خطب الجمعة للدكتور #مطلق_الجاسر

خطبة الجمعة | عجبًا لأمر المؤمن

مطلق الجاسر

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:37ضَ

وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله فقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:01:05ضَ

ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه لقد خلقنا الانسان في كبد اي ان هذه الحياة حياة طبعت على المشاق - 00:01:31ضَ

ولم يخلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا الا ليختبرنا لم يخبرنا الله سبحانه وتعالى انك يا ايها الانسان ستكون منعما دائما ابدا ولا معذبا دائما ابدا بل انت - 00:02:04ضَ

تتقلب في هذه الحياة بين ايامها ولياليها بين خير وشر بين حزن وفرح وكل ما تتلقاه في حياتك هذه من افراح او التواح ليست جزاء ولا عقابا انما هو ابتلاء واختبار - 00:02:35ضَ

قال الله سبحانه وتعالى ونبلوكم بالشر والخير والينا ترجعون لا تظنن ان الابتلاء فقط في المصائب هذا من المفاهيم الخاطئة ان يطلق الابتلاء او المبتلى على صاحب المصيبة لا بل الابتلاء - 00:03:09ضَ

بالمصائب وبالنعم صاحب المال مؤتمن بماله وصاحب الفقر مبتلى بفقره هذا مبتلى وهذا مبتلى بان معنى الابتلاء الاختبار والامتحان ليذكر الله سبحانه وتعالى ايشكر من اعطاه الله عز وجل النعم - 00:03:45ضَ

ويصبر من حرمه الله عز وجل منها اما بعض الناس اذا اصابه الله عز وجل في مصيبة ليختبره من نقص مال او مرض او نفس او غيرها بل ربما اقل من ذلك بكثير - 00:04:17ضَ

تسخط على ربه وقال لماذا انا لماذا ابتلى ماذا فعلت بدنياي يا رب لماذا حرمتني من كذا وكذا؟ واعطيت فلانا كذا وكذا هذا الكلام لا يقوله مؤمن بالله سبحانه وتعالى - 00:04:41ضَ

ولا يقوله من عرف حقيقة هذه الحياة التي لا يخلو منها انسان مهما كان هذا الانسان من مقدراتها روي عن الحسن البصري رحمه الله انهم سمع رجلا يقول لرجل لا اراك الله مكروها ابدا - 00:05:05ضَ

يدعونه رجل يقول لرجل لا اراك الله مكروها ابدا فسمعهما الحسن البصري رحمه الله فقال له يا اخي لقد دعوت عليه بالموت هذه الدعوة يعني انه يموت. قال لماذا؟ قال لان الحياة لا تخلو منكم - 00:05:33ضَ

مستحيل لا يوجد انسان في هذه الحياة يخلو مما يكره ايوجد احد اكرم على الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ماذا حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من مكدرات الحياة - 00:05:58ضَ

فقد النبي صلى الله عليه وسلم كل اولاده ودفنه بيده في حياته الا فاطمة رضي الله عنها ستة ثلاث بنات وثلاث ابناء ماتوا امامه ودفنه بيده عليه الصلاة والسلام ومعلوم - 00:06:24ضَ

ماذا يشعر به الاب الذي يفقد ابناءه؟ لا سيما اذا كبروا وعاشوا ورآهم بعينهم سحب عليه الصلاة والسلام انتحره اليهود الى بيت ابن الاعصم اتهم في عرضه عليه الصلاة والسلام - 00:06:48ضَ

افهم وزورا وبهتانا اتهم بالجنون كذبوه طرده اهل الطائف وامروا به سفهائهم ومجانينهم حاربته العرب واشهر له السيوف لو كان احد في هذه الحياة يسلم من مكروهاتها لسلم منها رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:10ضَ

فمن انت بين مقارنة بالنبي صلى الله عليه وسلم لكي لا يصيبك الله مكروه ثم اعلم ان بل يصاب بمكروه في هذه الحياة لا يعني ان الله يكره ومن اعطاه الله من الاموال وغيرها لا يعني ان الله يحبه - 00:07:43ضَ

يقول الله سبحانه وتعالى كلا نمد هؤلاء يعني المؤمنين وهؤلاء يعني الكفار من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وتأمل هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب - 00:08:10ضَ

ولا يعطي الايمان الا ان نحب لذلك من المفاهيم الخاطئة ان يربط العطاء الدنيوي بمحبة الله وعدم محبته لا ليس بالضرورة فلا يظنن من اصدق الله عز وجل عليه المال والصحة - 00:08:44ضَ

ان هذا من محبة الله ليس بالغرورة اذا كان طائعا مؤمنا متقيا لربه عز وجل في هذا المال؟ نعم هذا يحبه الله. لا لان الله اعطاه المال بل لصلاحه ومن حرمه الله عز وجل - 00:09:08ضَ

من شيء من من متع الدنيا او نعيمها فلا يعني ان الله يكرهه او يظلمه. بل هذا مبتلى ومطلوب منه الشكر وهذا مبتدأ ايضا ومطلوب منه الصبر والمؤمن يتقلب بينهما - 00:09:29ضَ

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمنين - 00:09:53ضَ

اما المنافق والذي لم يستقر الايمان في قلبه علاقته بالله عز وجل بمقدار ما اوتي من حطم الدنيا وقد وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال ومن الناس من يعبد الله على حرف - 00:10:20ضَ

على طرف فان اصابه خير اطمأن له وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين اما المؤمن الصالح الصادق فلا تؤثر عليه تقلبات الحياة ويعلم يقينا - 00:10:44ضَ

ان كل ما يواجهه في حياته هو اختيار من نوع ما فان رزقه الله مالا او نعيما شكى ربه وادى هذا المال في حقه واعطى عباد الله عز وجل وتصدق عليهم ولم يغيره المال ولم يتكبر على الناس - 00:11:10ضَ

وان حرمه الله عز وجل منه او من غيره من النعم صبر ورضي بقضاء الله عز وجل وعرف ان هذا نوع من الابتلاء وصبر لله عز وجل فهو في الحالتين سعيد - 00:11:32ضَ

وفي الحالتين مؤمن بالله ولن يحصل الانسان على هذه الميزة وهو ان يكون سعيدا في كل حالاته الا بالايمان بالله عز وجل. رزقنا الله واياكم الشكر عند النعم والصبر عند المصائب والمحن. بارك الله لي ولكم - 00:11:51ضَ

في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:12:10ضَ

والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وعنا معه برحمتك يا ارحم الراحمين. اما بعد المؤمن اذا اصابته مصيبة في هذه الحياة - 00:12:35ضَ

فانه قد يحزن ولكن حزنه هذا لا يأسره ولا يتغلب عليه بل يكون حزنا عارضا قانيا عن الاعتراض على اقدار الله عز وجل ثم يطمئن قلبه بعد ذلك لله سبحانه وتعالى - 00:13:03ضَ

فلا يجزع ولا يطغى ولا يتسخط على اقدار الله عز وجل لما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم ابراهيم قال عليه الصلاة والسلام ان القلب ليحزن وان العين لتدمع - 00:13:28ضَ

وان على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا لا يكون المؤمن الا ما يرضي ربه سبحانه وتعالى اما الفاسق غير المؤمن بالله سبحانه وتعالى فمصيبة الحياة عنده مصيبة - 00:13:51ضَ

لانه يعيش لهذه الحياة وهذا هو السر اخواني الكرام لان الكافر المادي يعيش لهذه الحياة فمصيبة الحياة عنده عظيمة لانه لا يفكر بغيرها بانا نظره ليس بعيدا لانه يرى ان سعادته هنا - 00:14:13ضَ

ومتعتهم هنا فقط لا يعمل لذلك اخرة فاذا نزلت به المصيبة في الدنيا فهي المصيبة حقا عليك فاذا ما تكاثرت هذه المصائب فكر بالانتحار لانه لا يستطيع ان يتحمل حتى استطاعوا لهم - 00:14:41ضَ

كبسولات للانتحار ادخل داخل واضغط زر وتغوص خلال عشر دقائق لكثرة الطلبات على ذلك. اما المؤمن فنظرته للحياة مختلفة نظرتهم ان هذه الحياة هي مؤقتة مؤقتا قالت متى تنتهي؟ لكننا ندري ونجزم ونؤمن انها مباركة - 00:15:05ضَ

واننا الى الله راجعون. لذلك قال الله سبحانه وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون - 00:15:37ضَ

اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. لاحظوا الذكر انا لله وانا اليه راجعون هذا الذكر هو بلسم الجروح لماذا لانه يذكرك بحقيقتين يذكرك بانك مملوك لله مما - 00:16:05ضَ

لله يعني بل وكون لله فتتسخط على من تتسخط على من اعطاك كل شيء ما رأيكم برجل اعطى رجلا عشرة ملايين دينار وسيارة وبيت ووظفه بوظيفة عالية واعطاه كل شيء من الدنيا - 00:16:31ضَ

ثم بعد فترة هذا المعطي اخذ عشر الدنانير من مال المعطى فقام هذا المعطى وتسخط ليش تاخذ مني عشرين ثانية لماذا تأخذ من مالي كلنا سنجمع ان هذا الشخص رجل اعطاك عشر ملايين - 00:17:01ضَ

وسيارة وبيت ولما اخذ منك عشر دنانير اقمت الدنيا ولم تطعها لماذا نسيت الملايين؟ ونسيت السيارة ونسيت البيت. ليش كلنا سنجمع على دناءة هذا الرجل واحد ولله عز وجل المثل الاعلى - 00:17:27ضَ

من الذي اعطاك اللسان الذي تتسخط به والعين التي ترى بها. النفس الذي يتردد في صدرك من الذي اعطاك اياه ما الذي جعل جسدك يعمل حتى وانت معه تأكل اللقمة ثم تنام - 00:17:47ضَ

فيعني تعمل المعيشة وليعمل القلب وتعمل الرئة ويجري الدم من الذي اعطاك هذا كله دون مقابل اليس ربك سبحانه وفي انفسكم افلا تبصرون الا نستحي ان نتسخط على من اعطانا كل شيء اذا اخذ منا شيئا واحدا - 00:18:10ضَ

الا نستعين من انفسنا لماذا ننسى العطايا ونذكر شيئا واحدا اخذه منا بحكمة هو يعلمها سبحانه وتعالى اذا انا لله. ثانيا وانا اليه راجعون سترجع في يوم ما الى ربك - 00:18:36ضَ

وسينتهي كل شيء كل حزن تمر به سيده في يوم ما قريبا كان هذا اليوم او بعيدا وهذا من رحمة الله عز وجل. رغم انه اعطاك كل شيء وهو وانت ملك له. والمالك اذا تصرف في ملكه - 00:19:00ضَ

فهو معذور ولا يستطيع احد ان يعترض عليه. ومع ذلك جعله لك مؤقتا وعوضك اجرا عظيما يقول النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى باناس يوم القيامة من اهل الابتلاء فيعطيهم الله عز وجل من نعمه. حتى يتمنى المرء انه كان في الدنيا قد قرض بالمقاريض - 00:19:24ضَ

يا ليتني في الدنيا كنت قرصت بالمقاييس من كثرة ما يرى من جزاء ونعيم وتعويض رب العالمين سبحانه وتعالى بمن ابتلاهم في الدنيا فاحذر ان ترى نفسك اعدل من الله - 00:19:54ضَ

واحذر ان تغني على الله ماذا يفعل واحذر ان تتكبر على ربك. اعرف قدرك وقدر ربك قال الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره ان تكون انت ارحم من الله - 00:20:15ضَ

هل انت ارحم من الله الذي اعطى الناس كل شيء اعطاهم حتى الرحمة اعطاهم النفس حتى الحيوان البهيم يرحم صغاره من رحمة الله عز وجل. تأتي انت وتعترض على رحمة الله - 00:20:33ضَ

ولكن ما اعظم جهل الانسان وما اعظم حلم رب العالمين سبحانه وتعالى فلنعرف اقدارنا ولنعرف قدر الله عز وجل فنسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبصرنا بانفسنا. وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وان يجعلنا من الشاكرين - 00:20:53ضَ

عند النعم ومن الصابرين عند المصائب والمحن. انه ولي ذلك والقادر عليه. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا اللهم وفقنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم لا تدع لنا في - 00:21:20ضَ

في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته. ولا هما الا فرجته. ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها ويسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن - 00:21:40ضَ

واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا ولاة امورنا ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث - 00:22:00ضَ

لا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغث قلوبنا بالايمان والتقوى واقف بلادنا بابطال الخير والبركة يا رب العالمين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء - 00:22:20ضَ

ايها المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكروا فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزيدكم ولذكر الله اكبر والله اعلم - 00:22:40ضَ