بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه. واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد. قال المصنف رحمه الله - 00:00:00
الله تعالى قال الامام المصنف رحمه الله تعالى وعن عبدالله بن يزيد الخطمي الانصاري رضي الله عنه قال حدث البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد - 00:00:20
منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين - 00:00:40
وخيرة الله من الخلق اجمعين. وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين. اما بعد فقد ذكر الامام المصنف رحمه الله هذا الحديث الشريف حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما وارضاهما - 00:01:03
وفيه بيان ما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم حال الاقتداء به في الصلاة وبيان ما كانوا عليه من شدة المحافظة على المتابعة وعدم المسابقة لرسول الله - 00:01:29
صلى الله عليه وسلم وهذا الادب من اداب الاقتداء والائتمام ولذلك اعتنى ائمة العلم من المحدثين والفقهاء بذكر الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تقريره وبيانه سواء في كتب الحديث او في كتب الفقه - 00:01:52
لاهمية ذلك لان مسابقة الامام قد تؤدي الى بطلان الصلاة كما تقدم معنا. وكذلك موافقته في صح قولي العلماء حكمها الكراهة. ومن ثم قال العلماء رحمهم الله تحرم مسابقة وتكره موافقته - 00:02:19
فبين رضي الله عنه وارضاه حال الصحابة رضوان الله عليهم في المتابعة. ولذلك ناسب ان المصنف رحمه الله في باب الائتمان كما ذكره الامام البخاري وغيره وغيرهما من ائمة الحديث رحمهم الله جميعا - 00:02:44
عن عبد الله ابن يزيد الخطمي الانصاري رضي الله عنه قال حدثني الحرامي الجليل عبد الله ابن يزيد ابن حبيب الحارث الخطمي وخط مات جده وسمي بذلك لانه ظرب رجلا على خطبه - 00:03:11
فسمي بهذا الاسم وهو من الصحابة رضي الله عنه وارضاه ولكنه من صغار الصحابة وليس من كبارهم. نعم قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال حدثني البراء وهو غير كذوب - 00:03:31
وهذا عند طائفة من العلماء والائمة من الشراح لا يعتبر من التزكية لان الصحابة رضوان الله عليهم قد زكاهم اله الاولين والاخرين من فوق سبع سماوات ورضي عنهم وارضاهم ونسأل الله العظيم ان يجعل اعالي الفردوس مسكنهم ومثواهم - 00:03:54
فهؤلاء هم الذين اصطفاهم الله واجتباهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وذكر بعض الائمة رحمهم الله ان الله اختار نبيه من بين الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وكما اختاره من بين الانبياء اختار له الصفوة من الصحبة من الصحابة الكرام الذين هم - 00:04:23
من صحب النبي صلى الخيار من صحب الانبياء رضي الله عنهم وارضاهم وكل من تتبع نصوص الكتاب والسنة وما جاء فيهما من ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:53
من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار انهم كانوا على اتم ما يكون عليه المسلم في صحبته لرسول الله صلى الله عليه وكانوا اشد ما يكونون رعاية لحرمة الدين وقيامهم بحقه وحقوقه - 00:05:13
فنسأل الله العظيم ان يجزيهم عنا وعن نبيه وعن المسلمين خير ما جزى صحابيا عن صحبته فهذا القول يجريه بعض العلماء في غير مجرى التزكية كقول ابي هريرة رضي الله عنه اخبرني خليلي الصادق المصدوق. فهذا ليس من قبيل التزكية - 00:05:38
وهو نوع من الثناء ولا شك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ابعد عن كذب لانهم امناء على اعظم شيء. وهو دين الله وشرعه. ومن ثم ومن ثم كانوا اصدق ما يكونون لسانا واسد ما واكثر سدادا في قولهم كما اخبر - 00:06:04
الله سبحانه وتعالى عنهم حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سأل الرجل عن الامر وكان الامر من اشد ما يكون عليه ان يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يخبره - 00:06:34
ولا يتردد ولما قال لسعد يوم يوم حنين هل انت اين انت يا سعد؟ قال رضي الله عنه المرء مع قومه ولم قل يا رسول الله او يكذب او يغير كانوا رضي الله عنهم وارضاهم اصدق ما يكونون لسانا - 00:06:54
واثبت ما يكونون جنانا واوضح ما يكونون بيانا كيف وقد اختارهم الله لخيرته من صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين. نعم قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن - 00:07:20
حمد لم يحن احد منا ظهره قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم - 00:07:46
احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقع سجودا بعده هذا الوصف لحالهم رضي الله عنهم وارضاهم يدل على انهم كانوا يتأخرون حتى يستتم النبي صلى الله عليه وسلم القول - 00:08:05
والفعل فاذا انتقل الامام من ركن الى ركن كأن ينتقل من من الوقوف والقيام الى الركوع. فيحني ظهره راكعا او ينتقل من القيام بعد الركوع والرفع منه الى السجود فيهوي كما ورد في الحديث - 00:08:29
فان السنة ان ينتظر المأموم حتى يسجد الامام فاذا كبر الامام للسجود ووقع على الارض ثم بادر المأموم مباشرة بعد وصول الامام الى الارض وانتهاء قوله فهذا من اتم ما يكون في متابعة الامام - 00:08:54
لانه لم يسابق لم يسبق الامام فلم ينحني قبل انحناء الامام وكذلك لم يسبقه بالقول فلم يكبر قبل تكبير الامام ثم ايضا لم يوافق الامام لا في القول ولا في الفعل - 00:09:19
فهو ينتظر الامام حتى ينتهي من القول فيقول الله اكبر وهو هاو للسجود ويتركه حتى يصل الى الارض او يقدر زمانا اذا كان لا يراه يغلب على ظنه وصول الامام فيه الى الارض فيكبر - 00:09:38
ويهوي للسجود وهذا هو الذي فعله الصحابة رضوان الله عليهم وهذا الصحابي من صغار الصحابة ولذلك حدث عن الصحابي فهذا الحديث من رواية الصحابي عن الصحابي ورواية الصحابي عن الصحابي في اكثر صورها - 00:09:58
تقع من رواية الاصاغر عن الاكابر وكان صغار الصحابة رضوان الله عليهم يصلون في المؤخرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يليه اولو الاحلام فما هي وصيته عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه - 00:10:21
وكان كبارهم قريبين منه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ولكن لا يعني هذا انهم كانوا يطردون الصغار او ينفرون الصغار او يؤذونهم اذا تقدموا. فان انس بن ما لك رضي الله - 00:10:41
مع صغر سنه خادم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد كنت تحت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يمسني لعابها. اسمعه يقول لبيك حجة وعمرة وهذا من القرب اشد ما يكون من القرب. وهو من صغار الصحابة - 00:10:59
وهم صغار ولكنهم كبار وهم الائمة الاخيار الصفوة الاطهار فطرد الصغار وتنفيرهم والصياح عليهم اذا جاؤوا في الصفوف الاول هذا مما يخالف الشرع امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يليه اولو الاحلام. واختلف العلماء في معنى ذلك. قال بعض الائمة معناه - 00:11:26
انه يوصي كبار السن ان يتقدموا وان يبادروا وان يبكروا وليس معناه انهم يأتوا لانسان استحق مكانا بالسبق فينازعوه حقه الصغير اذا كان يعقل الصلاة ولا يؤذي ولا يشوش. فاذا سبق فهو احق بما سبق اليه. وهي نعمة من الله على هذه الامة - 00:11:53
ان ترى صغارها قبل كبارها يتسابقون الى رحمة الله جل جلاله. واذا طرد الصبي نفر من عبادة الله ونفر من طاعة الله خاصة اذا كان الاسلوب سيئا كما يقع به البعض فيه البعض اصلحهم الله - 00:12:22
في الصغار يروظون على الخير ويعودون عليه ويحببون فيه ولا ينفرون منه. فهذا هو شرع الله وهذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي كان رحيما بالصغير والكبير. والذي قال عنه خادمه - 00:12:42
انس بن مالك رضي الله عنه انه صحبه ولم يقل وما كهره ولا شتمه ولا ضربه ولا قال له يوما قط اف فهذه الرحمة المهداة والنعمة المسداة بابي وامي صلوات الله وسلامه - 00:13:03
عليه هذا هو هديه مع الصغير. بل كان اذا صلى فسمع بكاء الصغير اشفق على امه. وراعى احوال المصلين فلا يجوز طرد الصغار حتى ولو كان الامام او كان من يرى عدم وجودهم في - 00:13:23
صفوف الاول يرى عدم ذلك او لا يراه سائغا فعليه ان يترفق بهم. وان يكون اسلوبه حسنا لانه ربما اضر الصبي في دينه. ونفره من القرب من طاعة ربه. وحبه للمساجد التي هي بيوت - 00:13:43
والتي فيها ملائكة الله تتأذى مما يتأذى منه المصلون. فالمقصود انه ينبغي المحافظة على هذا الهدي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فكان الصبيان يصلون الصغار الذين هم الاحداث وخاصة اذا كانوا في بداية سن التمييز فانه قد يحدث منهم بعض الخطأ واللغط - 00:14:03
فيؤخرون. اما اذا كانوا يعقلون او كانوا في سن العاشرة لو كانوا قريبين من البلوغ فهؤلاء يشاد بهم ويدعى لهم بالخير ويحببون في بيوت الله والقرب من المصلين الراكعين الساجدين. فاذا لم يأنسوا في بيوت الله فاين يأنسون؟ واذا كانوا لا يستطيعون - 00:14:33
القرب من هذه الصفوف التي هي مفظلة في الشرع فانهم اذا كبروا من باب اولى ان يزهدوا فيها. اما اذا تعودوا من الصغر المسابقة اليها والحرص عليها فهذا عواقبه حميدة - 00:14:59
كما يكون فيه من رحمة الله وينبغي ان يحرص كل الحرص على عدم التنفير فان هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة مع الضعفاء الذين وصفهم الله من فوق سبع سماوات بانهم ضعفاء وهم - 00:15:19
صغار السن. نعم. قال رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده - 00:15:39
كان النبي صلى الله عليه وسلم صيغة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم تدل على المداومة والاستمرار وهذا ما قصده هذا الصحابي الجليل ان هذا الامر كان ديدنهم وشأنهم مع رسول الله صلى الله - 00:15:57
الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ولم يقل حتى ينحني النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:24
ولم يقل حتى يهوي النبي صلى الله عليه وسلم وانما قال حتى يقع وقوله حتى يقع معناه انه وصل عليه الصلاة والسلام الى الارض وبناء على ذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد تمم الامرين القول والفعل القول الذي هو التكفير - 00:16:48
والفعل الذي هو السجود. فيكون قد وصل الى الركن البعدي وهو السجود. وهذا من اتم ما يكون ولذلك كما انه يكره للمأموم ان يوافق الامام فانه ربما يصل الى درجة التحريم وقد يؤدي الى بطلان الصلاة في بعض الاحوال التأخر الفاحش - 00:17:11
التأخر الفاحش والتقاعس عن متابعة الامام فان هذا مكروه في الاصل. لكنه قد يصل الى درجة التحريم. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عبر بالفاء في المتابعة. فقال اذا كبر فكبروا. واذا ركع - 00:17:41
تركعوا وهذا يدل على ان فعل المأموم يقع مباشرة بعد فعل الامام. وهذا هو الذي قصده الصحابي رضي الله عنه ثم نقع سجودا بعده. وعبر بذلك عن الكل وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:03
وعليه فانه لا يتأخر المأموم عن الامام. وما يفعله البعض من التقاعس والتأخر فتجده اذا كبر الامام للسجود اشتغل بحك رأسه او حك بدنه او جسده او النظر الى ساعته او الاشتغال باي شيء يشغله عن مبادرة بمتابعة الايمان سواء في قيامه او في - 00:18:22
ركوعه او في سجوده او في جلوسه او في رفعه من السجود او قيامه من التشهد. كل هذا مخالف للسنة والشرع ومخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم معه. بابي وامي - 00:18:48
صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك قال رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده. ثم نقع - 00:19:08
سجودا بعده اي بعد ان يستتم ساجدا. ثم قال لم يحني والانحناء هو بداية الهوي للسجود. وحنى ظهره اذا اماله سواء لركوع او سجود وهذا يدل على انهم لا يبدأون بالفعل حتى يستتم النبي صلى الله عليه وسلم الفعل - 00:19:28
وهذا افضل ما يكون في متابعة المأموم لامامه. ثمان النفس اذا تأخر المصلي عن المسابقة وان يوافق الامام فانه حينئذ يشعر نفسه بانه في حال المتابعة. وهذا من ابلغ ما يكون في الاقتداء - 00:19:50
والاهتمام بالائمة. لان النفس تصبح في هذه الحالة مستحضرة. لحال الامام الذي تتابعه. ولكنه اذا غفل الانسان فانه ينتظر سماع الصوت ليهوي ساجدا. او يرفع من الركوع او نحو ذلك مما يكون من شأنه مع الامام - 00:20:11
فالافضل والاكمل فعل ما فعله هؤلاء البررة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا امن الامام - 00:20:31
فامنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلق بفضيلة من فضائل صلاة الجماعة وهذه الفظيلة فظيلة عظيمة - 00:20:53
يخرج العبد من بيته الى بيت الله ليصاب برحمة الله وهذه الفظيلة ذكر بعظ العلماء انها هي التي عنيت بقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه صلاة الجماعة تفظل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة - 00:21:19
فمن الدرجات التي جعلها الله في صلاة الجماعة انه اذا كانت الصلاة جهرية وجهر الامام قراءة فقال ولا الضالين. فقال المأموم امين. فوافق تأمينه تأمين ملائكتي في السماء غفر له ما تقدم من ذنبه. وظاهر الحديث - 00:21:51
انه يغفر له صغائر الذنوب وكبائرها. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق ولم يبين ولم يقيد هذا الاطلاق في قوله غفر له ما تقدم من ذنبه وكبائر الذنوب اذا كانت مشتملة على حق - 00:22:23
من حقوق العباد فانه لا يمكن ان يخرج من هذا الحق الا اذا سامحه صاحب الحق او ادى ذلك الحق على وجهه. لكن النصوص التي وردت بغفران الذنوب. وان كانت مثل زبد البحر - 00:22:46
كقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تمام المئة بعد التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة ونحو ذلك مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا فانه يبقى على اطلاقه. ولذلك النبي - 00:23:07
صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث الصحيح الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر فلما اراد التقييد قيد واذا اراد الاطلاق اطلق - 00:23:32
فما اطلقه الشرع نطلقه وما قيده الشرع نقيده. ولكن ليس معنى هذا ان يتساهن الناس في الذنوب او يتساهل العبد او يقطع بانه غفر له ما تقدم من ذنبه. لان الامر موقوف على القبول. والقبول امره الى الله - 00:23:52
وقد يحال بين العبد وبين القبول بعقوق والدين او قطيعة رحم او اذية مسلم او ظلم او ظلم للانسان في نفسه ونحو ذلك من الذنوب. التي تحول بين العبد وبين الرحمة. نسأل الله بعزته وجلاله - 00:24:12
وعظمته وكماله ان لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا. وان لا يحول بيننا وبين رحمته وهو ارحم الراحمين فهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا وافق تأمين المصلي تأمين الملائكة - 00:24:32
غفر له ما تقدم من ذنبه. وهذا على ظاهره في ارجح قولي العلماء واصحهما والعلم عند الله. وقوله عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس ورمضان الى رمضان قال مكفرات ما بينهن. هذا يسمى التكفير البيني. وهناك فرق بين - 00:24:53
تكفير بين العبادة والعبادة وبين تكفير الذنب بسبب العبادة. فعبادة الصلاة شأنها عظيم. ولا يستبعد في كرم الله وجوده ورحمته واحسانه وبره ان يغفر للعبد ما تقدم من ذنبه بل وما تأخر فهو - 00:25:20
ارحم الراحمين وهو الذي يفرح بتوبة التائبين وهو الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وهو الذي غفر الذنوب بالوضوء وهو الذي غفر الذنوب باجابة الدعاء - 00:25:40
والنداء وهو الذي غفر الذنوب برفع الخطى الى المساجد. وهو الذي غفر الذنوب بموافقة تأمين الملائكة. وهو الذي غفرت ذنوب بسبب وبدون سبب. ولربما سجد العبد لله سجدة فرفع رأسه منها كيوم ولدته امه. فالله - 00:26:00
حليم رحيم يغفر بسبب ويغفر بدون سبب لا يسأل عما يفعل. وهم يسألون يحكم ولا معقب لحكمه وهو ارحم بعباده من عباده بانفسهم. فلا يستكثر على الله في رحمته. وبره ولطفه - 00:26:22
وقد وصف نفسه بانه الودود الذي يتودد بفضله واحسانه لعباده بالنعم وغفران الذنوب وستر العيوب فاللهم لك الحمد انت ربنا لا نحصي ثناء عليك. انت ربنا لا نحصي ثناء عليك. فظاهر هذا الحديث اذا اخذ - 00:26:42
على انه غفران للذنب اصبح من اعظم الفضائل التي تجنى من صلاة الجماعة. وصلاة الجماعة ثلاث صلوات المغرب والعشاء والفجر وكل هذه الصلوات تقع في اوقات صعبة حرجة يجيب العبد فيها داعي الله ويقبل فيها على بيوت الله راجيا لرحمة الله. ففي صلاة المغرب قد حمل هم - 00:27:02
وغمي حمل هم يومه وغمه واقبل على ربه وعلى بيت من بيوته متطهرا كما امر الله مجيبا لداعي الله حي على الصلاة حي على الفلاح. واقبل على الله صادقا منيبا. فان الله - 00:27:33
وتعالى يعظم عنده مثل هذا الامر. وكذلك صلاة العشاء فانه اذا خاصة في بالقديم حينما كان الناس يخرجون الى مصالحهم من الفجر فيقضون المصالح في البكور. فلا يصل الواحد منهم الى صلاة العشاء الا وهو مجهد - 00:27:53
منهك ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ولما اخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الى قريب - 00:28:16
من ثلث الليل او الى قريب من شطر الليل وقال عمر الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان قال عليه الصلاة والسلام انه لوقتها لولا ان اشق على امتي فصلاة العشاء - 00:28:36
في وقع وقت مشقة وعناء وتعب ونصب. فاذا كان الانسان قد اجهد وبلغ به الجهد مبلغه. فابى الا ان يجيب داعي وابى الا ان يخرج الى بيت الله ولم يتخلف عن الصلاة مع الجماعة فهذا امره عظيم. ومثل ما يقع الان - 00:28:56
من الذين يسافرون لتعليم ابناء المسلمين او بناتهم فيأتي الواحد منهم في صلاة العصر مجهدا يبقى على الصلاة الوقت اليسير من نصف ساعة او لربما الساعة الاربع الا ربعا ومع ذلك فان - 00:29:19
ينتظر فاذا انتظر حتى يصلي الصلاة في وقتها فانه على خير وبر. فاذا جاهد نفسه وخرج الى بيت الله وادى فراغه فريضة الله على الوجه الذي امر الله فانه لا يدري باي رحمة يرجع به الى بيته. وباي خير وباي - 00:29:39
فضل وبر. فمجاهدة الصلاة ومكابدتها والصبر عليها شيمة الابرار. ودأب عباد الله الصالحين الاخيار لا يفعل ذلك الا الموفق. امرنا الله بمجاهدة النفس. واعظم ما تكون مجاهدة اذا كانت في اركان الاسلام التي وفي الصلاة التي هي عمود الدين والتي هي من اعظم شرائع الدين - 00:30:02
فاذا جاهد العبد نفسه في هذا الامر فانه ينال الخير الكثير. فهذا الفضل الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم في موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة في السماء يدل على فضل الصلاة مع الجماعة - 00:30:32
وقد اعتنى العلماء والائمة رحمهم الله من المحدثين بذكر هذا الحديث في باب صلاة الجماعة للتأكيد على فضلها وعظيم ما فيها من الاجر وكذلك ايضا بيان حكم مسألة التأمين وانه يشرع للامام ان يؤمن كما يشرع للمأموم ان يؤمن وهذا هو ارجح قولي العلماء في نظري - 00:30:54
والعلم عند الله ان التأمين والجهر به في الصلاة الجهرية يشرع للامام والمأموم وذلك لثبوت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا القول قال طاووس بن كيسان - 00:31:24
وهو مذهب الامام الشافعي ومالك على التفصيل في مذهبه. فانه منع المأموم من الجهر. وفي الامام عنه روايتان. رواية بالجهر واختارها اصحابه المصريون كابن القاسم وابن وهب وغيرهما رحمة الله على الجميع. ورواية بعدم الجهر اختارها غيره - 00:31:42
وهذا القول هو مذهب داوود الظاهري وطائفة من اصحاب الحديث رحمة الله على الجميع ان الامام يجهر بامين وان المأموم يجهر بامين. ولا يخفيهما ولا يخفي التأمين واحد منهما. اذا كانت الصلاة جهرية - 00:32:05
واحتجوا بهذا الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه من وافق تأمينه فقولوا امين. فانه من وافق تأمينه تأمين الامام غفر له ما تقدم من تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه - 00:32:27
وفي الحديث ايضا عن ابي هريرة اذا امن الامام فامنوا. فلما قال اذا امن الامام نسب للامام التأمين فدل على ان الامام يؤمن ولو كان الامام لا يؤمن لم يقل اذا امن الامام ولم ينسب التأمين اليه. وان - 00:32:52
كان قوله عليه الصلاة والسلام اذا امن الامام يحتمل وجهين. الوجه الاول اذا امن الامام اي قال امين فقولوا امين. فحينئذ لا اشكال في دلالته على ان الامام يؤمن والمأموم يؤمن. والمأموم يؤمن. فلا - 00:33:12
اشكال في دلالته على ذلك. وان قيل في قوله اذا امن الامام اي اذا بلغ موظع التأمين. كما يقول العرب اذا انجد انجد اذا دخل نجدا واتهم اذا دخل تهامة. وهذا الوجه يعتبر مرجوحا وهو مجازيه - 00:33:32
ولكنه حمل الحديث علي يعتبر عند علماء الاصول من التأويل. والتأويل وهو تأويل صحيح قوي. لانه جاءت الرواية اخرى ببيانه في قوله عليه الصلاة والسلام اذا قال القارئ ولا الضالين فقولوا امين - 00:33:55
فرواية البخاري في صحيحه بينت وفسرت معنى قوله عليه الصلاة والسلام اذا امن الامام اي اذا بلغ موظع التأمين وذلك اوظح ما يكون في الرواية التي ذكرناها. ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحاديث الصحيحة - 00:34:17
في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند ابي داود وابن ماجة والدارقطني والحاكم وصححه والترمذي وحسنه وصححه الحاكم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قال ولا - 00:34:41
قال امين ورفع بها صوته في رواية ومد بها صوته في رواية اخرى ومثل حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وارضاه هذه الاحاديث كلها تدل على هذا القول ان الامام يؤمن وان المأموم يؤمن وان السنة ان - 00:35:01
يؤمن ان يؤمن المأموم بعد قول الامام ولا الضالين. وانه لا لا يسبق الامام ولا ولا يكون بعد تأمينه بعد تأمين الامام وانما يكون مقارنا لتأمين الامام. لورود الرواية المفسرة - 00:35:26
وعليه فانه يترجح هذا القول ومنع من الامام ابو حنيفة رحمه الله من التأمين والجهر به. لانه يرى ان التأمين دعاء والاصل في الدعاء ان يسر. وان وان لا يظهره الداعي - 00:35:46
كما دل على ذلك دليل القرآن وعنده ان سنة الاحاد لا تخصص عموم القرآن لان لانه حينئذ يكون من نسخ الظني القطعي بالظني وهو ظعيف عنده رحمه الله. ولكن السنة ثبتت عن - 00:36:06
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحت ولا وجه لردها. وعليه فانه يترجح مذهب الجمهور بانه يرفع الامام بها صوته. ولذلك قال بلال رضي الله عنه كما في حديث الحاكم رواه الحاكم في مستدركه وصححه انه قال يا رسول الله - 00:36:29
لا تسبقني بامين. فهذا كله يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمن وكان يرفع بذلك صوته وكذلك الصحابة من بعده. ولذلك ورد في الرواية الاخرى انه كان اذا امنوا - 00:36:53
ارتج بتأمينهم المسجد. وهذا لا يكون الا بالجهر كما لا يخفى. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم لي - 00:37:13
الناس فليخفف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا امن الامام فامنوا الامام اذا امن الامام التأمين قول امين قيل معناها اللهم استجب. وهذا هو اقوى الاقوال في تفسيرها - 00:37:33
ولذلك قول امين هو دعاء ولذلك قال الله عز وجل حينما دعا موسى وامن هارون عليهما وعلى نبينا وعلى الانبياء الصلاة والسلام قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعا سبيل الذين لا يعلمون - 00:37:58
ووصف ووصفهما بكونهما داعيين. وكان هارون عليه السلام مؤمنا ولم يكن داعيا. ولذلك قال ائمة المؤمن احد الداعيين لانه يسأل ربه ان يستجيب الدعاء الذي دعا به من امن على دعائه - 00:38:23
التأمين قيل معناه اللهم استجب وقيل معناه ليكن كذلك واذا قيل معناه اللهم استجب اي اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهو يسأل ربه ان تستجاب هذه الدعوة - 00:38:49
والوجه الثالث قيل ان امين اه كنز من كنوز من الكنوز التي لا يعلمها الا الله وقيل انه اسم الله الاعظم وهو قولان ضعيفان والاقوى ان امين بمعنى اللهم استجب - 00:39:12
وفيها لغتان مشهورتان اه افصحهما كما قال طائفة من الائمة واشهرهما واصحهما انها بالمد مع التخفيف امين وهناك الوجه الثاني وهو القصر مع التخفيف امين. وهناك وجه ثالث وهو المد مع التشديد للميم. وهذا الوجه الثالث خطأه - 00:39:31
بعض العلماء وقيل انه شاب ويحكى عن جعفر الصادق ومعناه قاصدين لان اما الشيء اذا قصده ان اصل اذا ام شيئا قصده. ويقال اما الشيء ويممه. ولست ادري اذا يممت ارضا اريد الخير - 00:40:10
رأيهما يليني اا الخير الذي انا مبتغيه ام الشر الذي يبتغيني فاما الشيء اذا قصده منه قوله تعالى ولا البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا اي قاصدين البيت الحرام - 00:40:34
هذه هذه هذا الوجه الثالث ضعفه غير واحد بل حكى بعض ائمة اللغة انه من لحن العوام في الصلاة وانه لا يقال امين بالمد مع التشديد وانما يقال امين بالمد - 00:40:57
مع التخفيف كما اشار الى ذلك الامام النووي رحمه الله وغيرهم فاذا نظر الى هذا المعنى في قوله اللهم استجب بين النبي صلى الله عليه وسلم ان السنة ان يؤمن المأموم على دعاء الامام. وذلك بقول هذا اللفظ - 00:41:15
قال صلى الله عليه وسلم اذا امن الامام فامنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه جاءت الرواية بتفسير ذلك انه اذا قال الامام ولا الضالين. قالت الملائكة في السماء امين - 00:41:37
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة قيل وافق تأمينه تأمين الملائكة في الوقت فوقع تأمينه في الوقت الذي وقع فيه تأمين الملائكة هذا وجه والوجه الثاني ان من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الاخلاص - 00:42:00
الصدق والتوجه الى الله سبحانه وتعالى فيؤمن وهو صادق حاضر القلب مخلصا لربه ولا يخلص عبد في دعائه فيدعو دعوة الا استجيبت دعوته فانه اذا دعا العبد مخلصا موحدا اه لربه سبحانه وتعالى فان الله يستجيب دعاءه - 00:42:21
ولذلك المشركون لما دعوا الله مخلصين له الدين نجاهم الله من الكرب وهذا يدل على ان الاخلاص والصدق من اعظم الاسباب التي يستجاب بها الدعاء ولذلك قال بعض العلماء ان من علامة استجابة الدعاء - 00:42:47
ان الداعي يدعو بيقين كامل ويستشعر ان الله سبحانه وتعالى لن يخيبه في دعائه فاذا دعا بهذا اليقين فانه لا يمنع من الاجابة الا ان يشاء الله سبحانه وتعالى فقالوا ان الموافقة موافقة تأمين المأموم للملائكة المراد بها الموافقة في القلب وليس - 00:43:10
في الوقت والزمان وهذا هو الوجه الثاني والامر محتمل ولا نستطيع ان نرجح لانه في بعض المسائل في الاحاديث كما يفعل الائمة الكبار والجهابذة اهل العلم يطلقون الوجهين ويحكون الوجهين في فتاويهم. لان هذا امر ليس عندنا دليل يرجح فيه وجها على وجه. وهكذا في تفسير القرآن - 00:43:36
تكون هناك اقوال في بعض الاشياء التي لا يحتاج الى الجزم والترجيح فيها. اما المسائل والاحكام فانه تدل الدلالة على احد القول على القول الاخر او الاقوال. اما في المسائل التي هي في معاني الاحاديث والايات فمن سعة - 00:43:59
انها تحتمل هذه الوجوه لان هذا يمكن الفقيه والعالم من ان يستدل باي وجه لانه محتمل وتحتمله النصوص ولذلك تجد البعض اذا حكي العلماء الوجوه او الا وجه يريد ترجيحا في كل خلاف وهذا ليس بمستقيم - 00:44:19
هناك خلاف يتملك الفقيه باذن الله وبفضل الله القدرة على الترجيح فيه. وهناك خلاف اه يطلقه العلماء وهو موجود خاصة في شروح الاحاديث. ولذلك تجد بعض الائمة اذا تكلم في الوعظ او تكلم في الكتب للتذكير بالله عز وجل - 00:44:39
لو تكلم في التنبيه على خطأ يحذر من امر ويقول ويحتمل قول الله عز وجل كذا وكذا وهو احد القولين في تفسير هذه الاية او احد الاقوال في تفسيرها فيزجر بهذا المعنى او يرغب بهذا المعنى فهذا كله - 00:45:00
هو معروف ومن تتبع كلام الائمة وجده ظاهرا جليا فهذا هذا الذي ذكره العلماء في مسألة موافقة المأموم للامام وفي هذا الحديث دليل على كرم الله وجوده وعظيم بره واحسانه - 00:45:20
وان الصلاة امرها عظيم فان الامام اذا صلى بالناس ووقف بين يدي الله يدعو اذا بالملائكة تؤمن على دعائه وهذا في قراءة القرآن وهو يدل على عظيم فضل القرآن وفضل الفاتحة بالخصوص - 00:45:44
انه اذا قرأها الامام في الصلاة فدعا بالدعاء الذي فيها ان الملائكة من فوق سبع سماوات تؤمن على هذا الدعاء دعاء الله اكبر ما اعظمها من فضيلة. وما اعظمها من شعيرة وما اعظمها من فريضة. وهي الصلوات الخمس. الصلاة الصلة - 00:46:07
بين العبد وربه ومن فضلها وشرفها ان الائمة اذا تقدموا لكي يصلوا بالناس امنت الملائكة على دعائهم فما اسعد الامام الذي اخلص لله في قراءته وابتعد عن الرياء والسمعة وطلب ثناء الناس وخرجت كلمات القرآن من - 00:46:28
لساني واوضحها ببيانه لا يريد الا وجه الله ولا يبتغي الا ما عند الله. فقرأ القرآن على نور من الله بتوفيق من الله فقالت الملائكة في السماء امين على دعائه في الفاتحة - 00:46:50
فهذا فضل عظيم. ولذلك ما من مصل يصلي وهو مخلص لله عز وجل. وما من امام يتقدم في امامته لله عز وجل يتلو كلام الله والجنة والنار بين عينيه ويلتمس ما عند الله من فضله الا انشرح صدره - 00:47:08
واطمأن قلبه وفتح الله عليه ابواب الرحمة فاصبح في صلاته متلذذا متخشعا متبذلا نرجو رحمة الله ويوفق في قوله وقيله ودعائه وسؤاله. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم ذلك الرجل - 00:47:29
يقول عليه الصلاة والسلام فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة. يستدل طائفة من العلماء بهذا الحديث وامثاله على تفضيل الله على لبني ادم على الملائكة. وان الله اسجد الملائكة لادم - 00:47:48
وان الله جعل ملائكة عرشه وحملة عرشه يسبحون بحمده ويستغفرون للذين امنوا في ارضه وهذا كله يدل على فضل التوحيد والايمان والاسلام والاخلاص لله عز وجل واقامة شرائع الاسلام وان العبد لا يزال بخير من الله ما اقام دين الله وشرع الله حتى ان الملائكة تدعو له وتستغفر له - 00:48:05
وتشفع له باذن الله. فنسأل الله العظيم من فظله. ونستغفره ونتوب اليه ونسأله ان يرحمنا برحمته. وان ويشملنا بواسع مغفرته. وهو ارحم الراحمين - 00:48:35
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه. واستن بسنته الى يوم الدين اما بعد. قال المصنف رحمه الله - 00:00:00
الله تعالى قال الامام المصنف رحمه الله تعالى وعن عبدالله بن يزيد الخطمي الانصاري رضي الله عنه قال حدث البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد - 00:00:20
منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين - 00:00:40
وخيرة الله من الخلق اجمعين. وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه توسلنا بسنته الى يوم الدين. اما بعد فقد ذكر الامام المصنف رحمه الله هذا الحديث الشريف حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما وارضاهما - 00:01:03
وفيه بيان ما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم حال الاقتداء به في الصلاة وبيان ما كانوا عليه من شدة المحافظة على المتابعة وعدم المسابقة لرسول الله - 00:01:29
صلى الله عليه وسلم وهذا الادب من اداب الاقتداء والائتمام ولذلك اعتنى ائمة العلم من المحدثين والفقهاء بذكر الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تقريره وبيانه سواء في كتب الحديث او في كتب الفقه - 00:01:52
لاهمية ذلك لان مسابقة الامام قد تؤدي الى بطلان الصلاة كما تقدم معنا. وكذلك موافقته في صح قولي العلماء حكمها الكراهة. ومن ثم قال العلماء رحمهم الله تحرم مسابقة وتكره موافقته - 00:02:19
فبين رضي الله عنه وارضاه حال الصحابة رضوان الله عليهم في المتابعة. ولذلك ناسب ان المصنف رحمه الله في باب الائتمان كما ذكره الامام البخاري وغيره وغيرهما من ائمة الحديث رحمهم الله جميعا - 00:02:44
عن عبد الله ابن يزيد الخطمي الانصاري رضي الله عنه قال حدثني الحرامي الجليل عبد الله ابن يزيد ابن حبيب الحارث الخطمي وخط مات جده وسمي بذلك لانه ظرب رجلا على خطبه - 00:03:11
فسمي بهذا الاسم وهو من الصحابة رضي الله عنه وارضاه ولكنه من صغار الصحابة وليس من كبارهم. نعم قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال حدثني البراء وهو غير كذوب - 00:03:31
وهذا عند طائفة من العلماء والائمة من الشراح لا يعتبر من التزكية لان الصحابة رضوان الله عليهم قد زكاهم اله الاولين والاخرين من فوق سبع سماوات ورضي عنهم وارضاهم ونسأل الله العظيم ان يجعل اعالي الفردوس مسكنهم ومثواهم - 00:03:54
فهؤلاء هم الذين اصطفاهم الله واجتباهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وذكر بعض الائمة رحمهم الله ان الله اختار نبيه من بين الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وكما اختاره من بين الانبياء اختار له الصفوة من الصحبة من الصحابة الكرام الذين هم - 00:04:23
من صحب النبي صلى الخيار من صحب الانبياء رضي الله عنهم وارضاهم وكل من تتبع نصوص الكتاب والسنة وما جاء فيهما من ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:53
من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار انهم كانوا على اتم ما يكون عليه المسلم في صحبته لرسول الله صلى الله عليه وكانوا اشد ما يكونون رعاية لحرمة الدين وقيامهم بحقه وحقوقه - 00:05:13
فنسأل الله العظيم ان يجزيهم عنا وعن نبيه وعن المسلمين خير ما جزى صحابيا عن صحبته فهذا القول يجريه بعض العلماء في غير مجرى التزكية كقول ابي هريرة رضي الله عنه اخبرني خليلي الصادق المصدوق. فهذا ليس من قبيل التزكية - 00:05:38
وهو نوع من الثناء ولا شك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ابعد عن كذب لانهم امناء على اعظم شيء. وهو دين الله وشرعه. ومن ثم ومن ثم كانوا اصدق ما يكونون لسانا واسد ما واكثر سدادا في قولهم كما اخبر - 00:06:04
الله سبحانه وتعالى عنهم حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سأل الرجل عن الامر وكان الامر من اشد ما يكون عليه ان يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يخبره - 00:06:34
ولا يتردد ولما قال لسعد يوم يوم حنين هل انت اين انت يا سعد؟ قال رضي الله عنه المرء مع قومه ولم قل يا رسول الله او يكذب او يغير كانوا رضي الله عنهم وارضاهم اصدق ما يكونون لسانا - 00:06:54
واثبت ما يكونون جنانا واوضح ما يكونون بيانا كيف وقد اختارهم الله لخيرته من صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين. نعم قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن - 00:07:20
حمد لم يحن احد منا ظهره قال رضي الله عنه حدثني البراء وهو غير كذوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم - 00:07:46
احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقع سجودا بعده هذا الوصف لحالهم رضي الله عنهم وارضاهم يدل على انهم كانوا يتأخرون حتى يستتم النبي صلى الله عليه وسلم القول - 00:08:05
والفعل فاذا انتقل الامام من ركن الى ركن كأن ينتقل من من الوقوف والقيام الى الركوع. فيحني ظهره راكعا او ينتقل من القيام بعد الركوع والرفع منه الى السجود فيهوي كما ورد في الحديث - 00:08:29
فان السنة ان ينتظر المأموم حتى يسجد الامام فاذا كبر الامام للسجود ووقع على الارض ثم بادر المأموم مباشرة بعد وصول الامام الى الارض وانتهاء قوله فهذا من اتم ما يكون في متابعة الامام - 00:08:54
لانه لم يسابق لم يسبق الامام فلم ينحني قبل انحناء الامام وكذلك لم يسبقه بالقول فلم يكبر قبل تكبير الامام ثم ايضا لم يوافق الامام لا في القول ولا في الفعل - 00:09:19
فهو ينتظر الامام حتى ينتهي من القول فيقول الله اكبر وهو هاو للسجود ويتركه حتى يصل الى الارض او يقدر زمانا اذا كان لا يراه يغلب على ظنه وصول الامام فيه الى الارض فيكبر - 00:09:38
ويهوي للسجود وهذا هو الذي فعله الصحابة رضوان الله عليهم وهذا الصحابي من صغار الصحابة ولذلك حدث عن الصحابي فهذا الحديث من رواية الصحابي عن الصحابي ورواية الصحابي عن الصحابي في اكثر صورها - 00:09:58
تقع من رواية الاصاغر عن الاكابر وكان صغار الصحابة رضوان الله عليهم يصلون في المؤخرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يليه اولو الاحلام فما هي وصيته عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه - 00:10:21
وكان كبارهم قريبين منه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ولكن لا يعني هذا انهم كانوا يطردون الصغار او ينفرون الصغار او يؤذونهم اذا تقدموا. فان انس بن ما لك رضي الله - 00:10:41
مع صغر سنه خادم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد كنت تحت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يمسني لعابها. اسمعه يقول لبيك حجة وعمرة وهذا من القرب اشد ما يكون من القرب. وهو من صغار الصحابة - 00:10:59
وهم صغار ولكنهم كبار وهم الائمة الاخيار الصفوة الاطهار فطرد الصغار وتنفيرهم والصياح عليهم اذا جاؤوا في الصفوف الاول هذا مما يخالف الشرع امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يليه اولو الاحلام. واختلف العلماء في معنى ذلك. قال بعض الائمة معناه - 00:11:26
انه يوصي كبار السن ان يتقدموا وان يبادروا وان يبكروا وليس معناه انهم يأتوا لانسان استحق مكانا بالسبق فينازعوه حقه الصغير اذا كان يعقل الصلاة ولا يؤذي ولا يشوش. فاذا سبق فهو احق بما سبق اليه. وهي نعمة من الله على هذه الامة - 00:11:53
ان ترى صغارها قبل كبارها يتسابقون الى رحمة الله جل جلاله. واذا طرد الصبي نفر من عبادة الله ونفر من طاعة الله خاصة اذا كان الاسلوب سيئا كما يقع به البعض فيه البعض اصلحهم الله - 00:12:22
في الصغار يروظون على الخير ويعودون عليه ويحببون فيه ولا ينفرون منه. فهذا هو شرع الله وهذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي كان رحيما بالصغير والكبير. والذي قال عنه خادمه - 00:12:42
انس بن مالك رضي الله عنه انه صحبه ولم يقل وما كهره ولا شتمه ولا ضربه ولا قال له يوما قط اف فهذه الرحمة المهداة والنعمة المسداة بابي وامي صلوات الله وسلامه - 00:13:03
عليه هذا هو هديه مع الصغير. بل كان اذا صلى فسمع بكاء الصغير اشفق على امه. وراعى احوال المصلين فلا يجوز طرد الصغار حتى ولو كان الامام او كان من يرى عدم وجودهم في - 00:13:23
صفوف الاول يرى عدم ذلك او لا يراه سائغا فعليه ان يترفق بهم. وان يكون اسلوبه حسنا لانه ربما اضر الصبي في دينه. ونفره من القرب من طاعة ربه. وحبه للمساجد التي هي بيوت - 00:13:43
والتي فيها ملائكة الله تتأذى مما يتأذى منه المصلون. فالمقصود انه ينبغي المحافظة على هذا الهدي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فكان الصبيان يصلون الصغار الذين هم الاحداث وخاصة اذا كانوا في بداية سن التمييز فانه قد يحدث منهم بعض الخطأ واللغط - 00:14:03
فيؤخرون. اما اذا كانوا يعقلون او كانوا في سن العاشرة لو كانوا قريبين من البلوغ فهؤلاء يشاد بهم ويدعى لهم بالخير ويحببون في بيوت الله والقرب من المصلين الراكعين الساجدين. فاذا لم يأنسوا في بيوت الله فاين يأنسون؟ واذا كانوا لا يستطيعون - 00:14:33
القرب من هذه الصفوف التي هي مفظلة في الشرع فانهم اذا كبروا من باب اولى ان يزهدوا فيها. اما اذا تعودوا من الصغر المسابقة اليها والحرص عليها فهذا عواقبه حميدة - 00:14:59
كما يكون فيه من رحمة الله وينبغي ان يحرص كل الحرص على عدم التنفير فان هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة مع الضعفاء الذين وصفهم الله من فوق سبع سماوات بانهم ضعفاء وهم - 00:15:19
صغار السن. نعم. قال رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده - 00:15:39
كان النبي صلى الله عليه وسلم صيغة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم تدل على المداومة والاستمرار وهذا ما قصده هذا الصحابي الجليل ان هذا الامر كان ديدنهم وشأنهم مع رسول الله صلى الله - 00:15:57
الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ولم يقل حتى ينحني النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:24
ولم يقل حتى يهوي النبي صلى الله عليه وسلم وانما قال حتى يقع وقوله حتى يقع معناه انه وصل عليه الصلاة والسلام الى الارض وبناء على ذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد تمم الامرين القول والفعل القول الذي هو التكفير - 00:16:48
والفعل الذي هو السجود. فيكون قد وصل الى الركن البعدي وهو السجود. وهذا من اتم ما يكون ولذلك كما انه يكره للمأموم ان يوافق الامام فانه ربما يصل الى درجة التحريم وقد يؤدي الى بطلان الصلاة في بعض الاحوال التأخر الفاحش - 00:17:11
التأخر الفاحش والتقاعس عن متابعة الامام فان هذا مكروه في الاصل. لكنه قد يصل الى درجة التحريم. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عبر بالفاء في المتابعة. فقال اذا كبر فكبروا. واذا ركع - 00:17:41
تركعوا وهذا يدل على ان فعل المأموم يقع مباشرة بعد فعل الامام. وهذا هو الذي قصده الصحابي رضي الله عنه ثم نقع سجودا بعده. وعبر بذلك عن الكل وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:03
وعليه فانه لا يتأخر المأموم عن الامام. وما يفعله البعض من التقاعس والتأخر فتجده اذا كبر الامام للسجود اشتغل بحك رأسه او حك بدنه او جسده او النظر الى ساعته او الاشتغال باي شيء يشغله عن مبادرة بمتابعة الايمان سواء في قيامه او في - 00:18:22
ركوعه او في سجوده او في جلوسه او في رفعه من السجود او قيامه من التشهد. كل هذا مخالف للسنة والشرع ومخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم معه. بابي وامي - 00:18:48
صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك قال رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا. ثم نقع سجودا بعده. ثم نقع - 00:19:08
سجودا بعده اي بعد ان يستتم ساجدا. ثم قال لم يحني والانحناء هو بداية الهوي للسجود. وحنى ظهره اذا اماله سواء لركوع او سجود وهذا يدل على انهم لا يبدأون بالفعل حتى يستتم النبي صلى الله عليه وسلم الفعل - 00:19:28
وهذا افضل ما يكون في متابعة المأموم لامامه. ثمان النفس اذا تأخر المصلي عن المسابقة وان يوافق الامام فانه حينئذ يشعر نفسه بانه في حال المتابعة. وهذا من ابلغ ما يكون في الاقتداء - 00:19:50
والاهتمام بالائمة. لان النفس تصبح في هذه الحالة مستحضرة. لحال الامام الذي تتابعه. ولكنه اذا غفل الانسان فانه ينتظر سماع الصوت ليهوي ساجدا. او يرفع من الركوع او نحو ذلك مما يكون من شأنه مع الامام - 00:20:11
فالافضل والاكمل فعل ما فعله هؤلاء البررة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا امن الامام - 00:20:31
فامنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلق بفضيلة من فضائل صلاة الجماعة وهذه الفظيلة فظيلة عظيمة - 00:20:53
يخرج العبد من بيته الى بيت الله ليصاب برحمة الله وهذه الفظيلة ذكر بعظ العلماء انها هي التي عنيت بقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه صلاة الجماعة تفظل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة - 00:21:19
فمن الدرجات التي جعلها الله في صلاة الجماعة انه اذا كانت الصلاة جهرية وجهر الامام قراءة فقال ولا الضالين. فقال المأموم امين. فوافق تأمينه تأمين ملائكتي في السماء غفر له ما تقدم من ذنبه. وظاهر الحديث - 00:21:51
انه يغفر له صغائر الذنوب وكبائرها. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق ولم يبين ولم يقيد هذا الاطلاق في قوله غفر له ما تقدم من ذنبه وكبائر الذنوب اذا كانت مشتملة على حق - 00:22:23
من حقوق العباد فانه لا يمكن ان يخرج من هذا الحق الا اذا سامحه صاحب الحق او ادى ذلك الحق على وجهه. لكن النصوص التي وردت بغفران الذنوب. وان كانت مثل زبد البحر - 00:22:46
كقول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تمام المئة بعد التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة ونحو ذلك مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا فانه يبقى على اطلاقه. ولذلك النبي - 00:23:07
صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث الصحيح الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر فلما اراد التقييد قيد واذا اراد الاطلاق اطلق - 00:23:32
فما اطلقه الشرع نطلقه وما قيده الشرع نقيده. ولكن ليس معنى هذا ان يتساهن الناس في الذنوب او يتساهل العبد او يقطع بانه غفر له ما تقدم من ذنبه. لان الامر موقوف على القبول. والقبول امره الى الله - 00:23:52
وقد يحال بين العبد وبين القبول بعقوق والدين او قطيعة رحم او اذية مسلم او ظلم او ظلم للانسان في نفسه ونحو ذلك من الذنوب. التي تحول بين العبد وبين الرحمة. نسأل الله بعزته وجلاله - 00:24:12
وعظمته وكماله ان لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا. وان لا يحول بيننا وبين رحمته وهو ارحم الراحمين فهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا وافق تأمين المصلي تأمين الملائكة - 00:24:32
غفر له ما تقدم من ذنبه. وهذا على ظاهره في ارجح قولي العلماء واصحهما والعلم عند الله. وقوله عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس ورمضان الى رمضان قال مكفرات ما بينهن. هذا يسمى التكفير البيني. وهناك فرق بين - 00:24:53
تكفير بين العبادة والعبادة وبين تكفير الذنب بسبب العبادة. فعبادة الصلاة شأنها عظيم. ولا يستبعد في كرم الله وجوده ورحمته واحسانه وبره ان يغفر للعبد ما تقدم من ذنبه بل وما تأخر فهو - 00:25:20
ارحم الراحمين وهو الذي يفرح بتوبة التائبين وهو الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وهو الذي غفر الذنوب بالوضوء وهو الذي غفر الذنوب باجابة الدعاء - 00:25:40
والنداء وهو الذي غفر الذنوب برفع الخطى الى المساجد. وهو الذي غفر الذنوب بموافقة تأمين الملائكة. وهو الذي غفرت ذنوب بسبب وبدون سبب. ولربما سجد العبد لله سجدة فرفع رأسه منها كيوم ولدته امه. فالله - 00:26:00
حليم رحيم يغفر بسبب ويغفر بدون سبب لا يسأل عما يفعل. وهم يسألون يحكم ولا معقب لحكمه وهو ارحم بعباده من عباده بانفسهم. فلا يستكثر على الله في رحمته. وبره ولطفه - 00:26:22
وقد وصف نفسه بانه الودود الذي يتودد بفضله واحسانه لعباده بالنعم وغفران الذنوب وستر العيوب فاللهم لك الحمد انت ربنا لا نحصي ثناء عليك. انت ربنا لا نحصي ثناء عليك. فظاهر هذا الحديث اذا اخذ - 00:26:42
على انه غفران للذنب اصبح من اعظم الفضائل التي تجنى من صلاة الجماعة. وصلاة الجماعة ثلاث صلوات المغرب والعشاء والفجر وكل هذه الصلوات تقع في اوقات صعبة حرجة يجيب العبد فيها داعي الله ويقبل فيها على بيوت الله راجيا لرحمة الله. ففي صلاة المغرب قد حمل هم - 00:27:02
وغمي حمل هم يومه وغمه واقبل على ربه وعلى بيت من بيوته متطهرا كما امر الله مجيبا لداعي الله حي على الصلاة حي على الفلاح. واقبل على الله صادقا منيبا. فان الله - 00:27:33
وتعالى يعظم عنده مثل هذا الامر. وكذلك صلاة العشاء فانه اذا خاصة في بالقديم حينما كان الناس يخرجون الى مصالحهم من الفجر فيقضون المصالح في البكور. فلا يصل الواحد منهم الى صلاة العشاء الا وهو مجهد - 00:27:53
منهك ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ولما اخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الى قريب - 00:28:16
من ثلث الليل او الى قريب من شطر الليل وقال عمر الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان قال عليه الصلاة والسلام انه لوقتها لولا ان اشق على امتي فصلاة العشاء - 00:28:36
في وقع وقت مشقة وعناء وتعب ونصب. فاذا كان الانسان قد اجهد وبلغ به الجهد مبلغه. فابى الا ان يجيب داعي وابى الا ان يخرج الى بيت الله ولم يتخلف عن الصلاة مع الجماعة فهذا امره عظيم. ومثل ما يقع الان - 00:28:56
من الذين يسافرون لتعليم ابناء المسلمين او بناتهم فيأتي الواحد منهم في صلاة العصر مجهدا يبقى على الصلاة الوقت اليسير من نصف ساعة او لربما الساعة الاربع الا ربعا ومع ذلك فان - 00:29:19
ينتظر فاذا انتظر حتى يصلي الصلاة في وقتها فانه على خير وبر. فاذا جاهد نفسه وخرج الى بيت الله وادى فراغه فريضة الله على الوجه الذي امر الله فانه لا يدري باي رحمة يرجع به الى بيته. وباي خير وباي - 00:29:39
فضل وبر. فمجاهدة الصلاة ومكابدتها والصبر عليها شيمة الابرار. ودأب عباد الله الصالحين الاخيار لا يفعل ذلك الا الموفق. امرنا الله بمجاهدة النفس. واعظم ما تكون مجاهدة اذا كانت في اركان الاسلام التي وفي الصلاة التي هي عمود الدين والتي هي من اعظم شرائع الدين - 00:30:02
فاذا جاهد العبد نفسه في هذا الامر فانه ينال الخير الكثير. فهذا الفضل الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم في موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة في السماء يدل على فضل الصلاة مع الجماعة - 00:30:32
وقد اعتنى العلماء والائمة رحمهم الله من المحدثين بذكر هذا الحديث في باب صلاة الجماعة للتأكيد على فضلها وعظيم ما فيها من الاجر وكذلك ايضا بيان حكم مسألة التأمين وانه يشرع للامام ان يؤمن كما يشرع للمأموم ان يؤمن وهذا هو ارجح قولي العلماء في نظري - 00:30:54
والعلم عند الله ان التأمين والجهر به في الصلاة الجهرية يشرع للامام والمأموم وذلك لثبوت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا القول قال طاووس بن كيسان - 00:31:24
وهو مذهب الامام الشافعي ومالك على التفصيل في مذهبه. فانه منع المأموم من الجهر. وفي الامام عنه روايتان. رواية بالجهر واختارها اصحابه المصريون كابن القاسم وابن وهب وغيرهما رحمة الله على الجميع. ورواية بعدم الجهر اختارها غيره - 00:31:42
وهذا القول هو مذهب داوود الظاهري وطائفة من اصحاب الحديث رحمة الله على الجميع ان الامام يجهر بامين وان المأموم يجهر بامين. ولا يخفيهما ولا يخفي التأمين واحد منهما. اذا كانت الصلاة جهرية - 00:32:05
واحتجوا بهذا الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه من وافق تأمينه فقولوا امين. فانه من وافق تأمينه تأمين الامام غفر له ما تقدم من تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه - 00:32:27
وفي الحديث ايضا عن ابي هريرة اذا امن الامام فامنوا. فلما قال اذا امن الامام نسب للامام التأمين فدل على ان الامام يؤمن ولو كان الامام لا يؤمن لم يقل اذا امن الامام ولم ينسب التأمين اليه. وان - 00:32:52
كان قوله عليه الصلاة والسلام اذا امن الامام يحتمل وجهين. الوجه الاول اذا امن الامام اي قال امين فقولوا امين. فحينئذ لا اشكال في دلالته على ان الامام يؤمن والمأموم يؤمن. والمأموم يؤمن. فلا - 00:33:12
اشكال في دلالته على ذلك. وان قيل في قوله اذا امن الامام اي اذا بلغ موظع التأمين. كما يقول العرب اذا انجد انجد اذا دخل نجدا واتهم اذا دخل تهامة. وهذا الوجه يعتبر مرجوحا وهو مجازيه - 00:33:32
ولكنه حمل الحديث علي يعتبر عند علماء الاصول من التأويل. والتأويل وهو تأويل صحيح قوي. لانه جاءت الرواية اخرى ببيانه في قوله عليه الصلاة والسلام اذا قال القارئ ولا الضالين فقولوا امين - 00:33:55
فرواية البخاري في صحيحه بينت وفسرت معنى قوله عليه الصلاة والسلام اذا امن الامام اي اذا بلغ موظع التأمين وذلك اوظح ما يكون في الرواية التي ذكرناها. ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحاديث الصحيحة - 00:34:17
في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند ابي داود وابن ماجة والدارقطني والحاكم وصححه والترمذي وحسنه وصححه الحاكم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قال ولا - 00:34:41
قال امين ورفع بها صوته في رواية ومد بها صوته في رواية اخرى ومثل حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وارضاه هذه الاحاديث كلها تدل على هذا القول ان الامام يؤمن وان المأموم يؤمن وان السنة ان - 00:35:01
يؤمن ان يؤمن المأموم بعد قول الامام ولا الضالين. وانه لا لا يسبق الامام ولا ولا يكون بعد تأمينه بعد تأمين الامام وانما يكون مقارنا لتأمين الامام. لورود الرواية المفسرة - 00:35:26
وعليه فانه يترجح هذا القول ومنع من الامام ابو حنيفة رحمه الله من التأمين والجهر به. لانه يرى ان التأمين دعاء والاصل في الدعاء ان يسر. وان وان لا يظهره الداعي - 00:35:46
كما دل على ذلك دليل القرآن وعنده ان سنة الاحاد لا تخصص عموم القرآن لان لانه حينئذ يكون من نسخ الظني القطعي بالظني وهو ظعيف عنده رحمه الله. ولكن السنة ثبتت عن - 00:36:06
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحت ولا وجه لردها. وعليه فانه يترجح مذهب الجمهور بانه يرفع الامام بها صوته. ولذلك قال بلال رضي الله عنه كما في حديث الحاكم رواه الحاكم في مستدركه وصححه انه قال يا رسول الله - 00:36:29
لا تسبقني بامين. فهذا كله يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمن وكان يرفع بذلك صوته وكذلك الصحابة من بعده. ولذلك ورد في الرواية الاخرى انه كان اذا امنوا - 00:36:53
ارتج بتأمينهم المسجد. وهذا لا يكون الا بالجهر كما لا يخفى. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم لي - 00:37:13
الناس فليخفف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا امن الامام فامنوا الامام اذا امن الامام التأمين قول امين قيل معناها اللهم استجب. وهذا هو اقوى الاقوال في تفسيرها - 00:37:33
ولذلك قول امين هو دعاء ولذلك قال الله عز وجل حينما دعا موسى وامن هارون عليهما وعلى نبينا وعلى الانبياء الصلاة والسلام قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعا سبيل الذين لا يعلمون - 00:37:58
ووصف ووصفهما بكونهما داعيين. وكان هارون عليه السلام مؤمنا ولم يكن داعيا. ولذلك قال ائمة المؤمن احد الداعيين لانه يسأل ربه ان يستجيب الدعاء الذي دعا به من امن على دعائه - 00:38:23
التأمين قيل معناه اللهم استجب وقيل معناه ليكن كذلك واذا قيل معناه اللهم استجب اي اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهو يسأل ربه ان تستجاب هذه الدعوة - 00:38:49
والوجه الثالث قيل ان امين اه كنز من كنوز من الكنوز التي لا يعلمها الا الله وقيل انه اسم الله الاعظم وهو قولان ضعيفان والاقوى ان امين بمعنى اللهم استجب - 00:39:12
وفيها لغتان مشهورتان اه افصحهما كما قال طائفة من الائمة واشهرهما واصحهما انها بالمد مع التخفيف امين وهناك الوجه الثاني وهو القصر مع التخفيف امين. وهناك وجه ثالث وهو المد مع التشديد للميم. وهذا الوجه الثالث خطأه - 00:39:31
بعض العلماء وقيل انه شاب ويحكى عن جعفر الصادق ومعناه قاصدين لان اما الشيء اذا قصده ان اصل اذا ام شيئا قصده. ويقال اما الشيء ويممه. ولست ادري اذا يممت ارضا اريد الخير - 00:40:10
رأيهما يليني اا الخير الذي انا مبتغيه ام الشر الذي يبتغيني فاما الشيء اذا قصده منه قوله تعالى ولا البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا اي قاصدين البيت الحرام - 00:40:34
هذه هذه هذا الوجه الثالث ضعفه غير واحد بل حكى بعض ائمة اللغة انه من لحن العوام في الصلاة وانه لا يقال امين بالمد مع التشديد وانما يقال امين بالمد - 00:40:57
مع التخفيف كما اشار الى ذلك الامام النووي رحمه الله وغيرهم فاذا نظر الى هذا المعنى في قوله اللهم استجب بين النبي صلى الله عليه وسلم ان السنة ان يؤمن المأموم على دعاء الامام. وذلك بقول هذا اللفظ - 00:41:15
قال صلى الله عليه وسلم اذا امن الامام فامنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه جاءت الرواية بتفسير ذلك انه اذا قال الامام ولا الضالين. قالت الملائكة في السماء امين - 00:41:37
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة قيل وافق تأمينه تأمين الملائكة في الوقت فوقع تأمينه في الوقت الذي وقع فيه تأمين الملائكة هذا وجه والوجه الثاني ان من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الاخلاص - 00:42:00
الصدق والتوجه الى الله سبحانه وتعالى فيؤمن وهو صادق حاضر القلب مخلصا لربه ولا يخلص عبد في دعائه فيدعو دعوة الا استجيبت دعوته فانه اذا دعا العبد مخلصا موحدا اه لربه سبحانه وتعالى فان الله يستجيب دعاءه - 00:42:21
ولذلك المشركون لما دعوا الله مخلصين له الدين نجاهم الله من الكرب وهذا يدل على ان الاخلاص والصدق من اعظم الاسباب التي يستجاب بها الدعاء ولذلك قال بعض العلماء ان من علامة استجابة الدعاء - 00:42:47
ان الداعي يدعو بيقين كامل ويستشعر ان الله سبحانه وتعالى لن يخيبه في دعائه فاذا دعا بهذا اليقين فانه لا يمنع من الاجابة الا ان يشاء الله سبحانه وتعالى فقالوا ان الموافقة موافقة تأمين المأموم للملائكة المراد بها الموافقة في القلب وليس - 00:43:10
في الوقت والزمان وهذا هو الوجه الثاني والامر محتمل ولا نستطيع ان نرجح لانه في بعض المسائل في الاحاديث كما يفعل الائمة الكبار والجهابذة اهل العلم يطلقون الوجهين ويحكون الوجهين في فتاويهم. لان هذا امر ليس عندنا دليل يرجح فيه وجها على وجه. وهكذا في تفسير القرآن - 00:43:36
تكون هناك اقوال في بعض الاشياء التي لا يحتاج الى الجزم والترجيح فيها. اما المسائل والاحكام فانه تدل الدلالة على احد القول على القول الاخر او الاقوال. اما في المسائل التي هي في معاني الاحاديث والايات فمن سعة - 00:43:59
انها تحتمل هذه الوجوه لان هذا يمكن الفقيه والعالم من ان يستدل باي وجه لانه محتمل وتحتمله النصوص ولذلك تجد البعض اذا حكي العلماء الوجوه او الا وجه يريد ترجيحا في كل خلاف وهذا ليس بمستقيم - 00:44:19
هناك خلاف يتملك الفقيه باذن الله وبفضل الله القدرة على الترجيح فيه. وهناك خلاف اه يطلقه العلماء وهو موجود خاصة في شروح الاحاديث. ولذلك تجد بعض الائمة اذا تكلم في الوعظ او تكلم في الكتب للتذكير بالله عز وجل - 00:44:39
لو تكلم في التنبيه على خطأ يحذر من امر ويقول ويحتمل قول الله عز وجل كذا وكذا وهو احد القولين في تفسير هذه الاية او احد الاقوال في تفسيرها فيزجر بهذا المعنى او يرغب بهذا المعنى فهذا كله - 00:45:00
هو معروف ومن تتبع كلام الائمة وجده ظاهرا جليا فهذا هذا الذي ذكره العلماء في مسألة موافقة المأموم للامام وفي هذا الحديث دليل على كرم الله وجوده وعظيم بره واحسانه - 00:45:20
وان الصلاة امرها عظيم فان الامام اذا صلى بالناس ووقف بين يدي الله يدعو اذا بالملائكة تؤمن على دعائه وهذا في قراءة القرآن وهو يدل على عظيم فضل القرآن وفضل الفاتحة بالخصوص - 00:45:44
انه اذا قرأها الامام في الصلاة فدعا بالدعاء الذي فيها ان الملائكة من فوق سبع سماوات تؤمن على هذا الدعاء دعاء الله اكبر ما اعظمها من فضيلة. وما اعظمها من شعيرة وما اعظمها من فريضة. وهي الصلوات الخمس. الصلاة الصلة - 00:46:07
بين العبد وربه ومن فضلها وشرفها ان الائمة اذا تقدموا لكي يصلوا بالناس امنت الملائكة على دعائهم فما اسعد الامام الذي اخلص لله في قراءته وابتعد عن الرياء والسمعة وطلب ثناء الناس وخرجت كلمات القرآن من - 00:46:28
لساني واوضحها ببيانه لا يريد الا وجه الله ولا يبتغي الا ما عند الله. فقرأ القرآن على نور من الله بتوفيق من الله فقالت الملائكة في السماء امين على دعائه في الفاتحة - 00:46:50
فهذا فضل عظيم. ولذلك ما من مصل يصلي وهو مخلص لله عز وجل. وما من امام يتقدم في امامته لله عز وجل يتلو كلام الله والجنة والنار بين عينيه ويلتمس ما عند الله من فضله الا انشرح صدره - 00:47:08
واطمأن قلبه وفتح الله عليه ابواب الرحمة فاصبح في صلاته متلذذا متخشعا متبذلا نرجو رحمة الله ويوفق في قوله وقيله ودعائه وسؤاله. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم ذلك الرجل - 00:47:29
يقول عليه الصلاة والسلام فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة. يستدل طائفة من العلماء بهذا الحديث وامثاله على تفضيل الله على لبني ادم على الملائكة. وان الله اسجد الملائكة لادم - 00:47:48
وان الله جعل ملائكة عرشه وحملة عرشه يسبحون بحمده ويستغفرون للذين امنوا في ارضه وهذا كله يدل على فضل التوحيد والايمان والاسلام والاخلاص لله عز وجل واقامة شرائع الاسلام وان العبد لا يزال بخير من الله ما اقام دين الله وشرع الله حتى ان الملائكة تدعو له وتستغفر له - 00:48:05
وتشفع له باذن الله. فنسأل الله العظيم من فظله. ونستغفره ونتوب اليه ونسأله ان يرحمنا برحمته. وان ويشملنا بواسع مغفرته. وهو ارحم الراحمين - 00:48:35