العقيدة السفارينية

الدرس (17) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا مشايخنا والسامعين قال امام السفاريني رحمه الله تعالى وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم تعالى ذو العلا سبحانه قد استواك ما ورد من غير كيف قد تعالى اي حد. فلا يحيط علمنا - 00:00:00ضَ

بذاته كذاك لا ينفك عن صفاته فكل ما قد جاء في الدليل فثابت من غير ما تمثيل من رحمة ونحوها كوجهه ويده وكل ما من نهجه وعينه وعينه وصفة النزول وخلقه فاحذر من النزول - 00:00:18ضَ

فسائر الصفات والافعال قديمة لله ذي الجلال لكن بلا كيف ولا تمثيل رغما لاهل الزيغ والتعطيل. نمر كما اتت في الذكر من غير تأويل وغير فكر. ويستحيل الجهل والعجز كما قد استحال الموت حقا والعمى - 00:00:37ضَ

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم تعالى ذو العلى هذا - 00:00:56ضَ

بيت من كلام المصنف رحمه الله تظمن نفيا مفصلا عن الله عز وجل نفى فيه ثلاثة امور عن الله ونحتاج قبل ان نتكلم عن ما ذكر المصنف ان نشير الى طريقة القرآن - 00:01:15ضَ

فيما يتصل النفي والاثبات الاصل فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه هو الاثبات لان الاثبات هو الذي يعرف به الشيء ويحصل به العلم به وهو الذي يضيف المعاني الى - 00:01:30ضَ

من تكون لمعان او وصف فلذلك الاصل في الخبر لله عن نفسه الاثبات هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة والرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن - 00:01:50ضَ

العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ والمصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم فالاصل فيما يخبر الله تعالى به عن نفسه - 00:02:11ضَ

الاثبات المفصل هذا هو الاصل وعلى هذا جرى القرآن الكريم وعليه جرى كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخبر عن ربه الاثبات وهو على نوعين اثبات مجمل واثبات مفصل - 00:02:27ضَ

الاثبات المجمل نحو قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وكذلك قوله وله الاسماء الحسنى ومن الاثبات المجمل ايضا قوله ولله المثل الاعلى اي الصفة العليا - 00:02:46ضَ

وله المثل الاعلى فهذه كلها من النوع الأول بالاثم في الاثبات الذي هو الاصل في كلام الله عز وجل فيما يخبر عن نفسه الاثبات اما الاثبات المفصل هو ما ذكرته في آآ - 00:03:06ضَ

اواخر ايات سورة الحشر وفي غيرها الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذا كله اثبات مفصل الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم. هذا اثبات مفصل - 00:03:26ضَ

وهلم جر في كل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه كلها اخبار مفصلة اذا الاثبات هو الاصل في ما يخبر الله تعالى به عن نفسه في الكتاب والسنة وهو على نحوين. اثبات مجمل واثبات مفصل. الاثبات - 00:03:45ضَ

اجمل ضربنا له مثلين وكذلك المجمل ذكرت له جملة من الامثلة وهو الاكثر فيما يخبر الله تعالى به عن نفسه الاكثر فيما يخبر الله تعالى به يعني نفسه الاثبات المفصل - 00:04:01ضَ

النوع الثاني من الخبر عن الله عز وجل في كتابه النفي يخبر الله تعالى عن نفسه بالنفي لكن طريق القرآن فيه انه نفي مجمل الاصل في خبر الله تعالى عن نفسه بالنافي انه مجمل. ومعنى انه مجمل اي لا تفصيل فيه - 00:04:15ضَ

كقوله تعالى لم يكن له كفوا احد وكقوله جل وعلا هل تعلم له سم يا وكقوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كل هذه امثلة للنفي المجمل في ما يخبر الله تعالى به عن نفسه - 00:04:37ضَ

والنفي المجمل ابلغ في اثبات الكمال لانه يفيد نفي ان يكون له شريك فيما اخبر به عن نفسه من اثباته المجمل ومن اثباته المفصل هذا الذي يفيده النفي المجمل. نفي ان يكون له شريك - 00:04:59ضَ

او سمي او نظير فيما اخبر به عن نفسه من من الاثبات المفصل والاثبات المشمل وقد يأتي النفي في صفات الله تعالى مفصلا لكن لا يأتي الا قليلا هذا واحد - 00:05:21ضَ

ثم هو لا يأتي الا لاثبات كمال الظد او لنفي ما يعتقده الجاهلون في الرب فهذه اغراضنا في المفصل اثبات كمال الضد هذا واحد الثاني نفي ما يعتقده الجاهلون في الرب - 00:05:36ضَ

مثاله في اثبات كمال آآ الظد قوله تعالى لا تأخذوا سنة ولا لون لا تأخذه سنة ولا نوم فانه لاثبات كمال حياته وقيوميته ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام - 00:05:58ضَ

يرفع القسط ويخفضه يرفع عليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل. وهذا يدل على انه قائم على خلقه جل في علاه مطلع عليهم رقيب عليهم لا يخفى عليه شيء من شأنهم - 00:06:28ضَ

فالنفي هنا لاثبات كمال الاحاطة بالخلق وكمال العلم بهم وكمال التدبير لشؤونهم اذا عرفنا ان النفي المفصل يأتي لاثبات كمال الظد ووظربنا له مثلا بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم - 00:06:48ضَ

ويأتي لنفي ما يعتقده الجاهلون في الرب يأتي لنفي ما يعتقده الجاهلون في الرب وهو ايضا يثبت الكمال بالصفات ومثاله قوله تعالى وما مسنا من لغوب ومثله وهو ايضا قوله - 00:07:12ضَ

وما كانوا معجزين وقوله لا يعجزه شيء فكل هذه الايات التي فيها النفي انما هي وهو نفي مفصل انما هي نفي ما يعتقده الجاهلون في الله عز وايضا تفيد اثبات كمال - 00:07:29ضَ

ضد تلك الصفات المنفية اثبات كمال الكمال لله عز وجل في تلك الكمال ضد تلك الصفات المنفية لله عز وجل هذا ما يتصل ما يتعلق بالاثبات والنفي ها قد يتعلق بصفة وقد يكون دلالته بالالتزام او او التضمن له اكثر من صفة - 00:07:47ضَ

يعني نفي العجز دليل على العلم دليل على الكمال القدرة دليل على نفوذ الارادة يدل على اشياء عديدة اما بالمطابقة او بالتظمن او باللزوم طيب اه المصنف هنا يقول وليس ربنا بجوهر ولا - 00:08:22ضَ

عرض ولا جسم تعالى ذو العلى. هذا نفي مفصل او مجمل هذا خبر عن الله وهو خبر بالنفي لانه يقول وليس ربنا هذا نفي وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا - 00:08:45ضَ

جسم تعالى ذو العلا قوله رحمه الله وليس ربنا بجوهر الجوهر يطلق يراد به الموجود القائم لنفسه المتحيز بذاته هذا مراد بالجوهر وهو الاصل الذي تضاف اليه الصفات ولذلك الجوهر والعرض متقابلان فالجوهر الشيء هو ذاته - 00:09:03ضَ

وحقيقته هو مهيته وكونه كل هذه عبارات تفسير معنى الجوهر عند علماء الكلام ويقابل الجوهر العرب العرب هو ما يضاف من الصفات غير الثابتة ما يضاف من الصفات غير الثابتة - 00:09:46ضَ

اي غير غير الدائمة التي تأتي وتذهب كالمرظ مثلا في الانسان عرض كالغضب عرب الفرح عرب ليس فيه صفة ملازمة للذات انما هو وصف يقوم بالذات ويزول مثل هذا النفي - 00:10:21ضَ

اول ما يتبادر الى الذهن هو طلب الدليل عليه لان الخبر عن الله عز وجل ليس مما يدرك بالعقل انما يخبر عن الله على وجه التفصيل استنادا الى النص فليس لاحد ان يتكلم في ذات الله - 00:10:51ضَ

او صفاته او اسمائه من قبل رأيه وعقله لانه شيء غائب ولا يتحدث عن الشيء الغائب بالعقل اثباتا لا سيما في مقام التفصيل. يعني العقل يدل على ان الرب لابد ان يكون كاملا - 00:11:15ضَ

لكن تفاصيل هذا الكمال لا يمكن ان يثبت بالعقل بل لا بد فيه من دليل مما يثبت بالعقل ان الله منزه عن كل نقص لكن تفصيل هذا النقص لابد فيه - 00:11:31ضَ

من دليل وبالتالي لا يثبت شيء لله عز وجل ولا ينفع عنه لفظا الا بدليل ولهذا القاعدة التي جرى عليها علماء الامة ان الخبر عن الله في ذاته واسمائه وصفاته - 00:11:46ضَ

لا يتجاوز فيه القرآن والحديث لا يتجاوز فيه القرآن والحديث لانه خبر عن غائب ولا يدرك ذلك الا من قبل الوحي الذي جاءت به الرسل لان الرسل جاءوا بالله معرفين واليه داعين سبحانه وبحمده - 00:12:05ضَ

ثمة الفاظ يطلقها بعض الناس وهي الفاظ مجملة اي ان الفاظ غير مبينة فالمجمل هو اللفظ غير المبين وهو نوع من الابهام في اللغو لا يدرى ما المقصود به؟ فيحتمل ان يكون - 00:12:29ضَ

له معنى صحيح ويحتمل ان يكون له معنى فاسد فهذه الالفاظ المجملة التي تحتمل معاني صحيحة وتحتمل معان غير اه غير غير صحيحة الواجب فيها نظرا النظر الاول بما يتعلق باستعمال هذه الالفاظ - 00:12:55ضَ

الواجب التوقف عنها نفيا واثباتا هذا فيما يتعلق تلك الالفاظ المجملة التي تحتمل التي لم يرد في فيها نص لم ترد في الكتاب ولا في السنة فهذه الفاظ يجب من حيث التكلم بها التوقف عن اضافتها الى الله كما انها لا تنفى عنه - 00:13:31ضَ

فلا تثبت ولا تنفى لان الاثبات يحتاج الى دليل والنفي يحتاج الى دليل ولم يرد دليل يثبت ولا دليل ينفي فالواجب التوقف هذا ما يتصل الامر الاول وهو ما يتعلق باللفظ - 00:14:00ضَ

اللفظ المجمل الواجب فيه من حيث الاطلاق التوقف تلات تثبت ولا تنفع لان اثباتها مع اجمالها يحتمل معنى رديئا ونفي ولاننا فيها مع احتمالها معنى صحيح قد ينفى المعنى الصحيح. فلذلك لا تثبت ولا تنفع - 00:14:22ضَ

هذا من حيث اللفظ فلا تطلق اثباتا ولا نفيا في حق الله عز وجل اما ما يتعلق المعنى فهو لا يستفصل ومع انه استفسر ان يطلب البيان والايضاح ماذا تقصد بهذا اللفظ - 00:14:46ضَ

فيثبت اذا بين القصد اثبت منه ما هو صحيح ونفي ما هو غير صحيح فمن حيث المعنى معنى هذه الالفاظ المجملة طريق اهل السنة فيها الاستفصال ومع الاستفصال هو طلب البيان ما المقصود - 00:15:04ضَ

باطلاقك فما كان من معنى صحيح حسن يليق بالله دل عليه الكتاب والسنة اثبت وما كان من معنى الردي غير صحيح رد وبهذا يتضح عندنا قاعدة محكمة متقنة نورانية فيما يتعلق بالالفاظ المجملة - 00:15:30ضَ

الالفاظ المجملة وهي الالفاظ التي تحتمل معان صحيحة ومعان فاسدة ولم يأتي لها ذكر في الكتاب ولا في السنة هذه لنا فيها نظران. النظر الاول من حيث اطلاقها واظافتها الى الله عز وجل الواجب فيها - 00:15:55ضَ

التوقف فلا تثبت ولا تنفع واما والنظر الثاني من حيث المعاني فهذه يستفصل فيها فينظر ما كان منها صحيح المعنى اثبت وما كان منها فاسد المعنى ارد هذي القاعدة نطبقها على كلام مصنف رحمه الله. الان المؤلف يقول وليس ربنا بجوهر ولا عرظ ولا جسم تعالى ذو العلا - 00:16:18ضَ

ان المصنف يريد من هذا النفي اثبات كمالات لله عز وجل لكن دليل ذلك قوله تعالى اي تنزه ذو العلا اي ذو العلا في صفاته كما قال تعالى وله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى اي الصفة التامة الكاملة اي ذو العلى اي ذو الكمال - 00:16:45ضَ

في صفاته جل في علاه لكن يقال هل هذا النفي مما يتحقق به مطلوب المؤلف من اثبات الكمال لله عز وجل؟ الجواب على هذا السؤال ان يقال لو كان كذلك - 00:17:10ضَ

لبينه من لا ينطق عن الهوى فقد جاء صلوات الله وسلامه عليه بالبيان المفصل عما يستحقه الله تعالى من الكمالات ولهذا يقال هذا اللفظ الذي نفاه المصنف ليس ربنا بجوهر ولا - 00:17:28ضَ

عرض ولا جسم هو من الالفاظ المحدثة التي لم يأتي في كتاب الله عز وجل نفيها تفصيلا ولم يأتي اثباتها بهذه الاسماء فعند ذلك نقول الواجب في هذه الالفاظ التوقف عن اطلاقها واظافتها الى الله عز وجل لا نفيا - 00:17:50ضَ

ولا اثباتا فلا نقول ليس ربنا بجوهر ولا عرب ولا جسم ولا نقول هو جوهر وعرض وجسم هذا من حيث اللفظ اما من حيث المعنى اذا هذه يجري عليها القاعدة فيما يتصل - 00:18:15ضَ

بايش؟ بالالفاظ المجملة اما فيما يتصل بمعانيها فيستفصل ما المقصود بالجوهر؟ ما المقصود بالعرض ما المقصود بالجسم فان كانوا يقصدون بالجوهر انه لا اه اه ليس له ذات تضاف اليها صفات - 00:18:34ضَ

واذا كانوا يقصدون بالعرب نفي الصفات واذا كانوا يقصدون بالجسم انه اجسام المخلوقين بالتأكيد كل هذه المعاني باطلة منفية لكن ان ارادوا بهذا نفي الصفات او نفي ما اثبته الله تعالى لنفسه - 00:18:59ضَ

في اسمائه وصفاته فهنا يقال لهم هذه ها هذا المعاني يعني هذه المعاني صحيحة هذا النفي صحيح اما اذا كان اذا كان يقصد بنفي اذا كان بهذا يقصد بهذا النفي نفي ما اثبته الله لنفسه فيقال - 00:19:19ضَ

غير مقبول غير مقبول اذا كنتم تقصدون بنفي الجوهر والعرض والجسم انه لا تثبت له صفات فيقال لهم هذا غير مقبول واما اذا كنتم تقصدون نفي المماثلة التبعير لله عز وجل فهذا المعنى - 00:19:43ضَ

صحيح اذا هنا نستفصل في هذه المفردات فيثبت ما فيها من معنى صحيح ويرد ما فيها من معنى باطل ويأتي مزيد بيان ويضع في الدرس القادم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:20:02ضَ