السَّلام عليكم. - 00:00:03ضَ

نظرياتٌ علميةٌ كثيرة، - 00:00:04ضَ

اكتشافاتٌ حديثة، يتمّ تفسيرها بطرقٍ مختلفة. - 00:00:06ضَ

فهناك من يقول أنّها تهدّدُ الإيمان، - 00:00:09ضَ

وآخر يردّ بأنّها لا تتعارضُ مع الإيمانِ، - 00:00:12ضَ

وثالثٌ يقول بَلْ هي تدعمُ الإيمان. - 00:00:15ضَ

كيفَ نعرف؟ - 00:00:18ضَ

هل بالفعل... - 00:00:20ضَ

التطور حقيقة! مثل أن الأرض تدور حول الشمس. - 00:00:21ضَ

أم أنّها خاطئة؟ - 00:00:26ضَ

فسنبيّن لكم، بسلسلةٍ من الحلقاتِ، أخطاءَ نظريةِ التطوّرِ من منطلقٍ علميّ بيولوجيّ، - 00:00:28ضَ

من أفضلِ الكتبِ العلميّةِ الأمريكيّة - 00:00:36ضَ

التي حازت على أعلى نسبةِ تقييمٍ على موقع أمازون "Amazon" - 00:00:38ضَ

أم أنّ الله خلقَ الكائناتِ من خلالِ التطوّر؟ - 00:00:42ضَ

وتكون النتيجة أن نقبل التطوّر، - 00:00:45ضَ

ونقبل أن يكون الذي حرَّكه والذي وجّهه هو مصدر ذكي، مطلق الذكاء... - 00:00:48ضَ

أم أنّ التوفيقَ بين التطوّرِ والإسلامِ فيه تحريفٌ للآياتِ والأحاديث؟ - 00:00:55ضَ

عندما تقول أن نظرية التطوّر يمكن تأويل بعض النصوص لموافقتها، - 00:01:00ضَ

أنت بذلك تُنْزِل النصّ الديني من مقصورة القيادة إلى قفص التبعية. - 00:01:05ضَ

هل نظرية الكمّ "Quantum Theory" هي بالفعل - 00:01:11ضَ

نظريّةٌ من أنجحِ ما هو موجودٌ إلى الآن، رغم غرابتها، - 00:01:13ضَ

رغم أنّها تصوِّر لنا العالَم على أنّه موجة وجُسَيْم في نفس الوقت، - 00:01:18ضَ

واحتمالي، ولا نستطيع أن نتنبّأ... - 00:01:22ضَ

أم أن هذه الاستنتاجات التي يبنونها عليها خاطئة؟ - 00:01:25ضَ

تسمع الكثير من الكلام الذي يقول - 00:01:29ضَ

أن ميكانيكا الكم تعني أن كل الأشياء متصلة بعضها ببعض، - 00:01:31ضَ

لكن هذا ليس صحيحا تماما، فالأمر أعقد من ذلك. - 00:01:34ضَ

هل بالفعل... - 00:01:39ضَ

لكن في الحقيقة، اللاشيء يمكن أن يصبح شيئا. - 00:01:40ضَ

أم أن هذا الكلامُ هو كما يقولُ الآخرُ؟ - 00:01:43ضَ

هم يسمون ذلك علمًا ويضعونه في الكتب العلمية، أما أنا، فأسمّيه غباءً وأضعه في القمامة! - 00:01:45ضَ

هل بالفعل... - 00:01:51ضَ

لا يوجد تصميم بالإنتخاب الطبيعي. - 00:01:52ضَ

هذه العملية كلُّها، ولذلك بالفعل يكون أعمى. - 00:01:55ضَ

أكيد هو أعمى، ليس قوى عاقلة أو مثل ذلك، وتعرفُ عندها مبدأً وقانونًا تشتغل عليه، وخطّةً، - 00:01:57ضَ

وبرنامج عملٍ. لا لا هذا الكلام ليس موجودا أبدًا! - 00:02:03ضَ

هذا الكلام ليس موجودا أبدًا، ولذلك توجد عيوب في الخليقة. - 00:02:05ضَ

ستجد حتّى في تركيب الإنسان عيوبا. - 00:02:10ضَ

أم كما يقول الآخر؟ - 00:02:13ضَ

حقيقةً ما يبهرني كلمّا أعاين مريضًا أو أعالج مرضًا، - 00:02:16ضَ

التصميمُ البارعُ الذي لا شكّ أنّ خلفه مصمّم قادر، وبارع، ومبهر. - 00:02:21ضَ

وهل بالفعل... - 00:02:29ضَ

إذن ليس الموت كما تتخيّل، - 00:02:31ضَ

شيئًا لازمًا أن يحصل، الموت يمكن أن يُمنع، - 00:02:33ضَ

لكنّ المسألة مجرّد مسألة ُوقتٍ فحسب. - 00:02:35ضَ

تعالوا في هذه الحلقاتِ -إخواني- نضعُ معًا المسطرةَ التي نقيسُ بها، - 00:02:38ضَ

لنعرفَ الحقََّ من الباطلِ. - 00:02:43ضَ

نضبطُ البوصلةَ، نرتِّب أفكارنا، لننظرَ للأشياءِ بطريقةٍ علميّةٍ. - 00:02:45ضَ

بعدَ ذلكَ، أنتَ قرِّرْ بماذا تقتنعُ، أو لا تقتنع، - 00:02:50ضَ

لكنْ، على أساسٍ علميٍّ قويٍّ، دونَ أن تدَعَ أحدًا يخدعك. - 00:02:53ضَ

لذلك فسلسلتنا هذه منهجيّة، تؤسِّس لمنهجٍ في التفكير. - 00:02:58ضَ

لكن حتى لا يكونَ كلامنا عن قواعدِ التفكيرِالصّحيحِ جافًّا فلسفيًا، - 00:03:03ضَ

نريدُ مثالًا عمليًا نطبِّقُ عليهِ هذه القواعد. - 00:03:09ضَ

واسمحوا لي بحكمِ تخصّصي في علمِ الأدويةِ الجزيئيّ - 00:03:12ضَ

والخبرة التدريسيّة والبحثيّة في علومٍ حياتيةٍ متنوّعةٍ، - 00:03:16ضَ

أن أختارَ نظريّةَ التطوّر لِنُطبِّقَ عليها هذه القواعد، - 00:03:19ضَ

أي نتخذها حالةً للدراسة "Case Study"، - 00:03:24ضَ

ثمّ نُطبِّق نفسَ القواعدَ باختصارٍ على مواضيعَ مثلَ فيزياءِ الكمِّ مثلًا. - 00:03:28ضَ

حلقاتنا هذه، هي محطَّةٌ من محطّاتِ "رحلةِ اليقينِ"، التي كنّا قد نشرنا 19 حلقةً منها. - 00:03:33ضَ

هدف حلقاتنا هو أيضًا تعزيزُ اليقينِ، لكن اليقين المبنيّ على أساسٍ علميٍّ قويّ. - 00:03:40ضَ

حسنًا، ما علاقةُ هذه الحلقاتِ بما قبلها؟ - 00:03:48ضَ

في الحلقاتِ الأولى من "رحلةِ اليقينِ"، تكلّمنا عن الفطرةِ، - 00:03:51ضَ

حتى يكونَ بيننا أرضيّةٌ مشتركةٌ في النّقاشات. - 00:03:55ضَ

بيّنّا الأدلّةَ الفطريّةَ على وجودِ اللهِ، - 00:03:58ضَ

وبيَّنا حالةَ التناقضِ التي يقعُ فيها كلُّ من ينكر هذه الأدلّة. - 00:04:00ضَ

ثمّ تكلَّمنا عن الأدلَّة العقليّة على وجودِ اللهِ؛ - 00:04:05ضَ

دليلُ إيجادِ الكونِ، وأجبنا عن اعتراضِ "من خلقَ الخالقَ؟" - 00:04:08ضَ

ثم تكلّمنا عن دليلِ "الإتقانُ والإحكامُ في الخلقِ". - 00:04:12ضَ

أوّلُ اعتراضٍ سيُعتَرَضُ به على الإتقانِ والإحكامِ في الخلق هو نظريّة التطوّر، - 00:04:16ضَ

والتي تعتبرُ أنَّ الكائناتِ الحيّة قد تَطوَّرت دونَ تصميمٍ، ولا فِعلِ فاعلٍ. - 00:04:22ضَ

لذلكَ سنناقشُ هذه النظريّة، لكن بطريقةٍ منهجيةٍ، تساعدنا في مناقشةِ القضايا الأخرى. - 00:04:29ضَ

ستلاحظُ -أخي وأختي- في نهايةِ هذه الحلقاتِ -بإذن الله تعالى- شيئًا مهمًا جدًا: - 00:04:36ضَ

أنَّّ تفكيركَ ترتَّبَ ليسَ فقط في موضوعِ الاكتشافاتِ والنّظرياتِ العلميّة، - 00:04:42ضَ

بل حتّى في المواضيعِ الفكريّة، والعَقَديِّة، والاجتماعيّة. - 00:04:47ضَ

ستساعدك في النّقاشِ مع الآخرينَ وإقناعهم بالحقِّ بإذنِ الله. - 00:04:52ضَ

لذلك، إذا أحببتَ أن تخبرَ أصدقاءكَ عن هذه الحلقات، - 00:04:56ضَ

فأرجو أن تقولَ لهم: هيَ محطَّة من "رحلةِ اليقينِ" تساعدنا لِنفكِّر تفكيرًا علميًا ناقدًا منهجيًا. - 00:05:00ضَ

هذا هو العنوانُ الحقيقيّ، مع اتخاذِ نظريّةِ التطوّرِ كمثالٍ تطبيقيٍ عمليّ. - 00:05:08ضَ

سنبدأُ بمقدِّمةٍ نتكلّمُ فيها عن النّظريّة الأصليّة، - 00:05:15ضَ

ثمّ تعديلاتٍ أُجريَت عليها، ثم استدلالاتُ أتباعُ النظريّةِ، وطُرقُ استدلالهم. - 00:05:19ضَ

سنبسِّط اللغة لأبعدِ حدّ. سنتعامل مع نظريّة التطوّر كطاولةٍ. - 00:05:27ضَ

فالنظريّة العلميّة بشكلٍ عامٍ لها دعائمٌ، أي مرتكزات: أرجل الطاولة، - 00:05:31ضَ

ولها نتيجةٌ تصلُ إليها: سطحُ الطاولة. - 00:05:38ضَ

والنظريّة تُفسِّر مشاهدات: الحِملُ الموجودُ على الطاولة. - 00:05:43ضَ

إذن، فخارطة الطريقِ لحلقاتنا القادمة هي كما يلي: - 00:05:48ضَ

في الحلقةِ القادمةِ نتكلّمُ عن نظريّةِ داروين، - 00:05:53ضَ

ثم التي بعدها نتكلّمُ عن التعديلاتِ التي أجريت عليها، - 00:05:56ضَ

ثم نناقشُ أدلّة النّظريّة عندَ أتباعها مناقشةً سريعة، - 00:06:00ضَ

هدفها التعريفُ بالمصطلحاتِ التي تَلزَمُنا في العرضِ التفصيليّ فيما بعدُ إن شاء الله. - 00:06:04ضَ

لكن أَهمُّ ما تُقدِّمُه لكم هذه الحلقات -إخواني- - 00:06:10ضَ

هو الموضوعُ الذي يلي ذلك: - 00:06:13ضَ

طُرُق الاستدلال. - 00:06:15ضَ

طُرُق الاستدلالِ، التي نعرفُ من خلالها إنْ كانَ أيُّ متكلمٍ يخاطب عقولنا بعلمٍ بالفعل، - 00:06:17ضَ

أو أنّه لا يدري ما يقولُ، - 00:06:25ضَ

أو يُضلِّلُنا بالحيلِ النّفسيةِ، والمغالطاتِ المنطقيّةِ، - 00:06:28ضَ

تحت مُسمَّى احترام العقل والعلم. - 00:06:33ضَ

كيف نعرف إن كانت مشاهدةٌ ما، أو مجموعة مشاهداتٍ تكسر طاولة النظريّة؟ - 00:06:38ضَ

أم أنّها على العكس يمكن أن تتحوُّل إلى رِجْلٍ إضافيةٍ تقوِّي النظريّة؟ - 00:06:43ضَ

وهو ما سنناقشه بشكلٍ ممتعٍ مقنعٍ بإذن الله. - 00:06:48ضَ

هذا كُلُّه سيكون في المُقدِّمة. المُقدِّمة فقط؟ نعم. - 00:06:52ضَ

لكنِّي أتوقَّعُ أنَّك ستبقى تتابعُ ما بعدها باهتمامٍ - 00:06:56ضَ

لِما تراه من فائدةٍ كبيرةٍ بإذن الله. - 00:06:59ضَ

وبعد المُقدِّمة سنعود إلى كلِّ موضوعٍ لنفصِّله بشكلٍ علميٍّ مُحكَمٍ، - 00:07:03ضَ

معَ عديدٍ من الإضافات المهمّة والإجابات عن التساؤلات. - 00:07:08ضَ

لكن قبلَ البدءِ، لديَّ طلبٌ.. عقلُك وعلمُك لن ينفعكَ إلّا بتوفيقِ اللهِ لك. - 00:07:13ضَ

إذا لم يكن من اللهِ عونٌ للفتى فَأوَّلُ ما يقضي عليه اجتهادُهُ. - 00:07:20ضَ

لذلكَ إنْ لم تكن مسلمًا، فأدعوكَ أن تكونَ صادقًا مع نفسك، - 00:07:26ضَ

وأن تُفكِّرَ في نفعها وإنقاذها قبلَ كلّ شيء. - 00:07:30ضَ

وإن كنتَ مسلمًا، فأرجوكَ -أخي وأختي- قبلَ مشاهدةِ الحلقات، صلِّ رَكعتين في آخر الليلِ، - 00:07:33ضَ

وادعُ في الإستفتاحِ بدعاءِ الّنبي -صلّى الله عليه وسلم- - 00:07:39ضَ

«اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، - 00:07:42ضَ

فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، - 00:07:46ضَ

أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، - 00:07:50ضَ

اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، - 00:07:55ضَ

إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"» (رواه مسلم 770) - 00:07:58ضَ

والسّلام عليكم. - 00:08:01ضَ