بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية تقدس الله روحه. بسم الله الرحمن الرحيم. من احمد ابن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين - 00:00:10
المنتسبين الى السنة والجماعة. المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات عدي بن مسافر الاموي رحمه الله ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله اعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وجعلهم معتصمين بحبله المتين. مهتدين لصراط - 00:00:33
الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وجنبهم طريق اهل الضلال دجاج الخارجين عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج حتى يكونوا وممن اعظم الله عليهم المنة بمتابعة الكتاب والسنة - 00:01:01
الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:01:27
هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذه الرسالة المباركة المشهورة بالوصية الكبرى وهي من رسائل شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله وقد كتبها رحمه الله الى جماعة من اهل السنة - 00:01:44
المنتسبين للشيخ عدي بن مسافر وليس هناك ما يدل على ان هذا الاسم من تسمية المؤلف رحمه الله انما اشتهرت هذه الرسالة وعرفت في كلام اهل العلم بالوصية الكبرى وقد تضمنت هذه الرسالة المباركة - 00:02:05
وصية من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لهذه الطائفة ولجميع المسلمين ففيها من تقرير قصور الايمان وبيان ما يجب على المؤمن اعتقاده في رب العالمين و طريق حل النزاعات الواقعة بين اهل الاسلام - 00:02:27
ما يصلح ان يكون اصلا لكل مسلم يعتمده في اعتقاده وفي معاملته الشيخ رحمه الله ابتدأ هذه الرسالة المباركة بالبسملة كسائر الكتب والمؤلفات والرسائل التي يكتبها اهل العلم وذلك تأسيا بكتاب الله تعالى - 00:02:51
واقتداء هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد نحى رحمه الله فيها المنح الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم رسائله فبدأ بالبسملة ثم بين المرسل والمرسل اليه - 00:03:11
وهذا الذي كان عليه العمل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وجرى عليه عمل الناس في المكاتبات الى زمن ليس بالبعيد. ثم انه حدث تغيير في طريق الكتابة واصبحت الرسائل لها نماذج اصطلاحية - 00:03:30
وسار الناس عليها والمرجع في هذا الى عرف الناس في العادة والعرف هو المحكم الشيخ رحمه الله بدأ الرسالة ببيان المصدر من احمد ابن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة. المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي - 00:03:47
عدي بن مسافر الاموي ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله الى اخر ما ذكر من الدعاء ففهم ان هذه الرسالة ليست لشخص معين انما هي لجماعة وطائفة. والكتابة للجماعة والطائفة - 00:04:07
مشهور في عمل علماء الاسلام منذ قرون فانهم يكتبون اما لاشخاص واما يكتبون لجهات. وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لآل عمرو ابن حزم كتابا. هذا كتاب لجماعة من الناس وليس لفرد وكذلك هنا فالكتاب لجماعة وليس لفرض - 00:04:23
والمقصود بهذه الرسالة من ارسل اليهم من هذه الجماعة المنتسبة الى السنة والجماعة وهذا الانتساب العام. حيث قال من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة وهذه المظلة العامة التي يستظل بها ويتفيأ بها اهل الاسلام. ممن - 00:04:43
من الله تعالى عليهم بالسلامة من كثير من البدع والضلالات وسموا بهذا الاسم لتعظيمهم السنة ولاجتماعهم على الحق وهم اهل سنة لانهم يعظمونها يقدمونها ويرجعون اليها ويعتصمون بها ويعتنون بها رواية ودراية. وسموا بالجماعة لانهم اهل اجتماع - 00:05:04
تنبذون الفرقة ويأتلفون على الحق وكذلك لانهم يعتمدون الاجماع ويعتدون به في احكامهم ومسائلهم وعقائدهم. ثم ذكر الانتماء الخاص بعد ان ذكر الانتماء العام ذكر انتماء خاصا قال المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات عدي بن مسافر - 00:05:28
ومن هذا ان نفهم ان الانتماء الى شيخ او الى مدرسة او الى فئة لا بأس به ما لم يكن ذلك على وجه التحزب والمنابذة لسائر المؤمنين والمسلمين فالانتساب لشخص او لمدرسة - 00:05:52
او لجماعة اذا كان ذلك على وجه العمل بطريقتهم والاخذ بما يشتغلون به لا على وجه المنابذة والمفاصلة والمباعدة لبقية المسلمين من اهل السنة الجماعة فهذا خطأ والانتساب الى الطرق والمسائل والمدارس الفقهية امر مشهور - 00:06:10
فمدرسة الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية والظاهرية والاوزاعية والثورية والطبرية كانت موجودة وبقي منها ما بقي من المذاهب المشهورة وليس في الانتساب في حد ذاته مذمة ولا نقيصة لان هذا الانتساب حقيقته هو انه اعتمد ما سارت عليه هذه الجماعة او هذا الشخص فالحنابلة هم - 00:06:32
اعتمدوا في تفقههم على اصول الامام احمد ودرسوا اقواله وكذلك المالكية وكذلك الشافعية وكذلك غيرهم وهذا انتساب فقهي وهناك انتساب مسلكي كما هو المذكور هنا فالشيخ عدي بن مسافر ليس عالما - 00:06:59
متفننا متفقها انما هو ساء عابد. ولذلك وصفه الشيخ رحمه الله العارف القدوة العارف هذا وصف يطلق على اهل التمسك والتعبد والقدوة لانه تأسى به جماعات من الناس والشيخ عدي بن مسافر - 00:07:17
من العباد النساك الذين عاشوا في القرن السادس الهجري فقد توفي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة للهجرة وعمر تسعين سنة فالرجل ممن ادرك القرن الخامس والسادس الهجري. وقد عرف بالطاعة والعبادة وقد سكن في - 00:07:36
اعمال الموصل وهو من الاكراد ولذلك هو من كبراء الاكراد الذين نصروا الاسلام و دعوا الى التعبد والتنسك وقد اشتهر امره وظهر صلاحه حتى عرف واجتمع له الناس وحصل بدعوته وعبادته خير كثير عليه وعلى من اخذ بطريقه - 00:08:02
ترجم له الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء ترجمة آآ مختصرة بين فيها آآ شيئا من احواله وشيئا من اعماله رحمه الله يقول رحمه الله المنتمين الى جماعة الشيخ العارفي القدوة بالبركات عدي بن مسافر الاموي - 00:08:26
هذا هو الاسم المشهور له والا فمن اسمائه عديب صقر الهكاري نسبة الى الجهة التي كان فيها ومن نحى نحوهم اي من سار على طريقهم وفقهم الله لسلوك سبيله واعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلهم معتصمين بحبله المتين - 00:08:45
مهتدين لصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وجنبهم طريق اهل الضلال والاعوجاج الخارجين عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج حتى يكونوا ممن اعظم الله عليهم المنة بمتابعة الكتاب والسنة. هذا دعاء - 00:09:06
وفيه من الوان الدعاء بالخير ما جمع لهم كل بر وخير. فسأل الله لهم الهداية والتوفيق لسلوك الصراط مستقيم والاعانة على الطاعة طاعة الله وطاعة رسوله والعصمة من الزيغ والضلال والاعتصام بحبل الله الوان من الخيرات وكل هذا - 00:09:26
فيه التلطف وتحبيب التشجيع لمن يطلع على هذه الرسالة ان يستكملها وان يقرأها. لان من قرأ مثل هذا الدعاء برسالة مرسلة اليه علم ان المرسل مشفق وان المرسل المحب وان المرسل ناصح - 00:09:46
فانه سأل كل خير وبذل جهده في تقريب الخير له بالدعاء والنصح بعد ذلك قال رحمه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا بعد الدعاء افتتاح بالسلام لان السلام التحية التي تحايا بها المسلمون. وقد حيا النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه من ارسل اليهم حتى انه لما كتب الى هرقل قال - 00:10:03
سلام على من اتبع الهدى السلام من شعائر اهل الاسلام في مكاتباتهم ومراسلاتهم. يقول رحمه الله وبعد. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل وهو على كل شيء قدير. ونسأله ان يصلي - 00:10:29
على خاتم النبيين وسيدي ولد ادم واكرم الخلق على ربه واقربهم اليه زلفى. واعظمهم عنده درجة محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد - 00:10:53
فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا انزل عليه الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. واكمل له ولامته الدين - 00:11:14
واتم عليهم النعمة وجعلهم خير امة اخرجت للناس فهم يوفون سبعين امة هم خيرها واكرمها على الله. وجعلهم امة وسطا اي عدلا خيارا ولذلك جعلهم شهداء على الناس هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرع - 00:11:34
لجميع خلقه ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم يقول المؤلف رحمه الله بعد السلام وبعد هذه كلمة وبعد هي اذان بانتقال من السلام والمقدمة الى الرسالة التي اه قصد كتابتها - 00:12:00
بعثها اليهم قال رحمه الله وبعد فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو قوله وبعد هذه ليست في المقام كلمة اما بعد فانه ليس في كلام العرب الفصل بين المقدمة - 00:12:24
والمقصود بهذه الكلمة وبعد انما الذي اشتهر وعرف في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام العرب اما بعد اما قولهم وبعد ليست هي التي يفصل بها بين مقدمة الحديث - 00:12:41
وبين المقصود من الحديث او مقدمة الرسالة والمقصود من الرسالة يقول رحمه الله فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل وهو على كل شيء قدير - 00:13:02
افتتح كتابه اليهم رحمه الله بحمد الله جل وعلا بعد الدعاء لهم بما تقدم وحمد الله تعالى هو الثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو اهله. من الكمالات ولذلك اصوب ما قيل في تعريف الحمد انه ذكر المحمود بصفات الكمال - 00:13:17
محبة وتعظيما هذا اجود ما قيل في تعريف الحمد انه ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما اي محبة له وتعظيما له جل وعلا حمد الله تعالى على انفراده بالالهية فقال فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو - 00:13:36
وهو للحمد اهل اي هو احق من حمد هو اهل التقوى واهل المغفرة سبحانه وبحمده. فهو احق من حمد واجدر من اثني عليه سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير ثم - 00:13:59
قال ونسأله ان يصلي على خاتم النبيين وسيدي ولد ادم صلى الله عليه وسلم واكرم الخلق على ربه واقربهم اليه زلفى سأل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الرسالة لان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من مفاتيح الخير التي يستجلب بها خير كثير - 00:14:14
العبد ولذلك جاء عن عمر رضي الله عنه ان الدعاء موقوف بين السماء والارض حتى يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مما امر الله تعالى به العبد - 00:14:37
ووعد عليه خيرا فان الله تعالى اخبر انه يصلي وملائكته على المؤمنين ليخرجهم من الظلمات الى النور وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرة. وصلاة الله تعالى - 00:14:50
من صلاته جل وعلا على عبده ان يخرجه من الظلمات الى النور وبهذا تتحقق الولاية للعبد فان الله تعالى قد قال الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور - 00:15:09
فهذا كله يدل على ان افتتاح الكلام بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مما يستفتح به الخير ومما يحصل به النور للعبد والخروج من الظلمة الى النور والخروج من الغي الى الرشد. يقول في وصف النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ما كان محمد ابا احد من رجالكم - 00:15:22
ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وسيد ولد ادم كما اخبر بذلك عن نفسه في الصحيح صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر ثم قال واكثرم الخلق على ربه. نعم هو اكرم الخلق على ربه باقراره صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين. لما قال له عمر لما دخل عليه وهو متكئ - 00:15:42
على حصير قد اثر في جنبه فقال هذا انت صفوة الله من خلقه والصفوة هو المختار فهو صفوته جل وعلا من خلقه وهو اكرمهم عليه واقربهم اليه زلفى اي اقربهم اليه درجة واعلاهم منزلة - 00:16:02
صلى الله عليه وسلم ولذلك قال واعظمهم عنده درجة محمد عبده ورسوله وهذا ابلغ واكمل ما وصف به النبي نسأل الله فمهما وصف النبي صلى الله عليه وسلم من الاوصاف فان - 00:16:19
اعلى اوصافه انه عبد الله ورسوله ولذلك ذكر الله تعالى وصف العبودية في اشرف مقامات النبوة في الايحاء اليه صلى الله عليه وسلم وفي نصره وفي دعوته وكل هذا ببيان انه صلى الله عليه وسلم اشرف مقاماته وانه انما بلغ تلك المقامات العالية الشريفة بتحقيق العبودية لله تعالى. يقول على محمد عبده - 00:16:35
الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم معناها سؤال الخير الكثير له صلى الله عليه وسلم. وقد قال ابو العالية في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انها ثناء الله تعالى على الرسول في الملأ الاعلى - 00:16:58
والذي يظهر ان الصلاة اوسع من ذلك. انما الصلاة تدل على خير كثير كما قال الله تعالى لرسوله انا اعطيناك الكوثر والخير الكثير هذا في نفسه وفي دعوته وفي امته وفي اجره وفي الدنيا وفي الاخرة وهو اوسع من ان يذكر الله تعالى رسوله صلى الله عليه - 00:17:16
في الملأ الاعلى ثم قال اما بعد وهذا فصل ما بين الحمد والثناء وبين المقصود بالحديث. يقول رحمه الله اما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا - 00:17:36
هذه المقدمة التي افتتحها الشيخ رحمه الله بها الرسالة مقدمة في غاية البلاغة لمن تنصحه بالتزام السنة والرجوع الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم فان هذه المقدمة تضمنت الخبر - 00:17:54
بان الله تعالى قد بعث محمدا بما يكمل به حال الخلق والبشر وهو كمال العلم وصلاح العمل فقال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى وهو العلم النافع ودين الحق - 00:18:12
وهو العمل الصالح ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. وهذه الاية المباركة التي اقتبس من معناها الشيخ رحمه الله هنا وذكر مضمونها في قوله رحمه الله فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره - 00:18:29
ليعليه ويجعله غالبا. ومن العلماء من قال اظهار هنا معناه محق كل دين سوى دينه صلى الله عليه وسلم وسوى ما جاء به. والذي يظهر ان اظهار لا يلزم منه الغاء العقائد الاخرى انما اظهاره هو علوه وشرفه وانه لا يزداد مع الزمن الا علوا فهو اعلى الاديان - 00:18:47
شرفها واسماها مع شدة ما لقيه هذا الدين من الاذى طبيب التشويه وسائر الوان العداوة. انت اذا نظرت وجدت ان جميع الامم ينابذون هذا الدين من غير الاسلام فالمشركون واليهود والنصارى - 00:19:07
والملحدون وسائر اصحاب المنن المنحرفة كلهم يضادون هذا الدين ويحاربونه وما نشاهده الان من الهجمة العالمية على الاسلام تجد انه يشترك فيها اليهودي والنصراني والملحد والمشرك وهذا يصدق ما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله - 00:19:26
فيما رواه الامام احمد من حديث ثوبان تداعى لكم الامم كما تداعى الاكلة على قصادها المقصود انه مع شدة الكيد وعظمه الا ان هذا الدين قد تكفل الله تعالى باظهاره وحفظه وهذا من منة الله ورحمته وعظيم احسانه - 00:19:46
وعظيم بره وفضله على الخلق ان حفظ هذا الدين وجعله ظاهرا لانه الدين الذي به يسعد الناس فحفظ الدين ليس منة على اهل الاسلام فقط بل هو منا لجميع البشرية لماذا؟ لان حفظ هذا الدين معناه انه سيبقى ملاذا - 00:20:03
يفيء اليه من ظل ومن غوى ومن تشرب من انواع الضلالات حتى تعب في البحث عن الحق سيجد هذا الدين ظاهرا ويستطيع ان يلتحق ويكون من اهله. يقول الله جل وعلا وكفى بالله شهيدا. وهذا فيه ايش؟ يعني ختم الاية بهذا القول وكفى بالله شهيدا. اي حسب - 00:20:23
ان الله تعالى مطلع يعني هل هذا الوعد سيتخلف؟ الجواب لن يتخلف هذا الوعد. لان الله شهيد وهو مطلع ورقيب جل وعلا على احوال العباد واذا كان رقيبا وشهيدا سبحانه وتعالى فانه لن يخلف وعده وهو ان - 00:20:43
الله تعالى سيظهر هذا الدين. ولن يتطرق الى هذا الدين اي خلل في العقد او في العمل اذا كان ملتزما بالكتاب وسنة فان الله تعالى قد تكفل بصحة هذه الرسالة وحفظها انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ثم قال وانزل عليه الكتاب - 00:21:01
بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب. ومهيمنا عليه كما اخبر الله تعالى بذلك في سورة المائدة. مصدقا لما بين يديه اي مطابقا له. ومعنى المطابقة هنا انه لا يخالف الكتب المتقدمة فيما جاء - 00:21:21
به من الاخبار. مصدقا لما بين يديه من الكتاب. والكتاب هنا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة. فالقرآن يصدق تلك الكتب. وانظر كيف فجعل القرآن مصدقا لتلك الكتب كالحاكم عليها ولذلك قال ومهيمنا عليه فهو العالي وهو الرقيب الذي يرجع اليه في - 00:21:37
صحة الكتب المتقدمة فالهيمنة ليس فقط هي العلو والارتفاع انما هي علو وارتفاع ورقابة. فمن معاني اسم الله تعالى المهيمن اي المطلع على عباده الذي يرقب افعالهم. وكون القرآن مهيمن على الكتب السابقة لانه يصوبها. ويصدقها ويكذبها ويحكم على - 00:21:57
وخطأها ومهيمنا عليه قال واكمل له ولامته الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. قال وجعلهم خير امة اخرجت للناس فهي خير الامم على مر العصور وكر الدهور هذه الامة خير امة كما قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس - 00:22:19
يأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ثم قال فهم يوفون ان يكملون ويتمون سبعين امة هم خيرها اكرمها على الله تعالى. هذه الامة تكمل سبعين امة هذا الخبر جاء فيما رواه الامام احمد من حديث بهزي بن الحكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتم توفون سبعون امة انتم - 00:22:39
خيرها واكرمها على الله تعالى هذا الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم هل المقصود به عد الامم امة امة بالاحصاء؟ ام المقصود بالسبعين التكفير قولان لاهل العلم؟ من اهل العلم من قال - 00:23:03
سبعين امة المقصود بها امم معينة بلغ عددها تسع وستين وانتم تكملون السبعين توفون اي تكملون تتمون السبعين وقيل ان العدد هنا المقصود به التكفير اي توفون امما كثيرة فسبعون يطلق في كلام العرب ويراد به كثرة الشيء لا العدد - 00:23:17
بعيبه ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه لما سئل عن الكبائر سبعة قال هي الى السبعين اقرب والمقصود بالسبعين هنا الكثرة ثم وقال رحمه الله خيرها فهم يوفون سبعين امة هم خيرها واكرمها على الله تعالى. خيرها في اعمالها واكرمها على الله تعالى اي في اثابتها واعطائها - 00:23:39
والاحسان اليها والتفضل. ثم قال وجعله امة وسطا بين معنى امة وسطا عدلا خيارا وكذلك جعلناكم امة وسطا. فالوسط هو العدل الخيار. وهذا هو الذي اوجب لهم منزلة الشهادة. ولذلك قال ولذلك جعلهم - 00:23:59
شهداء على الناس لا يمكن ان يكون الشاهد على الناس الا اعدلهم وخيرهم والا فان الشهادة تتخلف قال هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرعه لجميع خلقه. الله تعالى هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين - 00:24:17
الذي شرعه لجميع خلقه فشرع الله تعالى لجميع الخلق وجعله يعني جعل هذا الدين جامعا لخير الرسالات كلها يقول ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم به وفظلهم من الشرعة والمنهاج. الشرعة والمنهاج قال الله تعالى ولكل امة جعلنا شرعة ومنهاجا - 00:24:37
الشرعة هي تفاصيل الشريعة والمنهاج هو الطريق الذي توصف به الشريعة على وجه العموم هذا الفرق بين الشرعة والمنهاج. فالشرعة هي التفاصيل والمنهاج هو الوصف العام. فمثلا شريعة اليهود من حيث التفصيل - 00:24:57
شريعة جاء فيها من الاحكام ما جاء. ومن حيث الوصف العام الشريعة فيها اثار واغلال. شريعة موسى من حيث التفاصيل جاء فيها ما جاء ومن حيث الاجمال هي شريعات رحمة وشريعة وضع اثار واغلال. هذه الشريعة المباركة شريعة اهل الاسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم جمعت - 00:25:15
وصف الشرائع كلها الخير في الشرائع كلها فكانت شريعة فيها من الاصول يعني مثلا من الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة عدل من الوصف العام الذي لهذه الشريعة انها شريعة - 00:25:39
يسر من الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة رحمة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة قيام وشهادة الامم. هذي اوصاف عامة تمثل المنهاج. اما الشرعة فهي تفاصيل هذه الاحكام في الصلاة وفي زكاة وفي الصيام وفي الحج. وهلم جر ما جاء في هذه الشريعة منها - 00:25:53
الاحكام التفصيلية. اذا الشرعة هو الشريعة المفصلة. والمنهاج هو الوصف العام الذي توصف به الشريعة او يوصف به هذا الطريق قال رحمه الله ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم به وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم اي خصهم به - 00:26:13
قال رحمه الله فالاول هذا الذكر ما اختصت به هذه الامة عن الامم المتقدمة في الشريعة وفي المنهاج. الان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:32
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية تقدس الله روحه. بسم الله الرحمن الرحيم. من احمد ابن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين - 00:00:10
المنتسبين الى السنة والجماعة. المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات عدي بن مسافر الاموي رحمه الله ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله اعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وجعلهم معتصمين بحبله المتين. مهتدين لصراط - 00:00:33
الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وجنبهم طريق اهل الضلال دجاج الخارجين عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج حتى يكونوا وممن اعظم الله عليهم المنة بمتابعة الكتاب والسنة - 00:01:01
الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه - 00:01:27
هو من اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذه الرسالة المباركة المشهورة بالوصية الكبرى وهي من رسائل شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله وقد كتبها رحمه الله الى جماعة من اهل السنة - 00:01:44
المنتسبين للشيخ عدي بن مسافر وليس هناك ما يدل على ان هذا الاسم من تسمية المؤلف رحمه الله انما اشتهرت هذه الرسالة وعرفت في كلام اهل العلم بالوصية الكبرى وقد تضمنت هذه الرسالة المباركة - 00:02:05
وصية من شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لهذه الطائفة ولجميع المسلمين ففيها من تقرير قصور الايمان وبيان ما يجب على المؤمن اعتقاده في رب العالمين و طريق حل النزاعات الواقعة بين اهل الاسلام - 00:02:27
ما يصلح ان يكون اصلا لكل مسلم يعتمده في اعتقاده وفي معاملته الشيخ رحمه الله ابتدأ هذه الرسالة المباركة بالبسملة كسائر الكتب والمؤلفات والرسائل التي يكتبها اهل العلم وذلك تأسيا بكتاب الله تعالى - 00:02:51
واقتداء هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد نحى رحمه الله فيها المنح الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم رسائله فبدأ بالبسملة ثم بين المرسل والمرسل اليه - 00:03:11
وهذا الذي كان عليه العمل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وجرى عليه عمل الناس في المكاتبات الى زمن ليس بالبعيد. ثم انه حدث تغيير في طريق الكتابة واصبحت الرسائل لها نماذج اصطلاحية - 00:03:30
وسار الناس عليها والمرجع في هذا الى عرف الناس في العادة والعرف هو المحكم الشيخ رحمه الله بدأ الرسالة ببيان المصدر من احمد ابن تيمية الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة. المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي - 00:03:47
عدي بن مسافر الاموي ومن نحى نحوهم وفقهم الله لسلوك سبيله الى اخر ما ذكر من الدعاء ففهم ان هذه الرسالة ليست لشخص معين انما هي لجماعة وطائفة. والكتابة للجماعة والطائفة - 00:04:07
مشهور في عمل علماء الاسلام منذ قرون فانهم يكتبون اما لاشخاص واما يكتبون لجهات. وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لآل عمرو ابن حزم كتابا. هذا كتاب لجماعة من الناس وليس لفرد وكذلك هنا فالكتاب لجماعة وليس لفرض - 00:04:23
والمقصود بهذه الرسالة من ارسل اليهم من هذه الجماعة المنتسبة الى السنة والجماعة وهذا الانتساب العام. حيث قال من المسلمين المنتسبين الى السنة والجماعة وهذه المظلة العامة التي يستظل بها ويتفيأ بها اهل الاسلام. ممن - 00:04:43
من الله تعالى عليهم بالسلامة من كثير من البدع والضلالات وسموا بهذا الاسم لتعظيمهم السنة ولاجتماعهم على الحق وهم اهل سنة لانهم يعظمونها يقدمونها ويرجعون اليها ويعتصمون بها ويعتنون بها رواية ودراية. وسموا بالجماعة لانهم اهل اجتماع - 00:05:04
تنبذون الفرقة ويأتلفون على الحق وكذلك لانهم يعتمدون الاجماع ويعتدون به في احكامهم ومسائلهم وعقائدهم. ثم ذكر الانتماء الخاص بعد ان ذكر الانتماء العام ذكر انتماء خاصا قال المنتمين الى جماعة الشيخ العارف القدوة ابي البركات عدي بن مسافر - 00:05:28
ومن هذا ان نفهم ان الانتماء الى شيخ او الى مدرسة او الى فئة لا بأس به ما لم يكن ذلك على وجه التحزب والمنابذة لسائر المؤمنين والمسلمين فالانتساب لشخص او لمدرسة - 00:05:52
او لجماعة اذا كان ذلك على وجه العمل بطريقتهم والاخذ بما يشتغلون به لا على وجه المنابذة والمفاصلة والمباعدة لبقية المسلمين من اهل السنة الجماعة فهذا خطأ والانتساب الى الطرق والمسائل والمدارس الفقهية امر مشهور - 00:06:10
فمدرسة الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية والظاهرية والاوزاعية والثورية والطبرية كانت موجودة وبقي منها ما بقي من المذاهب المشهورة وليس في الانتساب في حد ذاته مذمة ولا نقيصة لان هذا الانتساب حقيقته هو انه اعتمد ما سارت عليه هذه الجماعة او هذا الشخص فالحنابلة هم - 00:06:32
اعتمدوا في تفقههم على اصول الامام احمد ودرسوا اقواله وكذلك المالكية وكذلك الشافعية وكذلك غيرهم وهذا انتساب فقهي وهناك انتساب مسلكي كما هو المذكور هنا فالشيخ عدي بن مسافر ليس عالما - 00:06:59
متفننا متفقها انما هو ساء عابد. ولذلك وصفه الشيخ رحمه الله العارف القدوة العارف هذا وصف يطلق على اهل التمسك والتعبد والقدوة لانه تأسى به جماعات من الناس والشيخ عدي بن مسافر - 00:07:17
من العباد النساك الذين عاشوا في القرن السادس الهجري فقد توفي في سنة سبع وخمسين وخمس مئة للهجرة وعمر تسعين سنة فالرجل ممن ادرك القرن الخامس والسادس الهجري. وقد عرف بالطاعة والعبادة وقد سكن في - 00:07:36
اعمال الموصل وهو من الاكراد ولذلك هو من كبراء الاكراد الذين نصروا الاسلام و دعوا الى التعبد والتنسك وقد اشتهر امره وظهر صلاحه حتى عرف واجتمع له الناس وحصل بدعوته وعبادته خير كثير عليه وعلى من اخذ بطريقه - 00:08:02
ترجم له الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء ترجمة آآ مختصرة بين فيها آآ شيئا من احواله وشيئا من اعماله رحمه الله يقول رحمه الله المنتمين الى جماعة الشيخ العارفي القدوة بالبركات عدي بن مسافر الاموي - 00:08:26
هذا هو الاسم المشهور له والا فمن اسمائه عديب صقر الهكاري نسبة الى الجهة التي كان فيها ومن نحى نحوهم اي من سار على طريقهم وفقهم الله لسلوك سبيله واعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلهم معتصمين بحبله المتين - 00:08:45
مهتدين لصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وجنبهم طريق اهل الضلال والاعوجاج الخارجين عما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرعة والمنهاج حتى يكونوا ممن اعظم الله عليهم المنة بمتابعة الكتاب والسنة. هذا دعاء - 00:09:06
وفيه من الوان الدعاء بالخير ما جمع لهم كل بر وخير. فسأل الله لهم الهداية والتوفيق لسلوك الصراط مستقيم والاعانة على الطاعة طاعة الله وطاعة رسوله والعصمة من الزيغ والضلال والاعتصام بحبل الله الوان من الخيرات وكل هذا - 00:09:26
فيه التلطف وتحبيب التشجيع لمن يطلع على هذه الرسالة ان يستكملها وان يقرأها. لان من قرأ مثل هذا الدعاء برسالة مرسلة اليه علم ان المرسل مشفق وان المرسل المحب وان المرسل ناصح - 00:09:46
فانه سأل كل خير وبذل جهده في تقريب الخير له بالدعاء والنصح بعد ذلك قال رحمه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا بعد الدعاء افتتاح بالسلام لان السلام التحية التي تحايا بها المسلمون. وقد حيا النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه من ارسل اليهم حتى انه لما كتب الى هرقل قال - 00:10:03
سلام على من اتبع الهدى السلام من شعائر اهل الاسلام في مكاتباتهم ومراسلاتهم. يقول رحمه الله وبعد. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل وهو على كل شيء قدير. ونسأله ان يصلي - 00:10:29
على خاتم النبيين وسيدي ولد ادم واكرم الخلق على ربه واقربهم اليه زلفى. واعظمهم عنده درجة محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد - 00:10:53
فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا انزل عليه الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. واكمل له ولامته الدين - 00:11:14
واتم عليهم النعمة وجعلهم خير امة اخرجت للناس فهم يوفون سبعين امة هم خيرها واكرمها على الله. وجعلهم امة وسطا اي عدلا خيارا ولذلك جعلهم شهداء على الناس هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرع - 00:11:34
لجميع خلقه ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم يقول المؤلف رحمه الله بعد السلام وبعد هذه كلمة وبعد هي اذان بانتقال من السلام والمقدمة الى الرسالة التي اه قصد كتابتها - 00:12:00
بعثها اليهم قال رحمه الله وبعد فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو قوله وبعد هذه ليست في المقام كلمة اما بعد فانه ليس في كلام العرب الفصل بين المقدمة - 00:12:24
والمقصود بهذه الكلمة وبعد انما الذي اشتهر وعرف في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام العرب اما بعد اما قولهم وبعد ليست هي التي يفصل بها بين مقدمة الحديث - 00:12:41
وبين المقصود من الحديث او مقدمة الرسالة والمقصود من الرسالة يقول رحمه الله فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو وهو للحمد اهل وهو على كل شيء قدير - 00:13:02
افتتح كتابه اليهم رحمه الله بحمد الله جل وعلا بعد الدعاء لهم بما تقدم وحمد الله تعالى هو الثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو اهله. من الكمالات ولذلك اصوب ما قيل في تعريف الحمد انه ذكر المحمود بصفات الكمال - 00:13:17
محبة وتعظيما هذا اجود ما قيل في تعريف الحمد انه ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما اي محبة له وتعظيما له جل وعلا حمد الله تعالى على انفراده بالالهية فقال فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو - 00:13:36
وهو للحمد اهل اي هو احق من حمد هو اهل التقوى واهل المغفرة سبحانه وبحمده. فهو احق من حمد واجدر من اثني عليه سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير ثم - 00:13:59
قال ونسأله ان يصلي على خاتم النبيين وسيدي ولد ادم صلى الله عليه وسلم واكرم الخلق على ربه واقربهم اليه زلفى سأل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الرسالة لان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من مفاتيح الخير التي يستجلب بها خير كثير - 00:14:14
العبد ولذلك جاء عن عمر رضي الله عنه ان الدعاء موقوف بين السماء والارض حتى يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مما امر الله تعالى به العبد - 00:14:37
ووعد عليه خيرا فان الله تعالى اخبر انه يصلي وملائكته على المؤمنين ليخرجهم من الظلمات الى النور وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرة. وصلاة الله تعالى - 00:14:50
من صلاته جل وعلا على عبده ان يخرجه من الظلمات الى النور وبهذا تتحقق الولاية للعبد فان الله تعالى قد قال الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور - 00:15:09
فهذا كله يدل على ان افتتاح الكلام بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مما يستفتح به الخير ومما يحصل به النور للعبد والخروج من الظلمة الى النور والخروج من الغي الى الرشد. يقول في وصف النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ما كان محمد ابا احد من رجالكم - 00:15:22
ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وسيد ولد ادم كما اخبر بذلك عن نفسه في الصحيح صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر ثم قال واكثرم الخلق على ربه. نعم هو اكرم الخلق على ربه باقراره صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين. لما قال له عمر لما دخل عليه وهو متكئ - 00:15:42
على حصير قد اثر في جنبه فقال هذا انت صفوة الله من خلقه والصفوة هو المختار فهو صفوته جل وعلا من خلقه وهو اكرمهم عليه واقربهم اليه زلفى اي اقربهم اليه درجة واعلاهم منزلة - 00:16:02
صلى الله عليه وسلم ولذلك قال واعظمهم عنده درجة محمد عبده ورسوله وهذا ابلغ واكمل ما وصف به النبي نسأل الله فمهما وصف النبي صلى الله عليه وسلم من الاوصاف فان - 00:16:19
اعلى اوصافه انه عبد الله ورسوله ولذلك ذكر الله تعالى وصف العبودية في اشرف مقامات النبوة في الايحاء اليه صلى الله عليه وسلم وفي نصره وفي دعوته وكل هذا ببيان انه صلى الله عليه وسلم اشرف مقاماته وانه انما بلغ تلك المقامات العالية الشريفة بتحقيق العبودية لله تعالى. يقول على محمد عبده - 00:16:35
الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم معناها سؤال الخير الكثير له صلى الله عليه وسلم. وقد قال ابو العالية في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انها ثناء الله تعالى على الرسول في الملأ الاعلى - 00:16:58
والذي يظهر ان الصلاة اوسع من ذلك. انما الصلاة تدل على خير كثير كما قال الله تعالى لرسوله انا اعطيناك الكوثر والخير الكثير هذا في نفسه وفي دعوته وفي امته وفي اجره وفي الدنيا وفي الاخرة وهو اوسع من ان يذكر الله تعالى رسوله صلى الله عليه - 00:17:16
في الملأ الاعلى ثم قال اما بعد وهذا فصل ما بين الحمد والثناء وبين المقصود بالحديث. يقول رحمه الله اما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا - 00:17:36
هذه المقدمة التي افتتحها الشيخ رحمه الله بها الرسالة مقدمة في غاية البلاغة لمن تنصحه بالتزام السنة والرجوع الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم فان هذه المقدمة تضمنت الخبر - 00:17:54
بان الله تعالى قد بعث محمدا بما يكمل به حال الخلق والبشر وهو كمال العلم وصلاح العمل فقال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى وهو العلم النافع ودين الحق - 00:18:12
وهو العمل الصالح ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. وهذه الاية المباركة التي اقتبس من معناها الشيخ رحمه الله هنا وذكر مضمونها في قوله رحمه الله فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره - 00:18:29
ليعليه ويجعله غالبا. ومن العلماء من قال اظهار هنا معناه محق كل دين سوى دينه صلى الله عليه وسلم وسوى ما جاء به. والذي يظهر ان اظهار لا يلزم منه الغاء العقائد الاخرى انما اظهاره هو علوه وشرفه وانه لا يزداد مع الزمن الا علوا فهو اعلى الاديان - 00:18:47
شرفها واسماها مع شدة ما لقيه هذا الدين من الاذى طبيب التشويه وسائر الوان العداوة. انت اذا نظرت وجدت ان جميع الامم ينابذون هذا الدين من غير الاسلام فالمشركون واليهود والنصارى - 00:19:07
والملحدون وسائر اصحاب المنن المنحرفة كلهم يضادون هذا الدين ويحاربونه وما نشاهده الان من الهجمة العالمية على الاسلام تجد انه يشترك فيها اليهودي والنصراني والملحد والمشرك وهذا يصدق ما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله - 00:19:26
فيما رواه الامام احمد من حديث ثوبان تداعى لكم الامم كما تداعى الاكلة على قصادها المقصود انه مع شدة الكيد وعظمه الا ان هذا الدين قد تكفل الله تعالى باظهاره وحفظه وهذا من منة الله ورحمته وعظيم احسانه - 00:19:46
وعظيم بره وفضله على الخلق ان حفظ هذا الدين وجعله ظاهرا لانه الدين الذي به يسعد الناس فحفظ الدين ليس منة على اهل الاسلام فقط بل هو منا لجميع البشرية لماذا؟ لان حفظ هذا الدين معناه انه سيبقى ملاذا - 00:20:03
يفيء اليه من ظل ومن غوى ومن تشرب من انواع الضلالات حتى تعب في البحث عن الحق سيجد هذا الدين ظاهرا ويستطيع ان يلتحق ويكون من اهله. يقول الله جل وعلا وكفى بالله شهيدا. وهذا فيه ايش؟ يعني ختم الاية بهذا القول وكفى بالله شهيدا. اي حسب - 00:20:23
ان الله تعالى مطلع يعني هل هذا الوعد سيتخلف؟ الجواب لن يتخلف هذا الوعد. لان الله شهيد وهو مطلع ورقيب جل وعلا على احوال العباد واذا كان رقيبا وشهيدا سبحانه وتعالى فانه لن يخلف وعده وهو ان - 00:20:43
الله تعالى سيظهر هذا الدين. ولن يتطرق الى هذا الدين اي خلل في العقد او في العمل اذا كان ملتزما بالكتاب وسنة فان الله تعالى قد تكفل بصحة هذه الرسالة وحفظها انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. ثم قال وانزل عليه الكتاب - 00:21:01
بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب. ومهيمنا عليه كما اخبر الله تعالى بذلك في سورة المائدة. مصدقا لما بين يديه اي مطابقا له. ومعنى المطابقة هنا انه لا يخالف الكتب المتقدمة فيما جاء - 00:21:21
به من الاخبار. مصدقا لما بين يديه من الكتاب. والكتاب هنا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة. فالقرآن يصدق تلك الكتب. وانظر كيف فجعل القرآن مصدقا لتلك الكتب كالحاكم عليها ولذلك قال ومهيمنا عليه فهو العالي وهو الرقيب الذي يرجع اليه في - 00:21:37
صحة الكتب المتقدمة فالهيمنة ليس فقط هي العلو والارتفاع انما هي علو وارتفاع ورقابة. فمن معاني اسم الله تعالى المهيمن اي المطلع على عباده الذي يرقب افعالهم. وكون القرآن مهيمن على الكتب السابقة لانه يصوبها. ويصدقها ويكذبها ويحكم على - 00:21:57
وخطأها ومهيمنا عليه قال واكمل له ولامته الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. قال وجعلهم خير امة اخرجت للناس فهي خير الامم على مر العصور وكر الدهور هذه الامة خير امة كما قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس - 00:22:19
يأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ثم قال فهم يوفون ان يكملون ويتمون سبعين امة هم خيرها اكرمها على الله تعالى. هذه الامة تكمل سبعين امة هذا الخبر جاء فيما رواه الامام احمد من حديث بهزي بن الحكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتم توفون سبعون امة انتم - 00:22:39
خيرها واكرمها على الله تعالى هذا الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم هل المقصود به عد الامم امة امة بالاحصاء؟ ام المقصود بالسبعين التكفير قولان لاهل العلم؟ من اهل العلم من قال - 00:23:03
سبعين امة المقصود بها امم معينة بلغ عددها تسع وستين وانتم تكملون السبعين توفون اي تكملون تتمون السبعين وقيل ان العدد هنا المقصود به التكفير اي توفون امما كثيرة فسبعون يطلق في كلام العرب ويراد به كثرة الشيء لا العدد - 00:23:17
بعيبه ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه لما سئل عن الكبائر سبعة قال هي الى السبعين اقرب والمقصود بالسبعين هنا الكثرة ثم وقال رحمه الله خيرها فهم يوفون سبعين امة هم خيرها واكرمها على الله تعالى. خيرها في اعمالها واكرمها على الله تعالى اي في اثابتها واعطائها - 00:23:39
والاحسان اليها والتفضل. ثم قال وجعله امة وسطا بين معنى امة وسطا عدلا خيارا وكذلك جعلناكم امة وسطا. فالوسط هو العدل الخيار. وهذا هو الذي اوجب لهم منزلة الشهادة. ولذلك قال ولذلك جعلهم - 00:23:59
شهداء على الناس لا يمكن ان يكون الشاهد على الناس الا اعدلهم وخيرهم والا فان الشهادة تتخلف قال هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين الذي شرعه لجميع خلقه. الله تعالى هداهم لما بعث به رسله جميعهم من الدين - 00:24:17
الذي شرعه لجميع خلقه فشرع الله تعالى لجميع الخلق وجعله يعني جعل هذا الدين جامعا لخير الرسالات كلها يقول ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم به وفظلهم من الشرعة والمنهاج. الشرعة والمنهاج قال الله تعالى ولكل امة جعلنا شرعة ومنهاجا - 00:24:37
الشرعة هي تفاصيل الشريعة والمنهاج هو الطريق الذي توصف به الشريعة على وجه العموم هذا الفرق بين الشرعة والمنهاج. فالشرعة هي التفاصيل والمنهاج هو الوصف العام. فمثلا شريعة اليهود من حيث التفصيل - 00:24:57
شريعة جاء فيها من الاحكام ما جاء. ومن حيث الوصف العام الشريعة فيها اثار واغلال. شريعة موسى من حيث التفاصيل جاء فيها ما جاء ومن حيث الاجمال هي شريعات رحمة وشريعة وضع اثار واغلال. هذه الشريعة المباركة شريعة اهل الاسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم جمعت - 00:25:15
وصف الشرائع كلها الخير في الشرائع كلها فكانت شريعة فيها من الاصول يعني مثلا من الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة عدل من الوصف العام الذي لهذه الشريعة انها شريعة - 00:25:39
يسر من الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة رحمة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. الوصف العام لهذه الشريعة انها شريعة قيام وشهادة الامم. هذي اوصاف عامة تمثل المنهاج. اما الشرعة فهي تفاصيل هذه الاحكام في الصلاة وفي زكاة وفي الصيام وفي الحج. وهلم جر ما جاء في هذه الشريعة منها - 00:25:53
الاحكام التفصيلية. اذا الشرعة هو الشريعة المفصلة. والمنهاج هو الوصف العام الذي توصف به الشريعة او يوصف به هذا الطريق قال رحمه الله ثم خصهم بعد ذلك بما ميزهم به وفضلهم من الشرعة والمنهاج الذي جعله لهم اي خصهم به - 00:26:13
قال رحمه الله فالاول هذا الذكر ما اختصت به هذه الامة عن الامم المتقدمة في الشريعة وفي المنهاج. الان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:26:32