سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي

رحلة اليقين ملحق ١: ما ردك على من يشككون في حلقاتك عن "نظرية التطور"؟

إياد قنيبي

السلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00ضَ

إخواني الكرام، منذ انطلقتْ (رحلة اليقين) كان لها أصداءٌ واسعةٌ، - 00:00:01ضَ

وعلَّق كثيرون أنَّها كانت سببًا في رجوعهم إلى الإسلام بفضل الله تعالى. - 00:00:05ضَ

كثيرٌ من حلقات الرحلة كانت في بيان مغالطات العلم الزائف، ونظرية التطوَّر كنموذجٍ. - 00:00:12ضَ

مع تأكيدي مِرارًا على أنَّ الإشكاليَّة الكبرى هي في دعوى ظهور الكائنات - 00:00:17ضَ

من خلال التطوُّر الصُّدفيِّ بغير إرادةٍ مِن فاعلٍ مختارٍ يعلم ما يفعل، - 00:00:23ضَ

وبيَّنت أنَّ هذا انتحار عقليّ وغباوة شديدة - 00:00:29ضَ

وبيَّنتُ بالتفصيل كيف تُروَّج هذه الغباوة على أبناء المسلمين. - 00:00:33ضَ

الملفت للنظر أنَّ هذه الحلقات أَثارت حفيظةَ كثيرين فبدأوا يردُّون عليها. - 00:00:38ضَ

وبين الحين والآخر هناك من يطالبني بالردِّ - 00:00:44ضَ

على هؤلاء الذين ينتقدون حديثي عن خرافة التطوُّر الصُّدفيِّ؛ - 00:00:46ضَ

يا دكتور إياد فلان يردُّ عليك فردَّ عليه. فلانٌ يردُّ عليك فرُدَّ عليه… - 00:00:51ضَ

ليكُن في علمكم -إخواني، - 00:00:55ضَ

الذين أصدروا سلاسل أو مجموعة حلقات أو مقالات للرد على ما ذكرناه في (رحلة اليقين) - 00:00:57ضَ

وصلوا حتى الآن -فيما أعرف- سبع جهاتٍ، - 00:01:03ضَ

ما بين ملحدين أو مبهورين بعلماء الغرب -زعموا، - 00:01:06ضَ

نظرتُ في بعض هذه الردود فإذا أكثرها ما فيها إلا التحايلات اللفظية - 00:01:11ضَ

أو تكرارٌ لشًبهات رددنا عليها بالتفصيل. - 00:01:18ضَ

والحمد لله أنا أُسرُّ بكثرة الرادِّين على السلسلة؛ - 00:01:22ضَ

لأنَّ هذا يدلُّ على مقدار الهِزَّة التي أحدثتها الحلقات في هؤلاء -والحمد لله، - 00:01:26ضَ

خاصَّةً عندما يرون سقوط مصداقيتهم لدى أتباعهم - 00:01:31ضَ

الذين لطالما سمعوا منهم تمجيدا لخرافة التطوُّر. - 00:01:35ضَ

حسنًا، أنا -يا كرام- منهجيَّتي - 00:01:39ضَ

هي أن أتحرَّى وأُدقِّقَ وأبذل جهدًا كبيرًا في إحكام ما أُصدِره من حلقاتٍ، - 00:01:42ضَ

وأعرضَ المصادر والأدلَّة أثناء حديثي من قبيل التوثيق، - 00:01:48ضَ

ثمَّ بعد ذلك لا تتوقَّعوا أن أردَّ على كلِّ من يدَّعي أنَّه يردُّ على الحلقات، - 00:01:52ضَ

وإلا لضاع العُمُر في بيان ما هو مبيَّن، وتكرار ما هو مكرَّر، - 00:01:58ضَ

ولن نستطيع أن نسير في السلاسل خطوةً واحدةً إلى الأمام، - 00:02:03ضَ

وأخوكم له انشغالاتُه وتدريسُه وأبحاثُه ومشاركاتُه العلميَّة، - 00:02:07ضَ

وليس متفرِّغًا للردِّ على كلِّ من يَعِنُّ على باله - 00:02:12ضَ

أن يُصدِر مقطعًا أو مقالًا في الردِّ على الحلقات. - 00:02:15ضَ

من آخر ما صدر في ذلك: مجموعة مقالاتٍ لأحد الكتَّاب، - 00:02:18ضَ

قرأتُ أوَّل مقالٍ منها وأودُّ أن أعرِض لكم بعض المواطن مِن مقاله ثمَّ تحكموا: - 00:02:23ضَ

هل هناك داعٍ أن نُكمل قراءة مقالاتِه الأخرى، - 00:02:29ضَ

التي يتكلَّم فيها عن (رحلة اليقين) أم لا داعي؟ - 00:02:33ضَ

الأخ المذكور يتَّهم العبد الفقير إيادًا بالكذب على منهج الخصم، - 00:02:37ضَ

حسنًا، تعالوا نرى الكذب... - 00:02:43ضَ

سآتي لكم بالنصوص من كلامه ومن كلامي. - 00:02:46ضَ

يقول الكاتب: - 00:02:50ضَ

"ماذا عن الاستنتاج الذي قدمه الدكتور قنيبي ضمن شرحه للأركان المفترضة لنظريَّة داروين؟ - 00:02:52ضَ

-أن الكائنات الحية نشأت دون قصدٍ ولا إرادة من فاعلٍ مريدٍ مختارٍ يعلم ما يفعل- - 00:03:00ضَ

هذا الاستنتاج لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شَرح فيها نظريَّته"، - 00:03:06ضَ

إذن يقول الكاتب: هذا الاستنتاج -أنَّ الكون جاء أو الخَلْق جاء من دون إرادةٍ ولا قصدٍ- - 00:03:13ضَ

لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كتب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:03:18ضَ

بل هو يخصُّ الدكتور قنيبي. - 00:03:23ضَ

إلى أنْ قال الكاتب: - 00:03:26ضَ

"داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخلق، بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة، - 00:03:28ضَ

يمكن لشخصٍ آخر أن يُدخل إيمانه في فَهْم ما قاله داروين سلبًا أو إيجابًا، - 00:03:33ضَ

لكنْ ليس مِن الإنصاف أنْ نخلِط بين استنتاجاتنا والنظريَّة". - 00:03:39ضَ

حسنًا، إذن فداروين لم يقل إنَّ الكائنات الحيَّة نشأت دون قصدٍ ولا إرادةٍ، - 00:03:48ضَ

بل هذه استنتاجات إيادٍ التي خَلَطها بكلام داروين، - 00:03:53ضَ

وإلَّا فداروين ما قال هذا في أيِّ كتابٍ من كتبه! - ممتازٌ، ممتاز. - 00:03:56ضَ

إذا كان كلام الأخ صحيحًا فعليَّ أن أعتذر عن كذبي على داروين، - 00:04:03ضَ

وإذا كان كلام الأخ خاطئًا فلنا أن نسأل: هل هو جهلٌ أم تدليسٌ مُتعمَّدٌ؟ - 00:04:08ضَ

أنا لا أدري حقيقةً هل الأخ شاهد حلقتي التي ينتقدها من أوَّلها؟ - 00:04:15ضَ

إن شاهدها فهل رأى العبارات التي عرضتُها بجانبي من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:20ضَ

بدءًا من الدقيقة (1:32)، أي بعد دقيقةٍ ونصفٍ فقط من بدء الفيديو؟ - 00:04:26ضَ

في هذا الموضوع قُلت: أهمُّ ما في الموضوع أنَّ داروين افترض أنَّ الكائنات الحيَّة - 00:04:33ضَ

إنما نتجت عن هذه التغيُّرات بمجموع الصُّدف -يعني دون قصدٍ- وبتعبيره: - 00:04:41ضَ

لم يكن هناك خطةٌ للخلْق "plan of creation" في إيجاد هذه الأنواع الكثيرة، - 00:04:48ضَ

وهو ما أكدَّه في مواضِع عديدةٍ من كتاباته. - 00:04:53ضَ

هنا إخواني عرضتُ بجانبي خمس نُقُولاتٍ من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:57ضَ

تُشير للصُّدفيَّة ونفي القَصْد عن الخَلْق بجانبي وأنا أقول هذه الجملة، - 00:05:03ضَ

اثنان مِن هذه النقُولات هي من الفصل (14) بعنوان: (conclusion) الاستنتاجات، - 00:05:09ضَ

إذن داروين سيعطيك استنتاجاته، استنتاجاته هو وليس استنتاجات إياد. - 00:05:15ضَ

حسنًا، تعالوا نسمع استنتاجات داروين التي عرضتُها في الحلقة التي يتكلَّم عنها الأخ، - 00:05:20ضَ

يقول داروين: community of descent is the unhidden bond" - 00:05:27ضَ

which naturalist have been unconsciously seeking - 00:05:32ضَ

and not some unknown plan of creation - 00:05:35ضَ

or the annunciation of general propositions" - 00:05:38ضَ

يعني: "وحدة الأصل هي الرابط الخفيُّ الذي كان علماء الطبيعة يبحثون عنه لاشعوريًّا، - 00:05:41ضَ

وليس خُطَّةً ما مجهولةً للخَلْق، أو إبداءَ مُقتَرَحاتٍ عامَّةً". - 00:05:48ضَ

وعرضتُ أيضًا قوله الآخر في فصل الاستنتاجات (conclusions): - 00:05:57ضَ

...Nothing can be more hopeless" - 00:06:02ضَ

than to attempt to explain ...this similarity of pattern - 00:06:05ضَ

in members of the same class, by utility "or by the doctrine of final causes - 00:06:08ضَ

يعني: "ليس هناك شيءٌ أكثر يأسًا من محاولة تفسير هذا التشابُه... - 00:06:14ضَ

بين أنماط الصنف الواحد بناءً على عقيدة وجود غاياتٍ نهائيَّةٍ محدَّدةٍ"، - 00:06:21ضَ

يعني: محاولةٌ بائسةٌ يائسةٌ أن تحاول أن تُقنعنا بأنَّ هناك غاية في هذا الخَلْق. - 00:06:26ضَ

إلى أن يقول داروين: - 00:06:32ضَ

On the ordinary view of the" independent creation of each being, - 00:06:34ضَ

we can only say so it is; - 00:06:39ضَ

that it has the Creator to construct all the animals and plants in each great class - 00:06:42ضَ

on a uniform plan: but this "is not a scientific explanation - 00:06:50ضَ

أيْ: "بناءً على وجهة النظر المعتادة مِن خلق كلِّ كائنٍ خَلْقًا مستقلًا - 00:06:56ضَ

فليس بإمكاننا القول إلا أنّ الخالق أراد أن يخلق كلَّ الحيوانات والنباتات في كلِّ صنفٍ - 00:07:02ضَ

بناءً على خطَّةٍ موحَّدةٍ، لكنَّ هذا ليس تفسيرًا علميًّا". - 00:07:07ضَ

طبعًا -إخواني- ليست قضيَّتنا هنا أنَّه خَلْقٌ مستقِلٌّ أم لا، - 00:07:13ضَ

لكنْ محلُّ الشاهد أنَّه ينفي وجود ما يسمِّيه (خطَّةً للخَلْق)، - 00:07:17ضَ

هذا الكلام هو كلام داروين في فصل الاستنتاجات (conclusion) - 00:07:22ضَ

من كتابه (أصل الأنواع) الذي بيَّن فيه نظريَّته، - 00:07:27ضَ

ومع ذلك فالكاتب المذكور يقول: هذا الاستنتاج - 00:07:31ضَ

-أنَّه ليس هناك قصدٌ في خَلْق الكائنات، وأنَّ الكائنات التي جاءت بالصدفة- - 00:07:34ضَ

لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:07:38ضَ

بل هو يخصُّ الدكتور القنيبي، ويتَّهم القنيبي بالكذب على منهج الخصم. - 00:07:41ضَ

الأخ بعد أن عرض كلامي عن الانتخاب الطبيعيِّ الذي أقول فيه: - 00:07:46ضَ

إنَّ داروين ادَّعى أنَّ هذا الانتخاب أعمى ولا يعبِّر عن إرادة الخالق، - 00:07:50ضَ

قال الأخ: "للأسف هذا ليس ما يعنيه الانتخاب الطبيعيُّ، - 00:07:56ضَ

في الأساس بنسخته الأصليَّة على الأقلِّ، - 00:08:02ضَ

نظريَّة داروين لا تُعامِل الانتخاب الطبيعي باعتباره أعمى أو يعرف أو لا يعرف، - 00:08:05ضَ

كلُّ هذه تفسيرات وإسقاطات حَسْب فهمِنا له، وموقعنا المُسبَق من النظرية"، - 00:08:13ضَ

أها، إذن للأسف ليس هذا ما يعنيه الانتخابُ الطبيعيُّ، - 00:08:20ضَ

فنقول: بل للأسف يبدو أنَّ صاحبنا لا يعرف نظريَّة داروين، - 00:08:24ضَ

ولا اطَّلع على الحلقات التي ننقلُ فيها من كلام داروين نفْسه عن الانتخاب الطبيعيّ، - 00:08:29ضَ

ومع ذلك يأتي ليستنكِر ويتَّهم غيره بالكذب. - 00:08:36ضَ

في حلقة: (لماذا يلحد بعض أتباع عدنان إبراهيم) وهي حلقةٌ مهمَّةٌ للغاية، - 00:08:40ضَ

بيَّنتُ بالتفصيل وبالمراجع الموثَّقة - 00:08:45ضَ

كيف تدرَّج داروين ليُقنِع الناس بأنَّه لا علاقة للكائنات بالخالق، - 00:08:48ضَ

وكيف تدرَّج في نزع إرادة الخالق عن الانتخاب الطبيعيِّ، - 00:08:54ضَ

وكيف ذكر داروين أنّ كثيرا من علماء الطبيعة يعتبرون الطبيعة مَظْهرًا لخطَّة الخالق، - 00:08:58ضَ

واعتبر أنَّ هذا الظنَّ لا يُضيف شيئًا إلى معلوماتنا. - 00:09:04ضَ

لن أطيل عليكم ارجعوا إلى الحلقة، وفيها توثيق وصورٌ من كتاب داروين (أصل الأنواع). - 00:09:08ضَ

وذكرنا فيها أيضًا كيف غضِب داروين لمَّا كتب ألفريد والاس: - 00:09:14ضَ

أنَّه "يبدو أنَّ هناك قوَّة وجَّهت التطوّر باتجاهاتٍ محدَّدة لغايات مُعيَّنة"، - 00:09:19ضَ

واستخدم والاس عبارة: (higher intelligence- ذكاءٌ علويٌّ) قاد التطوُّر لغاياتٍ أنبل، - 00:09:25ضَ

فغضِب داروين وكتب بجانب عبارة والاس: "!!NO" بخطٍّ كبيرٍ مع علامات تعجُّبٍ، - 00:09:32ضَ

وأرسل لِوالاس يقول: "أخشى أنَّك تقتل طفلي وطفلك بشكلٍ كاملٍ"؛ - 00:09:39ضَ

يعني نظريَّة التطوُّر، - 00:09:45ضَ

هو ووالاس كانا في الوقت ذاته يتكلَّمان عن معالم ما يُسمَّى بنظريَّة التطوُّر، - 00:09:46ضَ

والاس كان يقول: "هناك شيء يوجِّه هذا التطور باتجاه غايات أنبل، هناك ذكاء علوي"، - 00:09:51ضَ

اعترض داروين تمامًا وقال: "أنتَ بذلك تقتل طفلنا المشترَك"؛ - 00:09:56ضَ

وكأنَّه يقول: أي توجُّه يا والاس؟! أي غايات؟! أي ذكاء؟! افهم يا والاس! - 00:10:01ضَ

هذا ما أريد نفيه تمامًا، كلُّ نظريَّتي هدفها أصلًا نفيُ الخالقيَّة، - 00:10:05ضَ

كما ظَهَر جليًّا من مكابَراته، كأنَّه يقول لوالاس: أنت بإشارتِك إلى تدخُّل الخالق - 00:10:09ضَ

تهدِم النظريَّة من أساسها، وتلغي ما صنعتُها من أجله. - 00:10:15ضَ

وكيف استماتَ داروين في الدفاع عن فكرة أنَّ العين نشأت بالصدفة، - 00:10:19ضَ

ولا يدلُّ إحكام تركيبها على قصدٍ وإرادةٍ مِن خالقٍ. - 00:10:24ضَ

ومع هذا كلِّه فالكاتب المذكور يقول: داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخَلْق، - 00:10:28ضَ

بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة. - 00:10:34ضَ

عفوًا حضرة الكاتب الكريم، صاحب المقال الذي تنتقد فيه إيادًا وسلسلة إياد، - 00:10:36ضَ

هل أنت قارئٌ لداروين؟ قرأت شيئًا لداروين؟ أو هل اطَّلعت على حلقات إياد؟ - 00:10:42ضَ

بل هل اطَّلعت عل ى الحلقة التي أخذتَ قُصَاصات منها ثم جئت تتهجَّم عليها؟! - 00:10:47ضَ

هل يُعقل أنّك قفزت عن أول دقيقة ونصف منها، والتي أحشُر فيها الشواهد على أنَّ داروين - 00:10:52ضَ

ينفي القصد والإرادة في ظهور الكائنات، ويؤكِّد أنَّها جاءت بمجموعة الصُّدَف؟! - 00:10:57ضَ

طبعًا الكاتب المذكور يبدأ مقاله بالإنكار على إياد - 00:11:03ضَ

أن يعرِّف أركان نظريَّة التطوُّر على أنها: كائنٌ حيٌّ تولَّد تلقائيًّا من الجمادات. - 00:11:06ضَ

طبيعةٌ تُكسِب صفاتٍ جديدةً. - 00:11:12ضَ

الصفات المُكتَسَبة تُورَّث. - 00:11:15ضَ

الطبيعة تنتخب وتُركِّب النُّظُم المعقَّدة. هذه الأركان التي ذكرتُها لنظرية داروين. - 00:11:18ضَ

يقول الكاتب: "داروين نفسه يختصر نظريَّته بالقول..." - 00:11:22ضَ

ثمَّ جاء بالكلام الإنجليزيِّ المنسوب لداروين وترجَمَه الكاتب، وقال: - 00:11:29ضَ

"داروين نفسه يختصِر نظريَّته بالقول: التنوُّع صفةٌ طبيعيَّةٌ ضمن أنواع، - 00:11:33ضَ

وكلُّ نوعٍ يُنتج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله، - 00:11:41ضَ

من نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْروثة - 00:11:45ضَ

سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة، - 00:11:50ضَ

الجيل الناتج لاحقا سيمثل الأفراد مع الصفات الأكثر مناسبة للبيئة، النوع ككل سيتطور" - 00:11:55ضَ

ثمَّ يقول الكاتب: "هذه هي أركان نظريَّة داروين حسب داروين نفْسِه". - 00:12:02ضَ

آها، بدايةً أين سمَّى داروين هذه الأشياء أركانًا؟ - 00:12:07ضَ

أنا كدكتور جامعي أعرف أسس الكتابة العلمية، - 00:12:12ضَ

ولَدَيَّ عشرات المنشورات في مجلَّاتٍ مُحكَّمةٍ -بفضل الله، - 00:12:15ضَ

أضع مَصْدرًا لكلِّ نقلٍ في حلقاتي كما أفعل في أبحاثي، - 00:12:18ضَ

حضرتُك -أيُّها الكاتب المحتَرَم- مِن أين جئتَ بهذه العبارة لداروين أصلًا؟ - 00:12:22ضَ

بحثتُ كثيرا فلم أجدها لا في (أصل الأنواع)، ولا في أيِّ كتاب من كتب داروين، - 00:12:27ضَ

وإنّما وجدت هذه العبارة في بعض المواقع بعد كلمة: - 00:12:32ضَ

"Darwin was quoted to say"؛ أيْ نُسِب أو قِيل عن داروين أنَّه قال، - 00:12:36ضَ

وهناك في المواقع مَن ينفي نِسبتها إلى داروين أصلًا، - 00:12:44ضَ

فلو يسمح الكاتب المحترم يبيِّن لنا أين قال داروين هذه العبارة! - 00:12:48ضَ

الذي يقرأ لداروين يعلم أنَّه يستطرد ويتشتَّت بشكلٍ مُتعِب، - 00:12:53ضَ

ولم أطَّلع على أيِّ موضعٍ يقول فيه إنَّ هذه هي أركان نظريَّته. - 00:12:57ضَ

لا بأس، مع ذلك تعال لعبارة داروين المنسوبة إليه هذه والتي يعارض بها الكاتب حلقتي: - 00:13:02ضَ

أولا: حسب هذه العبارة التي ينسبها الكاتب لداروين: "التنوع صفة طبيعية ضمن الأنواع"، - 00:13:10ضَ

والله -يا إخواننا- هذه حقيقةٌ يعرفها الأطفال في الشوارع والعجائز في البيوت، - 00:13:18ضَ

أي ليست خافيةً على أحدٍ، لم يأتِ فيها داروين بجديدٍ إنْ صحَّت النسبة إليه. - 00:13:23ضَ

حسنًا، قال لك: "وكلُّ نوعٍ يُنتِج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله"، - 00:13:28ضَ

أيضا هذا شيء معروف لا يحتاج كثير ذكاء؛ أن البيئة قد تضيقُ أحيانًا وتشتدُّ ظروفها. - 00:13:36ضَ

ثالثًا: "مِن نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْرُوثة - 00:13:42ضَ

سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة"، - 00:13:47ضَ

وهذا أيضًا شيءٌ مرئيٌّ معروفٌ قَبْل داروين وبعد داروين، لا جديد فيه. - 00:13:52ضَ

وبعد ذلك تقول لي: هذه هي الأركان! - 00:13:57ضَ

نقلٌ مجهولٌ لا يُعرف صحةُ نسبته لداروين، لا جديد فيه، يعارض به صاحبنا طرحنا العلمي! - 00:14:00ضَ

نحن يا كرام عندما نقول (الأركان) يهمنا كيف فسر داروين وجود هذه الكائنات بهذا التنوع، - 00:14:08ضَ

تسمِّيها أركانًا، تسمِّيها دعائم، تسميها تصوُّراتٍ، أركانَ النظريَّة، - 00:14:15ضَ

أركانًا لتفسيره لوجود المخلوقات... بغضِّ النظر عن الاسم، - 00:14:20ضَ

إذا سمحت لنفسك أن تستنتج مثل هذه العبارات، اسمح لي أن أستنتج، أن أضع إطارًا! - 00:14:24ضَ

في المحصِّلة داروين عندما أراد أن يُفسِّر وجود الكائنات... - 00:14:31ضَ

تصوَّر نفسك في حوارٍ مع داروين وقد نفى وجود قصد وإرادة، أو ما سماه (خطةً للخالق)، - 00:14:35ضَ

لنا أن نسأله: إذن يا داروين، - 00:14:42ضَ

كيف تفسِّر وجود هذه الكائنات بهذا التنوُّع والتكامل والإبداع؟ - 00:14:44ضَ

هذا ما فعلناه في الحلقة التي ينتقدها الكاتب (نظريَّة داروين بإنصاف)، - 00:14:48ضَ

تحاورنا مع داروين واستجوبناه حتَّى نفهم وجهة نظره، - 00:14:52ضَ

وقلنا: أوَّلُ ركنٍ -حسبَكَ يا داروين- كائنٌ حيٌّ تولَّد بطريقةٍ ما من الجمادات. - 00:14:57ضَ

طبعًا هنا الكاتب المذكور يقول: - 00:15:04ضَ

"لم يذكر داروين أبدًا أيَّ شيءٍ عن تولُّد كائنٍ حيٍّ مِن جمادات في أيٍّ من كُتُبه، - 00:15:06ضَ

بل ذكر شيئًا مُقاربًا وليس مطابقًا البتَّة - 00:15:13ضَ

في رسالةٍ شخصيَّةٍ إلى صديقٍ له، أشار لها الدكتور قنيبي". - 00:15:16ضَ

حسنا، هذه الرسالة -يا كرام- ماذا يقول فيها داروين؟ التي نُقوّل فيها داروين ما لم يقل، - 00:15:20ضَ

أنَّك يا داروين تقول وتعتقد بنشوء الكائنات الحيَّة من الجمادات. - 00:15:26ضَ

يقول داروين حرفيًّا -طبعًا ما ترجَمَتُه: - 00:15:32ضَ

"إذا استطعنا تخيُّل بركةٍ صغيرةٍ دافئةٍ مع أنواعٍ مختلفة من أملاح الأمونيا والفوسفور، - 00:15:35ضَ

والضوء، والحرارة، والكهرباء، - 00:15:41ضَ

أنَّ مركَّبًا بروتينيًّا سيتشكَّل، ويمكنه أن يمرَّ بالمزيد من التغيُّرات المعقَّدة"، - 00:15:44ضَ

طبعًا قال هذا كلَّه في سياق أنَّه قد يكون تفسيرًا لنشأة الكائن الأوَّل. - 00:15:50ضَ

الآن سؤالي -يا كرام: الأمونيا والفوسفور إلى آخره، هذه جماداتٌ أم ليست جمادات؟ - 00:15:56ضَ

أي إن التفَفْنا أو تحايلنا ففي النهاية داروين يُشير إلى احتماليَّة - 00:16:01ضَ

تكوُّنِ الكائن الأوَّل من الجمادات، هذه حصيلة كلامه. - 00:16:04ضَ

ولمّا تكلمتُ عن طبيعةٍ تُكسِب صفاتٍ جديدة، قال الكاتب المذكور: - 00:16:10ضَ

"هذه النظريَّة سابقةٌ لداروين؛ فهي جزءٌ من نظريَّة لامارك في الوراثة"، - 00:16:15ضَ

بالله عليك؟! عفوا حضرتك تريد أن تعرِّفني - 00:16:20ضَ

ما تعلَّمتُه ربما في السادس الابتدائي أو الخامس الابتدائي؟! - 00:16:22ضَ

نحن نعرف أنَّ هذا كلام لامارك، ولهذا قلتُ في الحلقة: - 00:16:25ضَ

إنَّ داروين اتفق مع لامارك في هذه الجزئية، - 00:16:29ضَ

أنا لم أقُل أنَّ داروين هو أوَّل من جاء بهذه النظريَّة، - 00:16:33ضَ

بل قلت: داروين اتَّفق مع لامارك في هذه الجزئيَّة - 00:16:35ضَ

حين قال إن الطبيعة تكسب الكائن صفات جديدة، وإنه بذلك موافق للِامارك في هذه الجزئيَّة. - 00:16:39ضَ

قال داروين في الفصل الخامس من كتابه ما ترجمته للاختصار، - 00:16:47ضَ

ليس هناك داعٍ أن أقرأ كلَّ شيء بالإنجليزيَّة وأترجم، - 00:16:51ضَ

بإمكانكم الرجوع للحلقة لتروا النصوص بالإنجليزية وتُطابقوا مع الترجمة العربيّة. - 00:16:53ضَ

حسنًا، ماذا قال داروين؟ قال: "أظنُّ أنَّه لا مجال للشكِّ... - 00:16:59ضَ

في أنَّ استخدام الحيوانات المُستأنَسة لبعض أعضائها يقوِّي أعضاءً معيَّنةً منها، - 00:17:04ضَ

وأنَّ عدم استخدامها للأعضاء يُضعِفها، وأنَّ هذه التعديلات تُورَّث"، - 00:17:11ضَ

طبعًا تبين بعد ذلك أنّ هذا الذي لا يشك فيه داروين أنَّه صحيح، تبيَّن أنَّه خطأ تماما، - 00:17:17ضَ

وبالتالي جزءٌ من النموذج التفسيريِّ الذي رسمه داروين لنشأة الكائنات - 00:17:23ضَ

اعتقاد بالٍ سقط فيما بعد. - 00:17:29ضَ

أنا -إخواني- لا أريد أن أُطيل الكلام أكثر من ذلك، - 00:17:34ضَ

ولعلّنا نلحق صلاة الظهر إن شاء الله جماعة، - 00:17:37ضَ

وإلا فلو وقفتُ مع كلمةٍ كلمةٍ من مقال الأخ لتبيَّن ما فيه من جهلٍ أو تجاهل، - 00:17:39ضَ

وأنا أرجو أن يكون جهلًا أكثر من تجاهلٍ وكذبٍ وتدليسٍ؛ - 00:17:46ضَ

لأنَّ الجهل يمكن أن يُعالَج، خاصَّةً إذا أقرَّ الجاهل بجهله، - 00:17:50ضَ

وأنا أطلب من أخي هذا أن يُقرَّ بجهله، وإلا فسنُضطَرُّ إلى إساءة الظن. - 00:17:54ضَ

فسواءً أكان الأخ يتكلَّم فيما لا يعلم، أو يتعمَّد الكذب والمخادعة، - 00:18:00ضَ

فلن يستحقَّ أن أُضيع وقتي معه أكثر من ذلك، - 00:18:05ضَ

ولا تتوقعوا أن أُضيع عمري في تقرير ما هو مقرر، وتبيان ما هو مبين وتكرار ما هو مكرر. - 00:18:08ضَ

طبعًا هنا الشكوى المعتادة؛ سيقول قائلٌ: يا أخي لماذا لا تتكلَّمون أنتم مع بعضكم، - 00:18:16ضَ

وتتناصحون فيما بينكم كدعاةٍ أو متصدِّرين أو مشاهير وما إلى ذلك؟ - 00:18:23ضَ

يا أخي لماذا تزعجوننا بهذه الخلافات على الملأ؟ - 00:18:28ضَ

اذهبوا وتناقشوا فيما بينكم، ثمَّ ارجعوا لنا بالنتيجة! - 00:18:30ضَ

والله -يا إخواني- هذا السؤال لا يوجَّه لي؛ فأنا عن نفسي قد فعلتُ، - 00:18:33ضَ

بالفعل راجعتُ هذا الأخ وقديمًا من سنواتٍ؛ - 00:18:38ضَ

الكاتب المذكور مثلا -هذا الذي نتكلَّم عنه- - 00:18:42ضَ

كان قد بدأَ بنشْر سلسلةٍ على أساسِ أنَّها مضادَّةٌ للإلحاد، - 00:18:45ضَ

وظَهَرَ الخللُ الكبيرُ فيها من البداية، - 00:18:50ضَ

اتصلت بأخي الدكتور (عبدالرحمن ذاكر الهاشميّ) وقلت له: هل ترى يا عبدالرحمن ما يفعل فلان؟ - 00:18:53ضَ

قال: نعم، قلت له: أريد أن أنصحه وأعرف أنَّ بينكما معرفةً وعلاقةً، - 00:18:59ضَ

هل يمكن يا أخي عبدالرحمن أن تعطيني رقم هاتف فلان؟ - 00:19:04ضَ

أعطاني الدكتور رقم هاتف الشخص المذكور، فأرسلت له رسالةً لطيفةً للغاية: - 00:19:07ضَ

أخي الدكتور فلان، السلام عليكم ورحمة الله، تابعتُ المنشور من حلقاتك في سلسلة كذا، - 00:19:13ضَ

جزاك الله خيرًا وبارك فيك، عندي ملاحظات، - 00:19:18ضَ

هل تسمحُ لي بالتواصل معك لنقاشٍ أظنُّه سينفع كِلينا؟ - 00:19:20ضَ

لم يرد الأخ، أرسلتُ له مرّةً أخرى ولم يرد، - 00:19:25ضَ

وأخبرت الدكتور عبد الرحمن بما حصل، وقال إن نفس الشيء حصل معه، - 00:19:29ضَ

-الدكتور عبد الرحمن موجود، واستأذنتُه في أن أقول هذه التفاصيل. - 00:19:34ضَ

حسنًا، أردت أن أردَّ على المشاكل الكبيرة في طرح هذا الكاتب، - 00:19:37ضَ

فنشرت حلقةً من (رحلة اليقين) بعنوان: (الله غيبٌ، هل معناه أنّ وجوده غير يقينيّ؟) - 00:19:42ضَ

ورددتُ في هذه الحلقة على عبارات الكاتب مِن مِثل: - 00:19:49ضَ

أنَّ الإيمان هو أن تؤمن بشيءٍ دون وجود كلِّ الأدلَّة الحاسمة عليه، - 00:19:51ضَ

وأنَّ الإيمان يحتاج قفزةً شجاعةً في الفراغ، يحتاج (leap of faith)... - 00:19:55ضَ

ومِن مثل هذا الكلام الخطير الذي ينمُّ عن جهل الكاتب بمعنى الإيمان أصلًا، - 00:20:00ضَ

ثم تفاجأتُ بأنَّ أخي أحمد دعدوش كان قد نشر حلقةً بنفس المحتوى - 00:20:06ضَ

-حتى ظننت أنَّه اطَّلع على حلقتي، ثمَّ تبيَّن أنه ما اطَّلع على حلقتي، - 00:20:11ضَ

نشر حلقةً ينبِّه على هذا الكلام الخطير، - 00:20:14ضَ

أنا في حلقتي لم أذكر الشخص المقصود؛ - 00:20:17ضَ

لأن الهدف تصحيح المفاهيم ولا أحب الدخول في الحديث عن الأشخاص إلا إذا لم يكن هناك بدّ. - 00:20:20ضَ

بعد ذلك لما توفّيت ابنتي -رحمة الله عليها- بعث لي هذا الأخ المذكور الكاتب نفسه تعزية، - 00:20:28ضَ

فأكبَرتُها منه ورددتُ عليه شاكرًا ومتقبلًا لتعزيته، وبارك الله فيك وجزاك عنا خيرًا. - 00:20:34ضَ

وبعد فترة عرضتُ عليه أن نتناقش ولم يردَّ، - 00:20:42ضَ

ثمَّ إذا به مؤخَّرًا ينشر مقالاته في الردِّ على (رحلة اليقين)، - 00:20:46ضَ

فلا تسألوني أنا -يا كرام: لماذا تُدافع عن (رحلة اليقين) بل اسألوا من يتهرب من النقاش - 00:20:50ضَ

ثم يصبُّ جهده في محاولة إسقاط هذه الرحلة - 00:20:56ضَ

التي هدى الله بها خَلْقًا كثيرًا بفضله ومَنِّه وكَرَمِه، - 00:21:00ضَ

ويحاول إسقاطها بأيَّة طريقةٍ ولو بالجهل أو التدليس والكذب، - 00:21:04ضَ

اسألوه هو، ولا تقولوا لي: لماذا تدافع عن سلسلتك؟ - 00:21:10ضَ

ولمن يقول أيضا: يا دكتور هناك من يلمح عليك من ناحيةٍ فكريَّةٍ، ويتَّهمك بكذا وكذا...، - 00:21:14ضَ

أقول له: أنا لا أُضيع وقتي في الردِّ على تلميحاتٍ - 00:21:20ضَ

لا يُدرى ما المقصود بها ومن المقصود بها، - 00:21:23ضَ

فأنا -والله إخواني- لا أملك وقتًا لقراءتها فضلًا عن الردِّ عليها، - 00:21:26ضَ

وقد بيَّنتُ منهجي ومواقفي السياسية في كلمة (كشف الحقائق)، - 00:21:30ضَ

اكتب على اليوتيوب: (قنيبي - كشف الحقائق)، وتأمل - 00:21:35ضَ

ثمّ بعد ذلك من كان عنده الشجاعة الكافية لنقد فِكري أو منهجي - 00:21:40ضَ

فليواجهْني باسمي بكلامٍ قلتُه بنصِّه، وليأتِ بالدليل، - 00:21:44ضَ

وحينئذٍ فلَكُم عليَّ أن أردَّ بما يشفي صدوركم -إن شاء الله تعالى. - 00:21:50ضَ

ختامًا، أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يهدينا جميعًا لما يحبُّ ويرضى. - 00:21:55ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - 00:22:01ضَ