سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي

رحلة اليقين ١٢: خلاصة حلقات الأدلة الفطرية على وجود الله ومناقشة الإعتراضات

إياد قنيبي

السَّلامُ عليكُم - 00:00:12ضَ

إخوتي الكرامَ، في هذهِ الحلقةِ نلخِّصُ أهمَّ محاورِ الحلقاتِ التِّسعةِ - 00:00:13ضَ

عن الأدلَّةِ الفطريَّةِ على وجودِ اللهِ -تعالى- - 00:00:17ضَ

ضمنَ سلسلةِ رحلةِ اليقينِ، ونجيبُ عنْ بعضِ الاعتراضاتِ الَّتي وردَتْ على هذهِ الحلقاتِ. - 00:00:20ضَ

بيَّنَّا أنَّ هناكَ فِطْرةً موجودةً في الإنسانِ وشرحْنا بعضَ مُكوِّناتِ هذهِ الفطرةِ - 00:00:25ضَ

كنزعةِ التَّديُّنِ، والبدَهِيّاتِ العقليَّةِ، - 00:00:31ضَ

والنَّزعةِ الأخلاقيَّةِ، والشُّعورِ بوجودِ غايةٍ للحياةِ، والشُّعورِ بالإرادةِ الحرَّةِ - 00:00:33ضَ

وبيَّنَّا دلالةَ كلٍّ منْ هذهِ المُكوِّناتِ على وجودِ اللهِ -تعالى-، - 00:00:37ضَ

وكيفَ أنَّ الموقفَ الإسلاميَّ منْ كلِّ مُكوِّنٍ فطريٍّ هو موقفٌ منسجمٌ وعقلي. - 00:00:41ضَ

وبيَّنّا أنَّ الإلحادَ -في المقابلِ- يقعُ في مأزقٍ معَ كلِّ مُكوِّنٍ فِطريٍّ، - 00:00:48ضَ

وأنَّ أساسَ هذا المأزقِ هو إصرارُ الإلحادِ على تفسيرِ الوجودِ تفسيرًا مادِّيًّا - 00:00:53ضَ

يرفضُ فكرةَ وجودِ إلهٍ فَطَرَ الإنسانَ على هذهِ المكوِّناتِ الفطريَّةِ. - 00:00:59ضَ

فرأينا كيفَ يتَّسِمُ الموقفُ الإلحاديُّ بما يلي: - 00:01:03ضَ

إنكارِ الأشياءِ المسلَّمةِ والمعلومةِ منَ الواقعِ بالضَّرورةِ، - 00:01:07ضَ

التَّناقُضِ وعدمِ الانسجامِ، - 00:01:11ضَ

الخروجِ بنتائجَ تَنفِرُ منها النُّفوسُ بَداهةً، - 00:01:14ضَ

تحقيرِ قيمةِ الإنسانِ وكرامتِهِ، وإسقاطِ مِصداقِيَّةِ عقلِهِ ومشاعرِهِ. - 00:01:18ضَ

وبيَّنَّا أنَّ الإلحادَ إذا حاولَ أنْ يَفِرَّ منْ مُشكلةٍ منْ هذهِ المشكلات، - 00:01:24ضَ

فإنَّهُ يقعُ -ولا بُدَّ- في مشكلةٍ أُخرى - 00:01:28ضَ

فإذا حاولَ -مثلًا- أنْ يعترِفَ بالبدَهيَّاتِ العقليَّةِ، فإنَّهُ يقعُ في التَّناقضِ معَ رؤيتِهِ المادِّيَّةِ - 00:01:32ضَ

وإذا حاولَ الانسجامَ معَ رؤيتِهِ المادِّيَّةِ، فإنَّهُ يقعُ في إنكارِ البدَهيَّاتِ العقليَّةِ - 00:01:38ضَ

وإذا حاولَ الإلحادُ أنْ يفِرَّ منَ اللَّاأخلاقيَّةِ الَّتي يؤدِّي إليها، - 00:01:44ضَ

فإنَّهُ يقعُ في التَّناقضِ معَ رؤيتِهِ المادِّيَّةِ - 00:01:49ضَ

وإذا أرادَ أنْ ينسجمَ معَ الرُّؤيةِ المادِّيَّةِ، - 00:01:52ضَ

فإنَّهُ يؤدِّي حتمًا إلى نتائجَ لاأخلاقيَّةٍ تَنفرُ منها النُّفوسَ بداهةً - 00:01:55ضَ

لِذا، فإنَّهُ لا ينفعُ الملحدَ أنْ يقولَ: - 00:02:01ضَ

"أنا أرفضُ المقولاتِ اللَّاأخلاقيَّةَ الَّتي يتكلَّمُ بها بعضُ الملحدينَ - 00:02:04ضَ

وأرفضُ إنكارَهُم لمبادِئَ عقليَّةٍ كالسَّببيَّةِ"؛ - 00:02:07ضَ

لأنَّ رفْضَهُ هذا يُوقِعُهُ في التَّناقُضِ معَ إلحادِهِ. - 00:02:11ضَ

ومعَ ذلكَ، قدْ كُنَّا في كثيرٍ منَ المواضعِ نستخدمُ عبارةَ: - 00:02:15ضَ

"لا يجدُ (الإلحادُ) مشكلةً في كذا" - 00:02:19ضَ

أوْ "منْ أخلاقِ (الإلحادِ) كذا" و"يقولُ (الإلحادُ) كذا"؛ - 00:02:22ضَ

حتَّى لا يُعتَرَضَ علينا بأنَّهُ ليسَ كلُّ الملحدينَ يقولونَ بهذا، - 00:02:27ضَ

فالمواقفُ الَّتي ذكرناها هيَ النَّتائِجُ المُتوقَّعَةُ للإلحادِ وإنْ لم يقلْ بها بعضُ الملحدينَ. - 00:02:32ضَ

وبيَّنَّا في السِّلسلة ِأيضًا كيفَ أنَّ إنكارَ الإلحادِ للفطرةِ يوقِعُه في هدمِ الشِّعاراتِ الَّتي يرفعُها، - 00:02:39ضَ

فشِعاراتُ الملحدينَ: "أنا أحترمُ عقلي، أنا إنسانَيٌّ -أُومِنُ بالإنسانِ-، - 00:02:46ضَ

أنا أصدِّقُ العلمَ" - 00:02:50ضَ

وقدْ بيَّنَّا في الحلقةِ الخامسةِ إهانةَ الإلحادِ للعقلِ وإسقاطَه لهُ، - 00:02:52ضَ

وبيَّنَّا في الحلقةِ السَّادسةِ والسَّابعةِ والثَّامنةِ إهانةَ الإلحادِ للإنسانِ وأخلاقِهِ، - 00:02:57ضَ

وبيَّنَّا في الحلقاتِ الخامسةِ والعاشرةِ والحادِيةَ عشرةَ إهانةَ الإلحادِ للعِلْمِ التَّجريبيِّ؛ - 00:03:03ضَ

فهوَ هدمٌ للشِّعاراتِ. - 00:03:10ضَ

وبيَّنّا كذلكَ كيفَ أنَّ الملحدينَ يقعونَ في نفسِ ما يَعيبونَ المؤمنينَ بوجودِ اللهِ له، - 00:03:12ضَ

فَهُمْ يَعيبُونَ المؤمنينَ لإيمانهم بالغيبِ، معَ أنَّ المؤمنينَ لديهمْ أدلَّةٌ على هذا الغيبِ، - 00:03:18ضَ

في حين يقع الملحدونَ في الإيمانِ بغيبٍ لا دليلَ عليهِ - 00:03:25ضَ

كإيمانِهم بتفسيراتٍ مادِّيَّةٍ للمكوِّناتِ الفطريَّةِ معَ انعدامِ الأدلَّةِ عليها، - 00:03:29ضَ

ويَعيبونَ على المؤمنينَ قولَ: "لا نعلمُ لماذا" جوابًا عنْ بعضِ الأسئلةِ، - 00:03:35ضَ

معَ أنَّهُ تسليمٌ مَبْنيٌّ على إيمانٍ عقليٍّ، - 00:03:40ضَ

في حين يقولُ الملحدون العبارةَ ذاتهَا: "لا نعلمُ لماذا"ّ جوابًا عنْ بعضِ الأسئلةِ، - 00:03:43ضَ

مثلَ السُّؤالِ عنْ تفسيرِ وجودِ إرادةٍ حُرَّةٍ للإنسانِ بخلافِ ما تُحتِّمُهُ النَّظرةُ الإلحاديَّةُ المادِّيَّةُ، - 00:03:49ضَ

ويدَّعي الملحدونَ أنَّ المؤمنينَ بوجودِ اللهِ يخادِعونَ أنفُسَهم، - 00:03:56ضَ

في حين أن الملحدينَ هُمْ -في الحقيقةِ- مَنْ يخادِعونَ أنفُسَهم، كما بيَّنَّا في حلقةِ: - 00:04:00ضَ

(لماذا نحنُ هنا في هذهِ الحياةِ؟) - 00:04:05ضَ

في المُحَصِّلةِ، إنَّ بعضَ المسلمينَ لديهِم تساؤلاتٌ، وشكوكٌ، وشُبُهاتٌ لم يحصِّلْ إجاباتٍ شافيةً عليها؛ - 00:04:08ضَ

وذلكَ إمّا لتقصيرِهِ في البحثِ عنْ إجاباتٍ منَ المصادرِ المُناسبةِ، - 00:04:15ضَ

أو لأنَّهُ لم يَبْنِ إيمانَه على أُسُسٍ متينةٍ أصلًا، - 00:04:20ضَ

أوْ لِخَللٍ منهجيٍّ كبيرٍ لديهِ، وهو: أنَّه لا يرُدُّ المُتشابهاتِ إلى تلكَ الأسُسِ المُحْكماتِ، - 00:04:24ضَ

أي: لا يُفسِّرُ الجزئيَّاتِ الَّتي تخفى عليهِ - 00:04:31ضَ

في ضَوءِ الأُسسِ العَقَديَّةِ الكبرى الَّتي يمتلِكُ الدَّليلَ عليها؛ - 00:04:35ضَ

فيبقى في قلقٍ واضْطرابٍ. - 00:04:40ضَ

مثلُ هذا الشَّخصِ قدْ تتَراكمُ عليهِ الشُّبهاتُ حتّى ينكِرَ وجودَ اللهِ، - 00:04:42ضَ

ويَظُنُّ أنَّهُ حينَ يُلحدُ فإنَّهُ يخرُجُ منْ هذهِ الإشكالات. - 00:04:47ضَ

ولا يدري أنَّ إنكارَهُ لوجودِ اللهِ إنَّما هوَ مُبتَدَأُ طريقٍ مُتَسلسِلٍ منَ الإنكارِ المتواصِلِ - 00:04:51ضَ

الَّذي يُؤدِّي إلى العدَمِيَّةِ والتَّناقُضِ. - 00:04:59ضَ

ففي ظِلِّ التَّصوُّرِ الإلحاديِّ الَّذي يقولُ أنَّ وجودَ اللهِ وهمٌ - 00:05:02ضَ

يقودُ ذلكَ حتمًا إلى انعدامِ كلِّ معنًى وكلِّ قيمةٍ؛ - 00:05:06ضَ

إذ سينتهي إلى نتيجةِ أنَّ المبادِئَ العقليَّةَ وهْمٌ، - 00:05:10ضَ

والقِيَمَ الأخلاقيَّةَ وهْمٌ، ومعنى الوجودِ وغايتَهُ وهْمٌ، - 00:05:15ضَ

والإرادةَ البشريَّةَ الحرَّةَ وهْمٌ، - 00:05:19ضَ

بل الإنسانُ بمكوِّناتِهِ الرُّوحِيَّةِ اللَّامادِّيَّةِ والمُشَكِّلةِ لحقيقةِ إنسانيَّتِهِ وهْمٌ مجرّد. - 00:05:22ضَ

وكما عبَّر الملحدُ وِلْيم بروفاين "William Provine" - 00:05:29ضَ

بروفيسورُ تاريخِ علمِ الأحياءِ من جامعةِ كورنيل "Cornell": - 00:05:31ضَ

يبدأُ الأمرُ بالتَّخلِّي عنْ أنَّ هناك إلهًا فاعلًا، ثمَّ التَّخلي عنِ الأملِ بوجودِ أيِّ حياةٍ بعدَ الموتِ، - 00:05:35ضَ

وحينَ تتخلّى عنْ هاتينِ الفكرتينِ، فإنَّ بقيَّةَ الأمورِ تأتي بطريقةٍ سهلةٍ نسبِيًّا؛ - 00:05:43ضَ

إذ تفقدُ الأملَ أنَّ هناكَ مبادئَ أخلاقيَّةً مُطْلَقَةً، - 00:05:49ضَ

وأخيرًا لا وجودَ لإرادةٍ إنسانيَّةٍ حُرَّةٍ، - 00:05:53ضَ

ليسَ هناكَ أدنى أملٍ في وجودِ أيِّ معنًى عميقٍ في الحياةِ الإنسانيَّةِ؛ - 00:05:57ضَ

نعيشُ ونموتُ ونَفْنَى! نَفْنَى بشكلٍ نهائيٍّ حينَ نموتُ. - 00:06:02ضَ

فاعلمْ أيُّها الشّابُّ الَّذي تخلَّيْتَ عنْ دينِكَ وأعلنْتَ ذلكَ لأصحابِكَ محتفلًا - 00:06:08ضَ

بأنَّكَ قدْ تخلَّصْت منْ مجموعةِ التَّساؤلاتِ والشُّكوكِ الَّتي كانتْ تؤرِّقُكَ يومَ كُنْتَ مُسلمًا، - 00:06:13ضَ

اِعلمْ أنَّكَ دخلْتَ محيطًا عميقًا متلاطمَ الأمواجِ منَ الشُّكوكِ والتَّساؤلاتِ والتَّناقضاتِ، - 00:06:20ضَ

وتركْتَ العُروةَ الوُثْقى لتَهوِيَ في وادٍ سحيقٍ، - 00:06:26ضَ

ولنْ تجدَ مَفَرًّا منْ هذهِ الحقيقةِ إلّا أنْ تتَعامى عنها. - 00:06:30ضَ

تعالَوُا الآنَ -إخواني- نجبْ عنْ بعضِ الاعتراضاتِ الَّتي وردَتْ على الحلقاتِ! - 00:06:46ضَ

أوَّلًا: كنتُ في الحلقاتِ أذكرُ بعضَ الآياتِ، - 00:06:50ضَ

فاعترضَ بعض بأنَّ الآياتِ لا يخاطَبُ بها الملحدُ. - 00:06:53ضَ

بدايةً هذهِ السِّلسلةُ ليستْ لمخاطبةِ الملحدِ والمتشكِّكِ فحسبْ، - 00:06:57ضَ

بلْ والمؤمنِ ليزدادَ يقينًا كما بيَّنتُ، - 00:07:02ضَ

ومعَ ذلكَ فحتى في مخاطبةِ الملحدِ لا نعابُ للاستشهادُ بهذهِ الآياتِ؛ - 00:07:05ضَ

لوْ كنتُ أذكُرُها على سبيلِ أنَّهُ: "يا ملحدُ، اللهُ يقولُ كذا؛ فعليكَ أنْ تسلِّمَ لأنَّ اللهَ قالَ" - 00:07:11ضَ

لصحَّ حينئذٍ أنْ يُقَالَ أنَّ هذا غيرُ عقليّ؛ لأنَّ الملحدَ لا يُسلِّمُ بوجودِ إلهٍ أصلًا، - 00:07:17ضَ

لكنَّ استشهادَنا بها هوَ لبيانِ انسجامِ المنظومةِ الإسلاميَّةِ، - 00:07:23ضَ

وتناسُقِ ما يَنسِبُهُ الإسلامُ إلى الإلهِ الَّذي يؤمنُ بهِ، - 00:07:28ضَ

تناسقِ ذلكَ معَ الواقعِ في مقابلِ تناقضِ الإلحادِ، - 00:07:32ضَ

فالانسجامُ منْ أدلَّةِ الحقِّ، والتَّناقضُ منْ أدلَّةِ البُطلانِ - 00:07:36ضَ

﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [القرآن 4: 82] - 00:07:40ضَ

والأهمُّ من هذا -إخواني- أنَّهُ لا يصحُّ قولُ أنَّ الملحِدَ لا يخاطَبُ بالقرآنِ هكذا بإطلاقٍ، - 00:07:45ضَ

بلْ كثيرٌ منَ الآياتِ تتضمَّنُ أدلَّةً عقليَّةً يخاطَبُ بها الملحدُ، كقولِهِ تعالى: - 00:07:51ضَ

﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [القرآن 52: 35] - 00:07:57ضَ

فنحنُ نُحَاجُّ الملحدَ بالدَّليلِ العقليِّ الَّذي تضمَّنَتْهُ الآيةُ، - 00:08:01ضَ

لا نُلزِمُه بخبرٍ لمجرَّدِ أنَّ القرآنَ جاءَ بهِ. - 00:08:05ضَ

فنحنُ لمْ نقُلْ مثلًا: - 00:08:09ضَ

"يا ملحدُ، القرآنُ يقولُ أنَّ اللهَ موجودٌ، فعليكَ أنْ تصدِّقَ أنَّ اللهَ موجودٌ"، لم نقلْ هذا. - 00:08:11ضَ

ثانيًا: اعتَرضَ بعضٌ بقولِهِ: - 00:08:16ضَ

"أنتَ استنتجْتَ منْ مناقشاتِكَ وجودَ اللهِ، و(اللهُ) اسمٌ للإلهِ في المنظورِ الإسلاميِّ، - 00:08:18ضَ

في حين أن غايةَ ما تُثْبِتُهُ الحلقاتُ هوَ: وجودُ إلهٍ فحسبُ" - 00:08:25ضَ

اِدِّعاؤُكَ أنَّكَ أثبَتَّ وجودَ الإلهِ الإسلاميِّ - 00:08:29ضَ

-حسْبَ تعبيرِ المعترِضِ- - 00:08:32ضَ

هو قفزٌ إلى استنتاجٍ تحكُّمِيٍّ زائدٍ عنِ المقدارِ المثبَتِ. - 00:08:33ضَ

والجوابُ -إخواني- أنَّ الحلقاتِ تدلُّ على الأمرَيْنِ معًا: - 00:08:38ضَ

وجودِ خالقٍ مدبِّرٍ للكونِ، - 00:08:41ضَ

وبعضِ صفاتِ هذا الخالقِ الَّتي يدُلُّ عليها خلقُهُ. - 00:08:43ضَ

والإسلامُ هوَ وحدَهُ الَّذي يُعطي تصوُّرًا صحيحًا عنْ صفاتِ هذا الخالقِ المدبِّرِ، - 00:08:48ضَ

ففي الكتبِ المحرَّفةِ -كالكتابِ المسمّى بالكتابِ المقدَّسِ مثلًا- وصفٌ لهذا الخالقِ بما لا يليقُ - 00:08:54ضَ

كوصفِه أنَّه صارعَ يعقوبَ حتّى كادَ يعقوبُ أنْ يصرعَهُ، - 00:09:00ضَ

وأنَّهُ استراحَ بعدَ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ، وغيرِها... - 00:09:05ضَ

وهيَ أوصافٌ لا تُناسِبُ صفاتِ القدرةِ والحكمةِ الإلهيَّةِ - 00:09:09ضَ

الَّتي تكلَّمْنا عنْها في السِّلسلةِ. - 00:09:14ضَ

كما أنَّني أذكُرُ في الحلقةِ السّادسةِ مثلًا - 00:09:16ضَ

أنَّ وجودَ إلهٍ بصفاتِ كمالٍ مطلَقٍ يؤسِّسُ لوجودِ القيَمِ المعنويَّةِ كالخيرِ والحقِّ، - 00:09:19ضَ

ويضعُ أساسًا مطلقًا للأخلاقِ. - 00:09:26ضَ

فالدَّلائلُ تنتهي حقًّا إلى أنَّه عندَ إثباتِ وجودِ ربٍّ، - 00:09:28ضَ

فلا بدَّ أنْ يكونَ الرَّبَّ بالوصفِ الإسلاميِّ - 00:09:33ضَ

الَّذي يصِفُهُ بما يليقُ بمظاهرِ قدرتِهِ وعلمِهِ وحكمتِهِ ورحمتِهِ، والَّتي تستَوجبُ إلهيَّتَهُ، - 00:09:36ضَ

وأنْ يكونَ مُستحِقًّا للعبادةِ بصفاتِه هذهِ. - 00:09:45ضَ

لذا، فليسَ في ذكرِ اسمِ اللهِ قفزٌ ولا تجاوزٌ للحَدِّ الَّذي أُثْبِت. - 00:09:48ضَ

ثالثًا: اعترضَ بعضٌ بقولِه: "أنتَ تُقِيمُ دَعْوَى صحَّةِ الإسلامِ على بيانِ بطلانِ الإلحادِ، - 00:09:55ضَ

معَ أنَّ بطلانَ الإلحادِ لا يستلزِمُ بالضَّرورةِ صحَّةَ الإسلامِ" - 00:10:02ضَ

والحقيقةُ أنَّني لم أدَّعِ ذلكَ في هذهِ الحلقاتِ؛ لمْ أُقِمْ صحَّةَ الإسلامِ على إبطالِ الإلحادِ، - 00:10:06ضَ

فالحلقاتُ الإحدى عشرَة الماضيةُ إنَّما هيَ بدايةُ السِّلسلةِ الَّتي ستطولُ -إنْ شاءَ اللهُ-، - 00:10:13ضَ

والمقدارُ الَّذي نُوقِشَ هوَ الأدلَّةُ الفطريَّةُ فقط على وجودِ اللهِ - 00:10:19ضَ

معَ بعضِ الفوائدِ هنا وهناكَ. - 00:10:24ضَ

والأدلَّةُ الفطريَّةُ هيَ جُزْءٌ فقطْ منَ الأدلَّةِ على وجودِ اللهِ، - 00:10:26ضَ

أمَّا مُناقشةُ باقي عناصرِ صحَّةِ الإسلامِ، كنُبُوَّةِ محمَّدٍ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- - 00:10:31ضَ

وأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، والتَّشريعاتِ الإسلاميَّةِ، فهذا كلُّهُ لمْ نناقشْهُ بعد. - 00:10:36ضَ

رابعًا: اعترضَ بعضٌ على ذكرِ بعضِ المُصطلحاتِ والاقتباسات باللُّغةِ الإنجليزيَّةِ، - 00:10:42ضَ

والحقيقةُ -إخواني- أنَّه كانَ لنا أسبابٌ في ذلكَ، منها: إعطاءُ موثوقيَّةٍ لدِقَّةِ بعضِ النُّقولاتِ؛ - 00:10:47ضَ

فهناكَ نُقولاتٌ عنِ الملحدينَ والدَّاروينيِّينَ غريبةٌ صادمةٌ لا تكادُ تصدَّقُ، - 00:10:54ضَ

مِمَّا قدْ يجعلُ بعضًا يعتقدُ أنَّ النَّصَّ الأصلِيَّ لا يمكنُ أنْ يكونَ كما ذكرْنا، - 00:11:00ضَ

وإنَّما هوَ تصرُّفٌ أو عدمُ دِقَّةٍ في التَّرجمةِ، - 00:11:05ضَ

فأوردْنا النَّصَّ كما هوَ منْ مرجعِه زِيادةً في التَّوثيقِ، - 00:11:08ضَ

وأحيانًا، نذكرُ عنوانَ المرجعِ باللُّغةِ الإنجليزيَّةِ؛ - 00:11:12ضَ

لنُسَهِّلَ على المُتابعِ الرُّجوعَ إليهِ للتَّحقُّق والتَّوسُّعِ إنْ رغبَ، - 00:11:16ضَ

وخاصَّةً أنَّ كثيرًا منَ المراجعِ المذكورةِ غيرُ مترجمةٍ، - 00:11:20ضَ

وأحيانًا نذكرُ مصطلحاتٍ ليسَ لها تعريبٌ مألوفٌ في المجتمعِ العِلْميِّ، - 00:11:24ضَ

فنذكُرُها على أصلِها ليفهمَ المُتابعُ عمَّ نتكلَّمُ. - 00:11:28ضَ

خامسًا: إخواني، ما يُسمّى بنظريةِ داروين، تعرَّضتُ لِجُزئيَّةٍ محدَّدةٍ متعلِّقةٍ بها، ألا وهيَ: - 00:11:34ضَ

التَّبِعاتُ الأخلاقيَّةُ للتَّطوُّرِ الدَّاروينِيِّ، وتفسيرُها للمكوِّناتِ الفِطريّةِ وبعضِ السُّلوكيَّاتِ، - 00:11:40ضَ

فظنَّ بعضٌ أنَّني أناقشُ النَّظريَّةَ نفسَها بذلك، وراحَ يدافعُ عنها، ويحاولُ إثباتَ صِحَّتِها، - 00:11:46ضَ

ويتوقَّعُ منّي أنْ أردَّ على كلامِهِ. - 00:11:53ضَ

فأُحِبُّ أنْ أشيرَ هنا إلى أنَّ منهجِيَّتي في هذهِ السِّلسلةِ هيَ: التَّحديدُ، والدِّقَّةُ، - 00:11:56ضَ

وفرزُ الأُمورِ بعضِها عنْ بعضٍ. - 00:12:02ضَ

فأنا حتّى الآنَ لمْ أُناقشِ التَّطوُّرَ الدَّاروينيَّ نفسَهُ، - 00:12:05ضَ

بلْ مناقشَتُهُ العلميَّةُ بالتَّفصيلِ - 00:12:08ضَ

ستأتي -إنْ شاءَ اللهُ- بعدَ مناقشةِ الأدلَّةِ العقليَّةِ على وجودِ اللهِ -تعالى-. - 00:12:11ضَ

كان هذا ختامَ الأدلَّةِ الفطريَّةِ على وجودِ اللهِ. - 00:12:17ضَ

ننتقلُ بعدَها إلى الأدلَّةِ العقليَّةِ، - 00:12:19ضَ

وفيها الكثيرُ منَ الإجاباتِ والمُناقشاتِ المُقنِعَةِ المفيدةِ بإذنِ اللهِ -تعالى-. - 00:12:22ضَ

فتابعونا، والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:12:26ضَ