السلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00
إخواني الكرام، منذ انطلقتْ (رحلة اليقين) كان لها أصداءٌ واسعةٌ، - 00:00:01
وعلَّق كثيرون أنَّها كانت سببًا في رجوعهم إلى الإسلام بفضل الله تعالى. - 00:00:05
كثيرٌ من حلقات الرحلة كانت في بيان مغالطات العلم الزائف، ونظرية التطوَّر كنموذجٍ. - 00:00:12
مع تأكيدي مِرارًا على أنَّ الإشكاليَّة الكبرى هي في دعوى ظهور الكائنات - 00:00:17
من خلال التطوُّر الصُّدفيِّ بغير إرادةٍ مِن فاعلٍ مختارٍ يعلم ما يفعل، - 00:00:23
وبيَّنت أنَّ هذا انتحار عقليّ وغباوة شديدة - 00:00:29
وبيَّنتُ بالتفصيل كيف تُروَّج هذه الغباوة على أبناء المسلمين. - 00:00:33
الملفت للنظر أنَّ هذه الحلقات أَثارت حفيظةَ كثيرين فبدأوا يردُّون عليها. - 00:00:38
وبين الحين والآخر هناك من يطالبني بالردِّ - 00:00:44
على هؤلاء الذين ينتقدون حديثي عن خرافة التطوُّر الصُّدفيِّ؛ - 00:00:46
يا دكتور إياد فلان يردُّ عليك فردَّ عليه. فلانٌ يردُّ عليك فرُدَّ عليه… - 00:00:51
ليكُن في علمكم -إخواني، - 00:00:55
الذين أصدروا سلاسل أو مجموعة حلقات أو مقالات للرد على ما ذكرناه في (رحلة اليقين) - 00:00:57
وصلوا حتى الآن -فيما أعرف- سبع جهاتٍ، - 00:01:03
ما بين ملحدين أو مبهورين بعلماء الغرب -زعموا، - 00:01:06
نظرتُ في بعض هذه الردود فإذا أكثرها ما فيها إلا التحايلات اللفظية - 00:01:11
أو تكرارٌ لشًبهات رددنا عليها بالتفصيل. - 00:01:18
والحمد لله أنا أُسرُّ بكثرة الرادِّين على السلسلة؛ - 00:01:22
لأنَّ هذا يدلُّ على مقدار الهِزَّة التي أحدثتها الحلقات في هؤلاء -والحمد لله، - 00:01:26
خاصَّةً عندما يرون سقوط مصداقيتهم لدى أتباعهم - 00:01:31
الذين لطالما سمعوا منهم تمجيدا لخرافة التطوُّر. - 00:01:35
حسنًا، أنا -يا كرام- منهجيَّتي - 00:01:39
هي أن أتحرَّى وأُدقِّقَ وأبذل جهدًا كبيرًا في إحكام ما أُصدِره من حلقاتٍ، - 00:01:42
وأعرضَ المصادر والأدلَّة أثناء حديثي من قبيل التوثيق، - 00:01:48
ثمَّ بعد ذلك لا تتوقَّعوا أن أردَّ على كلِّ من يدَّعي أنَّه يردُّ على الحلقات، - 00:01:52
وإلا لضاع العُمُر في بيان ما هو مبيَّن، وتكرار ما هو مكرَّر، - 00:01:58
ولن نستطيع أن نسير في السلاسل خطوةً واحدةً إلى الأمام، - 00:02:03
وأخوكم له انشغالاتُه وتدريسُه وأبحاثُه ومشاركاتُه العلميَّة، - 00:02:07
وليس متفرِّغًا للردِّ على كلِّ من يَعِنُّ على باله - 00:02:12
أن يُصدِر مقطعًا أو مقالًا في الردِّ على الحلقات. - 00:02:15
من آخر ما صدر في ذلك: مجموعة مقالاتٍ لأحد الكتَّاب، - 00:02:18
قرأتُ أوَّل مقالٍ منها وأودُّ أن أعرِض لكم بعض المواطن مِن مقاله ثمَّ تحكموا: - 00:02:23
هل هناك داعٍ أن نُكمل قراءة مقالاتِه الأخرى، - 00:02:29
التي يتكلَّم فيها عن (رحلة اليقين) أم لا داعي؟ - 00:02:33
الأخ المذكور يتَّهم العبد الفقير إيادًا بالكذب على منهج الخصم، - 00:02:37
حسنًا، تعالوا نرى الكذب... - 00:02:43
سآتي لكم بالنصوص من كلامه ومن كلامي. - 00:02:46
يقول الكاتب: - 00:02:50
"ماذا عن الاستنتاج الذي قدمه الدكتور قنيبي ضمن شرحه للأركان المفترضة لنظريَّة داروين؟ - 00:02:52
-أن الكائنات الحية نشأت دون قصدٍ ولا إرادة من فاعلٍ مريدٍ مختارٍ يعلم ما يفعل- - 00:03:00
هذا الاستنتاج لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شَرح فيها نظريَّته"، - 00:03:06
إذن يقول الكاتب: هذا الاستنتاج -أنَّ الكون جاء أو الخَلْق جاء من دون إرادةٍ ولا قصدٍ- - 00:03:13
لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كتب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:03:18
بل هو يخصُّ الدكتور قنيبي. - 00:03:23
إلى أنْ قال الكاتب: - 00:03:26
"داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخلق، بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة، - 00:03:28
يمكن لشخصٍ آخر أن يُدخل إيمانه في فَهْم ما قاله داروين سلبًا أو إيجابًا، - 00:03:33
لكنْ ليس مِن الإنصاف أنْ نخلِط بين استنتاجاتنا والنظريَّة". - 00:03:39
حسنًا، إذن فداروين لم يقل إنَّ الكائنات الحيَّة نشأت دون قصدٍ ولا إرادةٍ، - 00:03:48
بل هذه استنتاجات إيادٍ التي خَلَطها بكلام داروين، - 00:03:53
وإلَّا فداروين ما قال هذا في أيِّ كتابٍ من كتبه! - ممتازٌ، ممتاز. - 00:03:56
إذا كان كلام الأخ صحيحًا فعليَّ أن أعتذر عن كذبي على داروين، - 00:04:03
وإذا كان كلام الأخ خاطئًا فلنا أن نسأل: هل هو جهلٌ أم تدليسٌ مُتعمَّدٌ؟ - 00:04:08
أنا لا أدري حقيقةً هل الأخ شاهد حلقتي التي ينتقدها من أوَّلها؟ - 00:04:15
إن شاهدها فهل رأى العبارات التي عرضتُها بجانبي من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:20
بدءًا من الدقيقة (1:32)، أي بعد دقيقةٍ ونصفٍ فقط من بدء الفيديو؟ - 00:04:26
في هذا الموضوع قُلت: أهمُّ ما في الموضوع أنَّ داروين افترض أنَّ الكائنات الحيَّة - 00:04:33
إنما نتجت عن هذه التغيُّرات بمجموع الصُّدف -يعني دون قصدٍ- وبتعبيره: - 00:04:41
لم يكن هناك خطةٌ للخلْق "plan of creation" في إيجاد هذه الأنواع الكثيرة، - 00:04:48
وهو ما أكدَّه في مواضِع عديدةٍ من كتاباته. - 00:04:53
هنا إخواني عرضتُ بجانبي خمس نُقُولاتٍ من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:57
تُشير للصُّدفيَّة ونفي القَصْد عن الخَلْق بجانبي وأنا أقول هذه الجملة، - 00:05:03
اثنان مِن هذه النقُولات هي من الفصل (14) بعنوان: (conclusion) الاستنتاجات، - 00:05:09
إذن داروين سيعطيك استنتاجاته، استنتاجاته هو وليس استنتاجات إياد. - 00:05:15
حسنًا، تعالوا نسمع استنتاجات داروين التي عرضتُها في الحلقة التي يتكلَّم عنها الأخ، - 00:05:20
يقول داروين: community of descent is the unhidden bond" - 00:05:27
which naturalist have been unconsciously seeking - 00:05:32
and not some unknown plan of creation - 00:05:35
or the annunciation of general propositions" - 00:05:38
يعني: "وحدة الأصل هي الرابط الخفيُّ الذي كان علماء الطبيعة يبحثون عنه لاشعوريًّا، - 00:05:41
وليس خُطَّةً ما مجهولةً للخَلْق، أو إبداءَ مُقتَرَحاتٍ عامَّةً". - 00:05:48
وعرضتُ أيضًا قوله الآخر في فصل الاستنتاجات (conclusions): - 00:05:57
...Nothing can be more hopeless" - 00:06:02
than to attempt to explain ...this similarity of pattern - 00:06:05
in members of the same class, by utility "or by the doctrine of final causes - 00:06:08
يعني: "ليس هناك شيءٌ أكثر يأسًا من محاولة تفسير هذا التشابُه... - 00:06:14
بين أنماط الصنف الواحد بناءً على عقيدة وجود غاياتٍ نهائيَّةٍ محدَّدةٍ"، - 00:06:21
يعني: محاولةٌ بائسةٌ يائسةٌ أن تحاول أن تُقنعنا بأنَّ هناك غاية في هذا الخَلْق. - 00:06:26
إلى أن يقول داروين: - 00:06:32
On the ordinary view of the" independent creation of each being, - 00:06:34
we can only say so it is; - 00:06:39
that it has the Creator to construct all the animals and plants in each great class - 00:06:42
on a uniform plan: but this "is not a scientific explanation - 00:06:50
أيْ: "بناءً على وجهة النظر المعتادة مِن خلق كلِّ كائنٍ خَلْقًا مستقلًا - 00:06:56
فليس بإمكاننا القول إلا أنّ الخالق أراد أن يخلق كلَّ الحيوانات والنباتات في كلِّ صنفٍ - 00:07:02
بناءً على خطَّةٍ موحَّدةٍ، لكنَّ هذا ليس تفسيرًا علميًّا". - 00:07:07
طبعًا -إخواني- ليست قضيَّتنا هنا أنَّه خَلْقٌ مستقِلٌّ أم لا، - 00:07:13
لكنْ محلُّ الشاهد أنَّه ينفي وجود ما يسمِّيه (خطَّةً للخَلْق)، - 00:07:17
هذا الكلام هو كلام داروين في فصل الاستنتاجات (conclusion) - 00:07:22
من كتابه (أصل الأنواع) الذي بيَّن فيه نظريَّته، - 00:07:27
ومع ذلك فالكاتب المذكور يقول: هذا الاستنتاج - 00:07:31
-أنَّه ليس هناك قصدٌ في خَلْق الكائنات، وأنَّ الكائنات التي جاءت بالصدفة- - 00:07:34
لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:07:38
بل هو يخصُّ الدكتور القنيبي، ويتَّهم القنيبي بالكذب على منهج الخصم. - 00:07:41
الأخ بعد أن عرض كلامي عن الانتخاب الطبيعيِّ الذي أقول فيه: - 00:07:46
إنَّ داروين ادَّعى أنَّ هذا الانتخاب أعمى ولا يعبِّر عن إرادة الخالق، - 00:07:50
قال الأخ: "للأسف هذا ليس ما يعنيه الانتخاب الطبيعيُّ، - 00:07:56
في الأساس بنسخته الأصليَّة على الأقلِّ، - 00:08:02
نظريَّة داروين لا تُعامِل الانتخاب الطبيعي باعتباره أعمى أو يعرف أو لا يعرف، - 00:08:05
كلُّ هذه تفسيرات وإسقاطات حَسْب فهمِنا له، وموقعنا المُسبَق من النظرية"، - 00:08:13
أها، إذن للأسف ليس هذا ما يعنيه الانتخابُ الطبيعيُّ، - 00:08:20
فنقول: بل للأسف يبدو أنَّ صاحبنا لا يعرف نظريَّة داروين، - 00:08:24
ولا اطَّلع على الحلقات التي ننقلُ فيها من كلام داروين نفْسه عن الانتخاب الطبيعيّ، - 00:08:29
ومع ذلك يأتي ليستنكِر ويتَّهم غيره بالكذب. - 00:08:36
في حلقة: (لماذا يلحد بعض أتباع عدنان إبراهيم) وهي حلقةٌ مهمَّةٌ للغاية، - 00:08:40
بيَّنتُ بالتفصيل وبالمراجع الموثَّقة - 00:08:45
كيف تدرَّج داروين ليُقنِع الناس بأنَّه لا علاقة للكائنات بالخالق، - 00:08:48
وكيف تدرَّج في نزع إرادة الخالق عن الانتخاب الطبيعيِّ، - 00:08:54
وكيف ذكر داروين أنّ كثيرا من علماء الطبيعة يعتبرون الطبيعة مَظْهرًا لخطَّة الخالق، - 00:08:58
واعتبر أنَّ هذا الظنَّ لا يُضيف شيئًا إلى معلوماتنا. - 00:09:04
لن أطيل عليكم ارجعوا إلى الحلقة، وفيها توثيق وصورٌ من كتاب داروين (أصل الأنواع). - 00:09:08
وذكرنا فيها أيضًا كيف غضِب داروين لمَّا كتب ألفريد والاس: - 00:09:14
أنَّه "يبدو أنَّ هناك قوَّة وجَّهت التطوّر باتجاهاتٍ محدَّدة لغايات مُعيَّنة"، - 00:09:19
واستخدم والاس عبارة: (higher intelligence- ذكاءٌ علويٌّ) قاد التطوُّر لغاياتٍ أنبل، - 00:09:25
فغضِب داروين وكتب بجانب عبارة والاس: "!!NO" بخطٍّ كبيرٍ مع علامات تعجُّبٍ، - 00:09:32
وأرسل لِوالاس يقول: "أخشى أنَّك تقتل طفلي وطفلك بشكلٍ كاملٍ"؛ - 00:09:39
يعني نظريَّة التطوُّر، - 00:09:45
هو ووالاس كانا في الوقت ذاته يتكلَّمان عن معالم ما يُسمَّى بنظريَّة التطوُّر، - 00:09:46
والاس كان يقول: "هناك شيء يوجِّه هذا التطور باتجاه غايات أنبل، هناك ذكاء علوي"، - 00:09:51
اعترض داروين تمامًا وقال: "أنتَ بذلك تقتل طفلنا المشترَك"؛ - 00:09:56
وكأنَّه يقول: أي توجُّه يا والاس؟! أي غايات؟! أي ذكاء؟! افهم يا والاس! - 00:10:01
هذا ما أريد نفيه تمامًا، كلُّ نظريَّتي هدفها أصلًا نفيُ الخالقيَّة، - 00:10:05
كما ظَهَر جليًّا من مكابَراته، كأنَّه يقول لوالاس: أنت بإشارتِك إلى تدخُّل الخالق - 00:10:09
تهدِم النظريَّة من أساسها، وتلغي ما صنعتُها من أجله. - 00:10:15
وكيف استماتَ داروين في الدفاع عن فكرة أنَّ العين نشأت بالصدفة، - 00:10:19
ولا يدلُّ إحكام تركيبها على قصدٍ وإرادةٍ مِن خالقٍ. - 00:10:24
ومع هذا كلِّه فالكاتب المذكور يقول: داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخَلْق، - 00:10:28
بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة. - 00:10:34
عفوًا حضرة الكاتب الكريم، صاحب المقال الذي تنتقد فيه إيادًا وسلسلة إياد، - 00:10:36
هل أنت قارئٌ لداروين؟ قرأت شيئًا لداروين؟ أو هل اطَّلعت على حلقات إياد؟ - 00:10:42
بل هل اطَّلعت عل ى الحلقة التي أخذتَ قُصَاصات منها ثم جئت تتهجَّم عليها؟! - 00:10:47
هل يُعقل أنّك قفزت عن أول دقيقة ونصف منها، والتي أحشُر فيها الشواهد على أنَّ داروين - 00:10:52
ينفي القصد والإرادة في ظهور الكائنات، ويؤكِّد أنَّها جاءت بمجموعة الصُّدَف؟! - 00:10:57
طبعًا الكاتب المذكور يبدأ مقاله بالإنكار على إياد - 00:11:03
أن يعرِّف أركان نظريَّة التطوُّر على أنها: كائنٌ حيٌّ تولَّد تلقائيًّا من الجمادات. - 00:11:06
طبيعةٌ تُكسِب صفاتٍ جديدةً. - 00:11:12
الصفات المُكتَسَبة تُورَّث. - 00:11:15
الطبيعة تنتخب وتُركِّب النُّظُم المعقَّدة. هذه الأركان التي ذكرتُها لنظرية داروين. - 00:11:18
يقول الكاتب: "داروين نفسه يختصر نظريَّته بالقول..." - 00:11:22
ثمَّ جاء بالكلام الإنجليزيِّ المنسوب لداروين وترجَمَه الكاتب، وقال: - 00:11:29
"داروين نفسه يختصِر نظريَّته بالقول: التنوُّع صفةٌ طبيعيَّةٌ ضمن أنواع، - 00:11:33
وكلُّ نوعٍ يُنتج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله، - 00:11:41
من نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْروثة - 00:11:45
سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة، - 00:11:50
الجيل الناتج لاحقا سيمثل الأفراد مع الصفات الأكثر مناسبة للبيئة، النوع ككل سيتطور" - 00:11:55
ثمَّ يقول الكاتب: "هذه هي أركان نظريَّة داروين حسب داروين نفْسِه". - 00:12:02
آها، بدايةً أين سمَّى داروين هذه الأشياء أركانًا؟ - 00:12:07
أنا كدكتور جامعي أعرف أسس الكتابة العلمية، - 00:12:12
ولَدَيَّ عشرات المنشورات في مجلَّاتٍ مُحكَّمةٍ -بفضل الله، - 00:12:15
أضع مَصْدرًا لكلِّ نقلٍ في حلقاتي كما أفعل في أبحاثي، - 00:12:18
حضرتُك -أيُّها الكاتب المحتَرَم- مِن أين جئتَ بهذه العبارة لداروين أصلًا؟ - 00:12:22
بحثتُ كثيرا فلم أجدها لا في (أصل الأنواع)، ولا في أيِّ كتاب من كتب داروين، - 00:12:27
وإنّما وجدت هذه العبارة في بعض المواقع بعد كلمة: - 00:12:32
"Darwin was quoted to say"؛ أيْ نُسِب أو قِيل عن داروين أنَّه قال، - 00:12:36
وهناك في المواقع مَن ينفي نِسبتها إلى داروين أصلًا، - 00:12:44
فلو يسمح الكاتب المحترم يبيِّن لنا أين قال داروين هذه العبارة! - 00:12:48
الذي يقرأ لداروين يعلم أنَّه يستطرد ويتشتَّت بشكلٍ مُتعِب، - 00:12:53
ولم أطَّلع على أيِّ موضعٍ يقول فيه إنَّ هذه هي أركان نظريَّته. - 00:12:57
لا بأس، مع ذلك تعال لعبارة داروين المنسوبة إليه هذه والتي يعارض بها الكاتب حلقتي: - 00:13:02
أولا: حسب هذه العبارة التي ينسبها الكاتب لداروين: "التنوع صفة طبيعية ضمن الأنواع"، - 00:13:10
والله -يا إخواننا- هذه حقيقةٌ يعرفها الأطفال في الشوارع والعجائز في البيوت، - 00:13:18
أي ليست خافيةً على أحدٍ، لم يأتِ فيها داروين بجديدٍ إنْ صحَّت النسبة إليه. - 00:13:23
حسنًا، قال لك: "وكلُّ نوعٍ يُنتِج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله"، - 00:13:28
أيضا هذا شيء معروف لا يحتاج كثير ذكاء؛ أن البيئة قد تضيقُ أحيانًا وتشتدُّ ظروفها. - 00:13:36
ثالثًا: "مِن نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْرُوثة - 00:13:42
سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة"، - 00:13:47
وهذا أيضًا شيءٌ مرئيٌّ معروفٌ قَبْل داروين وبعد داروين، لا جديد فيه. - 00:13:52
وبعد ذلك تقول لي: هذه هي الأركان! - 00:13:57
نقلٌ مجهولٌ لا يُعرف صحةُ نسبته لداروين، لا جديد فيه، يعارض به صاحبنا طرحنا العلمي! - 00:14:00
نحن يا كرام عندما نقول (الأركان) يهمنا كيف فسر داروين وجود هذه الكائنات بهذا التنوع، - 00:14:08
تسمِّيها أركانًا، تسمِّيها دعائم، تسميها تصوُّراتٍ، أركانَ النظريَّة، - 00:14:15
أركانًا لتفسيره لوجود المخلوقات... بغضِّ النظر عن الاسم، - 00:14:20
إذا سمحت لنفسك أن تستنتج مثل هذه العبارات، اسمح لي أن أستنتج، أن أضع إطارًا! - 00:14:24
في المحصِّلة داروين عندما أراد أن يُفسِّر وجود الكائنات... - 00:14:31
تصوَّر نفسك في حوارٍ مع داروين وقد نفى وجود قصد وإرادة، أو ما سماه (خطةً للخالق)، - 00:14:35
لنا أن نسأله: إذن يا داروين، - 00:14:42
كيف تفسِّر وجود هذه الكائنات بهذا التنوُّع والتكامل والإبداع؟ - 00:14:44
هذا ما فعلناه في الحلقة التي ينتقدها الكاتب (نظريَّة داروين بإنصاف)، - 00:14:48
تحاورنا مع داروين واستجوبناه حتَّى نفهم وجهة نظره، - 00:14:52
وقلنا: أوَّلُ ركنٍ -حسبَكَ يا داروين- كائنٌ حيٌّ تولَّد بطريقةٍ ما من الجمادات. - 00:14:57
طبعًا هنا الكاتب المذكور يقول: - 00:15:04
"لم يذكر داروين أبدًا أيَّ شيءٍ عن تولُّد كائنٍ حيٍّ مِن جمادات في أيٍّ من كُتُبه، - 00:15:06
بل ذكر شيئًا مُقاربًا وليس مطابقًا البتَّة - 00:15:13
في رسالةٍ شخصيَّةٍ إلى صديقٍ له، أشار لها الدكتور قنيبي". - 00:15:16
حسنا، هذه الرسالة -يا كرام- ماذا يقول فيها داروين؟ التي نُقوّل فيها داروين ما لم يقل، - 00:15:20
أنَّك يا داروين تقول وتعتقد بنشوء الكائنات الحيَّة من الجمادات. - 00:15:26
يقول داروين حرفيًّا -طبعًا ما ترجَمَتُه: - 00:15:32
"إذا استطعنا تخيُّل بركةٍ صغيرةٍ دافئةٍ مع أنواعٍ مختلفة من أملاح الأمونيا والفوسفور، - 00:15:35
والضوء، والحرارة، والكهرباء، - 00:15:41
أنَّ مركَّبًا بروتينيًّا سيتشكَّل، ويمكنه أن يمرَّ بالمزيد من التغيُّرات المعقَّدة"، - 00:15:44
طبعًا قال هذا كلَّه في سياق أنَّه قد يكون تفسيرًا لنشأة الكائن الأوَّل. - 00:15:50
الآن سؤالي -يا كرام: الأمونيا والفوسفور إلى آخره، هذه جماداتٌ أم ليست جمادات؟ - 00:15:56
أي إن التفَفْنا أو تحايلنا ففي النهاية داروين يُشير إلى احتماليَّة - 00:16:01
تكوُّنِ الكائن الأوَّل من الجمادات، هذه حصيلة كلامه. - 00:16:04
ولمّا تكلمتُ عن طبيعةٍ تُكسِب صفاتٍ جديدة، قال الكاتب المذكور: - 00:16:10
"هذه النظريَّة سابقةٌ لداروين؛ فهي جزءٌ من نظريَّة لامارك في الوراثة"، - 00:16:15
بالله عليك؟! عفوا حضرتك تريد أن تعرِّفني - 00:16:20
ما تعلَّمتُه ربما في السادس الابتدائي أو الخامس الابتدائي؟! - 00:16:22
نحن نعرف أنَّ هذا كلام لامارك، ولهذا قلتُ في الحلقة: - 00:16:25
إنَّ داروين اتفق مع لامارك في هذه الجزئية، - 00:16:29
أنا لم أقُل أنَّ داروين هو أوَّل من جاء بهذه النظريَّة، - 00:16:33
بل قلت: داروين اتَّفق مع لامارك في هذه الجزئيَّة - 00:16:35
حين قال إن الطبيعة تكسب الكائن صفات جديدة، وإنه بذلك موافق للِامارك في هذه الجزئيَّة. - 00:16:39
قال داروين في الفصل الخامس من كتابه ما ترجمته للاختصار، - 00:16:47
ليس هناك داعٍ أن أقرأ كلَّ شيء بالإنجليزيَّة وأترجم، - 00:16:51
بإمكانكم الرجوع للحلقة لتروا النصوص بالإنجليزية وتُطابقوا مع الترجمة العربيّة. - 00:16:53
حسنًا، ماذا قال داروين؟ قال: "أظنُّ أنَّه لا مجال للشكِّ... - 00:16:59
في أنَّ استخدام الحيوانات المُستأنَسة لبعض أعضائها يقوِّي أعضاءً معيَّنةً منها، - 00:17:04
وأنَّ عدم استخدامها للأعضاء يُضعِفها، وأنَّ هذه التعديلات تُورَّث"، - 00:17:11
طبعًا تبين بعد ذلك أنّ هذا الذي لا يشك فيه داروين أنَّه صحيح، تبيَّن أنَّه خطأ تماما، - 00:17:17
وبالتالي جزءٌ من النموذج التفسيريِّ الذي رسمه داروين لنشأة الكائنات - 00:17:23
اعتقاد بالٍ سقط فيما بعد. - 00:17:29
أنا -إخواني- لا أريد أن أُطيل الكلام أكثر من ذلك، - 00:17:34
ولعلّنا نلحق صلاة الظهر إن شاء الله جماعة، - 00:17:37
وإلا فلو وقفتُ مع كلمةٍ كلمةٍ من مقال الأخ لتبيَّن ما فيه من جهلٍ أو تجاهل، - 00:17:39
وأنا أرجو أن يكون جهلًا أكثر من تجاهلٍ وكذبٍ وتدليسٍ؛ - 00:17:46
لأنَّ الجهل يمكن أن يُعالَج، خاصَّةً إذا أقرَّ الجاهل بجهله، - 00:17:50
وأنا أطلب من أخي هذا أن يُقرَّ بجهله، وإلا فسنُضطَرُّ إلى إساءة الظن. - 00:17:54
فسواءً أكان الأخ يتكلَّم فيما لا يعلم، أو يتعمَّد الكذب والمخادعة، - 00:18:00
فلن يستحقَّ أن أُضيع وقتي معه أكثر من ذلك، - 00:18:05
ولا تتوقعوا أن أُضيع عمري في تقرير ما هو مقرر، وتبيان ما هو مبين وتكرار ما هو مكرر. - 00:18:08
طبعًا هنا الشكوى المعتادة؛ سيقول قائلٌ: يا أخي لماذا لا تتكلَّمون أنتم مع بعضكم، - 00:18:16
وتتناصحون فيما بينكم كدعاةٍ أو متصدِّرين أو مشاهير وما إلى ذلك؟ - 00:18:23
يا أخي لماذا تزعجوننا بهذه الخلافات على الملأ؟ - 00:18:28
اذهبوا وتناقشوا فيما بينكم، ثمَّ ارجعوا لنا بالنتيجة! - 00:18:30
والله -يا إخواني- هذا السؤال لا يوجَّه لي؛ فأنا عن نفسي قد فعلتُ، - 00:18:33
بالفعل راجعتُ هذا الأخ وقديمًا من سنواتٍ؛ - 00:18:38
الكاتب المذكور مثلا -هذا الذي نتكلَّم عنه- - 00:18:42
كان قد بدأَ بنشْر سلسلةٍ على أساسِ أنَّها مضادَّةٌ للإلحاد، - 00:18:45
وظَهَرَ الخللُ الكبيرُ فيها من البداية، - 00:18:50
اتصلت بأخي الدكتور (عبدالرحمن ذاكر الهاشميّ) وقلت له: هل ترى يا عبدالرحمن ما يفعل فلان؟ - 00:18:53
قال: نعم، قلت له: أريد أن أنصحه وأعرف أنَّ بينكما معرفةً وعلاقةً، - 00:18:59
هل يمكن يا أخي عبدالرحمن أن تعطيني رقم هاتف فلان؟ - 00:19:04
أعطاني الدكتور رقم هاتف الشخص المذكور، فأرسلت له رسالةً لطيفةً للغاية: - 00:19:07
أخي الدكتور فلان، السلام عليكم ورحمة الله، تابعتُ المنشور من حلقاتك في سلسلة كذا، - 00:19:13
جزاك الله خيرًا وبارك فيك، عندي ملاحظات، - 00:19:18
هل تسمحُ لي بالتواصل معك لنقاشٍ أظنُّه سينفع كِلينا؟ - 00:19:20
لم يرد الأخ، أرسلتُ له مرّةً أخرى ولم يرد، - 00:19:25
وأخبرت الدكتور عبد الرحمن بما حصل، وقال إن نفس الشيء حصل معه، - 00:19:29
-الدكتور عبد الرحمن موجود، واستأذنتُه في أن أقول هذه التفاصيل. - 00:19:34
حسنًا، أردت أن أردَّ على المشاكل الكبيرة في طرح هذا الكاتب، - 00:19:37
فنشرت حلقةً من (رحلة اليقين) بعنوان: (الله غيبٌ، هل معناه أنّ وجوده غير يقينيّ؟) - 00:19:42
ورددتُ في هذه الحلقة على عبارات الكاتب مِن مِثل: - 00:19:49
أنَّ الإيمان هو أن تؤمن بشيءٍ دون وجود كلِّ الأدلَّة الحاسمة عليه، - 00:19:51
وأنَّ الإيمان يحتاج قفزةً شجاعةً في الفراغ، يحتاج (leap of faith)... - 00:19:55
ومِن مثل هذا الكلام الخطير الذي ينمُّ عن جهل الكاتب بمعنى الإيمان أصلًا، - 00:20:00
ثم تفاجأتُ بأنَّ أخي أحمد دعدوش كان قد نشر حلقةً بنفس المحتوى - 00:20:06
-حتى ظننت أنَّه اطَّلع على حلقتي، ثمَّ تبيَّن أنه ما اطَّلع على حلقتي، - 00:20:11
نشر حلقةً ينبِّه على هذا الكلام الخطير، - 00:20:14
أنا في حلقتي لم أذكر الشخص المقصود؛ - 00:20:17
لأن الهدف تصحيح المفاهيم ولا أحب الدخول في الحديث عن الأشخاص إلا إذا لم يكن هناك بدّ. - 00:20:20
بعد ذلك لما توفّيت ابنتي -رحمة الله عليها- بعث لي هذا الأخ المذكور الكاتب نفسه تعزية، - 00:20:28
فأكبَرتُها منه ورددتُ عليه شاكرًا ومتقبلًا لتعزيته، وبارك الله فيك وجزاك عنا خيرًا. - 00:20:34
وبعد فترة عرضتُ عليه أن نتناقش ولم يردَّ، - 00:20:42
ثمَّ إذا به مؤخَّرًا ينشر مقالاته في الردِّ على (رحلة اليقين)، - 00:20:46
فلا تسألوني أنا -يا كرام: لماذا تُدافع عن (رحلة اليقين) بل اسألوا من يتهرب من النقاش - 00:20:50
ثم يصبُّ جهده في محاولة إسقاط هذه الرحلة - 00:20:56
التي هدى الله بها خَلْقًا كثيرًا بفضله ومَنِّه وكَرَمِه، - 00:21:00
ويحاول إسقاطها بأيَّة طريقةٍ ولو بالجهل أو التدليس والكذب، - 00:21:04
اسألوه هو، ولا تقولوا لي: لماذا تدافع عن سلسلتك؟ - 00:21:10
ولمن يقول أيضا: يا دكتور هناك من يلمح عليك من ناحيةٍ فكريَّةٍ، ويتَّهمك بكذا وكذا...، - 00:21:14
أقول له: أنا لا أُضيع وقتي في الردِّ على تلميحاتٍ - 00:21:20
لا يُدرى ما المقصود بها ومن المقصود بها، - 00:21:23
فأنا -والله إخواني- لا أملك وقتًا لقراءتها فضلًا عن الردِّ عليها، - 00:21:26
وقد بيَّنتُ منهجي ومواقفي السياسية في كلمة (كشف الحقائق)، - 00:21:30
اكتب على اليوتيوب: (قنيبي - كشف الحقائق)، وتأمل - 00:21:35
ثمّ بعد ذلك من كان عنده الشجاعة الكافية لنقد فِكري أو منهجي - 00:21:40
فليواجهْني باسمي بكلامٍ قلتُه بنصِّه، وليأتِ بالدليل، - 00:21:44
وحينئذٍ فلَكُم عليَّ أن أردَّ بما يشفي صدوركم -إن شاء الله تعالى. - 00:21:50
ختامًا، أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يهدينا جميعًا لما يحبُّ ويرضى. - 00:21:55
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - 00:22:01
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00
إخواني الكرام، منذ انطلقتْ (رحلة اليقين) كان لها أصداءٌ واسعةٌ، - 00:00:01
وعلَّق كثيرون أنَّها كانت سببًا في رجوعهم إلى الإسلام بفضل الله تعالى. - 00:00:05
كثيرٌ من حلقات الرحلة كانت في بيان مغالطات العلم الزائف، ونظرية التطوَّر كنموذجٍ. - 00:00:12
مع تأكيدي مِرارًا على أنَّ الإشكاليَّة الكبرى هي في دعوى ظهور الكائنات - 00:00:17
من خلال التطوُّر الصُّدفيِّ بغير إرادةٍ مِن فاعلٍ مختارٍ يعلم ما يفعل، - 00:00:23
وبيَّنت أنَّ هذا انتحار عقليّ وغباوة شديدة - 00:00:29
وبيَّنتُ بالتفصيل كيف تُروَّج هذه الغباوة على أبناء المسلمين. - 00:00:33
الملفت للنظر أنَّ هذه الحلقات أَثارت حفيظةَ كثيرين فبدأوا يردُّون عليها. - 00:00:38
وبين الحين والآخر هناك من يطالبني بالردِّ - 00:00:44
على هؤلاء الذين ينتقدون حديثي عن خرافة التطوُّر الصُّدفيِّ؛ - 00:00:46
يا دكتور إياد فلان يردُّ عليك فردَّ عليه. فلانٌ يردُّ عليك فرُدَّ عليه… - 00:00:51
ليكُن في علمكم -إخواني، - 00:00:55
الذين أصدروا سلاسل أو مجموعة حلقات أو مقالات للرد على ما ذكرناه في (رحلة اليقين) - 00:00:57
وصلوا حتى الآن -فيما أعرف- سبع جهاتٍ، - 00:01:03
ما بين ملحدين أو مبهورين بعلماء الغرب -زعموا، - 00:01:06
نظرتُ في بعض هذه الردود فإذا أكثرها ما فيها إلا التحايلات اللفظية - 00:01:11
أو تكرارٌ لشًبهات رددنا عليها بالتفصيل. - 00:01:18
والحمد لله أنا أُسرُّ بكثرة الرادِّين على السلسلة؛ - 00:01:22
لأنَّ هذا يدلُّ على مقدار الهِزَّة التي أحدثتها الحلقات في هؤلاء -والحمد لله، - 00:01:26
خاصَّةً عندما يرون سقوط مصداقيتهم لدى أتباعهم - 00:01:31
الذين لطالما سمعوا منهم تمجيدا لخرافة التطوُّر. - 00:01:35
حسنًا، أنا -يا كرام- منهجيَّتي - 00:01:39
هي أن أتحرَّى وأُدقِّقَ وأبذل جهدًا كبيرًا في إحكام ما أُصدِره من حلقاتٍ، - 00:01:42
وأعرضَ المصادر والأدلَّة أثناء حديثي من قبيل التوثيق، - 00:01:48
ثمَّ بعد ذلك لا تتوقَّعوا أن أردَّ على كلِّ من يدَّعي أنَّه يردُّ على الحلقات، - 00:01:52
وإلا لضاع العُمُر في بيان ما هو مبيَّن، وتكرار ما هو مكرَّر، - 00:01:58
ولن نستطيع أن نسير في السلاسل خطوةً واحدةً إلى الأمام، - 00:02:03
وأخوكم له انشغالاتُه وتدريسُه وأبحاثُه ومشاركاتُه العلميَّة، - 00:02:07
وليس متفرِّغًا للردِّ على كلِّ من يَعِنُّ على باله - 00:02:12
أن يُصدِر مقطعًا أو مقالًا في الردِّ على الحلقات. - 00:02:15
من آخر ما صدر في ذلك: مجموعة مقالاتٍ لأحد الكتَّاب، - 00:02:18
قرأتُ أوَّل مقالٍ منها وأودُّ أن أعرِض لكم بعض المواطن مِن مقاله ثمَّ تحكموا: - 00:02:23
هل هناك داعٍ أن نُكمل قراءة مقالاتِه الأخرى، - 00:02:29
التي يتكلَّم فيها عن (رحلة اليقين) أم لا داعي؟ - 00:02:33
الأخ المذكور يتَّهم العبد الفقير إيادًا بالكذب على منهج الخصم، - 00:02:37
حسنًا، تعالوا نرى الكذب... - 00:02:43
سآتي لكم بالنصوص من كلامه ومن كلامي. - 00:02:46
يقول الكاتب: - 00:02:50
"ماذا عن الاستنتاج الذي قدمه الدكتور قنيبي ضمن شرحه للأركان المفترضة لنظريَّة داروين؟ - 00:02:52
-أن الكائنات الحية نشأت دون قصدٍ ولا إرادة من فاعلٍ مريدٍ مختارٍ يعلم ما يفعل- - 00:03:00
هذا الاستنتاج لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شَرح فيها نظريَّته"، - 00:03:06
إذن يقول الكاتب: هذا الاستنتاج -أنَّ الكون جاء أو الخَلْق جاء من دون إرادةٍ ولا قصدٍ- - 00:03:13
لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كتب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:03:18
بل هو يخصُّ الدكتور قنيبي. - 00:03:23
إلى أنْ قال الكاتب: - 00:03:26
"داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخلق، بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة، - 00:03:28
يمكن لشخصٍ آخر أن يُدخل إيمانه في فَهْم ما قاله داروين سلبًا أو إيجابًا، - 00:03:33
لكنْ ليس مِن الإنصاف أنْ نخلِط بين استنتاجاتنا والنظريَّة". - 00:03:39
حسنًا، إذن فداروين لم يقل إنَّ الكائنات الحيَّة نشأت دون قصدٍ ولا إرادةٍ، - 00:03:48
بل هذه استنتاجات إيادٍ التي خَلَطها بكلام داروين، - 00:03:53
وإلَّا فداروين ما قال هذا في أيِّ كتابٍ من كتبه! - ممتازٌ، ممتاز. - 00:03:56
إذا كان كلام الأخ صحيحًا فعليَّ أن أعتذر عن كذبي على داروين، - 00:04:03
وإذا كان كلام الأخ خاطئًا فلنا أن نسأل: هل هو جهلٌ أم تدليسٌ مُتعمَّدٌ؟ - 00:04:08
أنا لا أدري حقيقةً هل الأخ شاهد حلقتي التي ينتقدها من أوَّلها؟ - 00:04:15
إن شاهدها فهل رأى العبارات التي عرضتُها بجانبي من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:20
بدءًا من الدقيقة (1:32)، أي بعد دقيقةٍ ونصفٍ فقط من بدء الفيديو؟ - 00:04:26
في هذا الموضوع قُلت: أهمُّ ما في الموضوع أنَّ داروين افترض أنَّ الكائنات الحيَّة - 00:04:33
إنما نتجت عن هذه التغيُّرات بمجموع الصُّدف -يعني دون قصدٍ- وبتعبيره: - 00:04:41
لم يكن هناك خطةٌ للخلْق "plan of creation" في إيجاد هذه الأنواع الكثيرة، - 00:04:48
وهو ما أكدَّه في مواضِع عديدةٍ من كتاباته. - 00:04:53
هنا إخواني عرضتُ بجانبي خمس نُقُولاتٍ من كتاب داروين (أصل الأنواع) - 00:04:57
تُشير للصُّدفيَّة ونفي القَصْد عن الخَلْق بجانبي وأنا أقول هذه الجملة، - 00:05:03
اثنان مِن هذه النقُولات هي من الفصل (14) بعنوان: (conclusion) الاستنتاجات، - 00:05:09
إذن داروين سيعطيك استنتاجاته، استنتاجاته هو وليس استنتاجات إياد. - 00:05:15
حسنًا، تعالوا نسمع استنتاجات داروين التي عرضتُها في الحلقة التي يتكلَّم عنها الأخ، - 00:05:20
يقول داروين: community of descent is the unhidden bond" - 00:05:27
which naturalist have been unconsciously seeking - 00:05:32
and not some unknown plan of creation - 00:05:35
or the annunciation of general propositions" - 00:05:38
يعني: "وحدة الأصل هي الرابط الخفيُّ الذي كان علماء الطبيعة يبحثون عنه لاشعوريًّا، - 00:05:41
وليس خُطَّةً ما مجهولةً للخَلْق، أو إبداءَ مُقتَرَحاتٍ عامَّةً". - 00:05:48
وعرضتُ أيضًا قوله الآخر في فصل الاستنتاجات (conclusions): - 00:05:57
...Nothing can be more hopeless" - 00:06:02
than to attempt to explain ...this similarity of pattern - 00:06:05
in members of the same class, by utility "or by the doctrine of final causes - 00:06:08
يعني: "ليس هناك شيءٌ أكثر يأسًا من محاولة تفسير هذا التشابُه... - 00:06:14
بين أنماط الصنف الواحد بناءً على عقيدة وجود غاياتٍ نهائيَّةٍ محدَّدةٍ"، - 00:06:21
يعني: محاولةٌ بائسةٌ يائسةٌ أن تحاول أن تُقنعنا بأنَّ هناك غاية في هذا الخَلْق. - 00:06:26
إلى أن يقول داروين: - 00:06:32
On the ordinary view of the" independent creation of each being, - 00:06:34
we can only say so it is; - 00:06:39
that it has the Creator to construct all the animals and plants in each great class - 00:06:42
on a uniform plan: but this "is not a scientific explanation - 00:06:50
أيْ: "بناءً على وجهة النظر المعتادة مِن خلق كلِّ كائنٍ خَلْقًا مستقلًا - 00:06:56
فليس بإمكاننا القول إلا أنّ الخالق أراد أن يخلق كلَّ الحيوانات والنباتات في كلِّ صنفٍ - 00:07:02
بناءً على خطَّةٍ موحَّدةٍ، لكنَّ هذا ليس تفسيرًا علميًّا". - 00:07:07
طبعًا -إخواني- ليست قضيَّتنا هنا أنَّه خَلْقٌ مستقِلٌّ أم لا، - 00:07:13
لكنْ محلُّ الشاهد أنَّه ينفي وجود ما يسمِّيه (خطَّةً للخَلْق)، - 00:07:17
هذا الكلام هو كلام داروين في فصل الاستنتاجات (conclusion) - 00:07:22
من كتابه (أصل الأنواع) الذي بيَّن فيه نظريَّته، - 00:07:27
ومع ذلك فالكاتب المذكور يقول: هذا الاستنتاج - 00:07:31
-أنَّه ليس هناك قصدٌ في خَلْق الكائنات، وأنَّ الكائنات التي جاءت بالصدفة- - 00:07:34
لا يخصُّ نظريَّة داروين أو كُتُب داروين التي شرح فيها نظريَّته، - 00:07:38
بل هو يخصُّ الدكتور القنيبي، ويتَّهم القنيبي بالكذب على منهج الخصم. - 00:07:41
الأخ بعد أن عرض كلامي عن الانتخاب الطبيعيِّ الذي أقول فيه: - 00:07:46
إنَّ داروين ادَّعى أنَّ هذا الانتخاب أعمى ولا يعبِّر عن إرادة الخالق، - 00:07:50
قال الأخ: "للأسف هذا ليس ما يعنيه الانتخاب الطبيعيُّ، - 00:07:56
في الأساس بنسخته الأصليَّة على الأقلِّ، - 00:08:02
نظريَّة داروين لا تُعامِل الانتخاب الطبيعي باعتباره أعمى أو يعرف أو لا يعرف، - 00:08:05
كلُّ هذه تفسيرات وإسقاطات حَسْب فهمِنا له، وموقعنا المُسبَق من النظرية"، - 00:08:13
أها، إذن للأسف ليس هذا ما يعنيه الانتخابُ الطبيعيُّ، - 00:08:20
فنقول: بل للأسف يبدو أنَّ صاحبنا لا يعرف نظريَّة داروين، - 00:08:24
ولا اطَّلع على الحلقات التي ننقلُ فيها من كلام داروين نفْسه عن الانتخاب الطبيعيّ، - 00:08:29
ومع ذلك يأتي ليستنكِر ويتَّهم غيره بالكذب. - 00:08:36
في حلقة: (لماذا يلحد بعض أتباع عدنان إبراهيم) وهي حلقةٌ مهمَّةٌ للغاية، - 00:08:40
بيَّنتُ بالتفصيل وبالمراجع الموثَّقة - 00:08:45
كيف تدرَّج داروين ليُقنِع الناس بأنَّه لا علاقة للكائنات بالخالق، - 00:08:48
وكيف تدرَّج في نزع إرادة الخالق عن الانتخاب الطبيعيِّ، - 00:08:54
وكيف ذكر داروين أنّ كثيرا من علماء الطبيعة يعتبرون الطبيعة مَظْهرًا لخطَّة الخالق، - 00:08:58
واعتبر أنَّ هذا الظنَّ لا يُضيف شيئًا إلى معلوماتنا. - 00:09:04
لن أطيل عليكم ارجعوا إلى الحلقة، وفيها توثيق وصورٌ من كتاب داروين (أصل الأنواع). - 00:09:08
وذكرنا فيها أيضًا كيف غضِب داروين لمَّا كتب ألفريد والاس: - 00:09:14
أنَّه "يبدو أنَّ هناك قوَّة وجَّهت التطوّر باتجاهاتٍ محدَّدة لغايات مُعيَّنة"، - 00:09:19
واستخدم والاس عبارة: (higher intelligence- ذكاءٌ علويٌّ) قاد التطوُّر لغاياتٍ أنبل، - 00:09:25
فغضِب داروين وكتب بجانب عبارة والاس: "!!NO" بخطٍّ كبيرٍ مع علامات تعجُّبٍ، - 00:09:32
وأرسل لِوالاس يقول: "أخشى أنَّك تقتل طفلي وطفلك بشكلٍ كاملٍ"؛ - 00:09:39
يعني نظريَّة التطوُّر، - 00:09:45
هو ووالاس كانا في الوقت ذاته يتكلَّمان عن معالم ما يُسمَّى بنظريَّة التطوُّر، - 00:09:46
والاس كان يقول: "هناك شيء يوجِّه هذا التطور باتجاه غايات أنبل، هناك ذكاء علوي"، - 00:09:51
اعترض داروين تمامًا وقال: "أنتَ بذلك تقتل طفلنا المشترَك"؛ - 00:09:56
وكأنَّه يقول: أي توجُّه يا والاس؟! أي غايات؟! أي ذكاء؟! افهم يا والاس! - 00:10:01
هذا ما أريد نفيه تمامًا، كلُّ نظريَّتي هدفها أصلًا نفيُ الخالقيَّة، - 00:10:05
كما ظَهَر جليًّا من مكابَراته، كأنَّه يقول لوالاس: أنت بإشارتِك إلى تدخُّل الخالق - 00:10:09
تهدِم النظريَّة من أساسها، وتلغي ما صنعتُها من أجله. - 00:10:15
وكيف استماتَ داروين في الدفاع عن فكرة أنَّ العين نشأت بالصدفة، - 00:10:19
ولا يدلُّ إحكام تركيبها على قصدٍ وإرادةٍ مِن خالقٍ. - 00:10:24
ومع هذا كلِّه فالكاتب المذكور يقول: داروين لم يتحدَّث عن الخالق أو عن أصل الخَلْق، - 00:10:28
بل تحدَّث عن مشاهداته في الطبيعة. - 00:10:34
عفوًا حضرة الكاتب الكريم، صاحب المقال الذي تنتقد فيه إيادًا وسلسلة إياد، - 00:10:36
هل أنت قارئٌ لداروين؟ قرأت شيئًا لداروين؟ أو هل اطَّلعت على حلقات إياد؟ - 00:10:42
بل هل اطَّلعت عل ى الحلقة التي أخذتَ قُصَاصات منها ثم جئت تتهجَّم عليها؟! - 00:10:47
هل يُعقل أنّك قفزت عن أول دقيقة ونصف منها، والتي أحشُر فيها الشواهد على أنَّ داروين - 00:10:52
ينفي القصد والإرادة في ظهور الكائنات، ويؤكِّد أنَّها جاءت بمجموعة الصُّدَف؟! - 00:10:57
طبعًا الكاتب المذكور يبدأ مقاله بالإنكار على إياد - 00:11:03
أن يعرِّف أركان نظريَّة التطوُّر على أنها: كائنٌ حيٌّ تولَّد تلقائيًّا من الجمادات. - 00:11:06
طبيعةٌ تُكسِب صفاتٍ جديدةً. - 00:11:12
الصفات المُكتَسَبة تُورَّث. - 00:11:15
الطبيعة تنتخب وتُركِّب النُّظُم المعقَّدة. هذه الأركان التي ذكرتُها لنظرية داروين. - 00:11:18
يقول الكاتب: "داروين نفسه يختصر نظريَّته بالقول..." - 00:11:22
ثمَّ جاء بالكلام الإنجليزيِّ المنسوب لداروين وترجَمَه الكاتب، وقال: - 00:11:29
"داروين نفسه يختصِر نظريَّته بالقول: التنوُّع صفةٌ طبيعيَّةٌ ضمن أنواع، - 00:11:33
وكلُّ نوعٍ يُنتج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله، - 00:11:41
من نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْروثة - 00:11:45
سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة، - 00:11:50
الجيل الناتج لاحقا سيمثل الأفراد مع الصفات الأكثر مناسبة للبيئة، النوع ككل سيتطور" - 00:11:55
ثمَّ يقول الكاتب: "هذه هي أركان نظريَّة داروين حسب داروين نفْسِه". - 00:12:02
آها، بدايةً أين سمَّى داروين هذه الأشياء أركانًا؟ - 00:12:07
أنا كدكتور جامعي أعرف أسس الكتابة العلمية، - 00:12:12
ولَدَيَّ عشرات المنشورات في مجلَّاتٍ مُحكَّمةٍ -بفضل الله، - 00:12:15
أضع مَصْدرًا لكلِّ نقلٍ في حلقاتي كما أفعل في أبحاثي، - 00:12:18
حضرتُك -أيُّها الكاتب المحتَرَم- مِن أين جئتَ بهذه العبارة لداروين أصلًا؟ - 00:12:22
بحثتُ كثيرا فلم أجدها لا في (أصل الأنواع)، ولا في أيِّ كتاب من كتب داروين، - 00:12:27
وإنّما وجدت هذه العبارة في بعض المواقع بعد كلمة: - 00:12:32
"Darwin was quoted to say"؛ أيْ نُسِب أو قِيل عن داروين أنَّه قال، - 00:12:36
وهناك في المواقع مَن ينفي نِسبتها إلى داروين أصلًا، - 00:12:44
فلو يسمح الكاتب المحترم يبيِّن لنا أين قال داروين هذه العبارة! - 00:12:48
الذي يقرأ لداروين يعلم أنَّه يستطرد ويتشتَّت بشكلٍ مُتعِب، - 00:12:53
ولم أطَّلع على أيِّ موضعٍ يقول فيه إنَّ هذه هي أركان نظريَّته. - 00:12:57
لا بأس، مع ذلك تعال لعبارة داروين المنسوبة إليه هذه والتي يعارض بها الكاتب حلقتي: - 00:13:02
أولا: حسب هذه العبارة التي ينسبها الكاتب لداروين: "التنوع صفة طبيعية ضمن الأنواع"، - 00:13:10
والله -يا إخواننا- هذه حقيقةٌ يعرفها الأطفال في الشوارع والعجائز في البيوت، - 00:13:18
أي ليست خافيةً على أحدٍ، لم يأتِ فيها داروين بجديدٍ إنْ صحَّت النسبة إليه. - 00:13:23
حسنًا، قال لك: "وكلُّ نوعٍ يُنتِج نسلًا أكثر ممَّا تستطيع البيئة تحمُّله"، - 00:13:28
أيضا هذا شيء معروف لا يحتاج كثير ذكاء؛ أن البيئة قد تضيقُ أحيانًا وتشتدُّ ظروفها. - 00:13:36
ثالثًا: "مِن نتائج زيادة النسل أنَّ الأفراد مع أفضل الصفات المَوْرُوثة - 00:13:42
سيُنتِجون أفرادًا يتمكَّنون بنجاحٍ أكبر من البقاء في هذه البيئة"، - 00:13:47
وهذا أيضًا شيءٌ مرئيٌّ معروفٌ قَبْل داروين وبعد داروين، لا جديد فيه. - 00:13:52
وبعد ذلك تقول لي: هذه هي الأركان! - 00:13:57
نقلٌ مجهولٌ لا يُعرف صحةُ نسبته لداروين، لا جديد فيه، يعارض به صاحبنا طرحنا العلمي! - 00:14:00
نحن يا كرام عندما نقول (الأركان) يهمنا كيف فسر داروين وجود هذه الكائنات بهذا التنوع، - 00:14:08
تسمِّيها أركانًا، تسمِّيها دعائم، تسميها تصوُّراتٍ، أركانَ النظريَّة، - 00:14:15
أركانًا لتفسيره لوجود المخلوقات... بغضِّ النظر عن الاسم، - 00:14:20
إذا سمحت لنفسك أن تستنتج مثل هذه العبارات، اسمح لي أن أستنتج، أن أضع إطارًا! - 00:14:24
في المحصِّلة داروين عندما أراد أن يُفسِّر وجود الكائنات... - 00:14:31
تصوَّر نفسك في حوارٍ مع داروين وقد نفى وجود قصد وإرادة، أو ما سماه (خطةً للخالق)، - 00:14:35
لنا أن نسأله: إذن يا داروين، - 00:14:42
كيف تفسِّر وجود هذه الكائنات بهذا التنوُّع والتكامل والإبداع؟ - 00:14:44
هذا ما فعلناه في الحلقة التي ينتقدها الكاتب (نظريَّة داروين بإنصاف)، - 00:14:48
تحاورنا مع داروين واستجوبناه حتَّى نفهم وجهة نظره، - 00:14:52
وقلنا: أوَّلُ ركنٍ -حسبَكَ يا داروين- كائنٌ حيٌّ تولَّد بطريقةٍ ما من الجمادات. - 00:14:57
طبعًا هنا الكاتب المذكور يقول: - 00:15:04
"لم يذكر داروين أبدًا أيَّ شيءٍ عن تولُّد كائنٍ حيٍّ مِن جمادات في أيٍّ من كُتُبه، - 00:15:06
بل ذكر شيئًا مُقاربًا وليس مطابقًا البتَّة - 00:15:13
في رسالةٍ شخصيَّةٍ إلى صديقٍ له، أشار لها الدكتور قنيبي". - 00:15:16
حسنا، هذه الرسالة -يا كرام- ماذا يقول فيها داروين؟ التي نُقوّل فيها داروين ما لم يقل، - 00:15:20
أنَّك يا داروين تقول وتعتقد بنشوء الكائنات الحيَّة من الجمادات. - 00:15:26
يقول داروين حرفيًّا -طبعًا ما ترجَمَتُه: - 00:15:32
"إذا استطعنا تخيُّل بركةٍ صغيرةٍ دافئةٍ مع أنواعٍ مختلفة من أملاح الأمونيا والفوسفور، - 00:15:35
والضوء، والحرارة، والكهرباء، - 00:15:41
أنَّ مركَّبًا بروتينيًّا سيتشكَّل، ويمكنه أن يمرَّ بالمزيد من التغيُّرات المعقَّدة"، - 00:15:44
طبعًا قال هذا كلَّه في سياق أنَّه قد يكون تفسيرًا لنشأة الكائن الأوَّل. - 00:15:50
الآن سؤالي -يا كرام: الأمونيا والفوسفور إلى آخره، هذه جماداتٌ أم ليست جمادات؟ - 00:15:56
أي إن التفَفْنا أو تحايلنا ففي النهاية داروين يُشير إلى احتماليَّة - 00:16:01
تكوُّنِ الكائن الأوَّل من الجمادات، هذه حصيلة كلامه. - 00:16:04
ولمّا تكلمتُ عن طبيعةٍ تُكسِب صفاتٍ جديدة، قال الكاتب المذكور: - 00:16:10
"هذه النظريَّة سابقةٌ لداروين؛ فهي جزءٌ من نظريَّة لامارك في الوراثة"، - 00:16:15
بالله عليك؟! عفوا حضرتك تريد أن تعرِّفني - 00:16:20
ما تعلَّمتُه ربما في السادس الابتدائي أو الخامس الابتدائي؟! - 00:16:22
نحن نعرف أنَّ هذا كلام لامارك، ولهذا قلتُ في الحلقة: - 00:16:25
إنَّ داروين اتفق مع لامارك في هذه الجزئية، - 00:16:29
أنا لم أقُل أنَّ داروين هو أوَّل من جاء بهذه النظريَّة، - 00:16:33
بل قلت: داروين اتَّفق مع لامارك في هذه الجزئيَّة - 00:16:35
حين قال إن الطبيعة تكسب الكائن صفات جديدة، وإنه بذلك موافق للِامارك في هذه الجزئيَّة. - 00:16:39
قال داروين في الفصل الخامس من كتابه ما ترجمته للاختصار، - 00:16:47
ليس هناك داعٍ أن أقرأ كلَّ شيء بالإنجليزيَّة وأترجم، - 00:16:51
بإمكانكم الرجوع للحلقة لتروا النصوص بالإنجليزية وتُطابقوا مع الترجمة العربيّة. - 00:16:53
حسنًا، ماذا قال داروين؟ قال: "أظنُّ أنَّه لا مجال للشكِّ... - 00:16:59
في أنَّ استخدام الحيوانات المُستأنَسة لبعض أعضائها يقوِّي أعضاءً معيَّنةً منها، - 00:17:04
وأنَّ عدم استخدامها للأعضاء يُضعِفها، وأنَّ هذه التعديلات تُورَّث"، - 00:17:11
طبعًا تبين بعد ذلك أنّ هذا الذي لا يشك فيه داروين أنَّه صحيح، تبيَّن أنَّه خطأ تماما، - 00:17:17
وبالتالي جزءٌ من النموذج التفسيريِّ الذي رسمه داروين لنشأة الكائنات - 00:17:23
اعتقاد بالٍ سقط فيما بعد. - 00:17:29
أنا -إخواني- لا أريد أن أُطيل الكلام أكثر من ذلك، - 00:17:34
ولعلّنا نلحق صلاة الظهر إن شاء الله جماعة، - 00:17:37
وإلا فلو وقفتُ مع كلمةٍ كلمةٍ من مقال الأخ لتبيَّن ما فيه من جهلٍ أو تجاهل، - 00:17:39
وأنا أرجو أن يكون جهلًا أكثر من تجاهلٍ وكذبٍ وتدليسٍ؛ - 00:17:46
لأنَّ الجهل يمكن أن يُعالَج، خاصَّةً إذا أقرَّ الجاهل بجهله، - 00:17:50
وأنا أطلب من أخي هذا أن يُقرَّ بجهله، وإلا فسنُضطَرُّ إلى إساءة الظن. - 00:17:54
فسواءً أكان الأخ يتكلَّم فيما لا يعلم، أو يتعمَّد الكذب والمخادعة، - 00:18:00
فلن يستحقَّ أن أُضيع وقتي معه أكثر من ذلك، - 00:18:05
ولا تتوقعوا أن أُضيع عمري في تقرير ما هو مقرر، وتبيان ما هو مبين وتكرار ما هو مكرر. - 00:18:08
طبعًا هنا الشكوى المعتادة؛ سيقول قائلٌ: يا أخي لماذا لا تتكلَّمون أنتم مع بعضكم، - 00:18:16
وتتناصحون فيما بينكم كدعاةٍ أو متصدِّرين أو مشاهير وما إلى ذلك؟ - 00:18:23
يا أخي لماذا تزعجوننا بهذه الخلافات على الملأ؟ - 00:18:28
اذهبوا وتناقشوا فيما بينكم، ثمَّ ارجعوا لنا بالنتيجة! - 00:18:30
والله -يا إخواني- هذا السؤال لا يوجَّه لي؛ فأنا عن نفسي قد فعلتُ، - 00:18:33
بالفعل راجعتُ هذا الأخ وقديمًا من سنواتٍ؛ - 00:18:38
الكاتب المذكور مثلا -هذا الذي نتكلَّم عنه- - 00:18:42
كان قد بدأَ بنشْر سلسلةٍ على أساسِ أنَّها مضادَّةٌ للإلحاد، - 00:18:45
وظَهَرَ الخللُ الكبيرُ فيها من البداية، - 00:18:50
اتصلت بأخي الدكتور (عبدالرحمن ذاكر الهاشميّ) وقلت له: هل ترى يا عبدالرحمن ما يفعل فلان؟ - 00:18:53
قال: نعم، قلت له: أريد أن أنصحه وأعرف أنَّ بينكما معرفةً وعلاقةً، - 00:18:59
هل يمكن يا أخي عبدالرحمن أن تعطيني رقم هاتف فلان؟ - 00:19:04
أعطاني الدكتور رقم هاتف الشخص المذكور، فأرسلت له رسالةً لطيفةً للغاية: - 00:19:07
أخي الدكتور فلان، السلام عليكم ورحمة الله، تابعتُ المنشور من حلقاتك في سلسلة كذا، - 00:19:13
جزاك الله خيرًا وبارك فيك، عندي ملاحظات، - 00:19:18
هل تسمحُ لي بالتواصل معك لنقاشٍ أظنُّه سينفع كِلينا؟ - 00:19:20
لم يرد الأخ، أرسلتُ له مرّةً أخرى ولم يرد، - 00:19:25
وأخبرت الدكتور عبد الرحمن بما حصل، وقال إن نفس الشيء حصل معه، - 00:19:29
-الدكتور عبد الرحمن موجود، واستأذنتُه في أن أقول هذه التفاصيل. - 00:19:34
حسنًا، أردت أن أردَّ على المشاكل الكبيرة في طرح هذا الكاتب، - 00:19:37
فنشرت حلقةً من (رحلة اليقين) بعنوان: (الله غيبٌ، هل معناه أنّ وجوده غير يقينيّ؟) - 00:19:42
ورددتُ في هذه الحلقة على عبارات الكاتب مِن مِثل: - 00:19:49
أنَّ الإيمان هو أن تؤمن بشيءٍ دون وجود كلِّ الأدلَّة الحاسمة عليه، - 00:19:51
وأنَّ الإيمان يحتاج قفزةً شجاعةً في الفراغ، يحتاج (leap of faith)... - 00:19:55
ومِن مثل هذا الكلام الخطير الذي ينمُّ عن جهل الكاتب بمعنى الإيمان أصلًا، - 00:20:00
ثم تفاجأتُ بأنَّ أخي أحمد دعدوش كان قد نشر حلقةً بنفس المحتوى - 00:20:06
-حتى ظننت أنَّه اطَّلع على حلقتي، ثمَّ تبيَّن أنه ما اطَّلع على حلقتي، - 00:20:11
نشر حلقةً ينبِّه على هذا الكلام الخطير، - 00:20:14
أنا في حلقتي لم أذكر الشخص المقصود؛ - 00:20:17
لأن الهدف تصحيح المفاهيم ولا أحب الدخول في الحديث عن الأشخاص إلا إذا لم يكن هناك بدّ. - 00:20:20
بعد ذلك لما توفّيت ابنتي -رحمة الله عليها- بعث لي هذا الأخ المذكور الكاتب نفسه تعزية، - 00:20:28
فأكبَرتُها منه ورددتُ عليه شاكرًا ومتقبلًا لتعزيته، وبارك الله فيك وجزاك عنا خيرًا. - 00:20:34
وبعد فترة عرضتُ عليه أن نتناقش ولم يردَّ، - 00:20:42
ثمَّ إذا به مؤخَّرًا ينشر مقالاته في الردِّ على (رحلة اليقين)، - 00:20:46
فلا تسألوني أنا -يا كرام: لماذا تُدافع عن (رحلة اليقين) بل اسألوا من يتهرب من النقاش - 00:20:50
ثم يصبُّ جهده في محاولة إسقاط هذه الرحلة - 00:20:56
التي هدى الله بها خَلْقًا كثيرًا بفضله ومَنِّه وكَرَمِه، - 00:21:00
ويحاول إسقاطها بأيَّة طريقةٍ ولو بالجهل أو التدليس والكذب، - 00:21:04
اسألوه هو، ولا تقولوا لي: لماذا تدافع عن سلسلتك؟ - 00:21:10
ولمن يقول أيضا: يا دكتور هناك من يلمح عليك من ناحيةٍ فكريَّةٍ، ويتَّهمك بكذا وكذا...، - 00:21:14
أقول له: أنا لا أُضيع وقتي في الردِّ على تلميحاتٍ - 00:21:20
لا يُدرى ما المقصود بها ومن المقصود بها، - 00:21:23
فأنا -والله إخواني- لا أملك وقتًا لقراءتها فضلًا عن الردِّ عليها، - 00:21:26
وقد بيَّنتُ منهجي ومواقفي السياسية في كلمة (كشف الحقائق)، - 00:21:30
اكتب على اليوتيوب: (قنيبي - كشف الحقائق)، وتأمل - 00:21:35
ثمّ بعد ذلك من كان عنده الشجاعة الكافية لنقد فِكري أو منهجي - 00:21:40
فليواجهْني باسمي بكلامٍ قلتُه بنصِّه، وليأتِ بالدليل، - 00:21:44
وحينئذٍ فلَكُم عليَّ أن أردَّ بما يشفي صدوركم -إن شاء الله تعالى. - 00:21:50
ختامًا، أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يهدينا جميعًا لما يحبُّ ويرضى. - 00:21:55
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - 00:22:01