دعاء ودعوة

دعوة ودعاء 1\6 فريد الأنصاري Farid alAnsari

فريد الأنصاري

ونعود الى السياق من سورة القمر من هذا الموقف العجيب مما بينا بعض ملامحه من علاقة العبد بربه القصة تتعلق طبعا بنوح عليه السلام وانما العبرة والحكمة فيما يمكن ان يستفاد هي علاقة العبد بربه - 00:00:00ضَ

علاقة العبد بربه من حيث هو عبد اي ان العبد اذا حصل صفة العبدية وكان عبدا لله حقا ووجد وذاق وسلم ان الله جل وعلا هو ربه فحصل ما حصل بين العبد وربه - 00:00:30ضَ

من الرضا والتراضي يحصلوا ذلك الرضا بما يحصل من محبة بين العبد المحب لمولاه. بما عرف اي هذا العبد بما عرف عن الله جل وعلا من صفات واسماء تجعله بعدما عرف حقا وصدقا - 00:01:01ضَ

يجعله يتعلق بالله ويكون له ذلك الرضا من رضي بالله ربا الرضا حيث يذوق فعلا حلاوة الايمان يذوقها ويجدها ويشعر بها شعورا حقيقيا حينئذ يكون ذلك التجاوب بين الرب الرحيم الكريم وبين عبده المتقرب اليه - 00:01:27ضَ

وهذا الذي كان عليه الانبياء جميعا بل اليه دعوا وعليه عاشوا وعليه ماتوا وتبعهم في ذلك الصديقون الشهداء الصالحون وكل من تبعهم باحسان الى يوم الدين وتلك غاية الدين ان يصل العبد فعلا هذه الرتبة ان يشعر بوجود الله سبحانه وتعالى وبربوبيته له - 00:01:59ضَ

يشعر يعني يذوق المعنى. كيف يكون الله جل وعلا ربك اي حينما تشعر وتجد فعلا انك عبد لا تتصرف الا بإذنه هذه خلاصة الكلام انت عبد لا تتصرف الا بإذن الله - 00:02:27ضَ

وتكون الاحكام الشرعية من الحلال والحرام والواجب والمندوب والمكروه والمباح كل ذلك انما هي علامات علامات في سيرك وطريقك الى الله جل وعلا تبين لك ما يرضي وما يسخط ربك - 00:02:47ضَ

اي انها علامات الاذن بلغة اخرى انت عبد لا تتصرف الا بإذن مولاه. فكيف فكيف تعلم ان الله اذن لك في ان تفعل؟ او لم يأذن لك في ان تفعل - 00:03:08ضَ

احكام الشريعة احكام الشريعة التي وردت بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وما استنبط منهما وما استنبط منهما استنباطا صحيحا مليحا. كل ذلك علامات يهتدي بها العبد الى الله جل وعلا - 00:03:21ضَ

يبين له مقاصد الرحمان سبحانه وتعالى من شريعته مما يرضيه ومما لا يرضيه وحينما يتعامل العبد مع شرع الله بهذا المنطق اي انني افعل كذا لانه يرضي ربي ولا افعل كذا لانه لا يرضي ربي - 00:03:42ضَ

هذا الوعي الحقيقي الذي هو شعور تعبدي في التعامل مع احكام الشريعة هو الذي يجعل المؤمنة قد بلغ رتبة العبدية وانها لرتبة عليا رتبة العبدية اذا شعر بانه قد بلغ رتبة العبدية حقا - 00:04:04ضَ

وصدقا وذلك العبد مستجاب الدعاء ابدا ولذلك قال فدعا ربه اني مغلوب فانتصر كما بيناه قبلو. رباوه كأنه يعني في سياق هذا التعبير العجيب الجميل كأنه ربه دون سواه مع انه رب العالمين - 00:04:28ضَ

وكان يمكن ان يكون التعبير على سبيل اللغة العامة فدعا الله وهو كلام صحيح او فدعا الرب اني مغلوب فانتصر ويدخل فيه كونه رباه يعني من الناحية اللغة العامة اذا قلنا فدعا الله. راه داخل المعنى فدعا ربه لأن الله هو ربه. او فدعا الرب فهو رب العالمين او فدعا ربه - 00:04:58ضَ

رب العالمين اني مغلوب فانتصر. اي انه رب العالمين. وانا من العالمين. لا. قال فدعا ربه بخصوصية العلاقة بين نوح وبين رب العالمين هذه الخصوصية هي خصوصية الرضى الكامل اي ان نوحا عليه السلام - 00:05:24ضَ

قد تقلب في مراتب العبدية بما يرضي الله جل وعلا وصبر ما صبر على قومه الف سنة الا خمسين من المعاناة في دعوة قوم لم يلتفتوا اليه ولم يقبلوا دعوته الا قليلا قليلا قليلا - 00:05:48ضَ

وقد سئم رسل اخرون من امر الكفر والارتداد والطغيان وعدم السماع. وصبر نوح هذه المدة ليس بالامر الهين ان يكلف رسول الف سنة قل خمسين شيء يعني انما تجمعه الكلمات ولا يستوعبه الوجدان لثقله - 00:06:13ضَ

الف سنة الى خمسين وهو يدعو الى كلمة واحدة ان يوحدوا الله بانه لا اله الا هو لا شيء اخر ويصبر على هذه الدعوة اليوم بعد اليوم الشهر بعد الشهر والعام بعد العام - 00:06:42ضَ

والقرن بعد القرن في غريبة حتى يئس اليأس التام وحتى اخبر من لدن الوحي بانه لن يؤمن من قومه الا من قداما انئذ دعا دعا ربه اني مغلوب يا ربي - 00:07:05ضَ

عدمت الحيل وما بقيت لي حيلة الا استعملتها. وما بقيت لي وسيلة مشروعة الا طرقتها ما بقي لي شيء اخر تصنعه ازاء هذا هؤلاء القوم فما بقيت الا ارادة الله المطلقة - 00:07:29ضَ

وقدرته الشاملة في ان يتصرف كما يريد سبحانه بحكمته في تدبير امر مملكته. قال فدعا ربه اني مغلوب فانتصر وكان الجواب لأن الدعاء كان من عبد وليس من اي شخص لا كان من عبد. ان هاد الصفة صفة المدح - 00:07:48ضَ

سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى يعني سياق الرفعة والعلو وصف فيه الله جل وعلا محمدا بالعبدية مع ان السياق راه مطلعو عندو للسما. اسراء فعروجا - 00:08:16ضَ

وفديك اللحظة لي غادي يطلعو وصفه بالعبدية والعبدية تقتضي الذلة وواقع الأمر لمحمد انما هو عليه الصلاة والسلام العزة والرفعة. لكن بما عبد فكان الجواب لنوح جوابا كافيا شافيا عجيبا - 00:08:38ضَ

جواب الرب الراضي عن عبده فدعا ربه اني مغلوب فانتصر. ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا - 00:09:03ضَ