الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نبتدأ القراءة في كتاب المحجة في سير الدلجة - 00:00:00
للعلامة الشيخ الحافظ زين الدين ابي الفرج عبد الرحمن ابن احمد ابن رجب الحنبلي رحمه الله وهو من علماء القرن الثامن الهجري وقد جمع الله لي العلامة عبدالرحمن بن رجب - 00:00:33
علوا شتى وفنون متعددة فله في التفسير قدم صدق وله في الحديث رواية ودراية ونقدا دراسة في ابوابه وعلومه قدم صدق وله في الفقه سبق وفي القواعد رسوخ وفي علم القلوب والسير والسلوك - 00:00:57
تميز ولهذا من امتع ما يقف عليه الانسان في قراءته التي يشعر حين يقرأ برسوخ علم ما يقرأ كتابات ابن رجب رحمه الله رغم ان كثيرا من مؤلفاته لم تصل لا لكن ما وصل منها - 00:01:31
ينبئ عن علم غزير وفهم ثاقب وبصر النافذ ودقة في العلوم وتفنن فيها تكون القراءة في هذه الرسالة قراءة عن السلوك والسير التي هي في الحقيقة ترجمة العلم. فان السلوك والسير بها يترجم العلم وبها يظهر اثره و - 00:01:58
تدرك ثماره آآ له كتابات عديدة ورسائل متعددة في هذا الباب من هذه الرسالة المحجة في سير الدلجة. وهي رسالة مباركة دائرة على بيان وشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا - 00:02:22
انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة القصد القصد تبلغ رسالة دائرة على بيان معنى هذا الحديث والتفصيل في فوائده وذكر ما يتعلق به. فنسأل الله تعالى ان يبارك في الوقت وان ييسر اه - 00:02:52
اغتنام ما فيها من فوائد وستكون القراءة في هذه الرسالة قراءة تعليق نقف عند المهم آآ اذا كان ثمة اشكال تسألون عنه اثناء القراءة اسأل الله تعالى ان يبارك في الوقت وان ييسر لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:03:22
صالح. بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله الرحمن الرحيم. خرج البخاري رحمه الله في صحيحه. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان - 00:03:42
غمدني الله برحمته سددوا وقارنوا واغضوا وروحوا وشيء من والقصد والقصد القصد تبلغه. فرجه ايضا في مواضع اخرى في كتابه ولفظه. ان هذا الدين وخرجه ايضا في مواضع اخر في كتابه. في كتابه ولفظه - 00:04:02
لا في كتابه ولفظه ولفظه نعم ولفظه الان يبدأ بلفظ الاخر الذي جاء به الحديث ونحن ان هذا الدين يسر يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروح. وشيء من الذلة. وشيء وشيء - 00:04:22
من الدرجة وخرج ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سددوا وقاربوا وابشروا فانه لا يدخل الجنة احد بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بمغفرة - 00:04:42
ورحمة. وخرج ايضا من حديثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا واعلموا انه لا يدخل احدكم لا يدخل احدكم عمله الجنة وان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل - 00:05:02
اشتملت هذه الاحاديث الشريفة على اصل عظيم وقاعدة مهمة ويتفرع عليها مسائل شتى من مسائل السير والشعوذ الى الله في طريقه الموصل اليه. اما الاصل فان هذا بيان ما سيتناوله المؤلف رحمه الله هو الحديث - 00:05:22
عن هذه الاحاديث التعليق على هذه الاحاديث بيان هذه الاحاديث من خلال اصل يقرره وهو ما اجتمعت عليه هذه الاحاديث ومسائل متبرعة ابتدأ رحمه الله بالاصل فقال اما الاصل فان الانسان لا ينجيه عمله من النار. طيب. يدخله الجنة. وان ذلك كله انما يحصل بمغفرة الله ورحمته. طيب - 00:05:42
اما الاصل الاصل هو ما يبنى عليه غيره. فالاصل الذي تقرره هذه الاحاديث والقواعد التي او القاعدة التي دلت عليها هذه الاحاديث هو ان الانسان لا يجيه عمله من النار - 00:06:06
لا يدخله الجنة. فالعمل مهما كان اتقانا وصلاحا سواء كان اعتقادا او قولا او وفعلا لا يبلغ ان ينجي الانسان من النار ولا ان يدخله الجنة. قال وان ذلك كله اي الدخول الى الجنة والنجاة من النار انما يحصل بمغفرة الله ورحمته ثم يبدأ - 00:06:26
بذكر الادلة المستفادة الادلة التي تدل على هذا الاصل وتقرر هذا المعنى. سواء من الكتاب او من السنة نعم. وقدم القرآن العزيز على هذا المعنى في مواضع كثيرة. كقوله تعالى فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في - 00:06:57
وقاتلوا بهم. وقوله يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوانه. وجنات لهم فيها نعيم مقيم وقوله تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم - 00:07:17
ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. فقارن بين دخول الجنة والنجاة من النار وبين المغفرة والرحمة. فدل على انه لا شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته. قال بعض السلف الاخرة اما عفو الله او النار. والدنيا اما عصمة - 00:07:37
الله او الهلكة وكان محمد ابن واسع يودع اصحابه عند موته ويقول عليكم السلام الى النار او يعفو الله فاما قوله تعالى وتلك الجنة التي ارسلتموها. طيب الان الادلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله واظحة الدلالة - 00:07:57
هو ساق جملة من الادلة اية ال عمران فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيل وقاتلوا وقتلوا ليكفرنهم سيئاتهم وليدخلناهم جنات تجري من تحتها الانهار. الشاهد فيها قوله لاكفرن عنهم سيئاتهم - 00:08:17
يدخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار. الاية الثانية التي ذكرها يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان لهم فيها نعيم مقيم. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات هم فيها نعيم مقيم. هذه الاية دلالتها - 00:08:37
في بشارة الله تعالى والبشارة تكون في امر لم يسبق ما يدل عليه. البشارة تأتي على حين فجأة على امر لم يكن مرتقبا او متوقعا. هذا وجه الدلالة في الاية على المعنى - 00:09:02
اما الثالث فقوله تعالى تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم قال يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. فذكر المغفرة وذكر ادخال الجنة. طيب - 00:09:22
الشاهد من هذه الايات قوله رحمه الله فقرن بين دخول الجنة والنجاة من النار وبين المغفرة والرحمة. فدل على انه لا ينال شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته. بل انما يدرك النعيم ويتوقف - 00:09:48
الجحيم بمغفرة الله تعالى وبرحمته ثم سرد جملة من النقول عن السلف في تقرير هذا المعنى وانه قد استقر عندهم انه لا نجاة لهم باعمالهم انما نجاتهم بفظل ربهم واحسانه - 00:10:08
ورحمته ومغفرته بعد هذا الاصل الذي قرره واستدل له انتقل الى ذكر ما يمكن ان يتوهم منه انه يعارضه. فقال واما قوله وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وقوله - 00:10:31
فاما قوله تعالى وتلك الجنة التي اوجدتموها بما كنتم تعملون. وقوله كلوا واشربوا هنيئا بما في الايام الخالية فقد اختلف العلماء في معنى ذلك على قولين. طيب قبل ان نذكر الاختلاف نريد ان نعرف - 00:10:56
ما هو وجه الاشكالية في الاية؟ لماذا قال واما قوله؟ اما قوله يفيد ان هناك تفصيلا وانه هناك ما يفهم من الاية مما لا تدل على لا يدل على المعاني او يخالف المعاني المتقدمة - 00:11:16
فقوله تعالى تلك وتلك الجنة التي ورثتموها بما كنتم تعملون. ظاهره انهم دخلوا الجنة بسبب عملهم وايضا الاية الثانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم الباء هنا للسببية اي بسبب ما كان من عملكم المتقدم الذي تقدم من صالح العمل في - 00:11:36
فكيف يجاب على ما دل عليه هذه الاية او ما دلت عليه هاتان الايتان مع ما تقدم من قاعدة استفيدت من الايات والنصوص. يقول رحمه الله فقد اختلف العلماء بمعنى ذلك على قولين احدهما ان دخول الجنة برحمة الله ولكن انقسام المنازل بحسب الاعمال. قال ابن عيينة - 00:12:06
كانوا يرون النجاة من النار بعبدالله ودخول الجنة بفضله واقتسام المنازل بالاعمال. والثاني ان الباء المثبت بقوله دعانا بما كنتم تعملون وقوله وقوله بما اسلفتم في الايام الخالية باء باء السببية. وقد جعل الله العمل سببا - 00:12:34
دخول الجنة والباء المنفية في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل لن يدخل احدكم الجنة بعمله فالمقابلة والمعاونة والتفكير لن يستحق احد دخول الجنة الجنة بعمل يعمله. فازال بذلك توهم من يتوهم ان - 00:12:54
الجنة ثمن الاعمال وان صاحب العمل يستحق على الله دخول الجنة كما يستحق من دفع ثمن سلعة الى صاحبها تسليم سلعة اليه فنفى بذلك هذا التوهم وبين ان العمل وان كان سببا لدخول الجنة فانما هو من فضل الله ورحمته وصار - 00:13:14
دخول مضافا الى فضل الله ورحمته ومغفرته. لانه هو المتفضل بالسبب والمسبب المترتب عليه. والمسبب سبب مترتب عليه ولم يبقى الدهون مترتبا مترتبا على العمل نفسه. في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:34
ان الله تعالى يقول للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. وفي هذا العباد عليه حق هناك نعم طيب اذا المؤلف رحمه الله ذكر في الاية معنيين اليهما يتفق مع المعنى السابق فليس في الاية معارضة - 00:13:54
ما تقدم ذلك ان قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون والاية الاخرى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية محمول على ان المراد المنازل المقامات التي ينزلها اهلها في الجنة او او في النار انها تكون بالاعمال. واما دخول الجنة فهو - 00:14:44
وبرحمة الله تعالى وفضله فيكون هذا في المنزلة التي يتبوأها الانسان في الجنة انها بفضل الله وبرحمته. انها بفضل دخولا وبعمله نزولا هذا المعنى الاول. واضح المعنى الاول؟ ان المنازل - 00:15:14
يتبوأها الناس باعمالهم. واما اصل دخول الجنة فهو بفظل الله ورحمته. المعنى الثاني ان الباء في هاتين الايتين للسببية وليست للمعاوظة والمقابلة والثمن فليست الاعمال ثمنا لدخول الجنة بل الاعمال سبب لدخول الجنة. وهذا لا يتعارض مع ما تقدم - 00:15:34
من كونه داخلا برحمة الله فان الله تعالى تفظل بان جعل ذلك سببا لدخول الجنة منها. فهو مسبب الاسباب وهو الذي يعطي السبب ييسر السبب. ويعطي ما ترتب عليه بفضله وانعامه. فلا يكون هذا معارض - 00:16:04
لما تقدم من الايات. اذا هذان المعنيان او تفسير الاية على هذين المعنيين لا يتعارض مع ما تقدم في الاصل الذي قرره وان احدا لن يدخل الجنة بعمله انما دخول الجنة بفظل الله ورحمته - 00:16:24
يذكر الان ما يمكن ان يعارض الوجه الثاني. الوجه الثاني للاية ان الباء هنا ليست للثمانية والمعاوظة انما هي للسببية. ذكر نصين يعارضان هذا التوجيه الاول الحديث الذي رواه حبيب ابن الشهيد عن الحسن انه قال الحمد لله زمن كل نعمة. تمام - 00:16:44
كل نعمة. الحمد لله. لا اله الا الله. هذا المعنى مرفوعا من الاجهزة وانس وانس وغيرهم وانس وانس وغيرهما وان كان في اسنادهما شهد بذلك قوله عز وجل انما اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم يبادرون في سبيل الله ويقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة - 00:17:14
والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله. واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. وذلك هو الفوز العظيم. فجعل الجنة ثمنا للنفوس والاموال؟ فالجواب طيب الاشكال ما هو؟ الاشكال في ان الله تعالى سمى ما يقدمه - 00:17:44
العامل من عمل ثمنا للجنة. لكن في الحديث الذي ذكره عن الحسن الحمد لله ثمن كل نعمة ما هو لا اله الا الله ثمن الجنة وهنا قول جعله الله تعالى ثمنا وهو من العمل جعله الله - 00:18:04
وتعالى ثمن للجنة. فكيف يقال ان الباء هنا ليست للثمانية في قوله وتلك الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. اجيب عن هذا الحديث بانه ضعيف وانه لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لكن المؤلف استدرك على هذا - 00:18:24
على هذه الاجابة بقوله يشهد لذلك ان يشهد لهذا المعنى الذي في هذا الحديث او الذي دل عليه هذا الحديث قول الله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. فجعل الله تعالى ثمن الجنة - 00:18:44
ما يقدمه المؤمن من نفسه وماله في مرضاة ربه في جهاده اعلاء كلمة الله تعالى واقامة الحق فجاء الاشكال او استقر الاشكال الذي اورده وافاده الحديث السابق فبماذا اشاب قال المصنف رحمه الله الجواب ان الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه ومنه وطوله خاطب عباده بما بما - 00:19:04
وندبهم اليه من طاعته على حسب ما يتعارفونه بينهم. في تصرفاتهم المعمودة المألوفة لهم. وجعل نفسهم مشتريا منهم ومستغربا وجعلهم بائعين لهم ومقرظين له. ليكون ذلك ادعى الى استجابتهم لدعوته ومبادرتهم - 00:19:34
الى طاعته والا وفي الحقيقة الكل له ملك. الكل له ملك ومن فضله واحسانه ورحمته. فالنفوس والاموات كلها ملك له كما امرنا ان نقول عند المصائب انا لله وانا اليه راجعون. ومع هذا فقد مدح من بذل - 00:19:54
له نفسه وماله وجعله بائعا ومقرضا كالذي له ملك يبيعه ويقرضه لغيره ممن لا يملكه عليه. كذلك الاعمال كلها من فضله ورحمته وقد مدح عليها ونسبها الى عاملها وجعلها شكرا منه لنعمه ومكافأة لها. وقد روى ابن ماجة - 00:20:14
من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان ما اعطى افضل مما وكذا قال عمر ابن عبد العزيز والحسن وغيره وغيرهما من السلف. واشكل ذلك على كثير من العلماء قديما وحديثا - 00:20:34
وعلى ما قررناه معناه ظاهر فان المراد بالنعم النعم الدنيوية. والحمد من النعم الدينية والنعم الدينية افضل من النعم الدنيوية. ولكن لما كان الحمد منسوبا الى العبد لفعله له وقيامه به جعله الله - 00:20:54
باعظم النعمتين مكافئا بها للنعمة الاخرى. ولهذا جاء في الاثر الحمد لله حمدا يوافي نعمه نظم ويكافئ مزيدا. فبهذا الاعتبار يكون الحمد ثمنا للجنة. طيب. اذا المؤلف رحمه الله انفك - 00:21:14
الاشكال الوارد على المعنى الثاني في الاية وهي قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون لان الباء هنا المعاوظة وللثمانية والمقابلة انفك عن ذلك بقوله ان الله تعالى ما - 00:21:34
في قوله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم هذا محمول على التجوز في الخطاب بما يفهمه الناس فالحق ان الله يملك العبد وماله ونفسه ومعلوم ان المالك لا يشتري ملكه - 00:21:54
او ممن يملكه لانه لا يملك لنفسه آآ تصرفا بل هو مملوك والمملوك لا يملك ولا يتصرف كذا اه انفك المؤلف رحمه الله عن دلالة اه الاية والذي يظهر ان هذا خلاف - 00:22:14
وان الاية دلت على ان ثمة بيعا وشراء وان الله يتفضل على العبد وهو مالكه بان تجعله يبيع ويشتري منه جل في علاه مع انه مالك كل شيء سبحانه وبحمده. لكن هذا جرى على - 00:22:34
ان العبد اختار وقدم نفسه وماله لله عز وجل بتوفيق الله عز وجل له وتسديده واعانته فليس هذا خارجا عن آآ المعنى الظاهر في الاية. ويكون هذا كما تقدم ثمنا للجنة والعمل ثمن للجنة لكن هذا الثمن لا يستقل في - 00:22:54
بحصول المطلوب الا بفضل الله تعالى. ولهذا لعل المؤلف رحمه الله اه استشعر ظعفا في الجواب. عاد الى تقرير معنى مهم. بهي الاشكال وهو قوله وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله. هذا هو - 00:23:24
الجواب المسدد على ما يمكن ان يتوهم من تعارض بين النصوص. ان العمل والجنة كلاهما من فضل الله عز وجل وسيأتي مزيد بيان وتفصيل. فهو المتفضل بالعمل وهو المتفضل بالاثابة عليه. واما ما ذكره - 00:23:54
الحديث انس ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان ما اعطى. يعني ما وقع من العبد من حمد الله هذا الذي اعطاه والعب افضل مما اخذ اي افضل مما جاءه يعني من من نعم اذا رزق الانسان مولودا رزق مالا فقال الحمد - 00:24:14
الا كان ما اعطى العبد من حمد الله والثناء عليه اعظم من النعمة التي انعم بها عليه من ولد او مال او رزق دنيوي والمعنى هذا واضح وبين والذي اشكل على بعض اهل العلم هو كيف كيف يكون فعل العبد - 00:24:35
افضل من فعل الرب هذا موضع الاشكال الذي اه استشكله بعض اهل العلم لكن هذا حله بما اه ذكرت من ان الحمد اعظم من النعمة وقد ذكر المصنف رحمه الله ذلك في قوله معناه ظاهر فان المراد بالنعم - 00:24:58
النعم الدنيوية والحمد من النعم الدينية والنعم الدينية والنعم الدينية اه افضل من النعم الدنيوية عاد المصنف الى تقرير المعنى الذي به تتسق النصوص وتجتمع وهو ان العمل والاجر كلاهما عطاء الله واحسانه وفضله وهبته جل في علاه فهو المتفضل بالعمل والمتفظل بقبول - 00:25:18
والمتفظل بالاثابة عليه. فالكل منه له الحمد كله اوله واخره ظاهرهما وباطنه. يقول رحمه الله عند تحقيق النظر. وعند تحقيق النظر والجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. ولهذا يقول اهل الجنة عند - 00:25:48
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. لقد جاءت رسل ربنا بالحق. فلما اعترفوا عليهم للجنة وباسبابها من الهداية. وحمدوا الله على ذلك كله يؤذوا بان نوجوا ان تلكم الجنة وورثتموها بما كنتم - 00:26:08
يعملون فاضيف العمل اليهم وشكروا عليه نظير هذا ما قاله بعض السلف ان العبد اذا اذنب ثم قال يا رب انت قضيت عليه؟ قال له ربك انت اذنبت وانت عصيت. فان قال العبد يا رب انا اخطأت وانا اذنبت وانا اسأت. قال - 00:26:28
الله تعالى انا قضيت عليك وقدرت وانا اغفر لك. ومما يتحقق به معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد ما يدخل احد الجنة بعمله او لن ينجي احدا عمله ان مضاعفة الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل - 00:26:48
عز وجل واحسانه حيث جاز بالحسنة عشرا ثم ضاعفها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فهذا كله فضل منه عز وجل ولو جاز بالحسنة مثلها كالسيئات لم تقوى الحسنات على احباط السيئات. وكان يملك صاحب العمل لا محالة كما - 00:27:08
قال ابن مسعود في ظل الحسنات ان كان وليا لله وفضل الله له مثقال ذرة ضاعفها الله له حتى يدخله بها الجنة ان كان شقيا قال الملك يا رب فنيت حسناته وبقي له طالبون كثير. قال خذوا من سيئاتهم فاضيفوها الى سيئاته - 00:27:28
ثم صبوا له صكا الى النار. نعوذ بالله من الخذلان. نسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل الجنان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:27:48
Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نبتدأ القراءة في كتاب المحجة في سير الدلجة - 00:00:00
للعلامة الشيخ الحافظ زين الدين ابي الفرج عبد الرحمن ابن احمد ابن رجب الحنبلي رحمه الله وهو من علماء القرن الثامن الهجري وقد جمع الله لي العلامة عبدالرحمن بن رجب - 00:00:33
علوا شتى وفنون متعددة فله في التفسير قدم صدق وله في الحديث رواية ودراية ونقدا دراسة في ابوابه وعلومه قدم صدق وله في الفقه سبق وفي القواعد رسوخ وفي علم القلوب والسير والسلوك - 00:00:57
تميز ولهذا من امتع ما يقف عليه الانسان في قراءته التي يشعر حين يقرأ برسوخ علم ما يقرأ كتابات ابن رجب رحمه الله رغم ان كثيرا من مؤلفاته لم تصل لا لكن ما وصل منها - 00:01:31
ينبئ عن علم غزير وفهم ثاقب وبصر النافذ ودقة في العلوم وتفنن فيها تكون القراءة في هذه الرسالة قراءة عن السلوك والسير التي هي في الحقيقة ترجمة العلم. فان السلوك والسير بها يترجم العلم وبها يظهر اثره و - 00:01:58
تدرك ثماره آآ له كتابات عديدة ورسائل متعددة في هذا الباب من هذه الرسالة المحجة في سير الدلجة. وهي رسالة مباركة دائرة على بيان وشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا - 00:02:22
انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة القصد القصد تبلغ رسالة دائرة على بيان معنى هذا الحديث والتفصيل في فوائده وذكر ما يتعلق به. فنسأل الله تعالى ان يبارك في الوقت وان ييسر اه - 00:02:52
اغتنام ما فيها من فوائد وستكون القراءة في هذه الرسالة قراءة تعليق نقف عند المهم آآ اذا كان ثمة اشكال تسألون عنه اثناء القراءة اسأل الله تعالى ان يبارك في الوقت وان ييسر لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:03:22
صالح. بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله الرحمن الرحيم. خرج البخاري رحمه الله في صحيحه. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان - 00:03:42
غمدني الله برحمته سددوا وقارنوا واغضوا وروحوا وشيء من والقصد والقصد القصد تبلغه. فرجه ايضا في مواضع اخرى في كتابه ولفظه. ان هذا الدين وخرجه ايضا في مواضع اخر في كتابه. في كتابه ولفظه - 00:04:02
لا في كتابه ولفظه ولفظه نعم ولفظه الان يبدأ بلفظ الاخر الذي جاء به الحديث ونحن ان هذا الدين يسر يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروح. وشيء من الذلة. وشيء وشيء - 00:04:22
من الدرجة وخرج ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سددوا وقاربوا وابشروا فانه لا يدخل الجنة احد بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بمغفرة - 00:04:42
ورحمة. وخرج ايضا من حديثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا واعلموا انه لا يدخل احدكم لا يدخل احدكم عمله الجنة وان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل - 00:05:02
اشتملت هذه الاحاديث الشريفة على اصل عظيم وقاعدة مهمة ويتفرع عليها مسائل شتى من مسائل السير والشعوذ الى الله في طريقه الموصل اليه. اما الاصل فان هذا بيان ما سيتناوله المؤلف رحمه الله هو الحديث - 00:05:22
عن هذه الاحاديث التعليق على هذه الاحاديث بيان هذه الاحاديث من خلال اصل يقرره وهو ما اجتمعت عليه هذه الاحاديث ومسائل متبرعة ابتدأ رحمه الله بالاصل فقال اما الاصل فان الانسان لا ينجيه عمله من النار. طيب. يدخله الجنة. وان ذلك كله انما يحصل بمغفرة الله ورحمته. طيب - 00:05:42
اما الاصل الاصل هو ما يبنى عليه غيره. فالاصل الذي تقرره هذه الاحاديث والقواعد التي او القاعدة التي دلت عليها هذه الاحاديث هو ان الانسان لا يجيه عمله من النار - 00:06:06
لا يدخله الجنة. فالعمل مهما كان اتقانا وصلاحا سواء كان اعتقادا او قولا او وفعلا لا يبلغ ان ينجي الانسان من النار ولا ان يدخله الجنة. قال وان ذلك كله اي الدخول الى الجنة والنجاة من النار انما يحصل بمغفرة الله ورحمته ثم يبدأ - 00:06:26
بذكر الادلة المستفادة الادلة التي تدل على هذا الاصل وتقرر هذا المعنى. سواء من الكتاب او من السنة نعم. وقدم القرآن العزيز على هذا المعنى في مواضع كثيرة. كقوله تعالى فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في - 00:06:57
وقاتلوا بهم. وقوله يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوانه. وجنات لهم فيها نعيم مقيم وقوله تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم - 00:07:17
ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. فقارن بين دخول الجنة والنجاة من النار وبين المغفرة والرحمة. فدل على انه لا شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته. قال بعض السلف الاخرة اما عفو الله او النار. والدنيا اما عصمة - 00:07:37
الله او الهلكة وكان محمد ابن واسع يودع اصحابه عند موته ويقول عليكم السلام الى النار او يعفو الله فاما قوله تعالى وتلك الجنة التي ارسلتموها. طيب الان الادلة التي ذكرها المؤلف رحمه الله واظحة الدلالة - 00:07:57
هو ساق جملة من الادلة اية ال عمران فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيل وقاتلوا وقتلوا ليكفرنهم سيئاتهم وليدخلناهم جنات تجري من تحتها الانهار. الشاهد فيها قوله لاكفرن عنهم سيئاتهم - 00:08:17
يدخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار. الاية الثانية التي ذكرها يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان لهم فيها نعيم مقيم. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات هم فيها نعيم مقيم. هذه الاية دلالتها - 00:08:37
في بشارة الله تعالى والبشارة تكون في امر لم يسبق ما يدل عليه. البشارة تأتي على حين فجأة على امر لم يكن مرتقبا او متوقعا. هذا وجه الدلالة في الاية على المعنى - 00:09:02
اما الثالث فقوله تعالى تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم قال يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. فذكر المغفرة وذكر ادخال الجنة. طيب - 00:09:22
الشاهد من هذه الايات قوله رحمه الله فقرن بين دخول الجنة والنجاة من النار وبين المغفرة والرحمة. فدل على انه لا ينال شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته. بل انما يدرك النعيم ويتوقف - 00:09:48
الجحيم بمغفرة الله تعالى وبرحمته ثم سرد جملة من النقول عن السلف في تقرير هذا المعنى وانه قد استقر عندهم انه لا نجاة لهم باعمالهم انما نجاتهم بفظل ربهم واحسانه - 00:10:08
ورحمته ومغفرته بعد هذا الاصل الذي قرره واستدل له انتقل الى ذكر ما يمكن ان يتوهم منه انه يعارضه. فقال واما قوله وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وقوله - 00:10:31
فاما قوله تعالى وتلك الجنة التي اوجدتموها بما كنتم تعملون. وقوله كلوا واشربوا هنيئا بما في الايام الخالية فقد اختلف العلماء في معنى ذلك على قولين. طيب قبل ان نذكر الاختلاف نريد ان نعرف - 00:10:56
ما هو وجه الاشكالية في الاية؟ لماذا قال واما قوله؟ اما قوله يفيد ان هناك تفصيلا وانه هناك ما يفهم من الاية مما لا تدل على لا يدل على المعاني او يخالف المعاني المتقدمة - 00:11:16
فقوله تعالى تلك وتلك الجنة التي ورثتموها بما كنتم تعملون. ظاهره انهم دخلوا الجنة بسبب عملهم وايضا الاية الثانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم الباء هنا للسببية اي بسبب ما كان من عملكم المتقدم الذي تقدم من صالح العمل في - 00:11:36
فكيف يجاب على ما دل عليه هذه الاية او ما دلت عليه هاتان الايتان مع ما تقدم من قاعدة استفيدت من الايات والنصوص. يقول رحمه الله فقد اختلف العلماء بمعنى ذلك على قولين احدهما ان دخول الجنة برحمة الله ولكن انقسام المنازل بحسب الاعمال. قال ابن عيينة - 00:12:06
كانوا يرون النجاة من النار بعبدالله ودخول الجنة بفضله واقتسام المنازل بالاعمال. والثاني ان الباء المثبت بقوله دعانا بما كنتم تعملون وقوله وقوله بما اسلفتم في الايام الخالية باء باء السببية. وقد جعل الله العمل سببا - 00:12:34
دخول الجنة والباء المنفية في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل لن يدخل احدكم الجنة بعمله فالمقابلة والمعاونة والتفكير لن يستحق احد دخول الجنة الجنة بعمل يعمله. فازال بذلك توهم من يتوهم ان - 00:12:54
الجنة ثمن الاعمال وان صاحب العمل يستحق على الله دخول الجنة كما يستحق من دفع ثمن سلعة الى صاحبها تسليم سلعة اليه فنفى بذلك هذا التوهم وبين ان العمل وان كان سببا لدخول الجنة فانما هو من فضل الله ورحمته وصار - 00:13:14
دخول مضافا الى فضل الله ورحمته ومغفرته. لانه هو المتفضل بالسبب والمسبب المترتب عليه. والمسبب سبب مترتب عليه ولم يبقى الدهون مترتبا مترتبا على العمل نفسه. في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:34
ان الله تعالى يقول للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. وفي هذا العباد عليه حق هناك نعم طيب اذا المؤلف رحمه الله ذكر في الاية معنيين اليهما يتفق مع المعنى السابق فليس في الاية معارضة - 00:13:54
ما تقدم ذلك ان قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون والاية الاخرى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية محمول على ان المراد المنازل المقامات التي ينزلها اهلها في الجنة او او في النار انها تكون بالاعمال. واما دخول الجنة فهو - 00:14:44
وبرحمة الله تعالى وفضله فيكون هذا في المنزلة التي يتبوأها الانسان في الجنة انها بفضل الله وبرحمته. انها بفضل دخولا وبعمله نزولا هذا المعنى الاول. واضح المعنى الاول؟ ان المنازل - 00:15:14
يتبوأها الناس باعمالهم. واما اصل دخول الجنة فهو بفظل الله ورحمته. المعنى الثاني ان الباء في هاتين الايتين للسببية وليست للمعاوظة والمقابلة والثمن فليست الاعمال ثمنا لدخول الجنة بل الاعمال سبب لدخول الجنة. وهذا لا يتعارض مع ما تقدم - 00:15:34
من كونه داخلا برحمة الله فان الله تعالى تفظل بان جعل ذلك سببا لدخول الجنة منها. فهو مسبب الاسباب وهو الذي يعطي السبب ييسر السبب. ويعطي ما ترتب عليه بفضله وانعامه. فلا يكون هذا معارض - 00:16:04
لما تقدم من الايات. اذا هذان المعنيان او تفسير الاية على هذين المعنيين لا يتعارض مع ما تقدم في الاصل الذي قرره وان احدا لن يدخل الجنة بعمله انما دخول الجنة بفظل الله ورحمته - 00:16:24
يذكر الان ما يمكن ان يعارض الوجه الثاني. الوجه الثاني للاية ان الباء هنا ليست للثمانية والمعاوظة انما هي للسببية. ذكر نصين يعارضان هذا التوجيه الاول الحديث الذي رواه حبيب ابن الشهيد عن الحسن انه قال الحمد لله زمن كل نعمة. تمام - 00:16:44
كل نعمة. الحمد لله. لا اله الا الله. هذا المعنى مرفوعا من الاجهزة وانس وانس وغيرهم وانس وانس وغيرهما وان كان في اسنادهما شهد بذلك قوله عز وجل انما اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم يبادرون في سبيل الله ويقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة - 00:17:14
والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله. واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. وذلك هو الفوز العظيم. فجعل الجنة ثمنا للنفوس والاموال؟ فالجواب طيب الاشكال ما هو؟ الاشكال في ان الله تعالى سمى ما يقدمه - 00:17:44
العامل من عمل ثمنا للجنة. لكن في الحديث الذي ذكره عن الحسن الحمد لله ثمن كل نعمة ما هو لا اله الا الله ثمن الجنة وهنا قول جعله الله تعالى ثمنا وهو من العمل جعله الله - 00:18:04
وتعالى ثمن للجنة. فكيف يقال ان الباء هنا ليست للثمانية في قوله وتلك الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. اجيب عن هذا الحديث بانه ضعيف وانه لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لكن المؤلف استدرك على هذا - 00:18:24
على هذه الاجابة بقوله يشهد لذلك ان يشهد لهذا المعنى الذي في هذا الحديث او الذي دل عليه هذا الحديث قول الله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. فجعل الله تعالى ثمن الجنة - 00:18:44
ما يقدمه المؤمن من نفسه وماله في مرضاة ربه في جهاده اعلاء كلمة الله تعالى واقامة الحق فجاء الاشكال او استقر الاشكال الذي اورده وافاده الحديث السابق فبماذا اشاب قال المصنف رحمه الله الجواب ان الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه ومنه وطوله خاطب عباده بما بما - 00:19:04
وندبهم اليه من طاعته على حسب ما يتعارفونه بينهم. في تصرفاتهم المعمودة المألوفة لهم. وجعل نفسهم مشتريا منهم ومستغربا وجعلهم بائعين لهم ومقرظين له. ليكون ذلك ادعى الى استجابتهم لدعوته ومبادرتهم - 00:19:34
الى طاعته والا وفي الحقيقة الكل له ملك. الكل له ملك ومن فضله واحسانه ورحمته. فالنفوس والاموات كلها ملك له كما امرنا ان نقول عند المصائب انا لله وانا اليه راجعون. ومع هذا فقد مدح من بذل - 00:19:54
له نفسه وماله وجعله بائعا ومقرضا كالذي له ملك يبيعه ويقرضه لغيره ممن لا يملكه عليه. كذلك الاعمال كلها من فضله ورحمته وقد مدح عليها ونسبها الى عاملها وجعلها شكرا منه لنعمه ومكافأة لها. وقد روى ابن ماجة - 00:20:14
من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان ما اعطى افضل مما وكذا قال عمر ابن عبد العزيز والحسن وغيره وغيرهما من السلف. واشكل ذلك على كثير من العلماء قديما وحديثا - 00:20:34
وعلى ما قررناه معناه ظاهر فان المراد بالنعم النعم الدنيوية. والحمد من النعم الدينية والنعم الدينية افضل من النعم الدنيوية. ولكن لما كان الحمد منسوبا الى العبد لفعله له وقيامه به جعله الله - 00:20:54
باعظم النعمتين مكافئا بها للنعمة الاخرى. ولهذا جاء في الاثر الحمد لله حمدا يوافي نعمه نظم ويكافئ مزيدا. فبهذا الاعتبار يكون الحمد ثمنا للجنة. طيب. اذا المؤلف رحمه الله انفك - 00:21:14
الاشكال الوارد على المعنى الثاني في الاية وهي قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون لان الباء هنا المعاوظة وللثمانية والمقابلة انفك عن ذلك بقوله ان الله تعالى ما - 00:21:34
في قوله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم هذا محمول على التجوز في الخطاب بما يفهمه الناس فالحق ان الله يملك العبد وماله ونفسه ومعلوم ان المالك لا يشتري ملكه - 00:21:54
او ممن يملكه لانه لا يملك لنفسه آآ تصرفا بل هو مملوك والمملوك لا يملك ولا يتصرف كذا اه انفك المؤلف رحمه الله عن دلالة اه الاية والذي يظهر ان هذا خلاف - 00:22:14
وان الاية دلت على ان ثمة بيعا وشراء وان الله يتفضل على العبد وهو مالكه بان تجعله يبيع ويشتري منه جل في علاه مع انه مالك كل شيء سبحانه وبحمده. لكن هذا جرى على - 00:22:34
ان العبد اختار وقدم نفسه وماله لله عز وجل بتوفيق الله عز وجل له وتسديده واعانته فليس هذا خارجا عن آآ المعنى الظاهر في الاية. ويكون هذا كما تقدم ثمنا للجنة والعمل ثمن للجنة لكن هذا الثمن لا يستقل في - 00:22:54
بحصول المطلوب الا بفضل الله تعالى. ولهذا لعل المؤلف رحمه الله اه استشعر ظعفا في الجواب. عاد الى تقرير معنى مهم. بهي الاشكال وهو قوله وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله. هذا هو - 00:23:24
الجواب المسدد على ما يمكن ان يتوهم من تعارض بين النصوص. ان العمل والجنة كلاهما من فضل الله عز وجل وسيأتي مزيد بيان وتفصيل. فهو المتفضل بالعمل وهو المتفضل بالاثابة عليه. واما ما ذكره - 00:23:54
الحديث انس ما انعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله الا كان ما اعطى. يعني ما وقع من العبد من حمد الله هذا الذي اعطاه والعب افضل مما اخذ اي افضل مما جاءه يعني من من نعم اذا رزق الانسان مولودا رزق مالا فقال الحمد - 00:24:14
الا كان ما اعطى العبد من حمد الله والثناء عليه اعظم من النعمة التي انعم بها عليه من ولد او مال او رزق دنيوي والمعنى هذا واضح وبين والذي اشكل على بعض اهل العلم هو كيف كيف يكون فعل العبد - 00:24:35
افضل من فعل الرب هذا موضع الاشكال الذي اه استشكله بعض اهل العلم لكن هذا حله بما اه ذكرت من ان الحمد اعظم من النعمة وقد ذكر المصنف رحمه الله ذلك في قوله معناه ظاهر فان المراد بالنعم - 00:24:58
النعم الدنيوية والحمد من النعم الدينية والنعم الدينية والنعم الدينية اه افضل من النعم الدنيوية عاد المصنف الى تقرير المعنى الذي به تتسق النصوص وتجتمع وهو ان العمل والاجر كلاهما عطاء الله واحسانه وفضله وهبته جل في علاه فهو المتفضل بالعمل والمتفظل بقبول - 00:25:18
والمتفظل بالاثابة عليه. فالكل منه له الحمد كله اوله واخره ظاهرهما وباطنه. يقول رحمه الله عند تحقيق النظر. وعند تحقيق النظر والجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. ولهذا يقول اهل الجنة عند - 00:25:48
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. لقد جاءت رسل ربنا بالحق. فلما اعترفوا عليهم للجنة وباسبابها من الهداية. وحمدوا الله على ذلك كله يؤذوا بان نوجوا ان تلكم الجنة وورثتموها بما كنتم - 00:26:08
يعملون فاضيف العمل اليهم وشكروا عليه نظير هذا ما قاله بعض السلف ان العبد اذا اذنب ثم قال يا رب انت قضيت عليه؟ قال له ربك انت اذنبت وانت عصيت. فان قال العبد يا رب انا اخطأت وانا اذنبت وانا اسأت. قال - 00:26:28
الله تعالى انا قضيت عليك وقدرت وانا اغفر لك. ومما يتحقق به معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد ما يدخل احد الجنة بعمله او لن ينجي احدا عمله ان مضاعفة الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل - 00:26:48
عز وجل واحسانه حيث جاز بالحسنة عشرا ثم ضاعفها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فهذا كله فضل منه عز وجل ولو جاز بالحسنة مثلها كالسيئات لم تقوى الحسنات على احباط السيئات. وكان يملك صاحب العمل لا محالة كما - 00:27:08
قال ابن مسعود في ظل الحسنات ان كان وليا لله وفضل الله له مثقال ذرة ضاعفها الله له حتى يدخله بها الجنة ان كان شقيا قال الملك يا رب فنيت حسناته وبقي له طالبون كثير. قال خذوا من سيئاتهم فاضيفوها الى سيئاته - 00:27:28
ثم صبوا له صكا الى النار. نعوذ بالله من الخذلان. نسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل الجنان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:27:48