المؤلف رحمه الله فسر قوله تعالى والخير المسومة انها الخيل المطهمة الحسان المطهمة يعني المعلمة فعليها علامات تميزها لجمالها وحسنها وعلو منزلتها ورفيع شأنها وهذا مما كان في حال الاولين الذين كانوا يتنقلون - 00:00:00
وحركتهم على الدواب من الخير والابل والابل ونحو ذلك. فالخير المسومة كانت خير مميزة وهي اشرف ما يركبه الناس من حيث انواع المركوبات في الزمان الاول ثم قال جل وعلا ثم قال رحمه الله قال سعيد بن جبير وعبدالله بن عبد الرحمن بن ابزى الراعية الخير المسومة الراعية عن التي - 00:00:30
لترعى فلا يتكلف الانسان في علفها. بل هي سائمة تسوم وترعى فلا كلفة في آآ حفظها ولا القيام عليها ولا شك ان الخير المسومة من انفس المال لانه لا تعب في حفظها بخلاف ما يكد الانسان ويتعب في جمع علفه - 00:00:57
آآ توفير مأكله. ولهذا ذكرها من النعيم الذي زين للناس لانه نفع لا كدر فيه نفع لا مشقة في في حصوله فهو فهي خيل تنتفع ينتفع بها في الركوب وغيره دون ان يشق على - 00:01:24
اهلها بعلفها ونحو ذلك. ومهما يكن يعني قيل هذا او هذا الخير مسومة المطهمة التي يقتريها الكبراء والاغنياء للمفاخرة والتزين فهي من متاع الدنيا يتنافس فيها اهلها و او قيل ان المسومة هي الراعية في كلاهما من الشهوات التي تحبها النفوس وتتعلق بها - 00:01:44
وقال بعض المفسرين ان المسومة هي التي ترصد للجهاد وهو قول اه بعيد عن سياق الاية لان الله تعالى وصفها بالشهوات والغالب فيما يتعلق بالشهوات ان تذكر فيما يعاب ولا وليس فيما يمدح - 00:02:12
نعم. اما الذي يليه فهو قول ابن ابن جبير في قوله تعالى وحصورا فسر حصورة بانه لا يأتي النساء وهذا في حق من فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب من؟ زكريا عليه السلام. يقول الله تعالى فنادته الملائكة وهو قائم - 00:02:32
يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا. هذي جاءت في البشرى التي بشر بها زكريا في وصف الولد الذي سيولد له وهو يحيى عليه السلام. وهو نبي من الانبياء. دعا الله - 00:02:57
زكريا ربه دعا زكريا ربه ان يهب له ولدا والا يذره فردا فبشره الله عز وجل يحيى بشره على اثر مناجاة ودعاء وثقة بالله عز وجل فان زكريا كان يدخل على مريم عليها السلام ويجد عندها رزقا فقال لها يا مريم انى لك هذا - 00:03:20
فبماذا اجابت؟ قالت هو من عند الله ان الله انتبه يرزق من يشاء يقول الله تعالى هنالك دعا زكريا ربه لما رأى بعينه سوق الله عز وجل الرزق لمريم دون سبب ولكد ولا تعب - 00:03:48
عظم يقينه في ان الله على كل شيء قدير وموقن لكن فما راء كمن سمعه وليس الخبر كالعيان فشهد بعينه ورأى بنفسه سوق الله عز وجل لهذه المسكينة التي نذرت نفسها لعبادة الله والقيام بحقه. وليس لها من يكد عليها وجد عندها رزقا. قال يا مريم انى لكي هذا - 00:04:12
كيف يجيك يا هالرزق هذا وانت لا تعملين سواء قيل انه فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف سوا قيل هذا او قيل رزق من غير كد ولا تعب - 00:04:44
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فنادته الملائكة انظر سرعة الجواب - 00:05:00
عندما يوقن العبد بكمال الرب ويدعوه موقنا باجابته ويثق بعطائه وجليل كرمه وانه على كل شيء قدير لابد ان يجيبه الله عز وجل لابد ان يجيبه الله عز وجل. لكن كثير من الناس يدعو ولا يجاب لوجود مانع - 00:05:16
ومن اعظم الموانع سوء الظن بالله عدم اليقين ولذلك جاء في ابن ماجة باسناد لا بأس به عن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة - 00:05:40
يعني قلبك ممتلئ يقينا ان ما سألته الله سيكون وسيقع وسيسوقه الله تعالى لك الا ان يكون الخير في عدمه فله الامر سبحانه وبحمده فليس تخلف الاجابة عن عجز فهو على كل شيء قدير. ولا تخلف الاجابة عن فقر فهو الغني الحميد - 00:05:53
الكريم المجيد سبحانه وبحمده اذا امتلأ القلب يقينا بكمال الرب وعظيم قدرته فانه لن يتخلف الجواب ولذلك قال فنادته الملائكة وهو قائم في المحراب فنادته الملائكة وهو قائم في المحراب اي في العبادة والصلاة والاشتغال بما يحب الله وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك - 00:06:19
يحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدة اي جمع خصال الخير. السيد هو الذي جمع خصال الفضل والكرم في كل جنس اذا قيل سيد فانه الجامع لخصال الخير والكرم والفضل ولذلك سمي - 00:06:51
اكمل صيغ الاستغفار سيدا كما في الصحيح من حديث شداد ابن اوس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار فسيد الاستغفار يعني اكمله واعلاه واجمعه - 00:07:14
اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء ذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. هذا سيد الاستغفار. لماذا سمي سيد الاستغفار - 00:07:30
ها لانه جمع خصال الكمال الفاظ الاستغفار يوم الجمعة سيد الايام. لماذا سمي سميت الجمعة سيد الايام؟ لانها جمعت كل الفضائل التي في الايام اجتمعت في هذا اليوم الفضائل القدرية والفظائل الشرعية - 00:07:46
فالفظائل القدرية هو خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق ادم وفيه يدخل الجنة وفيه اخرج منها وفيه تقوم الساعة والفظائل الشرعية يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله فصلاة الجمعة افضل الصلوات - 00:08:11
هي خير الصلوات باطلاق فلذلك سمي يوم الجمعة سيد الايام. فقول الله عز وجل وسيدا اي جمع الله له خصال الفضل وجمع فيه ما تفرق من الخصال في غيره قال تعالى وحصورا - 00:08:33
حصور فسره المؤلف رحمه الله هنا قال لا يأتي النساء والمفسرين في هذا طرق فمنهم من قال لا يأتي النساء يعني لا يقدر على اتيان النساء ما عنده قوة ولا قدرة على اتيان النساء واسألكم هل هذا مدح او نقص - 00:08:55
هذا نقص وبالتالي لا يصلح ان تفسر به الاية لان الاية سيقت مساق بيان الفضائل وما خص به يحيى عليه السلام مما تميز به لا ما يمكن ان يكون من النقص الذي يعتريه - 00:09:15
ولهذا الصحيح في قوله جل وعلا وحصورا اي لا يأتي النساء اختيارا وليس اضطرارا وعدم قدرة هذا على القول بتفسير الاية ان قوله تعالى وحصورة اي لا يأتي النساء. وقيل حصور انه يمتنع عما - 00:09:35
يجب عنه الامتناع من المحرمات وليس فقط النساء بل هو محصور ممنوع قد منع نفسه من كل ما يكرهه الله تعالى ويقلاه وهذا المعنى له وجه فلا يحصر الموضوع على - 00:10:02
عدم اتيان النساء بل هو اوسع من ذلك. والمقصود انه اذا فسر لانه لا يأتي النساء فهو محمول على انه لا يأتي النساء اختيارا. طيب وهل هذه صفة حمد الا يأتي الرجل النساء جاء ثلاثة من - 00:10:23
الصحابة الى ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألونهم عن عمله صلى الله عليه وسلم فوصفوا له عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكأن هؤلاء تقال لو عمل النبي صلى الله عليه وسلم رأوه قليلا - 00:10:42
فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام واما الثالث فقال لا اتي النساء لا تزوج النساء فسمع ذا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ما بال اقوام - 00:11:00
يقول ما بال ما بال اقوام يقولون لا اتزوج النساء ولا واصوم ولا افطر واقوم ولا انام اما اني اقوم وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني - 00:11:19
فقال العلماء ان هذا محمول على شرع من قبل على شرع من قبلنا وفي هذا الجواب نظر لان الزواج من سنن الانبياء وهو مما فطر الله تعالى عليه بني ادم - 00:11:41
وليس في الامتناع عما احل الله محمدة انما ذاك كما ذكرت انما هو امتناع عن النساء فيما لا يحل له او فيما يشغله عن طاعة الله عز وجل مع هذا مع عدم حاجته الى النكاح - 00:11:56
لان النكاح يجري تجري فيه الاحكام الخمسة منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب ومنه ما هو مباح ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو محرم واختلف العلماء في من لا حاجة له الى النكاح هل الافضل له عدم النكاح والتفرغ للعبادة؟ ام الافضل له النكاح - 00:12:14
وعلى هذا يتنزل ما ما جاء في وصف يحيى عليه السلام من انه عصور اذا قوله تعالى وسيدا وحصورا الاقرب في تفسير حصور انه الذي يمتنع عما حرم الله تعالى عليه - 00:12:33
من المحرمات. قال ونبيا من الصالحين فجمع الله له كل هذه الخصال المباركة التي بشر بها بشر بها زكريا عليه السلام اما الاية التي تليها فهي ما نقل فيه قول عكرمة قال وقال عكرمة من فورهم من غضبهم يوم بدر من فورهم وذلك في قول الله تعالى اذ تقولوا - 00:12:53
للمؤمنين هذا تذكير للنبي صلى الله عليه وسلم الله يذكرنا لنبيه اذكر اذ تقول للمؤمنين من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم الن يكفيكم اي على ان يسد حاجتكم وخلتكم - 00:13:25
ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اي ينزلهم الله تعالى عليكم لنصرتكم على اعدائكم. حيث كانوا قلة في العدد والعدة ازا كثر في العدد وفي العدة. فجاءت قريش - 00:13:42
بقظها وقضيظها مستكبرة متهيئة للقتال ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه خرجوا لغير قتال في عدد قليل وعدة ضعيفة فثبت الله المؤمنين بما ثبتهم به من انزال الملائكة حيث قال الله تعالى - 00:14:07
مذكرا الرسول بعظيم المنعة المنة والنعمة التي امتن بها عليه وعلى اصحابه اتقوا للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اي منزلين من السماء لتأييدكم ونصركم بلى ان تصبروا - 00:14:32
وتتقوا ان تصبروا على طاعة الله عز وجل وعلى ما ابتليتم به من لقاء الكفار وتتقوا اي وتجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية ويأتوكم من فورهم اي ويأتوا وتأتيكم قريش من فورهم اي من غضبهم - 00:14:51
واستكبارهم وعلوهم هذا معنى قوله من فورهم اي من غضبهم يوم بدر يوم بدر. هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين فرفع الله تعالى عدد الملائكة تطمينا للصحابة كانوا ثلاثة فصاروا خمسة - 00:15:16
من الملائكة فصاروا خمسة الاف من الملائكة مسومين اي معلمين يراهم اعداء الله وينظرون اليهم ويرون ما هم عليه من قوة فيلقي الله تعالى بذلك الرعب في قلوب المشركين قال الله تعالى وما جعله الله الا بشرى لكم. اي هذا الانزال - 00:15:41
للملائكة على هذه الصفة والمدد الذي ذكره الله تعالى ما جعله الله الا بشرى لكم اي تبشيرا لكم بالنصر ولتطمئن قلوبكم به. اي تسكن قلوبكم لنصر الله وانفاذ وعده. ثم قال بعد ان ذكر هذه الاسباب التي يحصل بها التثبيت انه لا نصر الا - 00:16:09
الى الله فلو نزلت الملائكة ولم يكتب الله نصرا فلا نصر. ولذلك قال وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم مع وجود الملائكة فالنصر لا يكون الا من الله جل في علاه - 00:16:32
وهذا يقطع تعلق الانسان بكل الخلق مهما عظمت قدرتهم وما عظم جاهم لا تلتفت اليهم ولا تعلق قلبك بهم فان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع - 00:16:48
فينبغي الا يعلق القلب بغيره جل في علاه بل يكون القلب معلقا به مهما كان مع الانسان من القدرة والقوة والاسباب كلها ادوات لادراك المطالب لكن الامر لله ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن - 00:17:08
فينبغي للمؤمن ان يعلق قلبه بالله ولذلك بعد ان ذكر سبحانه وتعالى ولذلك بعد ان ذكر سبحانه وتعالى المدد بالملائكة قال جل وعلا وما النصر الا من عند الله. فلا تعلقوا قلبكم بغيره - 00:17:32
بل اجعلوا قلوبكم معلقة به وذكر اسمين من اسمائه جل في علاه العزيز الحكيم لما لهما من عظيم الاثر في تحقيق النصر وفي توقيته تحقيقه وفي توقيته يعني متى يكون - 00:17:48
فان الله تعالى حكيم فيما يجريه من الاقضية والاقدار. ولذلك قد يشتد الكرب باهل الايمان ويعظم عليهم الخطي. ويستبطئ الناس النصر لكن النصر ليس شيئا يقترحه الناس او يحددون ميقاته بل امره الى الحكيم - 00:18:08
جل في علاه الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. والذي يسوق الاقدار الى اجالها فكل ما يجيه الله تعالى وفق حكمة وتمام علم وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. اي فيما يقدر ويقضي جل في علاه - 00:18:28
فهو الذي يختار الوقت الذي ينزل فيه نصره. ولذلك لما استبطى اهل الايمان النصر قالوا متى نصر الله؟ جاء الجواب مباشر الا ان نصر الله قريب قريب لا يمكن ان يتأخر لكن له وقت - 00:18:56
ينزله الله تعالى في وقته فيكون على اكمل ما يكون توقيتا وابهى ما يكون نفعا واعظم ما يكون اثرا واشفى ما يكون لقلوب اوليائه ينبغي للمؤمن الا يستبطئ نصر الله ولا يستعجل قضاءه وقدره فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده - 00:19:15
فقوله جل وعلا في هذه الاية من فورهم اي من غضبهم وذلك اشارة الى غضب قريش في ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم من اعتراضه قافلتهم التي كانت تأتي ببضائعهم من الشام. وقال مجاهد - 00:19:40
يخرج الحي من الميت قال النطفة تخرج ميتة. النطفة هي البذرة. التي يكون منها خلق الانسان تخرج من الانسان ميتة لا حياة فيها ثم بقدر بقدرة الله تعالى يخرج منها الحي - 00:20:03
هذا تفسير قوله يخرج الحي من الميت وذلك في قوله تعالى تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل اي تدخل الليل في النهار وتدخل النهار في الليل على نحو بديع - 00:20:27
فهو ايلاج وادخال لا يشعر الناس فيه باضطراب ولا باختلال. بل هو من ايات الله الباهرة كما قال تعالى تبارك الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا - 00:20:48
ففي تداخل عجيب يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل سبحانه وبحمده وهذا من ايات الله المتكررة التي يشهدها الناس صباح مساء فيها من العبر والعظات ما ينتفع به اولو الالباب والبصائر - 00:21:05
تولج الليل في النهار ولتولج النهار في الليل تلج الليل في النهار وتلج النهار في الليل ثم قال وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ما المناسبة بين ذكر هذين - 00:21:24
الليل والنهار كالموت والحياة فان الليل موت والنهار حياة فيخرج من رحم الليل نهار وفجر حي ويخرج من دجى ويخرج من وهج النهار ليل ميت فكذلك يخرج الحي من الميت ويخرج الميت - 00:21:40
من الحي وهذه الاية فسرها رضي الله تعالى عنه مجاهد بما فسرها من النطفة وهذا يسميه العلماء التفسير بالمثال هذا نوع من التفسير بالمثال يعني ليست الاية محصورة على هذه الصورة - 00:22:07
ليست الاية محصورة على هذه السورة بل هذه الصورة نموذج من نماذج ما ذكر الله تعالى من اخراج الحي من الميت واخراج الميت من الحي. وهذا التفسير من قول عن عبد الله ابن مسعود رضي - 00:22:24
الله تعالى عنه حيث قال في تفسير الاية قال النطفة تخرج من الرجل وهي ميتة وهو حي ويخرج الرجل منها حيا وهي ميتة وذاك امر الله جل في علاه الذي اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون. قال وترزق من تشاء بغير حساب. هذه من ايات - 00:22:42
عز وجل التي ذكرها الله عز وجل دليلا على عظمته وجليل قدرته سبحانه وبحمده فيورج الليل في النهار هذا دليل على القدرة وكذلك يرجوا الليل في النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب - 00:23:03
كل ذلك دليل على عظيم القدرة وقوله ترزق من تشاء بغير حساب يعني بغير عد كرما وجودا وهبة وعطاء ثم قال رحمه الله والابكار اول النهار والعشي مثل الشمس اراه الى ان نعم - 00:23:23
يومين الشمس اراه الى ان تغرب وهذا في ما ذكره الله تعالى لزكريا لما بشره بما بشره من شأن يحيى عليه السلام قال ربي اجعل لي اية اجعل لي علامة تدل على صدقه حتى يصدقني الناس فيما بشرتني به. قال اجعل لي اية؟ قال اياتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام - 00:23:44
الا رمزا اي الا اشارة دون لفظ وقول لكن هذا لا يعني ان يمتنع من ذكر الله عز وجل بل قال واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار يعني اذكر الله عز وجل ذكرا كثيرا - 00:24:08
في كل الاوقات وخص هذين الوقتين الذكر لعظيم منفعة الذكر فيهما فاذكار الصباح واذكار المساء هي من انفع الاذكار للقلب حياة وزكاة وصلاحا واستقامة وعونا على طاعة الله وصرفا عن معصيته - 00:24:27
لذلك يقول جل وعلا واذكر ربك كثيرا يعني في كل الاوقات وليس في وقت دون وقت والكثرة هنا لا حد لها وسبح بالعشي والابكار. هناك قال واذكر ربك كثيرا لكن في في العشي والابكار امر بالتسبيح على وجه الخصوص - 00:24:51
وذلك ان افضل الاذكار في هذين الوقتين هو التسبيح ولذلك جاء في فضيلة التسبيح بقول سبحان ربي العظيم مئة مرة في اول النهار وكذلك في اخر النهار ما يدل على عظيم اجر التسبيح في هذه الاوقات - 00:25:14
والسبب في ذلك ان التسبيح اثبات الكمالات لله عز وجل بتنزهه عن كل نقص وعيب سبحانه وبحمده وعن كل مماثلة للمخلوقين وعن كل عيب يظنه الجاهلون في رب العالمين فان التسبيح دائر على هذه المعاني الثلاثة - 00:25:35
المعنى الاول تنزيه الله عن النقص فليس فيه نقص جل في علاه والثاني تنزيه الله تعالى عما وصفه به الجاهلون كما قالت اليهود يد الله مغلولة وغلت ايديهم وكما قالوا ان الله فقير - 00:25:57
ونحن اغنياء والثالث مما ينزه الله تعالى عنه بالتسبيح تسبيحه جل وتنزيهه جل وعلا عن ان يكون له نظير او مثيل فليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالتسبيح يدور على - 00:26:15
تقرير هذه المعاني كلها وهو تقديس الله وتنزيهه عن ان يتطرق الى ذاته او اسمائه او صفاته شيء من النقص شيء من العيب شيء مما وصفه به الجاهلون به او شيء من المماثلة له فيما اخبر به عن نفسه سبحانه وبحمده فهو - 00:26:32
الذي قال عن نفسه ليس كمثله شيء وقال لم يكن له كفوا احد وقال هل تعلم له سم يا؟ وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فقوله جل وعلا وسبح بالعشي والابكار اي نزه الله عز وجل في هذين الوقتين - 00:27:02
والتسبيح هنا يشمل الصلاة ايضا يشمل الصلاة ولذلك جاء في جاء في الصلاة في هذين الوقتين من الفضل ما لم يأتي في غيرهما من الاوقات ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين ها - 00:27:22
دخل الجنة البردان هما الفجر والعصر وهذان هما الوقتان اللذان قال فيهما جل وعلا وسبح بالعشي والابكار. فالتسبيح هنا يشمل التسبيح القولي بقول سبحان الله سبحان ربي العظيم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وغير ذلك من صيغ التسبيح الواردة - 00:27:42
وكذلك الصلاة فان الصلاة تسمى تسبيحا لان الصلاة بناؤها على التنزيه وذكر الله عز وجل وتمجيده وتقديسه ثم بعد ذلك شرع في الباب الجديد قال باب باب منه ايات محكمات - 00:28:09
Transcription
المؤلف رحمه الله فسر قوله تعالى والخير المسومة انها الخيل المطهمة الحسان المطهمة يعني المعلمة فعليها علامات تميزها لجمالها وحسنها وعلو منزلتها ورفيع شأنها وهذا مما كان في حال الاولين الذين كانوا يتنقلون - 00:00:00
وحركتهم على الدواب من الخير والابل والابل ونحو ذلك. فالخير المسومة كانت خير مميزة وهي اشرف ما يركبه الناس من حيث انواع المركوبات في الزمان الاول ثم قال جل وعلا ثم قال رحمه الله قال سعيد بن جبير وعبدالله بن عبد الرحمن بن ابزى الراعية الخير المسومة الراعية عن التي - 00:00:30
لترعى فلا يتكلف الانسان في علفها. بل هي سائمة تسوم وترعى فلا كلفة في آآ حفظها ولا القيام عليها ولا شك ان الخير المسومة من انفس المال لانه لا تعب في حفظها بخلاف ما يكد الانسان ويتعب في جمع علفه - 00:00:57
آآ توفير مأكله. ولهذا ذكرها من النعيم الذي زين للناس لانه نفع لا كدر فيه نفع لا مشقة في في حصوله فهو فهي خيل تنتفع ينتفع بها في الركوب وغيره دون ان يشق على - 00:01:24
اهلها بعلفها ونحو ذلك. ومهما يكن يعني قيل هذا او هذا الخير مسومة المطهمة التي يقتريها الكبراء والاغنياء للمفاخرة والتزين فهي من متاع الدنيا يتنافس فيها اهلها و او قيل ان المسومة هي الراعية في كلاهما من الشهوات التي تحبها النفوس وتتعلق بها - 00:01:44
وقال بعض المفسرين ان المسومة هي التي ترصد للجهاد وهو قول اه بعيد عن سياق الاية لان الله تعالى وصفها بالشهوات والغالب فيما يتعلق بالشهوات ان تذكر فيما يعاب ولا وليس فيما يمدح - 00:02:12
نعم. اما الذي يليه فهو قول ابن ابن جبير في قوله تعالى وحصورا فسر حصورة بانه لا يأتي النساء وهذا في حق من فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب من؟ زكريا عليه السلام. يقول الله تعالى فنادته الملائكة وهو قائم - 00:02:32
يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا. هذي جاءت في البشرى التي بشر بها زكريا في وصف الولد الذي سيولد له وهو يحيى عليه السلام. وهو نبي من الانبياء. دعا الله - 00:02:57
زكريا ربه دعا زكريا ربه ان يهب له ولدا والا يذره فردا فبشره الله عز وجل يحيى بشره على اثر مناجاة ودعاء وثقة بالله عز وجل فان زكريا كان يدخل على مريم عليها السلام ويجد عندها رزقا فقال لها يا مريم انى لك هذا - 00:03:20
فبماذا اجابت؟ قالت هو من عند الله ان الله انتبه يرزق من يشاء يقول الله تعالى هنالك دعا زكريا ربه لما رأى بعينه سوق الله عز وجل الرزق لمريم دون سبب ولكد ولا تعب - 00:03:48
عظم يقينه في ان الله على كل شيء قدير وموقن لكن فما راء كمن سمعه وليس الخبر كالعيان فشهد بعينه ورأى بنفسه سوق الله عز وجل لهذه المسكينة التي نذرت نفسها لعبادة الله والقيام بحقه. وليس لها من يكد عليها وجد عندها رزقا. قال يا مريم انى لكي هذا - 00:04:12
كيف يجيك يا هالرزق هذا وانت لا تعملين سواء قيل انه فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف سوا قيل هذا او قيل رزق من غير كد ولا تعب - 00:04:44
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فنادته الملائكة انظر سرعة الجواب - 00:05:00
عندما يوقن العبد بكمال الرب ويدعوه موقنا باجابته ويثق بعطائه وجليل كرمه وانه على كل شيء قدير لابد ان يجيبه الله عز وجل لابد ان يجيبه الله عز وجل. لكن كثير من الناس يدعو ولا يجاب لوجود مانع - 00:05:16
ومن اعظم الموانع سوء الظن بالله عدم اليقين ولذلك جاء في ابن ماجة باسناد لا بأس به عن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة - 00:05:40
يعني قلبك ممتلئ يقينا ان ما سألته الله سيكون وسيقع وسيسوقه الله تعالى لك الا ان يكون الخير في عدمه فله الامر سبحانه وبحمده فليس تخلف الاجابة عن عجز فهو على كل شيء قدير. ولا تخلف الاجابة عن فقر فهو الغني الحميد - 00:05:53
الكريم المجيد سبحانه وبحمده اذا امتلأ القلب يقينا بكمال الرب وعظيم قدرته فانه لن يتخلف الجواب ولذلك قال فنادته الملائكة وهو قائم في المحراب فنادته الملائكة وهو قائم في المحراب اي في العبادة والصلاة والاشتغال بما يحب الله وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك - 00:06:19
يحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدة اي جمع خصال الخير. السيد هو الذي جمع خصال الفضل والكرم في كل جنس اذا قيل سيد فانه الجامع لخصال الخير والكرم والفضل ولذلك سمي - 00:06:51
اكمل صيغ الاستغفار سيدا كما في الصحيح من حديث شداد ابن اوس رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار فسيد الاستغفار يعني اكمله واعلاه واجمعه - 00:07:14
اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء ذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. هذا سيد الاستغفار. لماذا سمي سيد الاستغفار - 00:07:30
ها لانه جمع خصال الكمال الفاظ الاستغفار يوم الجمعة سيد الايام. لماذا سمي سميت الجمعة سيد الايام؟ لانها جمعت كل الفضائل التي في الايام اجتمعت في هذا اليوم الفضائل القدرية والفظائل الشرعية - 00:07:46
فالفظائل القدرية هو خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق ادم وفيه يدخل الجنة وفيه اخرج منها وفيه تقوم الساعة والفظائل الشرعية يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله فصلاة الجمعة افضل الصلوات - 00:08:11
هي خير الصلوات باطلاق فلذلك سمي يوم الجمعة سيد الايام. فقول الله عز وجل وسيدا اي جمع الله له خصال الفضل وجمع فيه ما تفرق من الخصال في غيره قال تعالى وحصورا - 00:08:33
حصور فسره المؤلف رحمه الله هنا قال لا يأتي النساء والمفسرين في هذا طرق فمنهم من قال لا يأتي النساء يعني لا يقدر على اتيان النساء ما عنده قوة ولا قدرة على اتيان النساء واسألكم هل هذا مدح او نقص - 00:08:55
هذا نقص وبالتالي لا يصلح ان تفسر به الاية لان الاية سيقت مساق بيان الفضائل وما خص به يحيى عليه السلام مما تميز به لا ما يمكن ان يكون من النقص الذي يعتريه - 00:09:15
ولهذا الصحيح في قوله جل وعلا وحصورا اي لا يأتي النساء اختيارا وليس اضطرارا وعدم قدرة هذا على القول بتفسير الاية ان قوله تعالى وحصورة اي لا يأتي النساء. وقيل حصور انه يمتنع عما - 00:09:35
يجب عنه الامتناع من المحرمات وليس فقط النساء بل هو محصور ممنوع قد منع نفسه من كل ما يكرهه الله تعالى ويقلاه وهذا المعنى له وجه فلا يحصر الموضوع على - 00:10:02
عدم اتيان النساء بل هو اوسع من ذلك. والمقصود انه اذا فسر لانه لا يأتي النساء فهو محمول على انه لا يأتي النساء اختيارا. طيب وهل هذه صفة حمد الا يأتي الرجل النساء جاء ثلاثة من - 00:10:23
الصحابة الى ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألونهم عن عمله صلى الله عليه وسلم فوصفوا له عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكأن هؤلاء تقال لو عمل النبي صلى الله عليه وسلم رأوه قليلا - 00:10:42
فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام واما الثالث فقال لا اتي النساء لا تزوج النساء فسمع ذا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ما بال اقوام - 00:11:00
يقول ما بال ما بال اقوام يقولون لا اتزوج النساء ولا واصوم ولا افطر واقوم ولا انام اما اني اقوم وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني - 00:11:19
فقال العلماء ان هذا محمول على شرع من قبل على شرع من قبلنا وفي هذا الجواب نظر لان الزواج من سنن الانبياء وهو مما فطر الله تعالى عليه بني ادم - 00:11:41
وليس في الامتناع عما احل الله محمدة انما ذاك كما ذكرت انما هو امتناع عن النساء فيما لا يحل له او فيما يشغله عن طاعة الله عز وجل مع هذا مع عدم حاجته الى النكاح - 00:11:56
لان النكاح يجري تجري فيه الاحكام الخمسة منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب ومنه ما هو مباح ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو محرم واختلف العلماء في من لا حاجة له الى النكاح هل الافضل له عدم النكاح والتفرغ للعبادة؟ ام الافضل له النكاح - 00:12:14
وعلى هذا يتنزل ما ما جاء في وصف يحيى عليه السلام من انه عصور اذا قوله تعالى وسيدا وحصورا الاقرب في تفسير حصور انه الذي يمتنع عما حرم الله تعالى عليه - 00:12:33
من المحرمات. قال ونبيا من الصالحين فجمع الله له كل هذه الخصال المباركة التي بشر بها بشر بها زكريا عليه السلام اما الاية التي تليها فهي ما نقل فيه قول عكرمة قال وقال عكرمة من فورهم من غضبهم يوم بدر من فورهم وذلك في قول الله تعالى اذ تقولوا - 00:12:53
للمؤمنين هذا تذكير للنبي صلى الله عليه وسلم الله يذكرنا لنبيه اذكر اذ تقول للمؤمنين من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم الن يكفيكم اي على ان يسد حاجتكم وخلتكم - 00:13:25
ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اي ينزلهم الله تعالى عليكم لنصرتكم على اعدائكم. حيث كانوا قلة في العدد والعدة ازا كثر في العدد وفي العدة. فجاءت قريش - 00:13:42
بقظها وقضيظها مستكبرة متهيئة للقتال ورسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه خرجوا لغير قتال في عدد قليل وعدة ضعيفة فثبت الله المؤمنين بما ثبتهم به من انزال الملائكة حيث قال الله تعالى - 00:14:07
مذكرا الرسول بعظيم المنعة المنة والنعمة التي امتن بها عليه وعلى اصحابه اتقوا للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اي منزلين من السماء لتأييدكم ونصركم بلى ان تصبروا - 00:14:32
وتتقوا ان تصبروا على طاعة الله عز وجل وعلى ما ابتليتم به من لقاء الكفار وتتقوا اي وتجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية ويأتوكم من فورهم اي ويأتوا وتأتيكم قريش من فورهم اي من غضبهم - 00:14:51
واستكبارهم وعلوهم هذا معنى قوله من فورهم اي من غضبهم يوم بدر يوم بدر. هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين فرفع الله تعالى عدد الملائكة تطمينا للصحابة كانوا ثلاثة فصاروا خمسة - 00:15:16
من الملائكة فصاروا خمسة الاف من الملائكة مسومين اي معلمين يراهم اعداء الله وينظرون اليهم ويرون ما هم عليه من قوة فيلقي الله تعالى بذلك الرعب في قلوب المشركين قال الله تعالى وما جعله الله الا بشرى لكم. اي هذا الانزال - 00:15:41
للملائكة على هذه الصفة والمدد الذي ذكره الله تعالى ما جعله الله الا بشرى لكم اي تبشيرا لكم بالنصر ولتطمئن قلوبكم به. اي تسكن قلوبكم لنصر الله وانفاذ وعده. ثم قال بعد ان ذكر هذه الاسباب التي يحصل بها التثبيت انه لا نصر الا - 00:16:09
الى الله فلو نزلت الملائكة ولم يكتب الله نصرا فلا نصر. ولذلك قال وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم مع وجود الملائكة فالنصر لا يكون الا من الله جل في علاه - 00:16:32
وهذا يقطع تعلق الانسان بكل الخلق مهما عظمت قدرتهم وما عظم جاهم لا تلتفت اليهم ولا تعلق قلبك بهم فان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع - 00:16:48
فينبغي الا يعلق القلب بغيره جل في علاه بل يكون القلب معلقا به مهما كان مع الانسان من القدرة والقوة والاسباب كلها ادوات لادراك المطالب لكن الامر لله ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن - 00:17:08
فينبغي للمؤمن ان يعلق قلبه بالله ولذلك بعد ان ذكر سبحانه وتعالى ولذلك بعد ان ذكر سبحانه وتعالى المدد بالملائكة قال جل وعلا وما النصر الا من عند الله. فلا تعلقوا قلبكم بغيره - 00:17:32
بل اجعلوا قلوبكم معلقة به وذكر اسمين من اسمائه جل في علاه العزيز الحكيم لما لهما من عظيم الاثر في تحقيق النصر وفي توقيته تحقيقه وفي توقيته يعني متى يكون - 00:17:48
فان الله تعالى حكيم فيما يجريه من الاقضية والاقدار. ولذلك قد يشتد الكرب باهل الايمان ويعظم عليهم الخطي. ويستبطئ الناس النصر لكن النصر ليس شيئا يقترحه الناس او يحددون ميقاته بل امره الى الحكيم - 00:18:08
جل في علاه الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. والذي يسوق الاقدار الى اجالها فكل ما يجيه الله تعالى وفق حكمة وتمام علم وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. اي فيما يقدر ويقضي جل في علاه - 00:18:28
فهو الذي يختار الوقت الذي ينزل فيه نصره. ولذلك لما استبطى اهل الايمان النصر قالوا متى نصر الله؟ جاء الجواب مباشر الا ان نصر الله قريب قريب لا يمكن ان يتأخر لكن له وقت - 00:18:56
ينزله الله تعالى في وقته فيكون على اكمل ما يكون توقيتا وابهى ما يكون نفعا واعظم ما يكون اثرا واشفى ما يكون لقلوب اوليائه ينبغي للمؤمن الا يستبطئ نصر الله ولا يستعجل قضاءه وقدره فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده - 00:19:15
فقوله جل وعلا في هذه الاية من فورهم اي من غضبهم وذلك اشارة الى غضب قريش في ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم من اعتراضه قافلتهم التي كانت تأتي ببضائعهم من الشام. وقال مجاهد - 00:19:40
يخرج الحي من الميت قال النطفة تخرج ميتة. النطفة هي البذرة. التي يكون منها خلق الانسان تخرج من الانسان ميتة لا حياة فيها ثم بقدر بقدرة الله تعالى يخرج منها الحي - 00:20:03
هذا تفسير قوله يخرج الحي من الميت وذلك في قوله تعالى تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل اي تدخل الليل في النهار وتدخل النهار في الليل على نحو بديع - 00:20:27
فهو ايلاج وادخال لا يشعر الناس فيه باضطراب ولا باختلال. بل هو من ايات الله الباهرة كما قال تعالى تبارك الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا - 00:20:48
ففي تداخل عجيب يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل سبحانه وبحمده وهذا من ايات الله المتكررة التي يشهدها الناس صباح مساء فيها من العبر والعظات ما ينتفع به اولو الالباب والبصائر - 00:21:05
تولج الليل في النهار ولتولج النهار في الليل تلج الليل في النهار وتلج النهار في الليل ثم قال وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ما المناسبة بين ذكر هذين - 00:21:24
الليل والنهار كالموت والحياة فان الليل موت والنهار حياة فيخرج من رحم الليل نهار وفجر حي ويخرج من دجى ويخرج من وهج النهار ليل ميت فكذلك يخرج الحي من الميت ويخرج الميت - 00:21:40
من الحي وهذه الاية فسرها رضي الله تعالى عنه مجاهد بما فسرها من النطفة وهذا يسميه العلماء التفسير بالمثال هذا نوع من التفسير بالمثال يعني ليست الاية محصورة على هذه الصورة - 00:22:07
ليست الاية محصورة على هذه السورة بل هذه الصورة نموذج من نماذج ما ذكر الله تعالى من اخراج الحي من الميت واخراج الميت من الحي. وهذا التفسير من قول عن عبد الله ابن مسعود رضي - 00:22:24
الله تعالى عنه حيث قال في تفسير الاية قال النطفة تخرج من الرجل وهي ميتة وهو حي ويخرج الرجل منها حيا وهي ميتة وذاك امر الله جل في علاه الذي اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون. قال وترزق من تشاء بغير حساب. هذه من ايات - 00:22:42
عز وجل التي ذكرها الله عز وجل دليلا على عظمته وجليل قدرته سبحانه وبحمده فيورج الليل في النهار هذا دليل على القدرة وكذلك يرجوا الليل في النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب - 00:23:03
كل ذلك دليل على عظيم القدرة وقوله ترزق من تشاء بغير حساب يعني بغير عد كرما وجودا وهبة وعطاء ثم قال رحمه الله والابكار اول النهار والعشي مثل الشمس اراه الى ان نعم - 00:23:23
يومين الشمس اراه الى ان تغرب وهذا في ما ذكره الله تعالى لزكريا لما بشره بما بشره من شأن يحيى عليه السلام قال ربي اجعل لي اية اجعل لي علامة تدل على صدقه حتى يصدقني الناس فيما بشرتني به. قال اجعل لي اية؟ قال اياتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام - 00:23:44
الا رمزا اي الا اشارة دون لفظ وقول لكن هذا لا يعني ان يمتنع من ذكر الله عز وجل بل قال واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار يعني اذكر الله عز وجل ذكرا كثيرا - 00:24:08
في كل الاوقات وخص هذين الوقتين الذكر لعظيم منفعة الذكر فيهما فاذكار الصباح واذكار المساء هي من انفع الاذكار للقلب حياة وزكاة وصلاحا واستقامة وعونا على طاعة الله وصرفا عن معصيته - 00:24:27
لذلك يقول جل وعلا واذكر ربك كثيرا يعني في كل الاوقات وليس في وقت دون وقت والكثرة هنا لا حد لها وسبح بالعشي والابكار. هناك قال واذكر ربك كثيرا لكن في في العشي والابكار امر بالتسبيح على وجه الخصوص - 00:24:51
وذلك ان افضل الاذكار في هذين الوقتين هو التسبيح ولذلك جاء في فضيلة التسبيح بقول سبحان ربي العظيم مئة مرة في اول النهار وكذلك في اخر النهار ما يدل على عظيم اجر التسبيح في هذه الاوقات - 00:25:14
والسبب في ذلك ان التسبيح اثبات الكمالات لله عز وجل بتنزهه عن كل نقص وعيب سبحانه وبحمده وعن كل مماثلة للمخلوقين وعن كل عيب يظنه الجاهلون في رب العالمين فان التسبيح دائر على هذه المعاني الثلاثة - 00:25:35
المعنى الاول تنزيه الله عن النقص فليس فيه نقص جل في علاه والثاني تنزيه الله تعالى عما وصفه به الجاهلون كما قالت اليهود يد الله مغلولة وغلت ايديهم وكما قالوا ان الله فقير - 00:25:57
ونحن اغنياء والثالث مما ينزه الله تعالى عنه بالتسبيح تسبيحه جل وتنزيهه جل وعلا عن ان يكون له نظير او مثيل فليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالتسبيح يدور على - 00:26:15
تقرير هذه المعاني كلها وهو تقديس الله وتنزيهه عن ان يتطرق الى ذاته او اسمائه او صفاته شيء من النقص شيء من العيب شيء مما وصفه به الجاهلون به او شيء من المماثلة له فيما اخبر به عن نفسه سبحانه وبحمده فهو - 00:26:32
الذي قال عن نفسه ليس كمثله شيء وقال لم يكن له كفوا احد وقال هل تعلم له سم يا؟ وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فقوله جل وعلا وسبح بالعشي والابكار اي نزه الله عز وجل في هذين الوقتين - 00:27:02
والتسبيح هنا يشمل الصلاة ايضا يشمل الصلاة ولذلك جاء في جاء في الصلاة في هذين الوقتين من الفضل ما لم يأتي في غيرهما من الاوقات ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين ها - 00:27:22
دخل الجنة البردان هما الفجر والعصر وهذان هما الوقتان اللذان قال فيهما جل وعلا وسبح بالعشي والابكار. فالتسبيح هنا يشمل التسبيح القولي بقول سبحان الله سبحان ربي العظيم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وغير ذلك من صيغ التسبيح الواردة - 00:27:42
وكذلك الصلاة فان الصلاة تسمى تسبيحا لان الصلاة بناؤها على التنزيه وذكر الله عز وجل وتمجيده وتقديسه ثم بعد ذلك شرع في الباب الجديد قال باب باب منه ايات محكمات - 00:28:09