بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق - 00:00:01
فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر - 00:00:31
وغير المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه. مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك مما عن الوضوبية وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق العرش وانه معنا حق - 00:00:51
على حقيقته لا يحتاج الى تحريف. طيب يقول رحمه الله وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة. انا المؤلف رحمه الله يبين ان المعية لا تقتضي ما يتوهمه الكاذبون - 00:01:15
الظانون بالله ظن السوء من انه مختلط بالخلق وانه معهم بذاته جل وعلا مخالط لهم وذلك من اوجه اولا قال ان هذا لا توجبه اللغة هذا المعنى وهو ان المعية تقتضي المخالطة لا توجبه اللغة كيف لا توجبه اللغة - 00:01:36
لا تجيبه اللغة لان مع في كلام اللغة في كلام اهل اللغة في كلام العرب اذا اطلقت فليس ظاهرها في اللغة الا المقارنة المطلقة تفيد المقارنة والمصاحبة على وجه الاطلاق. هذا ما يفيده - 00:01:56
كلمة ماء في لسان اهل آآ اللسان في كلام العرب فاذا قلت زيد مع عمرو لا يلزم ان يكون مخالطا له بل قد يكون معه وهو في المشرق وذاك في المغرب - 00:02:15
وهذا مثال قائم وحاضر في الذهن الان انت تخاطب شخص في اقصى الدنيا في الهاتف فاذا شعرت انه قد غاب عنك وانقطع بينك وبينه تسمعي او لا مع انه ليس ممعسل لك ولا مخالطا لك ولا مشتركا معك في المكان - 00:02:32
فكذلك معية الله تعالى فانها لا تقتضي المخالطة لان مع في كلام العرب مع في كلام العرب تفيد المقارنة المطلقة ولا تستلزم ايش مخالطة ولا مماسة ومن ذلك قول الله تعالى محمد رسول الله والذين معه - 00:02:49
هذا يشمل كل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا وصف لا يختص فقط الصحابة. الصحابة رضي الله عنهم احق من اتصف بهذا الذي ذكره الله في هذه الاية - 00:03:13
ولكن هذا ليس خاصا بهم بل هو عام لهم ولكل من سلك سبيلهم واتبع هديهم فاذا كانت المعية تصح مع اختلاف المكان وتصح مع اختلاف الزمان فدل ذلك على انها لا تفيد مخالطة ولا - 00:03:29
تقتضي مماسة او اختلاطا بالخلق فينبغي ان يعلم هذا وان يتضح وان الاختلاط من قوله معكم ليس مما توجبه اللغة. اذا هذا اول الاوجه التي ذكرها المؤلف رحمه الله لابطال - 00:03:52
من قال ان المعية تقتضي الاختلاط فان هذا لا تجيبه اللغة. الثاني وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة هذا تالي الا وجه التي ذكرها المؤلف رحمه الله والتي فيها ابطال - 00:04:14
هذا المعنى فان سلف الامة اجمعوا على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته وانه ليس فيه شيء من خلقه ولا هو في شيء من خلقه ليس فيه شيء من خلقه جل وعلا - 00:04:31
اي لم يحل فيه شيء من خلقه ولا هو في شيء من خلقه لم يحل هو جل وعلا في شيء من خلقه هذا مما اجمع عليه سلف الامة. فهذا المعنى - 00:04:47
ممنوع لمخالفته الاجماع. وقد قال الله تعالى ومن يشغل الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فالواجب الالتزام بما - 00:04:58
عليه السلف من فهم وعاقل وعدم تجاوز ذلك الى ما تلقيه الاوهام الكاذبة وما آآ يظنه اصحاب الظنون السيئة بالله تعالى يقول رحمه الله في ثالث اوجه منع افادة المعية للمخالطة قال وهو خلاف - 00:05:14
اه نعم وخلاف ما فطر الله عليه الخلق خلاف ما فطر الله عليه الخلق فالخلق مفطورون على ان الله تعالى في العلو. قلوبهم مفطورة على ان الله تعالى في العلو - 00:05:35
ولذلك لا تجدهم اذا طلبوا شيئا او رغبوا الى الله تعالى التفتوا يمنة او يسرة او اماما او خلفا انما توجهوا الى العلو لاعتقادهم بان الله تعالى فوق كل شيء - 00:05:49
مع علمهم بان الله معهم لم يكن ذلك مفيدا في افهامهم او في فطرهم عقولهم ان الله تعالى مخالط لهم بل يسألون الله تعالى في جهة العلو ويطلبون الله تعالى في العلو لا يلتفتون الى غير ذلك - 00:06:05
هذا ثالث ما ما ذكره المؤلف رحمه الله. الرابع من مما يبطل هذه الخيالات الكاذبة وهذه الاوهام الفاسدة هالمثل المضروب فان المؤلف رحمه الله ظرب مثلا بين به اجتماع المعية مع العلو وان معية الله تعالى لخلقه لا تخالف ولا تعارض علوه فقال رحمه الله بل القمر اية - 00:06:30
من ايات الله من اصغر مخلوقاته اية خلقية كونية من ايات الله تعالى الكثيرة قال من اصغر مخلوقاته المقصود الصغر هنا من اصغر مخلوقاته السماوية والا فانه ليس اصغر المخلوقات انما المقصود بالسموات بالمخلوقات السماوية وهو موضوع في السماء - 00:06:57
وهو مع المسافر وغير المسافر موضوع في السما يعني في العلو ومع ذلك هو مع المسافر وغير المسافر اينما كان فاذا كان هذا مقبولا في حق هذا المخلوق الصغير ولم يستلزم معية القمر للناس - 00:07:22
المسافرين وغيرهم لم تستلزم اه مخالطة الناس ومماستهم فالله تعالى اعلى واجل فلله المثل الاعلى فينبغي ان يعلم انه اذا كان هذا جائزا في حق المخلوق الخالق لا يمتنع منه جل وعلا - 00:07:43
بل هو بل تفوته في حقه وهو العلي الاعلى من باب اولى وهذا مثل مضروب يقصد به تقريب المعنى والا فان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذه اربعة اوجه ذكرها المؤلف - 00:08:07
رحمه الله لابطال ما يعتقده الجاهلون من ان المعية تقتضي المخالطة هناك وجه خامس لم يشر اليه المؤلف رحمه الله في هذا المقطع وقد ذكره في بعض مؤلفاته وهي ان اكثر ما - 00:08:25
به الكتاب من ذكر المعية ذكرها الله تعالى في كتابه على وجه الخصوص لم تأتي معية عامة في اكثر مواردها جاءت المعية عامة وجاءت المعية خاصة لكن اكثر ما جاء من ذكر المعية في كلام الله تعالى هي معيته الخاصة لقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا - 00:08:46
ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وما اشبه ذلك من الايات التي فيها اثبات معيته اشخاص او اصحاب اوصاف من اهل التقوى او اهل الاحسان او الصابرين او المتقين او مع - 00:09:07
او ما الى ذلك من الاوصاف التي اخبر الله تعالى بمعيته لاهلها واصحابها فقول الله جل وعلا يذكر المعية الخاصة وهي اكثر ما ذكر دل ذلك على ان المعية لا تقتضي مخالطته. اذ لو كانت المعية - 00:09:25
العامة والمعية الخاصة بمعنى واحد تقتضي المخالطة لما كان للتخصيص فائدة لكن لما خص الله تعالى بعض عباده بالمعية دل ذلك على انه مخالف للمعية العامة ففهم منه ان المعية العامة والخاصة لا - 00:09:46
قضي مخالطة ولا تستلزم مماسة وان معناها كما سيبين المؤلف رحمه الله لا في في المقطع الاتي وان معية علم ومعية آآ قدرة ومعية ومعية اطلاع وهيمنة عليهم اذا هذه خمسة اوجه - 00:10:05
عطل بها المؤلف رحمه الله ايش ان المعية تقتضي المخالطة. ذكر منها اربعة اوجه في كلامه. وذكاء وزدنا وجها خامسا ايضا من كلام الشيخ رحمه الله في غير هذا في غير هذا المؤلف. يقول رحمه الله ما معنى المعية؟ اذا كانت المعية لا تقتضي مخالطة - 00:10:29
فما هو معناها؟ الان يبين المؤلف رحمه الله معنى المعية العامة فيقول وهو سبحانه فوق العرش جل وعلا لا اله الا هو رقيب على خلقه اذا هذا من معاني المعية ان الله تعالى رقيب على خلقه مهيمن عليهم - 00:10:49
مطلع اليهم ثم قال المؤلف رحمه الله الى غير ذلك من معاني الربوبية يعني الى غير ذلك مما تقتضيه ربوبيته جل وعلا من علمه وقدرته وسلطانه وانه محيط بهم لا تخفى عليه منهم خافية وما اشبه ذلك من مقتضيات ربوبيته جل وعلا - 00:11:07
وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق عرشه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته يعني لا يحتاج الى تأويل فنحن اذا قلنا ان الله معنا بعلمه ومعنا بقدرته ومعنا بسلطانه ومعنا باطلاعه ومعنا بهيمنته ومعنا بما تقتضيه ربوبيته - 00:11:32
جل وعلا لم نكن مأولين ولذلك قال انه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف الذي يسميه اصحابه تأويلا فلا يحسد الحاسد ان شيئا من ذلك تحريف للكذب ان شيئا من ذلك تحريف للكلم عن مواضعه - 00:12:01
بل هو ما دل عليه النص ولذلك لا حرج في ان نقول ما ذكرناه في معنى المعية وان الاجماع منعقد على هذا فليس تحريفا ولا خروجا عما دل عليه النص لان من قال ان المعية تقتضي المخالطة ليس عنده فهم - 00:12:23
بكلام العرب ولا فهم لما تقتضيه الفطر ولا فهم لكلام الله تعالى ولا فهم للامثلة المعقولة المحسوسة انتم معنا يا اخوان او لا فهذه مسألة واضحة ان هذا ليست ان هذا ليس تأويلا نؤكد على هذا ونفصل فيه لان اصحاب الكلام من الاشاعرة وغيرهم - 00:12:42
يقولون انتم تؤولون فلماذا تأولون المعية بالعلم وظاهرها يقتضي انه مخالف. نقول هذا المعنى كاذب وليس بصحيح فالمعية لا تقتضي هذا كما ذكرنا في الاوجه الخمس وهي اوجه واضحة ظاهرة لمن اراد الحق وطلبه. ثم بعد ان - 00:13:05
بين المؤلف رحمه الله هذا البيان الشافي الواضح المختصر الذي هو في الحقيقة في الحقيقة كالصواعق على الخصوم يقول رحمه الله لكن يصان لكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل اي مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقل - 00:13:27
او تضله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان فان الله قد وسع كرسيه السماوات الارض وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره سبحانه وبحمده اذا بعد هذا - 00:13:52
اشار المؤلف رحمه الله الى ما هو السبب في ظلال من ظل ما هو السبب في ضلال من ضل في صفة المعية؟ او في غيرها من الصفات التي اخبر الله بها عن نفسه - 00:14:21
سبب ذلك هو ما تلقيه الوساوس اما تلقيه الشياطين من الوساوس والظنون الكاذبة في قلوب اصحابها. ولذلك قال لكن يصان ان يحفظ هذا الخبر عن الله تعالى يحفظ هذا الخبر وغيره من الاخبار - 00:14:33
التي يخبر الله تعالى بها عن شيء من صفاته عن الظنون الكاذبة والظلل كاذبة اي المخالفة للصواب التي لا تطابق الواقع فالكذب هنا ليس المقصود به الكذب القولي انما الكذب بمعناه العام وهو ما يكون مخالفا للواقع - 00:14:54
لان الكذب في كلام العرب يطلق ويراد به المخالف المخالف للواقع فاذا قال فاذا قال قولا مخالفا للواقع فهو كاذب سواء كان يقصد الكذب او لا يقصد الكذب ولذلك في كلام العرب - 00:15:14
يطلق وعلى من اخطأ بانه كاذب ولا يريد به الكذب الذي يتعمده صاحبه او يقصده انما يريد به الكذب الذي يصدق عليه انه مخالف للواقع ولو لم يقصد ولو لم يقصد صاحبه الاخبار بخلاف الحقيقة. قال رحمه الله مثل ان يظن ان - 00:15:30
قوله في السماء ان السماء تقله اي تحمله او تضله يعني انه انها ظرف له جل وعلا وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. باجماع اهل العلم والايمان اي باجماع كل من في قلبه ايمان. ينزه الله تعالى - 00:15:50
عن هذا الوهم فانه لا يتوهم احد من قول الله تعالى اامنتم من في السماء ان السماء تحيط به جل وعلا او انها تحويه فان هذا كذب ان نقله عن غيره وضال ان اعتقده في ربه. بل ان اهل الايمان واهل التقوى والاسلام - 00:16:09
لا يتوهمون ولا يدور في بالهم عند قراءة قوله تعالى امنتم من في السماء ان السماء تحيط بالرب جل وعلا من انها تقله وتحمله او انها تظله جل وعلا. هذا كلام لا يرد على قلوب اهل الايمان انما يرد على قلوب - 00:16:30
ملئت بالاوهام الفاسدة والظنون الكاذبة والخيالات الضالة ولذلك طلبوا ازالتها بهذه التأويلات ولو انهم صانوا النصوص عن هذه الظلول لسلموا وسلموا لله تعالى ما اخبر به عن نفسه وما اخبر به رسوله. يقول - 00:16:50
وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض. اذا كان الكرسي وسع السماوات والارض. فكيف به جل وعلا وهو الكبير المتعال هذا خلق من من مخلوقاته يسع السماوات والارض وهو خلق ضعيف صغير بالنسبة للعرش. فكيف نقول ان السماء تظله - 00:17:10
او انها تحويه او انها تقله وهو الكبير المتعال جل وعلا فقول الله تعالى امنتم من في السماء المراد بها اي من في العلو وليس ان السماء تظله او انها تقله يجب اعتقاد هذا ويجب فهمه وآآ ابطال - 00:17:33
يتوهمها هؤلاء من الظنون الكاذبة قال فالله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا فكيف تظلها وتقله ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره جل وعلا سبحانه وبحمده عما يظن - 00:17:52
الكاذبون به من الظنون الفاسدة الكاذبة. ثم بعد ذلك قال المؤلف رحمه الله فقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه مجيب كما جمع بين ذلك في قوله. واذا - 00:18:12
الك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه - 00:18:29
ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع وهو علي في دنوه قريب في علوه. الله اكبر سبحانه وبحمده. يقول رحمه الله في هذا الفصل وقد دخل في ذلك اي في - 00:18:49
الايمان بالله تعالى الايمان بانه قريب وذكر وذكر القرب بصفة العلو والمعية لان لانه قد يتوهم من القرب مخالفة ما اخبر الله به من علوه كما ان المعية قد يتوهم منها آآ اصحاب الظلم الفاسدة انها تخالف علوه - 00:19:09
ولذلك جاء بذكر القرب بعد ذكر المعية حتى يتبين ما المراد بهذه الصفة؟ وانها لا تعارض ولا تخالف ما تقدم من صفة علوه ومن صفة معيته سبحانه وبحمده يقول وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب - 00:19:32
من خلقه مجيب كما جمع بين ذلك قريب من خلقه مجيب القرب من اهل العلم من يفسره بالعلم فيقول قريب اي قريب بالعلم والقدرة فيقولون هو قريب بعلمه وقدرته وفسر - 00:19:51
ذلك بعض السلف فسر القرب بالعلم والقدرة بعض السلف فهو مما نقل عن مقاتل بن حيان ومنهم من فسر القرب بالمعية الخاصة فقال قرب الله تعالى من عباده هو معيته الخاصة في مثل قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا وفي مثل قوله - 00:20:13
ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وامثال ذلك فهذان مذهبان في تفسير القرب والقول الثالث وهو الصواب ان القرب صفة ليست كالمعية صفة خاصة اخبر الله تعالى بها وليست هي المعية - 00:20:41
وليست هي العلم بل هي صفة ذكرها الله تعالى وهي مما يخص الله تعالى به عباده فان المعي فان القرب لم يأتي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام الله جل وعلا - 00:21:04
عاما لكل احد انما جاء اضافة القرب قرب اضافة قرب الله تعالى اضافة القرب الى الله تعالى في حق اناس مخصوصين باعمال وليس لكل احد ولذلك اشار المؤلف رحمه الله الى هذا المعنى في قوله بانه قريب من خلقه مجيب - 00:21:24
قريب مجيب فهل يصح ان نقول ان الله مجيب لكل احد لا ليس مجيبا لكل احد وهذا يشهد به تشهد به النصوص من الكتاب والسنة ويشهد به الواقع وعليه الاجماع ان الله لا يجيب كل من دعا وكل من سأله - 00:21:53
فكذلك قربه ليس لكل احد ولم يرد وصفه عن قرب في حق كل احد ولا في حق آآ ولا في مقام المعية الخاصة ولا في حق آآ ولا في مقام المعية الخاصة انما هو قرب خاص - 00:22:11
بالداعي وبالثالثة لم يذكر في غيرهما قال الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فذكر قربه من الداعي وايضا ذكر قربه للساجد كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد - 00:22:36
فهذا قرب خاص ولا يمكن اثباته لغير هذين فبهذا يتبين ان القرب الذي ثبت اخف من غيره من الصفات يقول المؤلف رحمه الله ثقة كما جمع بين ذلك في قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان - 00:23:03
فكما انه لا لا يجيب كل احد فهو ليس قريبا من كل احد فلا يفسر بالعلم وايضا لا يفسر بالمعية الخاصة لانه لم يثبت الا بمعنى خاص والقرب غير المعية - 00:23:32
قرب القرب امر زائد عن المعية القرب امر زائد على المعية وقوله ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته كما تقدم معنا في حديث ابي موسى في الصحيحين من طريق ابي عثمان النهدي عن ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه اربحوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما - 00:23:47
تدعون قريبا مجيبا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وهذا فيه قربه من الداعي وما ذكر وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته هذا بيان سبب ذكره رحمه الله للقوم - 00:24:10
انه لبيان عدم منافاته ايش للعلوم واعلم ان من المعاني المتفق عليها بين اهل العلم للقرب انه قرب قلب الداعي وهذا الذي يؤول به اصحاب التأويل المذموم والتحريف للنصوص عن مواضعها - 00:24:31
ما جاء من الايات التي فيها الاخبار بقرب الله تعالى. فيقول هو قرب الداعي فيجعلون القرب وصفا قائما بالعبد لا وصفا قائما بالرفض ونحن نقول لا شك ان قربى القلب - 00:25:01
قرب قلب العبد للرب جل وعلا يوجب ان يقرب الله تعالى من العبد اذا دعاه او كان ساجدا فهذا المعنى لا ينافي ذاك لكن هذا القرب لا يستلزم مماسة ولا مسافة حسية بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته - 00:25:16
على عرشه بائن من خلقه ولذلك قال المؤلف رحمه الله فانه سبحانه ليس كمثله شيء يعني اذا كان الانسان اشكل عليه تصور هذا القرب مع العلو فينبغي له ان يستحضر ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا وهو ان قرب الله تعالى وصفة ان قرب الله تعالى وصفه - 00:25:35
واوصاف الله تعالى ليس له فيها مثيل ليس كمثله شيء في جميع نعوته يعني في جميع اوصافه وهو علي في دنوه قريب في علوه. يبقى هنا مسألة قبل ان نفرغ مما يتعلق - 00:25:55
القرب ان الله تعالى ذكر القربى عاما في موضعين من كلامه في سورة قاف وايضا في سورة الواقعة قال الله تعالى في سورة قاف ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:26:12
اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد هل هذا القرب هو قرب الله تعالى من العبد ذهب جماعة من العلماء ان الى ان القرب هنا هو قرب الله تعالى من العبد. فيكون القرب بمعنى العلم - 00:26:26
الذين فسروا القرب بالعلم استدلوا بهذه الاية والجواب ان القرب هنا ليس قرب الله تعالى فان الله لم يضف القربى اليه انما اظاف القرب الى ملائكته ودليل ذلك ان الله تعالى قال - 00:26:46
ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ثم بين هذا القرب فقال اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد فدل ان القربى المذكور في هذه الاية انما هو قرب ملائكته - 00:27:07
فان الله سبحانه وتعالى ذكر القرب في زمن تلقي المتلقيان واما علمه في زمن تلقي المتلقيات تلقي المتلقيين عن العبد ولو كان القرب هو العلم لما كان مقيدا بهذا الزمن فالله عالم بالعبد - 00:27:23
في حال تلقي المتلقية المتلقيين وفي غير ذلك القرب هنا هو قرب الملائكة كما دل عليه السياق. وايضا في قوله تعالى وتجعلون رزقكم انكم انكم تكذبون لولا اذا بلغت الحلقوم - 00:27:44
وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فان القرب هنا هو قرب الملائكة لا قرب الرب جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى اخبر عن قرب الملائكة الذين يقبضون الارواح - 00:28:05
فلو اراد قربه العام الذي هو بمقتضى علمه كما يؤوله من يأوله لما كان ذلك خاصا بهذه الحال. ونحن اقرب اليه منكم يعني في هذه الحال ولكن لا تبصرون ثمان قوله تعالى ولكن لا تبصرون يدل على ان القرب - 00:28:24
هنا قرب من يمكن افطاره؟ والنظر اليه وهم الملائكة فان هذا انما يقال اذا كان هناك من يجوز ان يبصر وينظر اليه وهم الملائكة اما الله تعالى فانه لا يمكن ان ان يبصر وينظر في الدنيا كما دلت على ذلك النصوص - 00:28:41
والادلة كما تقدم وكما سيأتي في اه فصل رؤية الله تعالى. وهل تكون في الدنيا او لا فالقرب المذكور في هاتين الايتين هو قرب من قرب الملائكة وليس قرب الله تعالى. اذا ليس في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:29:02
اثبات القرب لله تعالى على وجه العموم. وما جاء في نحو قوله نحن اقرب اليه منكم وفي اه اه نحو قوله اه ونحن اقرب من حبل الوريد فهذا قرب الملائكة وليس قرب الله تعالى وليس هذا تأويلا نكرر ونعيد ليس هذا تأويلا انما هو نظر - 00:29:23
الى سياق الاية التي يتبين بها المعنى المقصود من الكلام وبهذا يكون قد انتهى ما يتعلق بصفة القرب نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم باذن الله تعالى - 00:29:44
بقي علينا مسألة ضلال من ضل في علو الله تعالى من ضل في علو في هذه الصفة ثلاث طوائف الطائفة الاولى الذين عطوا الله تعالى عن العلو وهم معطلة الجهمية الذين يقولون انه لا داخل العالم ولا خارج العالم ولا مباين ولا محايد الذين ينفون عنه - 00:30:02
المتقابلين هذه فرقة فانهم لا يقولون بعلو الله تعالى ينفون عن الله العلو وهو قول اكثر المعتزلة ومن وافقهم من غيرهم آآ القول الثاني قول حلوية الجهمية الذين يقولون ان الله تعالى يقول ان الله تعالى بذاته في كل مكان بذاته في كل مكان - 00:30:23
وهؤلاء قولهم من ابطل الاقوال وهو قول كفر لانه يستلزم ثبوت النقص لله تعالى وتثبيت ما دلت عليه النصوص من علوه جل وعلا القول الثالث قول طائفة من اهل الكلام وهي ان الله تعالى في العلو بذاته ومع الخلق - 00:30:44
بذاته يعني وفي كل مكان بذاته انه في العلو بذاته فوق العالم بذاته وانه آآ بذاته في كل مكان وهذا قول آآ طائفة من اهل الكلام زعموا التوفيق بين النصوص والصواب انه جل وعلا فوق العرش - 00:31:12
فاعل من خلقه سبحانه وبحمده وهو معهم جل وعلا ولا يلزم من ذلك اي يلازم باطل كما تقدم نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:31:33
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق - 00:00:01
فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر - 00:00:31
وغير المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه. مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك مما عن الوضوبية وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق العرش وانه معنا حق - 00:00:51
على حقيقته لا يحتاج الى تحريف. طيب يقول رحمه الله وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة. انا المؤلف رحمه الله يبين ان المعية لا تقتضي ما يتوهمه الكاذبون - 00:01:15
الظانون بالله ظن السوء من انه مختلط بالخلق وانه معهم بذاته جل وعلا مخالط لهم وذلك من اوجه اولا قال ان هذا لا توجبه اللغة هذا المعنى وهو ان المعية تقتضي المخالطة لا توجبه اللغة كيف لا توجبه اللغة - 00:01:36
لا تجيبه اللغة لان مع في كلام اللغة في كلام اهل اللغة في كلام العرب اذا اطلقت فليس ظاهرها في اللغة الا المقارنة المطلقة تفيد المقارنة والمصاحبة على وجه الاطلاق. هذا ما يفيده - 00:01:56
كلمة ماء في لسان اهل آآ اللسان في كلام العرب فاذا قلت زيد مع عمرو لا يلزم ان يكون مخالطا له بل قد يكون معه وهو في المشرق وذاك في المغرب - 00:02:15
وهذا مثال قائم وحاضر في الذهن الان انت تخاطب شخص في اقصى الدنيا في الهاتف فاذا شعرت انه قد غاب عنك وانقطع بينك وبينه تسمعي او لا مع انه ليس ممعسل لك ولا مخالطا لك ولا مشتركا معك في المكان - 00:02:32
فكذلك معية الله تعالى فانها لا تقتضي المخالطة لان مع في كلام العرب مع في كلام العرب تفيد المقارنة المطلقة ولا تستلزم ايش مخالطة ولا مماسة ومن ذلك قول الله تعالى محمد رسول الله والذين معه - 00:02:49
هذا يشمل كل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا وصف لا يختص فقط الصحابة. الصحابة رضي الله عنهم احق من اتصف بهذا الذي ذكره الله في هذه الاية - 00:03:13
ولكن هذا ليس خاصا بهم بل هو عام لهم ولكل من سلك سبيلهم واتبع هديهم فاذا كانت المعية تصح مع اختلاف المكان وتصح مع اختلاف الزمان فدل ذلك على انها لا تفيد مخالطة ولا - 00:03:29
تقتضي مماسة او اختلاطا بالخلق فينبغي ان يعلم هذا وان يتضح وان الاختلاط من قوله معكم ليس مما توجبه اللغة. اذا هذا اول الاوجه التي ذكرها المؤلف رحمه الله لابطال - 00:03:52
من قال ان المعية تقتضي الاختلاط فان هذا لا تجيبه اللغة. الثاني وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة هذا تالي الا وجه التي ذكرها المؤلف رحمه الله والتي فيها ابطال - 00:04:14
هذا المعنى فان سلف الامة اجمعوا على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته وانه ليس فيه شيء من خلقه ولا هو في شيء من خلقه ليس فيه شيء من خلقه جل وعلا - 00:04:31
اي لم يحل فيه شيء من خلقه ولا هو في شيء من خلقه لم يحل هو جل وعلا في شيء من خلقه هذا مما اجمع عليه سلف الامة. فهذا المعنى - 00:04:47
ممنوع لمخالفته الاجماع. وقد قال الله تعالى ومن يشغل الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فالواجب الالتزام بما - 00:04:58
عليه السلف من فهم وعاقل وعدم تجاوز ذلك الى ما تلقيه الاوهام الكاذبة وما آآ يظنه اصحاب الظنون السيئة بالله تعالى يقول رحمه الله في ثالث اوجه منع افادة المعية للمخالطة قال وهو خلاف - 00:05:14
اه نعم وخلاف ما فطر الله عليه الخلق خلاف ما فطر الله عليه الخلق فالخلق مفطورون على ان الله تعالى في العلو. قلوبهم مفطورة على ان الله تعالى في العلو - 00:05:35
ولذلك لا تجدهم اذا طلبوا شيئا او رغبوا الى الله تعالى التفتوا يمنة او يسرة او اماما او خلفا انما توجهوا الى العلو لاعتقادهم بان الله تعالى فوق كل شيء - 00:05:49
مع علمهم بان الله معهم لم يكن ذلك مفيدا في افهامهم او في فطرهم عقولهم ان الله تعالى مخالط لهم بل يسألون الله تعالى في جهة العلو ويطلبون الله تعالى في العلو لا يلتفتون الى غير ذلك - 00:06:05
هذا ثالث ما ما ذكره المؤلف رحمه الله. الرابع من مما يبطل هذه الخيالات الكاذبة وهذه الاوهام الفاسدة هالمثل المضروب فان المؤلف رحمه الله ظرب مثلا بين به اجتماع المعية مع العلو وان معية الله تعالى لخلقه لا تخالف ولا تعارض علوه فقال رحمه الله بل القمر اية - 00:06:30
من ايات الله من اصغر مخلوقاته اية خلقية كونية من ايات الله تعالى الكثيرة قال من اصغر مخلوقاته المقصود الصغر هنا من اصغر مخلوقاته السماوية والا فانه ليس اصغر المخلوقات انما المقصود بالسموات بالمخلوقات السماوية وهو موضوع في السماء - 00:06:57
وهو مع المسافر وغير المسافر موضوع في السما يعني في العلو ومع ذلك هو مع المسافر وغير المسافر اينما كان فاذا كان هذا مقبولا في حق هذا المخلوق الصغير ولم يستلزم معية القمر للناس - 00:07:22
المسافرين وغيرهم لم تستلزم اه مخالطة الناس ومماستهم فالله تعالى اعلى واجل فلله المثل الاعلى فينبغي ان يعلم انه اذا كان هذا جائزا في حق المخلوق الخالق لا يمتنع منه جل وعلا - 00:07:43
بل هو بل تفوته في حقه وهو العلي الاعلى من باب اولى وهذا مثل مضروب يقصد به تقريب المعنى والا فان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هذه اربعة اوجه ذكرها المؤلف - 00:08:07
رحمه الله لابطال ما يعتقده الجاهلون من ان المعية تقتضي المخالطة هناك وجه خامس لم يشر اليه المؤلف رحمه الله في هذا المقطع وقد ذكره في بعض مؤلفاته وهي ان اكثر ما - 00:08:25
به الكتاب من ذكر المعية ذكرها الله تعالى في كتابه على وجه الخصوص لم تأتي معية عامة في اكثر مواردها جاءت المعية عامة وجاءت المعية خاصة لكن اكثر ما جاء من ذكر المعية في كلام الله تعالى هي معيته الخاصة لقوله تعالى لا تحزن ان الله معنا - 00:08:46
ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وما اشبه ذلك من الايات التي فيها اثبات معيته اشخاص او اصحاب اوصاف من اهل التقوى او اهل الاحسان او الصابرين او المتقين او مع - 00:09:07
او ما الى ذلك من الاوصاف التي اخبر الله تعالى بمعيته لاهلها واصحابها فقول الله جل وعلا يذكر المعية الخاصة وهي اكثر ما ذكر دل ذلك على ان المعية لا تقتضي مخالطته. اذ لو كانت المعية - 00:09:25
العامة والمعية الخاصة بمعنى واحد تقتضي المخالطة لما كان للتخصيص فائدة لكن لما خص الله تعالى بعض عباده بالمعية دل ذلك على انه مخالف للمعية العامة ففهم منه ان المعية العامة والخاصة لا - 00:09:46
قضي مخالطة ولا تستلزم مماسة وان معناها كما سيبين المؤلف رحمه الله لا في في المقطع الاتي وان معية علم ومعية آآ قدرة ومعية ومعية اطلاع وهيمنة عليهم اذا هذه خمسة اوجه - 00:10:05
عطل بها المؤلف رحمه الله ايش ان المعية تقتضي المخالطة. ذكر منها اربعة اوجه في كلامه. وذكاء وزدنا وجها خامسا ايضا من كلام الشيخ رحمه الله في غير هذا في غير هذا المؤلف. يقول رحمه الله ما معنى المعية؟ اذا كانت المعية لا تقتضي مخالطة - 00:10:29
فما هو معناها؟ الان يبين المؤلف رحمه الله معنى المعية العامة فيقول وهو سبحانه فوق العرش جل وعلا لا اله الا هو رقيب على خلقه اذا هذا من معاني المعية ان الله تعالى رقيب على خلقه مهيمن عليهم - 00:10:49
مطلع اليهم ثم قال المؤلف رحمه الله الى غير ذلك من معاني الربوبية يعني الى غير ذلك مما تقتضيه ربوبيته جل وعلا من علمه وقدرته وسلطانه وانه محيط بهم لا تخفى عليه منهم خافية وما اشبه ذلك من مقتضيات ربوبيته جل وعلا - 00:11:07
وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق عرشه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته يعني لا يحتاج الى تأويل فنحن اذا قلنا ان الله معنا بعلمه ومعنا بقدرته ومعنا بسلطانه ومعنا باطلاعه ومعنا بهيمنته ومعنا بما تقتضيه ربوبيته - 00:11:32
جل وعلا لم نكن مأولين ولذلك قال انه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف الذي يسميه اصحابه تأويلا فلا يحسد الحاسد ان شيئا من ذلك تحريف للكذب ان شيئا من ذلك تحريف للكلم عن مواضعه - 00:12:01
بل هو ما دل عليه النص ولذلك لا حرج في ان نقول ما ذكرناه في معنى المعية وان الاجماع منعقد على هذا فليس تحريفا ولا خروجا عما دل عليه النص لان من قال ان المعية تقتضي المخالطة ليس عنده فهم - 00:12:23
بكلام العرب ولا فهم لما تقتضيه الفطر ولا فهم لكلام الله تعالى ولا فهم للامثلة المعقولة المحسوسة انتم معنا يا اخوان او لا فهذه مسألة واضحة ان هذا ليست ان هذا ليس تأويلا نؤكد على هذا ونفصل فيه لان اصحاب الكلام من الاشاعرة وغيرهم - 00:12:42
يقولون انتم تؤولون فلماذا تأولون المعية بالعلم وظاهرها يقتضي انه مخالف. نقول هذا المعنى كاذب وليس بصحيح فالمعية لا تقتضي هذا كما ذكرنا في الاوجه الخمس وهي اوجه واضحة ظاهرة لمن اراد الحق وطلبه. ثم بعد ان - 00:13:05
بين المؤلف رحمه الله هذا البيان الشافي الواضح المختصر الذي هو في الحقيقة في الحقيقة كالصواعق على الخصوم يقول رحمه الله لكن يصان لكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل اي مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقل - 00:13:27
او تضله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان فان الله قد وسع كرسيه السماوات الارض وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره سبحانه وبحمده اذا بعد هذا - 00:13:52
اشار المؤلف رحمه الله الى ما هو السبب في ظلال من ظل ما هو السبب في ضلال من ضل في صفة المعية؟ او في غيرها من الصفات التي اخبر الله بها عن نفسه - 00:14:21
سبب ذلك هو ما تلقيه الوساوس اما تلقيه الشياطين من الوساوس والظنون الكاذبة في قلوب اصحابها. ولذلك قال لكن يصان ان يحفظ هذا الخبر عن الله تعالى يحفظ هذا الخبر وغيره من الاخبار - 00:14:33
التي يخبر الله تعالى بها عن شيء من صفاته عن الظنون الكاذبة والظلل كاذبة اي المخالفة للصواب التي لا تطابق الواقع فالكذب هنا ليس المقصود به الكذب القولي انما الكذب بمعناه العام وهو ما يكون مخالفا للواقع - 00:14:54
لان الكذب في كلام العرب يطلق ويراد به المخالف المخالف للواقع فاذا قال فاذا قال قولا مخالفا للواقع فهو كاذب سواء كان يقصد الكذب او لا يقصد الكذب ولذلك في كلام العرب - 00:15:14
يطلق وعلى من اخطأ بانه كاذب ولا يريد به الكذب الذي يتعمده صاحبه او يقصده انما يريد به الكذب الذي يصدق عليه انه مخالف للواقع ولو لم يقصد ولو لم يقصد صاحبه الاخبار بخلاف الحقيقة. قال رحمه الله مثل ان يظن ان - 00:15:30
قوله في السماء ان السماء تقله اي تحمله او تضله يعني انه انها ظرف له جل وعلا وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. باجماع اهل العلم والايمان اي باجماع كل من في قلبه ايمان. ينزه الله تعالى - 00:15:50
عن هذا الوهم فانه لا يتوهم احد من قول الله تعالى اامنتم من في السماء ان السماء تحيط به جل وعلا او انها تحويه فان هذا كذب ان نقله عن غيره وضال ان اعتقده في ربه. بل ان اهل الايمان واهل التقوى والاسلام - 00:16:09
لا يتوهمون ولا يدور في بالهم عند قراءة قوله تعالى امنتم من في السماء ان السماء تحيط بالرب جل وعلا من انها تقله وتحمله او انها تظله جل وعلا. هذا كلام لا يرد على قلوب اهل الايمان انما يرد على قلوب - 00:16:30
ملئت بالاوهام الفاسدة والظنون الكاذبة والخيالات الضالة ولذلك طلبوا ازالتها بهذه التأويلات ولو انهم صانوا النصوص عن هذه الظلول لسلموا وسلموا لله تعالى ما اخبر به عن نفسه وما اخبر به رسوله. يقول - 00:16:50
وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض. اذا كان الكرسي وسع السماوات والارض. فكيف به جل وعلا وهو الكبير المتعال هذا خلق من من مخلوقاته يسع السماوات والارض وهو خلق ضعيف صغير بالنسبة للعرش. فكيف نقول ان السماء تظله - 00:17:10
او انها تحويه او انها تقله وهو الكبير المتعال جل وعلا فقول الله تعالى امنتم من في السماء المراد بها اي من في العلو وليس ان السماء تظله او انها تقله يجب اعتقاد هذا ويجب فهمه وآآ ابطال - 00:17:33
يتوهمها هؤلاء من الظنون الكاذبة قال فالله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا فكيف تظلها وتقله ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره جل وعلا سبحانه وبحمده عما يظن - 00:17:52
الكاذبون به من الظنون الفاسدة الكاذبة. ثم بعد ذلك قال المؤلف رحمه الله فقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه مجيب كما جمع بين ذلك في قوله. واذا - 00:18:12
الك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه - 00:18:29
ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع وهو علي في دنوه قريب في علوه. الله اكبر سبحانه وبحمده. يقول رحمه الله في هذا الفصل وقد دخل في ذلك اي في - 00:18:49
الايمان بالله تعالى الايمان بانه قريب وذكر وذكر القرب بصفة العلو والمعية لان لانه قد يتوهم من القرب مخالفة ما اخبر الله به من علوه كما ان المعية قد يتوهم منها آآ اصحاب الظلم الفاسدة انها تخالف علوه - 00:19:09
ولذلك جاء بذكر القرب بعد ذكر المعية حتى يتبين ما المراد بهذه الصفة؟ وانها لا تعارض ولا تخالف ما تقدم من صفة علوه ومن صفة معيته سبحانه وبحمده يقول وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب - 00:19:32
من خلقه مجيب كما جمع بين ذلك قريب من خلقه مجيب القرب من اهل العلم من يفسره بالعلم فيقول قريب اي قريب بالعلم والقدرة فيقولون هو قريب بعلمه وقدرته وفسر - 00:19:51
ذلك بعض السلف فسر القرب بالعلم والقدرة بعض السلف فهو مما نقل عن مقاتل بن حيان ومنهم من فسر القرب بالمعية الخاصة فقال قرب الله تعالى من عباده هو معيته الخاصة في مثل قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا وفي مثل قوله - 00:20:13
ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وامثال ذلك فهذان مذهبان في تفسير القرب والقول الثالث وهو الصواب ان القرب صفة ليست كالمعية صفة خاصة اخبر الله تعالى بها وليست هي المعية - 00:20:41
وليست هي العلم بل هي صفة ذكرها الله تعالى وهي مما يخص الله تعالى به عباده فان المعي فان القرب لم يأتي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام الله جل وعلا - 00:21:04
عاما لكل احد انما جاء اضافة القرب قرب اضافة قرب الله تعالى اضافة القرب الى الله تعالى في حق اناس مخصوصين باعمال وليس لكل احد ولذلك اشار المؤلف رحمه الله الى هذا المعنى في قوله بانه قريب من خلقه مجيب - 00:21:24
قريب مجيب فهل يصح ان نقول ان الله مجيب لكل احد لا ليس مجيبا لكل احد وهذا يشهد به تشهد به النصوص من الكتاب والسنة ويشهد به الواقع وعليه الاجماع ان الله لا يجيب كل من دعا وكل من سأله - 00:21:53
فكذلك قربه ليس لكل احد ولم يرد وصفه عن قرب في حق كل احد ولا في حق آآ ولا في مقام المعية الخاصة ولا في حق آآ ولا في مقام المعية الخاصة انما هو قرب خاص - 00:22:11
بالداعي وبالثالثة لم يذكر في غيرهما قال الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فذكر قربه من الداعي وايضا ذكر قربه للساجد كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد - 00:22:36
فهذا قرب خاص ولا يمكن اثباته لغير هذين فبهذا يتبين ان القرب الذي ثبت اخف من غيره من الصفات يقول المؤلف رحمه الله ثقة كما جمع بين ذلك في قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان - 00:23:03
فكما انه لا لا يجيب كل احد فهو ليس قريبا من كل احد فلا يفسر بالعلم وايضا لا يفسر بالمعية الخاصة لانه لم يثبت الا بمعنى خاص والقرب غير المعية - 00:23:32
قرب القرب امر زائد عن المعية القرب امر زائد على المعية وقوله ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته كما تقدم معنا في حديث ابي موسى في الصحيحين من طريق ابي عثمان النهدي عن ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه اربحوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما - 00:23:47
تدعون قريبا مجيبا ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وهذا فيه قربه من الداعي وما ذكر وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته هذا بيان سبب ذكره رحمه الله للقوم - 00:24:10
انه لبيان عدم منافاته ايش للعلوم واعلم ان من المعاني المتفق عليها بين اهل العلم للقرب انه قرب قلب الداعي وهذا الذي يؤول به اصحاب التأويل المذموم والتحريف للنصوص عن مواضعها - 00:24:31
ما جاء من الايات التي فيها الاخبار بقرب الله تعالى. فيقول هو قرب الداعي فيجعلون القرب وصفا قائما بالعبد لا وصفا قائما بالرفض ونحن نقول لا شك ان قربى القلب - 00:25:01
قرب قلب العبد للرب جل وعلا يوجب ان يقرب الله تعالى من العبد اذا دعاه او كان ساجدا فهذا المعنى لا ينافي ذاك لكن هذا القرب لا يستلزم مماسة ولا مسافة حسية بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته - 00:25:16
على عرشه بائن من خلقه ولذلك قال المؤلف رحمه الله فانه سبحانه ليس كمثله شيء يعني اذا كان الانسان اشكل عليه تصور هذا القرب مع العلو فينبغي له ان يستحضر ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا وهو ان قرب الله تعالى وصفة ان قرب الله تعالى وصفه - 00:25:35
واوصاف الله تعالى ليس له فيها مثيل ليس كمثله شيء في جميع نعوته يعني في جميع اوصافه وهو علي في دنوه قريب في علوه. يبقى هنا مسألة قبل ان نفرغ مما يتعلق - 00:25:55
القرب ان الله تعالى ذكر القربى عاما في موضعين من كلامه في سورة قاف وايضا في سورة الواقعة قال الله تعالى في سورة قاف ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:26:12
اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد هل هذا القرب هو قرب الله تعالى من العبد ذهب جماعة من العلماء ان الى ان القرب هنا هو قرب الله تعالى من العبد. فيكون القرب بمعنى العلم - 00:26:26
الذين فسروا القرب بالعلم استدلوا بهذه الاية والجواب ان القرب هنا ليس قرب الله تعالى فان الله لم يضف القربى اليه انما اظاف القرب الى ملائكته ودليل ذلك ان الله تعالى قال - 00:26:46
ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ثم بين هذا القرب فقال اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد فدل ان القربى المذكور في هذه الاية انما هو قرب ملائكته - 00:27:07
فان الله سبحانه وتعالى ذكر القرب في زمن تلقي المتلقيان واما علمه في زمن تلقي المتلقيات تلقي المتلقيين عن العبد ولو كان القرب هو العلم لما كان مقيدا بهذا الزمن فالله عالم بالعبد - 00:27:23
في حال تلقي المتلقية المتلقيين وفي غير ذلك القرب هنا هو قرب الملائكة كما دل عليه السياق. وايضا في قوله تعالى وتجعلون رزقكم انكم انكم تكذبون لولا اذا بلغت الحلقوم - 00:27:44
وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فان القرب هنا هو قرب الملائكة لا قرب الرب جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى اخبر عن قرب الملائكة الذين يقبضون الارواح - 00:28:05
فلو اراد قربه العام الذي هو بمقتضى علمه كما يؤوله من يأوله لما كان ذلك خاصا بهذه الحال. ونحن اقرب اليه منكم يعني في هذه الحال ولكن لا تبصرون ثمان قوله تعالى ولكن لا تبصرون يدل على ان القرب - 00:28:24
هنا قرب من يمكن افطاره؟ والنظر اليه وهم الملائكة فان هذا انما يقال اذا كان هناك من يجوز ان يبصر وينظر اليه وهم الملائكة اما الله تعالى فانه لا يمكن ان ان يبصر وينظر في الدنيا كما دلت على ذلك النصوص - 00:28:41
والادلة كما تقدم وكما سيأتي في اه فصل رؤية الله تعالى. وهل تكون في الدنيا او لا فالقرب المذكور في هاتين الايتين هو قرب من قرب الملائكة وليس قرب الله تعالى. اذا ليس في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:29:02
اثبات القرب لله تعالى على وجه العموم. وما جاء في نحو قوله نحن اقرب اليه منكم وفي اه اه نحو قوله اه ونحن اقرب من حبل الوريد فهذا قرب الملائكة وليس قرب الله تعالى وليس هذا تأويلا نكرر ونعيد ليس هذا تأويلا انما هو نظر - 00:29:23
الى سياق الاية التي يتبين بها المعنى المقصود من الكلام وبهذا يكون قد انتهى ما يتعلق بصفة القرب نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم باذن الله تعالى - 00:29:44
بقي علينا مسألة ضلال من ضل في علو الله تعالى من ضل في علو في هذه الصفة ثلاث طوائف الطائفة الاولى الذين عطوا الله تعالى عن العلو وهم معطلة الجهمية الذين يقولون انه لا داخل العالم ولا خارج العالم ولا مباين ولا محايد الذين ينفون عنه - 00:30:02
المتقابلين هذه فرقة فانهم لا يقولون بعلو الله تعالى ينفون عن الله العلو وهو قول اكثر المعتزلة ومن وافقهم من غيرهم آآ القول الثاني قول حلوية الجهمية الذين يقولون ان الله تعالى يقول ان الله تعالى بذاته في كل مكان بذاته في كل مكان - 00:30:23
وهؤلاء قولهم من ابطل الاقوال وهو قول كفر لانه يستلزم ثبوت النقص لله تعالى وتثبيت ما دلت عليه النصوص من علوه جل وعلا القول الثالث قول طائفة من اهل الكلام وهي ان الله تعالى في العلو بذاته ومع الخلق - 00:30:44
بذاته يعني وفي كل مكان بذاته انه في العلو بذاته فوق العالم بذاته وانه آآ بذاته في كل مكان وهذا قول آآ طائفة من اهل الكلام زعموا التوفيق بين النصوص والصواب انه جل وعلا فوق العرش - 00:31:12
فاعل من خلقه سبحانه وبحمده وهو معهم جل وعلا ولا يلزم من ذلك اي يلازم باطل كما تقدم نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:31:33