القاعدة الرابعة والستون الامور العارضة التي لا قرار لها بسبب المزعجات او الشبهات قد ترد على الحق والامور اليقينية ولكن سرعان ما تضمحل وتزول. وهذه قاعدة شريفة جليلة قد وردت في عدة مواضع من القرآن فمن لم يحكمها حصل له من الغلط في فهم بعض الايات ما اوجب الخروج - 00:00:00
عن ظاهر النصر ومن عرف حكمة الله تعالى في ورودها على الحق الصريح لاسباب مزعجة تدفعها او لشبه قوية تحدثها ثم بعد هذا اذا رجع الى اليقين والحق الصريح. وتقابل الحق والباطل فزهق - 00:00:30
باطل وثبت الحق حصلت العاقبة الحسنة وزيادة الايمان واليقين فكان في ذلك التقدير حكما بالغا واياد سابغة والممثل لهذا امثلة. فمنها ان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اكمل الخلق ايمانا ويقينا وتصديقا بوعد الله ووعيده. وهذا امر يجب على الامم ان يعتقدوا في الرسل - 00:00:50
انهم قد بلغوا ذروته العليا وانهم معصومون من ضده. ولكن ذكر الله في بعض الايات انه قد يعرض من الامور المزعجة المنافية حسا لما علم يقينا ما يوجب لهؤلاء الكمل ان يستبطئوا معهم - 00:01:20
ويقولون متى نصر الله؟ وقد يقع في هذه الحالة على القلوب شيء من عوارض اليأس بحسب الواردات وتأثيرها في القلوب ثم في اسرع وقت تنجلي هذه الحال ويصير لنصر الله وصدق موعوده - 00:01:40
من الواقع والبشارة والاثار العجيبة امر كبير. لا يحصل بدون هذه الحالة. ولهذا قال حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. فهذا الوارد الذي لا قرار له ولم - 00:02:00
ما حقت الحقائق المحل وتلاشى لا ينكر ويطلب للايات تأويلات مخالفة لظاهرها العلماء في مثل هذه الايات يقول كيف اه يحصل هذا اليأس من الرسل وهم يعلمون صدق ما اخبروا به - 00:02:20
من ان العاقبة لهم. فالجواب على هذا ما ذكره الشيخ رحمه الله. من ان هذا الوارد على القلب من ليس تكذيبا لما اخبروا به. ولا ردا لما جاءهم من الله عز وجل من ان العاقبة لهم. انما هو وارد بشري - 00:02:40
يعتري قلوبهم ثم سرعان ما يظمحل ويزول. وهو مما يلقيه الشيطان من الوساوس في قلوب عباد الله الصالحين ويمكن ان يقال ايضا ان هذا باعتبار النظر الى الاسباب الموجودة والوقائع القائمة لا باعتبار ما قام - 00:03:00
في قلوبهم فان ما قام في قلوبهم الصدق بما اخبر الله عز وجل والانتظار لفرج لفرج الله سبحانه وتعالى وعلى كل حال ما اجاب به الشيخ رحمه الله من اقوى الاجوبة على مثل هذه الاشكالات الواردة من هذه الايات. وان ذلك عارض - 00:03:20
يكون في القلب ثم يظمحل لانه لا يستقر في القلب انما يرد لكثرة الوارد الشديد على القلب مما يخالف ما اخبر الله به وهذا والله اعلم سببه ما اشار اليه الشيخ رحمه الله وهو انه اذا جاء الوعد وتحقق كان ذلك - 00:03:40
في اعظم موقع من قلوبهم. لانهم لما انقطعت عنهم الاسباب ولم يبقى لهم سبب يلجأون اليه ويعتصمون به الا ما الا المدد من الله جل وعلا جاءهم ما ما وعدوا به من النصر فكان على قلوبهم احلى - 00:04:00
وارد نسأل الله عز وجل من فضله. هو المهم انه مهما اذ لهمت الخطوب. وساءت الاحوال في اي وقت وظرف يجب ان تبقى الثواب الثابتة وهي ان العاقبة للمتقين. كما قال ابن القيم رحمه الله في منظومته - 00:04:20
ان فاتت هنا كانت يد الديان. يعني العاقبة لعباد الله المتقين. في هذه الدنيا فان فاتت في هذه الدنيا فهي فهي عند الله سبحانه وتعالى. والعاقبة للتقوى لا اشكال في ذلك. نعم. ومن هذا الباب بل من صريحه - 00:04:40
قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته اي من الشبه ما يعارض اليقين. ثم ذكر الحكم العظيمة المترتبة على هذا الالقاء. وان نهاية الامر - 00:05:00
عاقبته ان الله يبطل ما يلقي الشيطان ويحكم اياته والله عليم حكيم. فقد اخبر بوقوع هذا الامر لجميع الرسل والانبياء لهذه الحكم التي ذكرها. فمن انكر وقوع ذلك بناء على ان الرسل - 00:05:20
لا ريب ولا شك معصومون. وظن ان هذا ينافي العصمة فقد غلط اكبر غلط. ولو فهم ان الامور العارضة الا تؤخر في الامور الثابتة؟ لم يقل قولا خالف فيه الواقع وخالف نص الايات الكريمات. ومن هذا على - 00:05:40
احد قولي المفسرين قوله تعالى فظن ان لن نقدر عليه وانه ظن عرض في الحال ثم زال نظير الوساوس العارضة في اصل الايمان التي يكرهها العبد حين ترد قلبه. ولكن ايمانه ويقينه يزيل - 00:06:00
يذهبها. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عندما شكى اليه اصحابه هذه الحالة التي اقلقتهم مبشرا لهم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. ويشبه هذا العوارض التي تعرض في - 00:06:20
ذات الايمان لقوة وارد من شهوة او غضب. وان المؤمن كامل الايمان قد يرد في قلبه هم لفعل بعض المعاصي التي تنافي التي تنافي الايمان الواجب. ثم يأتي برهان الايمان وقوة ما مع - 00:06:40
من الانابة التامة فيدفع هذا العارض. ومن هذا قوله تعالى عن يوسف عليه السلام. ولقد هم به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه. وهو انه لما رجع الى ما معه من الايمان - 00:07:00
الله وخوفه ورجائه. دفع عنه هذا الهم واضمحل. وصارت ارادته التامة فيما يرضي ربه ولهذا بعد المعالجة الشديدة التي لا يصبر عليها الا الخواص من الخلق. قال صلى الله عليه وسلم رب - 00:07:20
سجن واحب الي مما يدعونني اليه. وكان احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا اظنه رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال. فقال اني اخاف الله. وقال تعالى - 00:07:40
ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا. تذكروا فاذا هم مبصرون اجمل الطائف الذي يعرض في اصل الايمان والذي يعرض في ارادته. فاذا مسهم تذكروا ما يجب من يقين الايمان - 00:08:00
ومن واجباته فابصروا. فرجع الشيطان خاسئا وهو حسير. ولعل من هذا قول لوط عليه السلام او اوي الى ركن شديد. وقول النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا لقد كان يأوي الى - 00:08:20
شديد يعني وهو الله القوي العزيز. لكن غلب على لوط عليه السلام تلك الحال الحرجة. والنظر العادية فقال ما قال مع علمه التام بقوة ذي العظمة والجلال. هذه الاخيرة لوط عليه السلام لما اتاه قومه يهرعون اليه يريدون الفاحشة باضيافه قال بعد ان ذكرهم - 00:08:40
وامتنعوا من ذلك وابوا الا ما يريدون. قال لهم لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. يعني اوي الى من ينصرني عليكم. يقول الشيخ رحمه الله هذه من جملة ما ذكر من انه ما يرد على القلب من الواردات - 00:09:10
التي يخرج بسببها او يقع بسببها. يخرج قولا او يقع في القلب ما يخالف الحالة التي ينبغي ان عليه الانسان ولكن لشدة الخطب وعظم الوارد يكون يكون ذلك. يقول هذا من قبيل - 00:09:30
ما قرر ومن جملة ما قرر ومن امثلة ما قرر من ان ذلك عارض يزول ويضمحل ولذلك جاءت البشارة قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك. وانتهى الامر. فلما اشتد به الامر وكان من اشد ما يكون عليه جاءته البشارة والفضل - 00:09:50
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد. يأوي الى الله جل وعلا الذي بيده الامر كله واليه تصير سبحانه وتعالى. نعم. القاعدة الخامسة والستون قد ارشد القرآن الى منع الامر المباح. اذا - 00:10:10
اكان يفضي الى محرم او ترك واجب؟ وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع متعددة. وهي من قاعدة سائل لها احكام المقاصد فمنها قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله - 00:10:30
بغير علم وقوله تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. فلا ضعنا بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وقوله يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم - 00:10:50
فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. وقد ورد بعض ايات تدل على هذا الاصل الكبير. فالامور المباحة هي بحسب ما يتوصل بها اليه ان توصل بها الى فعل واجب او مسنون كانت مأمورا بها. وان توصل بها - 00:11:10
الى فعل محرم او ترك واجب كانت محرمة منهيا عنها. وانما الاعمال بالنيات الابتدائية والغائية اي والله الموفق. نعم وهذه القاعدة مشهورة في قواعد الفقه وهي ان الوسائل لها احكام المقاصد. فيمنع الله سبحانه وتعالى المبادرة - 00:11:30
بل المأمور به اذا كان يفضي الى محرم او الى مفسدة اعظم من المصلحة المحققة ذلك الامر فقوله قد ارشد الله الى منع الامر المباح اذا كان يفضي الى محرم او ترك واجب نقول بل يمنع الامر المطلوب شرعا - 00:11:50
اذا كان يفضي الى مفسدة اعظم. ومثاله ما مثل به رحمه الله في قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. فان سب كالهة الكفار مباحة ها مطلوبة مشروعة اما واجبة او مستحبة ومع ذلك نهى عنها الشارع مع انها - 00:12:10
مما يطلب بما يترتب عليها من المفسدة. فاذا كانت المفسدة المترتبة على الشيء اعظم من الترك اعظم من المصلحة المحصلة بالامر او بالترك فانه يغلب جانب المصلحة يغلب جانب تحصيل الخير - 00:12:30
بدفن اعلى المفسدتين ومثاله واضح في الاية فان الله نهى عن سب الهة الكفار مع كونه مصلحة مأمورا بها لما يترتب على ذلك من سب الله عز وجل وهو من اعظم المفاسد. نعم. والامثلة التي ذكرها واضحة فقوله تعالى ولا يضربن - 00:12:50
ليعلم ما يكفين من زينتهن الضرب بالرجل اصله الجواز والاباحة لكن اذا ترتب عليه مفسدة وهو الاعلان بما اخفي من الزينة فانه ينهى عنه. القاعدة السادسة والستون من قواعد القرآن انه يستدل بالاقوال والافعال على ما صدرت عنه من الاخلاق والصفات. وهذه قاعدة جليلة - 00:13:10
فان اكثر الناس يقصر نظره على نفس اللفظ الدال على ذلك القول او الفعل. من دون ان يفكر في اصله وقاعدته التي اوجبت صدور ذلك الفعل والقول. والفطن اللبيب ينظر الى الامرين ويعرف ان هذا - 00:13:40
هذا وهذا ملازم لهذا. وقد تقدم ما يقارب هذا المعنى الجليل. ولكن لشدة الحاجة اليه اوردناه على اسلوب اخر فمن ذلك ان قوله عن عباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا. واذا - 00:14:00
الجاهلون قالوا سلاما. وذلك صادر عن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم. وعن حلمهم وخلقهم الكامل وتنزيههم لانفسهم عن مقابلة الجاهلين. هذه القاعدة واضحة المعنى و ملخصها انه ينبغي لقارئ كتاب الله عز وجل الا يقتصر في فهمه ونظره على ما يتبادر من - 00:14:20
دون النفوذ الى الدلالات الاخرى. لان اللفظ له دلالات متعددة. دلالة لزوم ودلالة مطابقة ودلالة تذمر. الناس في كثير من الاحيان يقتصرون في الفهم على دلالة المطابقة وقد ينتقلون الى دلالة التظمن ويغفلون كثيرا عن دلالة اللزوم او الالتزام - 00:14:50
وكثير من الفقه انما يحصل بهذه الدلالة. لا سيما وان الله جل وعلا قد جمع في هذا الكتاب امهات المعاني فينبغي للانسان ان يعتني بدلالات الالفاظ وما تدل عليه من المعاني ليصل بذلك الى كمال - 00:15:20
تدبر والانتفاع بالكتاب المبين. ضرب الشيخ رحمه الله لهذه القاعدة مثلا فقال فمن ذلك ان قوله عن الرحمن انهم يمشون في يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما يستدل من هذا - 00:15:40
على ان صفة مشيهم الهود والهود صفة ظاهرة لكن هذه الصفة نابعة عن معنى قام في قلوبهم واخلاقهم وهو ما تحلوا به من الوقار والسكينة والحلم فلما عمرت قلوبهم وبواطنهم - 00:16:00
بهذه المعاني انتقلت الى ظاهرهم فكان ظاهرهم مطابقا لباطنهم. من الهون في المشي مع القوة والجلد والاعراض عن اهل الجهل والسفه. اظن القاعدة واضحة. نعم. ناخذ المثل الثاني ومثل قوله وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. يدل مع ذلك على حسن ادارة - 00:16:20
الملك وكمال السياسة وحسن النظام. وقوله كيف يدل ذلك؟ كيف دل هذا اللفظ او هذه الاية على هذه المعاني ها عبدالله غير هذا ايضا من هذا حشر لسليمان جنوده ثم - 00:16:50
جنود كثرة والغالب فيهم عدم آآ الاتفاق وقد يكون فيهم صلف لكن حشر لسليمان جنوده ثم ليسوا من جنس واحد حتى نقول انهم متجانسون فبنو البشر يتجانس بعضهم مع بعض لكنهم متفرقون من اصول - 00:17:10
مختلفة واجناس متباينة من الجن والانس والطير فهم يوزعون. نعم. وقوله تعالى واذا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين. يدل على حسن الخلق ونزاهة النفس عن الاخلاق الرذيلة وعلى سعة عقولهم وقوة حلمهم واحتمالهم - 00:17:30
الاخبار عن اهل الجاهلية بتقتيل اولادهم خشية الفقر او من الاملاق. يدل على شدة هلعهم وسوء ظنهم طب ميم وعدم ثقتهم بكفايته. وكذلك قوله عن اعداء رسوله. وقالوا ان التبع الهدى معك - 00:18:00
من ارضنا يدل على سوء ظنهم بالله. وان الله لا ينصر دينه ولا يتم كلمته. وامثلتها هذا الاصل كثيرة واضحة لكل صاحب فكرة حسنة. القاعدة السابعة والستون. قولي رحمه الله وقالوا ان نتبع - 00:18:20
في اه في قوله وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا يدل على سوء ظنهم. بالله وان الله لا ينصر دينه ولا يتمون ولا يتم كلمته. هذا فيه اه ان من سوء الظن بالله عز وجل اعتقاد ان الله جل وعلا لا يتم هذا الامر. فان من - 00:18:40
سوء الظن بالرب سبحانه وتعالى انه لا يتم كلمته. وهو انه جل وعلا ناصر دينه. قال الله جل وعلا يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وتأمل هذه الاية لتعلم - 00:19:00
رحمة الله بعباده وعظيم غيرة الله جل وعلا على شرعه. فان الله سبحانه وتعالى ذكر كيد الكافرين وما يمكرونه ليطفئوا نور الله. ثم لما ذكر هذا الكيد وهذا المكر قابله - 00:19:20
فعلا من الخلق او بفعل منه بفعل منه قال والله متم نوره ولو كره الكافرون. فلم يرضى الله جل وعلا لحفظ هذا الدين واكمال قال ايه احدا دونه سبحانه وتعالى. ولا يعني هذا انه لا يقوم هذا الدين بعمل من اتباعه - 00:19:40
وحملته لا لكن الله جل وعلا اذا تخاذل اهل هذا الدين عنه ابدلهم بغيرهم ممن يحفظ الله بهم وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم فالدين محفوظ. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فمن سوء - 00:20:00
الظن بالله عز وجل ان يظن العبد بربه انه لا يتم امره. وانه يجعل العاقبة لغير اهل الاسلام لغير اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فينبغي للمؤمن مهما كثرت عليه المكدرات. وتوالت عليه النكبات الا يتزعزع - 00:20:20
يقينه بان الله جل وعلا ناصر دينه وانه سبحانه وتعالى مظهر عباده المؤمنين في قبل الاخرة نعم القاعدة السابعة والستون يرشد القرآن الى الرجوع الى الامر المعلوم المحقق عند ورود الشبهات - 00:20:40
التوهمات وهذه قاعدة جليلة يعبر عنها ان الموهوم لا يدفع المعلوم وان المجهول يعارض المتيقن ونحوها من العبارات. وقد ارشد الله اليها في مواضع كثيرة. لما اخبر تعالى عن الراسخين في العلم وان طريقتهم في المشتبهات انهم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فالامور - 00:21:03
المحكمة المعلومة يتعين ان يرجع اليها الامور المشتبهة المضمونة. وقال تعالى في زجر المؤمنين عن القدح في اخوانهم المؤمنين لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا وهذا افك مبين. فامرهم بالرجوع الى ما علم من ايمان المؤمنين الذي يدفع السيئات. وان - 00:21:33
هذا الاصل المعلوم ولا يعتبر كلام من تكلم مما يناقضه ويقدح فيه. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى. فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله - 00:22:03
وجيهات فوجاهته عند الله تدفع عنه وتبرأه من كل عيب ونقص قاله فيه. من كل عيب ونقص قاله فيه من اذى لانه لا يكون وجيها عند ربه حتى يسلم من جميع المنقصات - 00:22:23
تحلى بجميع الكمالات اللائقة بأمثاله من اولي العزم. فيحذر الله هذه الامة ان يسلكوا مسلك من اذوا موسى مع وجاهته فيؤذوا اعظم الرسل جاها عند الله وارفعهم مقاما ودرجة. وقال تعالى - 00:22:43
فماذا بعد الحق الا الضلال؟ ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. هذه مهمة يحتاجها الناظر الى نصوص الكتاب والسنة لان النصوص من الكتاب والسنة تنقسم الى قسمين محكم وهو ما لا - 00:23:03
تحتمل الا معنى واحدا متشابه وهو ما يحتمل اكثر من معنى. فالواجب على من على من عرض عليه نص او ادرك نصا متشابها الا يشوش عليه. والا يكدر عليه ما تقرب مما لا يحتمل الا معنى واحدا - 00:23:23
فينبغي له ان يرد هذا النص المحتمل لمعنيين يرده الى اي شيء؟ الى النص الذي لا يحتمل الا مع واحدا ومثاله الظاهر البين قول الله تعالى قل هو الله احد تدل على اي شيء؟ على انه واحد جل وعلا وقوله سبحانه - 00:23:43
تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون واشباه هذه الاية فيها ضمير الجمع فهل هذا يفيد التعدد؟ قل هو الله واحد لا تحتمل الا معنى واحد وهو انه سبحانه وتعالى واحد. قوله انا نحن نزلنا الذكر تحتمل انه واحد - 00:24:03
وانه متعدد فهل نبقى مع المتشابه او نرد المتشابه الى المحكم؟ نرد المتشابه الى المحكم. وهذه طريقة اولي العلم الذين اثنى الله جل وعلا عليهم في كتابه. والاصل في هذا ان يعتقد العبد ان كلام الله جل وعلا وما صح عن رسوله - 00:24:23
ليس متناقضا فكلام الله قال فيه جل وعلا ما قال سبحانه وتعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا واما كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فقد قال سبحانه وتعالى في خبره عن رسوله وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاذا كان - 00:24:43
فهو كذلك لا تناقض فيه ولا تعارض. واي تعارض يتوهم فمصدره من فهم الناظر. اما النص فهو محكم بمعنى انه لا يدل الا على معنى صحيح. وينبغي رد كل المعاني المحتملة التي - 00:25:03
تعارض المعاني الصحيحة الظاهرة المحكمة. نعم. نقرأ. القاعدة الثامنة والستون اوصاف متقابلات يغني عن التصريح بالمفاضلة اذا كان الفرق معلوما. وهذه القاعدة في القرآن يذكرها في المقامات المهمة كالمقابلة بين الايمان والكفر والتوحيد والشرك وبين الهيته الحق والهيه - 00:25:23
من سواه فيذكر تباين الاوصاف التي يعرف العقلاء بالبداهة التفاوت بينها. ويدع التصريح الى العقلاء. قال تعالى ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ انا جواب هذا السؤال اي اين هو في القرآن؟ ليس هناك جواب. لان الجواب واضح يدركه كل ذي عقل نيء - 00:25:53
وبصيرة نافذة وفطرة سليمة. الله الواحد القهار. وهذا معنى القاعدة ان المتقابلات يغني عن التسبيح في فاضل بينها اذا كان الفرق ظاهرا واضحا لا عناء في ادراكه. نعم. وقال تعالى - 00:26:23
خير ام ما يشركون؟ امن خلق السماوات والارض والايات التي بعدها. وقال تعالى بارك الله بعدها كلها فيها استفهامات االه مع الله؟ يعني صنع هذا؟ والجواب لا لا اله الا الله. لا خالق غيره سبحانه وتعالى ولا مدبر - 00:26:43
سواه نعم. وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون. ورجلا سلم لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع. هل يستويان سلام مع ان هذي فيها تصريح لان الاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا يستويان مثلا لكن ايهما افضل - 00:27:03
لا اشكال انه البصير السميع. نعم. وقال تعالى اانتم اعلم وملا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون؟ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وقال مثل امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه فهذا - 00:27:33
ترك القسم الاخر كما ترك التصريح بالمفاضلة لعلمه من المقام. فقوله الاخر الذي يقابل هذا وهو امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. ايش؟ امن ليس كذلك ايهما افظل؟ لا اشكال ان من ذكرت - 00:28:03
صفاته واثني عليه بالاقتصار على ذكرها هو الافظل المقدم. نعم. فقوله امن هو قانت الليل الى اخرها يعني كمن ليس كذلك والايات في هذا المعنى كثيرة وهو من بلاغة القرآن - 00:28:23
واسلوبه العجيب كقوله افمن يمشي مكبا على وجهه اهداه؟ امن يمشي سويا على صراط مستقيم ولما ذكر اوصاف الرسول الداعي وما يدعو اليه واعظم الناس معارضة له قال وانها او في ضلال مبين فستبصر ويبصرون. بايكم المفتون. لا اكراه في الدين قد تبين - 00:28:43
الرشد من الغي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وذلك انه اذا الاشياء تمييزا تاما. وعرفت مراتبها في الخير والشر والكمال والنقص. صارت تصريح بعد ذلك - 00:29:13
التفضيل لا معنى له والله اعلم. نعم. هذه واظحة قاعدة واظحة. نعم - 00:29:33
Transcription
القاعدة الرابعة والستون الامور العارضة التي لا قرار لها بسبب المزعجات او الشبهات قد ترد على الحق والامور اليقينية ولكن سرعان ما تضمحل وتزول. وهذه قاعدة شريفة جليلة قد وردت في عدة مواضع من القرآن فمن لم يحكمها حصل له من الغلط في فهم بعض الايات ما اوجب الخروج - 00:00:00
عن ظاهر النصر ومن عرف حكمة الله تعالى في ورودها على الحق الصريح لاسباب مزعجة تدفعها او لشبه قوية تحدثها ثم بعد هذا اذا رجع الى اليقين والحق الصريح. وتقابل الحق والباطل فزهق - 00:00:30
باطل وثبت الحق حصلت العاقبة الحسنة وزيادة الايمان واليقين فكان في ذلك التقدير حكما بالغا واياد سابغة والممثل لهذا امثلة. فمنها ان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اكمل الخلق ايمانا ويقينا وتصديقا بوعد الله ووعيده. وهذا امر يجب على الامم ان يعتقدوا في الرسل - 00:00:50
انهم قد بلغوا ذروته العليا وانهم معصومون من ضده. ولكن ذكر الله في بعض الايات انه قد يعرض من الامور المزعجة المنافية حسا لما علم يقينا ما يوجب لهؤلاء الكمل ان يستبطئوا معهم - 00:01:20
ويقولون متى نصر الله؟ وقد يقع في هذه الحالة على القلوب شيء من عوارض اليأس بحسب الواردات وتأثيرها في القلوب ثم في اسرع وقت تنجلي هذه الحال ويصير لنصر الله وصدق موعوده - 00:01:40
من الواقع والبشارة والاثار العجيبة امر كبير. لا يحصل بدون هذه الحالة. ولهذا قال حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. فهذا الوارد الذي لا قرار له ولم - 00:02:00
ما حقت الحقائق المحل وتلاشى لا ينكر ويطلب للايات تأويلات مخالفة لظاهرها العلماء في مثل هذه الايات يقول كيف اه يحصل هذا اليأس من الرسل وهم يعلمون صدق ما اخبروا به - 00:02:20
من ان العاقبة لهم. فالجواب على هذا ما ذكره الشيخ رحمه الله. من ان هذا الوارد على القلب من ليس تكذيبا لما اخبروا به. ولا ردا لما جاءهم من الله عز وجل من ان العاقبة لهم. انما هو وارد بشري - 00:02:40
يعتري قلوبهم ثم سرعان ما يظمحل ويزول. وهو مما يلقيه الشيطان من الوساوس في قلوب عباد الله الصالحين ويمكن ان يقال ايضا ان هذا باعتبار النظر الى الاسباب الموجودة والوقائع القائمة لا باعتبار ما قام - 00:03:00
في قلوبهم فان ما قام في قلوبهم الصدق بما اخبر الله عز وجل والانتظار لفرج لفرج الله سبحانه وتعالى وعلى كل حال ما اجاب به الشيخ رحمه الله من اقوى الاجوبة على مثل هذه الاشكالات الواردة من هذه الايات. وان ذلك عارض - 00:03:20
يكون في القلب ثم يظمحل لانه لا يستقر في القلب انما يرد لكثرة الوارد الشديد على القلب مما يخالف ما اخبر الله به وهذا والله اعلم سببه ما اشار اليه الشيخ رحمه الله وهو انه اذا جاء الوعد وتحقق كان ذلك - 00:03:40
في اعظم موقع من قلوبهم. لانهم لما انقطعت عنهم الاسباب ولم يبقى لهم سبب يلجأون اليه ويعتصمون به الا ما الا المدد من الله جل وعلا جاءهم ما ما وعدوا به من النصر فكان على قلوبهم احلى - 00:04:00
وارد نسأل الله عز وجل من فضله. هو المهم انه مهما اذ لهمت الخطوب. وساءت الاحوال في اي وقت وظرف يجب ان تبقى الثواب الثابتة وهي ان العاقبة للمتقين. كما قال ابن القيم رحمه الله في منظومته - 00:04:20
ان فاتت هنا كانت يد الديان. يعني العاقبة لعباد الله المتقين. في هذه الدنيا فان فاتت في هذه الدنيا فهي فهي عند الله سبحانه وتعالى. والعاقبة للتقوى لا اشكال في ذلك. نعم. ومن هذا الباب بل من صريحه - 00:04:40
قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته اي من الشبه ما يعارض اليقين. ثم ذكر الحكم العظيمة المترتبة على هذا الالقاء. وان نهاية الامر - 00:05:00
عاقبته ان الله يبطل ما يلقي الشيطان ويحكم اياته والله عليم حكيم. فقد اخبر بوقوع هذا الامر لجميع الرسل والانبياء لهذه الحكم التي ذكرها. فمن انكر وقوع ذلك بناء على ان الرسل - 00:05:20
لا ريب ولا شك معصومون. وظن ان هذا ينافي العصمة فقد غلط اكبر غلط. ولو فهم ان الامور العارضة الا تؤخر في الامور الثابتة؟ لم يقل قولا خالف فيه الواقع وخالف نص الايات الكريمات. ومن هذا على - 00:05:40
احد قولي المفسرين قوله تعالى فظن ان لن نقدر عليه وانه ظن عرض في الحال ثم زال نظير الوساوس العارضة في اصل الايمان التي يكرهها العبد حين ترد قلبه. ولكن ايمانه ويقينه يزيل - 00:06:00
يذهبها. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عندما شكى اليه اصحابه هذه الحالة التي اقلقتهم مبشرا لهم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. ويشبه هذا العوارض التي تعرض في - 00:06:20
ذات الايمان لقوة وارد من شهوة او غضب. وان المؤمن كامل الايمان قد يرد في قلبه هم لفعل بعض المعاصي التي تنافي التي تنافي الايمان الواجب. ثم يأتي برهان الايمان وقوة ما مع - 00:06:40
من الانابة التامة فيدفع هذا العارض. ومن هذا قوله تعالى عن يوسف عليه السلام. ولقد هم به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه. وهو انه لما رجع الى ما معه من الايمان - 00:07:00
الله وخوفه ورجائه. دفع عنه هذا الهم واضمحل. وصارت ارادته التامة فيما يرضي ربه ولهذا بعد المعالجة الشديدة التي لا يصبر عليها الا الخواص من الخلق. قال صلى الله عليه وسلم رب - 00:07:20
سجن واحب الي مما يدعونني اليه. وكان احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا اظنه رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال. فقال اني اخاف الله. وقال تعالى - 00:07:40
ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا. تذكروا فاذا هم مبصرون اجمل الطائف الذي يعرض في اصل الايمان والذي يعرض في ارادته. فاذا مسهم تذكروا ما يجب من يقين الايمان - 00:08:00
ومن واجباته فابصروا. فرجع الشيطان خاسئا وهو حسير. ولعل من هذا قول لوط عليه السلام او اوي الى ركن شديد. وقول النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا لقد كان يأوي الى - 00:08:20
شديد يعني وهو الله القوي العزيز. لكن غلب على لوط عليه السلام تلك الحال الحرجة. والنظر العادية فقال ما قال مع علمه التام بقوة ذي العظمة والجلال. هذه الاخيرة لوط عليه السلام لما اتاه قومه يهرعون اليه يريدون الفاحشة باضيافه قال بعد ان ذكرهم - 00:08:40
وامتنعوا من ذلك وابوا الا ما يريدون. قال لهم لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. يعني اوي الى من ينصرني عليكم. يقول الشيخ رحمه الله هذه من جملة ما ذكر من انه ما يرد على القلب من الواردات - 00:09:10
التي يخرج بسببها او يقع بسببها. يخرج قولا او يقع في القلب ما يخالف الحالة التي ينبغي ان عليه الانسان ولكن لشدة الخطب وعظم الوارد يكون يكون ذلك. يقول هذا من قبيل - 00:09:30
ما قرر ومن جملة ما قرر ومن امثلة ما قرر من ان ذلك عارض يزول ويضمحل ولذلك جاءت البشارة قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك. وانتهى الامر. فلما اشتد به الامر وكان من اشد ما يكون عليه جاءته البشارة والفضل - 00:09:50
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد. يأوي الى الله جل وعلا الذي بيده الامر كله واليه تصير سبحانه وتعالى. نعم. القاعدة الخامسة والستون قد ارشد القرآن الى منع الامر المباح. اذا - 00:10:10
اكان يفضي الى محرم او ترك واجب؟ وهذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع متعددة. وهي من قاعدة سائل لها احكام المقاصد فمنها قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله - 00:10:30
بغير علم وقوله تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. فلا ضعنا بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وقوله يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم - 00:10:50
فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. وقد ورد بعض ايات تدل على هذا الاصل الكبير. فالامور المباحة هي بحسب ما يتوصل بها اليه ان توصل بها الى فعل واجب او مسنون كانت مأمورا بها. وان توصل بها - 00:11:10
الى فعل محرم او ترك واجب كانت محرمة منهيا عنها. وانما الاعمال بالنيات الابتدائية والغائية اي والله الموفق. نعم وهذه القاعدة مشهورة في قواعد الفقه وهي ان الوسائل لها احكام المقاصد. فيمنع الله سبحانه وتعالى المبادرة - 00:11:30
بل المأمور به اذا كان يفضي الى محرم او الى مفسدة اعظم من المصلحة المحققة ذلك الامر فقوله قد ارشد الله الى منع الامر المباح اذا كان يفضي الى محرم او ترك واجب نقول بل يمنع الامر المطلوب شرعا - 00:11:50
اذا كان يفضي الى مفسدة اعظم. ومثاله ما مثل به رحمه الله في قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. فان سب كالهة الكفار مباحة ها مطلوبة مشروعة اما واجبة او مستحبة ومع ذلك نهى عنها الشارع مع انها - 00:12:10
مما يطلب بما يترتب عليها من المفسدة. فاذا كانت المفسدة المترتبة على الشيء اعظم من الترك اعظم من المصلحة المحصلة بالامر او بالترك فانه يغلب جانب المصلحة يغلب جانب تحصيل الخير - 00:12:30
بدفن اعلى المفسدتين ومثاله واضح في الاية فان الله نهى عن سب الهة الكفار مع كونه مصلحة مأمورا بها لما يترتب على ذلك من سب الله عز وجل وهو من اعظم المفاسد. نعم. والامثلة التي ذكرها واضحة فقوله تعالى ولا يضربن - 00:12:50
ليعلم ما يكفين من زينتهن الضرب بالرجل اصله الجواز والاباحة لكن اذا ترتب عليه مفسدة وهو الاعلان بما اخفي من الزينة فانه ينهى عنه. القاعدة السادسة والستون من قواعد القرآن انه يستدل بالاقوال والافعال على ما صدرت عنه من الاخلاق والصفات. وهذه قاعدة جليلة - 00:13:10
فان اكثر الناس يقصر نظره على نفس اللفظ الدال على ذلك القول او الفعل. من دون ان يفكر في اصله وقاعدته التي اوجبت صدور ذلك الفعل والقول. والفطن اللبيب ينظر الى الامرين ويعرف ان هذا - 00:13:40
هذا وهذا ملازم لهذا. وقد تقدم ما يقارب هذا المعنى الجليل. ولكن لشدة الحاجة اليه اوردناه على اسلوب اخر فمن ذلك ان قوله عن عباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا. واذا - 00:14:00
الجاهلون قالوا سلاما. وذلك صادر عن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم. وعن حلمهم وخلقهم الكامل وتنزيههم لانفسهم عن مقابلة الجاهلين. هذه القاعدة واضحة المعنى و ملخصها انه ينبغي لقارئ كتاب الله عز وجل الا يقتصر في فهمه ونظره على ما يتبادر من - 00:14:20
دون النفوذ الى الدلالات الاخرى. لان اللفظ له دلالات متعددة. دلالة لزوم ودلالة مطابقة ودلالة تذمر. الناس في كثير من الاحيان يقتصرون في الفهم على دلالة المطابقة وقد ينتقلون الى دلالة التظمن ويغفلون كثيرا عن دلالة اللزوم او الالتزام - 00:14:50
وكثير من الفقه انما يحصل بهذه الدلالة. لا سيما وان الله جل وعلا قد جمع في هذا الكتاب امهات المعاني فينبغي للانسان ان يعتني بدلالات الالفاظ وما تدل عليه من المعاني ليصل بذلك الى كمال - 00:15:20
تدبر والانتفاع بالكتاب المبين. ضرب الشيخ رحمه الله لهذه القاعدة مثلا فقال فمن ذلك ان قوله عن الرحمن انهم يمشون في يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما يستدل من هذا - 00:15:40
على ان صفة مشيهم الهود والهود صفة ظاهرة لكن هذه الصفة نابعة عن معنى قام في قلوبهم واخلاقهم وهو ما تحلوا به من الوقار والسكينة والحلم فلما عمرت قلوبهم وبواطنهم - 00:16:00
بهذه المعاني انتقلت الى ظاهرهم فكان ظاهرهم مطابقا لباطنهم. من الهون في المشي مع القوة والجلد والاعراض عن اهل الجهل والسفه. اظن القاعدة واضحة. نعم. ناخذ المثل الثاني ومثل قوله وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. يدل مع ذلك على حسن ادارة - 00:16:20
الملك وكمال السياسة وحسن النظام. وقوله كيف يدل ذلك؟ كيف دل هذا اللفظ او هذه الاية على هذه المعاني ها عبدالله غير هذا ايضا من هذا حشر لسليمان جنوده ثم - 00:16:50
جنود كثرة والغالب فيهم عدم آآ الاتفاق وقد يكون فيهم صلف لكن حشر لسليمان جنوده ثم ليسوا من جنس واحد حتى نقول انهم متجانسون فبنو البشر يتجانس بعضهم مع بعض لكنهم متفرقون من اصول - 00:17:10
مختلفة واجناس متباينة من الجن والانس والطير فهم يوزعون. نعم. وقوله تعالى واذا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين. يدل على حسن الخلق ونزاهة النفس عن الاخلاق الرذيلة وعلى سعة عقولهم وقوة حلمهم واحتمالهم - 00:17:30
الاخبار عن اهل الجاهلية بتقتيل اولادهم خشية الفقر او من الاملاق. يدل على شدة هلعهم وسوء ظنهم طب ميم وعدم ثقتهم بكفايته. وكذلك قوله عن اعداء رسوله. وقالوا ان التبع الهدى معك - 00:18:00
من ارضنا يدل على سوء ظنهم بالله. وان الله لا ينصر دينه ولا يتم كلمته. وامثلتها هذا الاصل كثيرة واضحة لكل صاحب فكرة حسنة. القاعدة السابعة والستون. قولي رحمه الله وقالوا ان نتبع - 00:18:20
في اه في قوله وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا يدل على سوء ظنهم. بالله وان الله لا ينصر دينه ولا يتمون ولا يتم كلمته. هذا فيه اه ان من سوء الظن بالله عز وجل اعتقاد ان الله جل وعلا لا يتم هذا الامر. فان من - 00:18:40
سوء الظن بالرب سبحانه وتعالى انه لا يتم كلمته. وهو انه جل وعلا ناصر دينه. قال الله جل وعلا يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وتأمل هذه الاية لتعلم - 00:19:00
رحمة الله بعباده وعظيم غيرة الله جل وعلا على شرعه. فان الله سبحانه وتعالى ذكر كيد الكافرين وما يمكرونه ليطفئوا نور الله. ثم لما ذكر هذا الكيد وهذا المكر قابله - 00:19:20
فعلا من الخلق او بفعل منه بفعل منه قال والله متم نوره ولو كره الكافرون. فلم يرضى الله جل وعلا لحفظ هذا الدين واكمال قال ايه احدا دونه سبحانه وتعالى. ولا يعني هذا انه لا يقوم هذا الدين بعمل من اتباعه - 00:19:40
وحملته لا لكن الله جل وعلا اذا تخاذل اهل هذا الدين عنه ابدلهم بغيرهم ممن يحفظ الله بهم وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم فالدين محفوظ. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فمن سوء - 00:20:00
الظن بالله عز وجل ان يظن العبد بربه انه لا يتم امره. وانه يجعل العاقبة لغير اهل الاسلام لغير اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فينبغي للمؤمن مهما كثرت عليه المكدرات. وتوالت عليه النكبات الا يتزعزع - 00:20:20
يقينه بان الله جل وعلا ناصر دينه وانه سبحانه وتعالى مظهر عباده المؤمنين في قبل الاخرة نعم القاعدة السابعة والستون يرشد القرآن الى الرجوع الى الامر المعلوم المحقق عند ورود الشبهات - 00:20:40
التوهمات وهذه قاعدة جليلة يعبر عنها ان الموهوم لا يدفع المعلوم وان المجهول يعارض المتيقن ونحوها من العبارات. وقد ارشد الله اليها في مواضع كثيرة. لما اخبر تعالى عن الراسخين في العلم وان طريقتهم في المشتبهات انهم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فالامور - 00:21:03
المحكمة المعلومة يتعين ان يرجع اليها الامور المشتبهة المضمونة. وقال تعالى في زجر المؤمنين عن القدح في اخوانهم المؤمنين لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا وهذا افك مبين. فامرهم بالرجوع الى ما علم من ايمان المؤمنين الذي يدفع السيئات. وان - 00:21:33
هذا الاصل المعلوم ولا يعتبر كلام من تكلم مما يناقضه ويقدح فيه. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى. فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله - 00:22:03
وجيهات فوجاهته عند الله تدفع عنه وتبرأه من كل عيب ونقص قاله فيه. من كل عيب ونقص قاله فيه من اذى لانه لا يكون وجيها عند ربه حتى يسلم من جميع المنقصات - 00:22:23
تحلى بجميع الكمالات اللائقة بأمثاله من اولي العزم. فيحذر الله هذه الامة ان يسلكوا مسلك من اذوا موسى مع وجاهته فيؤذوا اعظم الرسل جاها عند الله وارفعهم مقاما ودرجة. وقال تعالى - 00:22:43
فماذا بعد الحق الا الضلال؟ ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. هذه مهمة يحتاجها الناظر الى نصوص الكتاب والسنة لان النصوص من الكتاب والسنة تنقسم الى قسمين محكم وهو ما لا - 00:23:03
تحتمل الا معنى واحدا متشابه وهو ما يحتمل اكثر من معنى. فالواجب على من على من عرض عليه نص او ادرك نصا متشابها الا يشوش عليه. والا يكدر عليه ما تقرب مما لا يحتمل الا معنى واحدا - 00:23:23
فينبغي له ان يرد هذا النص المحتمل لمعنيين يرده الى اي شيء؟ الى النص الذي لا يحتمل الا مع واحدا ومثاله الظاهر البين قول الله تعالى قل هو الله احد تدل على اي شيء؟ على انه واحد جل وعلا وقوله سبحانه - 00:23:43
تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون واشباه هذه الاية فيها ضمير الجمع فهل هذا يفيد التعدد؟ قل هو الله واحد لا تحتمل الا معنى واحد وهو انه سبحانه وتعالى واحد. قوله انا نحن نزلنا الذكر تحتمل انه واحد - 00:24:03
وانه متعدد فهل نبقى مع المتشابه او نرد المتشابه الى المحكم؟ نرد المتشابه الى المحكم. وهذه طريقة اولي العلم الذين اثنى الله جل وعلا عليهم في كتابه. والاصل في هذا ان يعتقد العبد ان كلام الله جل وعلا وما صح عن رسوله - 00:24:23
ليس متناقضا فكلام الله قال فيه جل وعلا ما قال سبحانه وتعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا واما كلام رسوله صلى الله عليه وسلم فقد قال سبحانه وتعالى في خبره عن رسوله وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاذا كان - 00:24:43
فهو كذلك لا تناقض فيه ولا تعارض. واي تعارض يتوهم فمصدره من فهم الناظر. اما النص فهو محكم بمعنى انه لا يدل الا على معنى صحيح. وينبغي رد كل المعاني المحتملة التي - 00:25:03
تعارض المعاني الصحيحة الظاهرة المحكمة. نعم. نقرأ. القاعدة الثامنة والستون اوصاف متقابلات يغني عن التصريح بالمفاضلة اذا كان الفرق معلوما. وهذه القاعدة في القرآن يذكرها في المقامات المهمة كالمقابلة بين الايمان والكفر والتوحيد والشرك وبين الهيته الحق والهيه - 00:25:23
من سواه فيذكر تباين الاوصاف التي يعرف العقلاء بالبداهة التفاوت بينها. ويدع التصريح الى العقلاء. قال تعالى ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ انا جواب هذا السؤال اي اين هو في القرآن؟ ليس هناك جواب. لان الجواب واضح يدركه كل ذي عقل نيء - 00:25:53
وبصيرة نافذة وفطرة سليمة. الله الواحد القهار. وهذا معنى القاعدة ان المتقابلات يغني عن التسبيح في فاضل بينها اذا كان الفرق ظاهرا واضحا لا عناء في ادراكه. نعم. وقال تعالى - 00:26:23
خير ام ما يشركون؟ امن خلق السماوات والارض والايات التي بعدها. وقال تعالى بارك الله بعدها كلها فيها استفهامات االه مع الله؟ يعني صنع هذا؟ والجواب لا لا اله الا الله. لا خالق غيره سبحانه وتعالى ولا مدبر - 00:26:43
سواه نعم. وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون. ورجلا سلم لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع. هل يستويان سلام مع ان هذي فيها تصريح لان الاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا يستويان مثلا لكن ايهما افضل - 00:27:03
لا اشكال انه البصير السميع. نعم. وقال تعالى اانتم اعلم وملا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون؟ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وقال مثل امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه فهذا - 00:27:33
ترك القسم الاخر كما ترك التصريح بالمفاضلة لعلمه من المقام. فقوله الاخر الذي يقابل هذا وهو امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. ايش؟ امن ليس كذلك ايهما افظل؟ لا اشكال ان من ذكرت - 00:28:03
صفاته واثني عليه بالاقتصار على ذكرها هو الافظل المقدم. نعم. فقوله امن هو قانت الليل الى اخرها يعني كمن ليس كذلك والايات في هذا المعنى كثيرة وهو من بلاغة القرآن - 00:28:23
واسلوبه العجيب كقوله افمن يمشي مكبا على وجهه اهداه؟ امن يمشي سويا على صراط مستقيم ولما ذكر اوصاف الرسول الداعي وما يدعو اليه واعظم الناس معارضة له قال وانها او في ضلال مبين فستبصر ويبصرون. بايكم المفتون. لا اكراه في الدين قد تبين - 00:28:43
الرشد من الغي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وذلك انه اذا الاشياء تمييزا تاما. وعرفت مراتبها في الخير والشر والكمال والنقص. صارت تصريح بعد ذلك - 00:29:13
التفضيل لا معنى له والله اعلم. نعم. هذه واظحة قاعدة واظحة. نعم - 00:29:33