اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه عمه فيقول ربي اكرما اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين - 00:00:00
وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما يقول تعالى منكرا على الانسان في اعتقاده اذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك. فيعتقد ان ذلك من الله اكرام - 00:00:35
قل له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وكذلك في الجانب الاخر اذا اذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق - 00:00:58
يعتقد يعتقد ان ذلك من الله اهانة له. قال الله كلا اي ليس الامر كما زعم لا في هذا اولا في هذا فان الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب. ويضيق على من يحب ومن لا يحب. وانما المدار في - 00:01:18
على طاعة الله في كل من الحالين. اذا كان غنيا بان يشكر الله على ذلك. واذا كان فقيرا بان يصبر الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:38
فيقول الله جل وعلا فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما قوله فاما الفا هنا صلة ان ربك لبالمرصاد فان الفاء في هذه في اول هذه الاية متصلة - 00:01:57
بقوله ان ربك لبالمرصاد ان يحصي اعمال العباد ولا يريد منهم الا طاعته. فاما الانسان لا يريد الا الدنيا العاجلة ولذلك قص خبره في نظرته لما يعطيه الله عز وجل - 00:02:22
فقال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فاما الانسان هذا الجنس يشمل كل انسان هذا هو الاصل فيه الا من هذبه الايمان فان الاصل فيه هذا الذي ذكره الله تعالى - 00:02:37
من الاغترار بالنعمة و الجزع عند البلية قوله جل وعلا فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه ماء هنا زائدة تسمى صلة وهي لتأكيد المعنى تلاه اي اختبره ما يختبره به - 00:02:57
من العطاء وهذا وصف على وجه الانكار كما سيتبين لهذه الصفة في بني ادم فاكرمه ونعم اكرمه اي اعطاه من النعم واوسع له في العطاء ونعمه هذا ثمرة الاكرام فهذا عطف من باب عطف الخاص على العامة. التنعيم قد يكون اكراما وقد يكون لغير اكرام - 00:03:23
المقصود بقوله فاكرمه ونعمه اي اعطاه النعم وافاض عليه من العطايا فيقول هذا الجواب الشرط في قوله اذا ما ابتلاه فيقول ربي اكرمن يعني هذا ما يكون منه عند العطاء - 00:03:52
يقول ربي رزقني واكرما ويجعل ذلك دليلا على الاصطفاء دليلا على حب دليلا على المنزلة عند الله عز وجل واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه اي ضيق عليه العطاء - 00:04:16
بقدر من التقدير وهو التظييق فيقول ربي اهانني اي جعل مقابل اكراه مقابل التضييق او جعل دلالة التضييق انه مهان عند الله عز وجل وكلا الايتين تجتمع في معنا واحد - 00:04:43
وهو ان الانسان يجعل العطاء والمنع دليل المحبة والبغض دليل الاكرام والاهانة وليس الامر كذلك بل هو في كلا الحالين اختبارهم وامتحان ولذلك اتفق قوله اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه وفي الثانية قال - 00:05:11
واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فهو اختبار وامتحان في الصورتين وفي الحالين وقد قال الله تعالى كما نقل المؤلف ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبر نسارع في لهم في الخيرات - 00:05:30
قال بل لا يشعرون يعني بل لا يعلمون حقيقة الامر انهم لا يعلمون الواقع وان هذه العطايا والامداد ليست دليلا على المحبة والاصطفاء بل الله عز وجل قال كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك - 00:05:47
وما كان عطاء ربك محظورا ما كان ممنوعا عن جنس من الناس مؤمن او كافر بل يعطي الله تعالى هذا وذاك وله الحكمة في العطاء والمنع ثم بعد ان قرر الله جل وعلا هذا - 00:06:05
هذه الحال المستغربة من بني ادم وهي حالهم في الاختبار بالانعام والاختبار الامساك قال جل وعلا كلا هذه كلمة ردع وزجر اي ليس الامر كما تظنون يقول كلا اليس الامر كما زعم. يعني الانسان - 00:06:22
لا في هذا اي في الاكرام ولا في هذا اي في امساك تقدير فان الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب - 00:06:44
وانما المدار في ذلك اي دلالة الطاعة دلالة الاكرام علامة محبة والاصطفاء الطاعة طاعة الله في كل من الحالين هذا الذي يدل على الاكرام الحقيقي ان يحقق العبد طاعة الله - 00:06:58
حققوا عبوديته لله عز وجل بالسراء والضراء العسر واليسر وفي الغنى والافتقار وفي المنشط والمكره اذا كان غنيا بان يشكر الله على ذلك واذا كان فقيرا بان يصبر كلا هذه لنفي ما تقدم لكنه نفي - 00:07:19
جازم متضمن ما يردع ويزجر ولذلك قيل ان كلا كلمة ردع وزجر لتكف النفس عن هذا الوهم وهذا الخيال الذي يغر الانسان فيظن به المكانة عند الله في العطاء والابعاد - 00:07:40
في الماء وليس الامر كما توهم وظن نعم وقوله بل لا تكرمون اليتيم فيه امر بالاكرام له كما جاء في الحديث الذي رواه عبدالله بن المبارك عن سعيد ابن ابي ايوب عن يحيى ابن ابي سليمان عن زيد ابن ابي عتاب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم خير بيت في المسلمين - 00:08:08
لبيت فيه يتيم يحسن اليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه ثم قال باصبعه انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال ابو داوود حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال اخبرنا عبد العزيز - 00:08:32
يعني يعني ابن ابي حازم قال حدثني ابي انسهل يعني يعني ابن سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا وكافل اليتيم انا انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وقرن بين اصبعي الوسطى والتي تلي الابهام - 00:08:52
طيب بعد ان ذكر الله جل وعلا حال الانسان بظنه المخطئ من حيث الاكرام والانعام وردى عن ذلك ذكر حالا اخرى من احوال كثير من الناس وهي التسلط على الضعيف - 00:09:14
بالامساك عنه ولذلك قال جل وعلا بل لا تكرمون اليتيم هذا اظراب الانتقال من حال الى حال لتوصيف حال هؤلاء الذين ظنوا ما ظنوا من ان العطاء دليل رغم ان المنع دليل الابعاد - 00:09:35
عاد النصر لبيان حال اخرى من احوالهم وهي انهم لا يكرمون اليتيم لا يحسنون اليه وهنا قال كلا قال بل لا تكرمون اليتيم فالنفي هنا لحال هؤلاء الذين خوطبوا به من كفار مكة - 00:09:53
الذين كانوا على هذه الحال من عدم اكرام اليتيم والاكرام هي المنزلة العليا لم يقل الله تعالى آآ بل لا بل لا تعطون اليتيم حقه بل جعل المنفي هو اعلى ما يكون من درجات الاحسان وهو الاكرام - 00:10:17
بل لا تكرمون اليتيم واليتيم هو من فقد اباه دون البلوغ ذكرا كان او انثى فكل من فقد اباه دون البلوغ فهو يتيم وهذا يدل على سوء حال هؤلاء فهم ضموا الى سوء الاعتقاد سوء العمل - 00:10:36
ضموا الى سوء الاعتقاد يوم ظنوا ان بان ظنوا ان العطاء يدل على الاكرام وان المنع يدل على الاهانة اظافوا الى ذلك سواء عمليا وهو انهم لا يكرمون اليتيم ثم قال جل وعلا - 00:10:57
ولا تحاضون على طعام المسكين اي لا يأمرون بالاحسان الى الفقراء والمساكين لا يحث بعضهم بعضا ولا يشجع بعظهم بعظا على الاحسان الى المساكين مع وجود ما يستوجب العطاء ويستدعي الرأفة والرحمة - 00:11:18
والجامع بين المسكين واليتيم ان كليهما في حال تستوجب العطف وتستوجب الاحسان وتستدعي الرقة فاذا منع الانسان الاحسان في مثل هذه الاحوال فهو عن الاحسان في غيرها ابعد لانه ممتنع عن ما ينبغي من احسان واكرام - 00:11:41
احسانا للفقير واكراما لليتيم فيكون ذلك آآ آآ دليلا على قسوة قلبه وعدم رحمته وضعف يقينه بعطاء الله تعالى وخلفه نعم ولا تحاضون على طعام المسكين. يعني لا يأمرون بالاحسان الى الفقراء والمساكين. ويحث بعضهم على بعض ويحث بعضهم على - 00:12:05
بعضهم في ذلك وتأكلون التراث يعني الميراث اكلا لما اي من اي جهة حصل لهم من حلال او حرام وتحبون المال حبا جما اي كثيرا. زاد بعضهم فاحشا قوله تعالى وتأكلون التراث التراث يعني الميراث - 00:12:35
اكلة لما هو اشارة الى المال وانما ذكر الميراث لانه قد ذكر قبله اليتيم واليتيم له مال يقام عليه وقوله اكلا لما اي اكلا دون تحر للحلال والحرام منه بل - 00:13:02
اكلا شديدا يمنعون به الحقوق للضعفاء وهذا اظافة لما كانوا عليه من سوء بعدم اكرام اليتيم وفي عدم اطعام المسكين ذكر سوءا ثالثا من اعمالهم وهي اكل الميراث بالظلم والاعتداء - 00:13:27
فيأكلون اموال الضعفاء من اليتامى والنساء وسائل من لا قدرة له على انتزاع حقه وهذا معنى قوله جل وعلا لما و قوله لما اي جمعا مأخوذ من الجمع لممت المال جمعته - 00:13:57
اقول اكلا لما اي اكلا بشعا شرها جمعا دون تمييز لحلال او حرام نعم واضح معنى لما نعم وتحبون المال حبا جما اي تمل نفوسكم الى المال ميلا شديدا فاحشا - 00:14:30
وهذا فيه ذم ذلك الوصف وان هذه المحبة الشديدة تحمل على السعي في اكتسابه من كل وجه دون تمييز بين حلال وحرام ودون رقابة لحق الله تعالى في هذه الاموال - 00:15:04
وتأكلون وتحبون المال حبا جما شديدا كثيرا بالغا قويا نعم كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى. يقول يا ليت - 00:15:26
قدمت لحياتي. فيومئذ لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الاهوال العظيمة فقال كلا اي حقا. اذا دكت الارض دكا دكا - 00:15:59
اي وطئت ومهدت سويت الارض والجبال وقام الخلائق من قبورهم لربهم وجاء ربك يعني لفصل القضاء خلقه وذلك وذلك بعدما يستشفعونيه. وذلك بعدما يستشفعون اليه بسيد ولد ادم الاطلاق محمد صلى الله عليه وسلم. بعدما يسألون اولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد. فكلهم يقول لست - 00:16:39
وبصاحب ذاكم حتى تنتهي النوبة الى محمد محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها فيذهب فيشفع عند الله في ان يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك. وهي اول الشفاعات وهي المقام المحمود - 00:17:09
كما تقدم بيانه في سورة سبحان فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء. والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا طيب قوله تعالى كلا هنا فسرها المصنف بحقا واكثر المفسرين على انها جارية على بابها وانها كلمة ردع وزجر - 00:17:29
وذلك لما ذكر الله تعالى من خصالهم التي كانوا عليها من عدم اكرام اليتيم وعدم الحث على اطعام المسكين واكل الميراث بغير وجه حق والاقبال على الاموال باكتسابها من كل وجه - 00:17:56
دون تمييز لحلال عن حرام؟ قال كلا اي ردع لهم عن هذا المسار وذلك المسلك وانهم لا ينتفعون به بل يضرهم ثم ذكر احوال القيامة ذلك انه اليوم الذي يسأل فيه الانسان عن - 00:18:13
ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ويسأل عن عمله وعن عمره فلذلك ذكر الله تعالى ذلك اليوم تذكيرا وذكره على الوجه الذي يفيد ذهاب كل ما في يد الناس حيث قال تعالى اذا دكت الارض دكا دكا ودك الارظ رجها - 00:18:30
وهزها و يترتب على هذا الدك ذهاب كل ما عليها من بناء واموال وانعام واملاك فهذا الذي يجمعه الناس ويشحون به من المال و يغتصبونه من حقوق الناس لن يبقى معهم - 00:18:57
انما الذي يبقى معهم هو وزر ذلك الظلم وتلك الجناية بذلك اليوم الذي يحاسب الناس فيه على النقير والقطمير كلا اذا دكت الارض دكا وطئت ومهدت وسويت الارض والجبال فلا يبقى ملك كما قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة - 00:19:21
وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم فلا يأتي الانسان بشيء الا بما كان من حصائد اعماله الصالح منها وغيره يقول الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. مجيء الله لفصل القضاء والمحاسبة - 00:19:49
وسيحاسب هؤلاء الذين لم يكرموا اليتيم وهؤلاء الذين لم يحظوا على طعام المسكين وهؤلاء الذين اكلوا اموال الورثة بغير حق لظعفهم من النساء والصبيان وهؤلاء الذين اسرفوا في حب المال حتى عبدوه من دون الله - 00:20:09
فتعسوا كما قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد دينار تاع عيسى عبد الدرهم تعبس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة انشقوا في الدنيا ويشقون في الاخرة وجاء ربك والملك ايها الملائكة - 00:20:31
ويشمل جميع الملائكة يأتون على هذا النحو صفا صفا هاي حالة كونهم صفوفا بين يدي الله عز وجل معظمين له قائمين بامره يفعلون ما يأمرهم به كما قال تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون - 00:20:49
طيب وجيء يومئذ بجهنم. وقوله وجيء يومئذ بجهنم. قال الامام مسلم بن الحجاج في صحيحه حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا ابي عن العلا ابن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبدالله هو ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:09
مم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام. مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها. وهكذا رواه الترمذي عن عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي عن عمر ابن حفص به ورواه ايضا عن ورواه ايضا عن عبدالله عن عبد - 00:21:31
عن عبد ابن حميد عن عن ابي عامر عن سفيان الثوري عن العلاء ابن خالد عن شقيق ابن سلمة وهو ابو وائل عن عبد الله ابن مسعود قوله ولم يرفعه وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن عرفة عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبدالله قوله - 00:21:50
طيب قوله جل وعلا هذه الاية وجيئة يومئذ بجهنم جاء بها لانها مآل اهل من ذكر الله تعالى من الصفات من الاغترار بالعطاء والجزاء عند الحرمان وعدم اكرام اليتيم وعدم الحث على طعام المسكين هؤلاء كلهم - 00:22:10
مآلهم الى هذه النار ولذلك ذكرها الله تعالى وجيء يومئذ بجهنم جهنم اسم للنار نسأل الله السلامة منها وقد ذكر المجيء بها وانها يؤتى بها الى من استحقوها تعجيلا لهم بالعقوبة وقد جاء ذلك في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - 00:22:45
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بجهنم يومئذ يعني يوم القيامة لها سبعون الف زمام سبعون الف زمام هذا على العدد او على التكفير الله اعلم مع كل زمام سبعون الف ملك - 00:23:12
وهؤلاء الملائكة على عظم خلقهم وقوتهم وشدتهم كل سبعين الف ملك يمسكون بزمام واحد وهذا يدل على عظمها وكبرها وشدتها نسأل الله السلامة منها يجرونها اي يقربونها لاهلها وهذا معنى قوله وجيئة يومئذ بجهنم هو سحب هؤلاء الملائكة وجرهم لجهنم بهذه الازمة التي ذكرها الله جل وعلا - 00:23:29
ثم قال يومئذ يتذكر الانسان ما سعى نعم وقوله يومئذ يتذكر الانسان اي عمله وما كان اسلفه في قديم دهره وحديثه وانى له الذكرى؟ اي وكيف تنفعه الذكرى؟ يقول يا ليتني قدمت لحياتي. يعني يندم على ما كان سلف منه - 00:24:09
من المعاصي ان كان عاصيا ويود لو كان ازداد من الطاعات ان كان طائعا. كما قال الامام احمد بن حنبل حدثنا علي ابن اسحاق قال حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك - 00:24:36
قال حدثنا ثور ابن يزيد عن خال ابن عن خالد ابن معدان عن جبير ابن نفير عن محمد ابن ابي عميرة وكان من اصحاب رسول صلى الله عليه وسلم قال لو ان عبدا خر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت هرما في طاعة الله لحقر - 00:24:53
يوم القيامة ولود انه يرد الى الدنيا كي ما يزداد من الاجر والثواب وقد رواه ايضا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عتبة ابن عبد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:13
قوله جل وعلا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يومئذ هذه قال المفسرون انها بدل من اذا وجوابها المتقدم الله تعالى قال في الايات السابقة كلا اذا دكت الارظ دكا وجاء ربك والملك صفا صفا - 00:25:36
وجيء يومئذ بجهنم الجواب قيل انه مقدر يفهم من السياق وهو تقديره يتذكر اذا دكت الارض دك جيء يومئذ بجهنم تذكر الانسان ما سعى تذكر الانسان العمل الذي تقدم وانه لا ينفعه وانه اخطأ فيما كان - 00:26:06
من العصيان قول يومئذ يتذكر الانسان ما سعى الى انها بدل من اذا وجوابها وقوله تعالى يتذكر الانسان ما سعى ان يستحضر ما كان من سالف عمله والانسان هنا قال جماعة من المفسرين الكافر يتذكر الانسان - 00:26:34
الكافر ما كان من سعيه وعمله وبطشه واستكباره وانى له الذكرى اي كيف تنفعه الذكرى في ذلك الوقت وقد انقطع العمل يقول يا ليتني قدمت لحياتي يتمنى هذه الحال وهي ان ان يكون قد زلف وقدم - 00:27:00
من العمل الصالح ما ينتفع به في ذلك الموقف ولذلك يندم غاية الندم على ما كان من اساءة ومن شدة ندمه انه يتمنى ان يكون ترابا كما قال تعالى ويقول الكافر يا ليتني كنت - 00:27:26
ترابا ترابا يعني في ذلك اليوم كما يفصل وذلك بعد فصل القضاء كما يفصل القضاء بين البهائم التي لا تعقل فتصير ترابا بعد الاقتصاص او ترابا يعني لم اخلق من الاصل - 00:27:47
ولم اكلف او ترابا هذا المعنى الثالث اي لم اعد بعدها لم ابعث بعد موته. صرت الى التراب وانتهى بالمطاف نعم يومئذ اه يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذبون اقف على هذا - 00:28:05
نكمل ان شاء الله الدرس القادم - 00:28:28
Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه عمه فيقول ربي اكرما اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين - 00:00:00
وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما يقول تعالى منكرا على الانسان في اعتقاده اذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك. فيعتقد ان ذلك من الله اكرام - 00:00:35
قل له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وكذلك في الجانب الاخر اذا اذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق - 00:00:58
يعتقد يعتقد ان ذلك من الله اهانة له. قال الله كلا اي ليس الامر كما زعم لا في هذا اولا في هذا فان الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب. ويضيق على من يحب ومن لا يحب. وانما المدار في - 00:01:18
على طاعة الله في كل من الحالين. اذا كان غنيا بان يشكر الله على ذلك. واذا كان فقيرا بان يصبر الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد - 00:01:38
فيقول الله جل وعلا فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما قوله فاما الفا هنا صلة ان ربك لبالمرصاد فان الفاء في هذه في اول هذه الاية متصلة - 00:01:57
بقوله ان ربك لبالمرصاد ان يحصي اعمال العباد ولا يريد منهم الا طاعته. فاما الانسان لا يريد الا الدنيا العاجلة ولذلك قص خبره في نظرته لما يعطيه الله عز وجل - 00:02:22
فقال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فاما الانسان هذا الجنس يشمل كل انسان هذا هو الاصل فيه الا من هذبه الايمان فان الاصل فيه هذا الذي ذكره الله تعالى - 00:02:37
من الاغترار بالنعمة و الجزع عند البلية قوله جل وعلا فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه ماء هنا زائدة تسمى صلة وهي لتأكيد المعنى تلاه اي اختبره ما يختبره به - 00:02:57
من العطاء وهذا وصف على وجه الانكار كما سيتبين لهذه الصفة في بني ادم فاكرمه ونعم اكرمه اي اعطاه من النعم واوسع له في العطاء ونعمه هذا ثمرة الاكرام فهذا عطف من باب عطف الخاص على العامة. التنعيم قد يكون اكراما وقد يكون لغير اكرام - 00:03:23
المقصود بقوله فاكرمه ونعمه اي اعطاه النعم وافاض عليه من العطايا فيقول هذا الجواب الشرط في قوله اذا ما ابتلاه فيقول ربي اكرمن يعني هذا ما يكون منه عند العطاء - 00:03:52
يقول ربي رزقني واكرما ويجعل ذلك دليلا على الاصطفاء دليلا على حب دليلا على المنزلة عند الله عز وجل واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه اي ضيق عليه العطاء - 00:04:16
بقدر من التقدير وهو التظييق فيقول ربي اهانني اي جعل مقابل اكراه مقابل التضييق او جعل دلالة التضييق انه مهان عند الله عز وجل وكلا الايتين تجتمع في معنا واحد - 00:04:43
وهو ان الانسان يجعل العطاء والمنع دليل المحبة والبغض دليل الاكرام والاهانة وليس الامر كذلك بل هو في كلا الحالين اختبارهم وامتحان ولذلك اتفق قوله اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه وفي الثانية قال - 00:05:11
واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فهو اختبار وامتحان في الصورتين وفي الحالين وقد قال الله تعالى كما نقل المؤلف ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبر نسارع في لهم في الخيرات - 00:05:30
قال بل لا يشعرون يعني بل لا يعلمون حقيقة الامر انهم لا يعلمون الواقع وان هذه العطايا والامداد ليست دليلا على المحبة والاصطفاء بل الله عز وجل قال كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك - 00:05:47
وما كان عطاء ربك محظورا ما كان ممنوعا عن جنس من الناس مؤمن او كافر بل يعطي الله تعالى هذا وذاك وله الحكمة في العطاء والمنع ثم بعد ان قرر الله جل وعلا هذا - 00:06:05
هذه الحال المستغربة من بني ادم وهي حالهم في الاختبار بالانعام والاختبار الامساك قال جل وعلا كلا هذه كلمة ردع وزجر اي ليس الامر كما تظنون يقول كلا اليس الامر كما زعم. يعني الانسان - 00:06:22
لا في هذا اي في الاكرام ولا في هذا اي في امساك تقدير فان الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب ويضيق على من يحب ومن لا يحب - 00:06:44
وانما المدار في ذلك اي دلالة الطاعة دلالة الاكرام علامة محبة والاصطفاء الطاعة طاعة الله في كل من الحالين هذا الذي يدل على الاكرام الحقيقي ان يحقق العبد طاعة الله - 00:06:58
حققوا عبوديته لله عز وجل بالسراء والضراء العسر واليسر وفي الغنى والافتقار وفي المنشط والمكره اذا كان غنيا بان يشكر الله على ذلك واذا كان فقيرا بان يصبر كلا هذه لنفي ما تقدم لكنه نفي - 00:07:19
جازم متضمن ما يردع ويزجر ولذلك قيل ان كلا كلمة ردع وزجر لتكف النفس عن هذا الوهم وهذا الخيال الذي يغر الانسان فيظن به المكانة عند الله في العطاء والابعاد - 00:07:40
في الماء وليس الامر كما توهم وظن نعم وقوله بل لا تكرمون اليتيم فيه امر بالاكرام له كما جاء في الحديث الذي رواه عبدالله بن المبارك عن سعيد ابن ابي ايوب عن يحيى ابن ابي سليمان عن زيد ابن ابي عتاب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم خير بيت في المسلمين - 00:08:08
لبيت فيه يتيم يحسن اليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه ثم قال باصبعه انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال ابو داوود حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال اخبرنا عبد العزيز - 00:08:32
يعني يعني ابن ابي حازم قال حدثني ابي انسهل يعني يعني ابن سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا وكافل اليتيم انا انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وقرن بين اصبعي الوسطى والتي تلي الابهام - 00:08:52
طيب بعد ان ذكر الله جل وعلا حال الانسان بظنه المخطئ من حيث الاكرام والانعام وردى عن ذلك ذكر حالا اخرى من احوال كثير من الناس وهي التسلط على الضعيف - 00:09:14
بالامساك عنه ولذلك قال جل وعلا بل لا تكرمون اليتيم هذا اظراب الانتقال من حال الى حال لتوصيف حال هؤلاء الذين ظنوا ما ظنوا من ان العطاء دليل رغم ان المنع دليل الابعاد - 00:09:35
عاد النصر لبيان حال اخرى من احوالهم وهي انهم لا يكرمون اليتيم لا يحسنون اليه وهنا قال كلا قال بل لا تكرمون اليتيم فالنفي هنا لحال هؤلاء الذين خوطبوا به من كفار مكة - 00:09:53
الذين كانوا على هذه الحال من عدم اكرام اليتيم والاكرام هي المنزلة العليا لم يقل الله تعالى آآ بل لا بل لا تعطون اليتيم حقه بل جعل المنفي هو اعلى ما يكون من درجات الاحسان وهو الاكرام - 00:10:17
بل لا تكرمون اليتيم واليتيم هو من فقد اباه دون البلوغ ذكرا كان او انثى فكل من فقد اباه دون البلوغ فهو يتيم وهذا يدل على سوء حال هؤلاء فهم ضموا الى سوء الاعتقاد سوء العمل - 00:10:36
ضموا الى سوء الاعتقاد يوم ظنوا ان بان ظنوا ان العطاء يدل على الاكرام وان المنع يدل على الاهانة اظافوا الى ذلك سواء عمليا وهو انهم لا يكرمون اليتيم ثم قال جل وعلا - 00:10:57
ولا تحاضون على طعام المسكين اي لا يأمرون بالاحسان الى الفقراء والمساكين لا يحث بعضهم بعضا ولا يشجع بعظهم بعظا على الاحسان الى المساكين مع وجود ما يستوجب العطاء ويستدعي الرأفة والرحمة - 00:11:18
والجامع بين المسكين واليتيم ان كليهما في حال تستوجب العطف وتستوجب الاحسان وتستدعي الرقة فاذا منع الانسان الاحسان في مثل هذه الاحوال فهو عن الاحسان في غيرها ابعد لانه ممتنع عن ما ينبغي من احسان واكرام - 00:11:41
احسانا للفقير واكراما لليتيم فيكون ذلك آآ آآ دليلا على قسوة قلبه وعدم رحمته وضعف يقينه بعطاء الله تعالى وخلفه نعم ولا تحاضون على طعام المسكين. يعني لا يأمرون بالاحسان الى الفقراء والمساكين. ويحث بعضهم على بعض ويحث بعضهم على - 00:12:05
بعضهم في ذلك وتأكلون التراث يعني الميراث اكلا لما اي من اي جهة حصل لهم من حلال او حرام وتحبون المال حبا جما اي كثيرا. زاد بعضهم فاحشا قوله تعالى وتأكلون التراث التراث يعني الميراث - 00:12:35
اكلة لما هو اشارة الى المال وانما ذكر الميراث لانه قد ذكر قبله اليتيم واليتيم له مال يقام عليه وقوله اكلا لما اي اكلا دون تحر للحلال والحرام منه بل - 00:13:02
اكلا شديدا يمنعون به الحقوق للضعفاء وهذا اظافة لما كانوا عليه من سوء بعدم اكرام اليتيم وفي عدم اطعام المسكين ذكر سوءا ثالثا من اعمالهم وهي اكل الميراث بالظلم والاعتداء - 00:13:27
فيأكلون اموال الضعفاء من اليتامى والنساء وسائل من لا قدرة له على انتزاع حقه وهذا معنى قوله جل وعلا لما و قوله لما اي جمعا مأخوذ من الجمع لممت المال جمعته - 00:13:57
اقول اكلا لما اي اكلا بشعا شرها جمعا دون تمييز لحلال او حرام نعم واضح معنى لما نعم وتحبون المال حبا جما اي تمل نفوسكم الى المال ميلا شديدا فاحشا - 00:14:30
وهذا فيه ذم ذلك الوصف وان هذه المحبة الشديدة تحمل على السعي في اكتسابه من كل وجه دون تمييز بين حلال وحرام ودون رقابة لحق الله تعالى في هذه الاموال - 00:15:04
وتأكلون وتحبون المال حبا جما شديدا كثيرا بالغا قويا نعم كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى. يقول يا ليت - 00:15:26
قدمت لحياتي. فيومئذ لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الاهوال العظيمة فقال كلا اي حقا. اذا دكت الارض دكا دكا - 00:15:59
اي وطئت ومهدت سويت الارض والجبال وقام الخلائق من قبورهم لربهم وجاء ربك يعني لفصل القضاء خلقه وذلك وذلك بعدما يستشفعونيه. وذلك بعدما يستشفعون اليه بسيد ولد ادم الاطلاق محمد صلى الله عليه وسلم. بعدما يسألون اولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد. فكلهم يقول لست - 00:16:39
وبصاحب ذاكم حتى تنتهي النوبة الى محمد محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها فيذهب فيشفع عند الله في ان يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك. وهي اول الشفاعات وهي المقام المحمود - 00:17:09
كما تقدم بيانه في سورة سبحان فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء. والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا طيب قوله تعالى كلا هنا فسرها المصنف بحقا واكثر المفسرين على انها جارية على بابها وانها كلمة ردع وزجر - 00:17:29
وذلك لما ذكر الله تعالى من خصالهم التي كانوا عليها من عدم اكرام اليتيم وعدم الحث على اطعام المسكين واكل الميراث بغير وجه حق والاقبال على الاموال باكتسابها من كل وجه - 00:17:56
دون تمييز لحلال عن حرام؟ قال كلا اي ردع لهم عن هذا المسار وذلك المسلك وانهم لا ينتفعون به بل يضرهم ثم ذكر احوال القيامة ذلك انه اليوم الذي يسأل فيه الانسان عن - 00:18:13
ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ويسأل عن عمله وعن عمره فلذلك ذكر الله تعالى ذلك اليوم تذكيرا وذكره على الوجه الذي يفيد ذهاب كل ما في يد الناس حيث قال تعالى اذا دكت الارض دكا دكا ودك الارظ رجها - 00:18:30
وهزها و يترتب على هذا الدك ذهاب كل ما عليها من بناء واموال وانعام واملاك فهذا الذي يجمعه الناس ويشحون به من المال و يغتصبونه من حقوق الناس لن يبقى معهم - 00:18:57
انما الذي يبقى معهم هو وزر ذلك الظلم وتلك الجناية بذلك اليوم الذي يحاسب الناس فيه على النقير والقطمير كلا اذا دكت الارض دكا وطئت ومهدت وسويت الارض والجبال فلا يبقى ملك كما قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة - 00:19:21
وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم فلا يأتي الانسان بشيء الا بما كان من حصائد اعماله الصالح منها وغيره يقول الله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. مجيء الله لفصل القضاء والمحاسبة - 00:19:49
وسيحاسب هؤلاء الذين لم يكرموا اليتيم وهؤلاء الذين لم يحظوا على طعام المسكين وهؤلاء الذين اكلوا اموال الورثة بغير حق لظعفهم من النساء والصبيان وهؤلاء الذين اسرفوا في حب المال حتى عبدوه من دون الله - 00:20:09
فتعسوا كما قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد دينار تاع عيسى عبد الدرهم تعبس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة انشقوا في الدنيا ويشقون في الاخرة وجاء ربك والملك ايها الملائكة - 00:20:31
ويشمل جميع الملائكة يأتون على هذا النحو صفا صفا هاي حالة كونهم صفوفا بين يدي الله عز وجل معظمين له قائمين بامره يفعلون ما يأمرهم به كما قال تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون - 00:20:49
طيب وجيء يومئذ بجهنم. وقوله وجيء يومئذ بجهنم. قال الامام مسلم بن الحجاج في صحيحه حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا ابي عن العلا ابن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبدالله هو ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:09
مم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام. مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها. وهكذا رواه الترمذي عن عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي عن عمر ابن حفص به ورواه ايضا عن ورواه ايضا عن عبدالله عن عبد - 00:21:31
عن عبد ابن حميد عن عن ابي عامر عن سفيان الثوري عن العلاء ابن خالد عن شقيق ابن سلمة وهو ابو وائل عن عبد الله ابن مسعود قوله ولم يرفعه وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن عرفة عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبدالله قوله - 00:21:50
طيب قوله جل وعلا هذه الاية وجيئة يومئذ بجهنم جاء بها لانها مآل اهل من ذكر الله تعالى من الصفات من الاغترار بالعطاء والجزاء عند الحرمان وعدم اكرام اليتيم وعدم الحث على طعام المسكين هؤلاء كلهم - 00:22:10
مآلهم الى هذه النار ولذلك ذكرها الله تعالى وجيء يومئذ بجهنم جهنم اسم للنار نسأل الله السلامة منها وقد ذكر المجيء بها وانها يؤتى بها الى من استحقوها تعجيلا لهم بالعقوبة وقد جاء ذلك في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - 00:22:45
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بجهنم يومئذ يعني يوم القيامة لها سبعون الف زمام سبعون الف زمام هذا على العدد او على التكفير الله اعلم مع كل زمام سبعون الف ملك - 00:23:12
وهؤلاء الملائكة على عظم خلقهم وقوتهم وشدتهم كل سبعين الف ملك يمسكون بزمام واحد وهذا يدل على عظمها وكبرها وشدتها نسأل الله السلامة منها يجرونها اي يقربونها لاهلها وهذا معنى قوله وجيئة يومئذ بجهنم هو سحب هؤلاء الملائكة وجرهم لجهنم بهذه الازمة التي ذكرها الله جل وعلا - 00:23:29
ثم قال يومئذ يتذكر الانسان ما سعى نعم وقوله يومئذ يتذكر الانسان اي عمله وما كان اسلفه في قديم دهره وحديثه وانى له الذكرى؟ اي وكيف تنفعه الذكرى؟ يقول يا ليتني قدمت لحياتي. يعني يندم على ما كان سلف منه - 00:24:09
من المعاصي ان كان عاصيا ويود لو كان ازداد من الطاعات ان كان طائعا. كما قال الامام احمد بن حنبل حدثنا علي ابن اسحاق قال حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك - 00:24:36
قال حدثنا ثور ابن يزيد عن خال ابن عن خالد ابن معدان عن جبير ابن نفير عن محمد ابن ابي عميرة وكان من اصحاب رسول صلى الله عليه وسلم قال لو ان عبدا خر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت هرما في طاعة الله لحقر - 00:24:53
يوم القيامة ولود انه يرد الى الدنيا كي ما يزداد من الاجر والثواب وقد رواه ايضا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عتبة ابن عبد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:13
قوله جل وعلا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يومئذ هذه قال المفسرون انها بدل من اذا وجوابها المتقدم الله تعالى قال في الايات السابقة كلا اذا دكت الارظ دكا وجاء ربك والملك صفا صفا - 00:25:36
وجيء يومئذ بجهنم الجواب قيل انه مقدر يفهم من السياق وهو تقديره يتذكر اذا دكت الارض دك جيء يومئذ بجهنم تذكر الانسان ما سعى تذكر الانسان العمل الذي تقدم وانه لا ينفعه وانه اخطأ فيما كان - 00:26:06
من العصيان قول يومئذ يتذكر الانسان ما سعى الى انها بدل من اذا وجوابها وقوله تعالى يتذكر الانسان ما سعى ان يستحضر ما كان من سالف عمله والانسان هنا قال جماعة من المفسرين الكافر يتذكر الانسان - 00:26:34
الكافر ما كان من سعيه وعمله وبطشه واستكباره وانى له الذكرى اي كيف تنفعه الذكرى في ذلك الوقت وقد انقطع العمل يقول يا ليتني قدمت لحياتي يتمنى هذه الحال وهي ان ان يكون قد زلف وقدم - 00:27:00
من العمل الصالح ما ينتفع به في ذلك الموقف ولذلك يندم غاية الندم على ما كان من اساءة ومن شدة ندمه انه يتمنى ان يكون ترابا كما قال تعالى ويقول الكافر يا ليتني كنت - 00:27:26
ترابا ترابا يعني في ذلك اليوم كما يفصل وذلك بعد فصل القضاء كما يفصل القضاء بين البهائم التي لا تعقل فتصير ترابا بعد الاقتصاص او ترابا يعني لم اخلق من الاصل - 00:27:47
ولم اكلف او ترابا هذا المعنى الثالث اي لم اعد بعدها لم ابعث بعد موته. صرت الى التراب وانتهى بالمطاف نعم يومئذ اه يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذبون اقف على هذا - 00:28:05
نكمل ان شاء الله الدرس القادم - 00:28:28