بيان اثر التوبة ما يدركه العزم بتوبته. فان ادم عليه السلام حصل منه ما حصل من - 00:29:37
المعصية وهي الاكل من الشجرة فكان ان وفقه الله تعالى للتوبة فكان بعد التوبة خيرا منه قبل المعصية التي كانت سببا ظيقه ادراك ما ادركه من المكروه. يقول الله تعالى وعصى ادم ربه - 00:30:04
فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى الهداية والتوبة بعد المعصية مما يصطفي الله تعالى لها بعد خلقه ولهذا كان ادم عليه السلام بعد ذنبه ارفع مرتبة ومنزلة عند الله عز وجل - 00:30:33
قبل تلك المعصية ليس لان ما فيها سبب للرفعة لا المعصية ليست سببا للعمل قتل الله تعالى وعصى ادم ربه فغاوى وكان سببا للنقص لكن الذي سبب الارتفاع والعلو اتيان الخير هو المراجعة للطريق المستقيم - 00:31:02
فكان بعد التوبة احسن منه قبلها ورجع كيد الكيد العدو عليه وبطل مكروه وثمة النعمة على ادم عليه السلام وعلى ذريته اذا من اسباب طيب الحياة ان يتوب الانسان من المعاصي والتوبة - 00:31:22
التي يطيل بها الانسان ينعم بها في معاشه على مرتبتين او على نوعين توبة عامة من كل الذنوب والخطايا وهذه امر الله تعالى بها في قول يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله - 00:31:43
توبة نصوحة هذه توبة من كل ذنب وخطيئة وهي مندوبة لكل احد فنحن جميعا نحتاج الى ان نتوب وان نستغفر وان نطلب منه العفو ونرجع اليه من خطايانا ومن تقصيرنا - 00:32:03
و التوبة الخاصة من ذنب معين عرفه الانسان وتاب الى الله تعالى منه هذا يحتاجه ايضا الانسان فانه يجب عليه ان يتوب من كل ذنب وخطيئة صغيرة او كبيرة آآ معلنة او مستترة - 00:32:28
فيحتاج الانسان ان يتوب الى الله تعالى من ذنوبه كلها وان يرجع الى الله عز وجل اذا التوبة التي تطيب بها الحياة تكون عامة يعلن فيها الانسان رجوعه الى الله تعالى - 00:32:57
يطلب منه العفو عن تقصيره وقصوره وهذا له نماذج كثيرة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة يعني وهذا الاستغفار والتوبة ليست لذنب - 00:33:19
انما استغفار وتوبة مطلقة من القصور والتقصير لكن انت ايها الانسان تتوب من امرين تتوب اولا من من الخطأ الذي وقعت فيه اما بارتكاب محرم او بترك واجب وتتوب ايضا من انك - 00:33:37
تضعه وتقصر طاقتك عن ان تفي حق الله عز وجل. وهذا المعنى يغفل عنه كثير من الناس يظن ان التوبة فقط في مقام الاساءة ويغفلون عن انه حتى في مقام الاحسان نحن محتاجين اليه - 00:33:57
ونحن في كل صلاة مفروضة اذا فرغنا من الصلاة اول ما نقول من الاذكار بعد السلام استغفر الله استغفر الله استغفر الله كما كان النبي يفعل. لماذا نستغفر ونحن قد فرغنا من عبادة ومن صلاة وقربة الى الله عز وجل - 00:34:18
استغفر من اننا لم نصل لها تعالى حقه ولم نوفيه جل وعلا ما له من الحق في العبادة فما بلغ الناس طاعة الله فانهم يقصرون عن اداء حقه جل وعلا. وقد قال الله تعالى - 00:34:37
فاذا افضتم وقد قال الله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم العصا فاذكروا الله عند اذكروه كما هداكم ان كنتم من قبله ومن الظالمين ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله - 00:35:01
فامر الله تعالى بالاستغفار بعد هذا الموقف العظيم الجليل الذي تحط فيه الخطايا وترفع فيه الدرجات ويتفضل الله تعالى على فاهل الموقف عظيم الهباب ما اراد هؤلاء يباهي بهم الملائكة - 00:35:17
مع هذا يأمرهم ويندب ويندب لهم ان ان يستغفروا بعد فراغهم من النسك الذي وقفوا فيه لرب العالمين يرجون رحمته ويأملون عطاءه سبحانه وبحمده لذلك من المهم ان ان يستشعر الانسان انه لا يكون لا تكون التوبة فقط في مقام الاساءة - 00:35:34
والخطأ بل تكون ايضا اعلان للتقصير وبراءة من رؤية العمل وانه يكفي ويبلغ به الانسان ما لا لله عز وجل من الحقوق اذا ثاني ما ذكرنا من الاعمال او ثالث ما ذكرنا من الاعمال التي تطيب بها الحياة - 00:36:02
والده في نجاح الحياة الطيبة التوبة الى الله عز وجل من الاساءة والتقصير ومن الاساءة والخطأ وكذلك من القصور وعدم ايفاء الله تعالى حقه سبحانه وبحمده من اسباب طيب الحياة ايضا - 00:36:25
كثرة ذكر الله عز وجل فذكر الله عز وجل شفاء الصدور وبه يدرك الانسان من الطمأنينة ما لا يدركه بغيره من الاعمال وكلما كثر ذكر الانسان لربه كان ذلك من موجبات - 00:36:46
هي بحياته الا بذكر الله تطمئن القلوب. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال سبق المفردون قالوا من المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات - 00:37:07
وكلما انتشر ذكر الانسان الى ربه كان ذلك من اسباب طمأنينة قلبه وطيب معاشه وحياته القلب ايها الاخوة والاخوات به آآ في وحشة في شعب لا يلمه الا الاقبال على الله - 00:37:22
في وحشة لا يزيلها الا الانس بالله تعالى وذكره به غربة لا يذهبها الا السرور بمعرفته جل وعلا. فيه قلق لا يسكنه الا ان يقترح بين يدي ربه ويكثر من ذكره ويديم آآ آآ ذكره في لسانه لا يزال لسانه - 00:37:40
لا يزال الانسان يتوطن من ذكر الله. هذه الاسباب يدرك بها الانسان طيب الحياة وطيب المعاش من اسباب زي بالحياة امتلاء القلب رضا لله عز وجل ورضا عنه جل في علاه فان القلب اذا امتلأ رضا عن الله عز وجل - 00:38:02
انقشعت عنه كل اسباب الضيق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم نبيا ولهذا - 00:38:28
ينبغي للانسان ان يرظى لله عز وجل يرضى به ربا يرضى به الها يرضى به مدبرا له جل في علاه فانه من يرضى عن الله عز وجل ينال منه الرضا جل في علاه. من يرظى عن الله ينل منه سبحانه وتعالى الرظا - 00:38:44
ولهذا اذا رضي العبد بالله عز وجل وعن الله رضي عما لم يجد ظيقا وكدرا وانزعاجا مما يجريه الله تعالى عليه من الاقذية والاقدار المكروهة. بل يستسلم لما قدره الله عز وجل - 00:39:08
ما قسمه ولا يجد في نفسه من ذلك ما يكون سببا للضيق والكدر والانزعاج تنغيص الحياة. لا الا يتألم للمؤلمات بل طبيعي ان يتألم للمؤلمات لكن الم البدن ليس معناه الا يرضى الانسان بقضاء الله تعالى وقدره بل يرضى - 00:39:32
بقضائه وقدره ويرضى عن فعله ويعلم ان ما اختاره الله تعالى له خير مما يختاره مما يختاره لنفسه. فتطيب نفسه تسكن اه مخاوفه وينقشع عنه الحزن ويعلم ان ما قضاه الله تعالى - 00:39:56
خير ان ما قضاه الله تعالى خير له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولا يكون ذلك الا للمؤمن. لا يكون هذا المعنى - 00:40:16
الا للمؤمن الذي يرضى بالله عز وجل ويرضى بتدبيره وبما آآ يختاره له ويعلم ان اختياره جل وعلا لعبده اعظم وانفع واحسن من اختياره العبد لنفسه. سبحان الله. ولذلك من رضي فله الرضا - 00:40:38
ومن سخط فله السخط من اسباب قيد الحياة التوازن والاعتدال والترصد فان التوازن والاعتدال والتوسط سمة من سمات الحياة الطيبة ولذلك جعل الله تعالى هذه الامة امة وسطا لان اكمل الامم. وكذلك جعلناكم امة وسطا. وامر بالوسطية والاعتدال في - 00:41:02
كل امر الانسان حتى في العبادة جاء في اه ما رواه اه البخاري قال كلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا مقال من غير شرف - 00:41:24
ولا مخيلة بغير شرف يعني من غير اسراف حتى في الصدقة ولا بخيل هذا اه في في المسند. قال ابن عباس كل كل ما شئت والبس ما شئت ما اخطأك اثنتان يعني ما سلمت من امرين - 00:41:39
مخي شرف ومخيلة. السرف هو تجاوز الحد والمخيلة هي هو العلو على الخلق بما اعطاك الله تعالى من مأكل او مشرب او امال بس؟ او حتى عبادة ما وفقك الله تعالى اليه من من من عباده فان ذلك مما يحبط العمل. مهم. هذه جملة من اسباب - 00:41:55
التي يدرك بها طيب الحياة واختم ذكر سبب مهم من الاسباب التي تطيب بها الحياة وهو الاحسان الى الخلق فالاحسان الى الخلق من موجبات طيب الحياة وهي من اسباب اه - 00:42:15
احسان الله تعالى للعبد الذي اذا فاز بهذا الاحسان كان في حياة هنيئة طيبة اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل طيب الحياة وطيب المعاد وان يجعلنا ممن وفقتنا الى كل خير في قول وعمل. اللهم امين - 00:42:36
جزاكم الله خير فضيلة الشيخ شكر الله لك وكتب الله اجرك شكرا جزيلا على ما اجدت به وافدت في هذه الحلقة شكرا جزيلا. وانا اشكرك واشكر الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات - 00:42:55
نسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في القول والعمل وان يرزقنا ما نؤمن من طيب حياتنا ومعاشنا وان يجعلنا من قلبنا خير وان يحسن خواتيمنا وان يوفق ولاة امرنا الى ما يحب ويرضى ويسددهم بالاقوال والاعمال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يمدهم بعونه وتأييده ونصره - 00:43:05
ايوا تمكينه وان يدفع عنا وعن المسلمين كل سوء وشر وان يدفع عن بلادنا كيد الاعداء ومكرهم وان يجمع كلمتنا على الحق هدى وان يعم الخير البشر وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - 00:43:27
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة مكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج الدين والحياة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى - 00:00:00
في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل الحمدان الصبحي ومن الاخراج خالد الزهراني ومن استوديو الهوى لؤي حلبي مستمعينا الكرام ضيفوا حلقات برنامج الدين والحياة هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. فضيلة الشيخ السلام عليكم واهلا وسهلا بك معنا - 00:00:20
في بداية هذه الحلقة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بك اخي وائل. وحيا الله الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ مستمعينا الكرام في اخواتي اه برنامج الدين والحياة نناقش موضوعات تهم المسلم في امور دينه ودنياه ويسعد بها ويحيا بها الحياة الطيبة - 00:00:41
من هذه اه المواضيع التي نتحدث عنها ما نتحدث به في هذه الحلقة اه عن اعمال تطيب بها الحياة تطيب بها حياة المسلم في هذه الحياة الدنيا التي آآ وجد فيها لعبادة الله جل وعلا ولعمارة - 00:01:04
سنتحدث عن جملة اه من الاعمال التي تحقق للفرد الحياة الطبيعية في ثناياه. الحياة الطيبة في ثنايا هذه الحلقة. فضيلة الشيخ نحن نتحدث عن عن هذا الموضوع تحديدا عن الاعمال التي تحقق للفرد الحياة الطيبة ما هي الاعمال التي تحقق - 00:01:21
الحياة الطيبة اه اه من خلال عبادة الله تبارك وتعالى ومن خلال تحقيق مراد الله جل وعلا في هذه الارض. وهي وهو عبادته جل في علاه وحده لا شريك له - 00:01:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للجميع من الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات واسأل الله تعالى ان يجعل هذا اللقاء نافعا مباركا. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:56
فالحياة الطيبة مطلب ثامن وهو غاية عليا يسعى لها كل بني ادم فكل البشر يصمت يأملون ويسعون لادراك هذه الحياة الطيبة التي يدركون بها السعادة الطمأنينة ويحصنون بها ما يأملون من - 00:02:15
مقاصد والغايات ويسلمون بها من المكروهات والمنغصات هذه الحياة الطيبة نظرة الناس اليها مختلفة اي نظرة الناس في السبل والاسباب والطرق التي توصل اليها ليست على وجه واحد بل يختلف الناس فيها اختلافا متباينا - 00:02:45
فمن الناس من يرى السعادة في جمع المال تثميره وتكثيره ومنهم من يرى السعادة في كثرة الولد ومنهم من يرى السعادة في كثرة المقتنيات ومنهم من يرى السعادة في بالملذات الطبيعية - 00:03:19
آآ والناس في هذا على طرائق مختلفة آآ وجهات نظر متعددة ولا شك ان الناس يجتمعون على ان كل ما يكون من المطالب الطبيعية هو مما تطيب به الحياة لكن - 00:03:43
حصر ذلك في وجه من الاوجه او في طريقا من الطرق هو غفلة عن ان هذه مطلوبات تلك المبتغيات من مال او ولد او نساء او جاهل او نسب او غيره او غيره من الامور التي يعدها - 00:04:03
الناس من اسباب الحياة لا تستقل. بمعنى انه لما الانسان كان عنده مال حصل المال ولم يدرك السعادة. ولم يدرك طيب الحياة. كم من انسان ولده ولم حياته. كم من انسان استمتع بانواع من المتع والملذات المختلفة المتنوعة؟ ولم يدرك طيب الحياة. طيب الحياة - 00:04:30
لا ينحصر في امر آآ ويخطئ من يفسره ببعض مظاهره فكم من انسان قد يفتقد بعض هذه الامور ولكن حياته طيبة لانه ادرك الغاية والمقصود الذي تقيم به الحياة فالحياة ليست هي لذة الحواس - 00:04:52
ولا لذة النفس فقط فالحياة الطيبة مجموع ما يدركه الانسان من السعادة والطمأنينة والسكن والانشراح والبهجة واللذة طيب المعاش فان كان ذلك في نفسه في تحصيل الامور المعنوية او في تحصيل الامور المادية - 00:05:15
فلا شك ان طيب الحياة ينتج عن مجموع من الامور التي يدرك بها الانسان الحياة الطيبة ولهذا في قول الله تعالى من عمل صالحا من ذكر وانثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة - 00:05:41
ولنزيدنهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون تكلم اهل العلم في معنى الحياة الطيبة ما ما المقصود بالحياة الطيبة التي وعدها الله تعالى من عمل صالحا ومن امن من ذكر اولى - 00:05:59
اخي الحياة الطيبة هي السعادة وقيل الحياة الطيبة توفيق الله الى الطاعات وقيم الحياة الطيبة الرزق الحلال الحياة الطيبة القناعة وكان الحياة الطيبة الانشراح وخير حياتي الطيبة طمأنينة القلب والصلاة الحق ان الحياة الطيبة هي في اصلها ومرتكزها نعيم القلب - 00:06:12
وطمأنينة الفؤاد وانشرح الصدر ثم كل ما يكون بعد ذلك من ما يفسر به الحياة الطيبة هو تفسير باللازم. اذا اطمئن القلب تعب الانسان اذا اطمئن القلب وانشرح وهدي ووفق الى كل خير اذا اطمئن القلب رظي اه ذهب عنهما يكون من ظجر - 00:06:35
فلذلك الحياة الطيبة مرتكزها على طيب القلب وسلامته وصحته هدايته الى ما من اجل الخلق وبه يدرك كل المعاني الاخرى. اذا الحياة الطيبة مرتكزها طمأنينة القلب مرتكزها انشراح الصدر مرتكزها - 00:07:01
ان يكون القلب قد غشيته السكينة و عمرته الرحمة و تنعم في آآ بعبادة الله عز وجل آآ تحقيق العبودية له بتوحيده ومحبته وتعظيمه جل في علاه هذا هو مرتكز - 00:07:25
الحياة الطيبة وهو الحقيقة الذي اذا فاز به الانسان ادرك سعادة الدنيا وفوز الاخرة اذا هذا المدخل من المهم ان ندركه لان ادراكه مما يعيننا على تفهم ما نستقبله ونتحدث عنه الحياة الطيبة - 00:07:50
ليست مراكز ولا فيما مأكل ولا صحة بدن فقط بل هذه من المكملات الحاجة الطيبة انما الحياة الطيبة في الاصل هو ما يكون في القلب من النعيم ما يكون في القلب من الراحة ما يكون في القلب من الطمأنينة - 00:08:11
ولذلك قال يا متعب الجسم كم تسعى لخدمتي؟ اتعبت جسمك فيما فيه خسران اقبل على الروح وهو القلب والنفس واستكمل فظائلها فانت بالروح لا بالجسم انسان العشاء في الحياة الطيبة حقيقة ليست - 00:08:33
كثرة في عرض ولا كثرة في مال ولا كثرة في جهة انما هي ما يكون من انشراح الصدر واطمئنانه وبهجته مع ما يمكن ان يكون من مرافقات اخرى يتحقق بها - 00:08:52
تمام السعادة. جميل. لهذا وتمام الطيب. ولهذا يمكن ان يعني يتبين هذا في حديث عبد الله بن محسن الخطمي رضي الله تعالى عنه حيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه - 00:09:11
فليس لديه خوف معافى في جسده حقق له سلامة اعضائه وبدنه. عنده قوت يومه اي عندهما يكفيه ويغنيه عن ان يحتاج الى احد في كفاية نفسه فكأنما حيزته الدنيا بحذافيرها اي جمعت - 00:09:28
قد يشتغل بتحقيق ما خلق من اجله وما من اجله وجد وهو عبادة الله عز وجل. بالمختصر الحياة الطيبة لا تكون الا لصاحب القلب الطيب السليم الحاجة الطيبة لا تكون الا لمن صلح قلبه - 00:09:46
و اطمأن وسكن وانشرح فبذلك يدرك النعيم العاجل في الدنيا قبل الاخرة. نعم. فضيلة الشيخ ايضا في في وصف الله تبارك وتعالى اه فلنحيينه حياة طيبة هو ووصف دقيق لله تبارك وتعالى لم يذكر الله عز وجل اه السعادة ولم يذكر الله عز وجل المال ولم يذكر اه الهبات انما اه - 00:10:10
الطيبة يندرج تحتها كل هذه المعاني آآ الكبيرة والكثيرة من متع الحياة الدنيا اي نعم بالتأكيد الحياة الطيبة اه يعني لا تنحصر في شيء من من هذه الامور. فكم من فقير هنيء هنيء القلب؟ كم من - 00:10:36
آآ غني شقي فالمسألة لا تتصل بهذه المظاهر لانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس والسعادة سعادة القلب وطمأنينة وانشراح بعد هذا الحديث عن بيان حقيقة الحياة الطيبة - 00:10:57
التي يدرك بها الانسان السعادة والنعيم والطمأنينة في آآ معاشه وايضا يدرك به المعادي لانه من طاقت حياته ورزق الحياة الطيبة في الدنيا فانه يكرمه الله تعالى بطيب معادن وطيب اخرته وطيب الاخرة فرع عن طيب الدنيا ولذلك هذه الاية الكريمة التي الله تعالى فيها الوعد لمن اه لمن عمل - 00:11:18
صالحا ولمن امن بالحياة الطيبة قيل الحياة الطيبة في الدنيا وفي الاخرة. الحياة الطيبة في في الحياة الدنيا وفسرت في الاخرة ولا تعارض لانه من عاش حياة طيبة اه في دنياه وفي هذه الدار - 00:11:49
كانت ثمرة طيب حياتي بالدنيا ان الله تعالى يطيب اخرته يعني لا تطيب الحياة الدنيا الا بالايمان والعمل الصالح وبالتالي الايمان والعمل الصالح هو سبب طيب الاخرة ولهذا ثمة ارتباط وثيق بين طيب الدنيا وطيب الاخرة - 00:12:11
الحياة الطيبة تعقبها حياة طيبة بعد الممات. ولهذا هي في الحقيقة مسيرة مباركة. يدرك بها الانسان فضل الله تعالى ينال بها احسانه جل في علاه ولهذا ينبغي للانسان ان يجد ويجتهد في تحقيق الحياة الطيبة حتى يدرك اسباب الحياة الطيبة حتى يدرك هذه الحياة في الدنيا ويفوز بها في الاخرة - 00:12:30
ترى هو ينقلب منقلبا حسنا. لكن من ظن ان المال والجاه هو سبب آآ الحياة الطيبة وظن ان عطاء الله تعالى له في الدنيا آآ سبب آآ عطاء الاخرة هذا واسم وهذا ما ما ما عابه آآ الله تعالى على آآ آآ - 00:12:57
صاحب المحاورة التي ذكرها الله تعالى في سورة اه الجهل ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا؟ ثم قال وما اظن الساعة قائمة او يكفر كفر بانعم الله عز وجل واغتر بعطاء له في الدنيا وانها نعمة لن تزول ولن تبي ولن تتحول ولن - 00:13:28
يذهب جاءه ثم اتبع ذلك بسوء ظن قال ونعوذ بك الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا. يعني ما اعطاني هذه في الدنيا الا وان لي عنده في الاخرة مثل مثل ذلك او اكثر - 00:13:53
وهذا من الاقتراب الذي اه اه اغتر به هذا فكانت عاقبته خسره. وقد قال الله تعالى تأمل الانسان اذا ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. فيقول ربي اكرمه. يستدل بالعطاء الدنيوي على - 00:14:14
اكرام الله تعالى له في الدنيا وفي الاخرة. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي احيانا قال الله تعالى كلا يعني ليس الامر كذلك فليس العطاء في الدنيا من متعها وملذاتها - 00:14:30
جليل الاكرام ولا المنع من ذلك هو دليل الاهانة بل يعطي الله تعالى الدنيا من يحب ومن لا يحب لكنه لا يعطي الاخرة فالا من يحب جل في علاه ننتقل الى الحديث - 00:14:46
عن اسباب حصول الحياة الطيبة لان الحياة الطيبة التي يطيب بها معاش الانسان ويدرك بها الاخرة لا شك ان ان انه لا يكون الا لاسباب يبذلها الانسان ويجتهد في في تحصيلها ليدرك بذلك فضل الله تعالى - 00:15:02
جميل اسمح لي فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ آآ نذهب الى فاصل بعده بمشيئة الله تعالى ننتقل آآ بالحديث عن الاسباب التي يتحصل بها المسلم هذه الحياة الطيبة في هذه الحياة الدنيا والتي آآ تحدثنا عنها قبل قليل. اسمح لي ان نذهب الى فاصل آآ بعده نكمل - 00:15:27
الحديث بمشيئة الله تعالى. مستمعينا الكرام فاصل قصير بعد ان نكمل الحديث ابقوا معنا حياكم الله مستمعينا الكرام نرحب بكم ونرحب بمن انضم الينا الان في هذه الحلقة المباشرة لبرنامج الدين والحياة عبر هذه الاذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة - 00:15:45
نرحب بضيفنا الكريم ضيف البرنامج فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد المصلح استاذ الفقه بجامعة القصيم. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ حياك الله. حياكم الله وارحم من اهلا وسهلا بك يا اخي. اهلا وسهلا فضيلة الشيخ نتحدث في هذه الحلقة عن الاعمال التي تطيب بها الحياة وتحدثنا في جزئها الاول عن اه الحياة - 00:16:01
طيبا وحقيقة الحياة الطيبة ما هي الحياة الطيبة؟ وذكرنا آآ آآ مجملا ان الحياة الطيبة آآ يعني لا تكون بكثرة آآ قال ولا تكون بكثرة ولا تكون بجاه ولا تكون بغيرها مما لذات الدنيا انما اه هي اه يعني تكون بطاعة الله جل وعلا وبما يقرب - 00:16:21
مسلم من الله تبارك وتعالى وهي حقيقة اه مخفية عن كثير اه من الخلق اه يبينها الله جل وعلا ويرزقها الله جل وعلا اه من من خلقه نريد ان نتحدث عن بعظ الاسباب التي توصل المسلم بنفسه الى الحياة الطيبة في هذه الحياة الدنيا. آآ استوقفت قبل - 00:16:41
الفاصل فضيلة الشيخ كنت تريد ان تبدأ بالحديث عن الاسباب التي فهي تجعل حياة الانسان في هذه الحياة الدنيا حياة طيبة اه الحياة الطيبة لها اسباب وقد ذكر الله تعالى اه يعني العنوان العريض الذي تدرك به الحياة الطيبة في اية من ايات الكتاب الحكيم الله تعالى - 00:17:01
وان هذا صراط يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات يعني لهم حسنا حسنا فهدف وراه يهدي للتي هي اقوم ومن هداياته ان بين السبيل الذي تطيب به حياة الانسان السبيل الذي يدرك به الانسان - 00:17:24
طيب المعاش وقد بث الله تعالى ذلك اجمالا وتفصيلا وجاء تكميله وبيانه ومزيد ايضاحه في كلام من لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه. يقول الله جل في علاه من عمل صالحا من ذكر او انثى - 00:17:41
وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. هذه الاية الكريمة وجيزة الالفاظ هي في الحقيقة عظيمة الدلالة كبيرة المعنى في تحقيق الغاية من الخلق والمقصود من الوجود - 00:17:58
والسبيل الذي يدرك به الانسان السعادة. اسأل الله تعالى يقول في محكم كتابه من عمل بطاعة الله واوفى بعهوده وآآ قام بما فرض عليه من ذكر او انثى من بني ادم - 00:18:22
وهو مؤمن مصدق بثواب الله عز وجل ووعده و ما اخبرت به رسله فانه جل وعلا قد وعده ان ينال الحياة الطيبة الحياة الهنيئة الحياة السعيدة الحياة التي ينعم بها في معاشه قبل معاده - 00:18:40
قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم والنعيم الذي وعد هو الابرار ليس مقصورا على ما يكون في الاخرة انما هو ما يكون في الدنيا وما يكون في الاخرة ما يكون في الدنيا من الانشراح والبهجة - 00:19:10
والسكن والطمأنينة اه التنعم بذكر الله تعالى وعبادته ومحبته وتعظيمه وما يكون في الاخرة من النعيم المقيم الذي يكون لاهل الحسنى اهل الجنة جعلنا الله تعالى واياكم منهم العمل الصالح - 00:19:30
هو البوابة التي يدرك بها الانسان ما يؤمنه من الحياة الطيبة ولكن هذا العمل لابد ان يقارنه ايمان وبهذا يكتمل للانسان السبب المدرك السبب الذي يدرك به طيب والحياة العمل اذا كان على الجوارح - 00:19:54
فقط وليس له اصل في القلب لم يؤتي المقصود ولم يدرك به الانسان ما يرغب ويؤمن من الحياة الطيبة كما الايمان في القلب الذي يتجرد عن العمل مع امكان العمل - 00:20:23
والقدرة عليه لا يدرك فيه الانسان الحياة الطيبة بل لابد من طلع حظاء الباطن وصلاح الظاهر طرح الباطن بالايمان الذي يطيب به القلب ويستقيم ويستميل ويندفع عنه كل هم وغم - 00:20:42
ويزول عنه كل آآ آآ ظيق وكدر وينال به كل فسحة وانشراح وكذلك الاستقامة في الظاهر ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ربنا الله اقرار وهو اعلان لما قر في قلوبهم من الايمان بالله - 00:21:03
وعطفوا على ذلك الاستقامة وهي العمل الصالح هذا ينال به الانسان ما يؤمل من الحياة الطيبة ولا فرق في ذلك بين الذكر والانثى بل كل بني ادم ذكورا واناثا ينالون - 00:21:27
ذلك ويفوزون به وآآ يحوزون هذا العطاء الجزيل والمن الكبير من الله عز وجل بادراك الحياة الطيبة لهذا من المهم ان نعرف ان انه لا طيب في الحياة ولا السلامة للانسان من الاكدار - 00:21:48
ولا اقذار والمكروهات في معاشه التي تعصره عن الحياة الا بالايمان والعمل الصالح. ولهذا قال الله تعالى في محكم كتابه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة - 00:22:13
الا تخافوا ولا تحزن وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. هذه الحياة الطيبة بهذا المخاوف وزهقه وانجلاء الاحزان ثم البشرى التي تكون من الله عز وجل الفوز في الاخرة وابشروا بالجنة التي - 00:22:32
كنتم توعدون فتتنزل عليه يتنزل عليهم التأييد من الله عز وجل بتأمينهم قائلين لا تخافون ولا لا تخافوا ولا تحزنوا ويدركون من ذلك في قلوبهم وفي معاشهم ما يسرون به. ثم تأتيهم البشرى الكبرى - 00:22:55
والفوز العظيم بالنجاة يوم العرض على الله عز وجل وهذا بيان ان الحياة الطيبة لا تنال الا بهذين الاصلين الايمان والعمل الصالح الايمان عمل القلب وقوله وآآ العمل الصالح الذي يكون في الجوارح - 00:23:18
من الاقوال والافعال التي يقوم بها الانسان هذا هو العنوان العريض الذي يندرج تحته كل سبب من اسباب نيل الحياة الطيبة والفوز بها ولهذا كل من رغب في الحياة الطيبة فليجتهد في هذين العملين. الايمان بالله تبارك وتعالى وليجتهد في العمل الصالح - 00:23:48
والعمل الصالح على درجتين مرتبتين في الجملة اعمال صالحة مفروضة واجبة فرضها الله تعالى على عباده وهذه يجب الاتيان بها كالصلوات المكتوبات والزكاة المفروضة في المال لمن كان له مال - 00:24:16
وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وكذلك ما فرضه الله تعالى من الحقوق للوالدين للبر وللارحام بالصلة وللجيران بالاكرام عموم الخلق بالاحسان ولاصحاب العقود بالوفاء الازواج والاولاد بالرعاية كلكم راع وكلكم راع عن من وكلكم مسؤول عن رعيته - 00:24:37
وهلم جر من مفروضات التي فرضها الله تعالى على العبد الاتيان بها هو اول مراتب تحقيق العمل الصالح الذي يدرك فيه الانسان الحياة الطيبة ثم بعد ذلك باب المسابقة بالحسنات والتطوعات والنوافل والقربات - 00:25:16
مشرع مفتوح لكل من رغب في صلاح ونشهد ان يكون من السابقين الى فضل الله عز وجل ورحمته ومحبته ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنار حتى احبه فاذا احببته - 00:25:38
كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولا يستنصرني لانصرنه ولا يستعاذني لاعوذ هذا الفضل العظيم وهذا الجزاء الجزيل وهذا البر الكبير من الكريم المنان جل في علاه لا يدركه الانسان الا - 00:25:58
في العمل الصالح بنوعيه المفروظ الواجب و المسنون المندوب اليه ولما كان الانسان في معاشه مجبول على ما يمكن ان يكون من الخطأ فكل ابن ادم خطاء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل ابن ادم خطاء - 00:26:20
وخير الخطائين التوابون فان الخطأ ينقص هذه الحياة الخطأ بترك الواجب واو فعل المحرم ينقص طيب الحياة ويكبر صفاءها وشؤم المعصية يدركه كل من وقع في شيء منها وكان ذا حياة في قلبه - 00:26:47
وطيب في فؤاده لان من الناس من يأتي المعصية تلو المعصية ولا يجد لها اثرا لانه ما لجرح بميت ايلام. مات قلبه انطمست بصيرته فلم يكن في عملهما آآ يمكن ان يكون سببا ليقظته وآآ آآ وعني بسبب ما - 00:27:11
جرحته يدها من سيء العمل لكن اصحاب القلوب الحية يدركون ان تعثر او نقص شيء او او نقص شيء من اعمالهم المفروضة ينعكس عليهم اثرا يجدونه في قلوبهم من الالم - 00:27:38
والضيق و الشعور بنقص طيب الحياة الذي يحملهم على الاوبة والرجاء. ولذلك من اسباب طيب الحياة ومن اعظم ما ينال به الحياة الطيبة سعي المؤمن في الرجوع الى الله التوبة الصادقة - 00:27:58
التوبة باب عظيم من ابواب ادراك يطيب الحياة. التائبون يحبهم الله تعالى ومن احبه الله عز وجل كان ذلك موجبا جزيل عطائه وعظيم احسانه له في الدنيا قبل الاخرة التوبة - 00:28:25
هي من اعظم اسباب كعادة الانسان في الدنيا سعادتي في الاخرة فهي اولى الخطوات التي ينال بها الانسان السعادة ويدرك بها عطاء الله جل وعلا ويدرك بها خير الدنيا والاخرة. ولذلك قال الله تعالى ان الله يحب التوابين - 00:28:47
ويحب المتطهرين وجعل التوبة سببا لهدم السيئات مهما عظمت ومهما كبرت ومهما جلس التوبة تجب ما كان قبلها. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في ابن ماجه التائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:29:12
يعود مطهرا وقد ذكر الله تعالى في قصة ادم عليه السلام ما يدل على بيان اثر التوبة ما يدركه العزم بتوبته. فان ادم عليه السلام حصل منه ما حصل من - 00:29:37
المعصية وهي الاكل من الشجرة فكان ان وفقه الله تعالى للتوبة فكان بعد التوبة خيرا منه قبل المعصية التي كانت سببا ظيقه ادراك ما ادركه من المكروه. يقول الله تعالى وعصى ادم ربه - 00:30:04
فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى الهداية والتوبة بعد المعصية مما يصطفي الله تعالى لها بعد خلقه ولهذا كان ادم عليه السلام بعد ذنبه ارفع مرتبة ومنزلة عند الله عز وجل - 00:30:33
قبل تلك المعصية ليس لان ما فيها سبب للرفعة لا المعصية ليست سببا للعمل قتل الله تعالى وعصى ادم ربه فغاوى وكان سببا للنقص لكن الذي سبب الارتفاع والعلو اتيان الخير هو المراجعة للطريق المستقيم - 00:31:02
فكان بعد التوبة احسن منه قبلها ورجع كيد الكيد العدو عليه وبطل مكروه وثمة النعمة على ادم عليه السلام وعلى ذريته اذا من اسباب طيب الحياة ان يتوب الانسان من المعاصي والتوبة - 00:31:22
التي يطيل بها الانسان ينعم بها في معاشه على مرتبتين او على نوعين توبة عامة من كل الذنوب والخطايا وهذه امر الله تعالى بها في قول يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله - 00:31:43
توبة نصوحة هذه توبة من كل ذنب وخطيئة وهي مندوبة لكل احد فنحن جميعا نحتاج الى ان نتوب وان نستغفر وان نطلب منه العفو ونرجع اليه من خطايانا ومن تقصيرنا - 00:32:03
و التوبة الخاصة من ذنب معين عرفه الانسان وتاب الى الله تعالى منه هذا يحتاجه ايضا الانسان فانه يجب عليه ان يتوب من كل ذنب وخطيئة صغيرة او كبيرة آآ معلنة او مستترة - 00:32:28
فيحتاج الانسان ان يتوب الى الله تعالى من ذنوبه كلها وان يرجع الى الله عز وجل اذا التوبة التي تطيب بها الحياة تكون عامة يعلن فيها الانسان رجوعه الى الله تعالى - 00:32:57
يطلب منه العفو عن تقصيره وقصوره وهذا له نماذج كثيرة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة يعني وهذا الاستغفار والتوبة ليست لذنب - 00:33:19
انما استغفار وتوبة مطلقة من القصور والتقصير لكن انت ايها الانسان تتوب من امرين تتوب اولا من من الخطأ الذي وقعت فيه اما بارتكاب محرم او بترك واجب وتتوب ايضا من انك - 00:33:37
تضعه وتقصر طاقتك عن ان تفي حق الله عز وجل. وهذا المعنى يغفل عنه كثير من الناس يظن ان التوبة فقط في مقام الاساءة ويغفلون عن انه حتى في مقام الاحسان نحن محتاجين اليه - 00:33:57
ونحن في كل صلاة مفروضة اذا فرغنا من الصلاة اول ما نقول من الاذكار بعد السلام استغفر الله استغفر الله استغفر الله كما كان النبي يفعل. لماذا نستغفر ونحن قد فرغنا من عبادة ومن صلاة وقربة الى الله عز وجل - 00:34:18
استغفر من اننا لم نصل لها تعالى حقه ولم نوفيه جل وعلا ما له من الحق في العبادة فما بلغ الناس طاعة الله فانهم يقصرون عن اداء حقه جل وعلا. وقد قال الله تعالى - 00:34:37
فاذا افضتم وقد قال الله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم العصا فاذكروا الله عند اذكروه كما هداكم ان كنتم من قبله ومن الظالمين ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله - 00:35:01
فامر الله تعالى بالاستغفار بعد هذا الموقف العظيم الجليل الذي تحط فيه الخطايا وترفع فيه الدرجات ويتفضل الله تعالى على فاهل الموقف عظيم الهباب ما اراد هؤلاء يباهي بهم الملائكة - 00:35:17
مع هذا يأمرهم ويندب ويندب لهم ان ان يستغفروا بعد فراغهم من النسك الذي وقفوا فيه لرب العالمين يرجون رحمته ويأملون عطاءه سبحانه وبحمده لذلك من المهم ان ان يستشعر الانسان انه لا يكون لا تكون التوبة فقط في مقام الاساءة - 00:35:34
والخطأ بل تكون ايضا اعلان للتقصير وبراءة من رؤية العمل وانه يكفي ويبلغ به الانسان ما لا لله عز وجل من الحقوق اذا ثاني ما ذكرنا من الاعمال او ثالث ما ذكرنا من الاعمال التي تطيب بها الحياة - 00:36:02
والده في نجاح الحياة الطيبة التوبة الى الله عز وجل من الاساءة والتقصير ومن الاساءة والخطأ وكذلك من القصور وعدم ايفاء الله تعالى حقه سبحانه وبحمده من اسباب طيب الحياة ايضا - 00:36:25
كثرة ذكر الله عز وجل فذكر الله عز وجل شفاء الصدور وبه يدرك الانسان من الطمأنينة ما لا يدركه بغيره من الاعمال وكلما كثر ذكر الانسان لربه كان ذلك من موجبات - 00:36:46
هي بحياته الا بذكر الله تطمئن القلوب. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال سبق المفردون قالوا من المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات - 00:37:07
وكلما انتشر ذكر الانسان الى ربه كان ذلك من اسباب طمأنينة قلبه وطيب معاشه وحياته القلب ايها الاخوة والاخوات به آآ في وحشة في شعب لا يلمه الا الاقبال على الله - 00:37:22
في وحشة لا يزيلها الا الانس بالله تعالى وذكره به غربة لا يذهبها الا السرور بمعرفته جل وعلا. فيه قلق لا يسكنه الا ان يقترح بين يدي ربه ويكثر من ذكره ويديم آآ آآ ذكره في لسانه لا يزال لسانه - 00:37:40
لا يزال الانسان يتوطن من ذكر الله. هذه الاسباب يدرك بها الانسان طيب الحياة وطيب المعاش من اسباب زي بالحياة امتلاء القلب رضا لله عز وجل ورضا عنه جل في علاه فان القلب اذا امتلأ رضا عن الله عز وجل - 00:38:02
انقشعت عنه كل اسباب الضيق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم نبيا ولهذا - 00:38:28
ينبغي للانسان ان يرظى لله عز وجل يرضى به ربا يرضى به الها يرضى به مدبرا له جل في علاه فانه من يرضى عن الله عز وجل ينال منه الرضا جل في علاه. من يرظى عن الله ينل منه سبحانه وتعالى الرظا - 00:38:44
ولهذا اذا رضي العبد بالله عز وجل وعن الله رضي عما لم يجد ظيقا وكدرا وانزعاجا مما يجريه الله تعالى عليه من الاقذية والاقدار المكروهة. بل يستسلم لما قدره الله عز وجل - 00:39:08
ما قسمه ولا يجد في نفسه من ذلك ما يكون سببا للضيق والكدر والانزعاج تنغيص الحياة. لا الا يتألم للمؤلمات بل طبيعي ان يتألم للمؤلمات لكن الم البدن ليس معناه الا يرضى الانسان بقضاء الله تعالى وقدره بل يرضى - 00:39:32
بقضائه وقدره ويرضى عن فعله ويعلم ان ما اختاره الله تعالى له خير مما يختاره مما يختاره لنفسه. فتطيب نفسه تسكن اه مخاوفه وينقشع عنه الحزن ويعلم ان ما قضاه الله تعالى - 00:39:56
خير ان ما قضاه الله تعالى خير له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولا يكون ذلك الا للمؤمن. لا يكون هذا المعنى - 00:40:16
الا للمؤمن الذي يرضى بالله عز وجل ويرضى بتدبيره وبما آآ يختاره له ويعلم ان اختياره جل وعلا لعبده اعظم وانفع واحسن من اختياره العبد لنفسه. سبحان الله. ولذلك من رضي فله الرضا - 00:40:38
ومن سخط فله السخط من اسباب قيد الحياة التوازن والاعتدال والترصد فان التوازن والاعتدال والتوسط سمة من سمات الحياة الطيبة ولذلك جعل الله تعالى هذه الامة امة وسطا لان اكمل الامم. وكذلك جعلناكم امة وسطا. وامر بالوسطية والاعتدال في - 00:41:02
كل امر الانسان حتى في العبادة جاء في اه ما رواه اه البخاري قال كلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا مقال من غير شرف - 00:41:24
ولا مخيلة بغير شرف يعني من غير اسراف حتى في الصدقة ولا بخيل هذا اه في في المسند. قال ابن عباس كل كل ما شئت والبس ما شئت ما اخطأك اثنتان يعني ما سلمت من امرين - 00:41:39
مخي شرف ومخيلة. السرف هو تجاوز الحد والمخيلة هي هو العلو على الخلق بما اعطاك الله تعالى من مأكل او مشرب او امال بس؟ او حتى عبادة ما وفقك الله تعالى اليه من من من عباده فان ذلك مما يحبط العمل. مهم. هذه جملة من اسباب - 00:41:55
التي يدرك بها طيب الحياة واختم ذكر سبب مهم من الاسباب التي تطيب بها الحياة وهو الاحسان الى الخلق فالاحسان الى الخلق من موجبات طيب الحياة وهي من اسباب اه - 00:42:15
احسان الله تعالى للعبد الذي اذا فاز بهذا الاحسان كان في حياة هنيئة طيبة اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل طيب الحياة وطيب المعاد وان يجعلنا ممن وفقتنا الى كل خير في قول وعمل. اللهم امين - 00:42:36
جزاكم الله خير فضيلة الشيخ شكر الله لك وكتب الله اجرك شكرا جزيلا على ما اجدت به وافدت في هذه الحلقة شكرا جزيلا. وانا اشكرك واشكر الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات - 00:42:55
نسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في القول والعمل وان يرزقنا ما نؤمن من طيب حياتنا ومعاشنا وان يجعلنا من قلبنا خير وان يحسن خواتيمنا وان يوفق ولاة امرنا الى ما يحب ويرضى ويسددهم بالاقوال والاعمال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وان يمدهم بعونه وتأييده ونصره - 00:43:05
ايوا تمكينه وان يدفع عنا وعن المسلمين كل سوء وشر وان يدفع عن بلادنا كيد الاعداء ومكرهم وان يجمع كلمتنا على الحق هدى وان يعم الخير البشر وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - 00:43:27