الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد الكاف في قوله سبح اسم ربك الكاف هنا كافي الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
وهذا امر له ولعموم الامة ولذلك لما نزلت هذه الاية كما في حديث عقبة ابن عامر الجهني رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم فدل ذلك على ان الامة مأمورة بما امر به صلى الله عليه وسلم - 00:00:14
هذا هو الاصل ولو لم يرد هذا الحديث لكان مندرجا في القاعدة ان الامر المتوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم موجه الى امته ما لم يدل الدليل على خصوصيته صلى الله عليه وسلم - 00:00:32
بعد ان ذكر تنزيه اسمه وهذا شامل لكل اسمائه جل في علاه ذكر جملة من صفاته الموجبة لتعظيمه وتقديسه وتمجيده سبحانه وبحمده فقال الذي خلق فسوى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى - 00:00:48
والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى هذه ثلاثة اوصاف ذكرها الله تعالى في هذه السورة للاعلى المطلوب تنزيهه سبحانه وبحمده الذي خلق فسوى. قال المصنف رحمه الله اي خلق الخليقة - 00:01:07
وسواه كل مخلوق في احسن الهيئات الذي خلق لم يذكر ما الذي خلق لم يذكر المخلوق هنا فافاد العموم ليشمل كل مخلوق في السماوات وفي الارظ فهو خالق كل شيء كما قال تعالى الله خالق كل شيء - 00:01:36
قل الله خالق كل شيء فالله سبحانه وبحمده خالق كل شيء فقوله الذي خلق اي خلق جميع الخلق فسوى قال في معنى التسوية باحسن الهيئات اي في احسن الصور وعلى اكمل - 00:01:57
تعديل وتقويم كما قال تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم فقوله فسوى اي فسوى ذلك المخلوق من الانس والجن والحيوان وما يعيش في البحر وما يعيش في البر وما يطير في السماء - 00:02:22
فالجميع مخلوق على هيئة مساواة قائمة معتدلة تدرك مصالحها وتستقيم به تستقيم به وتستقيم به حياتها ومعاشها قال والذي قدر فهدى الذي قدر فهدى الذي قدر هنا التقدير بمعنى ما - 00:02:43
قضاه الله تعالى على الخلق قبل ايجادهم فالتقدير هنا هو القضاء وليس المقصود بالتقدير هنا الخلق الذي خلق فهدى فمن فسر التقدير هنا بالخلق جانب الصواب لانه قد ذكر الخلق نصا في قوله الذي خلق فسوى - 00:03:19
ثم قال والذي قدر فهدى ولذلك قال مجاهد هدى الانسان للشقاوة والسعادة وهدى الانعام لمراتعها ثم قال وهذه الاية في قوله تعالى اخبارا عن موسى انه قال ربنا الذي ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه - 00:03:47
ثم هدى اي قدر قدرا وهدى الخلائق اليه والهداية هنا تشمل الهداية العامة والهداية الخاصة الهداية العامة التي بها يصلح المعاش فهذا كل مخلوق الى ما يصلحه دون تعليم فهدى الربيع الخارج من بطن امه - 00:04:10
الى التقام ثديها يستقيم معاشه ويكتفي من غذاء امه كذلك هدى البهائم الى مراتعها هدى كل احد الى ما فيه صلاحه هذا الهداية العامة هداية الهداية الكونية التي بها يحصل - 00:04:43
استقامة الخلق وهناك هداية خاصة وهي الهداية الدينية وذلك بان الله تعالى بين للناس الطريق الموصل اليه والطرق الصارف عنه كما قال تعالى وهديناه النجدين يعني الطريقين فله ان يختار هذا الطريق او هذا الطريق بينه الله تعالى - 00:05:18
فقوله والذي قدر فهدى الهداية هنا ليست فقط لبني ادم بل لكل الخلق وليست فقط فيما يتعلق بامر الديانة والطريق الموصل اليه بل في ذلك وفيما هو اوسع من ذلك مما يحتاج الخلق فيه الى هداية - 00:05:43
ثم قال والذي اخرج المرعى والذي اخرج المرعى ذكر هذا على وجه الخصوص من بين سائر خلق الله تعالى له فائدتان الفائدة الاولى الاعتبار بهذا المرعى الخارج بعد يبس وجفاف - 00:06:03
ما الذي اخرجه قادر على ان يحيي الموتى والامر الثاني الذي خص هذا بالذكر هو ما فيه من العبرة والعظة ما فيه من العبرة والعظة التي توجب الاعتبار بحال الدنيا فالدنيا - 00:06:34
زائلة متصرمة ليست دائمة باقية بل هي كالربيع يخرج يخرج نظرا يجلب ابصار النظار ويعجب الكفار الزراع ثم يذهب ويضمحل الذي اخرج المرعى المرعى ما ترعاه البهائم وقال اخرون بل هو جميع النبات يوصنهم فيه كما قال المصنف اي من جميع صنف النباتات والزروع - 00:06:58
فجعله غثاء احوى الضمير يعود اليه شيء فجعله المرعى غثاء اي يابسا جافا هشيما احوى اي اسود وذلك ان انه بعد تلك النظرة والجمال والبهاء يحول الى هذا الهشيم اليابس الاسود - 00:07:41
الذي تخشعر منه الابدان وتكرهه النفوس قال ابن عباس هشيما متغيرا وقال مجاهد وعن مجاهد وقتادة وابن زيد نحوه ثم اشار فيما نقل عن بن جرير الطبري ان من اهل العلم من قال ان احوى وصف للمرأة - 00:08:06
فيكون والذي اخرج المرعى احوى احواء يعني اسود من شدة خظاره تود من شدة خضاره الخظار اذا كان كثيفا مطبقا قارب السواد وكان له هذا اللون فيكون هذا من من التقديم والتأخير قدم شيئا واخر الوصف - 00:08:29
قدم الموصوف واخر الوصف وجعل بينهما غثاء لكن ابن جرير رحمه الله اعترض على هذا الوشم بانه لا حاجة له وانما يصار الى ذلك متى ما كان السياق لا يستقيم - 00:09:03
الا بهذا التوجيه فلو قال مثلا الذي اخرج المرعى فجعله غثاءا نظرا تمام هنا ما يمكن ان نقول غثاءا نظرا الغثاء لا يكون نظرا فنقول نظرا وصف للمرعى اخر لكن هنا لا حاجة لانه يصلح - 00:09:23
ان يوصف الغثاء بانه احواء وبالتالي لا حاجة الى تقديم وتأخير وهو ما ذكره هنا رحمه الله وهذا وان كان محتملا محتملا يعني يمكن ان يرد الا انه غير صواب - 00:09:47
لمخالفة اقوال لمخالفته لاقوال اهل التأويل ولانه بعيد لا حاجة اليه لا تدعو الحاجة اليه ثم بعد ذلك ذكر الله تعالى بعد ما ذكر من موجبات انعامه على خلقه باقامة معاشهم - 00:10:01
واصلاح دنياهم واقامة ما يعتبرون به ويتعظون ذكرا نعمة القرآن نعمة الهداية الى الطريق الموصل اليه فقال جل وعلا مخاطبا رسوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى - 00:10:26
ويسرك ليسرى وهذا كله خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه ما من الله تعالى به على رسوله من انزال القرآن وما وعده به من تيسيره لليسرى. يقول في التفسير - 00:10:47
وقوله سنقرؤك ايا محمد فلا تنسى وهذا اخبار من الله عز وجل ووعد منه له بانه سيقرؤه قراءة لا ينساها الا ما شاء الله. وهذا اختيار ابن جرير. وقال قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:04
لا ينسى شيئا الا ما شاء الله وقيل المراد بقوله فلا تنسى طلب وجعلوا معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النسخ. اي لا تنسى ما نقرؤك الا ما يشاء الا ما يشاء الله رفعه. فلا - 00:11:24
عليك الا ما يشاء الله رفعه فلا عليك ان تتركه وقوله انه يعلم الجهر وما يخفى اي يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونهم ان يعلم ما يجهر به ما يجهر به العباد وما - 00:11:42
ما يخفونه من اقوالهم وافعالهم لا يخفى عليه من ذلك شيء. وقوله تعالى ونيسرك لليسرى اي نسهل افعال الخير واقواله ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا. لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر - 00:11:59
طيب قوله تعالى سنقرئك الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خبر من الله تعالى نبيه انه سيعلمه القراءة التي يحصل بها الاعتبار والانتفاع بالقرآن ويحصل بها التبليغ ويحصل بها حفظ الوحي - 00:12:20
من الذهاب والاضمحلال وهذا نظير قوله تعالى في سورة القيامة ان علينا جمعه قرآنا فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه وقد تكفل الله لرسوله بحفظ القرآن وصيانته من الزيادة والنقصان - 00:12:43
ايضاحه وبيانه للناس فقول سنقرؤك ايا محمد ما ان انزل عليك وقوله فلا تنسى ذكر فيها وجهين الوجه الاول انها نفي سنقرئك قراءة لا تنسى معها وهذا هو الوجه الاول الذي ذكره وذكر اختيار الطبري له - 00:13:10
يقول وهذا اخبار من الله ووعد منه بانه سيقرؤه قراءة لا ينساها الا ما شاء الله الا ما شاء الله وهذا اختيار ابن جرير وقالت قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا ينسى شيئا الا ما شاء الله - 00:13:40
في قوله الا ما شاء الله على هذا الوجه على هذا التفسير اشكال الاستثناء في ماذا فيما اذا كانا قد تكفل الله بانه لا ينساه. ما الذي استدعى الاستثناء قال قال جماعة من اهل التفسير الا ما شاء الله مما قضى ان ينسخ - 00:14:04
فلا حاجة اليك في فلا حاجة بك الى حفظه وقال اخرون ان الاستثناء هنا هو ذكر للاستثناء تبركا وليس المقصود ذاته ليس المقصود ذات الاستثناء انه ان هناك ما سيستثنيه الله عز وجل - 00:14:29
وهذا نظير قول الله عز وجل في اهل الجنة وفي اهل النار في السعداء والاشقياء خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك مع بيانه انهم خالدون فيها ابدا - 00:14:55
باهل الجنة وفي اهل النار فيكون هذا كقولك لمن تعطيه خذ ما ترى الا ما اشاء وانت لا تشاء ان تمنعه شيئا فقالوا هذا كذلك والذي يظهر والله اعلم ان ذكر المشيئة هنا اما ان يقال - 00:15:16
بانه على وجه التبرك والامتنان و اما ان يقال ان ذلك وانه لن وانه لن يشاء ان لم يشأ ان ينسيه شيئا واما ان يقال ان هذا استثناء لما قدر الله نسخه ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها - 00:15:42
او مثلها هذا على الوجه الاول الذي اختاره ابن جرير وهو قول كثير من اهل التفسير القول الثاني ان قوله فلا تنسى نهي فيقول سنقرؤك فلا تنسى نهاه عن النسيان والنهي عن النسيان مع ان النسيان - 00:16:07
شيء يغلب عليه الانسان انما هو نهي عن اسبابه وما يؤدي اليه فنهاه عن ان ان يهمل القرآن او ان لا يتعهده او ان يقوم بما يكون سببا لنسيانه والا فالنسيان يغلب عليه الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فجعل ذلك من مقتضيات - 00:16:28
البشرية فهذا شيء مما فطر الله تعالى الناس عليه فيكون المنهي عنه هو ما كان نسيانا ناتجا عن تفريط واهمال واسباب من من قبل الانسان هذا هذي القراءة اشكاليتها ان رسم المصحف مخالف لقواعد - 00:17:00
الكتابة او قواعد الخط حيث انه لو كان نهيا لكان مقتضى ذلك حذف حرف العلة هكذا قال جماعة من اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان الاقرب ما ذهب اليه ابن جرير - 00:17:21
من انه من انه وعد من الله لرسوله وليس نهيا له ليس نهيا له عنان ينسى قال بعد ذلك انه يعلم الجهر وما يخفى انه اي الظمير يعود الى الله تعالى - 00:17:39
يعلم الجهر يعني ما بان وظهر من قول او عمل وما يخفى اي ما يسر به من الاقوال والاعمال فانه يعلمه جل وعلا وهذا مناسبته في السياق بيان عظيم سعة علم الله عز وجل - 00:17:59
وان ما كان من كان على هذا النحو فسيفي بما وعد اذ لا تخفى عليه خافية والسر عنده علانية فسيوفي ما وعد به رسوله وسينجز وعده سبحانه وبحمده هذا سر مناسبة - 00:18:22
قوله انه يعلم انه يعلم الجهر وما يخفى ولعل ذلك ايضا تحقيق لما نهى الله تعالى به عنه رسوله حيث كان يخافت لان لا يتفلت القرآن فنهاه عن القراءة كما قال - 00:18:40
ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه فنهاه عن ان يقرأ اه في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فنهاه عن القراءة - 00:19:01
وتحريك اللسان قد يكون جهرا قد يكون سرا فاخبر جل وعلا عن النهي العام للجهر والسر في قوله جل وعلا آآ انه يعلم السر انه يعلم الجهر وما يخفى ثم قال - 00:19:22
ونيسرك لليسرى هذا وعد من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان نهى عن بعد ان وعده بما وعده او نهاه عن نسيان الوحي واخبره بانه سيقرؤه - 00:19:43
قال ونيسرك لليسرى اي سنسهل لك كل ما يوصلك الى اليسر. فاليسرى هنا اسم جامع لكل ما يحصل به السهولة واليسر السهولة واليسر والموافقة للامر الملائم للنفس مما لا حرج فيه ولا اثم ولا مشقة ولا عناء ولهذا قال وتشرع لك ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما - 00:20:01
عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر وكل هذه المعاني مندرجة في اليسر الذي الذي وعد الله تعالى رسوله بانه سييسره له ونيسرك بالقرآن وحفظه وضبطه وفي تبليغه بفهمه - 00:20:34
بالعمل به في الدعوة اليه وفي بقائه في امتك كل ذلك مما وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقرآن يسر من كل وجه كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر - 00:20:52
فهل من مدكر يسر القرآن في قراءته؟ في حفظه بفهمه في الدعوة اليه بتبليغه بي اه اه كل شأن من شؤونه في العمل به في كل شأن من شؤون هذا الكتاب المبين - 00:21:09
والله تعالى اعلم وصلى - 00:21:28
Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد الكاف في قوله سبح اسم ربك الكاف هنا كافي الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
وهذا امر له ولعموم الامة ولذلك لما نزلت هذه الاية كما في حديث عقبة ابن عامر الجهني رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها في سجودكم فدل ذلك على ان الامة مأمورة بما امر به صلى الله عليه وسلم - 00:00:14
هذا هو الاصل ولو لم يرد هذا الحديث لكان مندرجا في القاعدة ان الامر المتوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم موجه الى امته ما لم يدل الدليل على خصوصيته صلى الله عليه وسلم - 00:00:32
بعد ان ذكر تنزيه اسمه وهذا شامل لكل اسمائه جل في علاه ذكر جملة من صفاته الموجبة لتعظيمه وتقديسه وتمجيده سبحانه وبحمده فقال الذي خلق فسوى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى - 00:00:48
والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى هذه ثلاثة اوصاف ذكرها الله تعالى في هذه السورة للاعلى المطلوب تنزيهه سبحانه وبحمده الذي خلق فسوى. قال المصنف رحمه الله اي خلق الخليقة - 00:01:07
وسواه كل مخلوق في احسن الهيئات الذي خلق لم يذكر ما الذي خلق لم يذكر المخلوق هنا فافاد العموم ليشمل كل مخلوق في السماوات وفي الارظ فهو خالق كل شيء كما قال تعالى الله خالق كل شيء - 00:01:36
قل الله خالق كل شيء فالله سبحانه وبحمده خالق كل شيء فقوله الذي خلق اي خلق جميع الخلق فسوى قال في معنى التسوية باحسن الهيئات اي في احسن الصور وعلى اكمل - 00:01:57
تعديل وتقويم كما قال تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم فقوله فسوى اي فسوى ذلك المخلوق من الانس والجن والحيوان وما يعيش في البحر وما يعيش في البر وما يطير في السماء - 00:02:22
فالجميع مخلوق على هيئة مساواة قائمة معتدلة تدرك مصالحها وتستقيم به تستقيم به وتستقيم به حياتها ومعاشها قال والذي قدر فهدى الذي قدر فهدى الذي قدر هنا التقدير بمعنى ما - 00:02:43
قضاه الله تعالى على الخلق قبل ايجادهم فالتقدير هنا هو القضاء وليس المقصود بالتقدير هنا الخلق الذي خلق فهدى فمن فسر التقدير هنا بالخلق جانب الصواب لانه قد ذكر الخلق نصا في قوله الذي خلق فسوى - 00:03:19
ثم قال والذي قدر فهدى ولذلك قال مجاهد هدى الانسان للشقاوة والسعادة وهدى الانعام لمراتعها ثم قال وهذه الاية في قوله تعالى اخبارا عن موسى انه قال ربنا الذي ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه - 00:03:47
ثم هدى اي قدر قدرا وهدى الخلائق اليه والهداية هنا تشمل الهداية العامة والهداية الخاصة الهداية العامة التي بها يصلح المعاش فهذا كل مخلوق الى ما يصلحه دون تعليم فهدى الربيع الخارج من بطن امه - 00:04:10
الى التقام ثديها يستقيم معاشه ويكتفي من غذاء امه كذلك هدى البهائم الى مراتعها هدى كل احد الى ما فيه صلاحه هذا الهداية العامة هداية الهداية الكونية التي بها يحصل - 00:04:43
استقامة الخلق وهناك هداية خاصة وهي الهداية الدينية وذلك بان الله تعالى بين للناس الطريق الموصل اليه والطرق الصارف عنه كما قال تعالى وهديناه النجدين يعني الطريقين فله ان يختار هذا الطريق او هذا الطريق بينه الله تعالى - 00:05:18
فقوله والذي قدر فهدى الهداية هنا ليست فقط لبني ادم بل لكل الخلق وليست فقط فيما يتعلق بامر الديانة والطريق الموصل اليه بل في ذلك وفيما هو اوسع من ذلك مما يحتاج الخلق فيه الى هداية - 00:05:43
ثم قال والذي اخرج المرعى والذي اخرج المرعى ذكر هذا على وجه الخصوص من بين سائر خلق الله تعالى له فائدتان الفائدة الاولى الاعتبار بهذا المرعى الخارج بعد يبس وجفاف - 00:06:03
ما الذي اخرجه قادر على ان يحيي الموتى والامر الثاني الذي خص هذا بالذكر هو ما فيه من العبرة والعظة ما فيه من العبرة والعظة التي توجب الاعتبار بحال الدنيا فالدنيا - 00:06:34
زائلة متصرمة ليست دائمة باقية بل هي كالربيع يخرج يخرج نظرا يجلب ابصار النظار ويعجب الكفار الزراع ثم يذهب ويضمحل الذي اخرج المرعى المرعى ما ترعاه البهائم وقال اخرون بل هو جميع النبات يوصنهم فيه كما قال المصنف اي من جميع صنف النباتات والزروع - 00:06:58
فجعله غثاء احوى الضمير يعود اليه شيء فجعله المرعى غثاء اي يابسا جافا هشيما احوى اي اسود وذلك ان انه بعد تلك النظرة والجمال والبهاء يحول الى هذا الهشيم اليابس الاسود - 00:07:41
الذي تخشعر منه الابدان وتكرهه النفوس قال ابن عباس هشيما متغيرا وقال مجاهد وعن مجاهد وقتادة وابن زيد نحوه ثم اشار فيما نقل عن بن جرير الطبري ان من اهل العلم من قال ان احوى وصف للمرأة - 00:08:06
فيكون والذي اخرج المرعى احوى احواء يعني اسود من شدة خظاره تود من شدة خضاره الخظار اذا كان كثيفا مطبقا قارب السواد وكان له هذا اللون فيكون هذا من من التقديم والتأخير قدم شيئا واخر الوصف - 00:08:29
قدم الموصوف واخر الوصف وجعل بينهما غثاء لكن ابن جرير رحمه الله اعترض على هذا الوشم بانه لا حاجة له وانما يصار الى ذلك متى ما كان السياق لا يستقيم - 00:09:03
الا بهذا التوجيه فلو قال مثلا الذي اخرج المرعى فجعله غثاءا نظرا تمام هنا ما يمكن ان نقول غثاءا نظرا الغثاء لا يكون نظرا فنقول نظرا وصف للمرعى اخر لكن هنا لا حاجة لانه يصلح - 00:09:23
ان يوصف الغثاء بانه احواء وبالتالي لا حاجة الى تقديم وتأخير وهو ما ذكره هنا رحمه الله وهذا وان كان محتملا محتملا يعني يمكن ان يرد الا انه غير صواب - 00:09:47
لمخالفة اقوال لمخالفته لاقوال اهل التأويل ولانه بعيد لا حاجة اليه لا تدعو الحاجة اليه ثم بعد ذلك ذكر الله تعالى بعد ما ذكر من موجبات انعامه على خلقه باقامة معاشهم - 00:10:01
واصلاح دنياهم واقامة ما يعتبرون به ويتعظون ذكرا نعمة القرآن نعمة الهداية الى الطريق الموصل اليه فقال جل وعلا مخاطبا رسوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى - 00:10:26
ويسرك ليسرى وهذا كله خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه ما من الله تعالى به على رسوله من انزال القرآن وما وعده به من تيسيره لليسرى. يقول في التفسير - 00:10:47
وقوله سنقرؤك ايا محمد فلا تنسى وهذا اخبار من الله عز وجل ووعد منه له بانه سيقرؤه قراءة لا ينساها الا ما شاء الله. وهذا اختيار ابن جرير. وقال قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:04
لا ينسى شيئا الا ما شاء الله وقيل المراد بقوله فلا تنسى طلب وجعلوا معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النسخ. اي لا تنسى ما نقرؤك الا ما يشاء الا ما يشاء الله رفعه. فلا - 00:11:24
عليك الا ما يشاء الله رفعه فلا عليك ان تتركه وقوله انه يعلم الجهر وما يخفى اي يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونهم ان يعلم ما يجهر به ما يجهر به العباد وما - 00:11:42
ما يخفونه من اقوالهم وافعالهم لا يخفى عليه من ذلك شيء. وقوله تعالى ونيسرك لليسرى اي نسهل افعال الخير واقواله ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا. لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر - 00:11:59
طيب قوله تعالى سنقرئك الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خبر من الله تعالى نبيه انه سيعلمه القراءة التي يحصل بها الاعتبار والانتفاع بالقرآن ويحصل بها التبليغ ويحصل بها حفظ الوحي - 00:12:20
من الذهاب والاضمحلال وهذا نظير قوله تعالى في سورة القيامة ان علينا جمعه قرآنا فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه وقد تكفل الله لرسوله بحفظ القرآن وصيانته من الزيادة والنقصان - 00:12:43
ايضاحه وبيانه للناس فقول سنقرؤك ايا محمد ما ان انزل عليك وقوله فلا تنسى ذكر فيها وجهين الوجه الاول انها نفي سنقرئك قراءة لا تنسى معها وهذا هو الوجه الاول الذي ذكره وذكر اختيار الطبري له - 00:13:10
يقول وهذا اخبار من الله ووعد منه بانه سيقرؤه قراءة لا ينساها الا ما شاء الله الا ما شاء الله وهذا اختيار ابن جرير وقالت قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا ينسى شيئا الا ما شاء الله - 00:13:40
في قوله الا ما شاء الله على هذا الوجه على هذا التفسير اشكال الاستثناء في ماذا فيما اذا كانا قد تكفل الله بانه لا ينساه. ما الذي استدعى الاستثناء قال قال جماعة من اهل التفسير الا ما شاء الله مما قضى ان ينسخ - 00:14:04
فلا حاجة اليك في فلا حاجة بك الى حفظه وقال اخرون ان الاستثناء هنا هو ذكر للاستثناء تبركا وليس المقصود ذاته ليس المقصود ذات الاستثناء انه ان هناك ما سيستثنيه الله عز وجل - 00:14:29
وهذا نظير قول الله عز وجل في اهل الجنة وفي اهل النار في السعداء والاشقياء خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك مع بيانه انهم خالدون فيها ابدا - 00:14:55
باهل الجنة وفي اهل النار فيكون هذا كقولك لمن تعطيه خذ ما ترى الا ما اشاء وانت لا تشاء ان تمنعه شيئا فقالوا هذا كذلك والذي يظهر والله اعلم ان ذكر المشيئة هنا اما ان يقال - 00:15:16
بانه على وجه التبرك والامتنان و اما ان يقال ان ذلك وانه لن وانه لن يشاء ان لم يشأ ان ينسيه شيئا واما ان يقال ان هذا استثناء لما قدر الله نسخه ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها - 00:15:42
او مثلها هذا على الوجه الاول الذي اختاره ابن جرير وهو قول كثير من اهل التفسير القول الثاني ان قوله فلا تنسى نهي فيقول سنقرؤك فلا تنسى نهاه عن النسيان والنهي عن النسيان مع ان النسيان - 00:16:07
شيء يغلب عليه الانسان انما هو نهي عن اسبابه وما يؤدي اليه فنهاه عن ان ان يهمل القرآن او ان لا يتعهده او ان يقوم بما يكون سببا لنسيانه والا فالنسيان يغلب عليه الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فجعل ذلك من مقتضيات - 00:16:28
البشرية فهذا شيء مما فطر الله تعالى الناس عليه فيكون المنهي عنه هو ما كان نسيانا ناتجا عن تفريط واهمال واسباب من من قبل الانسان هذا هذي القراءة اشكاليتها ان رسم المصحف مخالف لقواعد - 00:17:00
الكتابة او قواعد الخط حيث انه لو كان نهيا لكان مقتضى ذلك حذف حرف العلة هكذا قال جماعة من اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان الاقرب ما ذهب اليه ابن جرير - 00:17:21
من انه من انه وعد من الله لرسوله وليس نهيا له ليس نهيا له عنان ينسى قال بعد ذلك انه يعلم الجهر وما يخفى انه اي الظمير يعود الى الله تعالى - 00:17:39
يعلم الجهر يعني ما بان وظهر من قول او عمل وما يخفى اي ما يسر به من الاقوال والاعمال فانه يعلمه جل وعلا وهذا مناسبته في السياق بيان عظيم سعة علم الله عز وجل - 00:17:59
وان ما كان من كان على هذا النحو فسيفي بما وعد اذ لا تخفى عليه خافية والسر عنده علانية فسيوفي ما وعد به رسوله وسينجز وعده سبحانه وبحمده هذا سر مناسبة - 00:18:22
قوله انه يعلم انه يعلم الجهر وما يخفى ولعل ذلك ايضا تحقيق لما نهى الله تعالى به عنه رسوله حيث كان يخافت لان لا يتفلت القرآن فنهاه عن القراءة كما قال - 00:18:40
ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه فنهاه عن ان يقرأ اه في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فنهاه عن القراءة - 00:19:01
وتحريك اللسان قد يكون جهرا قد يكون سرا فاخبر جل وعلا عن النهي العام للجهر والسر في قوله جل وعلا آآ انه يعلم السر انه يعلم الجهر وما يخفى ثم قال - 00:19:22
ونيسرك لليسرى هذا وعد من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ان نهى عن بعد ان وعده بما وعده او نهاه عن نسيان الوحي واخبره بانه سيقرؤه - 00:19:43
قال ونيسرك لليسرى اي سنسهل لك كل ما يوصلك الى اليسر. فاليسرى هنا اسم جامع لكل ما يحصل به السهولة واليسر السهولة واليسر والموافقة للامر الملائم للنفس مما لا حرج فيه ولا اثم ولا مشقة ولا عناء ولهذا قال وتشرع لك ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما - 00:20:01
عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر وكل هذه المعاني مندرجة في اليسر الذي الذي وعد الله تعالى رسوله بانه سييسره له ونيسرك بالقرآن وحفظه وضبطه وفي تبليغه بفهمه - 00:20:34
بالعمل به في الدعوة اليه وفي بقائه في امتك كل ذلك مما وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقرآن يسر من كل وجه كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر - 00:20:52
فهل من مدكر يسر القرآن في قراءته؟ في حفظه بفهمه في الدعوة اليه بتبليغه بي اه اه كل شأن من شؤونه في العمل به في كل شأن من شؤون هذا الكتاب المبين - 00:21:09
والله تعالى اعلم وصلى - 00:21:28