Transcription
المحور الثالث في هذه المسألة كما تقدم هو الاشارة الى شيء من الاثار والاخبار عن السلف رحمة الله عليهم في صيانة وحماية الفكر في صيانة الفكر. كما تقدم لان المقصود والمراد بالفكر هو العقل - 00:00:00ضَ
المراد بالفكر هو العقل. صيانته وحمايته ليس المعنى ان نقول انه ان المراد بذلك ما يعتقده مسلم لا ما يعتقده لا يسمى فكرا ما يسمى انما المراد حماية الفكر اي حماية عقله. حمايته عن - 00:00:29ضَ
الشبهات والمذاهب الوافدة على اهل الاسلام والبدع والمنكرات هذا هو المراد حمايته وسيأتي الاشارة ايضا الى اسباب الحماية واسباب الانحراف لم يزل سلامة الله عليهم اخذا من السنة في ذلك. وسمعتم الكثير - 00:00:55ضَ
من السنة في هذا الباب انما اشير الى تأصيل في الباب وهو ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام. وهي وقائع كالمطر منها انه عليه الصلاة والسلام اذا بلغه عن بعض اصحابه شيء من الامور - 00:01:21ضَ
التي ليست على هدي او اراد ان يفعلها بعضهم اجتهادا بادر الى تقويمها وبيانها كما في اخبار الثلاثة الذين اما انا فلا اصوم ابدا اقوم الليل ابدا لا اتزوج النساء وفلان اخرى لا اكل اللحم فقال - 00:01:41ضَ
من رغيب عن سنتي فليس مني وبين له هديه عليه الصلاة والسلام. وقصة عبدالله بن عمرو رضي الله عنه لما بين له الهدي في وقراءة القرآن والقيام وكذلك اخبار كثيرة عنه عليه الصلاة والسلام في هذا الباب لما قال اكلفوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يمر - 00:02:00ضَ
حتى تملوا الى غير ذلك السلف رضي الله عنهم ساروا على هذا الهدي في حماية وصيانة الفكر عن المضلات والبدع والمنكرات خشية ان تكون نافذة للاعداء. لانه حينما تفتح النافذة يدخل معها - 00:02:25ضَ
النافلة اذا فتحتها مع الباب يدخل معها الهواء الطلق الطيب. ويدخل معها الدخان المؤذي ويدخل معها التراب ويدخلوا معها المطر اذا لكل وقت لكل وقت حالة. فتارة قد تنفتح على الخارج وتارة قد تغلق. ان - 00:02:51ضَ
كان هنالك المصلحة فتحت النافذة فتحت الباب وان كان يترتب ظرر عليك هذا اذا كان ظررا في البدن عليك او ضرر على دارك فانك تغلقها. وان كان هنالك مصالح تهوت لكن شددتها لاجل ما يحصل من - 00:03:15ضَ
فهكذا السلف رضي الله عنهم سدوا منافذ الشر وطرق الشر والسبل الموصلة وانها هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون والقصص في هذا كثيرة - 00:03:36ضَ
ومن مما صح في ذلك ما رواه الدارمي رحمه الله وجاء عند غير الدانمي عند الاسماعيلي وغيره في قصة صبيغ بن عسل وكان كبيرا في عهد عمر. ولهذا ذكره الحافظ بن حجر في الاصابة في المرتبة الثالثة - 00:04:01ضَ
الاصابة ممن كان كبيرا في عهد النبي عليه ممن كان كبيرا في عهد الصحابة. يعني انه عاصر النبي عليه السلام لكن لم يثبت له رؤية له عليه الصلاة والسلام صديق ابن عسل - 00:04:24ضَ
كان يتبع ويسعنا والذاريات لنروى الحاملات يغرى يسأل عنها ويسأل المتشابهات وعن غيرها فدعاه عمر رضي الله عنه دعاه عمر وفي رواية انه بين له ثم ضربه على رأسه حتى وحتى ادماه. ثم سجنه - 00:04:41ضَ
حتى برأ ثم ضربه مرة اخرى ثم قيل انه ضربه الثالثة والقصة الصحيحة كما تقدم ثم قال يا امير المؤمنين ان كنت تريد ان تقتلني فاقتلني. اما الذي في رأسي فقد ذهب - 00:05:10ضَ
يعني هو اعترف انه عنده شيء من الشبهات ولم يكن هنالك قصد واضح لطلب العلم فليعترف انه عنده شيء من الامور المشتبهة التي هو في غنى عنها ولهذا كما قال سبحانه - 00:05:29ضَ
فاما الذين في قلوبهم وان كانت هذه هذه المسألة في بادئ ذي بدء سؤال عن بعض ما يشكر عليه انما عمر لمن اراد ان يسد الباب خشية ان يكون مفتاح - 00:05:52ضَ
مفتاحا لما بعدها فاراد ان يسد الباب لاجل الا يفتحه لغيره وهذا الباب وان تقبل النفوس ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الذين يتبعون التشابه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها - 00:06:09ضَ
عمر رضي الله عنه ضربه بالدرة وحسنت توبته على هذه الرواية وفيه دلالة على ان من يتبع المشتبهات ويسأل عنها في وقت يكون الناس قد اقبلوا على العلم والقرآن وهو شاذ في هذا الرأي فانه يعامل بحزم. ويعامل بالدرة لا بالدرة - 00:06:31ضَ
يعامل بالدرة والدرة هي العصا. يعامل بالدرة. وان هذا هو الطريق لدفع شره واذاه لكن اذا لم يمكن دفعه دفع هذه الفتنة وهذه الشر بالدرة فانه يسلك في سبيط. طريق اخر وسبيل اخر - 00:07:00ضَ
ولهذا بعد ذلك في عهد عثمان رضي الله عنه قبل سنة اثنتين وثلاثين. كما روى الداني بسند صحيح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال انه مر بمسجد وفيه قوم خلق. ويقول قائل سبحوا الله مئة - 00:07:22ضَ
ومعهم يسبحون يقول هللوا الله احمدوا الله. يقول لهم القائل مائة مائة مائة. ورآهم حلق متفرقين نستنكر فجاء الى ابن مسعود وكان اصحابه ينتظرونه فقال ابو موسى هل خرج عليكم الرحمن - 00:07:45ضَ
قالوا نحن ننتظره وكانوا لاجلاله لا يطرقون عليه الباب ينتظر حتى يخرج فانتظر معهم وكان ابو موسى يجل ابن مسعود. بل يقول كما في البخاري. لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم - 00:08:05ضَ
الحبر والحبر هو العالم الكبير فجاء الى مسعود فقال يا ابا عدنان قد رأيت قوما في المسجد او بين دارك والسوق نحو ذلك ولم ارى الا خيرا. قال ماذا رأيت؟ قال رأيت قوما كيت وكيت - 00:08:22ضَ
قال هلا قلت لهم يعدوا سيئاتهم فانا ظامن انه لا يفوت من حسناتهم شيء. قال انتظرت امرا يقول هو موسى انتظرت امرك فلبس ابن مسعود رداءه رضي الله عنه ثم وقف عليهم - 00:08:40ضَ
فقال لهم حسناتكم عدوا سيئاتكم فانا ضامن لكم الا يفوت من حسناته شيء. قالوا يا ابا عبدالرحمن انما اردنا الخير. قال كم من مريد للخير لم يصبه؟ ثم قال انكم لاهدى من اصحاب محمد او مفتتحوا باب ضلالة - 00:08:59ضَ
وفي لفظ قيل انه قال انكم اتيتم ببدعة ظلما او قد سبقتم اصحاب محمد علما قال الراوي فلقد رأيت بعض اولئك القوم يطاعنوننا يوم النهروان. يعني مع الخوارج افتتحوا باب ضلالة. ثم قال لهم - 00:09:28ضَ
هؤلاء اصحاب محمد متوافرون. وهذه انيته لم تكسر. وهذه ثيابه لم تبلى. يعني العهد قريب ومع ذلك تفعلون ما تفعلون فشدد عليهم بالادب بالقول رضي الله عنه فتفرقوا لكن حصل منهم بعد ذلك ما حصل - 00:09:53ضَ
وفي عهد علي رضي الله عنه في عهد علي رضي الله عنه ابن الكوة عبد الله بن كوا واختلف مو من الخوارج وقيل انه تاب ورجع وكان مع علي وكان يسعى المتشابهات - 00:10:21ضَ
وكان يلح على علي ويثقل عليه وكان علي قد التوى الناس عليه وحصل خلاف في زمنه. فلم يكن له كما كان لعمر رضي الله عنه. ولهذا لم يكن منه الا ان يجيبه على ما يشاء - 00:10:35ضَ
وهذا يبين ان السلف رضي الله عنهم كانوا يتعاملون مع من كان على ظلالة بحسب الحال لكن يبينون البيان الواضح الذي لا لبس فيه ثم بعد ذلك وقع ما وقع في عهد علي رضي الله عنه - 00:10:52ضَ
في سبع وثلاثين عام سبعة وثلاثين في وقعة صفين ثم بعد ذلك ما حصل من قتل الخوارج. قبل ذلك قال ابن عباس لعلي رضي الله عنه لما اجتمعوا في حاروراء بظاهر الكوفة وكانوا ستة الاف كما رواه النسائي في الكبرى من رواية - 00:11:18ضَ
عكرمة ابن عمار عن سماك ابن الوليد الحنفي من سماك ابن الوليد الحنفي ورواه عن ابن عباس وهذا اسناده صحيح وكذلك رواه الحاكم بقصة مطولة وكذلك ايضا رواه عبد الرزاق رواه عبد الرزاق ورواه الامام احمد مختصرة - 00:11:40ضَ
وهي عند النسائي والحاكم وعبدالرزاق بسياق مطول قريب بعضه من بعض. وفيه ان عليا رضي الله ان ابن عباس رضي الله عنه قال بعد وقعة صفين لما انهم خرجوا عليه - 00:12:08ضَ
لما حصل ان رفع اهل الشام المصاحف ودعوا الى الصلح وابوا من كانوا مظاهر كوفا واجتمعوا واعدوا العدة وعلي رضي مستأنى في امرهم وعلم ان لهم كيد قال ابن عباس يا امير المؤمنين ائذن لي ان اتي القوم - 00:12:26ضَ
شف ائذن لي ان اتي القوم وهذا يجمع هذه القصص بعضها تجمع المحور الثالث والرابع في طريق النقاش والحوار كما سيأتي ان شاء الله فجاءهم وقد لبس حلة جميلة حسنة رضي الله تزين بتلك الحلة - 00:12:50ضَ
فلما رأوه قالوا ما عندك يا ابن عباس ما هذه الحلة؟ استنكروا. وقد رآهم وجباههم قد تقرحت من السجود. وركبه كركب الابل من الشدة من كثرة السجود وجوه مشهمة من شدة السهر في العبادة - 00:13:15ضَ
ثم قال قد رأيت رسول الله وسلم يلبس احسن ما يكون من الحلل الحلة سميت حلة لانها تحل البدن اي تكسو وتكون من ازار ورداء او نحو ذلك اذا كان على الانسان اذا كان عليه ثوبان ثوب - 00:13:41ضَ
ان يستروا ثوبان يستر احدهما اسفله والاخر علاه او احدهما اسفله والاخر يستره كله نحو ذلك ثم قال ماذا تنقمون على على امير المؤمنين قالوا انه حكم الرجال في كتاب الله - 00:14:03ضَ
حكم الرجال في امر الله. والله عز وجل يقول ان الحكم الا لله. قال هذه واحدة ثم ماذا قالوا انه لم يشفي قاتل ولم يشفي فان كانوا كفارا حل شبهوا وان كانوا مؤمنين لم يجز شب لم يجز شبيههم لم يجز قتالهم ان كانوا كفار حل قتاله - 00:14:21ضَ
وان لم وان كانوا لم يحل قتال فكيف يقاتلهم ولا يسبيهم ثم قال وما الثالثة قالوا انه محا نفسه من امير المؤمنين. فان لم يكن امير المؤمنين فهو امير الكافرين - 00:14:45ضَ
قال اما الاولى فان الله سبحانه وتعالى قد حكم الرجال في ربع درهم في ربع درهم كما قال سبحانه يا ايها الذين لا تقتلوا الصيد وانفحوا ومن قتل ومنكم متعمدا ومن قتله منكم متعمدا فجزاهم مثل ما قتل من النعم يحكم به - 00:15:05ضَ
تواعدني منكم يحكو به اثنان تحكم الرجال في الثمن هذا المثل افا تحكيم رجال في حقن دماء المسلمين خير او في يربدهم. قالوا في هذا قال خرجت من هذه؟ قالوا خرجت - 00:15:27ضَ
وقال سبحانه وان خفتم الشقاق بينهما فافعلوا فحكم الرجال الاصلاح بين الرجل والزوج افى التحكيم في حماية وصيانة انفسهم خير ام في الاصلاح بين الزوجين فاقروا او اقر له جماعة ان هذا خير. اما قولكم انه محا نفسه - 00:15:50ضَ
من المؤمنين فان النبي عليه كما قد بلغكم لان قصة الحديبية قد اشتهرت وبلغتكم قد قال لعلي لما قال هذا ما صار عليه محمد رسول الله. قالوا لو لو نعلم انك رسول الله ما قاتلناك - 00:16:19ضَ
ما قاتلناك فقال اكتب محمد بن عبدالله ولم يكن محوه حشمة يمحوه من النبوة. اخرجت من هذه وذكر له ايضا قبل ذلك ما كذلك لما قالوا انه قاتل ولم يشفي - 00:16:35ضَ
قال افتسبون لان قتال الجمل من قاتل عائشة وامها افتشون امكم؟ افتشون عائشة ان استحللتم منها ما استحللتم من غيرها فقد كفرتم. وان قلتم ليست امنا فقد كفرتم اي الطريقتين كنتم؟ - 00:17:01ضَ
فانكم على ضلالة. اخرجت منها؟ قالوا نعم. فرجع الفان وباقي اربعة الاف فقتلهم المهاجرون والانصار. فلم يقتل من جيش علي عشرة ولم ينج منه عشرة هذا من فضل الله سبحانه وتعالى - 00:17:25ضَ
ثم لم يزل السلف رحمة الله عليه عن هذه الطريقة في حماية وصيانة الفكر عن المدنسات والضلالات وقع ذلك في عصور كثيرة في عصر احمد رحمه الله وقبل ذلك في عصر عمر بن عبد العزيز مع غيلان القدري - 00:17:49ضَ
غيلان بن مروان القدري لما قال بالقدر فدعاه عمر رضي الله عنه عبد العزيز فقال يا انور يكذب علي انكر يكذب علي فاجره على ظهره ثم قال عمر رضي الله عنه اللهم ان كان عبدك صادقا - 00:18:11ضَ
ان كان عبدك فتب عليه وان كان كاذبا فاقتله او كما قال رضي الله عنه ثم لما مات ثم سكن في عهد عمر رضي الله عنه ولم يجب فلما كان بعد ذلك ثم جاء عهده هشام ابن الملك اظهر الدعوة الى مذهبه الباطل في عهد هشام ابن عبد الملك فدعاه - 00:18:32ضَ
فدعاء فقال هل تقرأ القرآن قال هل تقرأ الفاتحة؟ قال نعم. قال تقرأ اياك نعبد واياك نستعين؟ قال نعم. قال باي شيء تستعين؟ هل تستعين الله انت؟ باي شيء هل تستعين على امر في يدك؟ او في يده - 00:18:55ضَ
المعنى انك لا تستعين الله. والمعنى ان القدري كيف يقرأ القرآن؟ كيف يستعين الله؟ لانه يرى ان الله لا يعلم الا بعد ذلك غلاة القدرية خاصمهم بالعلم فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا وان جحدوه كفروا - 00:19:15ضَ
فامر به وقتل شر قتلة. وقيل انه قطع يديه ورجليه ثم قطع رأسه. وقال غيلان قبل ذلك ويقتل قد ادركتني دعوة الرجل الصالح يعني عمر ابن عبد العزيز. فكان شرا على اهل الاسلام وضلال على اهل - 00:19:39ضَ
وجاعد بن درهم لما ما اشتهر ايضا انه صان خالد عبد الله القشري اهل الاسلام من شره بقتله. كما قال القيم عنه واذا ضحى بجعد خالد القشري يوم ذبائح القرآن يوم ذبائح - 00:19:59ضَ
شكر الضحية عن الله عز وجل حتى مات وهو قرير العين واصحاب بعده. وانتم تقولون انه كاذب. هذا فيه اعظم الطعن في عدله سبحانه وتعالى اذا كان على ما وصفته - 00:20:21ضَ
قال الامر كما ذكرت لكن انظر لنا حديثا غير هذا الحديث. ولم يحر جوابا معه - 00:20:38ضَ