Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا جواب عن سؤال ورد بعد الدرس الاخير من مدارسة صنعة من طب لمن حب عن القراءة الادبية - 00:00:00ضَ
وتنمية الملكة والجواب ان علم الادب بحر واسع والقراءة الادبية تتسم بحسنة وهي انه ليس فيها ذاك التدريج اللازم الذي تراه في غيرها من الفنون نعم ينبغي البدء بصغار الكتب قبل كبارها وبيسيرها قبل عويصها - 00:00:28ضَ
الى ما تحبه من كتب الادب وما تجد فيه نفسك الاخبار لابن قتيبة وزهر الاداب الحصري او من كتب المتأخرين كالعود الهندي للسقاف وجواهد الادب الهاشمي والكلام من الكلام. الكلام الذي تقوله وتكتبه وتنظمه - 00:00:48ضَ
من الكلام الذي تقرأه وتسمعه وتحفظه. فمن تعود القراءة للكلام العالي زادت قريحته بمثل ما يقرأ لكن ينبغي ان تعتني اولا بافصح الكلام وهو القرآن الكريم ثم بالصحيح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:07ضَ
ثم تستكثر محفوظ تحفظ ما يروقك من الشعر المنتقى المختار وتكثر من قراءتي في كتب الادب ولابد ان يضم المتأدب الى القراءة الادبية الواسعة لابد منه لاستقامة اللسان من مسائل النحو - 00:01:29ضَ
التي يسلم بها من اللحن في الكلام ومسائل الصرف التي يسلم بها من الغلط في بنية الكلمة وسائل بلاغة التي يتذوق بها الكلام. فيدرس مختصرا في النحو وفي الصرف وفي البلاغة فهذه العلوم - 00:01:49ضَ
مهمة جدا لفهم النصوص الادبية فاذا حصل ذلك مع القراءة الادبية الواسعة اعانه ذلك على ان يعبر عن مكوناته وخلجات نفسه تعبيرا واضحا بينا يأخذ باطراف الحسن ويتزين بحلى الفصاحة - 00:02:08ضَ
الرافعي ما ارى احدا يفلح في الكتابة والتأليف الا اذا حكم على نفسه حكما نافذا بالاشغال الشاقة الادبية كما تحكم المحاكم بالاشغال الشاقة البدنية وخلاصة ما تقدم انك لن تنمي ملكة الادب في نفسك وتقومها - 00:02:25ضَ
بمثل ادمان القراءة المتأنية لكتب الادب الحرة الاصيلة مع حفظ ما تستحسنه مما يمر بك من الاشعار ما تستعذبه من الاخبار تدونه عندك في غلاف الكتاب او في اوراق مستقلة - 00:02:47ضَ
وين تزال كذلك في رياض الادب وتكرع من حياضه وتنتقل من كتاب ادبي الى اخر حتى انقاد منك الطبع وتنهض الملكة وترى جمال اللسان على البيان ويدري قلمك على السداد - 00:03:05ضَ
وتمدك القريحة بالامداد. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:03:25ضَ