العقيدة السفارينية

الدرس(28) من شرح كتاب العقيدة السفارينية

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اه تقدم الكلام على قول المصنف الناظم رحمه الله وكل ما قدر او قضاه فواقع حتما كما قضاه - 00:00:00ضَ

وهذا البيت يفيد ان كل ما قدره الله تعالى وقضاه فانه لابد ان يقع والكلام هنا عن القضاء الكوني فالقضاء الكوني اه القدري نافذ ما قضاه الله كائن ولا راد لقظائه ولا معقب لحكمه جل في علاه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن - 00:00:17ضَ

فلا بد من مظيه كما قال تعالى وما تنشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وما وقع فانه لا يختلف عما سبق به التقدير لقوله جل وعلا ما اصاب من مصيبة - 00:00:42ضَ

في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نوجدها ونخلقها ان ذلك على الله يسير ثم قال رحمه الله هذا تقدم الكلام عليه - 00:01:04ضَ

ثم قال رحمه الله وليس واجب على العبد الرضا لما تكلم عن الاحكام القدرية الكونية الاحكام القدرية والكونية تنقسم الى قسمين ما يوافق النفوس ويلائم الطباع فهذا لا احد يرفضه - 00:01:18ضَ

والجميع يرظاه فاذا قضى الله تعالى لعبد بالمسرة وبما يلائمه وبما يحبه فانه مرضي بالجبلة والطبيعة فهذا ليس داخلا في قوله وليس واجب على العبد الرضا بل الرضا طبيعي وهو ليس واجب لكنه - 00:01:42ضَ

بمقتضى الطبيعة والجبل لا يكون هذا فيما يتعلق بالقضاء الموافق لما يحب الانسان ويرضاه ويلائم طبعه النوع الثاني من الاقضية القدرية ما تكرهه النفوس مما لا يلائمها اما بمنافرة الطباع كالالم والمرض - 00:02:04ضَ

والفقر ونحو ذلك واما لكونه من المكروهات المقدرة من المصائب من موت حبيب وغير ذلك فهذا القسم هو الذي يتكلم عنه المؤلف رحمه الله في قوله وليس واجب على العبد الرضا بكل مقضيه يعني مما يكره - 00:02:30ضَ

فخرج بقوله بكل مقضيه القضاء الشرعي لانه لا يتحدث عن القضاء الشرعي في هذا المقطع. فالقضاء الشرعي يجب الرضا به وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم القيارة من امرهم - 00:03:00ضَ

وليس فقط القبول بل التسليم والتسليم فرع الرضا. قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما - 00:03:16ضَ

اذا خرج بقوله بكل مقضي القضاء ايش او الشرعي ما الذي اخرجه انه البحث الان في ايش في القضاء الكوني في قوله وكل ما قدر او قضاه فواقع حتما كما قظاه هذا قظاء ايش - 00:03:29ضَ

قدري كوني وليس قضاء شرعيا لان القضاء الشرعي ليس لازم الوقوع ليس لازم الوقوع. فقوله ليس واجب على العبد الرضا بكل مقضيه يعني مما تقدمت الاشارة اليه في قوله وكل ما قدر او قضاه - 00:03:45ضَ

فواقع حتما كما قضاه. يعني من اقضية الكونية القدرية فهذه اه هي التي يبحثها المصنف فخرج بذلك القضاء الكوني الى القضاء الشرعي الدين الامري اما القضاء الكوني فقد ذكرت انه قسمان - 00:04:01ضَ

خارج مما ذكر بكل مقضي خرج بذلك القضاء الملائم للطبع الذي يحبه الانسان الذي لا تنفر منه الطباع فهذا مرضي جبلة وطبيعة فالصحة اذا قظاها الله للعبد يرظاه بها او لا يرظى - 00:04:23ضَ

هل يجب الرضا الرضا طبيعي هو الاصل في فيما يحب الانسان ويلائمه لكن الذي يحصل فيه آآ رد وعدم قبول قوى القضاء المكروه القضاء المكروه اذا القضاء الملائم للطبع يقابل بالشكر وهو مرضي في كل حال - 00:04:45ضَ

فالواجب فيه الشكر واما القضاء المكروه فهذا يقول فيه المصنف وليس واجب على العبد الرضا بكل مقضي يعني مما يكرهه الانسان ولكن بالقضاء ما الفرق بين المقضي والقضاء المقضي هو الشيء المقدر - 00:05:19ضَ

واقع المخلوق واما القضاء فهو فعل الخالق جل في علاه فالمصنف رحمه الله فرق بين امرين بين المقضي لا يجب الرضا به وبين القضاء وهو فعل الله عز وجل هذا يجب الرضا به - 00:05:45ضَ

وهذا التفريق هو الذي عليه اهل السنة لانهم يفرقون بين المقظيات المفعولات وبين الافعال المنسوبة الى الله عز وجل ومنها قضاؤه جل في علاه فما منه رضا كل ما يفعله رضا لانه - 00:06:08ضَ

لا يفعل بعباده الا ما هو خير لهم لكن افراد المقظيات والوقائع والحادثات مما تكرهه النفوس هذا لا يجب الرضا به ويقابله الناس اما بالجزع وهذا مقابل الرضا واما بالصبر - 00:06:31ضَ

واما بالرضا واما بالشكر هذي اربعة مراتب طبعا هذي المرتبة الاخيرة مرتبة الشكر هي مرتبة المفوضين الامر لله عز وجل وهي مرتبة عالية يكون فيها الانسان قد فوظ امره قل له لله - 00:06:55ضَ

ولا تكون الا عن تمام علم بالله ورضا به جل في علاه اما الرضا الرضا هو القبول لذلك القضاء بعدم جزع ولا سخط ولا تبرم ولا ينافي هذا التألم ولا ينافي هذا التألم - 00:07:24ضَ

فان ما تقتضيه الجبلة من الالم لم يطلب من الانسان ان يتخلى عنه ولا ينافي الرضا فسيد الورى صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه وقال ان القلب ليحزن والعين لتدمع - 00:08:02ضَ

وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزنون ولا نقول الا ما يرضي ربنا فاخبر بالحزن صلى الله عليه وسلم والحزن ونوع من الالم النفسي الذي يصيب الانسان لكن هذا لا ينافي الرضا بقضاء الله وقدره - 00:08:22ضَ

الرضا هو انشراح النفس باختيار الله عز وجل وقبول اختياره وما قضاه وقدره اما الصبر هذي المرتبة الثالثة وهي الواجبة وهي الا يجزع الانسان بل يتجلد ويتحمل ويصبر على ما قضاه الله وقدره - 00:08:44ضَ

مما يكرهه فلا يجزع ولا ينشرح صدره بما آآ قضاه الله ويتمنى الا يكون قد وقع لكنه لا يظهر جزعا ولا سخطا وهذا واجب على كل مؤمن في كل مقضي مكروه - 00:09:13ضَ

يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كانت تبكي عند قبر ابنها اتق الله واصبري فامرها بالصبر وهو حبس النفس عن الجزع - 00:09:36ضَ

وقال انما الصبر عند الصدمة الاولى وهو الصبر الواجب الممدوح صاحبه اما المرتبة الرابعة وهي الجزع والجزع قد يكون بالفعل وقد يكون بالقلب وقد يكون بالقول وهو التسخط من قضاء الله وقدره - 00:09:57ضَ

وهذا يا اخواني كثير في في الناس كثير في الناس يظهر في فلتات السنتهم لا سيما عند المصيبة ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود - 00:10:21ضَ

ودعا بدعوى الجاهلية فهذا جمع سخط قولي وفعله وهو فرح عن السخر القلبي عدم الرضاع بقضاء الله تعالى وقدره ومنه ما يقوله الناس في بعض الاحيان في التعليق على ما يجري من الحوادث - 00:10:48ضَ

والوقائع التي قد تصيب غيرهم وليست تصيب اه وليست نازلة بهم ليس ليسوا هم المصابين بها مثل قولهم مثلا فلان ما يستاهل يعني جرى عليه حادث يقول ما يستاهل هذا غلط - 00:11:13ضَ

ما يستاهل هل آآ يعني هذا هذا في نوع اعتراض على قضاء الله وعدم رضا هذا من مما يغفل عنه بعض الناس يقولون فلان ما يستاهل اصيب بالمرض الفلاني والله ما يستاهل طيب - 00:11:30ضَ

اه اه من يرد الله به خيرا يصب منه واذا احب الله تعالى عبدا ابتلاه ويبتلى الناس حسب اه ايمانهم المقصود ان مثل هذه الالفاظ تظهر عدم القبول تظهر الجزع القولي - 00:11:43ضَ

في بعض ما يجريه الله تعالى من الاقضية والاقدار فقوله رحمه الله وليس واجب على العبد الرضا اي الاطمئنان والانشراح انشرح الصدر بما قضاه الله تعالى وقدره من المكروهات هذا ليس واجبا بل هو - 00:12:06ضَ

من المستحبات اما الصبر فالاجماع منعقد على انه واجب لكن فيما يتعلق بفعل الله عز وجل الواجب على المؤمن ان يتقي الله ويملأ قلبه رضا بكل ما يكون منه سبحانه وبحمده - 00:12:26ضَ

فانه لا يكون منه الا الخير. الخير كله في يديك ومن علم ما لله من كمال نزه قلبه ولسانه عنان يقول شيئا في حق الباري جل في علاه فيرضى بكل ما - 00:12:42ضَ

قضاه وقدره قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا والرضا بالله ربا يستوجب الرضا بفعله - 00:13:02ضَ

فان جميع افعاله صادرة عن ربوبيته جل في علاه فمن لم يرظى بفعل الله عز وجل وقضائه وقدره اي ما يجريه من القضاء والقدر وما يقضي به ويحكم فانه لم يرظى به ربا جل في علاه - 00:13:23ضَ

والمؤمن اذا امتلأ قلبه محبة لربه وتعظيما له وعلما به جل في علاه زاد يقينه وتحقق رضاه بكل ما يكون من ربه جل في علاه هذا مضطرب مع العلم بالله كلما زاد علمك بالله - 00:13:50ضَ

زادك زاد رضاك به تناسب مضطرب لا يختل اذا نقص العلم بالله نقص الرظا به لان العلم بالله يكشف لك من كمال الرب وجلاله وعظمته سبحانه وبحمده ما يملأ قلبك رضا به سبحانه وبحمده بقوله وفعله وحكمه وقضائه وقدره وساء القدر الكوني القدر الشرعي - 00:14:18ضَ

اسمائه وصفاته وجميل افعاله قال رحمه الله لانه هذا تعليل ما تقدم من وجوب الرضا بالقضاء الذي هو فعله لماذا يجب الرباب بالقضاء الذي هو فعله قال لانه من فعله تعالى - 00:14:45ضَ

لانه من فعله تعالى اي لانه فعله وفعله جل في علاه يجب الرضا به لانه لا يكون الا عن علم وحكمة وخير ومصلحة اما المقضي فانه ناتج عن فعل الانسان مثل ما قال وما اصابكم من مصيبة فما كسبت ايديكم وان كان معصية فهو في من فعل العاصي - 00:15:04ضَ