Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:28ضَ
وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:00:59ضَ
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد معاشر المؤمنين لا يخفى على مسلم ان الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون بما فيه الانسان وكلف الانسان - 00:01:26ضَ
بتكاليف امره باوامر ونهاه عن نواه وبين سبحانه وتعالى الحكمة من هذا الخلق فقال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالعبادة هي غاية ما ينبغي ان يضعه الانسان - 00:01:57ضَ
نصب عينيه في هذه الحياة عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته وامتثال امره عز وجل وامر رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء والابتعاد عما نهى عنه ربنا عز وجل ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:02:28ضَ
وهذه العبادة اخواني الكرام هي الغاية من الخلق ومن امتثلها وقام بحقوقها وادى الواجب عليه فيها وعده الله عز وجل بالنعيم المقيم في الاخرة وبانشراح الصدر وسعادة القلب بالدنيا ومن تنكب - 00:03:00ضَ
عن هذه العبادة واعرض عنها ولم يمتثل امر ربه عز وجل فقد توعد بالعذاب نسأل الله السلامة والعافية وهناك اخواني الكرام امور جعلها الله عز وجل في هذه الدنيا ليختبر - 00:03:34ضَ
ويبتلي السائرين على الطريق لان هذا الطريق طريق العبادة الطريق الى الله عز وجل اذا كان طريقا لافتن فيه ولا امتحانات لاصبح غير صالح لان يتميز الصادق من غير الصادق - 00:04:05ضَ
هذا الطريق لو كان خاليا عن الابتلاءات وخاليا عن الفتن والمحن التي اقتضت حكمة الله عز وجل ان تعترض الانسان في طريقه لو خلا هذا الطريق منها لما تبين المؤمن حقا - 00:04:38ضَ
من غير المؤمن قال الله عز وجل في كتابه الكريم ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين هذا الطريق الذي ختامه الجنة هل يظن الظان - 00:05:07ضَ
في رب العالمين الحكيم سبحانه وتعالى ان يسلك في هذا الطريق من لم يمتحن ولم يصبر ولم ينجح في اختبارات هذا الطريق؟ لا هذا السؤال من الله عز وجل سؤال استنكار ام حسبتم - 00:05:33ضَ
ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين يعرض على طريق الانسان بسيره الى الله عز وجل في كل يوم من الامتحانات والابتلاءات التي اذا اجتازها ونجح فيها - 00:06:01ضَ
اثبت صدقه واثبت ايمانه واستحق الجزاء بعد ذلك في نهاية هذا الطريق وهذه الفتن والابتلاءات والامتحانات كثيرة منها فتن شهوات ومنها فتن شبهات تتنوع صغرا وكبرا سهولة وصعوبة وجعل الله عز وجل ايضا - 00:06:33ضَ
من رحمته وتوفيقه وتسديده ما يعين الانسان على تجاوز هذه الفتن فالطريق يجب ان يتخيل الانسان وهو سائر الى الله عز وجل انه فيما يشبه المعركة لذلك اعظم الجهاد جهاد الانسان - 00:07:08ضَ
في سيره الى الله عز وجل اهم واعظم واخطر جهاد هو جهادك وانت تسير الى الله هي مقاومتك لما يدعوك لمعصية الله هي دفعك لكل ما يغضب الله عز وجل - 00:07:38ضَ
هي صبرك ومصادرتك ومرابطتك في طريق سيرك الى الله عز وجل الذي لا يتصور ولا يستشعر الامر بهذه المثابة وانما يسير فقط في هذه الحياة دون ان يستشعر هذا المنظر - 00:08:04ضَ
وانه مبتلى في طريقه اي مختبر وممتحن وان المطلوب منه يتجاوز هذه الاختبارات اقول من لم يستحضر ذلك سحبته الدنيا يمينا وشمالا يسير كما سار الناس يعيش كما عاش الناس - 00:08:30ضَ
لا هدف له اذا سأل نفسه لماذا ماذا افعل كل يوم يصحى كل يوم ثم يذهب الى عمله مثل ما يذهب الناس فيرجع كذلك ثم يخرج باحثا عن لهو او مجالستي - 00:08:55ضَ
اصحابه في المجالس ثم يرجع فينام ليصحو من الغد على نفس البرنامج وهكذا حتى تحرق صفحات العمر صفحة تلو صفحة ولا يخطر بذهنه لماذا نطوي هذه الايام ونحرق هذه الصفحات - 00:09:23ضَ
بل الشهور بل السنوات اذا التفت الانسان في سجل عمره رأى صفحات كثيرة ماذا فعل فيها وماذا استحضر في هذه المعركة هل صبر وصمد في هذه المعركة ام القى السلاح - 00:09:56ضَ
وسار مع دوامة الناس يفعل كما يفعل الناس من الامور التي اذا سئلوا لماذا يفعلونها نقول حالنا حال الناس كل الناس يروحون الدوامات يتزوجون يعيشون يفرحون طيب هذا كله حسن ولكن ثم ماذا - 00:10:24ضَ
ثم ماذا بعد هذا كله فقط هذا هو غاية تفكير الانسان فقط بعض الناس نعم فقط هذا هو غاية ما يسعى ويعيش لها متناسيا متغافلا عن ان هذا الذي يرى انه غاية - 00:10:50ضَ
ما يعيش له ما هو الا نقطة في بحر الحياة الحقيقية التي امرنا ان ننتبه لها ليس بخطأ ان تعيش في هذه الحياة وتستمتع لكن الخطأ ان تعتقد ان هذا فقط - 00:11:19ضَ
هو حياة الانسان بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:11:43ضَ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اذا اردت اخي الكريم ان تعرف سطحية من يعتقد ان هذا هو فقط ما ينبغي ان يكون عليه الانسان - 00:12:02ضَ
التفكير في دنياه فقط دون ادنى تفكير في الاخرة فاقرأ قول الله عز وجل ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولقد جئتمونا فرادى عند لحظة - 00:12:37ضَ
من لحظات هذا الزمن ستتوقف حياة الانسان وينتهي مع هذا التوقف علاقته بالدنيا والذي يتلفت يمينا وشمالا يرى نماذج هذا الكلام ليس خياليا اشخاص كنا معهم وكانوا معنا ثم توقفت - 00:13:09ضَ
حياتهم ونحن على الطريق والدرب سائرون كل ما هنالك اننا لا نعلم متى هذه اللحظة فاذا اتت هذه اللحظة انقطعت صلتك بالدنيا ولقد جئتمونا اي بعد الموت فرادى فرد وحيد - 00:13:39ضَ
ليس وحيدا فقط خاليا من البشر ولكن خاليا حتى من الدنيا وتركتم ما خولناكم اي ما اعطيناكم وانتبه لقوله عز وجل ما خولناكم اي اعطيناكم فهي عطية هذه الاموال والبيوت والسيارات والارصدة في البنوك - 00:14:08ضَ
وغيرها هي اعطيت من الله عز وجل هي نوع من انواع الاختبارات التي تعرض للانسان ولقد جئتمونا فرادى اذا اتت هذه اللحظة تركت كل هذه الاشياء في الدنيا تركتها تتقاسمها - 00:14:36ضَ
ايدي الورثة تركتها لهم واقبلت خاليا من ادنى شيء من الدنيا حتى انك من شدة بيان رب العالمين عز وجل في تركنا لكل الدنيا اننا نبعث عراة تماما دون ادنى قطعة صغيرة حتى من القماش - 00:15:02ضَ
هذا دليل على شدة بيان انفصال الانسان عن هذه الدنيا بكل ما فيها ولقد جئتمونا. وهذه الكلمة اخواني وهذه الحقيقة وهذا المشهد اذا تصوره الانسان يكفي فقط ان تتصوره لتعلم حقيقة الدنيا - 00:15:33ضَ
ولتصحو من غفلتك ولتعلم حقيقة الاخرة ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة عراة شوف اه حتى الاحذية اعزكم الله خالين منها شوف اه عراة غرلا غير مختونين وتركتم ما خولناكم - 00:16:04ضَ
وراء ظهوركم وما نرى معكم شركاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شفعاء لقد تقطع بينكم انقطعت الصلات وضل عنكم ما كنتم تزعمون لقد تقطع بينكم كل الصلات التي قد تنفعك في الدنيا - 00:16:35ضَ
من محسوبيات ومن علاقات ومن عشيرة بل حتى من الام والاب قال الله عز وجل في كتابه فاذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه هؤلاء - 00:17:02ضَ
هم الاقارب من الدرجة الاولى كما يقولون ليس فقط لا ينفعون بل يفرون فاذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه اي زوجته وبنيه هذه الزوجة وهؤلاء الابناء الذين ربما - 00:17:29ضَ
عصى الانسان ربه عز وجل من اجلهم ربما سرق من اجلهم ربما ارتشى من اجلهم ربما راب ربما عصى ربه عز وجل ربما فعل ما يغضب الله من اجلهم والنتيجة - 00:17:58ضَ
لا يجدهم بجانبه يوم القيامة يفرون لا يكرم احدهم الثاني بنصف حسنة لا يعطيه يتركه طيب الذي عصى من اجلهم لا قيمة لذلك ارتشى من اجلهم سرق من اجلهم نهب من اجلهم - 00:18:18ضَ
لا قيمة لذلك سيقابل عمله يقابل ربه بعمله وحيدا وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. كل واحد له شأنه الخاص الذي يغنيه عن ان ينظر الى صاحبه او الى اخيه او الى امه او ابيه - 00:18:45ضَ
هؤلاء الاسرة فما بالك بالاصحاب والاصدقاء لم يذكروا اصلا في الاية اذا فر منك هؤلاء فمن يبقى لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة هذه وجوه الذين انتبهوا لهذه الحقيقة في الدنيا - 00:19:13ضَ
انتبهوا لها ان الحياة ليست فقط هذه الماديات هناك امر اكبر من هذا وعملوا بمقتضى هذا اطاعوا ربهم لم يعصوا ربهم عز وجل يأتون في هذا الموقف وجوههم ناضرة مستبشرة - 00:19:40ضَ
ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة. نسأل الله السلامة والعافية اذا اخواني الكرام هذه حقائق ويقينيات ليست قصصا وخيالات حقائق كل منا موقن بها ولكننا نقع - 00:20:04ضَ
بسبب هذه الحياة الى غفلات متتالية نحتاج دائما وباستمرار ان ننفض عنا هذه الغفلات عن ابصارنا حتى نبصر هذه الحقائق لنعيش حياة سعيدة حقا فان السعادة في الحياة والهناء فيها - 00:20:30ضَ
لا يكون الا باستحضار هذه الحقائق لان الانسان في هذه الحالة سيعرف قدر هذه الحياة ولن يحزن لمصائبها وسيعمل للحياة الحقيقية وهي الدار الاخرة الذي يقول المفرط فيها يا ليتني قدمت لحياتي. هي الحياة الحقيقية - 00:20:58ضَ
فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يحيينا من الموت وان ينبهنا من الغفلة وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا. وانصرنا على القوم الكافرين - 00:21:24ضَ
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته ولا عيبا الا سترته ولا هما الا فرجته. ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة. هي لك رضا ولنا فيها صلاح - 00:21:49ضَ
الا يسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين. ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان - 00:22:05ضَ
ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون - 00:22:33ضَ