سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
رحلة اليقين ٣٧: كل الطرق تؤدي إلى الخرافة - إعادة تدوير نظرية التطور
Transcription
تعالوا نبدأْ بالحصنِ الخامس إلى أن نصِل إلى عُقر دار النّظريّة. - 00:00:00ضَ
إذن، أنتم بأنفسكم هدَمتم حِصنَكم الرّابع، حصنَ البطء، الّذي صدّعتم رؤوسنا به. - 00:00:06ضَ
كلّما قلنا لكم: لماذا لم يحصل تطوّرٌ للكائناتِ في تاريخِ البشر المعروف؟ - 00:00:13ضَ
تقولون: التّطوّر بطيءٌ جدًا، يأخذ مئات آلاف، وملايين السّنين. - 00:00:18ضَ
فهل يوجد واسِطات في عالم التّطوّر؟ - 00:00:26ضَ
هل هناك كائناتٌ تبقى كما هي ولا تتطوّر لمئات ملايين السّنين؟ - 00:00:28ضَ
ومع ذلك... - 00:00:33ضَ
وبالمناسبة، هذه النّظريّة بشرى سارّة، لهواة الصّعود في الهواء من أتباع الخُرافة؛ - 00:00:35ضَ
إذا كان لديك معرض سيّاراتٍ، وسمعت بإعصارٍ سيضرب المدينة، فدع سياراتك في المصف، - 00:00:42ضَ
فقد تَصحو في اليوم التّالي، وقد رأيتَ إحداها -على الأقل- قد تحوّلت إلى طائرةٍ دفعةً واحدةً.. - 00:00:47ضَ
بل ويُحمّقُ بعضهم بعضًا، ويَسخَر بعضهم من بعض، بل وينْشقُّ بعضهم عن بعض، - 00:00:54ضَ
وينشئُ ديانته التّطوّريّة الخاصّة - 00:01:00ضَ
ومن أحدثها، الطّريق الثّالث للتّطوّر، والتّي فيها مجموعةٌ من عتاولة التّطوّر. - 00:01:03ضَ
ونقول هنا في عجالةٍ للّذين يريدون التّوفيق بين نصوص الوحي والتّطوّر: - 00:01:10ضَ
مع أيٍّ من هذه الأنواع تريدون توفيقها؟ - 00:01:15ضَ
ونقول أيضًا للّذين يقولون: أيَّ إسلامٍ تريدوننا أن نتّبع؟ - 00:01:18ضَ
"الحلّ في ترك الدّين، جملةً وتفصيلًا واللّجوءِ إلى العلم!" - 00:01:22ضَ
إذن، ناقَشْنا اليوم -يا إخواني- الأسلوب الحادي عشر من أساليب التّضليل، - 00:01:28ضَ
التي يستخدمها أتباع الخرافات، - 00:01:33ضَ
وهو صياغة نظريّاتٍ، مهما انهارت أركانها فهي قابلةٌ لإعادة التّشكيل، - 00:01:36ضَ
مثل أصنام العجوة، الّتي كان يصنعها أهل الجاهليّة. - 00:01:42ضَ
(الصديق) لمَ أنت منزعج؟ - 00:01:53ضَ
شباب الحيّ يتآمرون علي. - 00:01:56ضَ
(الصديق) يا رجل، لمَ تقول ذلك؟ - 00:01:59ضَ
يا رجل انظر سامر وتامر وبالتأكيد معهم صفوان وعدنان. - 00:02:01ضَ
لا يجتمع أربعتهم إلا ليتآمروا ضدّي. - 00:02:06ضَ
خصوصا آخر فترة فقد حدثت بيني وبينهم مشكلات، - 00:02:09ضَ
وهذا صفوان الماكر (رأس البلاء)، لا يزال يحرضهم علي. - 00:02:12ضَ
أصلًا، هذه الحقيقة أودّ أن أسمّيها ال.. النّظريّة التّآمريّة! - 00:02:16ضَ
(الصديق) النّظريّة التّآمريّة؟! حسنًا، تعال، تعال وانظرْ، عدنان وصفوان يمشون بالشّارع، - 00:02:23ضَ
لو أن نظريتك صحيحة، لكان الأربعة متجمعين بعضُهم مع بعض. - 00:02:31ضَ
حسنًا، لكن سامر وتامر في المنزل، ها أنا أراهم، - 00:02:35ضَ
هم يتهامسون ومعهم ولد، مؤكّد أنهم يتآمرون - 00:02:39ضَ
ويكتبون الخطّة على ورقة لئلا ينسوها. - 00:02:42ضَ
(الصديق) يا أخي، أنت أصلًا ادّعيت أنّهم يتآمرون عليك لأنهم مجتمعون، - 00:02:46ضَ
وأنا أثبتُّ لك أنهم ليسوا مجتمعين بعضهم مع بعض. - 00:02:50ضَ
نعم، هذا لأنك لا تدري، فالآن تعّدلت النّظريّة، - 00:02:54ضَ
صارت النّظريّةُ اسمُها "النّظريّة التآمريّة الانتصافيّة". - 00:02:58ضَ
النّظريّة التآمريّة الانتصافيّة تقول أن اثنين منهم يكتبون الخطّة، - 00:03:03ضَ
واثنين منهم يخرجون يطبّقونها في الّشارع. - 00:03:07ضَ
(الصديق) حسنًا انتظر.. - 00:03:09ضَ
إلى أين أنت ذاهب؟ - 00:03:12ضَ
(الصديق) انتظر، انتظر.. - 00:03:13ضَ
إلى أين أنت ذاهب؟ إلى أين أنت ذاهب؟ تعال (الصديق) انتظر، انتظر.. - 00:03:13ضَ
(الصديق يلهث) - 00:03:16ضَ
(الصديق) هذه الورقة التي كانت مع أولاد الجيران: برنامج مباريات كأس العالم! - 00:03:17ضَ
يا رجل تمويه، هذا تمويه! - 00:03:25ضَ
هذا الوضع، أصلًا أنا كنت أعلم أنهم يموّهون وعملوا هذا الشيء. - 00:03:28ضَ
أساسًا النّظريّة تعدّلت، صار اسمها "النّظريّة الّتآمريّة الانتصافيّة الّتمويهيّة". - 00:03:34ضَ
أنت لا تعرف شيئا عن النّظريّة ثم تأتي لتناقشني يا جاهل؟ - 00:03:40ضَ
بهذه الطريقة، هل يمكن في يومٍ من الأيام أن نثبتَ لصاحبنا بطلان نظريّته؟ - 00:03:44ضَ
لا طبعًاّ - 00:03:49ضَ
لأنّها -على طريقته هذه- غيرُ قابلةٍ للتّحقيق. - 00:03:50ضَ
كتاب الله تعالى -أصل العلوم النّافعة- أعلن نبوءاتٍ وخفايا جاء الزّمان بتصْديقها، - 00:03:53ضَ
وأعلن معارِضاتٍ، إن ثبتت فهو ليس من عند اللّه، - 00:03:59ضَ
وتحدّى النّاس أن يثبتوا هذه المعارِضات: - 00:04:03ضَ
﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [القرآن 2:23] - 00:04:06ضَ
﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [القرآن 4:82] - 00:04:12ضَ
فأثبِتوا وجود تعارضٍ في القرآن أو ائتوا بسورةٍ من مثله، - 00:04:16ضَ
اختبارٌ يمكن لأحدٍ -أيّ أحدٍ- أن يجرّبه، - 00:04:21ضَ
وغيره الكثير من الاختبارات الّتي وضعها القرآن. - 00:04:24ضَ
أمّا في عالم الخُرافاتِ، فالتّنبّؤات تسقط أولًا بأول، - 00:04:28ضَ
كما رأينا في حلقة (خنفشار داروين) عن تنبّؤِه بكائناتٍ لا حصر لها، - 00:04:32ضَ
وكما رأينا في تنبّؤ أتباعه عن وجود طفراتٍ نافعةٍ، - 00:04:37ضَ
وعن إمكانية صنع الحياة مخبريًا من الجمادات، - 00:04:41ضَ
مما جعل أتباعه يفترون التنبّؤات إلى أطرافِ الكون، بل وخارجِه، كما رأينا، - 00:04:45ضَ
حتّى لا يمكن اختبارها. - 00:04:50ضَ
بقيَ السؤالُ الثّاني... - 00:04:53ضَ
هل هناك معارِضاتٌ إذا اكتشفناها، فسيعترف أتباع النّظريّة بأنّها باطلة؟ - 00:04:54ضَ
لأنَّ المعارِضاتِ لا تُبطل جزئياتٍ من الّنظريّة فحسب، - 00:05:00ضَ
بل تَهْدم أركانها، وتُفْرغها من محتواها. - 00:05:04ضَ
تعالوا نرَ! - 00:05:07ضَ
وتذَكّروا في محطّاتنا إخواني صاحبنا، وإعادةَ تشكيله لنظريته عن تآمر شباب الحيّ. - 00:05:09ضَ
خيالات داروين الّتي تحولت إلى نظريّةٍ: - 00:05:17ضَ
كائنٌ بدائيّ تطوّر عبر تغيّراتٍ عشوائيّةٍ، - 00:05:20ضَ
وانتخابٍ طبيعيٍّ أعمى، - 00:05:24ضَ
بشكلٍ تدريجيٍ، بطيء، - 00:05:26ضَ
مرورًا بكائناتٍ وسيطةٍ لا حصر لها، - 00:05:29ضَ
لينتج عندنا ما نرى من كائناتٍ حيّةٍ. - 00:05:32ضَ
احفظوا هذه الرّكائزَ الخمسة -إخواني- - 00:05:35ضَ
وهي نفسها ركائز الداروينية الحديثة، - 00:05:37ضَ
أو النّظريّة التّركيبيّة الحديثة في شكلها الأوّل. - 00:05:39ضَ
تعالوا نبدأْ بالحصن الخامس، إلى أن نصل إلى عُقر دار النّظريّة: كائناتٌ وسيطةٌ لا حَصر لها. - 00:05:42ضَ
دعونا من القصصِ البائسةِ لتزوير وسوء تفسير الحفريات. - 00:05:50ضَ
أتباع داروين يتّفقون معنا في المحصلة - 00:05:55ضَ
على أنّهم لم يجدوا كائناتٍ انتقاليّةٍ لا حصر لها في طبقات الأرض. - 00:05:58ضَ
حتّى أن التّطوريّ ستيفن جولد "Stephen Gould" من كبار علماء النّظريّة نصّ في كتابه - 00:06:03ضَ
(ذا بانداز ثامب) The Panda's Thumb - 00:06:08ضَ
بعد مرور 120 عامًا من النّظريّة على أنّ تاريخ معظم الحفريّات يتميّز بخاصيّتين، - 00:06:08ضَ
ثانيهما هي الظّهور المفاجئ، - 00:06:16ضَ
بحيث أنَّه في المنطقة الواحدة، فإن النّوع من الكائنات لا يظهر بشكل تدريجيٍّ - 00:06:18ضَ
بالتحول عن كائناتٍ سابقةٍ له، - 00:06:24ضَ
بل يظهر فجأةً، مكتملَ التّكوين. - 00:06:27ضَ
وحاول غولد تقديم حلولٍ كما سنرى. - 00:06:30ضَ
وشهاداتٌ مثلها للتّطوريّ بروفيسور التّاريخ الطّبيعي - 00:06:33ضَ
كيث تومسون "Keith Thompson" وروبرت كارول "Robert Carroll"، وغيرهما... - 00:06:36ضَ
كثيرٌ من الاعترافات التّي لا يذكرها مروّجو الخرافة شَعْبَوِيًّا بين الناس. - 00:06:39ضَ
إذن، سقط الحصن الخامس، حصنُ كائناتٍ وسيطةٍ لا حصر لها. - 00:06:44ضَ
هل اقتنعتم ببطلان النّظريّة إذن؟ - 00:06:49ضَ
قالوا: بل سنجري تعديلًا على النّظريّة - 00:06:53ضَ
لتستوعبَ حقيقةَ سقوطِ نبوءةِ كائنات وسيطة لا حصر لها، - 00:06:56ضَ
هذا التّعديل يقول - 00:07:00ضَ
أنَّ التّطور يحصل بسرعةٍ كبيرةٍ أحيانًا ريثما ينتج أنواعًا جديدةً من الكائنات، - 00:07:02ضَ
ثمّ هذه الأنواع تبقى دون تطوّر لملايين السّنين، - 00:07:08ضَ
ولذلك فالسّجل الأحفوري - 00:07:12ضَ
لم يلحق أن يحتفظ بعيّناتٍ من الكائنات الانتقاليّة التّي نتجت خلال التّطوّر السّريع، - 00:07:14ضَ
وقد سمّينا هذه النّظريّة المعدّلة على مستوى عوائل الكائنات - 00:07:22ضَ
بالتّطوّر الكمّي Quantum Evolution، - 00:07:26ضَ
وعلى مستوى أنواعِ الكائنات لدينا تعديلٌ آخر، - 00:07:29ضَ
سميناه التّوازن المتّقطّع Punctuated Equilibrium، - 00:07:32ضَ
ويُسمّى أيضا التّطوّر المتقطّع Punctuated Evolution، - 00:07:37ضَ
فبالعكس تمامًا، - 00:07:42ضَ
ظهورِ أنواعِ الكائناتِ فجأةً دون كائناتٍ انتقاليّة هو أحدُ أركانِ نظريّتنا المعدّلة! - 00:07:43ضَ
أرأيتَ أنّك لا تفهم نظرّيتنا وتريد أن تناقشها يا جاهل؟! - 00:07:50ضَ
لكن لحظة، تطوّرٌ سريع؟! - 00:07:55ضَ
إذاً أنتم بأنفسكم هدمتم حصنكم الرّابع، حصن البطء، الذّي صدّعتم رؤوسنا به. - 00:07:57ضَ
كلما قلنا لكم: لماذا لم يحصل تطوّرٌ للكائنات في تاريخ البشر المعروف؟ - 00:08:04ضَ
تقولون: التّطوّر بطيء جدًا... يأخذ مئات آلاف، ملايين السنين... - 00:08:09ضَ
ففهِّمُونا، في المحصّلة تطورُكم هذا سريعٌ جدًا أم بطيءٌ جدًا؟ - 00:08:17ضَ
قالوا: أحيانًا يكون سريعًا، ونسمّيه التطور السريع "Tachytelic"، - 00:08:22ضَ
وأحيانًا بطيئًا ونسمّيه التطور البطيء "Bradytelic". - 00:08:26ضَ
نحن لا نسألكم عن الأسماء التي اخترعتموها، - 00:08:29ضَ
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [القرآن 53:23] - 00:08:32ضَ
نحن نسألكم عن الحقائق. هل في عالم التّطوّر أيضًا واسِطات؟ - 00:08:34ضَ
لدينا أحافير لكائناتٍ تُقدّرون أنتم أعمارها بملايين، ومئات ملايين السنين، - 00:08:40ضَ
ومع ذلك، فهي هي، كما هي، إلى يومنا هذا، لماذا لم تتطوّر؟ - 00:08:46ضَ
(صوت عدنان إبراهيم) ثم قال لك: ها هو النّمل، هذا عمره ملايين السّنين - 00:08:51ضَ
بشهادة علماء التّطوّر، ووجدوه في الكهرمان، - 00:08:55ضَ
نمل من ملايين ملايين السنين! - 00:08:58ضَ
لماذا لم يتطوّر؟ ولم يتطوّر؟ - 00:09:00ضَ
ومن قال لك أنّه يجب أن يتطوّر؟ - 00:09:02ضَ
ومن قال لك أنّ هناك وتيرةً واحدةً للكائنات كلها - 00:09:04ضَ
يجب أن تتطوّر جميعها هكذا؟ - 00:09:06ضَ
غير صحيح. - 00:09:08ضَ
التركيبية المعاصرة تقول لك: "التّطوّر لا يحدث بسرعة واحدة" - 00:09:10ضَ
وهم يعون ذلك تمامًا! - 00:09:15ضَ
يبدو أنّك لا تدري... - 00:09:18ضَ
أنا نظريّتي تقول: - 00:09:19ضَ
أنّ نصف شباب الحيّ يكتبون المؤامرة، والنّصف الآخر خرج لتنفيذها. - 00:09:20ضَ
أنا واعٍ لذلك تمامًا. - 00:09:24ضَ
أحد أنواع نبات السّرخس تم اكتشاف أحافير له، - 00:09:27ضَ
وقدّروا عمرها بـ(180) مليون سنة على الأقل. - 00:09:30ضَ
حلَّلوا مادّتها الوراثيّة فوجدوها محفوظةً كما هي لم تتغيّر، - 00:09:35ضَ
كما في ورقةٍ في مجلة سَيَنْسْ "Science" - 00:09:40ضَ
فهل يوجد واسطات في عالمِ التّطوّر؟ - 00:09:42ضَ
هل هناك كائناتٌ تبقى كما هي ولا تتطوّر لمئات ملايينِ السّنين، - 00:09:45ضَ
ومع ذلك تريدون أن تقنعونا بأنّ الظّروف البيئيّة - 00:09:50ضَ
جعلت كائناتٍ أخرى، في نفس منطقتها، تتطوّر بسرعةٍ هائلة، كما يتطوّر بعض صغار الموظّفين؟! - 00:09:54ضَ
ألستم تقولون أن علم الوراثة هو أقوى أدلّة التطوّر؟ - 00:10:01ضَ
علم الوراثة يخبرنا -كما في حلقة (الغشّاش)- - 00:10:04ضَ
أنّ الفروقات بين الكائنات، التي تزعمون أنّ بعضها تحوّل وتطوّر إلى بعض، - 00:10:08ضَ
فروقاتها على مستوى المادة الوراثيّة هي في عشرات، أو مئات ملايين الحروف. - 00:10:13ضَ
حاولتم طويلًا إقناعنا، بأن آلياتٍ عشوائيّةً - 00:10:19ضَ
مثل: الطّفرات، التّهجين الكروموسومي، الفيروسات القهقرية، الجينات القافزة، - 00:10:22ضَ
أنّ هذه يمكنها إحداثُ هذه التّغييرات إذا أعطيناها ملايين ومئات ملايين السنين. - 00:10:28ضَ
كيف تمّ اختزال هذه المُددِ المزعومةِ إلى آلافِ السّنوات فقط؟ - 00:10:35ضَ
المهم أنّ حِصن (بطيء) هذا انهار. - 00:10:39ضَ
تعالوا إلى الحِصن الثالث، حِصنِ (تدريجيّ). - 00:10:42ضَ
علمُ الوراثةِ وعلمُ وظائفِ الأعضاءِ يكذّبان فكرة التدرجيّة، - 00:10:46ضَ
فقد بيّنّا في حلقة (خاطبهم كأطفال) أنه ليحصل تعديلٌ بسيطٌ في نفس الكائن، - 00:10:50ضَ
كاستطالةِ عنقِ الزّرافة المزعومِ، - 00:10:54ضَ
فإنّ هناك تغيّرات كثيرة لا بد وأن تحصل معًا، دفعةً واحدة. - 00:10:57ضَ
فهذه الاستطالة، ستتطلّب تضخّم القلب، وتواجد صمّامات خاصّة في الأوعية الدّمويّة، - 00:11:02ضَ
وتصميمًا خاصًّا للشّبكة الرّائعة "Rete Mirabile"، - 00:11:07ضَ
والجلد الثّخين بأطراف الزّرافة السّفلى، - 00:11:10ضَ
وحصولُ شيءٍ من هذا قبل الآخر يعطي كائنًا غيرَ متناسقٍ، ولا صالحٍ للبقاء. - 00:11:13ضَ
فإذا تضخّم القلب -قلب الزّرافة- قبل هذه الآليات، - 00:11:20ضَ
وقبل استطالة عُنقُِها، فستنفجر عروقها، - 00:11:23ضَ
وإذا استطالت الرّقبة أولًا، فلن يصل الدّم إلى الدّماغ، - 00:11:27ضَ
وكلّ هذا على مستوى الجهاز الدّموي فقط، - 00:11:31ضَ
فما بالك بالتغيّرات الكثيرة في باقي أجهزتها: - 00:11:34ضَ
الهضميّ، والّتنفسيّ، والعصبيّ، والعضليّ والعظميّ، وفقرات رقبتها، وغيرها وغيرها... - 00:11:37ضَ
لا بدّ من حصولِ تغيراتٍ، في هذه كلّها بشكلٍ متزامن، - 00:11:44ضَ
وكذلك كل الأنظمة الحيويّة، قائمةٌ على التّعقيد غير القابل للاختزال. - 00:11:48ضَ
ومن ثمّ فلا مجال للتّراكميّة، لأنّنا لا نتحدّث عن قطع ليجو "Lego" تضاف تباعًا، - 00:11:54ضَ
بل عن كائناتٍ لا بدّ أن يكون كلٌّ منها متناسقًا، متكامل الأعضاء. - 00:12:00ضَ
يعني تصوّر -للتّبسيط الشّديد- أنّ المطلوب تحويل كلمة حيوان إلى إنسان. - 00:12:06ضَ
حتّى تكون التَّغيُّرات تدريجيَّة، - 00:12:13ضَ
فالتَّغيُّر الأوَّل ينتج كلمة "إيوان"، والثَّاني "إنوان"، والثَّالث "إنسان". - 00:12:15ضَ
كلمتا "إيوان" و"إنوان" هاتان بلا معنى في عالم (بالإنجليزية) علم الأحياء، - 00:12:21ضَ
أي كائناتٌ لا وجودَ لها، - 00:12:26ضَ
ليست كائنات تصلح للبقاء ولا للتّكاثر، وبالتالي فلن نصل من خلالهما إلى إنسان. - 00:12:28ضَ
لذلك فلا مجال للتّدرجيّة في التّغيّر التّطوّريّ المزعوم من كائنٍ إلى آخر. - 00:12:35ضَ
فهل اعترف أتباع الخرافة بسقوطها؟ بل قالوا: "سنعدّل نظريّتنا، - 00:12:43ضَ
ونقول أنّه قد يحدث عددٌ كبير من الطّفرات - 00:12:48ضَ
يخرج نوعًا من الكائنات من نوعٍ آخر دفعةً واحدة، ودون حاجةٍ للتّدرُّج، - 00:12:52ضَ
وهذا يفسِّر غيابَ الكائناتِ الانتقاليَّة من السِّجل الأحفوريّ، - 00:12:57ضَ
وسنسمِّي النَّظرية المُعَدَّلة: - 00:13:02ضَ
Macromutation Theory نظريّة الطّفرات الكبرى، - 00:13:04ضَ
أو Saltation نظريّة القفزة، - 00:13:09ضَ
نوعٌ آخر من (بالإنجيلزية) التطوّر، تغيّرات عشوائيّة، وانتخابٌ طبيعيٌ أعمى. - 00:13:12ضَ
إذن، عشرات الملايين من أحرف المادَّة الوراثيَّة اللاّزمة تحديدًا تتغيَّر عشوائيًّا دفعةً واحدة، - 00:13:18ضَ
أي لو مثّلنا المادَّة الوراثيَّة لكائنٍ ما - 00:13:26ضَ
بملفات وورد "Word" مفتوحة على عشراتِ آلاف الأجهزة، أجهزة (بالإنجليزية) الحاسوب، - 00:13:29ضَ
كلّ ملفٍ يمثّل جينًا معيَّنًا كلُّها ستتعاون في بناء جسم كائنٍ واحد، - 00:13:34ضَ
والطَّفرات هي مثل تخبّط أطفالٍ رضَّع يضربون على (بالإنجليزية) لوحات المفاتيح، - 00:13:39ضَ
كما في حلقة (خاطبهم كأطفال)، - 00:13:44ضَ
فالرُّضَّع -حسب هذه النَّظريَّة- قاموا بمجموعة تخبيطات متزامنة - 00:13:46ضَ
أضافت فقراتٍ ذات معنى ومحت سطورًا، وغيَّرت حروفًا، - 00:13:50ضَ
دون أن تحدث أيَّ أخطاء في باقي المادَّة، في باقي فقرات الملفَّات، - 00:13:55ضَ
وكلُّ هذا بمحض العشوائيَّة والصُّدفة! ويسمَّون ذلك علمًا! - 00:14:01ضَ
وبالمناسبة، هذه النَّظريَّة بشرى سارَّة لهواة الصُّعود في الهواء من أتباع الخُرافة. - 00:14:06ضَ
إذا كان لديك معرض سيَّارات وسمعت بإعصار ٍسيضرب المدينة، - 00:14:12ضَ
فدع سيَّاراتك في المصفِّ، - 00:14:16ضَ
فقد تصحو في اليوم التَّالي، وقد رأيت إحداها -على الأقل- قد تحوَّلت إلى طائرةٍ دفعةً واحدة، - 00:14:18ضَ
بمجموعةٍ من التّغيّرات العشوائيَّة المتزامنة، حسب جماعتك، - 00:14:24ضَ
خاصةً وأنّهم ما عادوا يشترطون ملايين السّنين، - 00:14:28ضَ
بل يمكن بدفعةٍ واحدةٍ، حسبَ رأيهم. - 00:14:32ضَ
إذن، انهدمت تمامًا فكرة التّطوّرِ البطيء، - 00:14:37ضَ
فأصبح لا يَحتاجُ ولا حتَّى إلى آلافِ السَّنواتِ، بل دفعةً واحدة، - 00:14:40ضَ
والأهم من ذلك، أنَّه انهدم الحصن الثَّالث، حصن التَّدرجيَّة. - 00:14:45ضَ
طبعًا -إخواني- نحن عندما نقول عن أتباع الخرافة أنّهم عدّلوا من نظريّة إلى نظريّة، - 00:14:50ضَ
وقلنا لهم، وردّوا علينا... فهذا لا يعني أنّهم على قلب رجلٍ واحد، - 00:14:55ضَ
ولا ينفي أنَّهم مختلفون فيما بينهم، فبعضهم بقي متمسكًا بالتَّدرجيَّة، وآخرون ينكرون، - 00:14:59ضَ
وفكرة (بالإنجليزية) القفزة أو الطَّفرات الكبرى هذه سُخِر منها، - 00:15:06ضَ
ورُفضت بشِدَّة لفترةٍ من الزَّمن، ثم عاد عددٌ منهم يؤيِّدها، - 00:15:10ضَ
بل ويُحَمّق بعضهم بعضًا، ويَسخر بعضهم من بعض، - 00:15:14ضَ
وكلّهم معهم حقٌ في هذا التّحميق، والسّخرية بصراحة. - 00:15:19ضَ
ويصفُ أتباع التّدرّج البطيء التطوّر السّريع بأنّه تطوّر الرُّعونة والطّيش - 00:15:23ضَ
(بالإنجليزية) تطوُّر الحمقى، - 00:15:28ضَ
فيردُّ عليهم أتباع السّريع بأن تطورّهم - 00:15:29ضَ
هو التّطوّر الزّحفي البطيء، - 00:15:32ضَ
ويكفيك لترى حالتهم المزرِيَة، أن تطّلعَ على قسم النقد "Criticism" ونقولاته - 00:15:34ضَ
من هذه الصّفحة في شرح التّطوّر المتقطّع، على ويكيبيديا "Wikipedia"، - 00:15:40ضَ
بل والأخطرُ منه كلمات المشاركين في مؤتمر (اتّجاهات جديدة في البيولوجيا التّطوريّة) - 00:15:44ضَ
عام 2016، - 00:15:51ضَ
والذين اشتكوا من العداء العقديِّ الذّي يواجهونه - 00:15:52ضَ
من "أتباع المعبد النّظري التَّقليديِّ للنَّظريَّة" على حدّ تعبيرهم. - 00:15:56ضَ
بل ويَنشقّ بعضهم عن بعض ويُنشئ ديانته التّطوريّة الخاصّة، - 00:16:02ضَ
ومن أحدثها، الطَّريق الثَّالث للتَّطوُّر والتي فيها مجموعةٌ من عتاولة التَّطوُّر. - 00:16:07ضَ
نعم، يفعلون ذلك كلَّه، لكنَّهم جميعًا متَّفقون على أَنَّ الخُرافة بأحد أشكالها يجب أن تستمرّ، - 00:16:13ضَ
وكذلك كان جاهليُّو الأصنام مختلفين فيما بينهم، - 00:16:23ضَ
بل وبعضهم يصنع صنمه الخاصَّ به ليعبده و ينسب الفضل إليه، - 00:16:26ضَ
ومنهم من يعبد هُبَل، أو العُزّى، أو لات أومناة، أو ذو الشّرى، أو إسافًا، أو نائلة، - 00:16:32ضَ
وقد يقتتلون في نصرة آلهتهم، - 00:16:39ضَ
لكنهم جميعًا متفقون على خُرافة الشِّرك، - 00:16:41ضَ
وكذلك أتباع الخرافة، يصمِّم كثيرٌ منهم تعديله الخاصَّ -أي صنمه الخاص- من خرافة التَّطوُّر، - 00:16:45ضَ
وينسب إليه الخوارق، والفضل في وجوده، ووجود الأحياء كلِّها، - 00:16:53ضَ
فلديهم أشكالٌ من التَّطوُّر: - 00:16:57ضَ
(بالإنجليزية) تطوُّر تقاربيٌّ، تطوُّر تباعديٌّ، تطوُّر متواز، تطوُّر تدريجيٌّ، - 00:16:59ضَ
تطوُّر كميٌّ، تطوُّر متقطِّع، تطوُّر الطفَّرات الكبيرة، تطوُّر قافز - 00:17:05ضَ
تطوُّر ممتدٌّ، تطوُّر مشتَرك - 00:17:11ضَ
وستبقى الأصنم تُصنع... المهم أن تبقى كلمة تطوُّر "Evolution"، - 00:17:14ضَ
لتنفي الخلق عن قصدٍ وحكمةٍ وإرادة. - 00:17:20ضَ
ونقول هنا في عجالةٍ للّذين يريدون التّوفيقَ بين نصوصِ الوحي والتّطوّر: - 00:17:23ضَ
مع أيٍّ من هذه الأنواع تريدون توفيقها؟ - 00:17:29ضَ
خاصّةً وأنّ كثيرًا منها متضاربٌ متعارضٌ. - 00:17:32ضَ
ونقولُ أيضا للذّين يقولون: - 00:17:35ضَ
"أيّ إسلامٍ تريدوننا أن نتبع؟ - 00:17:37ضَ
الحلّ في ترك الدّين جملةً وتفصيلاً واللّجوء إلى العلم!" - 00:17:39ضَ
وكأنّ العلم المزعوم شيء ٌواحدٌ مجمعٌ عليه. - 00:17:45ضَ
بعيدًا عن كونه علمًا زائفًا، وعن حقيقة أنّ الإسلام والعلم الحقيقيِّ لا يتعارضان، - 00:17:48ضَ
أيًا من علمكم هذا، تريدوننا أن نتَّبع؟ - 00:17:54ضَ
(بالإنجليزية) التَّطوُّر التَّدريجيُّ، أم تطوُّر التوازن النقطيِّ، - 00:17:57ضَ
أم التطور الممتد، أم أيَّه بالضبط؟ - 00:17:59ضَ
تعالوا نعود إلى حصون نظريِّة التَّطوُّر، - 00:18:03ضَ
ماذا بقي منها؟ انهارت ثلاثة حصون، وبقي اثنان، - 00:18:06ضَ
وها نحن نقترب، من عُقر دار النَّظريِّة. - 00:18:11ضَ
وحتَّى لا نطيل عليكم -إخواني- سنؤجِّل التَّعامل مع هذين الحصنين إلى الحلقة القادمة، - 00:18:14ضَ
وهي الحلقة الأهمُّ، والأخطر، والمليئة بالمفاجآت. - 00:18:20ضَ
ختامًا، نعود إلى السُّؤال الذّي بدأنا به حلقتنا: - 00:18:25ضَ
على طريقتكم هذه يا أتباع الخرافة، - 00:18:30ضَ
هل هناك أية ظاهرةٍ أو حقيقةٍ يمكن أن تعترفوا معها في يوم من الأيام ببطلان نظريّتكم؟ - 00:18:32ضَ
إذَن ناقشنا اليوم -إخواني- الأسلوب الحادي عشر - 00:18:41ضَ
من أساليب التَّضليل الَّتي يستخدمها أتباع الخرافات، - 00:18:44ضَ
وهي صياغة نظرياتٍ، مهما انهارت أركانها، فهي قابلةٌ لإعادة التَّشكيل، - 00:18:48ضَ
مثل أصنامِ العجوة الّتي كان يصنعها أهل الجاهليَّة. - 00:18:54ضَ
والسّلام عليكم ورحمة الله. - 00:18:58ضَ