بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. رب العالمين - 00:00:00
لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة - 00:00:22
وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد - 00:00:42
ففي هذا المجلس ما يليه من مجالس في هذا اليوم نتناول ان شاء الله تعالى التعليق على منظومة القواعد الفقهية للشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهذه المنظومة - 00:01:03
هي منظومة جليلة القدر من حيث عدة نواحل الناحية الاولى ان ناظمها من جلة علماء العصر في الفقه وبعد النظر وقوة الفكر فالشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله من المبرزين في هذا العصر - 00:01:25
في علوم الشريعة وهو متفنن فله في كل باب من ابواب العلم سهم وهذا مما يكسب هذه المنظومة مكانة ومنزلة خاصة كما انه رحمه الله مما ممن اشتهر بالفقه فله عناية - 00:01:56
مميزة بالفقه فقه الدليل والاستنباط من الكتاب والسنة وكلما كان العالم على صلة وثيقة للوحيين رسخ علمه وقويت بصيرته وتميز فقهه ومما تميزت به هذه المنظومة واكسبها مكانة مميزة بين - 00:02:17
مؤلفات اهل العلم في القواعد انها اخسر منظومة في القواعد الفقهية فلم اقف على منظومة لعالم لا من المتقدمين ولا من اللاحقين جمعت مهمات القواعد على اختصار كما فعلته هذه - 00:02:49
المنظومة فانها منظومة في قريب من خمسين بيتا الا انها لم تترك قاعدة من القواعد الرئيسة التي يحتاج اليها المتفقه الا واتت عليه وذكرته وبالتالي فهي جامعة للقواعد التي يدور عليها الفقه - 00:03:11
هذه المزايا اكسبت هذه المنظومة مكانة ومنزلة ليست لغيرها من المؤلفات في هذا الباب ومما ينبغي ان يعلم ان المؤلف رحمه الله قدم هذه المنظومة بمقدمة بديعة وذلك في عشرة ابيات من هذا النظم - 00:03:38
ذكر فيها جملة من المهمات المتعلقة بالعلوم عموما وبعلم القواعد خصوصا وب اداب المتعلم على وجه التحديد في استفادته وموقفه ممن استفاد منهم من اهل العلم وسنأتي ان شاء الله تعالى على هذا كله بالاشارة والتنبيه - 00:04:08
والايضاح والتبيين من خلال قراءتنا لهذا النظم المبارك ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي الناظم لهذه الابيات قد نظم هذه المنظومة في اوائل اشتغاله بالعلم فقد نظمها رحمه الله في اوائل العشرين من عمره - 00:04:38
ونظمها لنفسه في الاصل ليجمع القواعد التي مرت عليه وتلقاها ويكون ذلك عونا له في استذكارها ومراجعتها وهذا يشبه ان يكون تلخيصا ومختصرا لمهمات القواعد التي يحتاجها طالب العلم في بدايات طلبه - 00:05:07
فقد جمع رحمه الله عددا من القواعد قريبا من الثلاثين قاعدة او يزيد وسنحاول احصاءها من خلال قراءتنا كل ذلك لتقريب العلم وتسهيله لنفسه اولا ولمن يطلع على هذه المنظومة ثانيا. وقد قام رحمه الله بشرح هذا النظم - 00:05:33
وكان شرحه على نحو نظمه مختصرا مسهلا قريب العبارة ليس فيه تصعيب ولا تشقيق كسائر مؤلفاته رحمه الله فانه كان حفيا تقريب العلم وايصال المعنى ولو كان في العبارة نوع من الركاكة - 00:05:58
وهذي مسألة مهمة ينبغي لطالب العلم ان يتنبه اليها ثمة طريقان من العلماء من يهتم بالعبارة وتحريرها واتقانها ولو جار هذا على المعنى ولو ادى هذا الى عدم ايصال المعنى بشكل واضح - 00:06:25
وهذا هو الغالب في منظومات وفي المختصرات العلمية ان اتقان العبارة يجور على المعنى ولذلك تجد الشراح يجدون في بعض الاحيان عناء في تقريب المعاني وبسط مقصودات آآ مرادات المؤلفين في المختصرات والمنظومات - 00:06:44
ومنهم من يسلك طريقا اخر وهو ان يقرب المعنى وان يكون همه في ايصاله ولو كانت العبارة فيها ما يمكن ان يكون مدخلا لناقد لكن همه في ايصال المعنى غالب على همه في ما يتعلق بتحرير العبارة واتقانها - 00:07:12
ولا شك ان ما جمع الامرين كان في الذروة. ومن ابرز من جمع الله له هذين الامرين اتقان العبارة مع عمق المعاني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتاباته ومؤلفاته وكذا - 00:07:36
ابن القيم رحمه الله وكذا ابن رجب فهؤلاء ممن برزوا في هذين الامرين اتقان العبارة مع تقريب المعنى فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجزي ناظم هذه المنظومة خيرا على ما قدموا ان يجعلها في موازين اعماله وان ينفعنا بالعلم الذي فيها وان - 00:07:53
بلغنا الفقه في الدين والعمل بالتنزيل وكما ذكرت في هذا المجلس والمجلسين التاليين ان شاء الله تعالى نحرص على الاشارة الى مهمات هذا النظم وما فيه من مسائل رئيسة قد نتجاوز بعض التفصيل الذي آآ يطيل المقام لاجل آآ الحرص على ختم هذا - 00:08:21
في هذه المجالس في هذا اليوم ان شاء الله تعالى فنسأل الله العون والتوفيق والسداد ونستمده صلاح النية وحسن الفهم وسلامة القصد وصحة العمل فمنه جل وعلا تستوهب الهبات وتطلب العطايا ومن صدق الله في طلبه فتح الله له ابواب عطائه - 00:08:53
فنسأل الله ان يفتح لنا ابواب رحمته وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ذلك قربة لنا وبصيرة لنا في ديننا وفي امر دنيانا نستعين الله تعالى القراءة سم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه - 00:09:19
اصحابه وسلم. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم رحمه الله تعالى الحمد لله وجامع الاشياء النعم الواسعة الغزيرة. والحكم الباهرة الكثيرة ثم الصلاة مع سلام على الرسول القرشي الخاتمي واله وصحبه الابرار الحائزي مراتب البخاري. اعلم وديت ان افضل - 00:09:47
الشك عنك والدرج. ويكشف الحق للقلوب ويوصل العبد الى المطلوب فاحرص على فهمك للقواعد جامعة مساجد الشواهد اترتقي في العلم خير مرتقى. وتقتضي سبل الذي قد وفق فهذه قواعد عظمتها من كتب اهل العلم قد حصلتها. جزاهم المولى عظيم الاجر والعفو مع غفرانه والبر - 00:10:17
افتتح المؤلف رحمه الله عن نظم بحمد الله والثناء عليه. وفي بعض النسخ افتتح النظم بالبسملة. بسم الله الرحمن الرحيم والامر في هذا قريب فان من اهل العلم من يفتتح المكتوبة بالبسملة ومنهم من يقتصر على الحمد وفي وفي كليهما - 00:10:47
افتتاحهم بذكر الله عز وجل الذي بذكره تطيب القلوب وتصلح الاحوال والاعمال الا بذكر الله تطمئن القلوب والبسملة جملة مفيدة تامة وهي اما جملة اسمية او جملة فعلية على خلاف بين اهل العلم - 00:11:11
الفارق بين القولين هو ما يقدر من متعلق فمن قدر المتعلق بفعل جعلها جملة فعلية ومن قدر المتعلق باسم جعلها جملة اسمية فمن قدر اقرأ بسم الله صارت الجملة فعلية ومن قدر قراءتي بسم الله صارت الجملة - 00:11:36
اسمية والامر في هذا قريب وقد قال بعض اهل العلم ان غالب علماء العلماء علماء اللغة على تقديره بفعل لانها جملة فعلية وقال اخرون ان غالب كلام العلماء على تقديره باسم والامر في هذا قريب. سواء قيل اسمية او فعلية الامر في هذا يسير - 00:12:02
ولكن المتعلق وهو متعلق البسملة عندما تقول بسم الله متعلقها فعلوا اسم مقدر مناسب لحال الذاكر فان كان في القراءة فتقديره بسم الله قراءتي او بسم الله اقرأ. وان كان في الكتابة بسم الله كتابتي او بسم الله اكتب وان كان في - 00:12:21
آآ دخول المسجد بسم الله دخولي او بسم الله ادخل وان كان في الذبح ذبح آآ بهيمة فبسم الله ذبحي او بسم الله اذبح فهو مقدر مناسب لحال الذاكر ومما - 00:12:47
يقال في هذا انه مؤخر اي يكون المتعلق فعل او اسم مقدر مناسب لحال الذاكر ومؤخر وسبب تأخيره التبرك بالبداءة بسم الله التبرك بالبداءة بسم الله فالتأخير هنا لاجل كون - 00:13:08
مقصود هو طلب البركة من اسمه جل في علاه واسماء الله تعالى مباركة كما قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. فكل اسماء الله فيها بركة. ولذلك اذا بدأ الانسان العمل - 00:13:32
ذكر بذكر اسم الله افاده بركة وعونا في ما هو فيه من عمل سواء كان دخولا او كتابة او قراءة او ما كان من الاعمال التي يذكر فيها اسم الله في بدايتها - 00:13:50
ولهذا ينبغي ان يستحظر المؤمن هذا الامر عند ذكره بسم الله ولا يكون هذا فقط قولا باللسان يكون هذا قولا باللسان غائب عنه القلب فان حضور القلب مهم في هذه المحال - 00:14:07
لاجل ان حضور القلب مما يفتح ابواب العطاء للانسان قال الله تعالى ان في ذلك ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فانما يفيد سماع قول عندما يكون القلب حاضرا فاحرص على حضور قلبك في ذكر ربك حتى تفوز بعظيم الاجر وكبير - 00:14:23
نافع لان الذكر له فائدتان اجر في الاخرة ونفع في الدنيا فنفع الدنيا وهو طمأنينة القلب وانشراحه وسكنه لا يحصل في حال كون القلب غافلا كما ان الاجر لا يبلغ مداه ولا يعلو قدره اذا كان القلب غافلا - 00:14:51
فان الله تعالى لا يجيب قلبا غافلا لاه في ذكره ودعائه ثم ان المصنف رحمه الله ذكر في هذا النظم في ابتدائه حمد الله والله اجل محمود سبحانه وبحمده ليس في الدنيا - 00:15:14
من يستحق الحمد اعظم من الله جل في علاه فهو المحمود سبحانه لكمال صفاته حسنى اسمائه وجميل افعاله سبحانه وبحمده فحمده سبحانه من اجل حقوقه وبه يحقق العبد حقه سبحانه - 00:15:37
فان الحمد عمل قلبي في الاصل ينطق به اللسان ويبينه البيان فلذلك كان افتتاح المقال به من اطيب الاعمال ومما تستوهب به عطايا الرحمن فينبغي ان يستذكر المؤمن ان حمد الله في اول الكلام ليس نموذجا او طابعا او عادة يفتتح - 00:16:02
الكلام بل ان الحمد من اعظم موجبات رظا الرب الحمد من اعظم اسباب رظا الرب. جاء في الصحيح ان الله ليرظى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. فالحمد من موجبات رضاه واذا رضي الله تعالى عنك قبلك. واذا قبلك تولاك - 00:16:32
واذا تولاك فتحت لك ابواب الخير في العلم والعمل والدين والدنيا فينبغي ان يستحضر مثل هذا المعنى عند ذكر حمد الله ولذلك افتتح الله كتابه بحمده فهو المحمود سبحانه جل في علاه على كماله ومعنى الحمد - 00:16:57
معنى الحمد ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما. ولهذا قلت الحمد هو تحقيق العبودية التامة لله لانها لان الحمد ذكر للمحمود مقترن بالمحبة والتعظيم. والمحبة والتعظيم هما قوام العبادة لا تقوم العبادة ولا يحقق احد العبودية لله عز وجل الا بكمال - 00:17:16
محبة وبكمال التعظيم وعبادة الرحمن غاية حبه اي منتهى حبه مع ذل عابده هما قطبان هما قطبان لايش؟ للعبادة فما قامت العبادة ولا دارت رحاها الا على هذين الاصلين محبة الله وتعظيمه وتعظيمه. فالحمد هو ذكر المحمود. ذكر الله تعالى باسمائه وصفاته مقترنا بالمحبة والتعظيم. وهذا اجود - 00:17:43
ما قيل في تعريف الحمد وكثير من اهل العلم يعرف الحمد بانه الثناء على المحمود بالجميل الاختياري الثناء على المحمود بالجميل الاختياري لكن ذاك التعريف المتقدم اولى واحق بالذكر لانه - 00:18:12
بيان انه يحمد جل وعلا باسمائه وصفاته فهو تفسير وبيان للجمال الذي يوجب حمده سبحانه وبحمده. اذا الحمد لله معناها ذكر محمود والحمد معناه ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما. فهو ثناء على الله بصفاته الكاملة - 00:18:34
ونعمه الجزيلة سبحانه وبحمده وكمال فعله جل في علاه فهو الكامل في صفاته الكامل في اسمائه الكامل في افعاله ولا ولذلك كان احب ولذلك كان يحب المدح جل في علاه لاستحقاقه. ذلك - 00:18:58
فيما اخبر به عن نفسه من صفاته من صفات كماله سبحانه وبحمده ومن اسمائه الحسنى ذكر في موجبات الحمد ثلاثة اسماء ابتداء قال الحمد لله العلي الارفق وبدأ بذكر اسم الله - 00:19:22
الذي يقدم في الذكر في غالب موارد ذكر اسماء الله عز وجل. الله عز وجل لما قال الحمد لله قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. فاول ما يذكر من اسمائه اسم الله. ولهذا قال بعض اهل العلم انه الاسم الاعظم - 00:19:39
الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى جل في علاه. الله هو الاسم الاعظم من اسماء الله عز وجل الذي اذا دعي به اجاب اب واذا سئل به اعطى وفي سياق ذكر كمالاته - 00:19:59
قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم الى اخر ما ذكر جل في علاه. فابتدأ اعظم اية في كتابه بذكر اعظم اسمائه. الله - 00:20:15
وفي وفي السورة التي اخلصت لحمده وبيان صفاته وكماله وهي سورة الاخلاص بدأها بسم الله قل هو الله احد الله الصمد. ولهذا في الغالب انه لا يأتي هذا الاسم الا مقدما على سائر الاسماء فقدمه هنا فقال الحمد لله - 00:20:29
والاسم هذا الاسم الكريم من اسمائه جل وعلا ترجع اليه سائر اسماء الله فكل اسماء الله ترجع اليه ولذلك يوصف بها يوصف باسمائه فجميع ما يذكر من اسمائه على وجه الوصف او الخبر يأتي بعد ذكر اسم الله عز وجل. بعد هذا ذكر - 00:20:54
اثنين من اسمائه سبحانه وبحمده العلي الارفق اما العلي فهو ثابت في اعظم اية من كتاب من كتاب ربنا جل وعلا اية الكرسي. فان الله تعالى لما ذكر اسماءه وصفاته وما له من الكمالات قال وهو العلي - 00:21:17
العظيم فاسم العلي من الاسماء الحسنى التي ثبتت الله عز وجل بالكتاب والسنة والعلو الثابت لله عز وجل علو مطلق في كل معانيه يثبت له به علو القدر وعلو القهر وعلو الذات - 00:21:42
وهذا مجمع معاني العلي علو القدر فلا شيء اعلى منه قدرا جل في جل في جل في علاه وعلو القهر فهو القاهر فوق عباده. سبحانه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا جل في علاه - 00:22:04
علو الذات امنتم من في السماء؟ الرحمن على العرش استوى سبح اسم ربك الاعلى فله العلو المطلق جل في علاه ذاتا وقدرا وقهرا وكلها مما يثبته اهل السنة والجماعة لله عز وجل. اما الاسم الثاني فهو الارفق - 00:22:26
والارفق صيغة تفضيل صيغة مبالغة او صيغة تفضيل من اسم الرفيق والرفيق هو من الاسماء الحسنى الثابتة لله عز وجل وهو من اخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. بل فاضت نفسه وهو يذكر هذا الاسم - 00:22:59
فانه عندما جاءه الموت صلى الله عليه وسلم كان يردد كما في الصحيحين من حديث عائشة فيقول في الرفيق الاعلى في الرفيق الاعلى وهذا مناسبة قرن المصنف ان هذين الاسمين في افتتاح هذه المنظومة. قرن بين الرفيق والاعلى فقال العلي الارفقي - 00:23:26
طيب الارفق هل ورد بهذه الصيغة في اسماء الله عز وجل في الكتاب والسنة؟ الجواب لا. لكن هذا معنى صحيح. اذ ان اسم التفظيل ثابت لله في كل اسم من اسماءه - 00:23:51
اهي فاسماؤه حسنا ولله الاسماء الحسنى وحسنها اسم تفضيل من حسنة فكل اسم من اسماء الله يصح ان يذكر بصيغة التفضيل لان له من كل اسم كماله. لان له من كل اسم من اسمائه الكمال. فالارفق - 00:24:06
هو صيغة تفضيل من اسم الرفيق والرفيق ثابت لله عز وجل ودليل صحة ذكر هذا الاسم بصيغة التفضيل قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فان له في كل اسم اعلى ما يكون من معناه والرفق من حيث المعنى ضد العنف - 00:24:31
وضد البطش فالله تعالى رفيق سبحانه وبحمده يبلغ ما يشاء لطف سبحانه وبحمده قد ثبت لله عز وجل هذا الاسم في قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الرفيق الاعلى وفي قوله ان الله رفيق يحب الرفق كما جاء فيما في الصحيحين من حديث عائشة رضي - 00:24:54
الله تعالى عنها ثم بعد ذلك قال وجامع الاشياء والمفرقين وهذا من حمد الله عز وجل بفعله فقوله جامع اسمه فاعل يثبت فعل الجمع لله عز وجل فهو جامع الاشياء والمفرق - 00:25:27
وهذا من براعة الاستهلال يفهم به مقصود النظم. اذ ان مقصود النظم ذكر القواعد التي تجمع وتفرق. فالقواعد الفقهية تجمع كل ما يندرج تحتها وتميز بين حكم وحكم فلا تدخل ما ليس داخلا في - 00:25:48
اه معناها او مندرجا في مقتضاها. ولهذا اشار المصنف رحمه الله الى ما يتصل بموضوع نظمه بذكر هذا وصفي لله عز وجل وجامعي الاشياء والمفرقين واعلم ان الشريعة جاءت بالجمع بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات وهذا من الاصول والقواعد التي - 00:26:08
بني عليها هذا الشرع فالشرع حكيم ومن حكمة المشرع ان يسوي بين المتماثلات في الاحكام وان يفرق بين المختلفات والقواعد دائرة على جمع المتماثلات واخراج المفارقات فلذلك قال وجامع الاشياء والمفرق ثم قال ذي النعم الواسعة الغزيرة ذي النعم ذي بمعنى صاحب - 00:26:37
صاحب النعم جل في علاه. والنعم جمع نعمة وهي كل ما يتفضل الله تعالى به على عباده. ونعم الله لا حصر لها ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله - 00:27:07
وهي انواع والوان نعم في الابدان ونعم في الاديان ونعم في المحسوسات ونعم في المعنويات ولا حد لنعم الله عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - 00:27:23
فقول ذي النعم اي صاحب المنن والنعم الكثيرة التي يتفضل تعالى بها على عباده وجمع المصنف رحمه الله النعم هنا ما قال ذي النعمة لان نعمه كثيرة سبحانه وبحمده فجمعت لكثرتها كما قال تعالى وان - 00:27:46
نعمة الله لا تحصوها معنى النعم هو كل ما افاض الله تعالى على عباده من الاحسان. النعمة هي كل ما افاض الله على عباده من من الاحسان ايجادا وامدادا وصيانة وحفظا - 00:28:06
كل هذا من نعم الله عز وجل ايجادا ابتداء وامدادا تزويدا وصيانة وحفظا اي ابعادا لما انعم به مما يمكن ان ينقصه او يعكره ويمكن ان يقال ان النعم تنقسم الى قسمين نعم شرعية دينية ونعم دنيوية - 00:28:29
وكلاهما الله متفضل بها فله الحمد على نعمه الواسعة الغزيرة ووصف النعم بوصفين واسعة وغزيرة هل هذا وصف مترادف؟ الجواب لا. واسعة بالكيفية وغزيرة في القدر والكمية وهذا من ابلغ الوصف - 00:28:55
لسعة النعم وتنوعها فهي في في افرادها واسعة وفي عددها كثيرة غزيرة فقوله رحمه الله الواسعة الغزيرة وصف للنعم كما وكيفا - 00:29:22
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. رب العالمين - 00:00:00
لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة - 00:00:22
وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد - 00:00:42
ففي هذا المجلس ما يليه من مجالس في هذا اليوم نتناول ان شاء الله تعالى التعليق على منظومة القواعد الفقهية للشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهذه المنظومة - 00:01:03
هي منظومة جليلة القدر من حيث عدة نواحل الناحية الاولى ان ناظمها من جلة علماء العصر في الفقه وبعد النظر وقوة الفكر فالشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله من المبرزين في هذا العصر - 00:01:25
في علوم الشريعة وهو متفنن فله في كل باب من ابواب العلم سهم وهذا مما يكسب هذه المنظومة مكانة ومنزلة خاصة كما انه رحمه الله مما ممن اشتهر بالفقه فله عناية - 00:01:56
مميزة بالفقه فقه الدليل والاستنباط من الكتاب والسنة وكلما كان العالم على صلة وثيقة للوحيين رسخ علمه وقويت بصيرته وتميز فقهه ومما تميزت به هذه المنظومة واكسبها مكانة مميزة بين - 00:02:17
مؤلفات اهل العلم في القواعد انها اخسر منظومة في القواعد الفقهية فلم اقف على منظومة لعالم لا من المتقدمين ولا من اللاحقين جمعت مهمات القواعد على اختصار كما فعلته هذه - 00:02:49
المنظومة فانها منظومة في قريب من خمسين بيتا الا انها لم تترك قاعدة من القواعد الرئيسة التي يحتاج اليها المتفقه الا واتت عليه وذكرته وبالتالي فهي جامعة للقواعد التي يدور عليها الفقه - 00:03:11
هذه المزايا اكسبت هذه المنظومة مكانة ومنزلة ليست لغيرها من المؤلفات في هذا الباب ومما ينبغي ان يعلم ان المؤلف رحمه الله قدم هذه المنظومة بمقدمة بديعة وذلك في عشرة ابيات من هذا النظم - 00:03:38
ذكر فيها جملة من المهمات المتعلقة بالعلوم عموما وبعلم القواعد خصوصا وب اداب المتعلم على وجه التحديد في استفادته وموقفه ممن استفاد منهم من اهل العلم وسنأتي ان شاء الله تعالى على هذا كله بالاشارة والتنبيه - 00:04:08
والايضاح والتبيين من خلال قراءتنا لهذا النظم المبارك ومما تجدر الاشارة اليه ان الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي الناظم لهذه الابيات قد نظم هذه المنظومة في اوائل اشتغاله بالعلم فقد نظمها رحمه الله في اوائل العشرين من عمره - 00:04:38
ونظمها لنفسه في الاصل ليجمع القواعد التي مرت عليه وتلقاها ويكون ذلك عونا له في استذكارها ومراجعتها وهذا يشبه ان يكون تلخيصا ومختصرا لمهمات القواعد التي يحتاجها طالب العلم في بدايات طلبه - 00:05:07
فقد جمع رحمه الله عددا من القواعد قريبا من الثلاثين قاعدة او يزيد وسنحاول احصاءها من خلال قراءتنا كل ذلك لتقريب العلم وتسهيله لنفسه اولا ولمن يطلع على هذه المنظومة ثانيا. وقد قام رحمه الله بشرح هذا النظم - 00:05:33
وكان شرحه على نحو نظمه مختصرا مسهلا قريب العبارة ليس فيه تصعيب ولا تشقيق كسائر مؤلفاته رحمه الله فانه كان حفيا تقريب العلم وايصال المعنى ولو كان في العبارة نوع من الركاكة - 00:05:58
وهذي مسألة مهمة ينبغي لطالب العلم ان يتنبه اليها ثمة طريقان من العلماء من يهتم بالعبارة وتحريرها واتقانها ولو جار هذا على المعنى ولو ادى هذا الى عدم ايصال المعنى بشكل واضح - 00:06:25
وهذا هو الغالب في منظومات وفي المختصرات العلمية ان اتقان العبارة يجور على المعنى ولذلك تجد الشراح يجدون في بعض الاحيان عناء في تقريب المعاني وبسط مقصودات آآ مرادات المؤلفين في المختصرات والمنظومات - 00:06:44
ومنهم من يسلك طريقا اخر وهو ان يقرب المعنى وان يكون همه في ايصاله ولو كانت العبارة فيها ما يمكن ان يكون مدخلا لناقد لكن همه في ايصال المعنى غالب على همه في ما يتعلق بتحرير العبارة واتقانها - 00:07:12
ولا شك ان ما جمع الامرين كان في الذروة. ومن ابرز من جمع الله له هذين الامرين اتقان العبارة مع عمق المعاني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتاباته ومؤلفاته وكذا - 00:07:36
ابن القيم رحمه الله وكذا ابن رجب فهؤلاء ممن برزوا في هذين الامرين اتقان العبارة مع تقريب المعنى فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجزي ناظم هذه المنظومة خيرا على ما قدموا ان يجعلها في موازين اعماله وان ينفعنا بالعلم الذي فيها وان - 00:07:53
بلغنا الفقه في الدين والعمل بالتنزيل وكما ذكرت في هذا المجلس والمجلسين التاليين ان شاء الله تعالى نحرص على الاشارة الى مهمات هذا النظم وما فيه من مسائل رئيسة قد نتجاوز بعض التفصيل الذي آآ يطيل المقام لاجل آآ الحرص على ختم هذا - 00:08:21
في هذه المجالس في هذا اليوم ان شاء الله تعالى فنسأل الله العون والتوفيق والسداد ونستمده صلاح النية وحسن الفهم وسلامة القصد وصحة العمل فمنه جل وعلا تستوهب الهبات وتطلب العطايا ومن صدق الله في طلبه فتح الله له ابواب عطائه - 00:08:53
فنسأل الله ان يفتح لنا ابواب رحمته وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يجعل ذلك قربة لنا وبصيرة لنا في ديننا وفي امر دنيانا نستعين الله تعالى القراءة سم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه - 00:09:19
اصحابه وسلم. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم رحمه الله تعالى الحمد لله وجامع الاشياء النعم الواسعة الغزيرة. والحكم الباهرة الكثيرة ثم الصلاة مع سلام على الرسول القرشي الخاتمي واله وصحبه الابرار الحائزي مراتب البخاري. اعلم وديت ان افضل - 00:09:47
الشك عنك والدرج. ويكشف الحق للقلوب ويوصل العبد الى المطلوب فاحرص على فهمك للقواعد جامعة مساجد الشواهد اترتقي في العلم خير مرتقى. وتقتضي سبل الذي قد وفق فهذه قواعد عظمتها من كتب اهل العلم قد حصلتها. جزاهم المولى عظيم الاجر والعفو مع غفرانه والبر - 00:10:17
افتتح المؤلف رحمه الله عن نظم بحمد الله والثناء عليه. وفي بعض النسخ افتتح النظم بالبسملة. بسم الله الرحمن الرحيم والامر في هذا قريب فان من اهل العلم من يفتتح المكتوبة بالبسملة ومنهم من يقتصر على الحمد وفي وفي كليهما - 00:10:47
افتتاحهم بذكر الله عز وجل الذي بذكره تطيب القلوب وتصلح الاحوال والاعمال الا بذكر الله تطمئن القلوب والبسملة جملة مفيدة تامة وهي اما جملة اسمية او جملة فعلية على خلاف بين اهل العلم - 00:11:11
الفارق بين القولين هو ما يقدر من متعلق فمن قدر المتعلق بفعل جعلها جملة فعلية ومن قدر المتعلق باسم جعلها جملة اسمية فمن قدر اقرأ بسم الله صارت الجملة فعلية ومن قدر قراءتي بسم الله صارت الجملة - 00:11:36
اسمية والامر في هذا قريب وقد قال بعض اهل العلم ان غالب علماء العلماء علماء اللغة على تقديره بفعل لانها جملة فعلية وقال اخرون ان غالب كلام العلماء على تقديره باسم والامر في هذا قريب. سواء قيل اسمية او فعلية الامر في هذا يسير - 00:12:02
ولكن المتعلق وهو متعلق البسملة عندما تقول بسم الله متعلقها فعلوا اسم مقدر مناسب لحال الذاكر فان كان في القراءة فتقديره بسم الله قراءتي او بسم الله اقرأ. وان كان في الكتابة بسم الله كتابتي او بسم الله اكتب وان كان في - 00:12:21
آآ دخول المسجد بسم الله دخولي او بسم الله ادخل وان كان في الذبح ذبح آآ بهيمة فبسم الله ذبحي او بسم الله اذبح فهو مقدر مناسب لحال الذاكر ومما - 00:12:47
يقال في هذا انه مؤخر اي يكون المتعلق فعل او اسم مقدر مناسب لحال الذاكر ومؤخر وسبب تأخيره التبرك بالبداءة بسم الله التبرك بالبداءة بسم الله فالتأخير هنا لاجل كون - 00:13:08
مقصود هو طلب البركة من اسمه جل في علاه واسماء الله تعالى مباركة كما قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. فكل اسماء الله فيها بركة. ولذلك اذا بدأ الانسان العمل - 00:13:32
ذكر بذكر اسم الله افاده بركة وعونا في ما هو فيه من عمل سواء كان دخولا او كتابة او قراءة او ما كان من الاعمال التي يذكر فيها اسم الله في بدايتها - 00:13:50
ولهذا ينبغي ان يستحظر المؤمن هذا الامر عند ذكره بسم الله ولا يكون هذا فقط قولا باللسان يكون هذا قولا باللسان غائب عنه القلب فان حضور القلب مهم في هذه المحال - 00:14:07
لاجل ان حضور القلب مما يفتح ابواب العطاء للانسان قال الله تعالى ان في ذلك ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فانما يفيد سماع قول عندما يكون القلب حاضرا فاحرص على حضور قلبك في ذكر ربك حتى تفوز بعظيم الاجر وكبير - 00:14:23
نافع لان الذكر له فائدتان اجر في الاخرة ونفع في الدنيا فنفع الدنيا وهو طمأنينة القلب وانشراحه وسكنه لا يحصل في حال كون القلب غافلا كما ان الاجر لا يبلغ مداه ولا يعلو قدره اذا كان القلب غافلا - 00:14:51
فان الله تعالى لا يجيب قلبا غافلا لاه في ذكره ودعائه ثم ان المصنف رحمه الله ذكر في هذا النظم في ابتدائه حمد الله والله اجل محمود سبحانه وبحمده ليس في الدنيا - 00:15:14
من يستحق الحمد اعظم من الله جل في علاه فهو المحمود سبحانه لكمال صفاته حسنى اسمائه وجميل افعاله سبحانه وبحمده فحمده سبحانه من اجل حقوقه وبه يحقق العبد حقه سبحانه - 00:15:37
فان الحمد عمل قلبي في الاصل ينطق به اللسان ويبينه البيان فلذلك كان افتتاح المقال به من اطيب الاعمال ومما تستوهب به عطايا الرحمن فينبغي ان يستذكر المؤمن ان حمد الله في اول الكلام ليس نموذجا او طابعا او عادة يفتتح - 00:16:02
الكلام بل ان الحمد من اعظم موجبات رظا الرب الحمد من اعظم اسباب رظا الرب. جاء في الصحيح ان الله ليرظى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. فالحمد من موجبات رضاه واذا رضي الله تعالى عنك قبلك. واذا قبلك تولاك - 00:16:32
واذا تولاك فتحت لك ابواب الخير في العلم والعمل والدين والدنيا فينبغي ان يستحضر مثل هذا المعنى عند ذكر حمد الله ولذلك افتتح الله كتابه بحمده فهو المحمود سبحانه جل في علاه على كماله ومعنى الحمد - 00:16:57
معنى الحمد ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما. ولهذا قلت الحمد هو تحقيق العبودية التامة لله لانها لان الحمد ذكر للمحمود مقترن بالمحبة والتعظيم. والمحبة والتعظيم هما قوام العبادة لا تقوم العبادة ولا يحقق احد العبودية لله عز وجل الا بكمال - 00:17:16
محبة وبكمال التعظيم وعبادة الرحمن غاية حبه اي منتهى حبه مع ذل عابده هما قطبان هما قطبان لايش؟ للعبادة فما قامت العبادة ولا دارت رحاها الا على هذين الاصلين محبة الله وتعظيمه وتعظيمه. فالحمد هو ذكر المحمود. ذكر الله تعالى باسمائه وصفاته مقترنا بالمحبة والتعظيم. وهذا اجود - 00:17:43
ما قيل في تعريف الحمد وكثير من اهل العلم يعرف الحمد بانه الثناء على المحمود بالجميل الاختياري الثناء على المحمود بالجميل الاختياري لكن ذاك التعريف المتقدم اولى واحق بالذكر لانه - 00:18:12
بيان انه يحمد جل وعلا باسمائه وصفاته فهو تفسير وبيان للجمال الذي يوجب حمده سبحانه وبحمده. اذا الحمد لله معناها ذكر محمود والحمد معناه ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما. فهو ثناء على الله بصفاته الكاملة - 00:18:34
ونعمه الجزيلة سبحانه وبحمده وكمال فعله جل في علاه فهو الكامل في صفاته الكامل في اسمائه الكامل في افعاله ولا ولذلك كان احب ولذلك كان يحب المدح جل في علاه لاستحقاقه. ذلك - 00:18:58
فيما اخبر به عن نفسه من صفاته من صفات كماله سبحانه وبحمده ومن اسمائه الحسنى ذكر في موجبات الحمد ثلاثة اسماء ابتداء قال الحمد لله العلي الارفق وبدأ بذكر اسم الله - 00:19:22
الذي يقدم في الذكر في غالب موارد ذكر اسماء الله عز وجل. الله عز وجل لما قال الحمد لله قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. فاول ما يذكر من اسمائه اسم الله. ولهذا قال بعض اهل العلم انه الاسم الاعظم - 00:19:39
الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى جل في علاه. الله هو الاسم الاعظم من اسماء الله عز وجل الذي اذا دعي به اجاب اب واذا سئل به اعطى وفي سياق ذكر كمالاته - 00:19:59
قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم الى اخر ما ذكر جل في علاه. فابتدأ اعظم اية في كتابه بذكر اعظم اسمائه. الله - 00:20:15
وفي وفي السورة التي اخلصت لحمده وبيان صفاته وكماله وهي سورة الاخلاص بدأها بسم الله قل هو الله احد الله الصمد. ولهذا في الغالب انه لا يأتي هذا الاسم الا مقدما على سائر الاسماء فقدمه هنا فقال الحمد لله - 00:20:29
والاسم هذا الاسم الكريم من اسمائه جل وعلا ترجع اليه سائر اسماء الله فكل اسماء الله ترجع اليه ولذلك يوصف بها يوصف باسمائه فجميع ما يذكر من اسمائه على وجه الوصف او الخبر يأتي بعد ذكر اسم الله عز وجل. بعد هذا ذكر - 00:20:54
اثنين من اسمائه سبحانه وبحمده العلي الارفق اما العلي فهو ثابت في اعظم اية من كتاب من كتاب ربنا جل وعلا اية الكرسي. فان الله تعالى لما ذكر اسماءه وصفاته وما له من الكمالات قال وهو العلي - 00:21:17
العظيم فاسم العلي من الاسماء الحسنى التي ثبتت الله عز وجل بالكتاب والسنة والعلو الثابت لله عز وجل علو مطلق في كل معانيه يثبت له به علو القدر وعلو القهر وعلو الذات - 00:21:42
وهذا مجمع معاني العلي علو القدر فلا شيء اعلى منه قدرا جل في جل في جل في علاه وعلو القهر فهو القاهر فوق عباده. سبحانه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا جل في علاه - 00:22:04
علو الذات امنتم من في السماء؟ الرحمن على العرش استوى سبح اسم ربك الاعلى فله العلو المطلق جل في علاه ذاتا وقدرا وقهرا وكلها مما يثبته اهل السنة والجماعة لله عز وجل. اما الاسم الثاني فهو الارفق - 00:22:26
والارفق صيغة تفضيل صيغة مبالغة او صيغة تفضيل من اسم الرفيق والرفيق هو من الاسماء الحسنى الثابتة لله عز وجل وهو من اخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. بل فاضت نفسه وهو يذكر هذا الاسم - 00:22:59
فانه عندما جاءه الموت صلى الله عليه وسلم كان يردد كما في الصحيحين من حديث عائشة فيقول في الرفيق الاعلى في الرفيق الاعلى وهذا مناسبة قرن المصنف ان هذين الاسمين في افتتاح هذه المنظومة. قرن بين الرفيق والاعلى فقال العلي الارفقي - 00:23:26
طيب الارفق هل ورد بهذه الصيغة في اسماء الله عز وجل في الكتاب والسنة؟ الجواب لا. لكن هذا معنى صحيح. اذ ان اسم التفظيل ثابت لله في كل اسم من اسماءه - 00:23:51
اهي فاسماؤه حسنا ولله الاسماء الحسنى وحسنها اسم تفضيل من حسنة فكل اسم من اسماء الله يصح ان يذكر بصيغة التفضيل لان له من كل اسم كماله. لان له من كل اسم من اسمائه الكمال. فالارفق - 00:24:06
هو صيغة تفضيل من اسم الرفيق والرفيق ثابت لله عز وجل ودليل صحة ذكر هذا الاسم بصيغة التفضيل قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فان له في كل اسم اعلى ما يكون من معناه والرفق من حيث المعنى ضد العنف - 00:24:31
وضد البطش فالله تعالى رفيق سبحانه وبحمده يبلغ ما يشاء لطف سبحانه وبحمده قد ثبت لله عز وجل هذا الاسم في قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الرفيق الاعلى وفي قوله ان الله رفيق يحب الرفق كما جاء فيما في الصحيحين من حديث عائشة رضي - 00:24:54
الله تعالى عنها ثم بعد ذلك قال وجامع الاشياء والمفرقين وهذا من حمد الله عز وجل بفعله فقوله جامع اسمه فاعل يثبت فعل الجمع لله عز وجل فهو جامع الاشياء والمفرق - 00:25:27
وهذا من براعة الاستهلال يفهم به مقصود النظم. اذ ان مقصود النظم ذكر القواعد التي تجمع وتفرق. فالقواعد الفقهية تجمع كل ما يندرج تحتها وتميز بين حكم وحكم فلا تدخل ما ليس داخلا في - 00:25:48
اه معناها او مندرجا في مقتضاها. ولهذا اشار المصنف رحمه الله الى ما يتصل بموضوع نظمه بذكر هذا وصفي لله عز وجل وجامعي الاشياء والمفرقين واعلم ان الشريعة جاءت بالجمع بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات وهذا من الاصول والقواعد التي - 00:26:08
بني عليها هذا الشرع فالشرع حكيم ومن حكمة المشرع ان يسوي بين المتماثلات في الاحكام وان يفرق بين المختلفات والقواعد دائرة على جمع المتماثلات واخراج المفارقات فلذلك قال وجامع الاشياء والمفرق ثم قال ذي النعم الواسعة الغزيرة ذي النعم ذي بمعنى صاحب - 00:26:37
صاحب النعم جل في علاه. والنعم جمع نعمة وهي كل ما يتفضل الله تعالى به على عباده. ونعم الله لا حصر لها ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله - 00:27:07
وهي انواع والوان نعم في الابدان ونعم في الاديان ونعم في المحسوسات ونعم في المعنويات ولا حد لنعم الله عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - 00:27:23
فقول ذي النعم اي صاحب المنن والنعم الكثيرة التي يتفضل تعالى بها على عباده وجمع المصنف رحمه الله النعم هنا ما قال ذي النعمة لان نعمه كثيرة سبحانه وبحمده فجمعت لكثرتها كما قال تعالى وان - 00:27:46
نعمة الله لا تحصوها معنى النعم هو كل ما افاض الله تعالى على عباده من الاحسان. النعمة هي كل ما افاض الله على عباده من من الاحسان ايجادا وامدادا وصيانة وحفظا - 00:28:06
كل هذا من نعم الله عز وجل ايجادا ابتداء وامدادا تزويدا وصيانة وحفظا اي ابعادا لما انعم به مما يمكن ان ينقصه او يعكره ويمكن ان يقال ان النعم تنقسم الى قسمين نعم شرعية دينية ونعم دنيوية - 00:28:29
وكلاهما الله متفضل بها فله الحمد على نعمه الواسعة الغزيرة ووصف النعم بوصفين واسعة وغزيرة هل هذا وصف مترادف؟ الجواب لا. واسعة بالكيفية وغزيرة في القدر والكمية وهذا من ابلغ الوصف - 00:28:55
لسعة النعم وتنوعها فهي في في افرادها واسعة وفي عددها كثيرة غزيرة فقوله رحمه الله الواسعة الغزيرة وصف للنعم كما وكيفا - 00:29:22