العقيدة السفارينية

الدرس (45) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

بسم الله الرحمن الرحيم قال الناظم غفر الله له ولشيخنا وللحاضرين ومن عظيم منة السلام ولطفه بسائر الانام ان ارشد الخلق الى الوصول مبينا للحق بالرسول وشرط من اكرم بالنبوة - 00:00:00ضَ

حرية ذكورة كقوة ولا تنال رتبة النبوة بالكسب والتهذيب والفتوة لكنها فضل من المولى الاجل من المولى الاجل لمن يشأ من خلقه الى الاجل ولم تزل فيما مضى الانباء من فضله تأتي لمن يشاء - 00:00:22ضَ

حتى اتى بالخاتم الذي ختم به واعلانا على كل الامم وخصه بذاك كالمقام وبعثه لسائر الانام ومعجز القرآن كالمعراج حقا بلا ميل ولا اعوجاج الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله - 00:00:45ضَ

واصحابه اجمعين اما بعد هذا الباب آآ اتى به المصنف رحمه الله لذكر ما يتصل الايمان بالرسل وهو اصل من اصول الايمان. لا يتم ايمان احد الا به فالايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:01:07ضَ

والايمان بالرسل يتحقق بايمان مجمل وايمان مفصل. اما الايمان المجمل هو الايمان بان الله تعالى اصطفى من البشر رسلا اوحى اليهم الهدى ودين الحق ارسلهم الى الناس ليخرجوهم من الظلمات الى النور - 00:01:31ضَ

فمن امن بهم هدي ومن عارضهم وكفر بهم ظل وعمي هذا المعنى المجمل ينتظم كل من ارسله الله تعالى من الرسل بلا استثناء اما الامام المفصل فلما الفصل هو الايمان - 00:02:04ضَ

بمن سماهم الله تعالى من المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم فيجب الايمان برسالتهم ونبوتهم فكل من سماه الله تعالى من الرسل وجب الايمان به وقد اشار الله تعالى الى انه لم - 00:02:34ضَ

يسمي جميع من ارسله نبأه من البشر كما قال تعالى منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليه قسمه الله تعالى الى قسمين فمن قص الله تعالى خبره تعيينا - 00:02:59ضَ

باسمه وخبره او ذكرا لخبره دون ذكر اسمه وجب الايمان بما جاء به القرآن من شأن ذلك الرسول واعظم الايمان بالرسل الامام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فانه اوفى المرسلين نصيبا - 00:03:21ضَ

في هذا الايمان وله من الخصوصية بالنسبة لامة الاسلام ما ليس لغيرهم من الامم فان الايمان به صلى الله عليه وعلى اله وسلم حق واجب على كل من بلغه خبره - 00:03:50ضَ

وسيأتي تفصيل الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ان الاتباع له لازم لكل من ادرك بعثته صلى الله عليه وسلم وسيأتي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص بعد ذكر - 00:04:10ضَ

اصل العام في الايمان بالرسل. يقول المؤلف رحمه الله ومن عظيم منة السلام ولطفه بسائر الانام ان ارشد الخلق الى الوصول مبينا للحق بالرسول هذان البيتان تضمن ذكر الايمان بالرسل على وجه الاجمال - 00:04:26ضَ

فقال ومن عظيم منة السلام اي من اعظم ما من الله تعالى به على البشرية ان ارسل الرسل الى الخلق مبشرين ومنذرين والمنة بذلك عظيمة على الخلق لانه لولا هؤلاء الرسل - 00:04:48ضَ

لكان الناس في عمى الرسل جاءوا بالله معرفين واليه داعين فلو لم يبعث الله تعالى رسلا يدلون عليه لبقي الناس في عمى وظلال ولهذا من رحمة الله تعالى ان تابع - 00:05:12ضَ

الرسل ووالى بينهم كلما خبت انوار رسالة واضمحل هداها في الناس بعث الله تعالى رسولا يدعو الناس الى الله ويعرفهم بالطريق الموصل اليه ولذلك قال تعالى وان من امة الا خلى فيها - 00:05:34ضَ

نذير فما من امة من الامم الا وجاءهم نذير يعرفهم بالله ويدلهم عليه ويبين لهم الطريق الموصلة اليه جل في علاه وهذه منة عظيمة لا يدركها الا من عرف حال الناس دون الرسالات - 00:06:05ضَ

ولذلك يقول ومن عظيم منة السلام اي من اجل نعمه وانعامه على عباده ان بعث فيهم رسلا مبشرين ومنذرين وجاء بالمنة لان المنة تطلق على اعلى نعمة انعم الله تعالى بها على الخلق فسائر ما انعم الله تعالى به على الخلق في المآكل والمشارب - 00:06:24ضَ

ما الى ذلك يسمى نعم كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. لكن في الهداية الى الحق تسمى منة بالقرآن كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان - 00:06:52ضَ

وذلك ان النعمة الهداية الى الصراط المستقيم وبعثة الرسل الدالين على الله نعمة تفوق جميع النعم وتسمو وتعلو على كل صنف الاحسان قولوا رحمه الله ومن عظيم منة السلام يسمى وذكر اسم السلام هنا وهو والمراد به الله عز وجل - 00:07:15ضَ

لان بهذه المنة حصلت السلامة للبشرية واضح فلم يأتي اسم اخر من اسماء الله عز وجل بل جاء بالاسم المفيد للمعنى المناسب للسياق والحديث ولطفه بسائر الانام لطفه اللطف هو ايصال - 00:07:41ضَ

الشيء على وجه خفي تبليغ الخير والبر والاحسان على وجه خفي فقول ولطفه اي خفية انعامه وخفي احسانا بجميع الخلق فقول بسائر سائر هنا المقصود لسائر الجميع سائر تطلق ورد بها بقية الشيء - 00:08:07ضَ

وتطلق ويراد بها الجميع وهنا المراد بسائر الجميع تائر الانام اي الخلق ان ارشد الخلق اي الانام الذين انعم عليهم وتلطف بهم ومن الى الوصول الوصول الى اي شيء الوصول الى - 00:08:47ضَ

العلم بالله هو العلم بالطريق الموصل اليه ان ارشد الخلق الى الوصول مبينا للحق بالرسول فالوصول هنا اي الوصول الى ما تحصل به الهداية من العلم بالله والعلم بالطريق الموصل اليه. قال مبينا اي موضحا ومجليا - 00:09:11ضَ

للحق وهو كل ما جاءت به الرسل من من العقائد والشرائع بالرسول اي بواسطته والالف واللام هنا للجنس اي بجنس من ارسلهم الله تعالى ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور - 00:09:33ضَ

تشمل هذا كل رسول ارسله جل في علاه الى الخلق فالألف واللام هنا لبيان الجنس وقوله رحمه الله كان ارشد الخلق اي جميع الانس والجن ايضا وهم العوالم المكلفة دليل ذلك قوله وان من امة - 00:10:02ضَ

الا خلا فيها نذير وكذلك قوله جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فما من امة ولا جماعة من الناس الا جاءتهم رسالة تدلهم على الله وتعرفهم به - 00:10:33ضَ

وتبين لهم طريق الوصول اليه بعد ان ذكر هذا على وجه الجمال ذكر ما هي الشروط التي تشترط في الرسول وهذه الشروط لو قيل ما دليلها قيل دليلها الاستقراء ممن قص الله تعالى خبرهم في كتابه - 00:10:56ضَ

يقول رحمه الله وشرط من من اكرم بالنبوة شرط من اكرم بالنبوة حرية ذكورة كقوة هذي ثلاثة شروط ذكرها المؤلف رحمه الله في هذا البيت وليعلم ان الرسالة منحة ومنة - 00:11:31ضَ

يتفضل الله تعالى بها على من يشاء من عباده والله جل في علاه لا يضع الفضل والاجتباء الا في محالة التي تليق به اما دليل كونه اصطفاء واجتباء ومنحة ومنة قول الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا - 00:11:55ضَ

ومن الناس اي ويصطفي من الناس رسلا والاصطفاء مقتضاها الاشتباه والاختيار دليل ان هذا الاصطفاء ليس خبط عشواء انما هو وفق علم وحكمة. قوله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته - 00:12:19ضَ

الله اعلم حيث يجعل رسالته فلابد ان يكون المعطى للرسالة متأهلا لهذا الفضل وقال ابن القيم رحمه الله هذه الاية دالة على عظيم اصطفاء الله تعالى لاهل طاعته ابتداء في الرسل - 00:12:43ضَ

و انتهاء باتباعهم فالله اعلم حيث يجعل رسالته اصلا واتباعا فمن اصطفاه الله تعالى لاتباع الرسل فهو متأهل لذلك بفضل الله ومنته وعظيم احسانه واصطفائه فقوله رحمه الله وشرط من اكرم بالنبوة هذا الشرط بيان - 00:13:08ضَ

اسباب التأهل مواصفات الاختيار والاشتباه قال حرية اي ان لا يكون رقيقا وهو من يملك التصرف بنفسه ولا ملك لاحد جار عليه وذلك ان الرق نقص يمنع الكمال وكل من ذكرهم الله تعالى - 00:13:38ضَ

من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم احرار وهم اهل فضل وكمال ولذلك قال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وهم مشتركون في الفضل والكرم لكن ثمة مفاضلة بينهم ثم - 00:14:19ضَ

تاني ما ذكر من الشروط الذكورة فهو شرط في النبوة والرسالة وهذا ما عليه عامة اهل العلم ان من شروط الرسول والنبي ان يكون ذكرا استدلوا لذلك بقول الله تعالى وما ارسلنا من قبلك - 00:14:55ضَ

الا رجال النوح اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وجه الدلالة هنا قوله الا رجالا وما ارسلنا من قبلك الا ايش رجالا نوح اليهم فدل ذلك على ان - 00:15:36ضَ

الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كلهم رجال ذكور ومما يدل عليه ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم كمل في الرجال كثير والمقصود بالكمال هنا بلوغ الغاية في المنزلة والفظل - 00:15:53ضَ

وكل المرسلين صلوات الله وسلامه عليه ممن كمل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فهم اكمل الخلق والبشر ثم قال ولم يكمل من النساء الا اربعة فذكر الكمال في - 00:16:26ضَ

بعض النساء وكلهن ليست برسول ولا نبي فلو كان في الانبياء والرسل نساء لكن هؤلاء الذين شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهن بالكمال ثم ثالث الشروط التي ذكرها المصنف رحمه الله القوة - 00:16:46ضَ

حرية ذكورة فقوة الفاء لمطلق العطف وليس للترتيب لكن اقتضى الروي ان يأتي بها على هذا النحو. قال فقوة والمقصود بالقوة اي القدرة على القيام بالرسالة وهذا دليله قول الله جل وعلا - 00:17:15ضَ

الله اعلم حيث يجعل رسالته فالله تعالى اصطفى من الرسل من يقوم ما اسند اليه وما اوكل اليه ولذلك جميعهم اهل قوة وقدرة فالمقصود بالقوة ليست القوة على القوة البدنية - 00:17:47ضَ

انما المقصود بالقوة هنا القدرة على القيام المهمة والوظيفة التي اوكلت اليهم من البلاغ ولهذا كان من الرسل من هو ضعيف البدن فايوب عليه السلام فقد اصابه في بدنه من المرض - 00:18:17ضَ

ما فوت عليه القوة كما قال تعالى وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر فالمقصود بالقوة هنا القوة بمعناها المتصل بموضوع - 00:18:39ضَ

ما اشترطت فيه وهو القوة في البلاغ. القوة في تبليغ الرسالة ولهذا جابها الرسل اقوامهم وصبروا على اذاهم وكانوا في الثبات والصبر على نحو يصدق انهم اهل قوة وقدرة صلوات الله وسلامه - 00:19:02ضَ

عليهم لو قيل لك بماذا تجيب على قوله تعالى في قصة لوط قال لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد كيف توفق بين نفيه القوة هنا وبين اشتراط القوة - 00:19:31ضَ

من يرسله الله تعالى واضحة السؤال هنا لوط عليه السلام يقول لقومه لو ان لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد اي الى منعتكم من هذا الذي تريدونه من الفساد والشر - 00:19:55ضَ

فاعتبر بانه لا قوة له على ردهم ومن شروط النبوة والرسالة القوة فما الجواب نعم نعم الاخ ايه اه اه هذا تو ذكرناه يا اخوان قبل قليل القوة التي ايش تشترط هي القوة على التبليغ الرسالة وليست القوة البدنية - 00:20:13ضَ

التي او القوة في العشيرة او القوة حتى قوة العشيرة ليست مشترطة التي تمنعه فمن الرسل من لم يكن له مانع النبي صلى الله عليه وسلم تخلى عنه قومه وحتى عشيرته لم يستطيعوا ان يمنعوه من الاذى الذي وصل اليه من من قوم لكن كان قويا في ذاته - 00:21:02ضَ

في ثباته وصبره وتبليغه للشريعة فالقوة المشترطة هي القوة في موضوع التبليغ في موضوع الرسالة وليست القوة البدنية ولهذا اعتذر هنا عدم القدرة في قول قال لو ان لي بكم قوة او او - 00:21:27ضَ

الى ركن شديد ثم قال ولا تنال رتبة النبوة بالكسب والتهذيب والفتوة فبعد ان ذكر شروط اثبات بالقوة وهي ثلاثة شروط ما هي الشروط الثلاثة؟ الحرية والذكورة والقوة عاد رحمه الله الى ذكر ان هذه - 00:21:49ضَ

الشروط ليست كافية في تحصيل الرسالة لاجل الا يتوهم ان هذه الشروط معناها ان يمكن لكل من توافرت في هذه الشروط ان ينال الرسالة بل الرسالة منحة كما ذكرنا وانما ذكرنا الشروط لاجل بيان - 00:22:15ضَ

الاوصاف المشتركة التي اجتمعت وتوفرت فيمن اصطفاهم الله تعالى بالرسالة والنبوة وليس ان هذه الصفات مما يتأهل بها صاحبها لان يكون نبيا اذا توفرت فيه او ان يكون رسولا. ولذلك قال ولا تنالوا رتبة النبوة بالكسب والتهذيب والفتوة - 00:22:39ضَ

فالنبوة منحة وهبة وليست كسبية او ساعتين تفصيل هذا ان شاء الله تعالى وبيانه في الدرس القادم. نعم - 00:23:07ضَ