الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما - 00:00:00
بعد لا نزال في شرح كلمة الامام الطحاوي نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة ولا نأمن عليهم ولا اشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. واخذنا في ذلك جملا من القواعد طيبة - 00:00:18
واظن وقفنا عند القاعدة كم ايش السادسة طيب المسألة التي بعدها قاعدة قاعدة التوبة والاستغفار لا يتعاظمهما شيء. التوبة لا والاستغفار لا يتعاظمهما شيء. بمعنى انه لا يمكن ان يقف ذنب مهما عظم امره ومهما فخم شأنه امام الاستغفار الصادق والتوبة الصادقة. فاذا تاب - 00:00:38
العبد توبة صادقة فان توبته اذا قبلها الله منه جاءت على جميع سيئاته وذنوبه بغض النظر عن عظمها وبغض عن نوعها وجنسها. واعظم ذنب عصي الله عز وجل به هو ذم النصارى. الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم - 00:01:12
وقالوا ان الله ثالث ثلاثة وقالوا ان المسيح ابن الله. ومع ذلك اي مع ذكر هذه الجرائم العظيمة في حق يقول الله عز وجل بعدها افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه. والله غفور رحيم. ولذلك - 00:01:32
في صحيح الامام مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت يمينك فلابايعك. فبسط يمينه فقبضت يدي. قال ما لك يا عم؟ قلت اردت ان اشترط. قال - 00:01:52
اتشترط ماذا؟ قلت ان يغفر لي. قال اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة ما كان قبلها وان التوبة تهدم ما كان قبلها وفي رواية وان الحج يهدم ما كان قبله. وقبل ذلك قول الله عز وجل قل - 00:02:12
يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فالتوبة لا يتعاظمها ذنب. وهذا يبعث في نفس العبد الرجاء لا سيما اذا كثرت ذنوبه - 00:02:32
وطال زمانها ان لا ييأس من رحمة الله ولا يقنط من روح الله. اذا كانت توبته صادقة. وكان ندمه صادق فمهما كان هذا الذنب فاياك ان تيأس ايها المؤمن فان الله عز وجل جاء علم لهذا الذنب - 00:02:51
فرجا ومخرجا بالتوبة الصادقة والاستغفار. يقول الله عز وجل وتوبوا الى الله ايها المؤمنون لعلكم تفلحون يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتوب الله على من؟ ويتوب الله على من تاب. وفي الاثر التائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:03:11
فاياك ان يأتيك الشيطان ليثبت روحك عن التوبة مهما عظم ذنبك فان لها ربا يغفر الذنوب اذا التوبة والاستغفار لا يتعاظمها ذنب. وهذا مأخوذ من قول الامام الطحاوي. قال ونستغفر لمسيئهم - 00:03:31
ومن المسائل ايضا قاعدة لا امن من ضلال احد ولا يأس من لا يأتي احد لا امن من هداية مهتدئ عفوا لا امن من ضلال مهتد ولا يأس من هداية ضال - 00:03:51
فمن كان ضالا فاياك ان ينقدح في قلبك يأس من هدايته فلربما يجري الله عز وجل عليه له اسباب الهداية ما بلغ العبد في الضلالة فاياك ان تحكم عليه ما دامت روحه بين جنبيه. فلعل الله عز وجل ان يكتب له الهداية فيهتدي - 00:04:11
حيث قد اقتنعت قلوب كثير من الناس بعدم هدايته. ومن كان في هداية واستقامة لك ان تأمن عليهم من الانتكاسة والحور بعد والحور بعد الكور. فمن كان مهتد فلا بد ان يعيش بالخوف من العودة الى الوراء - 00:04:31
ومن كان ضالا فعليه ان يكمل مراتب ثقته بالله انه ان اقبل على الله صادقا فسيغفر له. فمن كان مهتد فلا امن ابدا من هدايته. ومن كان ضالا فلا يأس ابدا من هدايته. وهذا - 00:04:51
اخذناه من قول الامام الطحاوي ولا نقنطهم. ونخاف عليهم ولا نقنطهم. فنخاف عليهم اذا كانوا مؤمنين ان يرجعوا على اعقابهم بسبب شبهة عرضت او شهوة عرظت على قلوب عرظت على قلوبهم - 00:05:11
وقوله ولا نقنطهم اذا كانوا اهل ذنوب ومعاصي وضلال. فلا نقنطهم من رحمة الله بل نفتح لهم افاقا الرجاء. وان الله عز وجل هو الغفار لمن؟ استغفر وعمل صالحا ثم اهتدى. المسألة التي بعدها قول - 00:05:31
رحمه الله ونخاف عليهم. اعلم ان الخوف ينقسم الى قسمين. الى خوف ممدوح والى خوف مذموم اما الخوف المحمود الممدوح فهو الذي يحمل صاحبه على مطالعة جوانب قصور نفسه وعلى التوبة الى الله عز وجل ومجانبة الذنوب والمعاصي. فاذا خفت من الله خوفا حمدك على تكميم مراتب النقص - 00:05:51
وحملك على ترك الذنوب والمعاصي فهذا هو الخوف المحمود الذي امر الله عز وجل به في قوله يا عبادي فاتقون قال العلماء رحمهم الله تعالى واما الخوف المذموم فهو الذي يوجب القنوط من رحمة الله - 00:06:21
واليأس من روح الله وهو المقصود بقول الامام الطحاوي ولا نقنطه. فاذا قوله ونخاف عليهم اي الخوف المحمود. وقوله ولا نقنطهم اي الخوف المذموم. فجمع الامام الطحاوي هنا بين نوعين الخوف - 00:06:42
فامرنا بواحد وهو الخوف الممدوح ونهانا عن واحد وهو الخوف المذموم. فاذا رأيت الانسان يخاف من الله عز وجل خوفا اوجب له القنوط واليأس. فحذره من هذا الخوف. فان هذا خوف لا يحبه الله عز وجل - 00:07:04
اذا رأيت الانسان كلما خاف من الله زاده خوفه قربا من الله عز وجل وانطراحا عند عتبة عبوديته سبحانه وتعالى وتركا للذنوب والمعاصي فان هذا هو الخوف الذي يريده الله عز وجل. وبالجملة فالخوف الذي لا يجنى منه الا المصالح الخالصة او - 00:07:24
هو الخوف المحمود. والخوف الذي لا يدنى منه الا المفاسد الخالصة او الراجحة فهو الخوف ومن المسائل ايضا قوله ولا نخاف عليهم. اعلم رحمك الله ان الخوف في ذاته عبادة مستقلة. فهو عبادة من اعظم العبادات - 00:07:44
ان يخاف العبد من الله عز وجل. وان يخاف من ذنوبه هذا من اعظم ما يعبد الله عز وجل بل لا يكاد يستقيم بناء بناء جدار الايمان الا بالخوف. وليس الخوف مقصورا على اهل الاساءة فقط - 00:08:09
بل حتى اهل الايمان لا بد ان يخافوا. لا بد ان يخافوا. كما قال الله عز وجل عن عباده المؤمنين يخافون ربهم من فوقهم وهم الملائكة. الملائكة ذكر الله عز وجل انهم يخافونه. هل لذنوب ارتكبوها؟ الجواب لا - 00:08:29
لكنهم يتعبدون لله عز وجل بهذا الخوف اذا الخوف في حد ذاته عبادة مستقلة. وذكر الله عز وجل عن الانبياء ايضا ممن لا ذنوب عندهم انهم يخافون. كما قال الله عز وجل انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا - 00:08:49
ورهب ورهب اي خوفا وهم انبياء. فكيف بحال اهل الاساءة؟ فاياك ان تظنن انك ستبلغ ايمانك درجة لا لا تحتاج فيها ان تخاف من الله عز وجل. فان الامن من مكر الله واليأس من روح الله كلاهما من كبائر - 00:09:09
من كبائر الذنوب ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله ينفذهم ذلك كأنه سلسلة على صفوان. من خوفهم من الله عز وجل. خوفوهم من الله تبارك وتعالى وهم ملائكة لا ذنوب عندهم - 00:09:29
فكيف بحال اهل الاساءة؟ فاذا الخوف عبادة مستقلة في ذاته ليس يخص اهل الاساءة واهل الذنوب والمعاصي لا. بل حتى اهل الايمان لابد ان يستشعروا الخوف من الله عز وجل. ومن المسائل ايضا قاعدة كل خوف - 00:09:52
توصل للقنوط فمحرم. كل خوف يوصل للقنوط فمحرم. وقد تقدم شيء من شرح هذه لان هذا هو الخوف المذموم الذي لا يحبه الله تبارك وتعالى. فالذي يعبد الله عز وجل بالخوف فقط - 00:10:12
دون مقابلة الرجاء هذا هو الذي ربما يكون خوفه موصلا له. لهذه الدرجة التي لا يحبها الله. فاذا رأيت يوصلك الى اليأس من روح الله ويعطل لسانك عن الاستغفار وقلبك عن الندم والتوبة فاعلم انك ولجت في خوف مذموم - 00:10:32
اوحى به اليك الشيطان. ومن المسائل ايضا قاعدة كل امن كل امن عفوا كل رجاء كل رجاء يوصل للامن من مكر الله فمحرم. كل كل رجاء يوصل للامن من مكر الله فمحرم - 00:10:52
لان من الناس من اذا اطلع على ان الله عز وجل غفور رحيم وان رحمته وسعت كل شيء. وانه لم يذنب ولم يخطئ وطيلة يومه بين صلاة وذكر وبر بوالديه واحسان الى عباد الله المؤمنين. ربما ينقدح في قلبه شيئا من شيء من - 00:11:20
الأمن فهذا رجاء اوجب له الامن. من مكر الله عز وجل. فان من الناس من يرى بسبب طاعته انه قد استحق الثواب وقد نجا من العقاب وهذا رجاء يوصل العبد للامن من مكر الله. فمتى ما رأيت رجاءك في الله عز وجل اوصلك الى هذه الرتبة - 00:11:40
مذمومة فاعلم انه ليس الرجاء الذي يحب الله عز وجل ان تتعبد له به. بل هو رجاء شيطاني عليك ان تعيذ بالله عز وجل منه وان تكثر من مطالعة عيوب نفسك حتى تكسر هذه النفس. التي امرتك بمثل هذا الرجاء. فاذا كل - 00:12:00
وخوف اوصل الى القنوط فمحرم وكل رجاء اوصل الى الامن فمحرم. ومن المسائل ايضا ان قلت ما الفرق بين الرجاء والامنية؟ في قول الامام الطحاوي نرجو للمحسنين ما الفرق بين الرجاء والاماني - 00:12:20
اعلم رحمك الله تعالى ان الرجاء يختلف عن عن الامنية. فالرجاء محمود اذا كان على وفق مراد واما الاماني فهي مذمومة. فحقيقة الرجاء هو عمل مصحوب بخوف الرجاء الذي يحبه الله لابد ان يكون مبنيا على هذين الركنين. على خوف مصحوب بعمل - 00:12:45
فكل رجاء لا خوف فيه فليس بالرجاء المحمود. وكل رجاء لا يصحبه عمل. فليس رجاء ام محمودا؟ فالرجاء الذي يحبه الله هو ما اجتمع فيه هاتان الشائبتان. الخوف والعمل. واما - 00:13:15
فهي الطمع بلا عمل. فهي طمع ينقدح في قلب المتمني. ولكن لا يصحبه لا عمل ولا كد ولا سعي ولا تحصيل اسباب ولا سلوك طريق. لا يصحبه شيء ابدا. فاذا رأيت امانيك قد قرنت بالخوف - 00:13:35
والرجاء عفوا قد قد قرنت بالخوف والعمل فاعلم انها رجاء. واما اذا رأيت امانيك لا يصحبها الا مجرد الطمع في فضل الله. ولكن لا يصحبها عمل ولا كد ولا سعي - 00:13:55
في تحصيل الاسباب فاعلم انها فاعلم انها مجرد اماني. فاعلم انها مجرد اماني ولذلك الله عز وجل قال لليهود والنصارى لما قالوا نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم - 00:14:15
بشر ممن خلق هذه اماني تمنوها لكن لم يقرنوها بايمان ولا طاعة. ويقول الله عز وجل ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. ويقول في الاية الاخرى تلك اما نيهم. لما قالوا لي يدخل الجنة الا من كان - 00:14:35
او نصارى ها قال تلك امانيهم. فهي اماني. اريد ان اكون عالما ولكن لا يصحبه لا بشراء كتب ولا بحضور حلقات علما ولا بقراءة ولا بجدولة علمية يحصل منها العلم فهذه مجرد امانة - 00:14:55
اريد ان اكون تاجرا ولا يصحبها بيع ولا شراء ولا سعي في مكاسب تجارية هذه مجرد اماني. فالرجاء هو الممدوح اذا كان مبنيا على الخوف والعمل. والسعي والكد. واما الامنية فهي طمع قلبي ليس مصحوبا لا بكد ولا - 00:15:15
وانما بالفاظ لسان فقط. الفاظ لسان فقط. ولذلك الرجاء ممدوح واما فهي مذمومة ومن المسائل ايضا قوله رحمه الله ان يعفو عنهم. ان يعفو عنهم. اعلم ان موجبات العفو اعلم ان موجبات العفو عدة - 00:15:35
اذا فعلها العبد فانه يرجو بفعلها ان يعفو الله عز وجل عنه. والتي ينبغي للمؤمن ان يتعرض لها دائما وابدا لعل واحدة منها توافق عفو الله عز وجل. من اعظمها ان تعفو عن عباد الله. فان من اعظم موجبات عفو - 00:16:03
الهي ان تعفو عن عباده. كما قال الله عز وجل وليعفوا وليصفحوا. الا تحبون ان يغفر الله لكم وقال الله عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان. واعلم ان من مقتضيات معاملة الله لك ان يكون على وفق ما تعامل عباده - 00:16:25
به فمن عاملهم بالتيسير يسر الله عليه. ومن عاملهم بالاعانة اعانه الله. ومن عاملهم بالعفو عفا الله عنه ومن عاملهم بالتنفيس نفس الله عنه كقول النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب - 00:16:45
يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون في عون اخيه. وقال الله عز وجل فمن عفا واصلح فاجره على الله. فاذا تلمس - 00:17:05
عفو الله عز وجل بالعفو عن عباده لعل الله ان يعفو عنك في قبرك. لعل الله ان يعفو عنك اذا ثقل ميزان سيئاتك بعفوك عن احد من اولادك او عفوك عن زوجتك او عفوك عن احد من زملائك او عن احد من المسلمين اخطأ عليك تلمس عفو الله وادخرها ادخر هذا العفو - 00:17:25
ادخر هذا العفو. ومنها كذلك الدعاء من اعظم ما يستدر به عفو الله دعاؤه. اكثر من دعاء الله عز وجل ان يعفو عنك. اكثر من دعاء الله عز وجل ان يعفو عنك. ولذلك في سنن النسائي باسناد جيد من حديث عائشة - 00:17:45
لما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ان علمت ليلة القدر اي ليلة هي؟ فماذا اقول؟ قال قولي ايش؟ اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. هذا من اعظم ما يستدر به عفو الله عز وجل اكثر من دعاء - 00:18:05
الاستغفار واكثر من طلب العفو والعافية. فما اعطي عبد عطاء اعظم من العفو والعافية الامر الثالث الاستغفار. الاستغفار. ففي الحديث الحسن عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان صاحب الشمال اي الملك - 00:18:25
بكتب السيئات ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ فان ندم واستغفر القاها. القاها يعني القى هذه السيئة ولم يقيدها في ميزان السيئات. والا كتبها واحدة. وهذا الحديث حسن وقد قسم العلماء عفو الله الى قسمين الى عفو ابتدائي والى عفو سببي. اما العفو الابتدائي فهو ان يعفو الله - 00:18:56
عنك ابتداء من غير سبب منك. كرامة من الله عز وجل لك والله عز وجل يفعل ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:19:26
وهذا لا تطمع فيه انت كثيرا. ولكن عليك بالعفو السبب. وهو ان تفعل الاسباب التي نصت على انها موجبة او جالبة لعفو الله عز وجل مع كمال احسان الظن به تبارك وتعالى. الامر الرابع التوبة - 00:19:43
صادقة قال الله عز وجل بعد ذكر ذنب القتل او قصد بعد ذكر ذنب الشرك والقتل والزنا قال الا من تاب وامن عمل عملا صالحا فاولئك ايش؟ يبدل الله سيئاتهم حسنات. ومن موجبات عفو الله - 00:20:03
ابتلاء. ان يبتليك الله عز وجل في جسدك. او يبتليك في ولدك وزوجتك او يبتليك في اهلك. او تليك في مالك او يبتليك في حبيب لك فيرزقك الصبر فيكون ابتلاؤك سببا جالبا لعفو - 00:20:27
الله عز وجل عنك. ولذلك قال الله عز وجل عن اهل احد ثم صرفكم عنهم ليبتليكم قد عفا عنكم اذا عفا عنكم بهذا الابتلاء فهزيمة المسلمين في احد في اخر الغزوة صارت سببا لماذا؟ لان عفا الله - 00:20:47
عز وجل عنهم هذه موجبات العفو التي نص عليها الدليل. ومن المسائل ايضا اعلم ام ان هناك ذنبين لا يدخلان في حيز العفو في الاخرة. لا يدخلان في حي العفو ولا المغفرة في الاخرة. بدلالة الادلة. احذر ايها المسلم من هذين الذنبين. الاول الشرك - 00:21:07
بقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فمن مات على شيء من الشرك الاكبر فقد ضيع نصيبه من الجنة. واوجب لنفسه الخلود الابدي المطلق الدائم في النار. وحرم نفسه - 00:21:37
من دخوله في شفاعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم. فلا يؤذن بالشفاعة لاحد مات على شيء من الشرك الاكبر والعياذ بالله كما قال الله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين. الذنب الثاني حقوق العباد - 00:21:57
معنوية والحسية الحسية كديون مالية او نحوها. والمعنوية كالغيبة او النميمة او السب والشتم نحويها فمن مات على شيء من ذنوب العباد فان الله لا يغفره له بل لا بد ان يعطى - 00:22:17
صاحب الحق بمقدار حقه في الاخرة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل اعماله كامثال جبال تهامة بيظ. يوم القيامة. ولكن يأتي وقد ظرب هذا واكل مال هذا وانتهك عرظه - 00:22:37
هذا فيأخذ هذا من حسناته الحديث بتمامه وانتم تعرفونه فمن سلمت صحيفته من هذين الذنبين فانه يرجى له ان يكون ممن يعفو الله عز وجل عنه ابتداء ها او انتهاء فان من اهل النار من لا تطالهم شفاعة الشافعي. فالملائكة يشفعون هؤلاء لا يزالون في النار - 00:23:00
والانبياء يشفعون ولا يزال هؤلاء في النار. ويشفع الشهداء والصالحون والمؤمنون ولا يزال هذه من المؤمنين في النار حتى يخرجهم الله عز وجل بيده فيحثوا حثوات عز وجل لا يبقى في النار ممن معه اصل التوحيد احد. ابدا. لعل وعسى. وهذا هو العفو الابتدائي. بمعنى ان - 00:23:29
الله لو لم يتفضل عليهم بتلك الحثوات تخرجهم من النار لما نفعهم شفاعة احد كائنا من كان لكن متى ما سلمت من هذه الذنوب الشرك وحقوق المخلوقين. واما ما عداها فانه - 00:23:59
داخل في حيز المغفرة الابتدائية او السببية يقول النبي صلى الله عليه وسلم يغفر للشهيد عند اول دفعة من دمه الا الدين. قال ابن تيمية لانه جملة حقوق المخلوقين. فلم تستطع الشهادة وحسنة الشهادة والموت بين الصفين ان يكفر هذا الحق - 00:24:19
ولذلك الدواوين يوم القيامة ثلاثة. فديوان لا يعبأ الله به شيء. وديوان لا يغفر الله ومنه شيئا وديوان لا يتجاوز الله عنه او منه شيئا. اما الديوان الذي لا يغفره الله فديوان الشرك - 00:24:46
هذا لا يغفره الله عز وجل. واما الديوان الذي لا يسقط الله منه شيئا ولا يتجاوز عن صاحبه فحقوقه المخلوقين فيما بينهم لابد من المقاصة. واما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد فيما بينه وبين ربه من - 00:25:06
غير تعلق بحقوق احد من الخلق. كصوم يوم تركه. وصلاة تركها. فهذه لا يعبأ الله عز وجل بها شيئا ويغفرها لصاحبها فمتى ما سلم العبد من هذين الذنبين فانه في في رجاء في رجاء مغفرة الله عز وجل - 00:25:26
ومن المسائل ايضا قوله ونستغفر لمسيئهم. هنا لفتة عظيمة للامام الطحاوي وهي ان هذا من حق المسلم على المسلم فينبغي للمسلم ان يستغفر لاخوانه المؤمنين الاحياء والاموات. بل نص الامام ابن القيم ان الاستغفار للمؤمنين ينبغي ان يكون وردا لك يوميا ولو سبعين - 00:25:46
او مئة دعوة تخصصها لاخوانك المسلمين. كما قال الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام رب اغفر لي ولوالدي وايش؟ ولمن دخل بيتي مؤمنا هذه سنة الانبياء ان يدعو ان ان يدعو الانسان بالمغفرة لاخوانه المؤمنين. وقال الله عز وجل - 00:26:16
لنبيه صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فايش؟ فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله. ومن اعظم ما ينتفع به المؤمن يوم القيامة استغفار - 00:26:48
ثاروا اخوانه المؤمنين له. ولذلك نهى الله نبيه عن الاستغفار للمنافقين. لان الاستغفار ينفع. فقال الله عز وجل استغفر لهم ام او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم بسبب النفاق. فما بالك اذا استغفرت لاحد - 00:27:08
من عباد الله المؤمنين فقد تغفر ذنوبه تلك الليلة. ويمحى ما في صحيفته. بسبب ان رجلا من عباد الله انتفع بشيء من علمك بشيء من تذكيرك ووعظك. او انه محب لك في الله. في اطراف الارظ دعا لك فبت تقارير العين ليس عليك ذنب واحد - 00:27:28
فادعوا لعباد الله المؤمنين هذه سنة. نبهنا الله عز وجل عليها ونبيه صلى الله عليه وسلم فلما نهى الله نبيه عن الاستغفار للمؤمنين دل هذا على ان عفوا الاستغفار للمنافقين دل هذا على ان الاستغفار - 00:27:48
لعباده المؤمنين نافع بل اسمع الى هذا الحديث العظيم الذي يحثك على ان تستغفر دائما للمؤمنين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في معجم من الطبراني الكبير باسناد حسن - 00:28:08
قال صلى الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات. من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة وكم من المؤمنين الذين يعيشون معك في عصرك؟ وكم من المؤمنين الذين ماتوا قبلك؟ وانت تستغفر - 00:28:27
لاحياء المؤمنين وامواتهم فيكتب لك في ميزانك عن كل مؤمن ومؤمنة استغفرت لهم حسنة. اوليس هذا من الفضل العظيم الجواب بلى. وان سألت وان سألتك وقلت ما المشروع في دعاء الجنازة؟ تقول المشروع ما رواه - 00:28:53
ابو داود في سننه باسناد جيد من حديث ابي هريرة. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى على الجنازة اذا دعا للجنازة قال اللهم لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وانثانا هذه تربية - 00:29:13
على ان تستغفر لاخوانك المؤمنين وليس من؟ امامك فقط. فهذا والله فضل عظيم. بل اسمع الى ما زكى الله عز وجل به عباده المؤمنين. قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين - 00:29:33
سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. فان قلت عندنا اشكال. عندنا اشكال في الاستغفار للمؤمنين اجمالا. فنقول وما هو؟ فتقول اولم يشهد الدليل ان من المؤمنين سيدخلون النار؟ فكيف تطلب منا ان نستغفر لهم فنعارض مراد الله عز وجل فيهم - 00:29:53
فاننا لو استغفرنا لهم فاننا نطلب شيئا على خلاف مراد على خلاف مراد الله عز وجل. اذ قد شهد الدليل ان طوائف من المؤمنين لابد وان يصيبهم العذاب. لا بد وان يدخلوا في النار - 00:30:23
فكيف نجمع بين طلب الاستغفار لمن وجبت له النار؟ فنقول ان ارادة ادخالهم للنار ارادة وطلب الاستغفار منك لهم ارادة شرعية ولا حق لك ان تعارض ان تجعل تعارضا بين الارادتين - 00:30:40
لان من عارض الشرع بالكونية شرعيته بالكونية فقد عارض الشرع بالقدر. ومعارضة الشرع بالقدر من اخطر ما يجب الحذر منه. وهي كقول القائل اذا كان الله يعلم اهل الجنة والنار. فاذا لم اصلي؟ فهو - 00:31:01
بترك الشرع بالقدر. فمن جعل ايمانه بالقدر مناقضا او مثبطا له عن العمل بالشرع فقد وقع في حفرة شيطانية وتخطيط ابليس. لا خلاص له منه الا بالعودة معرفة مراد الله عز وجل الشرعي. فالله يريد منا شرعا ان نستغفر او لا؟ اذا نحن نقوم في ارض الله بمراداته الشرعية - 00:31:21
واما مراداته الكونية فهي له لا شأن لنا بها. فاذا كونه سيعذب طائفة من المؤمنين ليس هذا ارادة شرعية وانما ارادة كونية يعني ارادة كونية قدرية. هذه تخصنا ولا تخصه؟ تخصه عز وجل - 00:31:51
اياك ان تجعل ايمانك بهذا الامر معطلا. استغفارك لعباده المؤمنين كما انه لا يجوز لك ان تجعل ايمانك بان الله قد علم اهل الجنة باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وعلم - 00:32:11
اهل النار واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا ينقص ونحن مؤمنون بهذا ومع ذلك لا نزال نصلي ونزكي ونتصدق ونصوم ونستغفر ونتوب ولكن من الناس من جعل ايمانه بهذا الامر معطلا للشرع. فاذا عندك امر قدري وامر شرعي. وانت مأمور - 00:32:31
مطالعة الشرع لا بمطالعة القضاء والقدر. انت مأمور بمطالعة الشرع لا بمطالعة القضاء والقدر. فاذا بين المسألتين تعارض؟ الجواب لا. الا في ذهن من؟ ها. ها؟ خلط بينهما لانهما تلفان واذا جمعا بينهما فانه تثور عنده الشبهة. فهذا شيء وهذا شيء اخر - 00:32:58
ومن المسائل ايضا يقول الامام الطحاوي ونستغفر لمسيئهم. ان سألت وقلت ما الفرق بين التوبة والاستغفار. ما الفرق بين التوبة؟ والاستغفار؟ الجواب هما كلفظ الاسلام والايمان اذا افترقا اجتمع معناهما. واذا اجتمعا - 00:33:29
افترق معناهما طرق معناهما فتكون التوبة اعظم من الاستغفار. لان التوبة حقيقتها طلب محو الذنب مطلقا بمعنى لا يبقى في صحيفتي شيء منه ابدا. وتمحى عني اثاره في الدنيا وفي الاخرة - 00:33:59
فالتوبة طلب محو الذنب مطلقا. جميع ما يتعلق بهذا الذنب من الاثار في الدنيا والاخرة تطلب محوها. واما الاستغفار فهو طلب ستره. فقد يستر عليك الذنب ولكن لا يمحى لكن يستر عليك فتقرب به في الاخرة. اوتذكر يا عبدي ذنب كذا؟ ذنب كذا؟ فيقول نعم يا ربي - 00:34:26
قال اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك الان. لكن لو تاب العبد منها ولم يمت مصرا عليها ها لمحيت محيا تاما. فاذا ايهما اعظم وقعا؟ التوبة ام الاستغفار؟ التوبة. لان التوبة طلب المحو المطلق - 00:34:56
واما الاستغفار فهو الطلب مطلق المحو. يعني الستر فاسأل الله ان يرزقني واياكم التوبة الصادقة النصوح. ومن المسائل في هذه القطعة ايضا قاعدة الحسنات يذهبن السيئات الحسنات يذهبن السيئات قال الله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات اجعل هذه القاعدة نصب عينيك - 00:35:16
فاي شيء سولت لك نفسك ان تقع فيه فافعل بعده حسنة فلعل تلك الحسنة اللاحقة تؤذي اثر السيئة السابقة. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا اصاب من امرأة اجنبية قبلة - 00:35:57
فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال اليس قد صليت معنا؟ قال نعم. قال قال فان الله قد غفر لك ذنبك واستكثر ايها العبد من الكفارات كالوضوء فانه سبب لتكفير الذنوب. والصلاة والصوم والحج والعمرة - 00:36:17
وغيرها من الاعمال الصالحة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عظيمة. واتبع السيئة الحسنة ماذا تفعل بها؟ تمحوها. فاياك ان يتكدس عليك السيئات المتعاقبة. افصل بينها ان لم تستطع ان تتب منها وتتركها الترك المطلق وغلبتك نفسك وهواك وشيطانك فلا اقل من ان تفصل بين كل سيئتين - 00:36:47
بحسنة. ولتكن مساوية للسيئة التي تفعل. فان الحسنة الكبيرة تذهب السيئة الكبيرة. والحسنة الصغيرة تذهب ما قابلها من السيئات. واعظم ما تذهب به السيئات كلها كبيرها وصغيرها التوبة الصادقة ولكن ينبغي للعبد الا تتكدس عليه السيئات. يقول صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب - 00:37:17
انهن يجتمعن ان يتراكمن بدون فصل توبة ولا استغفار. فانهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه فان قلت هل كل حسنة يمحى بها سيئة؟ فاقول نعم. في اصح القولين حتى ولو كانت حسنة صغيرة؟ الجواب نعم. لعموم قول الله عز وجل ان الحسنات. فهو جمع دخلت عليه - 00:37:48
عليه الالف واللام. فيقتضي العموم فيدخل في ذلك كل ما يسمى حسنة فلا تحقرن من الحسنات شيئا يسيرا فلعله ان يكون مكفرا لشيء من السيئات قد وجب عليك العذاب بسببه فيغفر الله لك. فان قلت عرفنا ان الحسنات يذهبن السيئات. لكن - 00:38:19
ما قولك في عكس هذه القاعدة؟ هل السيئات تبطل الحسنات وتذهبها؟ فاقول نعم في اصح القولين. فهناك من السيئات ما يذهب كل الحسنات السابقة وهي الردة والعياذ بالله. اعظم سيئة - 00:38:49
ان تبطلوا ما مضى اذا مات العبد عليها هي الردة. لقول الله عز وجل من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو وكافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. وهو الحبوط المطلق ولا يكون الحبوط المطلق - 00:39:09
الا بالشرك الاكبر والعياذ بالله نسأل الله ان يعيذنا واياكم منه ولكن هناك سيئات شهد الدليل بانها تحبط ايضا ربما عمل اليوم كله. مثل ترك صلاة العصر تعمدا حتى يخرج وقتها. ففي - 00:39:29
صحيح الامام البخاري من حديث بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عجلوا او قال بكروا بالصلاة في يوم الغيب فان من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. ولا يقصد به العمل كله وانما عمل هذا اليوم. فجميع ما فعلته من الطاعات - 00:39:46
حسناتي طلع الفجر الى اخر اليوم يعتبر حابطا. لا يقبل الله عز وجل منه شيء لانك ختمت يومك بمعصية عظيمة وهي ترك صلاة العصر التي هي اهم الفرائض الخمس على الاطلاق. وهي الصلاة الوسطى في اصح قول - 00:40:06
لاهل العلم لادلة مذكورة في شروح الفقه وكذلك ايضا ان يرفع الانسان صوته على صوت النبي صلى الله عليه وسلم. وبما انه قد مات الواجب الحذر ان نرفع اصواتنا اذا ذكر حديثه. فاذا استدل عليك مستدل بالحديث اياك ان تقول انا لا اقبل هذا الحديث. هذا من رفع - 00:40:26
على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا من جملة ما يوجب حبوط الاعمال. يقول الله عز وجل لا ترفعوا اصواتكم تكن فوق صوت النبي. ولا تجهروا بالقول له بالقول كجهر بعضكم لبعض. لماذا؟ ان تحبط اعمالكم. اذا السيئات - 00:40:51
من الحسنات. فالسيئة الكبيرة قد تبطل الحسنة الكبيرة. كما ان السيئة الصغيرة قد تبطل السيئة عفوا قد تبطل الحسنة متى؟ الصغيرة. فاذا اياك ان تتبع الحسنة بالسيئة ما استطعت. ولكن اتبع السيئة الحسنة - 00:41:11
وكذلك يقول النبي يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا ايش؟ صدقاتكم اي السابقة بالمن والاذى اي اللاحق لان السيئة تبطل تبطل الحسنة تبطل الحسن بل اسمع الى هذا الحديث العجيب. وهو تحذير للدعاة. رجل من بني اسرائيل كان يمر على اخ له. على شيء من الذنوب - 00:41:32
والمعاصي فلما اطال عليه قال دعني وربي. دعني وربي. فقال وتقول هذا والله لا يغفر الله لك هذي سيئة عظيمة. قال الله عز وجل من ذا الذي يتألى ان يحلف؟ علي الا اغفر لعبد من عبيدي قد غفرت لهذا اي العاصي - 00:41:59
واحبطت عمل هذا اي الطائع فهذا دليل يدل على ان السيئات يذهبن الحسنات فالواجب على العبد ان يعيش بين الخوف والرجاء. فاذا اتبع سيئة بحسنة عاش بالرجاء انها ستكون مكفرة لما مضى. واذا اتبع الحسنة سيئة عاش بالخوف ان تكون - 00:42:19
محبطة لما مضى من الحسنات. والله انها لمن اعظم الخسارة. ان يبقى العبد طيلة حياته يجمع تلك الحسنات ثم بذنب واحد تذهب. ولذلك يجب على العبد امران ان يعمل وان يحافظا على العمل. بل والله مسؤولية المحافظة - 00:42:43
الحسنة باقية اعظم من مسؤولية العمل نفسه. فاذا ليس الشأن ان تصلي وانما الشأن ان تحافظ على ثواب الصلاة وحسناته ليس الشأن ان تزكي ولكن الشأن ان تحافظ على ثواب الزكاة وعلى ثواب الصدقة وعلى ثواب برك بوالديك - 00:43:03
هكذا ينبغي للعبد ان يعيش في دنياه دائم. خائفا على تلك الحسنات. محافظا على تلك الاجور حتى لا يذهبها شيء من الذنوب. والمعاصي. قال ابن القيم رحمه الله ليس الشأن في العمل. انما - 00:43:23
الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه ومن المسائل ايضا قاعدة المصائب كفارات. المصائب كفارات وبيانها ان نقول اعلم ان ما يجريه الله على عباده من المصائب لا يخرج عن ثلاثة اقسام - 00:43:43
اعلم ان ما يجريه الله على عباده من المصائب لا يخرج عن ثلاثة اقسام. مصائب رفعة الدرجات. ومصائب لتكفير السيئات. ومصائب لزيادة العذاب في الدنيا قبل عذاب الاخرة. فاما النوع الاول فقد فاتنا فضله. ولا نزكي انفسنا - 00:44:12
وانما هو للانبياء والمؤمنين الخلص الذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم لا ظلم اصغر ولا ظلم اكبر. فالانبياء لا ذنوب لهم. ومع ذلك اجرى الله مصائب فتلك المصائب لا لتكفير سيئات سابقة وانما لرفعة الدرجات - 00:44:42
وقد يجري هذا لبعض المؤمنين كما في الحديث الحسن ان الله اذا اراد بعبده منزلة لم يبلغها عمله مبتلاه في نفسه واهله وولده وماله. حتى يبلغه تلك المنزلة. اذا هذه مصيبة لرفعة - 00:45:14
الدرجات ولكن اغلب المؤمنين في الطبقة المتوسطة. وهي مصائب يجريها الله عليهم لتكفير السيئات. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تصيبه هم ولا غم يصيبه هم ولا غم - 00:45:34
ولا نصب ولا وجع حتى الشوكة يشاكها الا كانت كفارة له من ذنوبه وخطاياه والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي التي تخص قاعدتنا في قولنا المصائب كفارات اي ما يجريه الله على عباده المؤمنين من المصائب انما هي كفارات - 00:45:57
والله اعلم. ومن المسائل ايضا قاعدة مهمة كل عبادة من فضلها تكفير السيئات فيخص بصغائرها دون كبائرها كل عبادة من فضلها تكفير السيئات فيخص بالصغيرة دون الكبيرة فيخص بالصغيرة دون الكبيرة - 00:46:19
فمن ذلك الوضوء في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها ركوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما لم يؤتي كبيرة. وذلك الدهر كله. وفي - 00:47:09
حديث ابي هريرة اذا توضأ العبد المسلم وفي رواية للمؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع الماء او مع اخر قطر الماء. واذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء او مع اخر قطر الماء - 00:47:29
اذا غسل رجليه خرج من رجليه كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء او مع اخر قطر الماء. ومن ذلك الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم تحترقون تحترقون تحترقون ثم تصلون الظهر فتغسلوها. ثم تحترقون وتحترقون - 00:47:49
وتحترقون ثم تصلون العصر فتغسلها. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيتم لو ان نارا عند باب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال - 00:48:09
مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. ومن ذلك الصوم يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن ذلك العمرة العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما - 00:48:29
ما لم يغش كبيرة. ومن ذلك الحج والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. فاي عبادة قيل في فضلها ان لا تكفر السيئات فاعلم ان تكفيرها انما يخص به الصغائر دون الكبائر اذ الكبائر - 00:48:49
لابد فيها من توبة. بل ان تكفير الصغائر عند ابن تيمية بهذه العبادات مشروط بعدم ارتكاب الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يؤتي كبيرة. وقال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة - 00:49:09
الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ايش؟ اذا اجتنبت الكبائر. فاذا كانت الصلاة والصوم على عظم شأنهما شرط في تكفيرهما للصغائر اجتناب الكبائر. فكيف بالوضوء؟ وما دونه فهذا دليل على ان تلك العبادات انما تكفر الصغائر. وتكفيرها للصغائر مشروط ايضا بالاجتناب - 00:49:29
الكبائر نسأل الله ان يكفر عني وعنكم ابتداء اخر مسألة عندنا في هذه القطعة ذكر العلماء ان هناك كفارات للذنوب كفارات بالذنوب يسمونها المكفرات العشر. المكفرات العشر. اولها واعظمها على الاطلاق التوبة - 00:49:59
وثانيها الاستغفار. وثالثها الحسنات الماحية طابعها دعاء المؤمنين لك وخامسها اهداء احد ثواب عمله لك وسادسها شفاعة الشافعين لك. يوم القيامة وسابعها المصائب التي يجريها الله عليك. وثامنها فتنة القبر التي تفتن فيها. وتاسعها اهوال يوم القيامة - 00:50:25
والخوف العظيم والفزع الشديد الذي سيصيبنا فيها. وعاشروها رحمة الله عفوه ابتداء عاشروها رحمة الله وعفوه ابتداء. ولعلنا اتينا على جمل من القواعد والتفاصيل في هذه القطعة في هذين الدرسين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. كم جلسنا - 00:51:25
Transcription
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما - 00:00:00
بعد لا نزال في شرح كلمة الامام الطحاوي نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة ولا نأمن عليهم ولا اشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. واخذنا في ذلك جملا من القواعد طيبة - 00:00:18
واظن وقفنا عند القاعدة كم ايش السادسة طيب المسألة التي بعدها قاعدة قاعدة التوبة والاستغفار لا يتعاظمهما شيء. التوبة لا والاستغفار لا يتعاظمهما شيء. بمعنى انه لا يمكن ان يقف ذنب مهما عظم امره ومهما فخم شأنه امام الاستغفار الصادق والتوبة الصادقة. فاذا تاب - 00:00:38
العبد توبة صادقة فان توبته اذا قبلها الله منه جاءت على جميع سيئاته وذنوبه بغض النظر عن عظمها وبغض عن نوعها وجنسها. واعظم ذنب عصي الله عز وجل به هو ذم النصارى. الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم - 00:01:12
وقالوا ان الله ثالث ثلاثة وقالوا ان المسيح ابن الله. ومع ذلك اي مع ذكر هذه الجرائم العظيمة في حق يقول الله عز وجل بعدها افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه. والله غفور رحيم. ولذلك - 00:01:32
في صحيح الامام مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت يمينك فلابايعك. فبسط يمينه فقبضت يدي. قال ما لك يا عم؟ قلت اردت ان اشترط. قال - 00:01:52
اتشترط ماذا؟ قلت ان يغفر لي. قال اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة ما كان قبلها وان التوبة تهدم ما كان قبلها وفي رواية وان الحج يهدم ما كان قبله. وقبل ذلك قول الله عز وجل قل - 00:02:12
يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. فالتوبة لا يتعاظمها ذنب. وهذا يبعث في نفس العبد الرجاء لا سيما اذا كثرت ذنوبه - 00:02:32
وطال زمانها ان لا ييأس من رحمة الله ولا يقنط من روح الله. اذا كانت توبته صادقة. وكان ندمه صادق فمهما كان هذا الذنب فاياك ان تيأس ايها المؤمن فان الله عز وجل جاء علم لهذا الذنب - 00:02:51
فرجا ومخرجا بالتوبة الصادقة والاستغفار. يقول الله عز وجل وتوبوا الى الله ايها المؤمنون لعلكم تفلحون يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتوب الله على من؟ ويتوب الله على من تاب. وفي الاثر التائب من الذنب كمن لا ذنب له - 00:03:11
فاياك ان يأتيك الشيطان ليثبت روحك عن التوبة مهما عظم ذنبك فان لها ربا يغفر الذنوب اذا التوبة والاستغفار لا يتعاظمها ذنب. وهذا مأخوذ من قول الامام الطحاوي. قال ونستغفر لمسيئهم - 00:03:31
ومن المسائل ايضا قاعدة لا امن من ضلال احد ولا يأس من لا يأتي احد لا امن من هداية مهتدئ عفوا لا امن من ضلال مهتد ولا يأس من هداية ضال - 00:03:51
فمن كان ضالا فاياك ان ينقدح في قلبك يأس من هدايته فلربما يجري الله عز وجل عليه له اسباب الهداية ما بلغ العبد في الضلالة فاياك ان تحكم عليه ما دامت روحه بين جنبيه. فلعل الله عز وجل ان يكتب له الهداية فيهتدي - 00:04:11
حيث قد اقتنعت قلوب كثير من الناس بعدم هدايته. ومن كان في هداية واستقامة لك ان تأمن عليهم من الانتكاسة والحور بعد والحور بعد الكور. فمن كان مهتد فلا بد ان يعيش بالخوف من العودة الى الوراء - 00:04:31
ومن كان ضالا فعليه ان يكمل مراتب ثقته بالله انه ان اقبل على الله صادقا فسيغفر له. فمن كان مهتد فلا امن ابدا من هدايته. ومن كان ضالا فلا يأس ابدا من هدايته. وهذا - 00:04:51
اخذناه من قول الامام الطحاوي ولا نقنطهم. ونخاف عليهم ولا نقنطهم. فنخاف عليهم اذا كانوا مؤمنين ان يرجعوا على اعقابهم بسبب شبهة عرضت او شهوة عرظت على قلوب عرظت على قلوبهم - 00:05:11
وقوله ولا نقنطهم اذا كانوا اهل ذنوب ومعاصي وضلال. فلا نقنطهم من رحمة الله بل نفتح لهم افاقا الرجاء. وان الله عز وجل هو الغفار لمن؟ استغفر وعمل صالحا ثم اهتدى. المسألة التي بعدها قول - 00:05:31
رحمه الله ونخاف عليهم. اعلم ان الخوف ينقسم الى قسمين. الى خوف ممدوح والى خوف مذموم اما الخوف المحمود الممدوح فهو الذي يحمل صاحبه على مطالعة جوانب قصور نفسه وعلى التوبة الى الله عز وجل ومجانبة الذنوب والمعاصي. فاذا خفت من الله خوفا حمدك على تكميم مراتب النقص - 00:05:51
وحملك على ترك الذنوب والمعاصي فهذا هو الخوف المحمود الذي امر الله عز وجل به في قوله يا عبادي فاتقون قال العلماء رحمهم الله تعالى واما الخوف المذموم فهو الذي يوجب القنوط من رحمة الله - 00:06:21
واليأس من روح الله وهو المقصود بقول الامام الطحاوي ولا نقنطه. فاذا قوله ونخاف عليهم اي الخوف المحمود. وقوله ولا نقنطهم اي الخوف المذموم. فجمع الامام الطحاوي هنا بين نوعين الخوف - 00:06:42
فامرنا بواحد وهو الخوف الممدوح ونهانا عن واحد وهو الخوف المذموم. فاذا رأيت الانسان يخاف من الله عز وجل خوفا اوجب له القنوط واليأس. فحذره من هذا الخوف. فان هذا خوف لا يحبه الله عز وجل - 00:07:04
اذا رأيت الانسان كلما خاف من الله زاده خوفه قربا من الله عز وجل وانطراحا عند عتبة عبوديته سبحانه وتعالى وتركا للذنوب والمعاصي فان هذا هو الخوف الذي يريده الله عز وجل. وبالجملة فالخوف الذي لا يجنى منه الا المصالح الخالصة او - 00:07:24
هو الخوف المحمود. والخوف الذي لا يدنى منه الا المفاسد الخالصة او الراجحة فهو الخوف ومن المسائل ايضا قوله ولا نخاف عليهم. اعلم رحمك الله ان الخوف في ذاته عبادة مستقلة. فهو عبادة من اعظم العبادات - 00:07:44
ان يخاف العبد من الله عز وجل. وان يخاف من ذنوبه هذا من اعظم ما يعبد الله عز وجل بل لا يكاد يستقيم بناء بناء جدار الايمان الا بالخوف. وليس الخوف مقصورا على اهل الاساءة فقط - 00:08:09
بل حتى اهل الايمان لا بد ان يخافوا. لا بد ان يخافوا. كما قال الله عز وجل عن عباده المؤمنين يخافون ربهم من فوقهم وهم الملائكة. الملائكة ذكر الله عز وجل انهم يخافونه. هل لذنوب ارتكبوها؟ الجواب لا - 00:08:29
لكنهم يتعبدون لله عز وجل بهذا الخوف اذا الخوف في حد ذاته عبادة مستقلة. وذكر الله عز وجل عن الانبياء ايضا ممن لا ذنوب عندهم انهم يخافون. كما قال الله عز وجل انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا - 00:08:49
ورهب ورهب اي خوفا وهم انبياء. فكيف بحال اهل الاساءة؟ فاياك ان تظنن انك ستبلغ ايمانك درجة لا لا تحتاج فيها ان تخاف من الله عز وجل. فان الامن من مكر الله واليأس من روح الله كلاهما من كبائر - 00:09:09
من كبائر الذنوب ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله ينفذهم ذلك كأنه سلسلة على صفوان. من خوفهم من الله عز وجل. خوفوهم من الله تبارك وتعالى وهم ملائكة لا ذنوب عندهم - 00:09:29
فكيف بحال اهل الاساءة؟ فاذا الخوف عبادة مستقلة في ذاته ليس يخص اهل الاساءة واهل الذنوب والمعاصي لا. بل حتى اهل الايمان لابد ان يستشعروا الخوف من الله عز وجل. ومن المسائل ايضا قاعدة كل خوف - 00:09:52
توصل للقنوط فمحرم. كل خوف يوصل للقنوط فمحرم. وقد تقدم شيء من شرح هذه لان هذا هو الخوف المذموم الذي لا يحبه الله تبارك وتعالى. فالذي يعبد الله عز وجل بالخوف فقط - 00:10:12
دون مقابلة الرجاء هذا هو الذي ربما يكون خوفه موصلا له. لهذه الدرجة التي لا يحبها الله. فاذا رأيت يوصلك الى اليأس من روح الله ويعطل لسانك عن الاستغفار وقلبك عن الندم والتوبة فاعلم انك ولجت في خوف مذموم - 00:10:32
اوحى به اليك الشيطان. ومن المسائل ايضا قاعدة كل امن كل امن عفوا كل رجاء كل رجاء يوصل للامن من مكر الله فمحرم. كل كل رجاء يوصل للامن من مكر الله فمحرم - 00:10:52
لان من الناس من اذا اطلع على ان الله عز وجل غفور رحيم وان رحمته وسعت كل شيء. وانه لم يذنب ولم يخطئ وطيلة يومه بين صلاة وذكر وبر بوالديه واحسان الى عباد الله المؤمنين. ربما ينقدح في قلبه شيئا من شيء من - 00:11:20
الأمن فهذا رجاء اوجب له الامن. من مكر الله عز وجل. فان من الناس من يرى بسبب طاعته انه قد استحق الثواب وقد نجا من العقاب وهذا رجاء يوصل العبد للامن من مكر الله. فمتى ما رأيت رجاءك في الله عز وجل اوصلك الى هذه الرتبة - 00:11:40
مذمومة فاعلم انه ليس الرجاء الذي يحب الله عز وجل ان تتعبد له به. بل هو رجاء شيطاني عليك ان تعيذ بالله عز وجل منه وان تكثر من مطالعة عيوب نفسك حتى تكسر هذه النفس. التي امرتك بمثل هذا الرجاء. فاذا كل - 00:12:00
وخوف اوصل الى القنوط فمحرم وكل رجاء اوصل الى الامن فمحرم. ومن المسائل ايضا ان قلت ما الفرق بين الرجاء والامنية؟ في قول الامام الطحاوي نرجو للمحسنين ما الفرق بين الرجاء والاماني - 00:12:20
اعلم رحمك الله تعالى ان الرجاء يختلف عن عن الامنية. فالرجاء محمود اذا كان على وفق مراد واما الاماني فهي مذمومة. فحقيقة الرجاء هو عمل مصحوب بخوف الرجاء الذي يحبه الله لابد ان يكون مبنيا على هذين الركنين. على خوف مصحوب بعمل - 00:12:45
فكل رجاء لا خوف فيه فليس بالرجاء المحمود. وكل رجاء لا يصحبه عمل. فليس رجاء ام محمودا؟ فالرجاء الذي يحبه الله هو ما اجتمع فيه هاتان الشائبتان. الخوف والعمل. واما - 00:13:15
فهي الطمع بلا عمل. فهي طمع ينقدح في قلب المتمني. ولكن لا يصحبه لا عمل ولا كد ولا سعي ولا تحصيل اسباب ولا سلوك طريق. لا يصحبه شيء ابدا. فاذا رأيت امانيك قد قرنت بالخوف - 00:13:35
والرجاء عفوا قد قد قرنت بالخوف والعمل فاعلم انها رجاء. واما اذا رأيت امانيك لا يصحبها الا مجرد الطمع في فضل الله. ولكن لا يصحبها عمل ولا كد ولا سعي - 00:13:55
في تحصيل الاسباب فاعلم انها فاعلم انها مجرد اماني. فاعلم انها مجرد اماني ولذلك الله عز وجل قال لليهود والنصارى لما قالوا نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم - 00:14:15
بشر ممن خلق هذه اماني تمنوها لكن لم يقرنوها بايمان ولا طاعة. ويقول الله عز وجل ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. ويقول في الاية الاخرى تلك اما نيهم. لما قالوا لي يدخل الجنة الا من كان - 00:14:35
او نصارى ها قال تلك امانيهم. فهي اماني. اريد ان اكون عالما ولكن لا يصحبه لا بشراء كتب ولا بحضور حلقات علما ولا بقراءة ولا بجدولة علمية يحصل منها العلم فهذه مجرد امانة - 00:14:55
اريد ان اكون تاجرا ولا يصحبها بيع ولا شراء ولا سعي في مكاسب تجارية هذه مجرد اماني. فالرجاء هو الممدوح اذا كان مبنيا على الخوف والعمل. والسعي والكد. واما الامنية فهي طمع قلبي ليس مصحوبا لا بكد ولا - 00:15:15
وانما بالفاظ لسان فقط. الفاظ لسان فقط. ولذلك الرجاء ممدوح واما فهي مذمومة ومن المسائل ايضا قوله رحمه الله ان يعفو عنهم. ان يعفو عنهم. اعلم ان موجبات العفو اعلم ان موجبات العفو عدة - 00:15:35
اذا فعلها العبد فانه يرجو بفعلها ان يعفو الله عز وجل عنه. والتي ينبغي للمؤمن ان يتعرض لها دائما وابدا لعل واحدة منها توافق عفو الله عز وجل. من اعظمها ان تعفو عن عباد الله. فان من اعظم موجبات عفو - 00:16:03
الهي ان تعفو عن عباده. كما قال الله عز وجل وليعفوا وليصفحوا. الا تحبون ان يغفر الله لكم وقال الله عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان. واعلم ان من مقتضيات معاملة الله لك ان يكون على وفق ما تعامل عباده - 00:16:25
به فمن عاملهم بالتيسير يسر الله عليه. ومن عاملهم بالاعانة اعانه الله. ومن عاملهم بالعفو عفا الله عنه ومن عاملهم بالتنفيس نفس الله عنه كقول النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب - 00:16:45
يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون في عون اخيه. وقال الله عز وجل فمن عفا واصلح فاجره على الله. فاذا تلمس - 00:17:05
عفو الله عز وجل بالعفو عن عباده لعل الله ان يعفو عنك في قبرك. لعل الله ان يعفو عنك اذا ثقل ميزان سيئاتك بعفوك عن احد من اولادك او عفوك عن زوجتك او عفوك عن احد من زملائك او عن احد من المسلمين اخطأ عليك تلمس عفو الله وادخرها ادخر هذا العفو - 00:17:25
ادخر هذا العفو. ومنها كذلك الدعاء من اعظم ما يستدر به عفو الله دعاؤه. اكثر من دعاء الله عز وجل ان يعفو عنك. اكثر من دعاء الله عز وجل ان يعفو عنك. ولذلك في سنن النسائي باسناد جيد من حديث عائشة - 00:17:45
لما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ان علمت ليلة القدر اي ليلة هي؟ فماذا اقول؟ قال قولي ايش؟ اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. هذا من اعظم ما يستدر به عفو الله عز وجل اكثر من دعاء - 00:18:05
الاستغفار واكثر من طلب العفو والعافية. فما اعطي عبد عطاء اعظم من العفو والعافية الامر الثالث الاستغفار. الاستغفار. ففي الحديث الحسن عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان صاحب الشمال اي الملك - 00:18:25
بكتب السيئات ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ فان ندم واستغفر القاها. القاها يعني القى هذه السيئة ولم يقيدها في ميزان السيئات. والا كتبها واحدة. وهذا الحديث حسن وقد قسم العلماء عفو الله الى قسمين الى عفو ابتدائي والى عفو سببي. اما العفو الابتدائي فهو ان يعفو الله - 00:18:56
عنك ابتداء من غير سبب منك. كرامة من الله عز وجل لك والله عز وجل يفعل ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:19:26
وهذا لا تطمع فيه انت كثيرا. ولكن عليك بالعفو السبب. وهو ان تفعل الاسباب التي نصت على انها موجبة او جالبة لعفو الله عز وجل مع كمال احسان الظن به تبارك وتعالى. الامر الرابع التوبة - 00:19:43
صادقة قال الله عز وجل بعد ذكر ذنب القتل او قصد بعد ذكر ذنب الشرك والقتل والزنا قال الا من تاب وامن عمل عملا صالحا فاولئك ايش؟ يبدل الله سيئاتهم حسنات. ومن موجبات عفو الله - 00:20:03
ابتلاء. ان يبتليك الله عز وجل في جسدك. او يبتليك في ولدك وزوجتك او يبتليك في اهلك. او تليك في مالك او يبتليك في حبيب لك فيرزقك الصبر فيكون ابتلاؤك سببا جالبا لعفو - 00:20:27
الله عز وجل عنك. ولذلك قال الله عز وجل عن اهل احد ثم صرفكم عنهم ليبتليكم قد عفا عنكم اذا عفا عنكم بهذا الابتلاء فهزيمة المسلمين في احد في اخر الغزوة صارت سببا لماذا؟ لان عفا الله - 00:20:47
عز وجل عنهم هذه موجبات العفو التي نص عليها الدليل. ومن المسائل ايضا اعلم ام ان هناك ذنبين لا يدخلان في حيز العفو في الاخرة. لا يدخلان في حي العفو ولا المغفرة في الاخرة. بدلالة الادلة. احذر ايها المسلم من هذين الذنبين. الاول الشرك - 00:21:07
بقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فمن مات على شيء من الشرك الاكبر فقد ضيع نصيبه من الجنة. واوجب لنفسه الخلود الابدي المطلق الدائم في النار. وحرم نفسه - 00:21:37
من دخوله في شفاعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم. فلا يؤذن بالشفاعة لاحد مات على شيء من الشرك الاكبر والعياذ بالله كما قال الله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين. الذنب الثاني حقوق العباد - 00:21:57
معنوية والحسية الحسية كديون مالية او نحوها. والمعنوية كالغيبة او النميمة او السب والشتم نحويها فمن مات على شيء من ذنوب العباد فان الله لا يغفره له بل لا بد ان يعطى - 00:22:17
صاحب الحق بمقدار حقه في الاخرة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل اعماله كامثال جبال تهامة بيظ. يوم القيامة. ولكن يأتي وقد ظرب هذا واكل مال هذا وانتهك عرظه - 00:22:37
هذا فيأخذ هذا من حسناته الحديث بتمامه وانتم تعرفونه فمن سلمت صحيفته من هذين الذنبين فانه يرجى له ان يكون ممن يعفو الله عز وجل عنه ابتداء ها او انتهاء فان من اهل النار من لا تطالهم شفاعة الشافعي. فالملائكة يشفعون هؤلاء لا يزالون في النار - 00:23:00
والانبياء يشفعون ولا يزال هؤلاء في النار. ويشفع الشهداء والصالحون والمؤمنون ولا يزال هذه من المؤمنين في النار حتى يخرجهم الله عز وجل بيده فيحثوا حثوات عز وجل لا يبقى في النار ممن معه اصل التوحيد احد. ابدا. لعل وعسى. وهذا هو العفو الابتدائي. بمعنى ان - 00:23:29
الله لو لم يتفضل عليهم بتلك الحثوات تخرجهم من النار لما نفعهم شفاعة احد كائنا من كان لكن متى ما سلمت من هذه الذنوب الشرك وحقوق المخلوقين. واما ما عداها فانه - 00:23:59
داخل في حيز المغفرة الابتدائية او السببية يقول النبي صلى الله عليه وسلم يغفر للشهيد عند اول دفعة من دمه الا الدين. قال ابن تيمية لانه جملة حقوق المخلوقين. فلم تستطع الشهادة وحسنة الشهادة والموت بين الصفين ان يكفر هذا الحق - 00:24:19
ولذلك الدواوين يوم القيامة ثلاثة. فديوان لا يعبأ الله به شيء. وديوان لا يغفر الله ومنه شيئا وديوان لا يتجاوز الله عنه او منه شيئا. اما الديوان الذي لا يغفره الله فديوان الشرك - 00:24:46
هذا لا يغفره الله عز وجل. واما الديوان الذي لا يسقط الله منه شيئا ولا يتجاوز عن صاحبه فحقوقه المخلوقين فيما بينهم لابد من المقاصة. واما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد فيما بينه وبين ربه من - 00:25:06
غير تعلق بحقوق احد من الخلق. كصوم يوم تركه. وصلاة تركها. فهذه لا يعبأ الله عز وجل بها شيئا ويغفرها لصاحبها فمتى ما سلم العبد من هذين الذنبين فانه في في رجاء في رجاء مغفرة الله عز وجل - 00:25:26
ومن المسائل ايضا قوله ونستغفر لمسيئهم. هنا لفتة عظيمة للامام الطحاوي وهي ان هذا من حق المسلم على المسلم فينبغي للمسلم ان يستغفر لاخوانه المؤمنين الاحياء والاموات. بل نص الامام ابن القيم ان الاستغفار للمؤمنين ينبغي ان يكون وردا لك يوميا ولو سبعين - 00:25:46
او مئة دعوة تخصصها لاخوانك المسلمين. كما قال الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام رب اغفر لي ولوالدي وايش؟ ولمن دخل بيتي مؤمنا هذه سنة الانبياء ان يدعو ان ان يدعو الانسان بالمغفرة لاخوانه المؤمنين. وقال الله عز وجل - 00:26:16
لنبيه صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فايش؟ فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله. ومن اعظم ما ينتفع به المؤمن يوم القيامة استغفار - 00:26:48
ثاروا اخوانه المؤمنين له. ولذلك نهى الله نبيه عن الاستغفار للمنافقين. لان الاستغفار ينفع. فقال الله عز وجل استغفر لهم ام او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم بسبب النفاق. فما بالك اذا استغفرت لاحد - 00:27:08
من عباد الله المؤمنين فقد تغفر ذنوبه تلك الليلة. ويمحى ما في صحيفته. بسبب ان رجلا من عباد الله انتفع بشيء من علمك بشيء من تذكيرك ووعظك. او انه محب لك في الله. في اطراف الارظ دعا لك فبت تقارير العين ليس عليك ذنب واحد - 00:27:28
فادعوا لعباد الله المؤمنين هذه سنة. نبهنا الله عز وجل عليها ونبيه صلى الله عليه وسلم فلما نهى الله نبيه عن الاستغفار للمؤمنين دل هذا على ان عفوا الاستغفار للمنافقين دل هذا على ان الاستغفار - 00:27:48
لعباده المؤمنين نافع بل اسمع الى هذا الحديث العظيم الذي يحثك على ان تستغفر دائما للمؤمنين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في معجم من الطبراني الكبير باسناد حسن - 00:28:08
قال صلى الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات. من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة وكم من المؤمنين الذين يعيشون معك في عصرك؟ وكم من المؤمنين الذين ماتوا قبلك؟ وانت تستغفر - 00:28:27
لاحياء المؤمنين وامواتهم فيكتب لك في ميزانك عن كل مؤمن ومؤمنة استغفرت لهم حسنة. اوليس هذا من الفضل العظيم الجواب بلى. وان سألت وان سألتك وقلت ما المشروع في دعاء الجنازة؟ تقول المشروع ما رواه - 00:28:53
ابو داود في سننه باسناد جيد من حديث ابي هريرة. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى على الجنازة اذا دعا للجنازة قال اللهم لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وانثانا هذه تربية - 00:29:13
على ان تستغفر لاخوانك المؤمنين وليس من؟ امامك فقط. فهذا والله فضل عظيم. بل اسمع الى ما زكى الله عز وجل به عباده المؤمنين. قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين - 00:29:33
سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. فان قلت عندنا اشكال. عندنا اشكال في الاستغفار للمؤمنين اجمالا. فنقول وما هو؟ فتقول اولم يشهد الدليل ان من المؤمنين سيدخلون النار؟ فكيف تطلب منا ان نستغفر لهم فنعارض مراد الله عز وجل فيهم - 00:29:53
فاننا لو استغفرنا لهم فاننا نطلب شيئا على خلاف مراد على خلاف مراد الله عز وجل. اذ قد شهد الدليل ان طوائف من المؤمنين لابد وان يصيبهم العذاب. لا بد وان يدخلوا في النار - 00:30:23
فكيف نجمع بين طلب الاستغفار لمن وجبت له النار؟ فنقول ان ارادة ادخالهم للنار ارادة وطلب الاستغفار منك لهم ارادة شرعية ولا حق لك ان تعارض ان تجعل تعارضا بين الارادتين - 00:30:40
لان من عارض الشرع بالكونية شرعيته بالكونية فقد عارض الشرع بالقدر. ومعارضة الشرع بالقدر من اخطر ما يجب الحذر منه. وهي كقول القائل اذا كان الله يعلم اهل الجنة والنار. فاذا لم اصلي؟ فهو - 00:31:01
بترك الشرع بالقدر. فمن جعل ايمانه بالقدر مناقضا او مثبطا له عن العمل بالشرع فقد وقع في حفرة شيطانية وتخطيط ابليس. لا خلاص له منه الا بالعودة معرفة مراد الله عز وجل الشرعي. فالله يريد منا شرعا ان نستغفر او لا؟ اذا نحن نقوم في ارض الله بمراداته الشرعية - 00:31:21
واما مراداته الكونية فهي له لا شأن لنا بها. فاذا كونه سيعذب طائفة من المؤمنين ليس هذا ارادة شرعية وانما ارادة كونية يعني ارادة كونية قدرية. هذه تخصنا ولا تخصه؟ تخصه عز وجل - 00:31:51
اياك ان تجعل ايمانك بهذا الامر معطلا. استغفارك لعباده المؤمنين كما انه لا يجوز لك ان تجعل ايمانك بان الله قد علم اهل الجنة باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وعلم - 00:32:11
اهل النار واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا ينقص ونحن مؤمنون بهذا ومع ذلك لا نزال نصلي ونزكي ونتصدق ونصوم ونستغفر ونتوب ولكن من الناس من جعل ايمانه بهذا الامر معطلا للشرع. فاذا عندك امر قدري وامر شرعي. وانت مأمور - 00:32:31
مطالعة الشرع لا بمطالعة القضاء والقدر. انت مأمور بمطالعة الشرع لا بمطالعة القضاء والقدر. فاذا بين المسألتين تعارض؟ الجواب لا. الا في ذهن من؟ ها. ها؟ خلط بينهما لانهما تلفان واذا جمعا بينهما فانه تثور عنده الشبهة. فهذا شيء وهذا شيء اخر - 00:32:58
ومن المسائل ايضا يقول الامام الطحاوي ونستغفر لمسيئهم. ان سألت وقلت ما الفرق بين التوبة والاستغفار. ما الفرق بين التوبة؟ والاستغفار؟ الجواب هما كلفظ الاسلام والايمان اذا افترقا اجتمع معناهما. واذا اجتمعا - 00:33:29
افترق معناهما طرق معناهما فتكون التوبة اعظم من الاستغفار. لان التوبة حقيقتها طلب محو الذنب مطلقا بمعنى لا يبقى في صحيفتي شيء منه ابدا. وتمحى عني اثاره في الدنيا وفي الاخرة - 00:33:59
فالتوبة طلب محو الذنب مطلقا. جميع ما يتعلق بهذا الذنب من الاثار في الدنيا والاخرة تطلب محوها. واما الاستغفار فهو طلب ستره. فقد يستر عليك الذنب ولكن لا يمحى لكن يستر عليك فتقرب به في الاخرة. اوتذكر يا عبدي ذنب كذا؟ ذنب كذا؟ فيقول نعم يا ربي - 00:34:26
قال اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك الان. لكن لو تاب العبد منها ولم يمت مصرا عليها ها لمحيت محيا تاما. فاذا ايهما اعظم وقعا؟ التوبة ام الاستغفار؟ التوبة. لان التوبة طلب المحو المطلق - 00:34:56
واما الاستغفار فهو الطلب مطلق المحو. يعني الستر فاسأل الله ان يرزقني واياكم التوبة الصادقة النصوح. ومن المسائل في هذه القطعة ايضا قاعدة الحسنات يذهبن السيئات الحسنات يذهبن السيئات قال الله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات اجعل هذه القاعدة نصب عينيك - 00:35:16
فاي شيء سولت لك نفسك ان تقع فيه فافعل بعده حسنة فلعل تلك الحسنة اللاحقة تؤذي اثر السيئة السابقة. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا اصاب من امرأة اجنبية قبلة - 00:35:57
فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال اليس قد صليت معنا؟ قال نعم. قال قال فان الله قد غفر لك ذنبك واستكثر ايها العبد من الكفارات كالوضوء فانه سبب لتكفير الذنوب. والصلاة والصوم والحج والعمرة - 00:36:17
وغيرها من الاعمال الصالحة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عظيمة. واتبع السيئة الحسنة ماذا تفعل بها؟ تمحوها. فاياك ان يتكدس عليك السيئات المتعاقبة. افصل بينها ان لم تستطع ان تتب منها وتتركها الترك المطلق وغلبتك نفسك وهواك وشيطانك فلا اقل من ان تفصل بين كل سيئتين - 00:36:47
بحسنة. ولتكن مساوية للسيئة التي تفعل. فان الحسنة الكبيرة تذهب السيئة الكبيرة. والحسنة الصغيرة تذهب ما قابلها من السيئات. واعظم ما تذهب به السيئات كلها كبيرها وصغيرها التوبة الصادقة ولكن ينبغي للعبد الا تتكدس عليه السيئات. يقول صلى الله عليه وسلم اياكم ومحقرات الذنوب - 00:37:17
انهن يجتمعن ان يتراكمن بدون فصل توبة ولا استغفار. فانهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه فان قلت هل كل حسنة يمحى بها سيئة؟ فاقول نعم. في اصح القولين حتى ولو كانت حسنة صغيرة؟ الجواب نعم. لعموم قول الله عز وجل ان الحسنات. فهو جمع دخلت عليه - 00:37:48
عليه الالف واللام. فيقتضي العموم فيدخل في ذلك كل ما يسمى حسنة فلا تحقرن من الحسنات شيئا يسيرا فلعله ان يكون مكفرا لشيء من السيئات قد وجب عليك العذاب بسببه فيغفر الله لك. فان قلت عرفنا ان الحسنات يذهبن السيئات. لكن - 00:38:19
ما قولك في عكس هذه القاعدة؟ هل السيئات تبطل الحسنات وتذهبها؟ فاقول نعم في اصح القولين. فهناك من السيئات ما يذهب كل الحسنات السابقة وهي الردة والعياذ بالله. اعظم سيئة - 00:38:49
ان تبطلوا ما مضى اذا مات العبد عليها هي الردة. لقول الله عز وجل من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو وكافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. وهو الحبوط المطلق ولا يكون الحبوط المطلق - 00:39:09
الا بالشرك الاكبر والعياذ بالله نسأل الله ان يعيذنا واياكم منه ولكن هناك سيئات شهد الدليل بانها تحبط ايضا ربما عمل اليوم كله. مثل ترك صلاة العصر تعمدا حتى يخرج وقتها. ففي - 00:39:29
صحيح الامام البخاري من حديث بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عجلوا او قال بكروا بالصلاة في يوم الغيب فان من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. ولا يقصد به العمل كله وانما عمل هذا اليوم. فجميع ما فعلته من الطاعات - 00:39:46
حسناتي طلع الفجر الى اخر اليوم يعتبر حابطا. لا يقبل الله عز وجل منه شيء لانك ختمت يومك بمعصية عظيمة وهي ترك صلاة العصر التي هي اهم الفرائض الخمس على الاطلاق. وهي الصلاة الوسطى في اصح قول - 00:40:06
لاهل العلم لادلة مذكورة في شروح الفقه وكذلك ايضا ان يرفع الانسان صوته على صوت النبي صلى الله عليه وسلم. وبما انه قد مات الواجب الحذر ان نرفع اصواتنا اذا ذكر حديثه. فاذا استدل عليك مستدل بالحديث اياك ان تقول انا لا اقبل هذا الحديث. هذا من رفع - 00:40:26
على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا من جملة ما يوجب حبوط الاعمال. يقول الله عز وجل لا ترفعوا اصواتكم تكن فوق صوت النبي. ولا تجهروا بالقول له بالقول كجهر بعضكم لبعض. لماذا؟ ان تحبط اعمالكم. اذا السيئات - 00:40:51
من الحسنات. فالسيئة الكبيرة قد تبطل الحسنة الكبيرة. كما ان السيئة الصغيرة قد تبطل السيئة عفوا قد تبطل الحسنة متى؟ الصغيرة. فاذا اياك ان تتبع الحسنة بالسيئة ما استطعت. ولكن اتبع السيئة الحسنة - 00:41:11
وكذلك يقول النبي يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا ايش؟ صدقاتكم اي السابقة بالمن والاذى اي اللاحق لان السيئة تبطل تبطل الحسنة تبطل الحسن بل اسمع الى هذا الحديث العجيب. وهو تحذير للدعاة. رجل من بني اسرائيل كان يمر على اخ له. على شيء من الذنوب - 00:41:32
والمعاصي فلما اطال عليه قال دعني وربي. دعني وربي. فقال وتقول هذا والله لا يغفر الله لك هذي سيئة عظيمة. قال الله عز وجل من ذا الذي يتألى ان يحلف؟ علي الا اغفر لعبد من عبيدي قد غفرت لهذا اي العاصي - 00:41:59
واحبطت عمل هذا اي الطائع فهذا دليل يدل على ان السيئات يذهبن الحسنات فالواجب على العبد ان يعيش بين الخوف والرجاء. فاذا اتبع سيئة بحسنة عاش بالرجاء انها ستكون مكفرة لما مضى. واذا اتبع الحسنة سيئة عاش بالخوف ان تكون - 00:42:19
محبطة لما مضى من الحسنات. والله انها لمن اعظم الخسارة. ان يبقى العبد طيلة حياته يجمع تلك الحسنات ثم بذنب واحد تذهب. ولذلك يجب على العبد امران ان يعمل وان يحافظا على العمل. بل والله مسؤولية المحافظة - 00:42:43
الحسنة باقية اعظم من مسؤولية العمل نفسه. فاذا ليس الشأن ان تصلي وانما الشأن ان تحافظ على ثواب الصلاة وحسناته ليس الشأن ان تزكي ولكن الشأن ان تحافظ على ثواب الزكاة وعلى ثواب الصدقة وعلى ثواب برك بوالديك - 00:43:03
هكذا ينبغي للعبد ان يعيش في دنياه دائم. خائفا على تلك الحسنات. محافظا على تلك الاجور حتى لا يذهبها شيء من الذنوب. والمعاصي. قال ابن القيم رحمه الله ليس الشأن في العمل. انما - 00:43:23
الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه ومن المسائل ايضا قاعدة المصائب كفارات. المصائب كفارات وبيانها ان نقول اعلم ان ما يجريه الله على عباده من المصائب لا يخرج عن ثلاثة اقسام - 00:43:43
اعلم ان ما يجريه الله على عباده من المصائب لا يخرج عن ثلاثة اقسام. مصائب رفعة الدرجات. ومصائب لتكفير السيئات. ومصائب لزيادة العذاب في الدنيا قبل عذاب الاخرة. فاما النوع الاول فقد فاتنا فضله. ولا نزكي انفسنا - 00:44:12
وانما هو للانبياء والمؤمنين الخلص الذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم لا ظلم اصغر ولا ظلم اكبر. فالانبياء لا ذنوب لهم. ومع ذلك اجرى الله مصائب فتلك المصائب لا لتكفير سيئات سابقة وانما لرفعة الدرجات - 00:44:42
وقد يجري هذا لبعض المؤمنين كما في الحديث الحسن ان الله اذا اراد بعبده منزلة لم يبلغها عمله مبتلاه في نفسه واهله وولده وماله. حتى يبلغه تلك المنزلة. اذا هذه مصيبة لرفعة - 00:45:14
الدرجات ولكن اغلب المؤمنين في الطبقة المتوسطة. وهي مصائب يجريها الله عليهم لتكفير السيئات. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تصيبه هم ولا غم يصيبه هم ولا غم - 00:45:34
ولا نصب ولا وجع حتى الشوكة يشاكها الا كانت كفارة له من ذنوبه وخطاياه والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي التي تخص قاعدتنا في قولنا المصائب كفارات اي ما يجريه الله على عباده المؤمنين من المصائب انما هي كفارات - 00:45:57
والله اعلم. ومن المسائل ايضا قاعدة مهمة كل عبادة من فضلها تكفير السيئات فيخص بصغائرها دون كبائرها كل عبادة من فضلها تكفير السيئات فيخص بالصغيرة دون الكبيرة فيخص بالصغيرة دون الكبيرة - 00:46:19
فمن ذلك الوضوء في قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها ركوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما لم يؤتي كبيرة. وذلك الدهر كله. وفي - 00:47:09
حديث ابي هريرة اذا توضأ العبد المسلم وفي رواية للمؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع الماء او مع اخر قطر الماء. واذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء او مع اخر قطر الماء - 00:47:29
اذا غسل رجليه خرج من رجليه كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء او مع اخر قطر الماء. ومن ذلك الصلاة يقول النبي صلى الله عليه وسلم تحترقون تحترقون تحترقون ثم تصلون الظهر فتغسلوها. ثم تحترقون وتحترقون - 00:47:49
وتحترقون ثم تصلون العصر فتغسلها. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيتم لو ان نارا عند باب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال - 00:48:09
مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. ومن ذلك الصوم يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن ذلك العمرة العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما - 00:48:29
ما لم يغش كبيرة. ومن ذلك الحج والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. فاي عبادة قيل في فضلها ان لا تكفر السيئات فاعلم ان تكفيرها انما يخص به الصغائر دون الكبائر اذ الكبائر - 00:48:49
لابد فيها من توبة. بل ان تكفير الصغائر عند ابن تيمية بهذه العبادات مشروط بعدم ارتكاب الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يؤتي كبيرة. وقال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة - 00:49:09
الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ايش؟ اذا اجتنبت الكبائر. فاذا كانت الصلاة والصوم على عظم شأنهما شرط في تكفيرهما للصغائر اجتناب الكبائر. فكيف بالوضوء؟ وما دونه فهذا دليل على ان تلك العبادات انما تكفر الصغائر. وتكفيرها للصغائر مشروط ايضا بالاجتناب - 00:49:29
الكبائر نسأل الله ان يكفر عني وعنكم ابتداء اخر مسألة عندنا في هذه القطعة ذكر العلماء ان هناك كفارات للذنوب كفارات بالذنوب يسمونها المكفرات العشر. المكفرات العشر. اولها واعظمها على الاطلاق التوبة - 00:49:59
وثانيها الاستغفار. وثالثها الحسنات الماحية طابعها دعاء المؤمنين لك وخامسها اهداء احد ثواب عمله لك وسادسها شفاعة الشافعين لك. يوم القيامة وسابعها المصائب التي يجريها الله عليك. وثامنها فتنة القبر التي تفتن فيها. وتاسعها اهوال يوم القيامة - 00:50:25
والخوف العظيم والفزع الشديد الذي سيصيبنا فيها. وعاشروها رحمة الله عفوه ابتداء عاشروها رحمة الله وعفوه ابتداء. ولعلنا اتينا على جمل من القواعد والتفاصيل في هذه القطعة في هذين الدرسين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. كم جلسنا - 00:51:25