الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه - 00:00:01
وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول رحمه الله هذا مع ان الله تعالى سبحانه قد للعبد مشيئة كقوله لمن شاء منكم ان يستقيم. فكيف بمن يقول انا متوكل على الله وعليك؟ المؤلف رحمه الله يقول اذا كان من سوى - 00:00:16
بين الله تعالى وبين غيره في ما هو ثابت لله وثابت للعبد. فكيف فيما لا يثبت او لم يثبت الا لله تعالى مثل التوكل. التوكل قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فهو حق لله لا يشركه في غيره - 00:00:36
اياك نعبد واياك نستعين. فلا يجوز التوكل على غير الله تعالى لان التوكل عمل قلبي لا يكون الا لله تعالى. فاذا كان ما ثبت للمخلوق لا يضاف الى الله تعالى او لا يعطف على الله جل وعلا في ذكر الله تعالى بالواو - 00:00:55
التي تفيد التسوية والتشريك وتوهم الجمع المذموم. فكيف ما ليس للعبد فيه حق يكون النهي هنا اوكد واشد يقول رحمه الله فكيف بمن يقول انا متوكل على الله وعليك؟ طيب لو قال انا متوكل على الله ثم عليك. هل يخرج من الاشكال؟ بعض اهل العلم يقول يخرج من الاشكال - 00:01:14
والصحيح انه لا يخرج بالاشكال لان التوكل عمل قلبي لا يكون الا على الله تعالى ولا يكون الاله جل وعلا لقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا قد ذكر هذا شيخ الاسلام رحمه الله في بعض - 00:01:36
رسائله انما يقول توكلت على الله عاد توكلت على الله ثم يقول ووكلتك او فوظتك او ما اشبه ذلك من الالفاظ تفيد اسناد الامر او تفيد تفويض الغير في فعل ما يريد - 00:01:50
من الامور لكن ليست بلفظ التوكل لان التوكل لا يكون الا لله تعالى وهو من اعمال القلوب التي يجب اخلاصها لله جل وعلا. قال رحمه الله وانا في حسب الله وحسبك - 00:02:08
ايضا هذا من الفاظ الشركية الا في حسب الله وحسبك. الحسب هو الكفاية والقرآن لم يذكر الكفاية الا بالله جل وعلا لا بغيره قال جل وعلا وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله. وقال جل وعلا في خبر الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:23
ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله ونعم الوكيل. فالحسب لله وحده الكفاية له وحده. ليست لغيره. ولذلك لا يجوز ان يقول العبد حسبي الله و - 00:02:43
بكذا بمعنى انه يكفيه ما اهمه لكن لو قال حسبك يعني يكفيك مثلا ما اخذت من مال يكفيك ما قرأت فان هذا لا بأس به. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه ابن مسعود من سورة النساء حتى بلغ قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة - 00:02:58
بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال له حسبك يكفيك هذي الكفاية ليست المقصودة ليس معناها معنى الكفاية التي ذكرها الله تعالى في قوله فان حسبك الله وفي قوله تعالى حسبنا الله ونعم - 00:03:17
هذه الكفاية التامة المطلقة التي تقتضي الوقاية من الشرور وتحصيل الخير فان هذه لا تكون الا من الله جل وعلا. فلا يجوز العبد يقول مثلا ان يأتيك شخص خائف تقول حسبك الله ثم انا. هذا لا يصلح لان الحسد لله وحده - 00:03:32
كذلك لا يجوز اشد من هذا ان يقول حسبك الله وانا. فان هذا من الشرك. يقول رحمه الله ومالي الا الله وانت هذا ايضا لا يصلح انه تسوية بين الله تعالى وغيره فيما لا يكون الا لله تعالى. وهي تفيد الاعتماد والتوكل والاستعانة والاستغاثة واللجأ والاعتصام - 00:03:50
ما لي الا الله فاعتصم به والتجأ اليه وارقب الفرج منه هذا معنى هذه الكلمة. وهذه لا تصلح الا لله جل وعلا. وهذا من الله ومنك ايضا لا يجوز مثل هذا. لان الكل من الله تعالى - 00:04:11
كما قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله ليست من غيره غيره كلهم كلها اسباب تمضي ما قظى وتفعل ما امر جل وعلا قال رحمه الله وهذه من بركات الله وبركاته وهذا غلط ايضا من بركات الله اي من خيراته - 00:04:26
ونعمه واحسناته فلا تسوى بركات الله جل وعلا ببركات غيره فهو جل وعلا المتبارك تبارك الذي بيده الملك تبارك وتعالى تبارك الله احسن الخالقين. تبارك الله رب العالمين فهو جل وعلا الذي - 00:04:45
كثرت خيراته وفاضت على عباده. فليس له نظير في ذلك وهذا الفعل تبارك مما لا يقال الا لله جل وعلا. فهو من الافعال المختصة به جل وعلا لا يقال تبارك زيد - 00:05:04
ولا تبارك رسول الله فمهما كثر خير العبد ونفعه لا يوصف بهذا لانه الذي لله جل وعلا ليس لاحد سواه وهذا من بركة الله ثم بركاتك هذه الالفاظ محتملة هذي والتي قبلها يحتمل انه اصبح ان يقول هذا هذا من الله ثم منك على وجه التبع والسبب - 00:05:19
وهذي من بركات الله ثم بركاتك على وجه التبع والسبب لكن ما قبله لا يكون الا لله تعالى. والله لي في السماء وانت لي في الارض اعوذ بالله. هذا من - 00:05:41
لا شق الالفاظ وارعانها لانه تسوية بل ليس تسوية يقول لي الله في السماء ينصرني وانت لي في الارض وكأن الله تعالى لا ينصره في الارض وهذا جهل بالله تعالى وظلال كبير وخطأ في اللفظ يقول المؤلف رحمه الله وازن بين هذه الالفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبينما - 00:05:54
نهي عنه او ما نهى عنه في قوله ما شاء الله وشرك. وازن تجد بيونا شاسعا وغلوا كثيرا وفرقا كبيرا بين هذه الالفاظ وبين ذلك اللفظ الذي غايته الخطأ في العطف بتسوية الله تعالى بالاتيان - 00:06:16
يسوى به الله تعالى وغيره قال رحمه الله ثم انظر ايهما افحش يتبين لك ان قائلها اولى بالبعد من اياك نعبد. اعني اولى بالبعد من تحقيق العبودية لله تعالى من تحقيق التوحيد - 00:06:34
وبالجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لقائل تلك الكلمة وانه اذا كان قد جعل رسول الله ندا فهذا قد جعل من لا يدانيه ندا والنبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق جاها - 00:06:50
عند ربه ومع ذلك لم يرظى ان يسوى بينه وبين الله تعالى. فكيف بغيره صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى - 00:07:05
والخشية والتوبة والنذور. والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا والدعاء. كل ذلك محض حق الله تعالى وفي مسند الامام احمد ان رجلا اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم قد اذنب ذنبا. فلما وقف - 00:07:23
بين يديه قال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد. فقال صلى الله عليه وسلم عرف الحق لاهله وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الاسود بن سريع وقال حديث صحيح - 00:07:52
فهذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله هو بقية ما ذكره فيما يتعلق بالقسم الثاني من اقسام الشرك وهو الشرك الواقع في الالفاظ وخذ ذكر المؤلف رحمه الله عدة نماذج وامثلة للشرك الواقع في الالفاظ وبعد ذلك اشار الى ان - 00:08:12
الالفاظ التي نهي عنها مما يكون فيه تسوية الله تعالى بغيره يقول كثير من الناس ما هو اعظم منها ممثل لذلك بقوله رحمه الله الا في حسب الله وحسبك وما لي الا الله وانت - 00:08:33
وهذا من الله ومنك وما الى ذلك ثم طلب المقارنة فقال وازن بين هذه الالفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبينما نهي عنه من قول ما شاء الله وشئت ثم انظر ايهما افحش يتبين لك ان قائلها اولى بالبعد من اياك نعبد - 00:08:51
وبالجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لقائل تلك الكلمة وانه اذا كان قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ندا فهذا قد جعل من لا يدانيه لله ندا - 00:09:07
جعل رسول الله ندا وهو اعظم الخلق جاها ومع ذلك انكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فغيره من باب اولى. قال رحمه الله وبالجملة وهذه خاتمة ما يتعلق بشرك الالفاظ وبالجملة فالعبادة المذكورة فاياك نعبد - 00:09:18
اي في قوله جل وعلا اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى والخشية والتوبة والنذور وهذه امثلة قال والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق والرأس خضوعا وتعبدا والدعاء كل ذلك محض حق الله تعالى. هذه المجموعة من العبادات التي ذكرها المؤلف رحمه الله - 00:09:35
منها ما هو قولي ومنها ما هو فعلي ومنها ما هو قلبي. فهي في الحقيقة مجيء المجيء بها هنا قبل الفراغ من ذكر شرك بايرادات لعل فيه تقديما وتأخيرا من النساخ - 00:10:01
ولفأن الاولى بهذا هذه العبارة ان تكون بعد ذكر ما يتعلق بشرك النيات على كل نحن نقرأه نعلق عليها في موضعها الذي جاء في الكتاب لكن هي احق بان تكون في خاتمة اه صور الشرك كلها. قال رحمه الله فالعبادة المذكورة في قول اياك نعبد هي السجود - 00:10:16
توكل سجود عمل بدني والتوكل عمل قلبي والانابة عمل قلبي والتقوى تكون في القلب واللسان والجوارح والخشية في القلب والتوبة تكون في القلب واللسان انوى النذور هي اعمال قولية وتكون ايضا قلبية من جهة نية التقرب بها والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل - 00:10:36
تحميد والاستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا. الطائفة الاولى كلها قولية وحلق الرأس عملي. والدعاء قولي ويكون ايضا عمليا فهذه كلها من العبادات التي تدخل في قول اياك نعبد واياك نعبد اه يشمل كل عبادة امر الله تعالى - 00:10:57
بها ورسوله امر ايجاب او امر استحباب من العبادات الظاهرة ومن العبادات الباطنة. وهذا يريحك من ان تبحث عن الامثلة او ان تستحضرها لان لانه اذا عرفت ان العبادة التي في قوله اياك نعبد هي كل ما امر الله به ورسوله من العبادات الظاهرة والباطنة الواجبة - 00:11:17
المستحبة بين لك ما المقصود باياك نعبد فكل عبادة يمكن ان تندرج بل كل عبادة تندرج تحت هذا التوحيد في قوله جل وعلا اياك نعبد. ثم قال المؤلف رحمه الله كل ذلك محض حق الله تعالى اي حقه الذي لا يجوز ان يشرك معه فيه غيره - 00:11:37
بل يجب ان يفرد به سبحانه وتعالى والا يسوى فيه غيره باي نوع من التسوية. ثم قال رحمه الله في المسند في الاستدلال لكون ذلك حقه الذي لا يجوز ان يشرك فيه آآ او يشرك معه فيه غيره. ذكر المؤلف رحمه الله حديثا. والادلة على هذا - 00:11:57
كثيرة لكن المؤلف رحمه الله اختصر على ذكر هذا الحديث لكونه مما يتعلق بالعبادات القلبية والعبادات ايضا اللفظية وهو ما جاء في في مسند الامام احمد ان رجلا اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم قد اذنب ذنبا فلما وقف بين يديه اي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم - 00:12:17
اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد. التوبة معناها الرجوع هذا من حيث اللغة تاب من كذا اي رجع منه فالتوبة يدور معناها على الرجوع وهي رجوع الى الاصطلاح الشرعي رجوع من الخطأ الى الصواب - 00:12:37
من المعصية الى الحسنة من التقصير الى التكميم. وهذا الرجل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مذنبا قال هذه الكلمات التي هي من الحق فقال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد وفي هذا نوع - 00:12:56
جفى لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما كانت هذه الكلمة كلمة حق قال عرف الحق لاهله. يعني التوبة الحقيقية الكاملة المطلوبة وهي التوبة الى الله تعالى الرجوع الى الله تعالى. لا الرجوع الى غيره. والرجوع الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بترك المعصية - 00:13:16
ومعرفة حقه صلى الله عليه وسلم هذا مما هو حقه صلى الله عليه وسلم لكن لعل الذنب الذي وقع فيه الرجل مما يتعلق بحق الله لا بحق النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك ليس هناك رجعة الى النبي صلى الله عليه وسلم لان الذنب الذي قرفه هذا الرجل مما يتصل - 00:13:37
قل بالله تعالى وبه ينحل الاشكال الذي قد يرد باذهان بعظ الناس مما في الصحيحين من حديث القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها انها اشترت نمرقة فيها تصاوير. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ورآها قام عند على الباب ولم يدخل - 00:13:57
عرفت عائشة رضي الله عنها كراهية ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت يا رسول الله اني اتوب الى الله والى رسوله ماذا اذنبت؟ يعني اي شيء اذنبت؟ منعك الدخول الى البيت. ففي هذا الحديث قال قالت عائشة رضي الله عنها يا - 00:14:21
رسول الله اتوب الى الله والى رسوله. فجعلت التوبة الى الرسول صلى الله عليه وسلم لكن التوبة هنا مختلفة. التوبة الى الله ليست كالتوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:41
وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لان له حقا في الامر وهو ما يتعلق ببيته فهي ترجع الى الله تعالى من الذنب الذي يتعلق به وينقص حقه وتتوب الى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بحقه - 00:14:51
وحق النبي صلى الله عليه وسلم من حق الله فلا اشكال في هذه اللفظة وليس فيها تسوية غير الله تعالى بالله للعلم بالتفاوت بين التوبتين التوبة الى الله تعالى والتوبة الى رسوله - 00:15:08
على ان الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله يقول وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الاسود بن سريع وقال حديث صحيح والحاكم رحمه الله ممن يتجاوز ويتساهل كثيرا في التصحيح و حكم على الحديث بانه على شرط الشيخين او على شرط احدهما - 00:15:22
ويوافقه في ذلك الذهبي كثيرا. هذا الحديث من رواية الحسن عن الاسود بن سريع. والحسن في سماعه من الاسود خلاف ولذلك ضعف جماعة من العلماء هذا الحديث لعدم سماع الحسن من الاسود من السريع لكن جاء ما يدل على - 00:15:42
ففي التاريخ الصغير للبخاري رحمه الله ذكر هذا الحديث وفيه تصريح الحسن بالسماع من الاسود حيث قال الاسود لكن فيه افة اخرى وهي موص محمد بن مصعب وهو احد رجال الحديث وفيه ظعف فالحديث لاجل هذا - 00:16:02
ضعيف واما رواية الحسن عن الاسود فليست منقطعة كما جاء ذلك في التاريخ الصغير حيث قال الحسن حدثني الاسود هذا ما يتعلق بهذا المقطع كلام المؤلف رحمه الله وهو القسم الثاني من اقسام الشرك وهو الشرك الواقع في الالفاظ ثم قال رحمه الله - 00:16:22
والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له. وقل من ينجو منه. فمن نوى بعمله وجه الله تعالى فلم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد فان اياك نعبد هي الحنيف ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. ولا يقبل من احد غيرها وهي - 00:16:46
حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فاستمسك بهذا الاصل ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه تحقق معنى الكلمة الهية. هذا القسم الثالث من اقسام الشرك. وهو الشرك في الارادات والنيات. ولم يذكر المؤلف رحمه الله - 00:17:16
الا مثالا واحدا قال رحمه الله واما الشرك بالايرادات والنيات يعني في المقاصد والغايات فذلك البحر الذي لا ساحل له وصدق رحمه الله. ذلك اي شرك في هذا الباب البحر الذي لا ساحل له من حيث تنوعه وكثرته - 00:17:46
وخطورته وشدته وخفاؤه ايضا فانه يخفى على كثير من الناس كثير من الوان هذا الشرك الذي نسأل الله ان يسلم قلوبنا منه. وهو الشرك في القصد والطلب. ولا شك ان الشرك في القصد والطلب مما يؤثر - 00:18:06
على العمل تأثيرا بالغا فهو من اعظم اسباب هبوط العمل ورده وعدم قبوله كما دل على ذلك احاديث كثيرة منها رواه الامام مسلم في صحيحه من طريق العلا ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله - 00:18:26
قول تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. وهذا فيه التحذير من لغير الله تعالى في العمل والاحاديث فيما يتعلق بشرك النيات وتصحيح القصد لله تعالى وما يتعلق بافراده جل وعلا - 00:18:46
الا بالعمل كثيرة جدا. يقول رحمه الله وقل من ينجو منه. اي من ان يتورط في شيء من صوره او يتلطخ بشيء من اعماله ولكن النجا في ان يداوم العبد النظر في قلبه وان يفتش ما فيه من المقاصد والنيات - 00:19:06
وان يخلص الطلب لله تعالى وان يديم الدعاء بان يخلص قلبه ويخلصه من هذه الافة. ولذلك جاء في الحديث وان كان سنده فيه بعض المقال في بيان خطورة الشرك من حديث عائشة وغيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك في امتي اخفى - 00:19:26
من دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء. وفي سؤال ابي بكر قال فما النجاة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك - 00:19:48
وانا اعلم استغفرك لما لا اعلم. وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان من دعائه الذي حفظ عنه اللهم اجعل العمل كله صالحة واجعله لك خالصا ولا تجعل فيه لاحد نصيبا. فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يستحضرون خطورة الامر - 00:19:58
ويلاحظونه ملاحظة فائقة ويولونه عناية خاصة. كيف والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لهم كما في المسند من محمود ابن لبيب اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال الرياء - 00:20:18
وهو من الشرك الواقع في النيات والمقاصد. ولذلك يجب على طالب العلم يجب على كل مسلم فضلا عن طالب العلم الذي قد يصيب قلبه من ذلك ما لا يصيب غيره يجب ان يتحرى الرغبة فيما عند الله تعالى والقصد له جل وعلا في قوله وحاله وعمله - 00:20:37
وان يعلم ان ما كان لله فهو الباقي وما ليس لغيره فهو يظمحل. والله جل وعلا لا يصلح عمل المفسدين. ولا يمكن ان يوفق الانسان بنية مشوبة برياء وعجب وتسميع وما الى ذلك من الوان الافات التي تصيب العمل. فلابد من اخلاص القصد والطلب وان يعلم العبد ان الله لا يقبل من - 00:20:57
بل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه كما جاء في الصحيح في الحديث في حديث ابي امامة في المسند وغيره. وهذه مسألة يحتاج ان يتعاهد الانسان نفسه فيها دائما ليست في مرحلة ولا في زمن ولا في منزلة بل هو في الليل والنهار في القدوم والذهاب في القيام - 00:21:21
وعود في سائر حاله يحتاج الى ان يراقب نيته. والذي يغفل عن نيته يدخله من الفساد ما لا اه يوصف. ويفوته من الخير والاجر لا يوقف له على احد. بخلاف الذي يصحح النية ويقصد الله جل وعلا ويخلص الطلب ويجعل قصد الله تعالى بين عينيه في - 00:21:41
وقعوده في ذهابه ومجيئه في حديثه وسكوته فانه يدرك خيرا كثيرا وفضلا كبيرا واجرا عظيما لا يدركه غيره هذا مع السلامة من من المؤاخذة. لان الذي يخلط في عمله يفوته الاجر - 00:22:01
هذا واحد انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه فالترك معناه عدم القبول والرد هذا ان سلم من المؤاخذة فانه واذا قصد غير الله تعالى بعمله قد يؤاخذه الله جل وعلا على ذلك ويعاقبه على هذه النية التي صرفها لغيره جل وعلا - 00:22:18
فالمسألة تحتاج الى نظر وتحرير ومراقبة ودوام عناية ليس في لحظة ولا في وقت ولا في زمن بل في كل حال وفي كل حين وفي كل الوقت وعلى دوام الليالي والايام هذه عبادة مستمرة لا تنقطع لان التوحيد هي لان التوحيد والاخلاص هما عبادة العمر - 00:22:38
لا ينفك عنهما العبد ما دامت عينه تلحظ وعرقه ينبض. يقول رحمه الله فمن نوى بعمله غير وجه الله تعالى فلم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد صحيح من نوى بعمل غير الله تعالى فانه لم يقم بحقيقته اياك نعبد. لان مقتضى اياك نعبد ايش؟ الا يعبد غيره ان يفرده جل وعلا - 00:22:59
عبادة الا يتعلق بسواه الا يحب الا اياه. هذا معنى اياك نعبد فلا يكون في قلبه الا الله جل وعلا محبة وخوفا واجلالا وتعظيما ورجاء وخشية وانابة فليس في قلبه سواه جل - 00:23:23
وعلى ولا في قلبه تعلق بغيره سبحانه وبحمده. ومن علق قلبه بغير الله في قصده وطلبه فانه خاسر. يقول الله جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. وقال جل وعلا في من اراد - 00:23:39
بعمله غير الله جل وعلا والدار الاخرة من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون - 00:23:59
ثمان من طلب غير الله وصرف القصد اليه لا يسعد بل هو في غاية الشقاء والذل يدل لذلك ما في صحيح البخاري من حديث ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس - 00:24:15
الخميلة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش هذا الحديث فيه بيان تعاسة كل من قصد غير الله تعالى من قصد الدنيا او قصد الخلق بعمله فانه لا يدرك الا شقاء وتعاسة وتعثرا وفواتا لمصالحه وتورطا - 00:24:35
بانواع من المضار والافات فمن نوى بعمله غير الله تعالى لم يصب خيرا. والنية نية غير الله تعالى بالعمل تنقسم الى اقسام منها ما هو مخرج عن دين الاسلام كلية كحال المنافقين الذين ابطنوا الكفر واظهروا الاسلام فهؤلاء قد قال الله تعالى فيهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار هذا القسم الاول - 00:24:56
القسم الثاني ممن يعمل لغير الله تعالى من هو مسلم ويقصد الله جل وعلا لكن يدخل عليه طلب غير الله تعالى في بعض اعماله فهذا يفسد عمله بقدر ما معه من قصد غير الله تعالى. فان كان البعث على العمل قصد غير الله جل وعلا - 00:25:19
فهذا عمله حابط وباطن وان كان عمله لله ثم طرأ عليه طلب الدنيا او طلب ما لا يؤذن بطلبه من الناس في اعمالهم فانه يفسد عمله اذا اذا استمر وركن اليه وينقص اجره اذا كان ذلك عارضا وقاومه وصرفه - 00:25:39
المقصود ان تأثير نية غير الله تعالى بالعمل تختلف هذا الذي نريد ان نخلص اليه ان قصد غير الله تعالى بالعمل يختلف حكمها قد يكون كفرا وشركا وقد يكون ليس - 00:26:03
كفرا ولا شركا لكنه يحبط العمل المقارن وقد ينقصه ولا يحبطه. وقد يكون قصد ذلك مفوتا لكمال الاجر لا يحصل به الاثم كمن يعمل مثلا عملا صالحا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم او ذكر الله جل وعلا فائدة دنيوية من - 00:26:15
فيقصد بهذا العمل تحصيل الفائدة الدنيوية مع الاجر الاخروي كما في حديث انس من احب ان يبسط له في رزقه ومن سأله في اثره فليصل رحمه. فاذا وصل رحمه طاعة لله تعالى ورغبة في تحصيل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من انساء الاثر وبسط الرزق هذا قصد امر دنيوي اليس كذلك؟ قصد بعمله غير الله تعالى - 00:26:35
هل يحبط العمل؟ لا. هل يحصل به الاثم؟ الجواب لا. هل ينقص الاجر؟ نعم. يفوته من الاجر بقدر ما حصل من الشركة. ومن العلماء من يقول انه لا اجر لا ينقص اجره لكن الحقيقة انه يختلف ما يقوم بقلب العبد اذا كان قصده الله اولا وليس له رغبة الا فيما عنده ولا ينظر - 00:26:55
اليه جل وعلا وهذه امور تابعة ينظر اليها على وجه التبع فانه لا ينقص. اما اذا قصدها قصدا يعني اصليا مع التقرب الى الله تعالى فانه ينقص اجره بقدر ما حصل من من وارد على قلبه يفوت كمال القصد وهذا الامر - 00:27:15
اخواني امر عجيب وليس امرا يعني يمكن ان يحد بضابط او ان يحد بحد لان اعمال القلوب تتفاوت تفاوتا بعيدا كبيرا حتى ان الاعمال تكون في الصورة واحدة متقاربة بل قد تكون متطابقة تماما لكنها في الاجر والمثوبة - 00:27:35
بينها كما بين السماء والارض من فظل ومن رجحان كما يقول ابن القيم رحمه الله في المقصود ان عمل اذا قصد به غير الله تعالى فله احوال كثيرة اه منها ما هو كفر منها ما هو اثم ومنها ما هو - 00:27:55
نقص في الاجر ومنها ما لا يؤثر على عمل الانسان الان يبين لنا كيف كان قصد غير الله تعالى بالعمل خروج عن اياك نعبد واياك نستعين. قال فان اياك نعبد هي - 00:28:14
الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. الحنيفية مأخوذة من الحنف وهي الاستقامة على التوحيد ملة ابراهيم الملة تقدم لنا بيانه قلنا ان الملة هي الدين وتضاف الى العباد لا تضاف الى الله تعالى - 00:28:29
وهي الملة هي مجموعة الاقوال والاعمال والاعتقادات التي يتحقق بها افراد الله تعالى بالعبادة. هذي من الملة الحنيفية. لكن الملة عموما هي مجموعة اقوال وافعال واعتقاد وتطلق على غير ملة الاسلام قال الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه فان الرغبة عن ملة ابراهيم - 00:28:49
قم الى ملة غيره قد اظاف الله جل وعلا الملة الى ابراهيم في مواضع عديدة من الكتاب. وذلك لكون ابراهيم حصل له من تقرير التوحيد والدعوة اليه وبيانه والمجاهدة في سبيل تقريره ما لم يكن لغيره من الانبياء - 00:29:15
يقول الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. وقال الله جل وعلا امرا رسوله قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم. وقال الله جل وعلا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. والايات والنصوص في - 00:29:34
هذا كثيرا هذا منها وهو فيه ان ان الملة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم هي ملة ابراهيم عليه السلام وسبب الاظافة الى انه من اعظم من دعا الى التوحيد وقرره وجاهد في دحض الشرك والدعوة الى التوحيد قال ولا يقبل من احد - 00:29:54
غيره ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم ولا يقبل من احد غيرها اي غير هذه الملة وهي حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه وهو في - 00:30:14
اخرة من الخاسرين نعوذ بالله من الخسران. من يبتغي اي من يطلب غير الاسلام دينا اي عبادة في قوله وعمله واعتقاده لن يقبل فلن يقبل منه وعدم القبول يفيد عدم الرضا ويفيد الرد ويفيد عدم الاثابة ثم قال وهو في الاخرة من الخاسرين اي لا يدرك خيرا بل هو قد - 00:30:28
خسر نفسه وخسر ما اعده الله تعالى لاولياءه وعباده. بعد هذا يقول المؤلف رحمه الله فاستمسك بهذا الاصل ما هو الاصل الذي يستمتع به؟ الذي يظهر لي ان الاصل هو ما ذكره في قوله وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى والخشية - 00:30:51
التوبة والنذور الى اخر ما ذكر وبعدها يأتي قوله فان اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم. فقوله فاستمسك بهذا الاصل اي بملة ابراهيم التي تضمنت هذه العبادات الجليلة وهذه الاعمال الفاضلة التي هي حق الله تعالى فاستمسك بهذا الاصل - 00:31:14
وهو توحيد الله تعالى والاستسلام له والتعظيم له وافراد العبادة له ورد ما اخرجه المبتدعة المشركون اليه اي احكم على ما وقع فيه المبتدعة في اقوالهم وفي اعمالهم وفي اعتقاداتهم - 00:31:34
على وفق هذا الاصل الذي جاء به ابراهيم عليه السلام. ويمكن ان يقال ان مراد المؤلف يستمسك بهذا الاصل. يعني هذا التقسيم الذي ذكره في الشرك شرك الايرادات وشرك الاقوال وشرك الاعمال فانه بين الشرك قال ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه اي اما ان يكون ما - 00:31:53
وقع فيه المبتدع والمشركون شرك في الارادة او شرك في النية او شرك او شرك في العمل او شرك في القول. والذي يظهر هو الاول انك تستمسك بهذا الاصل يعني ملة ابراهيم الحنيفية التي تضمنت تلك العبادات الجليلة ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركين اليه - 00:32:14
تحقق معنى كلمة الالهية لا اله الا الله. فان لا اله الا الله تدل على وجوب افراد الله تعالى بالعبادة. اياك نعبد واياك نستعين دالة على وجوب التعلق به لا اله نفي لعبادة ما سوى الله جل وعلا الا الله فيها اثبات العبادة له وحده لا - 00:32:34
كلاه بهذا يتحقق للعبد التوحيد. الان بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هذا التقسيم للتوحيد انتقل رحمه الله الى ذكر بعض الاسئلة التي قد ترث على الانسان من الواقعين في الشرك من الذين وقعوا في الشبهة او شبه عليهم او المشككين في صحة ما تقدم من - 00:32:54
وجوب افراد الله تعالى بالعبادة فيقول رحمه الله فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى وانه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والشفعاء كحال الملوك. فالمشرك لم يقصد الاستهانة بجانب الربوبية - 00:33:18
وانما قصد تعظيمه وقال اياك نعبد وانما اعبد هذه الوسائط لتقربني وتدخل بي عليه فهو الغاية وهذه وسائل هذه الكلمات التي ذكرها رحمه الله كلمات آآ مهمة ويجب الوقوف عندها وحلها حتى يسلم الانسان من اعظم الشبه التي ترد على التوحيد - 00:33:42
فانه قد ذكر في هذا المقام شبهة هي المستمسك الاكبر الذي سوغ به اهل الشرك شركهم. وهذه شبهة الكبرى ليست حديثة آآ الولادة وليست جديدة الطروق بل هي مما ذكره الله تعالى في كتابه واجاب عنه في سورة تامة وهي سورة - 00:34:15
الزمر فان سورة الزمر ذكر الله تعالى فيها من تقرير التوحيد ودحض شبه المشركين ما هو واضح وبين لمن قرأ ايات تلك السورة فيها قول الله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذا هو الذي ذكره المؤلف رحمه - 00:34:41
والله في اول هذا المقطع فانه ذكر اعظم شبهة يحتج بها خصوم التوحيد الواقعون في الشرك يقول فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى يعني بشركه انما قصد تعظيم جناب الله تعالى بشركه. وانه لعظمته - 00:35:02
وجلاله سبحانه وبحمده لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والوسائط جمع واسطة وهو ما يجعل بين الله تعالى وبين عبادة والوسائط المقصود بهم هنا هم الشفعاء الذين يتقرب اليهم بانواع القربات ليصل الى ما يريد من - 00:35:23
حوائج ومطلوبات. والوسائط يعني سيتبين ان الواسطة التي ذكرها المؤلف هنا هي الواسطة الممنوعة. لان الوسائط نوعان نوع جاء القرآن والسنة بالاقرار به واثباته ونوع جاء بتكذيبه ودحره وبيان بطلانه. النوع الاول هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. فهؤلاء وسطاء بين الله - 00:35:46
وبين الخلق يبلغون رسالات الله ويبصرون من العمى ويهدون سبل السلام وهؤلاء الايمان بهم اقرار بما جاءوا به من اصول الايمان التي لا يتم ايمان احد الا بها. وحقهم طاعتهم واتباعهم والايمان بهم - 00:36:14
وتصديقهم واجلالهم وتوقيرهم القسم الثاني من الوسائط هم من جعلهم المشركون واسطة بينهم وبين رب العالمين في قضاء الحوائج ونيل المآرب وتفريج ذي الكربات وليل المرغوبات وما الى ذلك من الامور التي لا يقدر عليها الا رب الارض والسماوات. وهذا النوع من الوسائط اثباته - 00:36:34
شرك وقد بين الله تعالى ضلال هؤلاء ورد عليهم في كتابه في مواضع عديدة. من ذلك ما ذكره الله تعالى في سورة الزمر فان الله جل وعلا ذكر في اولها شرك المشركين واتخاذهم الاولياء من دونه - 00:36:58
وذكر حجتهم بل ذكر شبهتهم التي استمسكوا بها. قال الله جل وعلا والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربهم الى الله زلفى. وقال في هذه السورة قل لله الشفاعة جميعا. فنفى الله تعالى الشفاعة عما سواه - 00:37:17
الشفاعة المنفية هي الشفاعة التي يثبتها اهل الشرك التي تقتضي الفزع واللجأ والاعتصام بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا والتي تقتضي صرف انواع العبادة العملية والقلبية لغير الله جل وعلا. هذه الشفاعة هي ما اشار اليه المؤلف رحمه الله هنا. حيث قال فان قيل - 00:37:34
المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى. وانه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط. والشفعاء كحال الملوك كالمشرك لم يفصل هذا بجناب الربوبية وانما قصد تعظيمه وقال اياك نعبد وانما اعبد - 00:37:57
هذه الوسائط لتقربني اليه وتدخل بي عليه فهو الغاية وهذه الوسائل. سيأتي الجواب على هذه الشبهة لكن في الجملة حسن المقاصد لا ادفع لخطأ الاعمال فكونهم قصدوا حسنا لا يسوغ ان تكون اعمالهم حسنة بل كل عمل لابد فيه من سلامة القصد وصحة الطريق - 00:38:14
الذي يوصل الى الغرض والقصد فلو ان انسانا في امور الدنيا كان قصده الرياظ مثلا في سفر من الاسفار قصده الرياظ وسلك طريقا يوصله الى غير هذه البلدة. قصد المغرب والرياض في المشرق هل يشفع له حسن قصده في الوصول الى غايته؟ الجواب لا لا يمكن. فكذلك فيما يتعلق بسائر - 00:38:39
حسن المقاصد لا تشفع لصاحبها في صحة العمل. لقول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فذكر الله تعالى وذكر صلاح العمل فقال جل وعلا ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا في القصد والطلب وقال جل وعلا فليعمل عملا صالحا - 00:39:04
وهذا فيه صحة العمل وانه يجب ان يكون العمل صالحا ولا يكون صالحا الا اذا كان موافقا لما جاءت به الرسل. فاعتذارهم بان قصدهم تعظيم الله جل وعلا اعتذارهم بان قصدهم - 00:39:26
الله جل وعلا ليس بعذر ثم في الواقع انه ليس تعظيما ان هذا الذي يزعمون ليس تعظيما لله تعالى بل هو في غاية النقص لحقه والانتهاك لجلاله جل وعلا. اذ اذ ان المعظم لله تعالى يعلم ان ربه جل وعلا من الكرم - 00:39:40
والرحمة وسعة الفضل وعظيم الاحسان ما لا يحتاج ان يدخل عليه بوسائط ولذلك قال الله جل وعلا واذا سألك عباد عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. فلم يقل فليتوجهوا الي - 00:40:03
وكذا مما يزعمه هؤلاء من الشفعاء والاولياء بل امره جل وعلا ان يتوجه اليه وحده واخبر بقربه وانه ينيل السائل مطلوبه اذا صدق في سؤاله فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون - 00:40:23
هذه الشبهة الاولى التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهو نوع تساؤل ذكره سيأتي مزيد بسط وتفصيل في الجواب عما ذكر رحمه الله نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:40:41
Transcription
الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه - 00:00:01
وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول رحمه الله هذا مع ان الله تعالى سبحانه قد للعبد مشيئة كقوله لمن شاء منكم ان يستقيم. فكيف بمن يقول انا متوكل على الله وعليك؟ المؤلف رحمه الله يقول اذا كان من سوى - 00:00:16
بين الله تعالى وبين غيره في ما هو ثابت لله وثابت للعبد. فكيف فيما لا يثبت او لم يثبت الا لله تعالى مثل التوكل. التوكل قال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فهو حق لله لا يشركه في غيره - 00:00:36
اياك نعبد واياك نستعين. فلا يجوز التوكل على غير الله تعالى لان التوكل عمل قلبي لا يكون الا لله تعالى. فاذا كان ما ثبت للمخلوق لا يضاف الى الله تعالى او لا يعطف على الله جل وعلا في ذكر الله تعالى بالواو - 00:00:55
التي تفيد التسوية والتشريك وتوهم الجمع المذموم. فكيف ما ليس للعبد فيه حق يكون النهي هنا اوكد واشد يقول رحمه الله فكيف بمن يقول انا متوكل على الله وعليك؟ طيب لو قال انا متوكل على الله ثم عليك. هل يخرج من الاشكال؟ بعض اهل العلم يقول يخرج من الاشكال - 00:01:14
والصحيح انه لا يخرج بالاشكال لان التوكل عمل قلبي لا يكون الا على الله تعالى ولا يكون الاله جل وعلا لقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا قد ذكر هذا شيخ الاسلام رحمه الله في بعض - 00:01:36
رسائله انما يقول توكلت على الله عاد توكلت على الله ثم يقول ووكلتك او فوظتك او ما اشبه ذلك من الالفاظ تفيد اسناد الامر او تفيد تفويض الغير في فعل ما يريد - 00:01:50
من الامور لكن ليست بلفظ التوكل لان التوكل لا يكون الا لله تعالى وهو من اعمال القلوب التي يجب اخلاصها لله جل وعلا. قال رحمه الله وانا في حسب الله وحسبك - 00:02:08
ايضا هذا من الفاظ الشركية الا في حسب الله وحسبك. الحسب هو الكفاية والقرآن لم يذكر الكفاية الا بالله جل وعلا لا بغيره قال جل وعلا وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله. وقال جل وعلا في خبر الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:23
ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله ونعم الوكيل. فالحسب لله وحده الكفاية له وحده. ليست لغيره. ولذلك لا يجوز ان يقول العبد حسبي الله و - 00:02:43
بكذا بمعنى انه يكفيه ما اهمه لكن لو قال حسبك يعني يكفيك مثلا ما اخذت من مال يكفيك ما قرأت فان هذا لا بأس به. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه ابن مسعود من سورة النساء حتى بلغ قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة - 00:02:58
بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال له حسبك يكفيك هذي الكفاية ليست المقصودة ليس معناها معنى الكفاية التي ذكرها الله تعالى في قوله فان حسبك الله وفي قوله تعالى حسبنا الله ونعم - 00:03:17
هذه الكفاية التامة المطلقة التي تقتضي الوقاية من الشرور وتحصيل الخير فان هذه لا تكون الا من الله جل وعلا. فلا يجوز العبد يقول مثلا ان يأتيك شخص خائف تقول حسبك الله ثم انا. هذا لا يصلح لان الحسد لله وحده - 00:03:32
كذلك لا يجوز اشد من هذا ان يقول حسبك الله وانا. فان هذا من الشرك. يقول رحمه الله ومالي الا الله وانت هذا ايضا لا يصلح انه تسوية بين الله تعالى وغيره فيما لا يكون الا لله تعالى. وهي تفيد الاعتماد والتوكل والاستعانة والاستغاثة واللجأ والاعتصام - 00:03:50
ما لي الا الله فاعتصم به والتجأ اليه وارقب الفرج منه هذا معنى هذه الكلمة. وهذه لا تصلح الا لله جل وعلا. وهذا من الله ومنك ايضا لا يجوز مثل هذا. لان الكل من الله تعالى - 00:04:11
كما قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله ليست من غيره غيره كلهم كلها اسباب تمضي ما قظى وتفعل ما امر جل وعلا قال رحمه الله وهذه من بركات الله وبركاته وهذا غلط ايضا من بركات الله اي من خيراته - 00:04:26
ونعمه واحسناته فلا تسوى بركات الله جل وعلا ببركات غيره فهو جل وعلا المتبارك تبارك الذي بيده الملك تبارك وتعالى تبارك الله احسن الخالقين. تبارك الله رب العالمين فهو جل وعلا الذي - 00:04:45
كثرت خيراته وفاضت على عباده. فليس له نظير في ذلك وهذا الفعل تبارك مما لا يقال الا لله جل وعلا. فهو من الافعال المختصة به جل وعلا لا يقال تبارك زيد - 00:05:04
ولا تبارك رسول الله فمهما كثر خير العبد ونفعه لا يوصف بهذا لانه الذي لله جل وعلا ليس لاحد سواه وهذا من بركة الله ثم بركاتك هذه الالفاظ محتملة هذي والتي قبلها يحتمل انه اصبح ان يقول هذا هذا من الله ثم منك على وجه التبع والسبب - 00:05:19
وهذي من بركات الله ثم بركاتك على وجه التبع والسبب لكن ما قبله لا يكون الا لله تعالى. والله لي في السماء وانت لي في الارض اعوذ بالله. هذا من - 00:05:41
لا شق الالفاظ وارعانها لانه تسوية بل ليس تسوية يقول لي الله في السماء ينصرني وانت لي في الارض وكأن الله تعالى لا ينصره في الارض وهذا جهل بالله تعالى وظلال كبير وخطأ في اللفظ يقول المؤلف رحمه الله وازن بين هذه الالفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبينما - 00:05:54
نهي عنه او ما نهى عنه في قوله ما شاء الله وشرك. وازن تجد بيونا شاسعا وغلوا كثيرا وفرقا كبيرا بين هذه الالفاظ وبين ذلك اللفظ الذي غايته الخطأ في العطف بتسوية الله تعالى بالاتيان - 00:06:16
يسوى به الله تعالى وغيره قال رحمه الله ثم انظر ايهما افحش يتبين لك ان قائلها اولى بالبعد من اياك نعبد. اعني اولى بالبعد من تحقيق العبودية لله تعالى من تحقيق التوحيد - 00:06:34
وبالجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لقائل تلك الكلمة وانه اذا كان قد جعل رسول الله ندا فهذا قد جعل من لا يدانيه ندا والنبي صلى الله عليه وسلم اعظم الخلق جاها - 00:06:50
عند ربه ومع ذلك لم يرظى ان يسوى بينه وبين الله تعالى. فكيف بغيره صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى - 00:07:05
والخشية والتوبة والنذور. والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا والدعاء. كل ذلك محض حق الله تعالى وفي مسند الامام احمد ان رجلا اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم قد اذنب ذنبا. فلما وقف - 00:07:23
بين يديه قال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد. فقال صلى الله عليه وسلم عرف الحق لاهله وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الاسود بن سريع وقال حديث صحيح - 00:07:52
فهذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله هو بقية ما ذكره فيما يتعلق بالقسم الثاني من اقسام الشرك وهو الشرك الواقع في الالفاظ وخذ ذكر المؤلف رحمه الله عدة نماذج وامثلة للشرك الواقع في الالفاظ وبعد ذلك اشار الى ان - 00:08:12
الالفاظ التي نهي عنها مما يكون فيه تسوية الله تعالى بغيره يقول كثير من الناس ما هو اعظم منها ممثل لذلك بقوله رحمه الله الا في حسب الله وحسبك وما لي الا الله وانت - 00:08:33
وهذا من الله ومنك وما الى ذلك ثم طلب المقارنة فقال وازن بين هذه الالفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبينما نهي عنه من قول ما شاء الله وشئت ثم انظر ايهما افحش يتبين لك ان قائلها اولى بالبعد من اياك نعبد - 00:08:51
وبالجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لقائل تلك الكلمة وانه اذا كان قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ندا فهذا قد جعل من لا يدانيه لله ندا - 00:09:07
جعل رسول الله ندا وهو اعظم الخلق جاها ومع ذلك انكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فغيره من باب اولى. قال رحمه الله وبالجملة وهذه خاتمة ما يتعلق بشرك الالفاظ وبالجملة فالعبادة المذكورة فاياك نعبد - 00:09:18
اي في قوله جل وعلا اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى والخشية والتوبة والنذور وهذه امثلة قال والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق والرأس خضوعا وتعبدا والدعاء كل ذلك محض حق الله تعالى. هذه المجموعة من العبادات التي ذكرها المؤلف رحمه الله - 00:09:35
منها ما هو قولي ومنها ما هو فعلي ومنها ما هو قلبي. فهي في الحقيقة مجيء المجيء بها هنا قبل الفراغ من ذكر شرك بايرادات لعل فيه تقديما وتأخيرا من النساخ - 00:10:01
ولفأن الاولى بهذا هذه العبارة ان تكون بعد ذكر ما يتعلق بشرك النيات على كل نحن نقرأه نعلق عليها في موضعها الذي جاء في الكتاب لكن هي احق بان تكون في خاتمة اه صور الشرك كلها. قال رحمه الله فالعبادة المذكورة في قول اياك نعبد هي السجود - 00:10:16
توكل سجود عمل بدني والتوكل عمل قلبي والانابة عمل قلبي والتقوى تكون في القلب واللسان والجوارح والخشية في القلب والتوبة تكون في القلب واللسان انوى النذور هي اعمال قولية وتكون ايضا قلبية من جهة نية التقرب بها والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل - 00:10:36
تحميد والاستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا. الطائفة الاولى كلها قولية وحلق الرأس عملي. والدعاء قولي ويكون ايضا عمليا فهذه كلها من العبادات التي تدخل في قول اياك نعبد واياك نعبد اه يشمل كل عبادة امر الله تعالى - 00:10:57
بها ورسوله امر ايجاب او امر استحباب من العبادات الظاهرة ومن العبادات الباطنة. وهذا يريحك من ان تبحث عن الامثلة او ان تستحضرها لان لانه اذا عرفت ان العبادة التي في قوله اياك نعبد هي كل ما امر الله به ورسوله من العبادات الظاهرة والباطنة الواجبة - 00:11:17
المستحبة بين لك ما المقصود باياك نعبد فكل عبادة يمكن ان تندرج بل كل عبادة تندرج تحت هذا التوحيد في قوله جل وعلا اياك نعبد. ثم قال المؤلف رحمه الله كل ذلك محض حق الله تعالى اي حقه الذي لا يجوز ان يشرك معه فيه غيره - 00:11:37
بل يجب ان يفرد به سبحانه وتعالى والا يسوى فيه غيره باي نوع من التسوية. ثم قال رحمه الله في المسند في الاستدلال لكون ذلك حقه الذي لا يجوز ان يشرك فيه آآ او يشرك معه فيه غيره. ذكر المؤلف رحمه الله حديثا. والادلة على هذا - 00:11:57
كثيرة لكن المؤلف رحمه الله اختصر على ذكر هذا الحديث لكونه مما يتعلق بالعبادات القلبية والعبادات ايضا اللفظية وهو ما جاء في في مسند الامام احمد ان رجلا اوتي به النبي صلى الله عليه وسلم قد اذنب ذنبا فلما وقف بين يديه اي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم - 00:12:17
اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد. التوبة معناها الرجوع هذا من حيث اللغة تاب من كذا اي رجع منه فالتوبة يدور معناها على الرجوع وهي رجوع الى الاصطلاح الشرعي رجوع من الخطأ الى الصواب - 00:12:37
من المعصية الى الحسنة من التقصير الى التكميم. وهذا الرجل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مذنبا قال هذه الكلمات التي هي من الحق فقال اللهم اني اتوب اليك ولا اتوب الى محمد وفي هذا نوع - 00:12:56
جفى لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما كانت هذه الكلمة كلمة حق قال عرف الحق لاهله. يعني التوبة الحقيقية الكاملة المطلوبة وهي التوبة الى الله تعالى الرجوع الى الله تعالى. لا الرجوع الى غيره. والرجوع الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بترك المعصية - 00:13:16
ومعرفة حقه صلى الله عليه وسلم هذا مما هو حقه صلى الله عليه وسلم لكن لعل الذنب الذي وقع فيه الرجل مما يتعلق بحق الله لا بحق النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك ليس هناك رجعة الى النبي صلى الله عليه وسلم لان الذنب الذي قرفه هذا الرجل مما يتصل - 00:13:37
قل بالله تعالى وبه ينحل الاشكال الذي قد يرد باذهان بعظ الناس مما في الصحيحين من حديث القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها انها اشترت نمرقة فيها تصاوير. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ورآها قام عند على الباب ولم يدخل - 00:13:57
عرفت عائشة رضي الله عنها كراهية ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت يا رسول الله اني اتوب الى الله والى رسوله ماذا اذنبت؟ يعني اي شيء اذنبت؟ منعك الدخول الى البيت. ففي هذا الحديث قال قالت عائشة رضي الله عنها يا - 00:14:21
رسول الله اتوب الى الله والى رسوله. فجعلت التوبة الى الرسول صلى الله عليه وسلم لكن التوبة هنا مختلفة. التوبة الى الله ليست كالتوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:41
وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لان له حقا في الامر وهو ما يتعلق ببيته فهي ترجع الى الله تعالى من الذنب الذي يتعلق به وينقص حقه وتتوب الى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بحقه - 00:14:51
وحق النبي صلى الله عليه وسلم من حق الله فلا اشكال في هذه اللفظة وليس فيها تسوية غير الله تعالى بالله للعلم بالتفاوت بين التوبتين التوبة الى الله تعالى والتوبة الى رسوله - 00:15:08
على ان الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله يقول وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الاسود بن سريع وقال حديث صحيح والحاكم رحمه الله ممن يتجاوز ويتساهل كثيرا في التصحيح و حكم على الحديث بانه على شرط الشيخين او على شرط احدهما - 00:15:22
ويوافقه في ذلك الذهبي كثيرا. هذا الحديث من رواية الحسن عن الاسود بن سريع. والحسن في سماعه من الاسود خلاف ولذلك ضعف جماعة من العلماء هذا الحديث لعدم سماع الحسن من الاسود من السريع لكن جاء ما يدل على - 00:15:42
ففي التاريخ الصغير للبخاري رحمه الله ذكر هذا الحديث وفيه تصريح الحسن بالسماع من الاسود حيث قال الاسود لكن فيه افة اخرى وهي موص محمد بن مصعب وهو احد رجال الحديث وفيه ظعف فالحديث لاجل هذا - 00:16:02
ضعيف واما رواية الحسن عن الاسود فليست منقطعة كما جاء ذلك في التاريخ الصغير حيث قال الحسن حدثني الاسود هذا ما يتعلق بهذا المقطع كلام المؤلف رحمه الله وهو القسم الثاني من اقسام الشرك وهو الشرك الواقع في الالفاظ ثم قال رحمه الله - 00:16:22
والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له. وقل من ينجو منه. فمن نوى بعمله وجه الله تعالى فلم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد فان اياك نعبد هي الحنيف ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. ولا يقبل من احد غيرها وهي - 00:16:46
حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فاستمسك بهذا الاصل ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه تحقق معنى الكلمة الهية. هذا القسم الثالث من اقسام الشرك. وهو الشرك في الارادات والنيات. ولم يذكر المؤلف رحمه الله - 00:17:16
الا مثالا واحدا قال رحمه الله واما الشرك بالايرادات والنيات يعني في المقاصد والغايات فذلك البحر الذي لا ساحل له وصدق رحمه الله. ذلك اي شرك في هذا الباب البحر الذي لا ساحل له من حيث تنوعه وكثرته - 00:17:46
وخطورته وشدته وخفاؤه ايضا فانه يخفى على كثير من الناس كثير من الوان هذا الشرك الذي نسأل الله ان يسلم قلوبنا منه. وهو الشرك في القصد والطلب. ولا شك ان الشرك في القصد والطلب مما يؤثر - 00:18:06
على العمل تأثيرا بالغا فهو من اعظم اسباب هبوط العمل ورده وعدم قبوله كما دل على ذلك احاديث كثيرة منها رواه الامام مسلم في صحيحه من طريق العلا ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله - 00:18:26
قول تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. فمن عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. وهذا فيه التحذير من لغير الله تعالى في العمل والاحاديث فيما يتعلق بشرك النيات وتصحيح القصد لله تعالى وما يتعلق بافراده جل وعلا - 00:18:46
الا بالعمل كثيرة جدا. يقول رحمه الله وقل من ينجو منه. اي من ان يتورط في شيء من صوره او يتلطخ بشيء من اعماله ولكن النجا في ان يداوم العبد النظر في قلبه وان يفتش ما فيه من المقاصد والنيات - 00:19:06
وان يخلص الطلب لله تعالى وان يديم الدعاء بان يخلص قلبه ويخلصه من هذه الافة. ولذلك جاء في الحديث وان كان سنده فيه بعض المقال في بيان خطورة الشرك من حديث عائشة وغيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك في امتي اخفى - 00:19:26
من دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء. وفي سؤال ابي بكر قال فما النجاة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك - 00:19:48
وانا اعلم استغفرك لما لا اعلم. وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان من دعائه الذي حفظ عنه اللهم اجعل العمل كله صالحة واجعله لك خالصا ولا تجعل فيه لاحد نصيبا. فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يستحضرون خطورة الامر - 00:19:58
ويلاحظونه ملاحظة فائقة ويولونه عناية خاصة. كيف والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لهم كما في المسند من محمود ابن لبيب اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال الرياء - 00:20:18
وهو من الشرك الواقع في النيات والمقاصد. ولذلك يجب على طالب العلم يجب على كل مسلم فضلا عن طالب العلم الذي قد يصيب قلبه من ذلك ما لا يصيب غيره يجب ان يتحرى الرغبة فيما عند الله تعالى والقصد له جل وعلا في قوله وحاله وعمله - 00:20:37
وان يعلم ان ما كان لله فهو الباقي وما ليس لغيره فهو يظمحل. والله جل وعلا لا يصلح عمل المفسدين. ولا يمكن ان يوفق الانسان بنية مشوبة برياء وعجب وتسميع وما الى ذلك من الوان الافات التي تصيب العمل. فلابد من اخلاص القصد والطلب وان يعلم العبد ان الله لا يقبل من - 00:20:57
بل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه كما جاء في الصحيح في الحديث في حديث ابي امامة في المسند وغيره. وهذه مسألة يحتاج ان يتعاهد الانسان نفسه فيها دائما ليست في مرحلة ولا في زمن ولا في منزلة بل هو في الليل والنهار في القدوم والذهاب في القيام - 00:21:21
وعود في سائر حاله يحتاج الى ان يراقب نيته. والذي يغفل عن نيته يدخله من الفساد ما لا اه يوصف. ويفوته من الخير والاجر لا يوقف له على احد. بخلاف الذي يصحح النية ويقصد الله جل وعلا ويخلص الطلب ويجعل قصد الله تعالى بين عينيه في - 00:21:41
وقعوده في ذهابه ومجيئه في حديثه وسكوته فانه يدرك خيرا كثيرا وفضلا كبيرا واجرا عظيما لا يدركه غيره هذا مع السلامة من من المؤاخذة. لان الذي يخلط في عمله يفوته الاجر - 00:22:01
هذا واحد انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه فالترك معناه عدم القبول والرد هذا ان سلم من المؤاخذة فانه واذا قصد غير الله تعالى بعمله قد يؤاخذه الله جل وعلا على ذلك ويعاقبه على هذه النية التي صرفها لغيره جل وعلا - 00:22:18
فالمسألة تحتاج الى نظر وتحرير ومراقبة ودوام عناية ليس في لحظة ولا في وقت ولا في زمن بل في كل حال وفي كل حين وفي كل الوقت وعلى دوام الليالي والايام هذه عبادة مستمرة لا تنقطع لان التوحيد هي لان التوحيد والاخلاص هما عبادة العمر - 00:22:38
لا ينفك عنهما العبد ما دامت عينه تلحظ وعرقه ينبض. يقول رحمه الله فمن نوى بعمله غير وجه الله تعالى فلم يقم بحقيقة قوله اياك نعبد صحيح من نوى بعمل غير الله تعالى فانه لم يقم بحقيقته اياك نعبد. لان مقتضى اياك نعبد ايش؟ الا يعبد غيره ان يفرده جل وعلا - 00:22:59
عبادة الا يتعلق بسواه الا يحب الا اياه. هذا معنى اياك نعبد فلا يكون في قلبه الا الله جل وعلا محبة وخوفا واجلالا وتعظيما ورجاء وخشية وانابة فليس في قلبه سواه جل - 00:23:23
وعلى ولا في قلبه تعلق بغيره سبحانه وبحمده. ومن علق قلبه بغير الله في قصده وطلبه فانه خاسر. يقول الله جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. وقال جل وعلا في من اراد - 00:23:39
بعمله غير الله جل وعلا والدار الاخرة من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون - 00:23:59
ثمان من طلب غير الله وصرف القصد اليه لا يسعد بل هو في غاية الشقاء والذل يدل لذلك ما في صحيح البخاري من حديث ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس - 00:24:15
الخميلة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش هذا الحديث فيه بيان تعاسة كل من قصد غير الله تعالى من قصد الدنيا او قصد الخلق بعمله فانه لا يدرك الا شقاء وتعاسة وتعثرا وفواتا لمصالحه وتورطا - 00:24:35
بانواع من المضار والافات فمن نوى بعمله غير الله تعالى لم يصب خيرا. والنية نية غير الله تعالى بالعمل تنقسم الى اقسام منها ما هو مخرج عن دين الاسلام كلية كحال المنافقين الذين ابطنوا الكفر واظهروا الاسلام فهؤلاء قد قال الله تعالى فيهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار هذا القسم الاول - 00:24:56
القسم الثاني ممن يعمل لغير الله تعالى من هو مسلم ويقصد الله جل وعلا لكن يدخل عليه طلب غير الله تعالى في بعض اعماله فهذا يفسد عمله بقدر ما معه من قصد غير الله تعالى. فان كان البعث على العمل قصد غير الله جل وعلا - 00:25:19
فهذا عمله حابط وباطن وان كان عمله لله ثم طرأ عليه طلب الدنيا او طلب ما لا يؤذن بطلبه من الناس في اعمالهم فانه يفسد عمله اذا اذا استمر وركن اليه وينقص اجره اذا كان ذلك عارضا وقاومه وصرفه - 00:25:39
المقصود ان تأثير نية غير الله تعالى بالعمل تختلف هذا الذي نريد ان نخلص اليه ان قصد غير الله تعالى بالعمل يختلف حكمها قد يكون كفرا وشركا وقد يكون ليس - 00:26:03
كفرا ولا شركا لكنه يحبط العمل المقارن وقد ينقصه ولا يحبطه. وقد يكون قصد ذلك مفوتا لكمال الاجر لا يحصل به الاثم كمن يعمل مثلا عملا صالحا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم او ذكر الله جل وعلا فائدة دنيوية من - 00:26:15
فيقصد بهذا العمل تحصيل الفائدة الدنيوية مع الاجر الاخروي كما في حديث انس من احب ان يبسط له في رزقه ومن سأله في اثره فليصل رحمه. فاذا وصل رحمه طاعة لله تعالى ورغبة في تحصيل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من انساء الاثر وبسط الرزق هذا قصد امر دنيوي اليس كذلك؟ قصد بعمله غير الله تعالى - 00:26:35
هل يحبط العمل؟ لا. هل يحصل به الاثم؟ الجواب لا. هل ينقص الاجر؟ نعم. يفوته من الاجر بقدر ما حصل من الشركة. ومن العلماء من يقول انه لا اجر لا ينقص اجره لكن الحقيقة انه يختلف ما يقوم بقلب العبد اذا كان قصده الله اولا وليس له رغبة الا فيما عنده ولا ينظر - 00:26:55
اليه جل وعلا وهذه امور تابعة ينظر اليها على وجه التبع فانه لا ينقص. اما اذا قصدها قصدا يعني اصليا مع التقرب الى الله تعالى فانه ينقص اجره بقدر ما حصل من من وارد على قلبه يفوت كمال القصد وهذا الامر - 00:27:15
اخواني امر عجيب وليس امرا يعني يمكن ان يحد بضابط او ان يحد بحد لان اعمال القلوب تتفاوت تفاوتا بعيدا كبيرا حتى ان الاعمال تكون في الصورة واحدة متقاربة بل قد تكون متطابقة تماما لكنها في الاجر والمثوبة - 00:27:35
بينها كما بين السماء والارض من فظل ومن رجحان كما يقول ابن القيم رحمه الله في المقصود ان عمل اذا قصد به غير الله تعالى فله احوال كثيرة اه منها ما هو كفر منها ما هو اثم ومنها ما هو - 00:27:55
نقص في الاجر ومنها ما لا يؤثر على عمل الانسان الان يبين لنا كيف كان قصد غير الله تعالى بالعمل خروج عن اياك نعبد واياك نستعين. قال فان اياك نعبد هي - 00:28:14
الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم. الحنيفية مأخوذة من الحنف وهي الاستقامة على التوحيد ملة ابراهيم الملة تقدم لنا بيانه قلنا ان الملة هي الدين وتضاف الى العباد لا تضاف الى الله تعالى - 00:28:29
وهي الملة هي مجموعة الاقوال والاعمال والاعتقادات التي يتحقق بها افراد الله تعالى بالعبادة. هذي من الملة الحنيفية. لكن الملة عموما هي مجموعة اقوال وافعال واعتقاد وتطلق على غير ملة الاسلام قال الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه فان الرغبة عن ملة ابراهيم - 00:28:49
قم الى ملة غيره قد اظاف الله جل وعلا الملة الى ابراهيم في مواضع عديدة من الكتاب. وذلك لكون ابراهيم حصل له من تقرير التوحيد والدعوة اليه وبيانه والمجاهدة في سبيل تقريره ما لم يكن لغيره من الانبياء - 00:29:15
يقول الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. وقال الله جل وعلا امرا رسوله قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم. وقال الله جل وعلا ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. والايات والنصوص في - 00:29:34
هذا كثيرا هذا منها وهو فيه ان ان الملة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم هي ملة ابراهيم عليه السلام وسبب الاظافة الى انه من اعظم من دعا الى التوحيد وقرره وجاهد في دحض الشرك والدعوة الى التوحيد قال ولا يقبل من احد - 00:29:54
غيره ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم ولا يقبل من احد غيرها اي غير هذه الملة وهي حقيقة الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه وهو في - 00:30:14
اخرة من الخاسرين نعوذ بالله من الخسران. من يبتغي اي من يطلب غير الاسلام دينا اي عبادة في قوله وعمله واعتقاده لن يقبل فلن يقبل منه وعدم القبول يفيد عدم الرضا ويفيد الرد ويفيد عدم الاثابة ثم قال وهو في الاخرة من الخاسرين اي لا يدرك خيرا بل هو قد - 00:30:28
خسر نفسه وخسر ما اعده الله تعالى لاولياءه وعباده. بعد هذا يقول المؤلف رحمه الله فاستمسك بهذا الاصل ما هو الاصل الذي يستمتع به؟ الذي يظهر لي ان الاصل هو ما ذكره في قوله وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله اياك نعبد هي السجود والتوكل والانابة والتقوى والخشية - 00:30:51
التوبة والنذور الى اخر ما ذكر وبعدها يأتي قوله فان اياك نعبد هي الحنيفية ملة ابراهيم. فقوله فاستمسك بهذا الاصل اي بملة ابراهيم التي تضمنت هذه العبادات الجليلة وهذه الاعمال الفاضلة التي هي حق الله تعالى فاستمسك بهذا الاصل - 00:31:14
وهو توحيد الله تعالى والاستسلام له والتعظيم له وافراد العبادة له ورد ما اخرجه المبتدعة المشركون اليه اي احكم على ما وقع فيه المبتدعة في اقوالهم وفي اعمالهم وفي اعتقاداتهم - 00:31:34
على وفق هذا الاصل الذي جاء به ابراهيم عليه السلام. ويمكن ان يقال ان مراد المؤلف يستمسك بهذا الاصل. يعني هذا التقسيم الذي ذكره في الشرك شرك الايرادات وشرك الاقوال وشرك الاعمال فانه بين الشرك قال ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركون اليه اي اما ان يكون ما - 00:31:53
وقع فيه المبتدع والمشركون شرك في الارادة او شرك في النية او شرك او شرك في العمل او شرك في القول. والذي يظهر هو الاول انك تستمسك بهذا الاصل يعني ملة ابراهيم الحنيفية التي تضمنت تلك العبادات الجليلة ورد ما اخرجه المبتدعة والمشركين اليه - 00:32:14
تحقق معنى كلمة الالهية لا اله الا الله. فان لا اله الا الله تدل على وجوب افراد الله تعالى بالعبادة. اياك نعبد واياك نستعين دالة على وجوب التعلق به لا اله نفي لعبادة ما سوى الله جل وعلا الا الله فيها اثبات العبادة له وحده لا - 00:32:34
كلاه بهذا يتحقق للعبد التوحيد. الان بعد ان فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هذا التقسيم للتوحيد انتقل رحمه الله الى ذكر بعض الاسئلة التي قد ترث على الانسان من الواقعين في الشرك من الذين وقعوا في الشبهة او شبه عليهم او المشككين في صحة ما تقدم من - 00:32:54
وجوب افراد الله تعالى بالعبادة فيقول رحمه الله فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى وانه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والشفعاء كحال الملوك. فالمشرك لم يقصد الاستهانة بجانب الربوبية - 00:33:18
وانما قصد تعظيمه وقال اياك نعبد وانما اعبد هذه الوسائط لتقربني وتدخل بي عليه فهو الغاية وهذه وسائل هذه الكلمات التي ذكرها رحمه الله كلمات آآ مهمة ويجب الوقوف عندها وحلها حتى يسلم الانسان من اعظم الشبه التي ترد على التوحيد - 00:33:42
فانه قد ذكر في هذا المقام شبهة هي المستمسك الاكبر الذي سوغ به اهل الشرك شركهم. وهذه شبهة الكبرى ليست حديثة آآ الولادة وليست جديدة الطروق بل هي مما ذكره الله تعالى في كتابه واجاب عنه في سورة تامة وهي سورة - 00:34:15
الزمر فان سورة الزمر ذكر الله تعالى فيها من تقرير التوحيد ودحض شبه المشركين ما هو واضح وبين لمن قرأ ايات تلك السورة فيها قول الله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذا هو الذي ذكره المؤلف رحمه - 00:34:41
والله في اول هذا المقطع فانه ذكر اعظم شبهة يحتج بها خصوم التوحيد الواقعون في الشرك يقول فان قيل المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى يعني بشركه انما قصد تعظيم جناب الله تعالى بشركه. وانه لعظمته - 00:35:02
وجلاله سبحانه وبحمده لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط والوسائط جمع واسطة وهو ما يجعل بين الله تعالى وبين عبادة والوسائط المقصود بهم هنا هم الشفعاء الذين يتقرب اليهم بانواع القربات ليصل الى ما يريد من - 00:35:23
حوائج ومطلوبات. والوسائط يعني سيتبين ان الواسطة التي ذكرها المؤلف هنا هي الواسطة الممنوعة. لان الوسائط نوعان نوع جاء القرآن والسنة بالاقرار به واثباته ونوع جاء بتكذيبه ودحره وبيان بطلانه. النوع الاول هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. فهؤلاء وسطاء بين الله - 00:35:46
وبين الخلق يبلغون رسالات الله ويبصرون من العمى ويهدون سبل السلام وهؤلاء الايمان بهم اقرار بما جاءوا به من اصول الايمان التي لا يتم ايمان احد الا بها. وحقهم طاعتهم واتباعهم والايمان بهم - 00:36:14
وتصديقهم واجلالهم وتوقيرهم القسم الثاني من الوسائط هم من جعلهم المشركون واسطة بينهم وبين رب العالمين في قضاء الحوائج ونيل المآرب وتفريج ذي الكربات وليل المرغوبات وما الى ذلك من الامور التي لا يقدر عليها الا رب الارض والسماوات. وهذا النوع من الوسائط اثباته - 00:36:34
شرك وقد بين الله تعالى ضلال هؤلاء ورد عليهم في كتابه في مواضع عديدة. من ذلك ما ذكره الله تعالى في سورة الزمر فان الله جل وعلا ذكر في اولها شرك المشركين واتخاذهم الاولياء من دونه - 00:36:58
وذكر حجتهم بل ذكر شبهتهم التي استمسكوا بها. قال الله جل وعلا والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربهم الى الله زلفى. وقال في هذه السورة قل لله الشفاعة جميعا. فنفى الله تعالى الشفاعة عما سواه - 00:37:17
الشفاعة المنفية هي الشفاعة التي يثبتها اهل الشرك التي تقتضي الفزع واللجأ والاعتصام بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا والتي تقتضي صرف انواع العبادة العملية والقلبية لغير الله جل وعلا. هذه الشفاعة هي ما اشار اليه المؤلف رحمه الله هنا. حيث قال فان قيل - 00:37:34
المشرك انما قصد تعظيم جناب الله تعالى. وانه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه الا بالوسائط. والشفعاء كحال الملوك كالمشرك لم يفصل هذا بجناب الربوبية وانما قصد تعظيمه وقال اياك نعبد وانما اعبد - 00:37:57
هذه الوسائط لتقربني اليه وتدخل بي عليه فهو الغاية وهذه الوسائل. سيأتي الجواب على هذه الشبهة لكن في الجملة حسن المقاصد لا ادفع لخطأ الاعمال فكونهم قصدوا حسنا لا يسوغ ان تكون اعمالهم حسنة بل كل عمل لابد فيه من سلامة القصد وصحة الطريق - 00:38:14
الذي يوصل الى الغرض والقصد فلو ان انسانا في امور الدنيا كان قصده الرياظ مثلا في سفر من الاسفار قصده الرياظ وسلك طريقا يوصله الى غير هذه البلدة. قصد المغرب والرياض في المشرق هل يشفع له حسن قصده في الوصول الى غايته؟ الجواب لا لا يمكن. فكذلك فيما يتعلق بسائر - 00:38:39
حسن المقاصد لا تشفع لصاحبها في صحة العمل. لقول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فذكر الله تعالى وذكر صلاح العمل فقال جل وعلا ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا في القصد والطلب وقال جل وعلا فليعمل عملا صالحا - 00:39:04
وهذا فيه صحة العمل وانه يجب ان يكون العمل صالحا ولا يكون صالحا الا اذا كان موافقا لما جاءت به الرسل. فاعتذارهم بان قصدهم تعظيم الله جل وعلا اعتذارهم بان قصدهم - 00:39:26
الله جل وعلا ليس بعذر ثم في الواقع انه ليس تعظيما ان هذا الذي يزعمون ليس تعظيما لله تعالى بل هو في غاية النقص لحقه والانتهاك لجلاله جل وعلا. اذ اذ ان المعظم لله تعالى يعلم ان ربه جل وعلا من الكرم - 00:39:40
والرحمة وسعة الفضل وعظيم الاحسان ما لا يحتاج ان يدخل عليه بوسائط ولذلك قال الله جل وعلا واذا سألك عباد عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. فلم يقل فليتوجهوا الي - 00:40:03
وكذا مما يزعمه هؤلاء من الشفعاء والاولياء بل امره جل وعلا ان يتوجه اليه وحده واخبر بقربه وانه ينيل السائل مطلوبه اذا صدق في سؤاله فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون - 00:40:23
هذه الشبهة الاولى التي ذكرها المؤلف رحمه الله وهو نوع تساؤل ذكره سيأتي مزيد بسط وتفصيل في الجواب عما ذكر رحمه الله نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:40:41