التعليق على شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس (مكتمل)
الدرس 15 / التعليق على شرح الواسطية لهراس / للشيخ خالد الفليج
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم تسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى اثبات صفة الوجه لله عز - 00:00:02
وجل والرد على المنكرين. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك الا هاوادي هاه وقوله ويبقى وجه ربك الى اخره تضمنت هاتان الايتان اثبات صفة الوجه لله عز وجل - 00:00:23
في اثبات الوجه من الكتاب والسنة لا تحصى كثرة. وكلها وكلها تنفي تأويل المعطلة. الذين يفسرون الوجه بالجهاد او الثواب او الذات والذي عليه اهل الحق ان الوجه صفة غير الذات ولا يقتضي اثباته كونه تعالى مركب - 00:00:43
من اعضاء كما يقوله المجسمة بل هو صفة لله على ما يليق به. فلا يشبهه وجها ولا يشبهه وجه فلا يشبه وجها ولا يشبهه وجه. واستدلت المعطلة بهاتين الايتين على ان المراد بالوجه الذات. اذ لا خصوص للوجه في البقاء - 00:01:03
ويعاد من الهلاك ونحن نعارض هذا الاستدلال بانه لو لم يكن الله عز وجل لو لم يكن لله عز وجل وجه على الحقيقة لما جاء استعمال هذا اللفظ في معنى الذات فان اللفظ الموضوع لمعنى لا يمكن ان يستعمل في معنى اخر الا اذا كان المعنى - 00:01:26
اصلي ثابتا للموصوف حتى يمكن للذهن ان ينتقل من حتى يمكن للذهن ان ينتقل من الملزوم الى لازمه على انه يمكن دفع دفع مجازهم بطريق اخر فيقال انه اسند البقاء الى الوجه ويلزم منه بقاء الذات - 00:01:48
من ان يقال اطلق الوجه واراد الذات وقد ذكر البيهقيون نقلا عن الخطابي انه تعالى لما اضاف الوجه الى الذات واضاف النعت الى الوجه فقال ويبقى وجه وربك ذو الجلال والاكرام. دلت على ان ذكر الوجه ليس بصلة. وان قوله ذو الجلال والاكرام صفة للوجه. والوجه صفة للذات - 00:02:09
وكيف يمكن تأويل تأويل الوجه بالذات او بغيرها في مثل قوله عليه السلام في الحديث الطائف اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات الى اخره. وقوله فيما رواه ابو موسى الاشعري حجابه النور او النار. لو - 00:02:33
وكشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. قال رحمه الله اثبات اليدين صفة حقيقية له سبحانه والرد على المنكرين. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وقوله وقالت اليهود يد الله - 00:02:51
مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. قوله ما منعك اخره تضمنتات هدايتان اثبات اليدين اثبات اليدين صفة حقيقية له سبحانه على ما يليق به. فهو في - 00:03:11
الاية الاولى يوبخ ابليس على امتناعه عن السجود لادم الذي خلقه بيده. ولا يمكن حمل اليدين هنا على المقدرة فان الاشياء جميعا حتى ابليس خلقها الله بقدرته. فلا يبقى لادم خصوصية يتميز بها - 00:03:31
وفي حديث عبد الله بن عمرو ان الله عز وجل خلق ثلاثة اشياء بيده. خلق ادم بيده. خلق ادم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده. فتخصيص هذه الثلاثة بالذكر مع مشاركتها لبقية المخلوقات في وقوعها بالقدرة دال - 00:03:50
على اختصاصها بامر زائد. وايضا فلفظ اليدين بالتثنية لم يعرف استعماله الا في اليد الحقيقية. ولم يرد ولم ولم يرد قط بمعنى القدرة او النعمة. فانه لا يسوغ ان يقال خلقه الله. خلقه الله بقدرته - 00:04:12
او بنعمتهم على انه لا يجوز اطلاق اليدين بمعنى النعمة او القدرة او غيرهما الا في حق من اتصف اليدين على الحقيقة. ولذلك لا للريح يد وللماء ولا للماء يد. واما احتجاج المعطلة بان اليد قد قد افردت. في بعض الايات وجاءت بلفظ - 00:04:32
للجمع في بعضها فلا دليل فيه فانما يصنع بالاثنين قد ينسب الى الواحد. تقول رأيت بعيني وسمعت اذنيك والمراد عيناي واذناي وكلنا كذلك الجمع يأتي بمعنى المثنى احيانا كقوله تعالى ان تتوبا - 00:04:52
الى الله فقد صغت قلوبكما. والمراد قلبكما وكيف يتأتى حمل اليد على القدرة او النعمة مع ما ورد من اثبات الكف والاصابع واليمين والشمال والقبض والبسط وغير ذلك مما لا يكون - 00:05:12
لا هادي اليد الحقيقية وفي الاية الثانية يحكي الله سبحانه مقالة اليهود قبحهم الله في ربهم ووصهم اياه حاشاه بانه بان يده مغلولة اي ممسكة عن الانفاق ثم اثبت لنفسه سبحانه عكس ما قالوا وهو ان يده مبسوط يده مبسوطتان - 00:05:27
وهو ان يديه مبسوطتان بالعطاء ينفق كيف يشاء. كما جاء في الحديث ان يمين الله ملأى سحاء تحى الليل والنهار لا تغيظها نفقة. ترى لو لم يكن لله يدان على الحقيقة هل كان يحسن - 00:05:50
هذا التعبير ببسط اليدين الا شاهت وجوه المتأولين. نعم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا الفصل يذكر شيخ الاسلام الايات الدالة على صفة الوجه وصفة اليدين - 00:06:10
فاما صفة الوجه فهي صفة خبرية سمعية اثبتها الله عز وجل لنفسه واثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم في احاديث صحيحة واثبات الوجه اثبته جميع اهل السنة وكذلك متقدمي الاشاعر اثبتوا الوجه لله عز وجل - 00:06:33
واما متأخروهم فقد نفوا هذه الصفة عن ربنا سبحانه وتعالى ونفاة هذه الصفة حملوها ما لا تحتمل فقالوا ان المراد بالوجه الذات فقال بعضهم المراد بالوجه الجهة وقال بعض المراد بالوجه الثواب وكل هذه الاقوال تأويل لمعنى الوجه - 00:06:53
اما اهل السنة فاثبتوا لله عز وجل ذاتا تليق بجلاله واثبت لهذه الذات وجها يليق بجلاله سبحانه وتعالى فقالوا ان لله وجها يليق بجلاله وهذا الوجه قد اكتمل في حسنه وجماله وجلاله وبهائه - 00:07:17
سبحانه وتعالى ودليل ذلك قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام واعظم نعيم لاهل الجنان هو رؤية الله عز وجل ورؤيته انما يكون لوجهه سبحانه وتعالى فان الابصار لا تدرك ذاته سبحانه وتعالى كما قال تعالى لا تدركه الابصار - 00:07:36
والله يدرك الابصار سبحانه وتعالى فرؤية اهل الجنان انما تكوني رؤية لوجه الله عز كما جاء في الصحيحين انكم سترى ربكم كما ترون هنا هذا القمر ليس دونه سحاب لا تضامون في رؤيته لا تضارون في رؤيته. فالله يرى كما قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة - 00:08:04
الى ربها ناظرة فاهل السنة يثبتون صفة الوجه لله عز وجل. واما من قال ان المراد به الجهة فهذا قول باطل لا تقتضيه الايات. فان الجهة فان الجهة تفنى وانما المدح يكون لوجه الله عز وجل. واما من قال ان الوجه والذات فان العرب قد تطلق الوجه على الذات لكن جاء - 00:08:24
تحديد الوجه وقد تطلق العرب الوجه على الذات لكن جاء تحديد الوجه على صفة خاصة. كما جاء في حديث موسى الاشعري في الصحيح ابو النور لو كشفه لاحرقته لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره - 00:08:47
والشبوحات هي جمال الوجه الذي لله سبحانه وتعالى ونوره وضياؤه. فافاد هذا ان الوجه المراد به الصفة. وكذلك ان الله له صورة وجاء في حديث ابي هريرة ان الله خلق ادم على صورته - 00:09:05
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقبحوا الوجه فان الله خلق ادم على صورته وفي حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين فيأتيهم الله في صورته التي يعرفونها لله عز وجل صفة الصورة وان له صفة الوجه سبحانه وتعالى وهي صفات خبرية كما ذكرت. سمعية لا تعرف ولا تدرك - 00:09:21
من طريق الخبر والسمع اما الصفة الثالثة اثبتها شيخ الاسلام هي صفة اليدين وصفة اليدين ثابتة باجماع اهل السنة وان الله له يدان تليق بجلاله وكلتا يديه يمين في اليمن والبركة كلتا يديه يمين في اليمن والبركة - 00:09:41
وعلى هذا اه يتفق اهل السنة وقد خالف ذلك المتكلمون والجهمية والمعتزلة فعطلوا الله من هذه الصفة وقالوا ان المراد باليد النعمة والقدرة النعمة والقدرة. ولا شك ان هذا القول باطل لا تدل عليه النصوص. بل اعظم ما امتدح الله به ادم - 00:10:01
به انه خلقه بيده. وهذا التكريم والتخصيص الذي يأتون به ادم دليل على ان اليد التي خلق بها ادم هي هي يد حقيقية تضاف الى الله اضافة صفة الى موصوف. وهذا المأفون الجهمي اراد ان يسلب ادم اعظم خصائص - 00:10:27
واعظم ما كرم به وهو ان الله خلقه بيده. وكونه ان الله خلق بيده وتخصيص ادم في ذلك يدل على ان المراد باليد هي اليد لان جميع المخلوقات خلقت بقدرة الله عز وجل وليس هناك مخلوق خلا من قدرة الله او خلق بغير قدرة الله عز وجل - 00:10:47
فجميع الخلق خلق كلمة كن فكانوا جميعا. اما ادم عليه السلام وجنة عدن والعرش والقلم. فهؤلاء الاربعة خلقوا بيد الله عز وجل وهذا تشريف وتفظيل لهذه المخلوقات التي خلقت بيد الله سبحانه وتعالى. واحتج المخالف بان اليد جاءت في القرآن مفردة وجمعا - 00:11:07
مثلات. اما ما جاء في القرآن مثنى خلقت بيدي فهذا دليل على ان لله ان لله يدين تليق بجلاله سبحانه وتعالى وانهما آآ بمعنى اليد الحقيقية التي تضاف الى الله عز وجل اضافة موصوف اضافة صفة الى موصوف - 00:11:31
وهذه الاضافة وهذا الذكر بتثنية اليد لا يعارض كونها ذكرت مفردة او ذكرت جمعا فان افراد اليد المفرد اذا اذا اضيف فاد الجنس فاد الجنس فيشمل المثنى والجمع فلا تعارض بين كونها - 00:11:51
آآ ثنيت او افردت بل انت تقول نظرت بعيني واخذت بيدي وسمعت سمعت باذني ويعني ذاك انك سمعت باذنيه جميعا ورأيت بعينيك جميعا. والمفرد كما ذكرت اذا اضيف فاد افاد افاد الجمع. وكما هو من صيغ العموم عند اهل العلم - 00:12:11
المفرد اذا اضيف فيفيد عموم اليدين وعموم السمع وعموم العينين وعموم الاذنين. فلا تعارض بين كونه مفردة وبين كونه مثنى اما جمعه فهذا على وجه التعظيم والتشريف. والله سبحانه وتعالى - 00:12:31
قال بما عملت ايدينا تعظيما له سبحانه وتعالى وتعظيما لهذه الصفة. مع ان بعظ اهل العلم اخرج هذه الاية من ايات الصفات. وقال بقوتنا لكن الذي الصحيح ان الايدي اذا جمعت يراد بها التعظيم. ومما يدل على ذلك قال تعالى فلما في قوله تعالى - 00:12:47
صغت قلوبكما جمع القلوب مع ان المراد قلبه عائش وقلب حفصة. اما هو يقال قلبيكما وجمعهما على وجه التعظيم وجمع على وجه التعظيم فالجمع لا يعارض التثنية. والله ليس له الا يدان كما جاء في الحديث الصحيح ان الله - 00:13:06
اخذ السماوات بيمينه والارض بالاخرى. وكما قال تعالى والسماوات جميعا قبضته يوم القيامة. فالسماوات الاراضين كلها في قبضة الله عز وجل. فاذا هذه الايات تدل على اثبات نسبة اليد لله عز وجل. وان لله وان - 00:13:26
يدين كلاهما كلاهما يمين في اليمن والبركة ولا توصف احداه بالشمال بل كلاهما يمين وما ورد ان ما ورد عند ابنه عند الامام مسلم وبيده الشمال الاراضين هذه اللفظة الصحيحة ان فيها شذوذ وظعف والمحفوظ وكلتا يدي ربي يمين - 00:13:46
اي في القوة والبركة والله اعلم واحكم. وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد - 00:14:06
Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم تسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى اثبات صفة الوجه لله عز - 00:00:02
وجل والرد على المنكرين. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك الا هاوادي هاه وقوله ويبقى وجه ربك الى اخره تضمنت هاتان الايتان اثبات صفة الوجه لله عز وجل - 00:00:23
في اثبات الوجه من الكتاب والسنة لا تحصى كثرة. وكلها وكلها تنفي تأويل المعطلة. الذين يفسرون الوجه بالجهاد او الثواب او الذات والذي عليه اهل الحق ان الوجه صفة غير الذات ولا يقتضي اثباته كونه تعالى مركب - 00:00:43
من اعضاء كما يقوله المجسمة بل هو صفة لله على ما يليق به. فلا يشبهه وجها ولا يشبهه وجه فلا يشبه وجها ولا يشبهه وجه. واستدلت المعطلة بهاتين الايتين على ان المراد بالوجه الذات. اذ لا خصوص للوجه في البقاء - 00:01:03
ويعاد من الهلاك ونحن نعارض هذا الاستدلال بانه لو لم يكن الله عز وجل لو لم يكن لله عز وجل وجه على الحقيقة لما جاء استعمال هذا اللفظ في معنى الذات فان اللفظ الموضوع لمعنى لا يمكن ان يستعمل في معنى اخر الا اذا كان المعنى - 00:01:26
اصلي ثابتا للموصوف حتى يمكن للذهن ان ينتقل من حتى يمكن للذهن ان ينتقل من الملزوم الى لازمه على انه يمكن دفع دفع مجازهم بطريق اخر فيقال انه اسند البقاء الى الوجه ويلزم منه بقاء الذات - 00:01:48
من ان يقال اطلق الوجه واراد الذات وقد ذكر البيهقيون نقلا عن الخطابي انه تعالى لما اضاف الوجه الى الذات واضاف النعت الى الوجه فقال ويبقى وجه وربك ذو الجلال والاكرام. دلت على ان ذكر الوجه ليس بصلة. وان قوله ذو الجلال والاكرام صفة للوجه. والوجه صفة للذات - 00:02:09
وكيف يمكن تأويل تأويل الوجه بالذات او بغيرها في مثل قوله عليه السلام في الحديث الطائف اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات الى اخره. وقوله فيما رواه ابو موسى الاشعري حجابه النور او النار. لو - 00:02:33
وكشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. قال رحمه الله اثبات اليدين صفة حقيقية له سبحانه والرد على المنكرين. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وقوله وقالت اليهود يد الله - 00:02:51
مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. قوله ما منعك اخره تضمنتات هدايتان اثبات اليدين اثبات اليدين صفة حقيقية له سبحانه على ما يليق به. فهو في - 00:03:11
الاية الاولى يوبخ ابليس على امتناعه عن السجود لادم الذي خلقه بيده. ولا يمكن حمل اليدين هنا على المقدرة فان الاشياء جميعا حتى ابليس خلقها الله بقدرته. فلا يبقى لادم خصوصية يتميز بها - 00:03:31
وفي حديث عبد الله بن عمرو ان الله عز وجل خلق ثلاثة اشياء بيده. خلق ادم بيده. خلق ادم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده. فتخصيص هذه الثلاثة بالذكر مع مشاركتها لبقية المخلوقات في وقوعها بالقدرة دال - 00:03:50
على اختصاصها بامر زائد. وايضا فلفظ اليدين بالتثنية لم يعرف استعماله الا في اليد الحقيقية. ولم يرد ولم ولم يرد قط بمعنى القدرة او النعمة. فانه لا يسوغ ان يقال خلقه الله. خلقه الله بقدرته - 00:04:12
او بنعمتهم على انه لا يجوز اطلاق اليدين بمعنى النعمة او القدرة او غيرهما الا في حق من اتصف اليدين على الحقيقة. ولذلك لا للريح يد وللماء ولا للماء يد. واما احتجاج المعطلة بان اليد قد قد افردت. في بعض الايات وجاءت بلفظ - 00:04:32
للجمع في بعضها فلا دليل فيه فانما يصنع بالاثنين قد ينسب الى الواحد. تقول رأيت بعيني وسمعت اذنيك والمراد عيناي واذناي وكلنا كذلك الجمع يأتي بمعنى المثنى احيانا كقوله تعالى ان تتوبا - 00:04:52
الى الله فقد صغت قلوبكما. والمراد قلبكما وكيف يتأتى حمل اليد على القدرة او النعمة مع ما ورد من اثبات الكف والاصابع واليمين والشمال والقبض والبسط وغير ذلك مما لا يكون - 00:05:12
لا هادي اليد الحقيقية وفي الاية الثانية يحكي الله سبحانه مقالة اليهود قبحهم الله في ربهم ووصهم اياه حاشاه بانه بان يده مغلولة اي ممسكة عن الانفاق ثم اثبت لنفسه سبحانه عكس ما قالوا وهو ان يده مبسوط يده مبسوطتان - 00:05:27
وهو ان يديه مبسوطتان بالعطاء ينفق كيف يشاء. كما جاء في الحديث ان يمين الله ملأى سحاء تحى الليل والنهار لا تغيظها نفقة. ترى لو لم يكن لله يدان على الحقيقة هل كان يحسن - 00:05:50
هذا التعبير ببسط اليدين الا شاهت وجوه المتأولين. نعم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا الفصل يذكر شيخ الاسلام الايات الدالة على صفة الوجه وصفة اليدين - 00:06:10
فاما صفة الوجه فهي صفة خبرية سمعية اثبتها الله عز وجل لنفسه واثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم في احاديث صحيحة واثبات الوجه اثبته جميع اهل السنة وكذلك متقدمي الاشاعر اثبتوا الوجه لله عز وجل - 00:06:33
واما متأخروهم فقد نفوا هذه الصفة عن ربنا سبحانه وتعالى ونفاة هذه الصفة حملوها ما لا تحتمل فقالوا ان المراد بالوجه الذات فقال بعضهم المراد بالوجه الجهة وقال بعض المراد بالوجه الثواب وكل هذه الاقوال تأويل لمعنى الوجه - 00:06:53
اما اهل السنة فاثبتوا لله عز وجل ذاتا تليق بجلاله واثبت لهذه الذات وجها يليق بجلاله سبحانه وتعالى فقالوا ان لله وجها يليق بجلاله وهذا الوجه قد اكتمل في حسنه وجماله وجلاله وبهائه - 00:07:17
سبحانه وتعالى ودليل ذلك قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام واعظم نعيم لاهل الجنان هو رؤية الله عز وجل ورؤيته انما يكون لوجهه سبحانه وتعالى فان الابصار لا تدرك ذاته سبحانه وتعالى كما قال تعالى لا تدركه الابصار - 00:07:36
والله يدرك الابصار سبحانه وتعالى فرؤية اهل الجنان انما تكوني رؤية لوجه الله عز كما جاء في الصحيحين انكم سترى ربكم كما ترون هنا هذا القمر ليس دونه سحاب لا تضامون في رؤيته لا تضارون في رؤيته. فالله يرى كما قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة - 00:08:04
الى ربها ناظرة فاهل السنة يثبتون صفة الوجه لله عز وجل. واما من قال ان المراد به الجهة فهذا قول باطل لا تقتضيه الايات. فان الجهة فان الجهة تفنى وانما المدح يكون لوجه الله عز وجل. واما من قال ان الوجه والذات فان العرب قد تطلق الوجه على الذات لكن جاء - 00:08:24
تحديد الوجه وقد تطلق العرب الوجه على الذات لكن جاء تحديد الوجه على صفة خاصة. كما جاء في حديث موسى الاشعري في الصحيح ابو النور لو كشفه لاحرقته لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره - 00:08:47
والشبوحات هي جمال الوجه الذي لله سبحانه وتعالى ونوره وضياؤه. فافاد هذا ان الوجه المراد به الصفة. وكذلك ان الله له صورة وجاء في حديث ابي هريرة ان الله خلق ادم على صورته - 00:09:05
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقبحوا الوجه فان الله خلق ادم على صورته وفي حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين فيأتيهم الله في صورته التي يعرفونها لله عز وجل صفة الصورة وان له صفة الوجه سبحانه وتعالى وهي صفات خبرية كما ذكرت. سمعية لا تعرف ولا تدرك - 00:09:21
من طريق الخبر والسمع اما الصفة الثالثة اثبتها شيخ الاسلام هي صفة اليدين وصفة اليدين ثابتة باجماع اهل السنة وان الله له يدان تليق بجلاله وكلتا يديه يمين في اليمن والبركة كلتا يديه يمين في اليمن والبركة - 00:09:41
وعلى هذا اه يتفق اهل السنة وقد خالف ذلك المتكلمون والجهمية والمعتزلة فعطلوا الله من هذه الصفة وقالوا ان المراد باليد النعمة والقدرة النعمة والقدرة. ولا شك ان هذا القول باطل لا تدل عليه النصوص. بل اعظم ما امتدح الله به ادم - 00:10:01
به انه خلقه بيده. وهذا التكريم والتخصيص الذي يأتون به ادم دليل على ان اليد التي خلق بها ادم هي هي يد حقيقية تضاف الى الله اضافة صفة الى موصوف. وهذا المأفون الجهمي اراد ان يسلب ادم اعظم خصائص - 00:10:27
واعظم ما كرم به وهو ان الله خلقه بيده. وكونه ان الله خلق بيده وتخصيص ادم في ذلك يدل على ان المراد باليد هي اليد لان جميع المخلوقات خلقت بقدرة الله عز وجل وليس هناك مخلوق خلا من قدرة الله او خلق بغير قدرة الله عز وجل - 00:10:47
فجميع الخلق خلق كلمة كن فكانوا جميعا. اما ادم عليه السلام وجنة عدن والعرش والقلم. فهؤلاء الاربعة خلقوا بيد الله عز وجل وهذا تشريف وتفظيل لهذه المخلوقات التي خلقت بيد الله سبحانه وتعالى. واحتج المخالف بان اليد جاءت في القرآن مفردة وجمعا - 00:11:07
مثلات. اما ما جاء في القرآن مثنى خلقت بيدي فهذا دليل على ان لله ان لله يدين تليق بجلاله سبحانه وتعالى وانهما آآ بمعنى اليد الحقيقية التي تضاف الى الله عز وجل اضافة موصوف اضافة صفة الى موصوف - 00:11:31
وهذه الاضافة وهذا الذكر بتثنية اليد لا يعارض كونها ذكرت مفردة او ذكرت جمعا فان افراد اليد المفرد اذا اذا اضيف فاد الجنس فاد الجنس فيشمل المثنى والجمع فلا تعارض بين كونها - 00:11:51
آآ ثنيت او افردت بل انت تقول نظرت بعيني واخذت بيدي وسمعت سمعت باذني ويعني ذاك انك سمعت باذنيه جميعا ورأيت بعينيك جميعا. والمفرد كما ذكرت اذا اضيف فاد افاد افاد الجمع. وكما هو من صيغ العموم عند اهل العلم - 00:12:11
المفرد اذا اضيف فيفيد عموم اليدين وعموم السمع وعموم العينين وعموم الاذنين. فلا تعارض بين كونه مفردة وبين كونه مثنى اما جمعه فهذا على وجه التعظيم والتشريف. والله سبحانه وتعالى - 00:12:31
قال بما عملت ايدينا تعظيما له سبحانه وتعالى وتعظيما لهذه الصفة. مع ان بعظ اهل العلم اخرج هذه الاية من ايات الصفات. وقال بقوتنا لكن الذي الصحيح ان الايدي اذا جمعت يراد بها التعظيم. ومما يدل على ذلك قال تعالى فلما في قوله تعالى - 00:12:47
صغت قلوبكما جمع القلوب مع ان المراد قلبه عائش وقلب حفصة. اما هو يقال قلبيكما وجمعهما على وجه التعظيم وجمع على وجه التعظيم فالجمع لا يعارض التثنية. والله ليس له الا يدان كما جاء في الحديث الصحيح ان الله - 00:13:06
اخذ السماوات بيمينه والارض بالاخرى. وكما قال تعالى والسماوات جميعا قبضته يوم القيامة. فالسماوات الاراضين كلها في قبضة الله عز وجل. فاذا هذه الايات تدل على اثبات نسبة اليد لله عز وجل. وان لله وان - 00:13:26
يدين كلاهما كلاهما يمين في اليمن والبركة ولا توصف احداه بالشمال بل كلاهما يمين وما ورد ان ما ورد عند ابنه عند الامام مسلم وبيده الشمال الاراضين هذه اللفظة الصحيحة ان فيها شذوذ وظعف والمحفوظ وكلتا يدي ربي يمين - 00:13:46
اي في القوة والبركة والله اعلم واحكم. وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد - 00:14:06
التعليق على شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس (مكتمل)
الدرس 15 / التعليق على شرح الواسطية لهراس / للشيخ خالد الفليج