السلامُ عليكُم - 00:00:00
تعالَوا نرَ، هل كلُّ ما يَدرُسه أبناؤُنا في المدارسِ والجامعات حقائقٌ؟ - 00:00:02
أَم أنَّ هناك جوانبَ مُسيَّسةً يتمُّ فيها تضليلُهم بخرافاتٍ، - 00:00:07
تعارضُ حقائقَ مثبتةً من (130) عامًا؟ - 00:00:11
تعالَوا نَقُصُّ عليكم قصَّةً صادمةً تُلخِّصُ لنا الكثير - 00:00:15
عن العِلْم والعُلماء الغربيّين - 00:00:19
إنَّّها قصَّةُ (الأرجُلِ الخلفيّةِ للحوت) فتابعوا معنا... - 00:00:21
لو سألتَ أتباعَ خُرافةِ التَّطوُّر: - 00:00:33
ما أوضحُ أمثلةِ التَّطوُّر عندكم؟ - 00:00:36
لقالوا لك: تطوُّر الحيتان - 00:00:38
هاتوا لنا دليلًا على تطوُّر الحوت؟ - 00:00:41
يقولون: العظامُ الخلفيَّةُ في الحوت؛ ففي مؤخِّرة الحوت عَظْمَتان لا فائدة لهما، - 00:00:43
فواضحٌ أنَّهما بقايا عظام حوضٍ ورِجلين لحيوانٍ بريٍّ عاش قبل (52) مليون سنةً، - 00:00:50
ثم حصلت له طفَراتٌ عشوائيّةٌ وانتخابٌ طبيعيٌّ إلى أن تحوَّل إلى الحوت الذي نراه، - 00:00:58
وبقيت هاتان العظمتان شاهدتَيْن على الصُّدَفِيَّة واللاقَصديَّة، - 00:01:03
فلو كان اللهُ قد خَلَقَ الكائنات، فلماذا يضعُ في الحوت عظامًا بلا فائدةٍ؟! - 00:01:09
ولعلَّ أوَّل مَن وَصفَ هذه العِظام أنَّها بلا فائدةٍ - 00:01:15
كتاب (Biology by Curtis and Barnes) - 00:01:18
عام (1989) - 00:01:21
قائلًا أَنَّها: "useless vestiges" أي: (بقايا أثريّةٌ بلا فائدةٍ) - 00:01:23
ثُمَّ تَبِعَهُ على وَصْفِ هذه العِظام أَنَّها (بقايا بلا فائدةٍ) - 00:01:27
معظمُ -إن لم يكن كُلُّ- كُتبِ عِلم الأحياء في الجامعات الغربيَّة، - 00:01:31
والمُعْتَمَدةُ كذلك في الجامعات العربيَّة، - 00:01:36
مثل كتاب (Glencoe Biology) وكتاب (Modern Biology) - 00:01:39
وكتاب (Biology By Raven and Johnson) - 00:01:42
وغيرُها، وغيرُها - 00:01:45
لا يكادُ يَخلو كتابُ علم أحياءٍ يدرُسُه - 00:01:47
طلاب الطِّب، والصيدلة، والتمريض، والأحياء، - 00:01:50
وطُلاَّبُ المدارس في البرنامج الدَّوليّ الـ آي جي "IG" والـ "SAT" سات، - 00:01:52
لا يكادُ يخلو مِن هذه الرُّسومات والعبارات المؤكِّدة على انعدام وظيفةِ هذه العِظام، - 00:01:57
وهذا كلُّه تحت عنوان: (أدلَّة التَّطوُّر) - 00:02:04
ولا تكاد تستمِع لأحدِ عَرَّابي الخُرافة إلَّا ويَتكلُّم عن هذه العِظام -مُنتشيًا- - 00:02:08
كدليلٍ على التَّطوُّر، - 00:02:13
مثل (جيري كوين): - 00:02:15
(باالإنجليزية) [لدينا أعضاءٌ كثيرةٌ فاقدةٌ للوظيفة، والتي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال التطوُّر، - 00:02:16
وهذا أحدها، - 00:02:20
إذا نظرت إلى الهيكل العظميِّ للحوت في متحف التاريخ الطبيعيِّ، سترى عظمتيّ الأرجل هاتَيْن، - 00:02:20
لماذا هي موجودةٌ؟ لا يبدو أنَّ لها أيَّةَ وظيفةٍ] - 00:02:27
و(ريتشارد دوكنز): - 00:02:30
(بالإنجليزية) [الغريب أنَّك إذا نظرت بعمقٍ داخل الحوت، فستجد أعضاءً بلا فائدةِ، - 00:02:32
آثارًا لأرجلٍ خلفيَّةٍ، وهي عظامٌ صغيرةٌ تشكِّل بقايا أرجلٍ خلفيَّةٍ لأسلاف الحيتان، - 00:02:39
كانت تستخدمها للمشي] - 00:02:46
ثمَّ ماذا حصل؟ - 00:02:49
عام (2014) نشَرتْ إحدى المجلات التَّطوُّريَِّة - 00:02:50
بل مجلَّةٌ تَسمَّت باسم الخرافة، وهي مجلّة إيفولوشن (Evolution) - 00:02:53
نشرت بحثًا بعنوان: (الانتخابُ الجنسيُّ يستهدف عظام الحوض لدى الدلافين والحيتان) - 00:02:58
وفجأةً، بعد هذا البحث امتلأت مواقع الأخبار بعناوينَ مثل: - 00:03:06
(تكاثُرُ الحيتان يعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على عظام الحوض) - 00:03:12
معقولٌ؟! أيْ لها فائدةٌ؟ - 00:03:17
ليس فائدةً فقط، بل لا بُدَّ منها للتكاثر، ولولاها لما وُجِدت هذه الحيتان - 00:03:19
حتى قال هذا الموقع [USC New]: - 00:03:26
"دراسةٌ حديثةٌ قَلبَتْ مُعتقدًا تطوُّرِيًّا عريقًا رأسًا على عقِب، - 00:03:28
بإثباتها أنَّ عظام الحوض لها دورٌ مهمٌ في التَّزاوُج" - 00:03:33
وهذا موقع (Smithsonian) -المتعصِّب جدًّا للخُرافة- يُعَنْوِن: - 00:03:38
"الحيتان تستفيد مِن عظام حَوضِها" - 00:03:42
حسنًا ممتازٌ - 00:03:45
هل اعترفَتْ هذه المواقع إذَنْ بأنَّ هذا يُضعِف خُرافةَ التَّطوُّر، - 00:03:47
بعد انهيار دليلٍ كانوا يُعوِّلون عليه كثيرًا؟ - 00:03:52
لا، بلا شكٍّ! - 00:03:56
بل حَشَرَتْ كلماتٍ تطوُّريَّة: - 00:03:57
(بالإنجليزية) تطوُّريٌّ "evolutionary"، (بالإنجليزية) وتَطوَّر "evolved" - 00:03:59
في مَطْلع مقالاتِها، وعَزَتْ للتَّطوُّر الفضلَ في هذه العظام ووظيفتها - 00:04:01
لسانُ حالِهم: - 00:04:08
ولا بُدَّ للحقِّ أنْ يَندثِر لأجلِ الخرافةِ أنْ تستمر - 00:04:09
ومَن يَتعَوّد ركوبَ العِناد يعِشْ أبدَ الدَّهرِ بين الحُفر - 00:04:13
ومع ذلك، - 00:04:17
نحبُّ أنَّ نقول لهذه المواقع الكثيرة الَّتي نشرَت الخبَر: - 00:04:18
(صَحِّ النُّوم!) - 00:04:22
فالورقةُ العِلميَّة لمجلَّة إيفولوشن (Evolution) والّتي أثارت هذه الضَّجّة - 00:04:24
لم يكن موضوعُها إثباتَ أنَّ عظامَ الحوض أساسيَّةٌ في التَّزاوج، - 00:04:28
بَلْ هذه حقيقةٌ مسلَّمٌ بها معروفةٌ مُنذ القِدَم، - 00:04:34
كما يتَّضِحُ مِن مقدَّمات هذه الورقة - 00:04:38
أتباعَ الخُرافة، ألا تقرؤون؟! - 00:04:42
أنا عن نفسي كلّفتُ نفسي أنْ أقرأ في الورقة، - 00:04:45
فوجدتُ في مقدِّماتها هذه الفِقرة - 00:04:47
التي تَنُصُّ على أنَّ كثيرين توهَّموا أنَّ هذه العِظام بلا فائدةٍ، - 00:04:50
وأنَّ ذلك ليس صحيحًا؛ - 00:04:55
لأنَّها مُهِمةٌ للتَّزاوج - 00:04:57
وبدأوا يشرحون أهمِّيتها المعروفةَ -أصلًا- للتَّزاوُج، - 00:05:00
وأسماءَ أبحاثٍ علميَّةٍ، - 00:05:03
(11) بحثًا علميًّا تُفصِّل في هذه الأهميَّة، - 00:05:05
ووضع الباحثون رسمًا يبيِّن ارتباط هذه العظام بالأعضاء التّناسليَّة في الحيتان - 00:05:09
إذن، فوظيفة هذه العظام في تزاوج الحيتان معروفةٌ أصلًا، - 00:05:15
ولم تكن هي موضوع هذه الورقة البحثيَّة عام (2014)، - 00:05:20
وإنَّما كان موضوعُها: دراسةَ الفروقات بين شكل هذه العظام في الأنواعِ المختلفة - 00:05:25
من الحيتان والدَّلافين، وإظهارَ أنَّ أحجامَها وأشكالهَا - 00:05:30
متناسقةٌ مع الأعضاء الدَّاخليَّة للحوت أو الدُّلفين، - 00:05:34
بما يساعدها في التَّزاوج - 00:05:38
أيْ -مرَّةً أخرى-: - 00:05:40
ما يَصنعُ منه أنصارُ الخُرافة شُبهةً ليَفتِنوا المخدوعين بهم، - 00:05:42
يتحوَّل بالعلم الصّحيح إلى دليلٍ جديدٍ للعقلاء - 00:05:46
على الإتقان والإحكام، وأَنَّ كلَّ شيءٍ مُقدَّرٌ تقديرًا - 00:05:51
لحظةً... - 00:05:56
دعونا نعود للأبحاث السَّابقة التي أورَدَتها هذه الورقة، - 00:05:57
كأبحاثٍ تفصِّل في دور هذه العظام في التزاوج - 00:06:02
المفاجأة الغريبة -إخواني- هي أنَّ أوَّلَ ورقةٍ عِلميَّةٍ - 00:06:06
تكلَّمت عن أهميَّة هذه العظام في التَّزاوج - 00:06:10
هي ورقة ستروثرز (Struthers) عام (1881)، - 00:06:13
(1881) أي قبلَ موتِ (داروين) نفسِه بسنةٍ، - 00:06:18
فحقيقةُ أنَّ هذه العظام مهمّةٌ للتَّزاوج - 00:06:24
كانت معروفةً من أيَّامِ (داروين)، - 00:06:28
وليس ببحث (2014) كما توهَّمت المواقع (العلميَّة!)، - 00:06:30
بل كانت معروفةً مِن أيَّام جدِّ جدِّي -رحِمهُما الله- - 00:06:35
(ستروثروز) هذا، كان مِن أتباعِ الخُرافة، - 00:06:39
رجَعْتُ لورقته أيضًا، فوجدتُ أنَّه دَرَس هذه العظام بالتَّفصيل، - 00:06:42
ورسمَها ثمَّ شرح -بالتَّفصيل- علاقتها بالأعضاء الجنسيَّة في الحيتان - 00:06:47
(ستروثرز) يقول أنَّ هذه العِظام بقايا أرجلِ كائناتٍ تطوَّرت عنها الحيتان، - 00:06:52
وأَنَّ وظيفتها في الحيتان تغيَّرت لتُصبحَ مُنحصرةً في التَّزاوج - 00:06:57
دعونا الآن من هذه المكابرةِ المضحكة لإثبات الخُرافة، - 00:07:02
المهمُّ أنَّ (ستروثرز) -وقبل أكثر من (130) عامًا من الآن- - 00:07:06
وضَّح أهمية هذه العظام بالتَّفصيل - 00:07:11
وجاء مِن بعدِه كثيرٌ من الباحثين ليؤكّدوا الحقيقة ذاتَها في أبحاثهم المنشورة - 00:07:14
عام (1885) - 00:07:20
(1907) - 00:07:23
(1918) - 00:07:24
(1922) - 00:07:26
(1932) - 00:07:28
(1966) - 00:07:31
(1998) - 00:07:32
(2004) - 00:07:34
(2007) - 00:07:35
(2009) - 00:07:37
كلُّ هذه الأبحاث تَذكُر حقيقةَ دورِ العظام في التَّزاوج كحقيقةٍ مسلَّمةٍ، - 00:07:38
وتَنتقلُ لموضوعٍ آخر أكثرَ تفصيلًا - 00:07:43
لكنْ لحظةً... - 00:07:47
أليسَ هذا كلامًا مُضحكًا؟ - 00:07:48
افتراضُ أنَّ عظامًا كانت للمشي، - 00:07:50
أصْبَحَتْ للتَّزاوج؟ - 00:07:53
عظمة الفَخِذ "Femur" - 00:07:54
كيف افترضَ (ستروثرز) أنَّها تطوَّرَتْ لعظامٍ ترتبطُ بالأعضاءِ الجنسيّة لدى الحوت، - 00:07:56
لتساعده على التَّزاوج؟ - 00:08:02
كيف افترض ذلكَ هكذا بلا دليلٍ؟ - 00:08:04
فاسدةٌ على أيِّ حالٍ! - 00:08:07
لماذا لا نَشْطُبُ حقيقةَ أنَّها تُساعدُ على التَّزاوج، - 00:08:09
ونُبقي افتراضَ: أنَّها تطوَّرَتْ عن كائنٍ برِّيٍّ؟ - 00:08:12
هذه اللمسةُ السِّحريَّةُ هي التي قام بها كتاب - 00:08:16
(Biology by Curtis and Barnes) - 00:08:21
فبدَل جملة: - 00:08:22
"هذه العِظام بقايا تطوُّرِيَّة مُهِمَّةٌ في تزاوج الحيتان" - 00:08:24
أصبَحتِ الجملة: - 00:08:28
"هذه العظام بقايا تطورِيُّةٌ، وهي بلا فائدةٍ" - 00:08:30
ثُمَّ تبِِع (Biology by Curtis and Barnes) - 00:08:34
عددٌ ضخمٌ من الكتبِ المُعْتمَدة -كما رأينا- - 00:08:37
كُتبٌ مُعْتمَدةٌ، - 00:08:42
يدرِّسُها دكاترةٌ وأساتذةٌ في الجامعات، - 00:08:43
وتخضعُ للتَّدقيق، والمُراجعة والتَّحديث، كل سنةٍ أو بِضعِ سنين؟ - 00:08:46
نعم - 00:08:51
كيف؟! - 00:08:51
في خواتيم ورقة الإفولوشن (Evolution) -الَّتي أحدثت الضَّجةَ عام (2014)- - 00:08:53
يعيدُ الباحثون -وَهُم من أتباعِ الخُرافةِ أيضًا- - 00:08:57
يعيدون التَّأكيد على دورِ هذه العِظام في تزاوج الحيتان، - 00:09:00
ويصِفون من يقولُ بأَنَّها غيرُ مُهِمَّةٍ بأنَّهم: "غيرُ مُتَخصِّصين في الحيتان" - 00:09:04
غيرُ مُتخصِّصين؟ - 00:09:10
حسنًا إذن، أين المتَخصِّصون ليُنبِّهوا على هذا الخطأ الفادح - 00:09:11
الذي لوَّث كتب علوم الأحياء بخرافةٍ تنُاقضُ حقيقةً معروفةً من (130) عامًا؟ - 00:09:16
لذلك نقولُ للمواقع العلميَّة التي نشرتْ أنَّه تمَّ أخيرًا اكتشاف فائدةٍ للعظام - 00:09:24
في مؤخِّرة الحوت، - 00:09:30
نقولُ لهم: - 00:09:32
(صَحِّ النُّوم!) - 00:09:33
هذه الحقيقة معروفةٌ من (130) عامًا، - 00:09:34
لكنَّ كثيرًا من أتباعِ الخُرافة لا يُكلِّفون أنْفُسَهم أنْ يقْرأوا، - 00:09:39
لذلك نوجِّه لأتباع الخُرافة نصيحةً، - 00:09:44
اسمعوها: - 00:09:47
[لذلك في العِلم لا ينفعُ أن تُحضِر كتابًا من (100) سنةٍ، - 00:09:49
وتقول لي: أنا أنتقد التَّطوُّر، لا ينفع، - 00:09:52
العلم لا بُدَّ فيه من تحديثٍ مستمرٍّ، - 00:09:54
يعني إذا اعتمدت اعتمادًا كليًّا على كتابٍ مؤلَّفٍ قبل (5) سنواتٍ أو حتى (4) سنواتٍ، - 00:09:58
يمكنك أن تقع في فضائح علميَّةٍ، - 00:10:03
إذا أردت أن تتكلَّم في العِلم، فيجب عليك متابعته باستمرار، - 00:10:06
العلم لا ينام، - 00:10:08
لا يمكن أن ينام الشخص ثم يقوم ليتابع العلم] - 00:10:09
بالضَّبط، - 00:10:13
أحسَنْت، - 00:10:14
شُكرًا - 00:10:15
تعالَوا نرَ مُواكبةَ العِلم - 00:10:17
[ستقولون: حسنًا، أين الطَّرفان الخلفيَّان - 00:10:19
في هذا الجسم الضَّخم المُنساب - 00:10:23
الذي يعوم في الماء؟ - 00:10:26
صحيح، - 00:10:28
لا يوجد طرفان خلفيَّان، - 00:10:29
لكن إذا نفذَتَ إلى البنية الدَّاخليَّة - 00:10:33
ستندهِش هنا، - 00:10:37
وستجد مجموعة عظامٍ صغيرةٍ، - 00:10:39
صغيرة، أصغر بكثيرٍ من العظام الموجودة في الزُّعنُفة، - 00:10:42
لكنْ عند دراسةِ هذه العظام - 00:10:46
والتَّدقيق فيها، - 00:10:51
يَتَّضِح تمامًا - 00:10:53
أنَّها عظام - 00:10:54
طرفين خلفيَّيْن، - 00:10:56
عظامٌ باقيةٌ، - 00:10:59
بالتأكيد هذه لا تفيد -بإجماع علماء الأحياء- على الإطلاق، - 00:11:01
هذه العظام داخل البدن، - 00:11:06
واضح؟ - 00:11:09
وواضحٌ أنَّها غير متكيَّفةٍ -بالمطلق، البتَّة- - 00:11:10
لحيوانٍ بهذا الشكل المُنساب الذي يعوم في الماء، - 00:11:14
ليس لها أيَّة فائدةٍ، وغير مطلوبةٍ، - 00:11:18
لماذا إذن هي موجودةٌ؟ - 00:11:22
لماذا هي مغروسةٌ في آخِر هذا الجسم؟ - 00:11:24
إنَّها البقايا الأثريَّة، - 00:11:26
-لا شكَّ- - 00:11:28
مِن طرفين خلفيَّين، كانا في يومٍ مِن الأيَّام - 00:11:30
مفيدَيْن وضروريَّيْن لكائن "Tetrapodo" رباعيِّ الأطراف - 00:11:34
يمشي على أربعٍ، - 00:11:39
بالتأكيد لا يمشي في الماء، - 00:11:41
مؤكَّدٌ أنَّه كان يمشي على البرِّ، - 00:11:43
أدلَّةٌ عجيبةٌ وغريبةٌ، نعم، - 00:11:46
أدلَّةٌ عجيبةٌ وغريبةٌ... - 00:11:49
بالتأكيد هذه لا تُفيد -بإجماع عُلماء الأحياء- على الإطلاق... - 00:11:53
بالتأكيد هذه لا تفيد -بإجماع عُلماء الأحياء- على الإطلاق...] - 00:11:58
هناك أناسٌ نقول لهم: (صَحِّ النُّوم)، وهناك مَن لم يصحُ بعد! - 00:12:03
تعالوا نرَ ما يُلقَّنُه أبناؤُنا في المرئيَّات المُترْجَمة إلى العربيَّة، - 00:12:09
والمنشورة عام (2016)، من باب تنوير العقل ونشر العلم، حسب زعمهم - 00:12:13
(صوت معلِّق): [الحيتان الحديثة لا تملك أرجلًا، - 00:12:19
ولكن لديها زوجٌ من العظام الصغيرة الغريبة، - 00:12:21
حيث من المفترض تواجد الوركين والسَّاقين، - 00:12:24
ها هنا صورةٌ لهذه العظام، - 00:12:27
هل هذا التَّشابه مُجرَّد صُدفةٍ؟ - 00:12:28
أم هذه عظام أرجلٍ حقيقيَّةٍ؟ - 00:12:31
ربَّما بقايا من التاريخ التطوُّريِّ للحيتان...] - 00:12:33
بل تعالوا نر الكُُتبَ العالميَّة المعتَمدة، الأكثرَ شُهرةً، - 00:12:37
والتي يدرُسُها أبناؤنُا في الجامعات والمدارس، - 00:12:41
خاصة نظام الآي جي (IG) والأس إي تي (SIT)، - 00:12:44
لا شكَّ أنَّهم خجِلوا مِن أنفسهم بسبب هذه الفضيحة وعَدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟ - 00:12:46
تعالَوا نرَ - 00:12:52
هذا كتاب (Holt Biology) الذي يُدرَّس لأبناءِ المسلمين - 00:12:53
في البرنامج الدَّولي إس إي تي (SIT) طبعة (2011) - 00:12:56
لا زال يُضلِّلهم بعظامِ الحيتان الخلْفيَّة، - 00:13:00
فارجع اليومَ إلى ابنِك وبنتِك -أخي-، - 00:13:04
وأَطْلِعْهُم على هذه الحَلَقة؛ - 00:13:06
ليَعلَموا كيف يُخدَعون - 00:13:09
ماذا عن كتاب (Biology by Ravan And Johnson) - 00:13:11
العالميِّ المعروف، في أحدثِ طبعةٍ مِنه عام (2017) - 00:13:14
لا، غير معقولٍ، من المؤكَّد أنهم عدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟! - 00:13:18
تعالوا نرَ صفحة (434) - 00:13:22
ليس بعد، - 00:13:25
لا زال يعيدُ الكِذبَة نفسَها، ويقولُ للطُّلاب عن هذه العظام: - 00:13:26
(بالإنجليزية) "ليس لها وظيفةٌ ظاهرةٌ" - 00:13:30
ويقول للطُّلاب: - 00:13:33
"من الصَّعب فَهمُ هذه الأعضاء فاقدةِ الوظيفة إلا على أنَّها بقايا تطوّريَّةٌ من الماضي" - 00:13:34
هذه الفضيحة -إخواني- تُشبِه فَضيحةَ رُسومات (هِيْكِل) للأجِنَّة - 00:13:43
التي بيَّنَّا في حلقةِ: (في سبيل الخُرافة) - 00:13:47
أنَّه تمَّ كَشفُ زَيفِها قبل أكثرَ مِن قرنٍ - 00:13:49
عام (1909) - 00:13:53
ولا تزال الكتُبُ المعتَمَدة "Text books" والمواقع المؤيِِّدةُ للخُرافة - 00:13:54
تتداولها إلى يومنا هذا جنبًا إلى جنبٍ، - 00:13:59
مع خُرافة أنَّ عظام خلفيَّة الحوت بلا فائدةٍ، وكثيرٍ مِن الخرافات - 00:14:03
وهذه الكُتُبُ نفُسها لا زالت تقول عن الزَّائدة الدوديَّة - 00:14:08
أَنَّها بلا وظيفةٍ، - 00:14:12
كما في (Biology By Raven and Johnson) طبعة (2017) صفحة (992) - 00:14:14
مع أنَّنا بيَّنَّا في حلقة: (أَحْرَجتُك) أنَّ أتباعَ الخُرافة أنفَسَهم - 00:14:19
كشفوا منذ سنواتٍ طويلةٍ أنَّ هذه كِذبةٌ أيضًا - 00:14:24
وبعضُ هذه الكُتب يحملُ اسم (Modern biology) (علوم الأحياء الحديثة) - 00:14:29
حديثةٌ، ولم تحدِّث معلوماتِها من (130) سنةً! - 00:14:35
لسانُ حالهِم: - 00:14:41
وما المانع؟ فنحن مؤْمِنون بالتَّطوُّر، - 00:14:42
والتَّطوُّر يأخذ ملايين السِّنين، - 00:14:44
وبالتَّالي فبعدَ ملايين السِّنين - 00:14:47
ستجدُ هذه المعلومة (بالإنجليزي) الأثريَّة - 00:14:49
قد زالت من كُتُبِنا - 00:14:52
لكن أبُشِّركم -إخواني- - 00:14:54
عام (2018) -أي قبل شهورٍ أو أسابيع من الآن فقط- - 00:14:56
تمَّ إصدار الطَّبعة الخامسة من كتاب - 00:15:00
(Essentials of Biology) - 00:15:03
مِن مطبوعات (ماك جرو هيلز) "McGraw-Hill’s" العالميَّة المعروفة، - 00:15:05
وللأمانة لم يُكرِّروا نَفس الكِذبة، - 00:15:08
كفى، فرائحتُها قد فاحَتْ، - 00:15:11
فماذا فعلوا؟ - 00:15:14
هل اعترف المؤلِّفون بأنَّ هذهِ العِظام أساسيَّةٌ لبقاءِ الحيتان، - 00:15:15
واعتذروا عن خطأ الطَّبعات السَّابقة؟ - 00:15:19
لا، بلا شكٍّ، - 00:15:22
لا، بلا شكٍّ، - 00:15:23
بل لم يضعوا هذه العظام الخلفيَّة أصلًا، - 00:15:25
وكأنَّها غير موجودةٍ، - 00:15:28
فهيَ -بصراحةٍ- فضيحةٌ، - 00:15:30
شيءٌ استَخدَمتَه دليلًا لك لعشرات السَّنوات ينقلبُ دليلًا عليك؟! - 00:15:32
إذن لا داعيَ لذِكرِه، - 00:15:37
لا تذْكُرْه أَصلًا - 00:15:39
لكن، ماذا نَفعلُ بتطوُّر الحيتان الذي نعتبره أوضحَ مثالٍ؟ - 00:15:41
خاصةً وأنَّ كلَّ حلقةٍ من الحلقات المدَّعاة لها قصَّةٌ هزليَّةٌ -كما سنرى بإذن الله- - 00:15:45
لذلك نقلوا كِذْبةَ العِظام بلا فائدةٍ إلى كائن آخر في سُلَّم تطوُّر الحيتان المزعوم، - 00:15:53
إنه الرودوسيتُس "Rodhocetus" - 00:16:00
- مَنْ عفوًا؟ - 00:16:03
- رودوسيتُس - 00:16:04
- تشرَّفنا - 00:16:06
- حسنًا، هل يمكننا أن نرى الأَخ ونفحصه حتى نتحقَّق من قِصَّة عظامه هو الآخر؟ - 00:16:07
- لا عذرًا، فقد مات - 00:16:12
- مات؟! متى؟ - 00:16:13
- قبل (30) مليون سنةً - 00:16:15
- هل تستطيع إثبات أنَّ كلامَنا خاطئٌ، وأنَّ عِظامَه كان لها فائدةٌ؟ - 00:16:19
نتحدَّاك - 00:16:23
وتجدُ كتابَ الـ (2018) يكرَّرُ كِذبةً أُخرى عن البُرُوزات في مؤخِّرة الأَفاعي، - 00:16:24
فيدَّعي أنَّها بقايا تطوُّرِيَّةٌ بلا فائدةٍ، بقايا لأرجلِ كائنٍ رباعيِّ الأطراف - 00:16:30
تطوَّرَت عنه الأفاعي - 00:16:36
نفسُ الكِذبة التي تُكرِّرها كتبٌ أخرى مُعتمدةٌ، - 00:16:38
مع أَنَّه مُكتَشَفٌ -أيضًا- منذ (40) عامًا على الأقلِّ، - 00:16:41
في أبحاثٍ عِلمِيَّةٍ منشورةٍ أنَّ هذه البُروزات: - 00:16:46
خطَّافاتٌ أو سبيرز "spurs" - 00:16:49
تساعدُ الأفاعي أثناء التَّزاوج وفي الصِّراع بين الذُّكور، - 00:16:51
وليست أَرجُلًا بلا فائدةٍ، كما يروِّج مُحتَقِرو عُقول النَّاس - 00:16:55
ربَّما علينا أنْ ننتظرَ (130) سنةً أخرى؛ لتُخبِّئَ الكتب هذه الكِذبة، وتطوي صفحتَها، - 00:17:00
ريثما تكون قد اكتشفتْ كِذْباتٍ جديدةً تُبقي الخرافةَ معلَّقةً على جُسورها - 00:17:07
فلا تسقط - 00:17:14
وهكذا يَبحثُ أتباعُ الخرافة عن أيِّ بروزٍ في أيِّ كائنٍ ليقولوا: - 00:17:16
"بقايا تطوُّرِيَّةٌ بلا فائدةٍ" - 00:17:20
إذا كنت -يا مَن تُصدِّق بخرافة التَّطوُّر- - 00:17:23
تَحترمُ العِلْم، ومغتاظًا جدًا على الحقائق العِلميَّة، - 00:17:26
فأنا أحترمُ العِلم الصَّحيح، ومُغتاظٌ عليه أكثرَ مِنك، - 00:17:30
وبَرَعنا في العلوم الحيوِيّة، وتميَّزنا فيها في المرحلة الأكاديمَّية -بفضل الله تعالى- - 00:17:34
كما أنَّني لا أتلقَّى العلم من الغرب فحسب، بلْ أُساهِمُ فيه بالأبحاثِ المنْشورة، - 00:17:39
وبراءات الاختراع، وتصحيح المعادلات -التي يَنْبني عليها البحثُ التَّجريبيُّ-، - 00:17:44
وتصحيحِ أخطاءِ (الكُتب المعتَمدة) "Text books" في بعض المجالات - 00:17:50
نعم، أعشقُ العلم الصَّحيح في الكتب المذكورة، - 00:17:55
أما صفحاتُ العِلْمِ الزَّائِف "Pseduscience" - 00:17:58
-الموجَّهةُ لخدمة الخُرافة- - 00:18:01
فإنَّ احترام العلم علَّمني أنَّ هذه الصفحات لا تصلُح إلا لِلَفِّ التُّرمس -بتعبيرِنا المحليِّ- - 00:18:03
لكنْ مع تَوصيةٍ بالتَّحقُّق مِن أَلَّا تحتوي هذه الأوراق على الرَّصاص، - 00:18:10
أو أيِّ ملوِّثٍ صحيٍّ، كاحتوائها على الملوِّثَات العقليَّة، - 00:18:14
خاصَّةً وأَنَّها مُلوَّنةٌ - 00:18:18
في الجُعبة الكثيرُ -إخواني-، لكنْ لا أريدُ أَنْ أطيلَ عليكم - 00:18:20
فأُحيلُكُم إلى بعض المصادر - 00:18:24
الزَّرافة - 00:18:26
هل تذكرون -إخواني- أجهزتَها البَديعة، - 00:18:27
والنِّظامَ الخاصَّ بضخِّ الدَّم إلى الدِّماغ، - 00:18:31
ومنْعِ تجمُّعه في السَّاقين، - 00:18:34
واستلهامَ (وكالة ناسا الفضائيَّة) لنمُوذَجِها، ومحاولةَ محاكاته، - 00:18:36
كلَّ هذا يتركُه أتباعُ الخُرافة، ولا يَعْنِيهم، - 00:18:41
بَل يقولون عن العَصَب الحُنْجُريِّ الرَّاجع لَدى الزَّرافة: - 00:18:45
[لكن الغريب أنَّه لم يلاحظ الدَّلالة، - 00:18:49
لم يدرك دلالة... - 00:18:52
لم يتساءل هو بصدد: لماذا هذا العصب التفَّ هذه اللَّفةَ الطويلة - 00:18:53
-الَّتي فيما يظهر أنها لفَّةٌ غبيَّةٌ حمقاءُ- - 00:18:59
لا حاجة إليها، لماذا فعل هذا؟!] - 00:19:01
لا حاجةَ إليها! - 00:19:04
هكذا يقولون - 00:19:06
لذلك أُحِيلكم -إخواني- إلى هذا المقال: - 00:19:06
[فضيحة جهل وتدليس ريتشارد دوكينز مع العصب الحنجريِّ الراجع وتشريح الزرافة] - 00:19:08
لدى إخوانِنا (الباحثون المسلمون)؛ - 00:19:11
لترَوا كيف تصبحُ أدِلَّةُ العَظَمة وإحكام التَّصميم - 00:19:12
عندَ أتباعِ الخرافة أدِلَّةَ صُدَفيِّةٍ وعَشوائيِّةٍ - 00:19:16
في الجُعبةِ الكثير، - 00:19:20
وقد تكلَّمنا اليوم عن أحدِ عناصر تطوُّر الحيتان المزعوم، - 00:19:21
والذي قال عنه أَحدُ الذين صاغوا الدَّاروينيَّة الحديثة (ستيفن جاي غولد) - 00:19:25
بعد استعراضِه لتَطوُّر الحيتان المزعوم، ودليلِ العِظام غير المفيدة في الحوت - 00:19:29
-على زعمه- - 00:19:35
قال (ستيفن غولد) عن تطوُّر الحيتان منتشيًا: "إنَّه نَصرٌ أُحفُوريٌّ، - 00:19:36
لا أستطيعُ أن أَتخيَّل قصَّةً أفضلَ منها لتمثيل العِلم لعامَّة النَّاس، - 00:19:42
ولا نصرًا سياسيًّا "Political Victory" أكثرَ إقناعًا واستنادًا للعقل - 00:19:47
على الَخلْقَويِّين المُتخَلِّفين" - 00:19:54
في الجُعبة الكثير، - 00:19:57
لكن، في هذا القَدْر كِفايةٌ - 00:19:59
لِمَن أرادَ الهِداية، - 00:20:01
وفيما مضى تنبيهٌ - 00:20:03
لمن لَدَغَه كَهَنةُ العِلم الزَّائف، وعَرَّابوهُم العرب - 00:20:04
و«لا يُلدَغ المؤمن مِن جُحرٍ مرَّتين» - 00:20:09
ولنا أن نسأل: - 00:20:12
بالله عليكُم، لو كان أبطالُ هذِه الفضيحةِ العلميَّةِ المُدَوِّية - 00:20:14
مؤلفي كُتبٍ مُسلمين مُتديِّنين، - 00:20:17
كيف ستكون النَّظرةُ إليهم من شبابِ المُسلمين أَنفسِهم - 00:20:20
المنبهرين بالغرب، المؤَجِّرين عقوَلهم لهم؟ - 00:20:24
أليست هذه فضيحةً تُغلَق على مثلِها دورُ نشرٍ، - 00:20:28
وتُقاضَى -على الأَقلِّ- على إعطاء معلوماتٍ مُضلِّلَةٍ للطُّلاب وللدَّكاتِرة؟ - 00:20:31
قِصَّةُ العِظام الَخلفيَّة للحوت تَعَلَّمْنا منها الكثيرَ -إخواني-، - 00:20:38
تعَمَّق لدينا -مزيدًا ومزيدًا- مفهومُ أنَّ ما يتَّخذُ منه أنصارُ الخُرافة شُبهةً في الخَلْق - 00:20:42
يتحوَّلُ بالعِلمِ الصَّحيح إلى دليلٍ جديدٍ على قول الله تعالى: - 00:20:49
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [القرآن 27: 88] - 00:20:55
وتَعَلَّمْنا منها أنَّه يجبُ علينا تَنبيهُ أبنائنا في الجامعات والمدارس؛ - 00:20:59
لئلَّا يكونوا ضحايا جُدُدًا للمعلومات المُتخلِّفة، - 00:21:04
والعِلم الزَّائف المُسَيَّس - 00:21:08
وتَعلَّمنا من قصَّة عظام الحوت: أنْ تَبْتَسِم عندما يقول لك من أجَّر عقله: - 00:21:10
"أنتم مَهْوُوسون بهاجِس المؤامرة الكونيَّة على الدِّين، - 00:21:15
كُلُّ الكتب تُدرِّس التَّطوُّر، - 00:21:20
كلُّ الجامعات تُدّرِّس التَّطوُّر، - 00:21:22
هذا عِلْمٌ -يا أخي- عِْلمٌ!" - 00:21:25
لنا أن نسأل: - 00:21:27
هذه الكُتب التي تعتمد التَّدقيق -إلى حدٍّ بعيدٍ- فيما عَدا الخرافة، - 00:21:28
عندما نرى هذه الخُرافات تلتصقُ بها لعشرات السنين، بل لأكثرَ من قرنٍ، - 00:21:33
هل هذه كلُّها مُجرَّدُ أخطاءٍ؟ - 00:21:39
أمْ تسييسٌ للعِلم؟ - 00:21:42
أمْ استخدامٌ للعِلم لِتضليلِ النَّاس؟ - 00:21:44
لنْ أُجيب، وأَتْركُ الإجابة لكم - 00:21:47
لكن، لنا وَقْفَةٌ مُهِمَّةٌ لاحقًا في مكانها المناسب مِن (رحلة اليقين) -بإذن الله- - 00:21:49
مع حقائق صادِمةٍ جدًا وموثَّقةٍ، - 00:21:55
بعضها معيَ شخصيًا، - 00:21:58
نُجيبُ فيها عن هذه التَّساؤلات - 00:22:00
لكن، من المهمّ جدًا أن نختمَ بما بدأنا به: - 00:22:02
افترِضْ -أخي- أنَّك لم تَطَّلِعْ على أيًّ مِن الحلقات الثَّلاث: - 00:22:07
(أَحرجتُك)، و(الكوكتيل)، و(صَحِّ النُّوم) - 00:22:11
لستَ أنتَ المُطالَب بأنْ تبحثَ عن تفسيرٍ لكلِّ الأَسئلة التي ذكرنا، - 00:22:13
بل كان بإمكانِك -وأنتَ تضعُ رِجْلًا على رِجْلٍ وتحتسي القهوة- - 00:22:18
أَنْ تقولَ لمتَّبِع الخرافة: - 00:22:22
"عليك أنتَ يقعُ عِبْءُ الإثبات، - 00:22:24
أَنَّ نَفس الكائنات -التي تُطالبُني بتفسيرِ أجزاءٍ منها-، - 00:22:27
أنَّ هذه الكائنات يُمكنُ أنْ تأتيَ بها عشوائيَّتُك، وانتخابُك الأَعمى" - 00:22:32
هذا هو جوابُنا الكافي عقلاً ومنطِقًا - 00:22:38
وجميع ما ورد في الحلقات الثَّلاث هذه - 00:22:42
كانَ على سبيلِ: (وعلى فكرةٍ، في الهامش)، لنقولَ لعرَّابي الخُرافة: - 00:22:45
اقرؤوا وتَعلَّموا، قبلَ أنْ تتكلَّموا أيَّها الجاهلون - 00:22:51
اللهم علِّمنا ما ينفعُنا، وانفعنا بما علَّمتنا، واجعلنا هُداةً مهتدين - 00:22:55
والسلامُ عليكُم - 00:22:59
(صوت تلاوة قرآن): ﴿هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ - 00:23:00
بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [القرآن 11:31] - 00:23:18
Transcription
السلامُ عليكُم - 00:00:00
تعالَوا نرَ، هل كلُّ ما يَدرُسه أبناؤُنا في المدارسِ والجامعات حقائقٌ؟ - 00:00:02
أَم أنَّ هناك جوانبَ مُسيَّسةً يتمُّ فيها تضليلُهم بخرافاتٍ، - 00:00:07
تعارضُ حقائقَ مثبتةً من (130) عامًا؟ - 00:00:11
تعالَوا نَقُصُّ عليكم قصَّةً صادمةً تُلخِّصُ لنا الكثير - 00:00:15
عن العِلْم والعُلماء الغربيّين - 00:00:19
إنَّّها قصَّةُ (الأرجُلِ الخلفيّةِ للحوت) فتابعوا معنا... - 00:00:21
لو سألتَ أتباعَ خُرافةِ التَّطوُّر: - 00:00:33
ما أوضحُ أمثلةِ التَّطوُّر عندكم؟ - 00:00:36
لقالوا لك: تطوُّر الحيتان - 00:00:38
هاتوا لنا دليلًا على تطوُّر الحوت؟ - 00:00:41
يقولون: العظامُ الخلفيَّةُ في الحوت؛ ففي مؤخِّرة الحوت عَظْمَتان لا فائدة لهما، - 00:00:43
فواضحٌ أنَّهما بقايا عظام حوضٍ ورِجلين لحيوانٍ بريٍّ عاش قبل (52) مليون سنةً، - 00:00:50
ثم حصلت له طفَراتٌ عشوائيّةٌ وانتخابٌ طبيعيٌّ إلى أن تحوَّل إلى الحوت الذي نراه، - 00:00:58
وبقيت هاتان العظمتان شاهدتَيْن على الصُّدَفِيَّة واللاقَصديَّة، - 00:01:03
فلو كان اللهُ قد خَلَقَ الكائنات، فلماذا يضعُ في الحوت عظامًا بلا فائدةٍ؟! - 00:01:09
ولعلَّ أوَّل مَن وَصفَ هذه العِظام أنَّها بلا فائدةٍ - 00:01:15
كتاب (Biology by Curtis and Barnes) - 00:01:18
عام (1989) - 00:01:21
قائلًا أَنَّها: "useless vestiges" أي: (بقايا أثريّةٌ بلا فائدةٍ) - 00:01:23
ثُمَّ تَبِعَهُ على وَصْفِ هذه العِظام أَنَّها (بقايا بلا فائدةٍ) - 00:01:27
معظمُ -إن لم يكن كُلُّ- كُتبِ عِلم الأحياء في الجامعات الغربيَّة، - 00:01:31
والمُعْتَمَدةُ كذلك في الجامعات العربيَّة، - 00:01:36
مثل كتاب (Glencoe Biology) وكتاب (Modern Biology) - 00:01:39
وكتاب (Biology By Raven and Johnson) - 00:01:42
وغيرُها، وغيرُها - 00:01:45
لا يكادُ يَخلو كتابُ علم أحياءٍ يدرُسُه - 00:01:47
طلاب الطِّب، والصيدلة، والتمريض، والأحياء، - 00:01:50
وطُلاَّبُ المدارس في البرنامج الدَّوليّ الـ آي جي "IG" والـ "SAT" سات، - 00:01:52
لا يكادُ يخلو مِن هذه الرُّسومات والعبارات المؤكِّدة على انعدام وظيفةِ هذه العِظام، - 00:01:57
وهذا كلُّه تحت عنوان: (أدلَّة التَّطوُّر) - 00:02:04
ولا تكاد تستمِع لأحدِ عَرَّابي الخُرافة إلَّا ويَتكلُّم عن هذه العِظام -مُنتشيًا- - 00:02:08
كدليلٍ على التَّطوُّر، - 00:02:13
مثل (جيري كوين): - 00:02:15
(باالإنجليزية) [لدينا أعضاءٌ كثيرةٌ فاقدةٌ للوظيفة، والتي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال التطوُّر، - 00:02:16
وهذا أحدها، - 00:02:20
إذا نظرت إلى الهيكل العظميِّ للحوت في متحف التاريخ الطبيعيِّ، سترى عظمتيّ الأرجل هاتَيْن، - 00:02:20
لماذا هي موجودةٌ؟ لا يبدو أنَّ لها أيَّةَ وظيفةٍ] - 00:02:27
و(ريتشارد دوكنز): - 00:02:30
(بالإنجليزية) [الغريب أنَّك إذا نظرت بعمقٍ داخل الحوت، فستجد أعضاءً بلا فائدةِ، - 00:02:32
آثارًا لأرجلٍ خلفيَّةٍ، وهي عظامٌ صغيرةٌ تشكِّل بقايا أرجلٍ خلفيَّةٍ لأسلاف الحيتان، - 00:02:39
كانت تستخدمها للمشي] - 00:02:46
ثمَّ ماذا حصل؟ - 00:02:49
عام (2014) نشَرتْ إحدى المجلات التَّطوُّريَِّة - 00:02:50
بل مجلَّةٌ تَسمَّت باسم الخرافة، وهي مجلّة إيفولوشن (Evolution) - 00:02:53
نشرت بحثًا بعنوان: (الانتخابُ الجنسيُّ يستهدف عظام الحوض لدى الدلافين والحيتان) - 00:02:58
وفجأةً، بعد هذا البحث امتلأت مواقع الأخبار بعناوينَ مثل: - 00:03:06
(تكاثُرُ الحيتان يعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على عظام الحوض) - 00:03:12
معقولٌ؟! أيْ لها فائدةٌ؟ - 00:03:17
ليس فائدةً فقط، بل لا بُدَّ منها للتكاثر، ولولاها لما وُجِدت هذه الحيتان - 00:03:19
حتى قال هذا الموقع [USC New]: - 00:03:26
"دراسةٌ حديثةٌ قَلبَتْ مُعتقدًا تطوُّرِيًّا عريقًا رأسًا على عقِب، - 00:03:28
بإثباتها أنَّ عظام الحوض لها دورٌ مهمٌ في التَّزاوُج" - 00:03:33
وهذا موقع (Smithsonian) -المتعصِّب جدًّا للخُرافة- يُعَنْوِن: - 00:03:38
"الحيتان تستفيد مِن عظام حَوضِها" - 00:03:42
حسنًا ممتازٌ - 00:03:45
هل اعترفَتْ هذه المواقع إذَنْ بأنَّ هذا يُضعِف خُرافةَ التَّطوُّر، - 00:03:47
بعد انهيار دليلٍ كانوا يُعوِّلون عليه كثيرًا؟ - 00:03:52
لا، بلا شكٍّ! - 00:03:56
بل حَشَرَتْ كلماتٍ تطوُّريَّة: - 00:03:57
(بالإنجليزية) تطوُّريٌّ "evolutionary"، (بالإنجليزية) وتَطوَّر "evolved" - 00:03:59
في مَطْلع مقالاتِها، وعَزَتْ للتَّطوُّر الفضلَ في هذه العظام ووظيفتها - 00:04:01
لسانُ حالِهم: - 00:04:08
ولا بُدَّ للحقِّ أنْ يَندثِر لأجلِ الخرافةِ أنْ تستمر - 00:04:09
ومَن يَتعَوّد ركوبَ العِناد يعِشْ أبدَ الدَّهرِ بين الحُفر - 00:04:13
ومع ذلك، - 00:04:17
نحبُّ أنَّ نقول لهذه المواقع الكثيرة الَّتي نشرَت الخبَر: - 00:04:18
(صَحِّ النُّوم!) - 00:04:22
فالورقةُ العِلميَّة لمجلَّة إيفولوشن (Evolution) والّتي أثارت هذه الضَّجّة - 00:04:24
لم يكن موضوعُها إثباتَ أنَّ عظامَ الحوض أساسيَّةٌ في التَّزاوج، - 00:04:28
بَلْ هذه حقيقةٌ مسلَّمٌ بها معروفةٌ مُنذ القِدَم، - 00:04:34
كما يتَّضِحُ مِن مقدَّمات هذه الورقة - 00:04:38
أتباعَ الخُرافة، ألا تقرؤون؟! - 00:04:42
أنا عن نفسي كلّفتُ نفسي أنْ أقرأ في الورقة، - 00:04:45
فوجدتُ في مقدِّماتها هذه الفِقرة - 00:04:47
التي تَنُصُّ على أنَّ كثيرين توهَّموا أنَّ هذه العِظام بلا فائدةٍ، - 00:04:50
وأنَّ ذلك ليس صحيحًا؛ - 00:04:55
لأنَّها مُهِمةٌ للتَّزاوج - 00:04:57
وبدأوا يشرحون أهمِّيتها المعروفةَ -أصلًا- للتَّزاوُج، - 00:05:00
وأسماءَ أبحاثٍ علميَّةٍ، - 00:05:03
(11) بحثًا علميًّا تُفصِّل في هذه الأهميَّة، - 00:05:05
ووضع الباحثون رسمًا يبيِّن ارتباط هذه العظام بالأعضاء التّناسليَّة في الحيتان - 00:05:09
إذن، فوظيفة هذه العظام في تزاوج الحيتان معروفةٌ أصلًا، - 00:05:15
ولم تكن هي موضوع هذه الورقة البحثيَّة عام (2014)، - 00:05:20
وإنَّما كان موضوعُها: دراسةَ الفروقات بين شكل هذه العظام في الأنواعِ المختلفة - 00:05:25
من الحيتان والدَّلافين، وإظهارَ أنَّ أحجامَها وأشكالهَا - 00:05:30
متناسقةٌ مع الأعضاء الدَّاخليَّة للحوت أو الدُّلفين، - 00:05:34
بما يساعدها في التَّزاوج - 00:05:38
أيْ -مرَّةً أخرى-: - 00:05:40
ما يَصنعُ منه أنصارُ الخُرافة شُبهةً ليَفتِنوا المخدوعين بهم، - 00:05:42
يتحوَّل بالعلم الصّحيح إلى دليلٍ جديدٍ للعقلاء - 00:05:46
على الإتقان والإحكام، وأَنَّ كلَّ شيءٍ مُقدَّرٌ تقديرًا - 00:05:51
لحظةً... - 00:05:56
دعونا نعود للأبحاث السَّابقة التي أورَدَتها هذه الورقة، - 00:05:57
كأبحاثٍ تفصِّل في دور هذه العظام في التزاوج - 00:06:02
المفاجأة الغريبة -إخواني- هي أنَّ أوَّلَ ورقةٍ عِلميَّةٍ - 00:06:06
تكلَّمت عن أهميَّة هذه العظام في التَّزاوج - 00:06:10
هي ورقة ستروثرز (Struthers) عام (1881)، - 00:06:13
(1881) أي قبلَ موتِ (داروين) نفسِه بسنةٍ، - 00:06:18
فحقيقةُ أنَّ هذه العظام مهمّةٌ للتَّزاوج - 00:06:24
كانت معروفةً من أيَّامِ (داروين)، - 00:06:28
وليس ببحث (2014) كما توهَّمت المواقع (العلميَّة!)، - 00:06:30
بل كانت معروفةً مِن أيَّام جدِّ جدِّي -رحِمهُما الله- - 00:06:35
(ستروثروز) هذا، كان مِن أتباعِ الخُرافة، - 00:06:39
رجَعْتُ لورقته أيضًا، فوجدتُ أنَّه دَرَس هذه العظام بالتَّفصيل، - 00:06:42
ورسمَها ثمَّ شرح -بالتَّفصيل- علاقتها بالأعضاء الجنسيَّة في الحيتان - 00:06:47
(ستروثرز) يقول أنَّ هذه العِظام بقايا أرجلِ كائناتٍ تطوَّرت عنها الحيتان، - 00:06:52
وأَنَّ وظيفتها في الحيتان تغيَّرت لتُصبحَ مُنحصرةً في التَّزاوج - 00:06:57
دعونا الآن من هذه المكابرةِ المضحكة لإثبات الخُرافة، - 00:07:02
المهمُّ أنَّ (ستروثرز) -وقبل أكثر من (130) عامًا من الآن- - 00:07:06
وضَّح أهمية هذه العظام بالتَّفصيل - 00:07:11
وجاء مِن بعدِه كثيرٌ من الباحثين ليؤكّدوا الحقيقة ذاتَها في أبحاثهم المنشورة - 00:07:14
عام (1885) - 00:07:20
(1907) - 00:07:23
(1918) - 00:07:24
(1922) - 00:07:26
(1932) - 00:07:28
(1966) - 00:07:31
(1998) - 00:07:32
(2004) - 00:07:34
(2007) - 00:07:35
(2009) - 00:07:37
كلُّ هذه الأبحاث تَذكُر حقيقةَ دورِ العظام في التَّزاوج كحقيقةٍ مسلَّمةٍ، - 00:07:38
وتَنتقلُ لموضوعٍ آخر أكثرَ تفصيلًا - 00:07:43
لكنْ لحظةً... - 00:07:47
أليسَ هذا كلامًا مُضحكًا؟ - 00:07:48
افتراضُ أنَّ عظامًا كانت للمشي، - 00:07:50
أصْبَحَتْ للتَّزاوج؟ - 00:07:53
عظمة الفَخِذ "Femur" - 00:07:54
كيف افترضَ (ستروثرز) أنَّها تطوَّرَتْ لعظامٍ ترتبطُ بالأعضاءِ الجنسيّة لدى الحوت، - 00:07:56
لتساعده على التَّزاوج؟ - 00:08:02
كيف افترض ذلكَ هكذا بلا دليلٍ؟ - 00:08:04
فاسدةٌ على أيِّ حالٍ! - 00:08:07
لماذا لا نَشْطُبُ حقيقةَ أنَّها تُساعدُ على التَّزاوج، - 00:08:09
ونُبقي افتراضَ: أنَّها تطوَّرَتْ عن كائنٍ برِّيٍّ؟ - 00:08:12
هذه اللمسةُ السِّحريَّةُ هي التي قام بها كتاب - 00:08:16
(Biology by Curtis and Barnes) - 00:08:21
فبدَل جملة: - 00:08:22
"هذه العِظام بقايا تطوُّرِيَّة مُهِمَّةٌ في تزاوج الحيتان" - 00:08:24
أصبَحتِ الجملة: - 00:08:28
"هذه العظام بقايا تطورِيُّةٌ، وهي بلا فائدةٍ" - 00:08:30
ثُمَّ تبِِع (Biology by Curtis and Barnes) - 00:08:34
عددٌ ضخمٌ من الكتبِ المُعْتمَدة -كما رأينا- - 00:08:37
كُتبٌ مُعْتمَدةٌ، - 00:08:42
يدرِّسُها دكاترةٌ وأساتذةٌ في الجامعات، - 00:08:43
وتخضعُ للتَّدقيق، والمُراجعة والتَّحديث، كل سنةٍ أو بِضعِ سنين؟ - 00:08:46
نعم - 00:08:51
كيف؟! - 00:08:51
في خواتيم ورقة الإفولوشن (Evolution) -الَّتي أحدثت الضَّجةَ عام (2014)- - 00:08:53
يعيدُ الباحثون -وَهُم من أتباعِ الخُرافةِ أيضًا- - 00:08:57
يعيدون التَّأكيد على دورِ هذه العِظام في تزاوج الحيتان، - 00:09:00
ويصِفون من يقولُ بأَنَّها غيرُ مُهِمَّةٍ بأنَّهم: "غيرُ مُتَخصِّصين في الحيتان" - 00:09:04
غيرُ مُتخصِّصين؟ - 00:09:10
حسنًا إذن، أين المتَخصِّصون ليُنبِّهوا على هذا الخطأ الفادح - 00:09:11
الذي لوَّث كتب علوم الأحياء بخرافةٍ تنُاقضُ حقيقةً معروفةً من (130) عامًا؟ - 00:09:16
لذلك نقولُ للمواقع العلميَّة التي نشرتْ أنَّه تمَّ أخيرًا اكتشاف فائدةٍ للعظام - 00:09:24
في مؤخِّرة الحوت، - 00:09:30
نقولُ لهم: - 00:09:32
(صَحِّ النُّوم!) - 00:09:33
هذه الحقيقة معروفةٌ من (130) عامًا، - 00:09:34
لكنَّ كثيرًا من أتباعِ الخُرافة لا يُكلِّفون أنْفُسَهم أنْ يقْرأوا، - 00:09:39
لذلك نوجِّه لأتباع الخُرافة نصيحةً، - 00:09:44
اسمعوها: - 00:09:47
[لذلك في العِلم لا ينفعُ أن تُحضِر كتابًا من (100) سنةٍ، - 00:09:49
وتقول لي: أنا أنتقد التَّطوُّر، لا ينفع، - 00:09:52
العلم لا بُدَّ فيه من تحديثٍ مستمرٍّ، - 00:09:54
يعني إذا اعتمدت اعتمادًا كليًّا على كتابٍ مؤلَّفٍ قبل (5) سنواتٍ أو حتى (4) سنواتٍ، - 00:09:58
يمكنك أن تقع في فضائح علميَّةٍ، - 00:10:03
إذا أردت أن تتكلَّم في العِلم، فيجب عليك متابعته باستمرار، - 00:10:06
العلم لا ينام، - 00:10:08
لا يمكن أن ينام الشخص ثم يقوم ليتابع العلم] - 00:10:09
بالضَّبط، - 00:10:13
أحسَنْت، - 00:10:14
شُكرًا - 00:10:15
تعالَوا نرَ مُواكبةَ العِلم - 00:10:17
[ستقولون: حسنًا، أين الطَّرفان الخلفيَّان - 00:10:19
في هذا الجسم الضَّخم المُنساب - 00:10:23
الذي يعوم في الماء؟ - 00:10:26
صحيح، - 00:10:28
لا يوجد طرفان خلفيَّان، - 00:10:29
لكن إذا نفذَتَ إلى البنية الدَّاخليَّة - 00:10:33
ستندهِش هنا، - 00:10:37
وستجد مجموعة عظامٍ صغيرةٍ، - 00:10:39
صغيرة، أصغر بكثيرٍ من العظام الموجودة في الزُّعنُفة، - 00:10:42
لكنْ عند دراسةِ هذه العظام - 00:10:46
والتَّدقيق فيها، - 00:10:51
يَتَّضِح تمامًا - 00:10:53
أنَّها عظام - 00:10:54
طرفين خلفيَّيْن، - 00:10:56
عظامٌ باقيةٌ، - 00:10:59
بالتأكيد هذه لا تفيد -بإجماع علماء الأحياء- على الإطلاق، - 00:11:01
هذه العظام داخل البدن، - 00:11:06
واضح؟ - 00:11:09
وواضحٌ أنَّها غير متكيَّفةٍ -بالمطلق، البتَّة- - 00:11:10
لحيوانٍ بهذا الشكل المُنساب الذي يعوم في الماء، - 00:11:14
ليس لها أيَّة فائدةٍ، وغير مطلوبةٍ، - 00:11:18
لماذا إذن هي موجودةٌ؟ - 00:11:22
لماذا هي مغروسةٌ في آخِر هذا الجسم؟ - 00:11:24
إنَّها البقايا الأثريَّة، - 00:11:26
-لا شكَّ- - 00:11:28
مِن طرفين خلفيَّين، كانا في يومٍ مِن الأيَّام - 00:11:30
مفيدَيْن وضروريَّيْن لكائن "Tetrapodo" رباعيِّ الأطراف - 00:11:34
يمشي على أربعٍ، - 00:11:39
بالتأكيد لا يمشي في الماء، - 00:11:41
مؤكَّدٌ أنَّه كان يمشي على البرِّ، - 00:11:43
أدلَّةٌ عجيبةٌ وغريبةٌ، نعم، - 00:11:46
أدلَّةٌ عجيبةٌ وغريبةٌ... - 00:11:49
بالتأكيد هذه لا تُفيد -بإجماع عُلماء الأحياء- على الإطلاق... - 00:11:53
بالتأكيد هذه لا تفيد -بإجماع عُلماء الأحياء- على الإطلاق...] - 00:11:58
هناك أناسٌ نقول لهم: (صَحِّ النُّوم)، وهناك مَن لم يصحُ بعد! - 00:12:03
تعالوا نرَ ما يُلقَّنُه أبناؤُنا في المرئيَّات المُترْجَمة إلى العربيَّة، - 00:12:09
والمنشورة عام (2016)، من باب تنوير العقل ونشر العلم، حسب زعمهم - 00:12:13
(صوت معلِّق): [الحيتان الحديثة لا تملك أرجلًا، - 00:12:19
ولكن لديها زوجٌ من العظام الصغيرة الغريبة، - 00:12:21
حيث من المفترض تواجد الوركين والسَّاقين، - 00:12:24
ها هنا صورةٌ لهذه العظام، - 00:12:27
هل هذا التَّشابه مُجرَّد صُدفةٍ؟ - 00:12:28
أم هذه عظام أرجلٍ حقيقيَّةٍ؟ - 00:12:31
ربَّما بقايا من التاريخ التطوُّريِّ للحيتان...] - 00:12:33
بل تعالوا نر الكُُتبَ العالميَّة المعتَمدة، الأكثرَ شُهرةً، - 00:12:37
والتي يدرُسُها أبناؤنُا في الجامعات والمدارس، - 00:12:41
خاصة نظام الآي جي (IG) والأس إي تي (SIT)، - 00:12:44
لا شكَّ أنَّهم خجِلوا مِن أنفسهم بسبب هذه الفضيحة وعَدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟ - 00:12:46
تعالَوا نرَ - 00:12:52
هذا كتاب (Holt Biology) الذي يُدرَّس لأبناءِ المسلمين - 00:12:53
في البرنامج الدَّولي إس إي تي (SIT) طبعة (2011) - 00:12:56
لا زال يُضلِّلهم بعظامِ الحيتان الخلْفيَّة، - 00:13:00
فارجع اليومَ إلى ابنِك وبنتِك -أخي-، - 00:13:04
وأَطْلِعْهُم على هذه الحَلَقة؛ - 00:13:06
ليَعلَموا كيف يُخدَعون - 00:13:09
ماذا عن كتاب (Biology by Ravan And Johnson) - 00:13:11
العالميِّ المعروف، في أحدثِ طبعةٍ مِنه عام (2017) - 00:13:14
لا، غير معقولٍ، من المؤكَّد أنهم عدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟! - 00:13:18
تعالوا نرَ صفحة (434) - 00:13:22
ليس بعد، - 00:13:25
لا زال يعيدُ الكِذبَة نفسَها، ويقولُ للطُّلاب عن هذه العظام: - 00:13:26
(بالإنجليزية) "ليس لها وظيفةٌ ظاهرةٌ" - 00:13:30
ويقول للطُّلاب: - 00:13:33
"من الصَّعب فَهمُ هذه الأعضاء فاقدةِ الوظيفة إلا على أنَّها بقايا تطوّريَّةٌ من الماضي" - 00:13:34
هذه الفضيحة -إخواني- تُشبِه فَضيحةَ رُسومات (هِيْكِل) للأجِنَّة - 00:13:43
التي بيَّنَّا في حلقةِ: (في سبيل الخُرافة) - 00:13:47
أنَّه تمَّ كَشفُ زَيفِها قبل أكثرَ مِن قرنٍ - 00:13:49
عام (1909) - 00:13:53
ولا تزال الكتُبُ المعتَمَدة "Text books" والمواقع المؤيِِّدةُ للخُرافة - 00:13:54
تتداولها إلى يومنا هذا جنبًا إلى جنبٍ، - 00:13:59
مع خُرافة أنَّ عظام خلفيَّة الحوت بلا فائدةٍ، وكثيرٍ مِن الخرافات - 00:14:03
وهذه الكُتُبُ نفُسها لا زالت تقول عن الزَّائدة الدوديَّة - 00:14:08
أَنَّها بلا وظيفةٍ، - 00:14:12
كما في (Biology By Raven and Johnson) طبعة (2017) صفحة (992) - 00:14:14
مع أنَّنا بيَّنَّا في حلقة: (أَحْرَجتُك) أنَّ أتباعَ الخُرافة أنفَسَهم - 00:14:19
كشفوا منذ سنواتٍ طويلةٍ أنَّ هذه كِذبةٌ أيضًا - 00:14:24
وبعضُ هذه الكُتب يحملُ اسم (Modern biology) (علوم الأحياء الحديثة) - 00:14:29
حديثةٌ، ولم تحدِّث معلوماتِها من (130) سنةً! - 00:14:35
لسانُ حالهِم: - 00:14:41
وما المانع؟ فنحن مؤْمِنون بالتَّطوُّر، - 00:14:42
والتَّطوُّر يأخذ ملايين السِّنين، - 00:14:44
وبالتَّالي فبعدَ ملايين السِّنين - 00:14:47
ستجدُ هذه المعلومة (بالإنجليزي) الأثريَّة - 00:14:49
قد زالت من كُتُبِنا - 00:14:52
لكن أبُشِّركم -إخواني- - 00:14:54
عام (2018) -أي قبل شهورٍ أو أسابيع من الآن فقط- - 00:14:56
تمَّ إصدار الطَّبعة الخامسة من كتاب - 00:15:00
(Essentials of Biology) - 00:15:03
مِن مطبوعات (ماك جرو هيلز) "McGraw-Hill’s" العالميَّة المعروفة، - 00:15:05
وللأمانة لم يُكرِّروا نَفس الكِذبة، - 00:15:08
كفى، فرائحتُها قد فاحَتْ، - 00:15:11
فماذا فعلوا؟ - 00:15:14
هل اعترف المؤلِّفون بأنَّ هذهِ العِظام أساسيَّةٌ لبقاءِ الحيتان، - 00:15:15
واعتذروا عن خطأ الطَّبعات السَّابقة؟ - 00:15:19
لا، بلا شكٍّ، - 00:15:22
لا، بلا شكٍّ، - 00:15:23
بل لم يضعوا هذه العظام الخلفيَّة أصلًا، - 00:15:25
وكأنَّها غير موجودةٍ، - 00:15:28
فهيَ -بصراحةٍ- فضيحةٌ، - 00:15:30
شيءٌ استَخدَمتَه دليلًا لك لعشرات السَّنوات ينقلبُ دليلًا عليك؟! - 00:15:32
إذن لا داعيَ لذِكرِه، - 00:15:37
لا تذْكُرْه أَصلًا - 00:15:39
لكن، ماذا نَفعلُ بتطوُّر الحيتان الذي نعتبره أوضحَ مثالٍ؟ - 00:15:41
خاصةً وأنَّ كلَّ حلقةٍ من الحلقات المدَّعاة لها قصَّةٌ هزليَّةٌ -كما سنرى بإذن الله- - 00:15:45
لذلك نقلوا كِذْبةَ العِظام بلا فائدةٍ إلى كائن آخر في سُلَّم تطوُّر الحيتان المزعوم، - 00:15:53
إنه الرودوسيتُس "Rodhocetus" - 00:16:00
- مَنْ عفوًا؟ - 00:16:03
- رودوسيتُس - 00:16:04
- تشرَّفنا - 00:16:06
- حسنًا، هل يمكننا أن نرى الأَخ ونفحصه حتى نتحقَّق من قِصَّة عظامه هو الآخر؟ - 00:16:07
- لا عذرًا، فقد مات - 00:16:12
- مات؟! متى؟ - 00:16:13
- قبل (30) مليون سنةً - 00:16:15
- هل تستطيع إثبات أنَّ كلامَنا خاطئٌ، وأنَّ عِظامَه كان لها فائدةٌ؟ - 00:16:19
نتحدَّاك - 00:16:23
وتجدُ كتابَ الـ (2018) يكرَّرُ كِذبةً أُخرى عن البُرُوزات في مؤخِّرة الأَفاعي، - 00:16:24
فيدَّعي أنَّها بقايا تطوُّرِيَّةٌ بلا فائدةٍ، بقايا لأرجلِ كائنٍ رباعيِّ الأطراف - 00:16:30
تطوَّرَت عنه الأفاعي - 00:16:36
نفسُ الكِذبة التي تُكرِّرها كتبٌ أخرى مُعتمدةٌ، - 00:16:38
مع أَنَّه مُكتَشَفٌ -أيضًا- منذ (40) عامًا على الأقلِّ، - 00:16:41
في أبحاثٍ عِلمِيَّةٍ منشورةٍ أنَّ هذه البُروزات: - 00:16:46
خطَّافاتٌ أو سبيرز "spurs" - 00:16:49
تساعدُ الأفاعي أثناء التَّزاوج وفي الصِّراع بين الذُّكور، - 00:16:51
وليست أَرجُلًا بلا فائدةٍ، كما يروِّج مُحتَقِرو عُقول النَّاس - 00:16:55
ربَّما علينا أنْ ننتظرَ (130) سنةً أخرى؛ لتُخبِّئَ الكتب هذه الكِذبة، وتطوي صفحتَها، - 00:17:00
ريثما تكون قد اكتشفتْ كِذْباتٍ جديدةً تُبقي الخرافةَ معلَّقةً على جُسورها - 00:17:07
فلا تسقط - 00:17:14
وهكذا يَبحثُ أتباعُ الخرافة عن أيِّ بروزٍ في أيِّ كائنٍ ليقولوا: - 00:17:16
"بقايا تطوُّرِيَّةٌ بلا فائدةٍ" - 00:17:20
إذا كنت -يا مَن تُصدِّق بخرافة التَّطوُّر- - 00:17:23
تَحترمُ العِلْم، ومغتاظًا جدًا على الحقائق العِلميَّة، - 00:17:26
فأنا أحترمُ العِلم الصَّحيح، ومُغتاظٌ عليه أكثرَ مِنك، - 00:17:30
وبَرَعنا في العلوم الحيوِيّة، وتميَّزنا فيها في المرحلة الأكاديمَّية -بفضل الله تعالى- - 00:17:34
كما أنَّني لا أتلقَّى العلم من الغرب فحسب، بلْ أُساهِمُ فيه بالأبحاثِ المنْشورة، - 00:17:39
وبراءات الاختراع، وتصحيح المعادلات -التي يَنْبني عليها البحثُ التَّجريبيُّ-، - 00:17:44
وتصحيحِ أخطاءِ (الكُتب المعتَمدة) "Text books" في بعض المجالات - 00:17:50
نعم، أعشقُ العلم الصَّحيح في الكتب المذكورة، - 00:17:55
أما صفحاتُ العِلْمِ الزَّائِف "Pseduscience" - 00:17:58
-الموجَّهةُ لخدمة الخُرافة- - 00:18:01
فإنَّ احترام العلم علَّمني أنَّ هذه الصفحات لا تصلُح إلا لِلَفِّ التُّرمس -بتعبيرِنا المحليِّ- - 00:18:03
لكنْ مع تَوصيةٍ بالتَّحقُّق مِن أَلَّا تحتوي هذه الأوراق على الرَّصاص، - 00:18:10
أو أيِّ ملوِّثٍ صحيٍّ، كاحتوائها على الملوِّثَات العقليَّة، - 00:18:14
خاصَّةً وأَنَّها مُلوَّنةٌ - 00:18:18
في الجُعبة الكثيرُ -إخواني-، لكنْ لا أريدُ أَنْ أطيلَ عليكم - 00:18:20
فأُحيلُكُم إلى بعض المصادر - 00:18:24
الزَّرافة - 00:18:26
هل تذكرون -إخواني- أجهزتَها البَديعة، - 00:18:27
والنِّظامَ الخاصَّ بضخِّ الدَّم إلى الدِّماغ، - 00:18:31
ومنْعِ تجمُّعه في السَّاقين، - 00:18:34
واستلهامَ (وكالة ناسا الفضائيَّة) لنمُوذَجِها، ومحاولةَ محاكاته، - 00:18:36
كلَّ هذا يتركُه أتباعُ الخُرافة، ولا يَعْنِيهم، - 00:18:41
بَل يقولون عن العَصَب الحُنْجُريِّ الرَّاجع لَدى الزَّرافة: - 00:18:45
[لكن الغريب أنَّه لم يلاحظ الدَّلالة، - 00:18:49
لم يدرك دلالة... - 00:18:52
لم يتساءل هو بصدد: لماذا هذا العصب التفَّ هذه اللَّفةَ الطويلة - 00:18:53
-الَّتي فيما يظهر أنها لفَّةٌ غبيَّةٌ حمقاءُ- - 00:18:59
لا حاجة إليها، لماذا فعل هذا؟!] - 00:19:01
لا حاجةَ إليها! - 00:19:04
هكذا يقولون - 00:19:06
لذلك أُحِيلكم -إخواني- إلى هذا المقال: - 00:19:06
[فضيحة جهل وتدليس ريتشارد دوكينز مع العصب الحنجريِّ الراجع وتشريح الزرافة] - 00:19:08
لدى إخوانِنا (الباحثون المسلمون)؛ - 00:19:11
لترَوا كيف تصبحُ أدِلَّةُ العَظَمة وإحكام التَّصميم - 00:19:12
عندَ أتباعِ الخرافة أدِلَّةَ صُدَفيِّةٍ وعَشوائيِّةٍ - 00:19:16
في الجُعبةِ الكثير، - 00:19:20
وقد تكلَّمنا اليوم عن أحدِ عناصر تطوُّر الحيتان المزعوم، - 00:19:21
والذي قال عنه أَحدُ الذين صاغوا الدَّاروينيَّة الحديثة (ستيفن جاي غولد) - 00:19:25
بعد استعراضِه لتَطوُّر الحيتان المزعوم، ودليلِ العِظام غير المفيدة في الحوت - 00:19:29
-على زعمه- - 00:19:35
قال (ستيفن غولد) عن تطوُّر الحيتان منتشيًا: "إنَّه نَصرٌ أُحفُوريٌّ، - 00:19:36
لا أستطيعُ أن أَتخيَّل قصَّةً أفضلَ منها لتمثيل العِلم لعامَّة النَّاس، - 00:19:42
ولا نصرًا سياسيًّا "Political Victory" أكثرَ إقناعًا واستنادًا للعقل - 00:19:47
على الَخلْقَويِّين المُتخَلِّفين" - 00:19:54
في الجُعبة الكثير، - 00:19:57
لكن، في هذا القَدْر كِفايةٌ - 00:19:59
لِمَن أرادَ الهِداية، - 00:20:01
وفيما مضى تنبيهٌ - 00:20:03
لمن لَدَغَه كَهَنةُ العِلم الزَّائف، وعَرَّابوهُم العرب - 00:20:04
و«لا يُلدَغ المؤمن مِن جُحرٍ مرَّتين» - 00:20:09
ولنا أن نسأل: - 00:20:12
بالله عليكُم، لو كان أبطالُ هذِه الفضيحةِ العلميَّةِ المُدَوِّية - 00:20:14
مؤلفي كُتبٍ مُسلمين مُتديِّنين، - 00:20:17
كيف ستكون النَّظرةُ إليهم من شبابِ المُسلمين أَنفسِهم - 00:20:20
المنبهرين بالغرب، المؤَجِّرين عقوَلهم لهم؟ - 00:20:24
أليست هذه فضيحةً تُغلَق على مثلِها دورُ نشرٍ، - 00:20:28
وتُقاضَى -على الأَقلِّ- على إعطاء معلوماتٍ مُضلِّلَةٍ للطُّلاب وللدَّكاتِرة؟ - 00:20:31
قِصَّةُ العِظام الَخلفيَّة للحوت تَعَلَّمْنا منها الكثيرَ -إخواني-، - 00:20:38
تعَمَّق لدينا -مزيدًا ومزيدًا- مفهومُ أنَّ ما يتَّخذُ منه أنصارُ الخُرافة شُبهةً في الخَلْق - 00:20:42
يتحوَّلُ بالعِلمِ الصَّحيح إلى دليلٍ جديدٍ على قول الله تعالى: - 00:20:49
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [القرآن 27: 88] - 00:20:55
وتَعَلَّمْنا منها أنَّه يجبُ علينا تَنبيهُ أبنائنا في الجامعات والمدارس؛ - 00:20:59
لئلَّا يكونوا ضحايا جُدُدًا للمعلومات المُتخلِّفة، - 00:21:04
والعِلم الزَّائف المُسَيَّس - 00:21:08
وتَعلَّمنا من قصَّة عظام الحوت: أنْ تَبْتَسِم عندما يقول لك من أجَّر عقله: - 00:21:10
"أنتم مَهْوُوسون بهاجِس المؤامرة الكونيَّة على الدِّين، - 00:21:15
كُلُّ الكتب تُدرِّس التَّطوُّر، - 00:21:20
كلُّ الجامعات تُدّرِّس التَّطوُّر، - 00:21:22
هذا عِلْمٌ -يا أخي- عِْلمٌ!" - 00:21:25
لنا أن نسأل: - 00:21:27
هذه الكُتب التي تعتمد التَّدقيق -إلى حدٍّ بعيدٍ- فيما عَدا الخرافة، - 00:21:28
عندما نرى هذه الخُرافات تلتصقُ بها لعشرات السنين، بل لأكثرَ من قرنٍ، - 00:21:33
هل هذه كلُّها مُجرَّدُ أخطاءٍ؟ - 00:21:39
أمْ تسييسٌ للعِلم؟ - 00:21:42
أمْ استخدامٌ للعِلم لِتضليلِ النَّاس؟ - 00:21:44
لنْ أُجيب، وأَتْركُ الإجابة لكم - 00:21:47
لكن، لنا وَقْفَةٌ مُهِمَّةٌ لاحقًا في مكانها المناسب مِن (رحلة اليقين) -بإذن الله- - 00:21:49
مع حقائق صادِمةٍ جدًا وموثَّقةٍ، - 00:21:55
بعضها معيَ شخصيًا، - 00:21:58
نُجيبُ فيها عن هذه التَّساؤلات - 00:22:00
لكن، من المهمّ جدًا أن نختمَ بما بدأنا به: - 00:22:02
افترِضْ -أخي- أنَّك لم تَطَّلِعْ على أيًّ مِن الحلقات الثَّلاث: - 00:22:07
(أَحرجتُك)، و(الكوكتيل)، و(صَحِّ النُّوم) - 00:22:11
لستَ أنتَ المُطالَب بأنْ تبحثَ عن تفسيرٍ لكلِّ الأَسئلة التي ذكرنا، - 00:22:13
بل كان بإمكانِك -وأنتَ تضعُ رِجْلًا على رِجْلٍ وتحتسي القهوة- - 00:22:18
أَنْ تقولَ لمتَّبِع الخرافة: - 00:22:22
"عليك أنتَ يقعُ عِبْءُ الإثبات، - 00:22:24
أَنَّ نَفس الكائنات -التي تُطالبُني بتفسيرِ أجزاءٍ منها-، - 00:22:27
أنَّ هذه الكائنات يُمكنُ أنْ تأتيَ بها عشوائيَّتُك، وانتخابُك الأَعمى" - 00:22:32
هذا هو جوابُنا الكافي عقلاً ومنطِقًا - 00:22:38
وجميع ما ورد في الحلقات الثَّلاث هذه - 00:22:42
كانَ على سبيلِ: (وعلى فكرةٍ، في الهامش)، لنقولَ لعرَّابي الخُرافة: - 00:22:45
اقرؤوا وتَعلَّموا، قبلَ أنْ تتكلَّموا أيَّها الجاهلون - 00:22:51
اللهم علِّمنا ما ينفعُنا، وانفعنا بما علَّمتنا، واجعلنا هُداةً مهتدين - 00:22:55
والسلامُ عليكُم - 00:22:59
(صوت تلاوة قرآن): ﴿هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ - 00:23:00
بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [القرآن 11:31] - 00:23:18