العقيدة السفارينية

الدرس (6) من شرح العقيدة السفارينية

خالد المصلح

اعلم هديت انه جاء الخبر عن النبي المقتفى خير البشر بان ذي الامة سوف تفترق. لو وقفنا على الامة قلنا الامة المراد به هنا امة ايش امة الاجابة يشمل كل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

شهد له لله بالتوحيد وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقوله بان ذي الامة ذي قلنا اسم اشارة والامة هنا هي امة الاتباع فالاف والاء او امة الاجابة فالالف واللام هنا - 00:00:24ضَ

للعهد الذهني فان الامة اذا اطلقت اريد بها امة الاجابة للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قوله سوف تفترق اي سيحصل فيها افتراق في مستقبل الايام وهذا اشارة الى ما جاء به الخبر - 00:00:44ضَ

عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من وقوع الافتراق في هذه الامة وادلة هذا عديدة كثيرة ادلة حصول الافتراق في هذه الامة كثيرة ومنها قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الصحيحين - 00:01:20ضَ

لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه والمقصود بمن قبلنا اليهود والنصارى لانه لما سئل قال من يا رسول الله؟ قال قالوا اليهودي قال قالوا اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ يعني اذا لم يكونوا اولئك فمن يكونوا - 00:01:48ضَ

واولئك افترقوا ومقتضى هذا الحديث ان الامة ستفترق كما افترقت الامم السابقة واما والمقصود بالافتراق هنا الافتراق الذي يحصل به الاختلاف والمخالفة لما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:17ضَ

وما كان عليه عمله وليس المقصود التفرغ هنا التفرق المحمود الذي هو من باب التنوع انما هو اختلاف مذموم وتفرق مذموم وقوله تفترق اصله ما دلت عليه النصوص. اما قول بضعا وسبعين اعتقادا والمحق - 00:02:38ضَ

هذا فيه تعيين عدد الافتراق وموضوع الافتراق عدد الافتراق عدد الافتراق وموضوع الافتراق فاما العدد قال بضعا وسبعين طبعا البدع هو من الثلاثة الى التسعة قول بضعا وسبعين اشارة الى ما جاء به الخبر - 00:03:18ضَ

عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة - 00:03:52ضَ

هكذا في السنن والمسند وفي حديث معاوية رضي الله تعالى عنه قال افترقت اليهود على احدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة وزاد كلها واحدة - 00:04:10ضَ

كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وقد جاء هذا الحديث عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ما جاء عن ابي هريرة وعن معاوية وجاء عن انس بن مالك - 00:04:39ضَ

وعن عبد الله بن عامر ابن العاص وعن غيرهم فقوله بضعا وسبعين مما جاءت به النصوص والحديث قد تكلم فيه بعض اهل العلم بتضعيفه من جهة اسناده وبعضهم تكلم فيه من جهة متنه - 00:05:04ضَ

والحقيقة انه لا وجه للكلام فيه من جهة المتن لان متنه محكم ولا اشكال فيه واما ما يتصل باسناده فهو وان كان في افراد الطرق ما يمكن ان يكون موجبا للطعن في الحديث الا ان الحديث توافرت - 00:05:37ضَ

طرقه وتعددت مخارجه فشد بعضه بعضا فهو حديث ثابت صحيح وقوله رحمه الله بضعا وسبعين اعتقادا قول اعتقادا بين ان الافتراق الذي سيحصل وهو في مسائل الاعتقاد قول اعتقادا مأخوذ من اعتقد يعتقد اعتقادا فهو مصدر اعتقد - 00:06:03ضَ

وهو ما يطوي الانسان عليه قلبه من مسائل الايمان ولذلك العقيدة هي ما عقد الانسان قلبه عليه وشد قلبه عليه مما يتعلق اصول الايمان فقوله اعتقادا اي عقيدة و من اين اخذ هذا - 00:06:46ضَ

اخذ هذا من ان الافتراق في العمل حاصل منذ زمن بل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة على انواع من العمل فكان منهم من يكثر الصوم ومنهم من يكثر الصلاة - 00:07:31ضَ

كما ان كما انهم اختلفوا في الاجتهادات ولم يكن هذا تفرقا ولم يكن هذا مذموما على اختلاف اجتهاداتهم وترجيحاتهم ومنها ما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فصوب وخطأ بل وفي بعض المواضع لم يصوب ولم يخطئ ترك اقر الفريقين كما هو في شأن - 00:07:47ضَ

لا يصلين احدكم العصر الا في بني قريظة لان النبي لم يعنف احدا من الفريقين فالافتراق الذي حصل من هذا النحو ليس مذموما ولا هو ولا هو مقصود في قوله - 00:08:12ضَ

وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كما ان الاحاديث التي بينت من هي هذه الفرقة وجلية في بيان ان الافتراق المذكور في الحديث في الحديث يقصد به التفرق في الدين وليس التفرق في العمل - 00:08:31ضَ

فرق في الاعتقاد وليس التفرق في العمل وفي حديث عبد الله بن عامر قال في بيان الفرقة من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي وفي حديث معاوية وجابر - 00:08:55ضَ

عرف الفرقة بانها الجماعة وفي بعض الاحاديث قال السواد الاعظم وهذا يبين ان الافتراق لم يكن فيما يتصل بمسائل العمل بل في مسائل الاعتقاد ولهذا قيد المصنف رحمه الله آآ ذلك بقوله - 00:09:18ضَ

بضعا وسبعين اعتقادا والمحق بعد ان فرغ من بيان عدد الافتراق وموضوع الافتراق انتقل الى بيان من المصيب في هذه الفرق هل هو معلوم ام معمى بين جلي او مخفي - 00:09:45ضَ

قال رحمه الله والمحق اي المصيب للحق المصيب للهدى السالم من الضلال والباطل ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ وجفاء هذا بيان الفرقة وصف الفرقة هذا بيان - 00:10:11ضَ

الوصف الجامع للفرقة الناجية وانما سميت ناجية لانها تنجو من النار حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلها في النار الا واحدة والمقصود بقوله كلها في النار اي انها - 00:10:39ضَ

قد فعلت من العمل ما يوجب العقوبة بالنار وليس المقصود كلها في النار اي انها جنار الخلود فليس الحكم هنا عليها بالكفر حتى يقال كلها في النار يعني انهم كفار؟ لا. جاء الوعيد على - 00:10:58ضَ

اعمال من اعمال من الاعمال بان اصحابها متوعدون بالنار كما قال تعالى الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها شباههم - 00:11:21ضَ

جنوبهم وظهورهم هذا ما كنستم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. هذا في النار وهذاك عقوبة من يمنع الزكاة ولا يحكم بكفره ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ام سلمة - 00:11:40ضَ

الذي يشرب في انية الفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم ذكر العقوبة بالنار لا يستلزم ان يكون كافرا كما ان نفي الايمان لا يستلزم الكفر كقوله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله قال من لا يأمن جاره بوائقه - 00:12:02ضَ

فقوله كلها في النار المقصود به المقصود بالنار هنا نار العقوبة لاهل معصية وليست نار الخلود التي لا تكون الا للكفار فقوله رحمه الله والمحق الذي ينجو منها بلزوم سبب النجاة - 00:12:33ضَ

يسمى ناجل ولذلك سميت الفرقة اللازمة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان عليه اصحابه بانها ناجية. هذا هذا سبب تسميتها بانها ناشئة فهي نجت من العقوبة المذكورة في هذا الحديث - 00:13:00ضَ

قوله والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ وجفى هذا بيان لوصف الفرقة كما ذكرنا وصف الجامع للفرقة الناجية بانها ما كان في نهج في هنا بمعنى على - 00:13:16ضَ

كما قال الله تعالى لاصلبنكم في جذوع النخل في بمعنى على ومنه قوله امنتم من في السماء يعني على السماء فقوله في نهج اي على نهج ولم يقل ما كان على نهج اما للروي - 00:13:40ضَ

لاجل استقامة النظم وهذا واظح واما ان انه اراد ان نهج النبي استوعبهم من كل جهة استوعبهم من كل جهة فكان ظرفا لهم محيطا بهم من كل جانب وهذا معنى - 00:14:02ضَ

بلاغي على ان ذكر على ابلغ في بيان التمكن من الموصوف به من التمكن من الوصف او الموصوف به المقصود ان قوله رحمه الله ما كان في نهج بمعنى على - 00:14:31ضَ

وقوله نهج النهج المقصود به الطريق والسبيل يطلق عادة على مسائل الاصول ولذلك قال الله تعالى بكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فقالوا شرعه العمل ومنهاج السبيل الذي يتحقق به ذلك - 00:14:59ضَ

التشريع القواعد التي تبنى عليها الشريعة فقوله على نهج المقصود به على طريق وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وقول نهج النبي اي طريق اي طريق النبي سنة النبي هدي النبي - 00:15:39ضَ

وهو قد ذكر هذا الطريق باضافته الى صاحبه حيث قال نهج النبي المصطفى والنبي المراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمصطفى والمختار قوله وصحبه اي ونهج صحبه وسحب - 00:16:04ضَ

اسمه جمع لصاحب والمقصود بهم من لقي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ثم انه رحمه الله ذكر قيدين من غير زيغ هذا القيد الاول - 00:16:26ضَ

وجفا هذا القيد الثاني اي كان في نهج النبي واصحابه دون ميل لزيادة وغلو او جفى وهو مباعدة تفريط وهاتان الضلالتان تكتنفان كل سبيل فكل سبيل يحتمل ان يكون فيه - 00:16:53ضَ

ازاي هو يحتمل ان يكون فيه الجفا اه فلما ذكر السبيل ذكر القيد الذي يسلم به الانسان من الخروج عنه وهو ولو لم يذكر ذلك لكان واضحا جليا لان نهج النبي - 00:17:31ضَ

ونهج اصحابه ليس فيه زيغ ولا جفاء ليس فيه زيغ ولا جفا فهذا يسمى قيدا كاشفا القيد الكاشف هو الذي لا يضيف في الكلام معنى زائدا وانما هو لتوظيح وتجلية ان الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:48ضَ

واصحابه سالم من هذه الانحرافات بزيادة او بنقص بغلو او تقصير واضح هذا يا اخوان او لا فقوله رحمه الله ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ وجف هو بيان لطريق الفرقة الناجية التي تسلم من الانحراف وهذا الوصف الذي ذكره - 00:18:15ضَ

ترجيح لرواية عبد الله بن عمرو التي جاء فيها وصف هذه الفرقة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ذلك سئل عنها من هي يا رسول الله؟ قال هي ما كان على مثل ما انا عليه اليوم - 00:18:41ضَ

واصحابه مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم اليوم واصحابه من سلامة الاعتقاد وصحة الدين والسلامة من الانحراف والابتداع وهذا احد الاوصاف كما ذكرت قبل قليل في اوصاف الفرقة الناجية ووصفت بالسواد الاعظم ووصفت بالجماعة - 00:18:59ضَ

وكلها اوصاف آآ تجتمع في بيان والتوصيف طريق اهل السنة والجماعة الذي من سلكه سلم من الانحراف والضلالة بعد هذا قال رحمه الله وليس هذا النص جزما يعتبر في فرقة الا على اهل الاثر - 00:19:24ضَ

يقول وليس هذا النص النص اي الوارد في افتراق الامة الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ليس هذا النص وهو قوله صلى الله عليه وسلم كلها في النار الا واحدة يعتبر - 00:19:46ضَ

في فرقة اي يوجد ويتحقق في فرقة من الفرق المنتسبة الى الامة الا على اهل الاثر الا على اصحاب الخبر والنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقوله الا على اهل الاثر اي الا على اصحاب - 00:20:04ضَ

الاثار وهم الذين يبنون اعتقادهم وما يدينون به رب العالمين على ما نقل اليهم من قول سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وانما كان اهل الاثر هم اولى الناس واجدر الناس - 00:20:30ضَ

ان يكونوا الفرقة الناجية لانهم الذين يتحقق بهم او يتحقق فيهم قوله من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي فانه لا يمكن ان يتحقق هذا لاحد الا لمن اخذ بالاثر - 00:20:56ضَ

ناقل بما كان عليه واصحابه صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله تعالى عنه فلهذا كان اهل الاثر وهم الذين يعتمدون في عقائدهم على ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه - 00:21:16ضَ

هم اجدر الناس لانهم الذين يتحقق فيهم انهم على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي واضح هذا واضح وجه قول المصنف وليس هذا النص جزما اي يقينا يعتبر في فرقة الا على اهل الاثر - 00:21:33ضَ

لانهم بنوا اعتقادهم على نقل يصف ويبين ويترجم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه نقف على هذا والله تعالى اعلم - 00:21:52ضَ