Transcription
الموظف: مبارك عليك المكتب الجديد يا حضرة المدير! - 00:00:00ضَ
المدير: لكنني لست سعيداً - 00:00:03ضَ
الموظف: لستَ سعيدًا؟! ولِمَ لستَ سعيدًا؟ - 00:00:04ضَ
المدير: المدير: أنا أشعر أنَّ هذه الخزنة كان فيها مليون دينار. - 00:00:07ضَ
الموظف: مليون دينار! مِنْ أين جاءت مليون الدنانير؟! - 00:00:11ضَ
المدير: كانوا هنا أنا مُتأكِد - 00:00:14ضَ
الموظف: إذًا، أين اختفت؟ - 00:00:16ضَ
المدير: رياض سرقهم - 00:00:18ضَ
الموظف: رياض؟! - 00:00:20ضَ
المدير: نعم - 00:00:21ضَ
الموظف: رياض موظف خَلوق، ألم تفكر إلا في رياض؟ - 00:00:21ضَ
هل وجدتَ عليه دليلاً؟ - 00:00:23ضَ
المدير: حالما شعرت بوجود خطب ما، أقفلت أبواب الشركة آليًا - 00:00:25ضَ
المدير: وناديت رياضًا إلى هنا وفَتَّشْته - 00:00:28ضَ
المدير: ووجدت في جيب قميصه قرشًا، وهذه صورته - 00:00:31ضَ
الموظف: أيَّ قرشٍ حضرة المدير؟، هذه بقعة قهوة واضحة وليست قرشًا - 00:00:38ضَ
المدير: ولكنني فتّشت جيب بنطاله، ووجدت فيه شلنًا، إنني أؤكد لك أنه رياض، لا أحد غيره - 00:00:44ضَ
الموظف: شلنًا؟! يوجد لذلك أكثر من تفسير، قد يكون هذا الشلن معه قبلَ أن تُسرَق الخزنة - 00:00:50ضَ
الموظف: لماذا حكمت عليه مسبقًا؟ - 00:00:54ضَ
المدير: إنك تريد أن تدافع عنه بأية طريقة فحسب - 00:00:55ضَ
المدير: أنا متأكد، أنا لا أتهمه بلا دليل - 00:00:58ضَ
المدير: أنا فتشت جيب بنطاله الثاني، ووجدت فيه عشرة قروش، أنا فلَّيتُه تفلية أؤكد لك. - 00:01:00ضَ
الموظف: ما عشرة وقروش وما شلن يا سيدي المدير؟ - 00:01:04ضَ
الموظف: هذه مليون دينار، أين ستختفي؟! - 00:01:07ضَ
المدير: في المستقبل سيُكتشف المزيد - 00:01:11ضَ
المدير: قد يكون رياض قد ابتلع المليون - 00:01:14ضَ
بهذا المنطق يتكلَّمُ أتباعُ خرافة التّطوّر عن حفريَّةٍ هنا أو هناكَ كأنَّها - 00:01:18ضَ
لكائناتٍ انتقاليّة تُثبت تطوّرها بالطّفرات العشوائيَّةِ والانتخابِ الطَّبيعيِّ الأعمى. - 00:01:23ضَ
يقولونَ لك: نظريّة التّطوّر تتطلّب أن تكون هناكَ أحافيرُ لكائناتٍ انتقاليةٍ - 00:01:35ضَ
-أي حلقاتٌ وسيطةٌ بينَ الأنواعِ المختلفةِ-، - 00:01:41ضَ
وقدِ اكتشفَ العلماءُ حَقًّا كذا وكذا من أحافيرِ الكائناتِ الانتقاليَّةِ - 00:01:43ضَ
ثمّ يشرح لك قبلَ كم من ملايينِ السِّنينِ وُجِدَتْ حسبَ زعمهِم. - 00:01:48ضَ
كما في هذا المقطعِ لريتشارد دوكنز "Richard Dawkins" - 00:01:53ضَ
الناس يقولون في كثير من الأحيان: أين هي الحفريات الوسيطة - 00:01:55ضَ
أرنا هذه الحفريات الوسيطة التي تتكلم عنها - 00:01:58ضَ
هناك الكثير من الحفريات الوسيطة، وأحد أفضل هذه الأمثلة هو الحيتان - 00:02:00ضَ
دعونا الآنَ من تزويرِ وسوءِ تفسيرِ هذهِ الأحافيرِ الَّتي يُشير إليها دوكنز، - 00:02:03ضَ
كما سنبيِّنُ في التَّعليقاتِ! - 00:02:07ضَ
ودعونا من حقيقةِ أنَّ ما يُشيرُ إليهِ ليسَ أحافيرَ كما يدَّعي، - 00:02:09ضَ
بل خيالاتُهمُ الَّتي نسجوها على أحافير. - 00:02:13ضَ
الأهمُّ أنَّ هؤلاءِ تهرَّبوا منَ الأمرِ الَّذي يترتَّبُ -ضرورةً- على الخرافةِ، - 00:02:16ضَ
فالخرافةُ لا تتطلَّبُ أن يكونَ هناكَ - 00:02:22ضَ
شيءٌ منَ الكائناتِ الانتقاليَّةِ، أو الحلقاتِ الوسيطةِ هكذا بسهولة، - 00:02:24ضَ
بل هيَ تتطلَّبُ عددًا لا حصرَ لهُ من هذهِ الكائناتِ، - 00:02:30ضَ
أي كمًّا بالإضافةِ إلى النَّوعِ - 00:02:35ضَ
(بالإنجليزية) الكمُّ "Quantity" وليس فقط (بالإنجليزية) النَّوعُ "Quality". - 00:02:38ضَ
تعالوا نُبيِّنْ! - 00:02:40ضَ
يؤكد كثيرٌ من علماءِ الدَّاروينيَّة أنَّ الإنسانَ أصلهُ سمكةٌ، - 00:02:42ضَ
وتجدُ في مواقعهم رسمةً كهذهِ لتطوُّرِ السَّمكةِ إلى إنسانٍ، - 00:02:46ضَ
تعالوا نأخذْ كائنينِ فقط من هذا الخطِّ التَّطوُّريِّ المزعومِ! - 00:02:51ضَ
شيءٌ كالفأرِ تحوَّلَ إلى شيءٍ كالقردِ، - 00:02:54ضَ
ما الَّذي يلزمُ لحدوثِ هذا التَّطوُّرِ؟ - 00:02:58ضَ
في حلقةِ خاطِبهم كأطفالٍ - 00:03:01ضَ
بيَّنا غباوةَ فكرةِ أن تُنتِجَ الطَّفراتُ العشوائيَّة تغيُّرًا صغيرًا في الكائن نفسهِ - 00:03:03ضَ
كاستطالةِ عنقِ الزَّرافةِ. - 00:03:08ضَ
وخاصَّةً إذا أخذنا في الاعتبارِ - 00:03:10ضَ
ما يتطلَّبهُ ذلكَ من تغيُّرٍ على مستوى أجهزةِ الجسمِ الدَّاخليَّةِ، - 00:03:13ضَ
وما يتطلبه من تغيُّرات في التشفير الوراثيّ، - 00:03:17ضَ
وأنَّ المسألةَ ليست لعبةً معجونيَّةً سخيفةً على طريقةِ أتباعِ الُخرافة. - 00:03:20ضَ
في هذهِ الحلقةِ سنقولُ: حسنًا، سنعطيهم الفرصة للكلام حتى النهاية، - 00:03:26ضَ
ونتعاملُ معَ الموضوع كأنَّه لعبةٌ معجونيةٌ، - 00:03:31ضَ
ما الَّذي يلزمُ على الطَّريقةِ المعجونيَّةِ لهذا التَّحوُّلِ؟ - 00:03:35ضَ
كلُّ نُقطةٍ على هذا السهمِ الواصلِ بينهما تُمثِّلُ كائنًا انتقاليًا، - 00:03:38ضَ
والنِّقاطُ كثيرةٌ جدًا لأنَّها تُمثِّلُ تغيُّراتٍ صغيرةً تدريجيَّةً بطيئةً - 00:03:43ضَ
كما يَذكُرُ أتباعُ الخرافة. - 00:03:49ضَ
كلُّ مليمترٍ على الخطِّ يمثِّلُ استطالةَ قوائمِ الفأرِ شيئًا فشيئًا ببطءٍ شديد، - 00:03:52ضَ
يتضخَّمُ ذيلُهُ شيئًا فشيئًا، - 00:03:57ضَ
تتغيَّرُ أبعادُ رأسهِ شيئًا فشيئًا، - 00:04:00ضَ
ومعَ مئاتِ ملايينِ السِّنينِ - 00:04:02ضَ
وما لا يُحصى منَ الكائناتِ الانتقاليَّةِ - 00:04:05ضَ
تحوَّلَ الفأرُ إلى قرد، - 00:04:08ضَ
أي يُفتَرضُ أن يكونَ الفأرُ والقردُ مغمورَين وسطَ بحرٍ من الكائنات الانتقاليّة. - 00:04:10ضَ
أينَ هذهِ الكائناتُ الانتقاليَّة الَّتي لا حصرَ لها؟ - 00:04:17ضَ
لا وجودَ لها على سطحِ الأرضِ - 00:04:22ضَ
سنتجاوز ذلك... - 00:04:24ضَ
تعالوا نتنازلْ لكم، وننزل إلى ما تحت الأرض - 00:04:25ضَ
أينَ هيَ في سجلِّ الأحافيرِ؟! - 00:04:28ضَ
واقعُ السِّجلِّ الأحفوريِّ أنَّ لدينا عددًا ضخمًا جدًا منَ الأحافيرِ - 00:04:30ضَ
للكائناتِ المتمايزةِ، الَّتي نراها بيننا في الواقعِ هيَ هيَ كما هيَ، - 00:04:35ضَ
ولا نجدُ إلَّا أحافيرَ معدودة أقلَّ وضوحًا، - 00:04:40ضَ
فيُسارعُ أتباعُ الخرافة إلى التمسُّكِ بها كأنَّها لكائناتٍ انتقاليَّة، - 00:04:44ضَ
ومن ثم، فالحديثُ عن حفرية هنا وأخرى هناك لكائناتٍ يُدَّعى أنَّها وسيطةٌ - 00:04:50ضَ
هوَ أسخفُ منَ الحديثِ عن قرشٍ وشِلن كأدلَّةٍ على سرقةِ مليونِ دينارٍ. - 00:04:56ضَ
فكيفَ عندما نرى أنَّ العلمَ الصحيحَ لا يَلبثُ أن يُبطِلَ هذهِ المزاعمَ؟ - 00:05:01ضَ
كما رأينا نماذجَ من ذلك في حلقةِ: (في سبيلِ الخرافةِ)، - 00:05:06ضَ
أي قروشًا وشلناتٍ مغشوشةً ومزيفةً. - 00:05:10ضَ
داروين "Darwin" كان يُدرِكُ هذا، - 00:05:14ضَ
ولذلكَ ذكرَ أنَّ خرافتهُ تتطلَّبُ أن نجدَ عددًا - 00:05:17ضَ
لا حصرَ له من أحافيرِ الكائنات الانتقاليّة؛ - 00:05:20ضَ
لا حصرَ لهُ، - 00:05:23ضَ
وبعبارتهِ: (بالإنجليزية) أعداد لا حصرَها، لا تُعدُّ ولا تُحصى، - 00:05:25ضَ
وأبدى انزعاجهُ من عدمِ وجودِها، - 00:05:28ضَ
لكنَّهُ عوَّلَ على اكتمالِ السِّجلِّ الأحفوريِّ في المستقبلِ، - 00:05:31ضَ
تمامًا كما عوَّلَ المديرُ على احتماليَّةِ أن يكونَ (رياض) قد بلعَ مليونَ دينار. - 00:05:35ضَ
أحافيرُ كثيرةٌ جدًا للكائناتِ، الَّتي نعرفُ، - 00:05:41ضَ
ليسَ بينها شيءٌ ممَّا توهَّمهُ داروين، - 00:05:43ضَ
معَ أنَّهُ ينبغي أن تكونَ مغمورةً في بحارٍ من الكائناتِ الانتقاليَّةِ، - 00:05:46ضَ
ومعَ ذلكَ يعوِّلُ على اكتشافِ المزيدِ. - 00:05:51ضَ
بعدَ مئةٍ وثلاثينَ عامًا من تعويلاتِ داروين وأحلامهِ - 00:05:54ضَ
تجمَّعت أحافير لأكثرَ من (100) ألفِ نوعٍ من الكائناتِ، - 00:05:58ضَ
وأصبحَ غيابُ أحافير الكائناتِ الانتقاليَّة المزعومةِ أشدَّ مما كانَ أيامَ داروين، - 00:06:02ضَ
كما في هذا المقالِ الَّذي شقَّ طريقَهُ إلى نيويورك تايمز "New York Times". - 00:06:08ضَ
بيَّنا لكم بذلكَ -إخواني- - 00:06:13ضَ
ماذا نعني بأنَّ من أساليبِ أتباعِ الخرافة: التَّهرُّب مما يترتَّبُ ضرورةً على خرافتهم. - 00:06:14ضَ
لكِنْ! لحظةً -إخواني-؛ - 00:06:21ضَ
هناكَ أمرٌ مهمٌّ جدًا، - 00:06:23ضَ
كل هذا الذي ذكرناه هو على أساس أنّنا نُريد تحويل كائنٍ حسب خُطّة محدّدة إلى كائنٍ آخر، - 00:06:25ضَ
أي لدينا النُّقطةُ (أ)، ونريدُ أن ننتقلَ منها إلى النُّقطةِ (ب)، - 00:06:34ضَ
لكنَّ داروين يؤكد في كتابهِ: (أصلُ الأنواعِ) - 00:06:39ضَ
أنَّهُ ليست هناكَ خطةٌ للخلقِ، - 00:06:42ضَ
وأتباعُهُ يؤكِّدونَ ذلكَ، - 00:06:45ضَ
لا خُطَّة، ولا قصد، ولا غاية، ولا تصميم! - 00:06:47ضَ
"No plan of creation, no purpose, no design" - 00:06:51ضَ
وهم يشمئزُّون من هذهِ العباراتِ، - 00:06:55ضَ
ويُصابونَ بفوبيا منها - 00:06:56ضَ
جعلتهُم يغيِّرونَ عبارةَ "Adaptation" أي تكيّف، - 00:06:58ضَ
إلى "Exaptation" الوهمية، - 00:07:02ضَ
ككائناتهمُ الافتراضيَّةِ، لا لسبب - 00:07:04ضَ
إلَّا لأنَّ "Adaptation" مشحونةٌ بمعنى القصديَّةِ الَّذي يحاربونهُ، - 00:07:07ضَ
كما ذكرنا في حلقةِِ (البكتيريا الهاضمةِ للسيترات). - 00:07:11ضَ
ما معنى ألَّا تكونَ هناكَ خُطَّةٌ للخلقِ؟ - 00:07:15ضَ
تصوَّر معي بدايةً هذهِ الدائرةَ الَّتي نريد بخُطةٍ محدَّدة أن نحوِّلها إلى مربَّع، - 00:07:19ضَ
ماذا يَلزَمُ لتحويلها بالتَّدريجِ؟ - 00:07:25ضَ
كلُّ شكلٍ يظهرُ أمامكم يمثِّلُ مرحلةً انتقاليَّةً مختلفة بشكلٍ بسيطٍ عمَّا قبلها، - 00:07:28ضَ
والشكلُ الكبيرُ في الوسطِ - 00:07:34ضَ
هو تكبيرٌ للمرحلةِ، الَّتي وصلنا إليها عندَ كلِّ نقطةٍ مِن الزَّمنِ. - 00:07:36ضَ
إذن فالدَّائرةُ تغيَّرت بِبُطءٍ، - 00:07:41ضَ
بحيثُ تظهرُ لها زوايا شيئًا فشيئًا، - 00:07:43ضَ
هذه الزوايا تُصبِحُ مُدبَّبة شيئًا فشيئًا، - 00:07:46ضَ
محيط الدائرة يتَّخذ شكل أضلاع شيئًا فشيئًا - 00:07:50ضَ
إلى أن نصِلَ إلى مربَّع. - 00:07:54ضَ
تصوَّر معي في المقابلِ أنَّ هذهِ الدَّائرةَ تتغيَّرُ عشوائيًا - 00:07:56ضَ
دونَ خُطَّة، دونَ قصد، - 00:08:00ضَ
ماذا سيحصُلُ حينها؟ - 00:08:02ضَ
ستنتُج منها أشكالٌ عشوائيَّة في كل اتّجاه، - 00:08:04ضَ
بعض هذه الأشكال سينقرض بالانتخاب الطّبيعيّ، - 00:08:07ضَ
وبعض آخرُ سيبقى ويتغيَّر بعشوائيَّة -أيضًا- في كلِّ اتِّجاهٍ - 00:08:10ضَ
لكِنْ، ماذا عنِ المربَّعِ؟ - 00:08:15ضَ
أيُّ مربَّع؟ - 00:08:18ضَ
ليسَ هناكَ مَن يقصِدُ تحويلَ الدَّائرةِ إلى مربَّعٍ أصلًا! - 00:08:19ضَ
ربَّما في يومٍ منَ الأيَّامِ - 00:08:23ضَ
أحدُ الأشكال العشوائيَّةِ الصَّالحة للبقاء - 00:08:24ضَ
سيتحوَّلُ إلى مربَّع، - 00:08:27ضَ
لكِنْ، - 00:08:28ضَ
بعدَ ما لا يُمكِنُ تخيُّلهُ من عدد الأشكال الفوضويَّةِ العبثيَّة، الَّتي نتجت قبلَ هذا، - 00:08:29ضَ
التي سيحتفِظُ بنسبةٍ منها السجل الأحفوريّ. - 00:08:36ضَ
التَّغيُّراتُ الَّتي تكلَّمنا عنها في الفأرِ لتحويلهِ إلى قرد، - 00:08:40ضَ
هي تغيُّراتٌ أُجريَت عمدًا ضمنَ خُطَّة، - 00:08:44ضَ
كالتَّغيُّراتِ الَّتي أجريناها عمدًا - 00:08:48ضَ
لتحويلِ الدَّائرةِ إلى مربَّع. - 00:08:50ضَ
ولما لم تكن خُطَّةٌ عندَ أتباعِ الخرافةِ، - 00:08:53ضَ
فمنَ التَّضليل أن يبدؤوا من كائنٍ، ويرسموا منهُ خطًّا إلى كائنٍ آخرَ، - 00:08:56ضَ
ويُوهموا النَّاسَ أنَّ المطلوب إيجادُ كائناتٍ انتقاليَّةٍ بينهما، - 00:09:02ضَ
كما فعلنا معَ الدَّائرةِ، الَّتي خطَّطنا أن نحوِّلها إلى مربَّع. - 00:09:07ضَ
بل إنَّ الكائنَ سيكونُ حسبَ خرافتهم أشبهَ بأعمىً يُقالُ لهُ: - 00:09:11ضَ
انتقِل! - 00:09:15ضَ
إلى أينَ أنتَقِلُ؟ - 00:09:17ضَ
يا جماعة، أنتقلُ إلى الشَّمالِ، إلى الجنوبِ، إلى الشَّرقِ، إلى الغربِ؟! - 00:09:18ضَ
أصعد في الجوِّ، أنزلُ في الأرضِ؟! - 00:09:22ضَ
انتقِلُ وحسْب! - 00:09:25ضَ
فينتقل صاحبنا على غيرِ هدى في كل الاتجاهات. - 00:09:27ضَ
مجموعةٌ منَ الفئرانِ تتحوَّلُ إلى كائناتٍ فوضويَّةٍ كثيرة، - 00:09:31ضَ
بعضُها ينقرِض، وبعضٌ منها يتحوَّلُ على غيرِ هُدىً وبلا خُطَّة، - 00:09:36ضَ
وربما في يوم من الأيام يتحول أحدها إلى قرد، - 00:09:40ضَ
بعد أن تمتلئَ الأرضُ والجوُّ والبرّ والبحر بما لا يُحصى منَ الكائنات العبثية الفوضوية. - 00:09:43ضَ
كَهَنةُ الخرافة يقولون: "لا خُطَّةَ خلق"، - 00:09:50ضَ
وفي الوقتِ ذاتهِ - 00:09:53ضَ
يبنونَ نصوصهم المسرحية على وجودِ هذه الخطَّة؛ - 00:09:54ضَ
يرسمونَ خطًّا بين كائنين، مع أنّ عبثيَّتهُم أشبه بالتفاعلِ الانشطاري لا بالخط المستقيم. - 00:09:58ضَ
لذلكَ -إخواني- فالمصطلحات الَّتي يستخدمها أتباعُ الخرافة، - 00:10:05ضَ
مثل: (حلقات وسيطة، وكائنات انتقالية)، - 00:10:08ضَ
هيَ مصطلحاتٌ مضلِّلةٌ؛ - 00:10:11ضَ
فالوسيطة: تتوسَّطُ بين نقطتينِ محدَّدتين، - 00:10:13ضَ
والانتقاليَّة: تنتقِلُ إلى غايةٍ محدَّدة، - 00:10:17ضَ
في حين أن الصَّحيحَ أنَّ الخرافةَ تتطلَّبُ عددًا لا حصرَ لهُ - 00:10:21ضَ
من الأشكال العبثية لكائناتٍ كالفئرانِ مثلا، - 00:10:26ضَ
تتغيَّرُ على غيرِ هدى في كلِّ الاتِّجاهاتِ، - 00:10:29ضَ
قبل أن تتحوَّل بالصدفةِ وبطريقةٍ معجونيَّة - 00:10:32ضَ
إلى الشَّكلِ الذي افترضوا أنها تطوَّرت إليه. - 00:10:35ضَ
كلُّ هذا إخواني في نوعينِ - 00:10:39ضَ
من بينِ ما يُقدَّرُ بأكثرَ من ثمانيةِ ملايينِ نوعٍ منَ الكائناتِ، - 00:10:41ضَ
التي افترضَ داروين أنَّ لها أصلًا مشتركًا. - 00:10:46ضَ
تعالَوا الآنَ -إخواني- نراجعْ ظلُماتِ الخرافةِ وتضليلاتِ كهنةِ العلمِ الزائف، - 00:10:49ضَ
الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقةِ السابقة وحلقةِ اليوم. - 00:10:54ضَ
تعاملوا معَ الكائناتِ كلُعَبٍ معجونيَّةٍ ورسماتِ فوتوشوب "Photoshop"، - 00:10:58ضَ
ولم يُراعوا أجهزتَها الدَّاخليةَ وتشفيرها الوراثيَّ، - 00:11:02ضَ
وتجاوزوا حقيقة أنَّنا لا نرى على سطح الأرض أثرًا لتغيُّرات الكائنات عبثيًا في كل اتجاه، - 00:11:05ضَ
ونزلوا دونَ مبرِّرٍ من عالَمِ الشَّهادةِ المحسوسِ إلى الحفريَّات، - 00:11:12ضَ
ورسموا خطًّا لتحوُّلِ الكائنات، مع أنهم لا يعترفونَ بوجودِ خُطَّةٍ للخلق، - 00:11:16ضَ
وتحدَّثوا بعدَ ذلكَ عن قرش وشلن -يعني حفريات- كأَدلَّةٍ على سرقةِ المليون، - 00:11:23ضَ
وتجاهلوا العددَ الضَّخم جدًا من الحفريَّات - 00:11:29ضَ
للكائناتِ المتمايزةِ المعروفة بيننا على أرضِ الواقع، - 00:11:33ضَ
وما يتطلَّبهُ ذلك من أضعافِ أضعافِ أعدادها -التي لا تُقارَنُ- من حفريَّاتٍ انتقاليَّة - 00:11:37ضَ
حسبَ خرافتهم. - 00:11:44ضَ
وقروشهم، وشلناتهم، - 00:11:45ضَ
أي الحفرياتِ الَّتي يتعلَّقونَ بها، - 00:11:47ضَ
بعد هذا كلِّه مُزوَّرةٌ أو مُساءٌ تفسيرُها! - 00:11:49ضَ
إذا أدركْتَ ذلك -أخي- فستضحكُ مِلءَ الفَم عندما يقولُ لكَ أحدَ أتباعِ الخرافةِ: - 00:11:53ضَ
"اكتشافُ الحفريَّةِ الانتقاليَّة الفلانيَّة - 00:11:59ضَ
أثبتَ تطوُّرَ الزَّواحِفِ إلى طيور، وحسَمَ الخلافَ وأغلقَ الملفَّ"، - 00:12:02ضَ
في استخفاف من الجهلِ أوِ التَّجاهل، - 00:12:07ضَ
وستضحكُ عندما تراهم يحتفون بأيَّةِ حفريَّة، - 00:12:10ضَ
ولن تُكلِّفَ نفسكَ أن تستمعَ إلى هُرائهم عنها. - 00:12:14ضَ
إذا أدركْتَ ذلك -أخي- عَلِمتَ معنى الجهلِ المركَّبِ والزَيفِ المركَّبِ - 00:12:17ضَ
وعَلِمتَ شيئًا من معنى قول الله -تعالى-: - 00:12:22ضَ
﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوق بَعْض، - 00:12:25ضَ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاها - 00:12:28ضَ
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ - 00:12:31ضَ
نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [القرآن 24: 40] - 00:12:34ضَ
إذًا كانت حلقتُنا عنِ التَّهرُّبِ ممَّا يترتَّبُ ضرورةً على الخرافة. - 00:12:36ضَ
نصيحةٌ أخي... - 00:12:42ضَ
معَ أيَّةِ فكرةٍ يطرحُها عليكَ شخصٌ ما، - 00:12:43ضَ
انظر ماذا يترتَّبُ عليها بالضرورة؟ - 00:12:46ضَ
ماذا يَلزمُ منها؟ - 00:12:49ضَ
قبلَ أن يَعقِد لكَ هذهِ العُقدةَ التضليليَّة على غفلة منك، ثُمَّ يُضيعَك في التفاصيلِ. - 00:12:50ضَ
تعالوا الآنَ نستعرضْ كيفَ عقدَ لنا (ريتشارد) العقدةَ التضليليَّةَ على استغفال، - 00:12:56ضَ
ثمَّ ضيَّعنا بعدها في التفاصيلِ: - 00:13:01ضَ
[النَّاسُ يقولونَ في كثيرٍ منَ الأحيانِ أينَ هيَ الحفريَّاتُ الوسيطةُ؟ - 00:13:03ضَ
أرِنا هذهِ الحفريَّاتِ الوسيطةَ الَّتي تتكلَّمُ عنها - 00:13:06ضَ
هناكَ الكثيرُ منَ الحفرياتِ الوسيطةِ، وأحدُ أفضلِ الأمثلةِ هوَ الحيتانُ] - 00:13:08ضَ
ثمَّ ضيَّعَنا بعدها في التَّفاصيل والأسماء وعدد ملايين السنين، التي مضت، على طريقته... - 00:13:11ضَ
(بالإنجليزية) الحيتانُ الحديثة في الأعلى هنا - 00:13:17ضَ
هنا سلسلة من الحفريات عند الرجوع بالزمن: دورادون من حوالي (36) مليون سنة مضت، - 00:13:19ضَ
رودوسيتوس من حوالي (47.5) مليون سنة باكيسيتوس من حوالي (48.5) مليون سنة - 00:13:24ضَ
الآن دعونا نبطِّئِ العرضَ قليلًا لنرَى لحظةَ الجريمةِ؛ لحظةَ العقدةِ التضليليَّةِ! - 00:13:30ضَ
[النَّاسُ يقولونَ في كثيرٍ منَ الأحيانِ أينَ هيَ الحفريَّاتُ الوسيطةُ؟ - 00:13:36ضَ
أرِنا هذهِ الحفريَّاتِ الوسيطةَ الَّتي تتكلَّمُ عنها - 00:13:39ضَ
هناكَ الكثيرُ منَ الحفرياتِ الوسيطةِ، وأحدُ أفضلِ الأمثلةِ هوَ الحيتانُ] - 00:13:41ضَ
تعالَ يا ريتشارد قبل أن تدير ظهركَ وتبدأَ بشرح قروشكَ المزيَّفة! - 00:13:50ضَ
أخبِرْنا مَنْ سرقَ مليون الدنانير المزعومة؟! - 00:13:54ضَ
حتَّى الآن تكلَّمنا -إخواني- عن: خَلطِ الخُرافةِ بالحقيقة، - 00:13:59ضَ
الإبهارِ لإقناعكَ بتأجيرِ العقل، - 00:14:02ضَ
خاطِبْهُم كأطفال، - 00:14:05ضَ
والتهرُّبِ ممَّا يترتَّبُ على الخرافة. - 00:14:07ضَ
والسَّلامُ عليكم - 00:14:10ضَ