لا بدَّ لـ(طرزان) من أن يبقى معلقًا في الهواء - 00:00:00
لكنَّ الحبال التي يتعلَّق بها تتقطَّع تباعًا - 00:00:03
لذلك علينا أن نمُدَّ له المزيد من الحبال على مدار السّاعة ليبقى مُعلَّقًا في الهواء - 00:00:06
وهكذا هي خُرافة (التَّطوُّر الصُّدَفيِّ): - 00:00:12
حبالٌ قُطِّعت، وأدلَّةٌ أُبطِلت، وتزويراتٌ كُشِفت، - 00:00:16
لكن بعدما أبقت الخرافةَ مُعَلَّقة - 00:00:20
وما زال أتباعها يَمُدُّون لها الحبال؛ لئلَّا تسقُط - 00:00:23
من يَدعَمُ نظريَّة التطوُّر لئلَّا تسقُط؟ وما مصلحته؟ - 00:00:27
ما قصة قولهم: حتى لو ظهر أنَّ هذا الدَّليل من أدلَّة النَّظريَّة غير صحيحٍ؛ فلا يضرّ؟ - 00:00:32
فالأدلَّة عليها كثيرةٌ جدًّا، - 00:00:38
ما المشكلة ما دام العِلْم يَكشف بُطلان الأدلَّة المُزوَّرة - 00:00:41
ألا يدلُّ هذا على نزاهة العِلْم الغربيِّ الذي ننتقده؟ - 00:00:45
هذا ما سنتعرَّف عليه في هذه الحلقة، - 00:00:49
فتابعونا... - 00:00:52
وُلِدت نظريَّة التطوُّر قبل (160) عامًا. - 00:01:04
لو نَظَرت إلى أدلَّتها المزعومة، وآليَّاتها المُفترَضة في ذلك الزمان - 00:01:08
لعَلِمت أنَّ أتباعها الآن مُقرُّون بعدم صحَّة كثيرٍ منها، - 00:01:12
ومع ذلك فهم يؤكِّدون صحَّة النَّظريَّة. - 00:01:17
لماذا؟ - 00:01:20
لأنَّ هناك الكثير من الأدلَّة التي ظهرَت فيما بعد -حسب زعمهم-. - 00:01:20
فالنظريَّة خرجتْ من عُنق الزُّجاجة في لحظةٍ من اللحظات - 00:01:25
وأصبحت (بالانجليزية) لا نزاع فيها: غير قابلةٍ للمساءلة والشكِّ - 00:01:29
فأعطى أتباعُها بعد ذلك الحقَّ لأنفسهم أن يَلبَسوا نظَّاراتٍ (داروينيَّة) - 00:01:34
ينظرون بها إلى كلِّ شيءٍ في الدُّنيا. - 00:01:39
فإذا تبيَّن بُطلان دليلٍ ممَّا تمسَّكوا به لسنوات، - 00:01:42
فإنَّهم يردِّدون عبارتهم المعروفة: - 00:01:46
حتى ولَوْ، لا يضرُّ، فالأدلّة على نظريَّة التطوُّر كثيرةٌ جدًّا - 00:01:48
تعالوا نستعرض شريط الزمن، - 00:01:54
سيكون هناك تكرارٌ في بعض العناوين -إخواني- - 00:01:56
لكن، سنأتي تحت هذه العناوين بمعلوماتٍ جديدةٍ تخدُم موضوع حلقتنا. - 00:01:58
في حياة (داروين)، مُدَّت لخرافته مجموعة حِبَال - 00:02:05
قالوا: وجدنا أحفورةً لسمكة السيلكانث (Coelacanth) - 00:04:59
واضح أنها كائنٌ تطوَّر قبل (400) مليون سنة - 00:05:02
وانقرضت قبل (66) مليون سنة - 00:05:06
فهي الحلقة الانتقاليَّة بين الأسماك والبرمائيَّات - 00:05:10
وواضحٌ أنَّها كانت تعيش قُرب سطح البحر - 00:05:13
وكان لها رئتان. - 00:05:16
أترى؟ ها هما تانِ الرئتان - 00:05:17
أتعرف لماذا لها رئتان؟ - 00:05:19
حتى يؤهِّلاها للتحوُّل إلى البرمائيَّات التي ستكوّن جنس كائنات اليابسة كلها بعد ذلك - 00:05:21
وزعانفها الممتلئة هي بدايات أقدام - 00:05:29
ثمَّ إذا بـ (السيلكانث) تُكتَشف حيَّةً عام (1938)، وبكثرة! - 00:05:33
فليست منقرضة من ملايين السنين، ولا شيء. - 00:05:38
وفي أعماق المحيطات؛ ليس قرب سطح البحر! - 00:05:41
ولديها كيسان هوائيَّان لا رئتان! - 00:05:45
وفُنَّدت كلُّ مزاعمهم، - 00:05:48
وظهر بُطْلان هذه الحلقة الانتقاليَّة المزعومة تمامًا - 00:05:51
حتَّى نشرت (نيتشر) هذا المقال والذي جاء فيه: - 00:05:55
نصف قرنٍ من الأبحاث يبيِّن أنَّها -أي "السيلكانث"- - 00:05:58
ليست الحلقة المفقودة المأمولة، بين الأسماك وفقاريَّات اليابسة - 00:06:02
انقطع إذن حبل الكائن الانتقاليِّ بين الأسماك والبرمائيَّات - 00:06:08
كما انقطع حبل الانتقاليِّ بين الزواحف والطيور - 00:06:12
هل اعترفوا بسقوط (طرزان)؟ - 00:06:16
لا! - 00:06:18
بل قالوا: "السيلكانث" حيَّة؟! - 00:06:19
إذن، فهذا دليلٌ على أنَّها توقَّفت عن التطوُّر منذ ملايين السنين، - 00:06:21
نسيها الزمن، وبهذا فـ (السيلكانث) أحفورةٌ حيَّة - 00:06:25
أي دليلٌ حيٌّ بين أظهُرنا على التطوُّر وعلى صحَّة نظريَّتنا. - 00:06:29
"سمكة (السيلكانث) هذه - 00:06:34
هذه السمكة أحفورة حيَّة توصف هكذا: بأنَّها أحفورةٌ حيَّةٌ، مستحاثَّةٌ حيَّة، - 00:06:36
تعيش من مئات ملايين السنين كما هي، - 00:06:42
هذه السمكة كانت فتحًا كبيرًا في عالم العِلْم، وفي عالم نظريَّة التطوُّر - 00:06:45
فإذا كانت (السيلكانث) منقرضةً فهي دليلٌ على التطوُّر - 00:06:52
وإذا لم تكن منقرضة، فهي أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:06:55
وإذا كانت تعيش قرب سطح البحر، فهذا دليلٌ على التطوُّر! - 00:06:59
وإذا ظهر العكس؛ بأنَّها في الأعماق فهذا أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:07:03
وإذا كان لديها رئتان، فهذا يدلُّ على التطوُّر! - 00:07:07
وإذا لم تكونا رئتين، فهو أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:07:11
نعم، من حقّنا أن نفسِّر الأمور بهذا الشكل؛ فالأدلَّة على التطوُّر، كثيرة جدًّا! - 00:07:15
قبل الإقرار بأن (السيلكانث) ليست انتقالية، كان حبلٌ آخر قد مُدَّ لـ (طرزان) - 00:07:26
رسومات هيكل "Haeckel" للأجنَّة، - 00:07:32
والتي تُظهِر وجود تشابهٍ كبيرٍ بين أجنَّة الكائنات المختلفة، - 00:07:34
ففرح بها (داروين) كثيرًا - 00:07:38
مُدَّ هذا الحبل لـ (طرزان) التطور عام 1868 - 00:07:40
أجنّة الكائنات متشابهة في المراحل المبكرة، وهذا يعني أنَّها من أصلٍ مشتَرك! - 00:07:46
منطق أعوج، حتَّى لو صحَّت دعوى التَّشابه، ومع ذلك لم تصحَّ الدعوى؛ - 00:07:52
فمع كثرة الاتهامات من علماء الأجنَّة (لهيكل) بتزوير رسوماته، - 00:07:59
اضطُرَّ عام 1909 للاعتراف في مقالٍ نشرته مجلَّة: - 00:08:03
مونشن ألجتمايني تزايتونغ "München Allgemeine Zeitung" - 00:08:07
بأنَّ نسبة (6-8%) من الرسومات مزوَّرة! - 00:08:10
وحاول (هيكل) تبرير هذا التَّزوير! - 00:08:14
أرتنا المَجَاهِرُ يا (هيكل) شيئًا مختلفًا عن (6-8%) - 00:08:17
كما تلاحظون... - 00:08:22
بالمناسبة، ما أدراني أنَّ (هيكل) اعترف بالفعل؟ - 00:08:24
هل أقلّد في ذلك أحدًا، كما يحلو لمن أفلسوا تماما من الحجج وفشلوا في الرد على ما نطرحه - 00:08:27
فأصبحوا يردِّدون: أنت تكرِّر كلام (الخلقيِّين النَّصارى) - 00:08:34
لا يا أعزَّائي... - 00:08:38
ابحثوا لكم عن لغوٍ آخر تغالبون به طرْحنا؛ - 00:08:39
فإنِّي -والحمد لله- أحرِص على التوثُّق لأبعد حدّ، ولا أقلِّد كببَّغاوات الخرافة. - 00:08:42
حتَّى إنِّي طلبت من إخوةٍ في ألمانيا أن يأتوا بمقال (هيكل) الأصليِّ بالألمانيَّة، - 00:08:48
ففعلوا مشكورين، وذهبوا إلى مكتبة "ميونيخ" - 00:08:53
ثمَّ حصّلوا الرابط الإلكترونيِّ للمقال وترجموه لي، - 00:08:56
وسنضع لكم الرّوابط في التَّعليقات للتأكُّد - 00:09:01
نَعود؛ اعترف (هيكل) اعترافًا مراوغًا، - 00:09:04
- المهمُّ اعترف! - 00:09:07
لماذا أنت مستاء؟ ها هو ذا العِلْم يُصحِّح نفسه، وينفي خَبَثه، ويكشف الحقائق، فأين المشكلة؟ - 00:09:08
لا أبدًا، لا مشكلة - 00:09:15
إلَّا أنَّ الكتب "العِلميَّة" في المدارس والجامعات - 00:09:17
بقيَتْ تستدلُّ برسومات (هيكل) المزوَّرة هذه (100) عامٍ. - 00:09:20
(100) عام! - 00:09:25
(100) عامٍ بعد الاعتراف المراوغ، والأبحاث تنشر ما يكذب رسومات (هيكل) تماما. - 00:09:26
كما في هذه الورقة العلمية والمعنونة بعنوان: "ليس هناك مراحلُ جنينيَّةٌ محفوظة". - 00:09:32
أي متشابهة "تطوُّريًّا" بشكلٍ كبيرٍ بين الفقاريَّات. - 00:09:40
والتي استعرضَت الكثير من الأبحاث المبذولة في المجال بالتَّفصيل - 00:09:44
ووصلَت إلى الاستنتاج التالي: - 00:09:49
"بحثُنا يطعن بشكلٍ جادٍّ في مصداقيَّة رسومات هيكل". - 00:09:51
والكتب العِلميَّة في سباتٍ عميقٍ، وتبقى تنشر الرُّسومات المزوَّرة بعدها - 00:09:56
وهذه قائمةٌ بـ (13) كتابًا مختلفًا منها، ظلت تنشرُها إلى عهدٍ قريب. - 00:10:01
في السنوات الأخيرة فقط، بدأت هذه الرسوم تختفي من الكتب؛ - 00:10:08
ليضعوا مكانها حبلًا جديدًا لـ(طرازان) يسدّون به فراغ الأدلَّة الجنينيَّة على التطوُّر؛ - 00:10:12
فقالوا: هناك تشابهٌ بين أقواسٍ موجودة في جنين السمك وجنين الإنسان؛ - 00:10:20
ممَّا يدلُّ على أصلهما المشتَرَك - 00:10:25
فقط للعلم -إخواني، هذه الأقواس هي التي تتحوَّل في السمك بعد ذلك إلى الخياشيم، - 00:10:28
التي تَلزَمها للتنفُّس تحت الماء، - 00:10:33
بينما تتحوُّل في الإنسان إلى تراكيبَ في الأذن، - 00:10:35
تَلزَم للسمع، وإلى الغدَّة جارة الدَّرقيَّة التي تنظِّم (كالسيوم) الدَّم - 00:10:39
تراكيبُ لا علاقة لبعضها ببعض لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، - 00:10:44
في الوظيفة بين السمك والإنسان. - 00:10:49
ومع ذلك، فتشابهها الخارجيُّ دليلٌ -عندهم- على الأصل المشترَك - 00:10:51
نعم، فلا بدَّ من سدِّ فراغ الأدلَّة الجنينيَّة على التطور ولا أن يُترك فارغًا. - 00:10:57
والله أعلم كم سينامون على هذه النُّكتة، قبل أن يزيلوها هي الأخرى من الكتب. - 00:11:02
-لم أنت مستاء؟ أين المشكلة؟ -أبدًا، لا مشكلة... - 00:11:08
إلا أنَّك عندما تواجه أتباع الخرافة بهذه الحقيقة عن رسومات (هِيكل) - 00:11:11
فإنهم يردُّون بمثل ما ردت به المديرة التنفيذية للمعهد القوميِّ لتعليم العلوم في حينه: - 00:11:15
الدكتورة يوجيني سكوت "Eugenie Scot" حيث قالت: - 00:11:21
من الواضح أن هيكل قد يكون زور الرسومات بعض الشيء - 00:11:25
لتبدو أقرب إلى فكرته - 00:11:29
الآن، هل يصرفنا هذا عما نعرفه - 00:11:33
من علاق علم الأجنة بالتطور؟ ولا بأدنى حد - 00:11:35
إذن تقول: هل يصرفنا هذا عمَّا نعرفه من علاقة عِلْم الأجنَّة بالتطوُّر؟ - 00:11:40
-ولا بأدنى حدٍّ. - 00:11:46
-لماذا؟ - 00:11:48
لأن المفاهيم الأساسية لرسومات هيكل - 00:11:49
مدعومة بالأبحاث المعاصرة وما قبلها - 00:11:51
إذن تقول لك: لأنَّ المفاهيم الأساسيَّة لرسومات (هيكل) مدعومة بالأبحاث المعاصرة وما قبلها. - 00:11:56
أي أنه حتَّى لو لم يصحّ هذا الدليل، فالأدلَّة على التطوُّر كثيرةٌ جدًّا. - 00:12:03
التطوُّر حقيقة؛ - 00:12:08
غير قابل للشك؛ - 00:12:09
الأدلَّة كثيرةٌ، واضح - 00:12:11
ولذلك تتمسَّكون بما أبطَلَه العِلْم لنُصرة خرافتكم هذه المدَّة كلَّها - 00:12:13
مات (داروين) وهو مطمئنٌّ إلى أنَّ لـ (طرزانه) حبالًا - 00:12:18
ثم جاء بعده عالم التشريح الألمانيُّ أيضًا: - 00:12:22
روبرت وايدرزهايم "Robert Wiedersheim" ليمدَّ حبلًا آخر - 00:12:25
فنشر عام (1893) قائمةً بـ (86) عضوًا ضامرًا لا فائدة منها في رأيه. - 00:12:29
وطبعًا، تهاوت هذه القائمة تِباعًا كما بينَّا سابقًا - 00:12:37
-طيِّب، لماذا أنت مستاء؟ وأين المشكلة؟ العِلْم أبطل قائمة (وايدرزهايم) - 00:12:41
-أبدًا، لا مشكلة... - 00:12:45
إلَّا أنَّه في هذه السَّنوات الطَّويلة - 00:12:46
قبل إبطال قائمة (وايدرزهايم)، ورسومات (هيكل)، وانتقاليّة (الأركيوبتريكس) - 00:12:48
وكلُّها في ألمانيا كما تلاحظون - 00:12:54
كان هؤلاء "العلماء" يدورون بأدلَّتهم هذه في (ألمانيا) - 00:12:56
يروِّجون بها خرافة (داروين)؛ حتَّى ابتلعها كثيرٌ من الألمان - 00:13:00
ممَّا هيَّأ الأرضيَّة لـ (هتلر) أن يبُثَّ من خلال كتابه: - 00:13:04
ماين كامف "Mein Kampf"(كفاحي) - 00:13:08
فكرة: (تفوُّق العرق الآريِّ). - 00:13:09
فخاض حروبًا راح ضحيَّتها الملايين - 00:13:12
وأطلق حمَلات اليوجينيكس "Eugenics": (تحسين التَّكوين الجينيِّ)، - 00:13:15
التي قَتل فيها كثيرين؛ - 00:13:19
مأساةٌ تلخِّصها عَيْنَا هذا الضحية المسكين الأقلَّ تطوُّرًا في نظر مخابيل التَّطوُّر - 00:13:22
وقد بيَّن بروفيسور التَّاريخ في جامعة ولاية كاليفورنيا "California state university" - 00:13:29
ريتشارد ويكارت "Richard Weikart" بالأدلَّة في كتابه: (دين هتلر) - 00:13:32
تشجيع النازيَّة ودعْمها خرافة التَّطوُّر في المدارس والجامعات - 00:13:36
نعم،... - 00:13:41
يَقطع العِلْم حبال (طرزان) المُصطنَعَ منها كأجنَّة (هيكل)، - 00:13:41
أو المبنيَّ على جهلٍ كقائمة (وايدرزهايم) - 00:13:45
لكن، بعد كم مِن تسخير هذه الحبال لخدمة الخرافة ودمار الإنسانيَّة؟! - 00:13:48
جمجمة إنسان بلداون "Piltdown Man" - 00:13:55
حبلٌ مُدَّ إلى (طرزان) الخرافة عام (1912)، - 00:13:57
وانقطع عام (1953) - 00:14:01
بعدما تبيَّن للمجتمع العلمي أنّها مُزوَّرة - 00:14:05
طيِّب، في هذه الأعوام الـ (41) قبل كشف تزويرها - 00:14:09
كم بحثًا ومذكِّرةً نُشرت عن جمجمة (بلداون) هذه حسب موقع نيتشر "Nature"؟ - 00:14:13
أكثر من (500) بحثٍ ومذكِّرة - 00:14:19
اادخل على هذا الرابط، وتأمَّل عناوين الأبحاث: - 00:14:24
"تحليل فكِّ جمجمة بلداون"، - 00:14:27
"تحليل الضرس الأوَّل والثاني السفليَّين لجمجمة بلداون"، - 00:14:29
والواحد فيهم يكتب البحث ويحيل عليه (105) من الأبحاث الأخرى، - 00:14:33
لعبةٌ يا جماعة... لعبة أطفال بمعنى الكلمة! - 00:14:38
أكثر من (500) بحثٍ ومذكِّرةٍ على جمجمةٍ مزوَّرة. - 00:14:42
ولا بدَّ من أن نبقى نذكِّر -إخواني- - 00:14:48
بأنَّ فكرة الحفريَّات الانتقاليَّة -من أساسها- فكرةٌ هزلية للغاية - 00:14:50
كما بينَّا بالتَّفصيل في حلقَتَي: (خاطبهم كأطفال)، و(من سرق المليون) - 00:14:55
حين بينَّا أنَّه: - 00:15:01
مع التَّساهل الشَّديد فإنَّ الخرافة تتطلَّب توفُّر عددٍ لا حصر له من الكائنات الانتقاليَّة - 00:15:02
فوق الأرض وتحت الأرض. - 00:15:09
فكيف عندما تعلم أن فكرة الكائنات الانتقاليَّة: - 00:15:11
تتعامل مع الكائنات بطريقةٍ فوتوشوبيَّةٍ (منسوبة إلى photoshop) معجونيَّةٍ مضحكة، - 00:15:15
تتجاهل التَّشفير الوراثيَّ والفروقات في الأجهزة الداخليَّة وتراكيب الخلايا - 00:15:19
والأهمُّ من ذلك أنَّها تتجاهل إنكارهم القصديَّةَ في الانتقال من كائنٍ إلى كائن. - 00:15:24
أي أنه ليس هناك من يقصد تحويل كائنٍ لآخر؛ كما تُوهِم خطوطهم التدرُّجيَّة - 00:15:30
بل يسير الكائن "خبط عشواء" في كلِّ اتجاه، - 00:15:36
فلك أن تتصوَّر بعد ذلك كم هو هزلي أن يمسكوا جمجمة كـ (بلداون)، - 00:15:39
أو حفريَّات كـ (الأركيوبتريكس) فيَفْلُوها تَفْلِيَة وكأنَّها تدلُّ على صحَّة خرافتهم - 00:15:44
أثناء حبل (بلداون)، كان حبل شبه إنسان (نبراسكا) قد مُدّ للخرافة عام (1922) - 00:15:55
بناءً على ضرس، إلى أن تبيَّن أنَّه ضرس خنزير عام (1927)، فانقطع الحبل - 00:16:02
لكن بعد ماذا؟ - 00:16:08
بعدما ساعد هذا الضِّرس - 00:16:10
على بدء تدريس خرافة (داروين) في مدارس العديد من الولايات الأمريكيَّة. - 00:16:12
هل عندما كُشِفت مهزلة أنّه سنُّ خنزير سُحِبت الخرافة من الكتب؟ - 00:16:17
لا طبعًا... - 00:16:21
- لماذا؟ - 00:16:22
لأنَّه حتَّى وإن سقط هذا الدَّليل، فهناك أدلَّة كثيرة جدًّا، - 00:16:23
تعالوا نر أحدها... - 00:16:28
بعد انقطاع حبلَيْ (بلداون) و (نبراسكا) وجدوا فكًّا، - 00:16:30
فافترضوا أنَّه لحلقة انتقاليَّة بين الإنسان وأسلافٍ حيوانيَّة، - 00:16:34
وسمَّوه رامابيثيكس "Ramapithecus"، - 00:16:38
ورسموا على أساس هذا الفكِّ صورةً كاملة، - 00:16:40
وبقي (طرزان) متعلِّقًا بهذا الحبل حتَّى بدايات الثَّمانينات، - 00:16:43
بعدما كثُرت الأبحاث النَّافية لعلاقة هذا الكائن بالإنسان، - 00:16:48
فما عادوا يذكرونه... - 00:16:52
لكن عام (1974) أي قبل انقطاع حبل (الرامابيثيكس)، - 00:16:54
كانوا قد مَدُّوا حبل حفريَّة لوسي "Lucy"، - 00:16:59
والتي ادَّعوا أنَّها لشبه إنسان، وأعطوها اسمًا عِلْميًّا رنَّانًا - 00:17:02
أوسترالوبيثيكاس أفارانسيس "Australopithecus afarensis" - 00:17:07
أوسترالوبيثيكاس أفارانسيس - 00:17:10
وبعد أكثر من (30) عامًا - 00:17:12
بدأ هذا الحبل يتقطَّع بمثل هذا البحث الذي قام به دكاترةٌ من أتباع الخرافة - 00:17:14
والذين قالوا إنَّ بحثهم يثير شكوكًا حول دور (لوسي) سلفًا للإنسان - 00:17:20
وهذا المقال المميَّز لإخواننا في (الباحثون المسلمون) بعنوان: - 00:17:25
(جوجل وحفريَّة لوسي) - 00:17:29
يبيِّن لك بالتَّفصيل مدى التزوير والمخادعة في الاستدلال بهذه الحفريَّة - 00:17:31
بعد مدِّ حبل (لوسي) بعام، أي عام (1975) - 00:17:37
بدأ البروفسور في علم أصل الإنسان الألمانيّ راينر فون زايتن "Reiner von Zieten" - 00:17:42
يمدُّ حبالًا لـ (طرزان) عبر (30) عامًا - 00:17:46
وذلك بكثيرٍ من الجماجم التي ادَّعى أنها تعود إلى مراحل انتقاليَّة بين الإنسان وأسلافٍ حيوانية. - 00:17:50
وامتلأت الكتب بنتاجه قبل أن يُكْشَف؛ - 00:17:58
إذ أصدرت لجنة من جامعة (فرانكفورت) قرارًا يُدينه بالتَّزوير في هذه الأدلة المزعومة - 00:18:01
عبر (30) عامًا، - 00:18:07
وانتشر خبر (راينر) في المواقع العالميَّة، - 00:18:10
ولم يكن (راينر) قد نسي أن يستفيد لنفسه من خدمة الخرافة؛ - 00:18:12
إذ اتَّفق مع من يشتري منه جماجم شمبانزياتِ "أدلَّةِ التَّطوُّر المزعوم"، - 00:18:17
وكأنَّه يقول للناس: تعالوا اشتروا جماجم آبائكم الأوَّلين! - 00:18:22
تمامًا كما كان رجال الكنيسة يستفيدون من إيمان الناس بخرافة، (صكوك الغفران). - 00:18:27
أثناء تدلِّي حبال (راينر) - 00:18:33
مُدَّ حبل طائر الآركيورابتور "Archaeoraptor" لـ (طرزان) عام (1999)، - 00:18:35
ووضعته ناشيونال جيوغرافيك "National Geographic" صورةَ غلاف - 00:18:39
وبيعت الحفريَّة بـ (80) ألف دولار - 00:18:42
ثمَّ انقطع الحبل عام (2001)، ونشرت نيتشر "Nature" أنَّها حفريَّة مزيَّفة! - 00:18:45
بعد انقطاع حبال (رينر) و(لوسي)، تعلَّق (طرزان) بحبل إيدا "Ida"، - 00:18:51
التي اشتراها الدكتور النرويجيُّ جورن هوروم "Jorn Hurum" بمليون دولار، - 00:18:56
وروَّج إعلاميًّا أنَّها من أسلاف الإنسان الأولى، - 00:19:00
عاشت قبل (47) مليون سنة، - 00:19:04
وأُعطِيت اسمًا عِلميًّا رنَّانًا: داروينيوس ماسيلاي "Darwinius masillae" - 00:19:06
تخليدًا لذكرى (داروين)، - 00:19:10
حتى قالت عنها وسائل إعلامٍ: إنَّها عجيبة الدنيا الثامنة - 00:19:12
وتحمَّست جوجل "Google" وغيَّرت اللوجو الخاصَّ بها لـ (إيدا) - 00:19:16
وأصدرت الـبي بي سي "BBC" البريطانيَّة و هيستوري تشانل"History Chennel" الأمريكيَّة - 00:19:20
أفلامًا وثائقيَّةً عنها بعنوان: الحلقة "The link". - 00:19:23
ثمَّ إذا بمجلَّة (نيتشر) تنشر مقالًا ينفي صلة هذه الحفريَّة بالإنسان، - 00:19:28
وتقول أنَّها أقرب لأن تكون سلفًا لحيوان (اللَّيمور) - 00:19:33
أي أنه -يا إخواننا- - 00:19:38
العَظْمة التي قد يأتي لك بها طفلك فتقول له: اذهب يا بُنيّ، ارمها واغسل يديك جيّدًا. - 00:19:39
هي نفسها التي يعمل عليها أتباع (طرزان)؛ طنّةً ورنَّةً واكتشافات ووثائقيَّات. - 00:19:45
ثمَّ ما لبثت المواقع الإخباريَّة - 00:19:52
أن اتهمت الدكتور (هوروم) بأنَّه تعمَّد بَهْرَجَة حفريَّته ليَستردَّ المال الذي دفعه عليها - 00:19:54
شبه إنسان أورس "Orce man" - 00:20:01
حبلٌ مُدَّ لـ(طرزان) عام (1984)؛ بناءً على جزءٍ من جمجمة - 00:20:03
وانقطع الحبل عام (1997) بعدما تبيَّن أنَّها جمجمةُ حمارٍ صغير! - 00:20:09
موقع توك أوريجينز "Talk Origins" وتعليقًا على كوميديا (إنسان أورس) قال: - 00:20:16
مهما يكن وضع الأحافير؛ فإنَّه لا يؤثِّر على صحَّة باقي أدلَّة تطوُّر الإنسان - 00:20:20
أي أن الأدلَّة كثيرة جدًّا... كالعادة! - 00:20:26
قبل انقطاع حبل (شبه إنسان أورس) - 00:20:29
كان حبل العظام الخلفيَّة للحوت قد مُدَّ لـ(طرزان) عام (1989)، - 00:20:32
إلى أن انقطع عام (2014) - 00:20:38
وقد بينَّا تفاصيل هذه الفضيحة في حلقة: (صحَّ النُّوم) - 00:20:40
لا تقلقوا، حبلٌ آخرُ مُدَّ في العام نفسه - 00:20:44
الدُّكتور كارل جيبرسون "Karl Giberson" - 00:20:48
نائب رئيس بيولوجوس فاوندايشن "Biologos Foundation" سابقًا - 00:20:49
يعرض في محاضرةٍ له صورة طفلٍ بِذَيْل: - 00:20:52
(إنجليزية): لكنَّ بعض الأطفال يملكون ذلك - 00:20:56
يصل بعض الأطفال إلى عالم الأمومة وهم يملكون ذيولًا - 00:20:59
لدينا جينات لبناء الذيول - 00:21:02
إذن (جيبرسون) يعتبر هذه الصورة دليلًا على تطوُّر الإنسان من أصولٍ حيوانيَّةٍ، - 00:21:04
ويقول أنَّنا معاشر البشر لدينا جيناتٌ للذَّيل، لكنَّها لا تعمل إلا في البعض. - 00:21:09
لكن، وُوجه (جيبرسون) بأنَّ هذه صورة مزوَّرة! - 00:21:15
فوتوشوب "Photoshop" - 00:21:19
أصلها من موقعٍ فكاهيٍّ اسمه: كراكد دوت كوم "cracked.com" - 00:21:20
وبأنَّ ما يعتبره جينًا للذَّيل لا يعمل إلا في البعض، - 00:21:25
مخلَّفات أصولٍ حيوانيَّة... - 00:21:29
هو في حقيقته جينٌ منظِّمٌ لنموِّ الخلايا، يحتاجه كلُّ إنسان. - 00:21:31
أليس عيبا يا (جيبريسون)؟! - 00:21:37
أقصد... - 00:21:38
صور فوتوشوب، - 00:21:39
وكذب في الحقائق، - 00:21:40
وخلط لكلّ شيء، - 00:21:42
أليس عيبا عليك؟! - 00:21:44
بماذا ردَّ دكتور "جيبريسون"؟ - 00:21:45
ردَّ بأنَّه خُدع بهذه الصورة، لكنَّ المبدأ الذي فيها مُثْبَتٌ بصورٍ أخرى صحيحة - 00:21:47
أي حتَّى إن لم يصحَّ هذا، فالأدلَّة كثيرة جدًّا. - 00:21:55
أين هي هذه الأدلَّة الأخرى؟ - 00:22:00
تذهبُ إليها فإذا هي سراب، - 00:22:02
سراب... - 00:22:05
الحَمض النووي "DNA" كثيرٌ منه "junk" خردة لا فائدة منه، - 00:22:11
حبلٌ غبيٌّ آخر مُدَّ وانقطع بعد نشْر مشروع المادة الوراثية "Genome Project" عام (2012)، - 00:22:15
وما عادوا يذكرونه. - 00:22:21
- حسنًا، لم أنت مستاء؟! صُحِّح الخطأ - 00:22:23
أها... - 00:22:26
صُحِّح الخطأ بعد ماذا؟ - 00:22:27
بعدما استدلَّ كينيث ميلر "Kenneth Miller" - 00:22:29
أستاذ البيولوجيا بجامعة براون "Brown University" - 00:22:31
بدعوى الـ (DNA) -الخردة هذه- في أوَّل يومٍ من محاكمة دوفر "Dover" - 00:22:34
أتذكرون إخواني؟ - 00:22:39
أتذكرون ما ذكرناه في الحلقة الماضية، عن المحْكمة التي أُقيمت ضدَّ المَدْرسة - 00:22:40
التي أرادتْ تدريس الطلَّاب: أن الحياة قد تكون جاءت بالتَّصميم (فعل فاعل)، - 00:22:45
وليس بالصُّدف العشوائيِّة؟ - 00:22:51
وكيف أُدِين مجلس الأهالي الذي فعل ذلك، - 00:22:53
وحُكِم ضدَّهم، وكانوا عِبرةً لمن يفكِّر في الخروج على آلهة التطوُّر! - 00:22:56
ذكر (ميلر) أثناءها في شهادته للتطوُّر وضدَّ التصميم أن أجزاءً من الـ (DNA): - 00:23:02
"Broken" تالفة، وفيها أخطاء، - 00:23:08
و"non-functional" بلا وظيفة و"just a mess" محض فوضى - 00:23:10
أبطل (مشروع المادة الوراثية) هذه المزاعم بعد تسع سنوات من صدور القرار ضدَّ المَدْرسة. - 00:23:16
هل سُمح بعدها للمَدْرسة بتدريس أنَّ هناك تصميمًا في الكون من جديد - 00:23:22
وأنَّ التطوُّر مشكوكٌ في أمره على الأقلِّ؟ - 00:23:27
لا طبعًا... - 00:23:30
لماذا؟ - 00:23:31
لأنَّه حتَّى وإن سَقطت دعوى الـ (DNA) الخردة؛ فالأدلَّة على التطّور كثيرةٌ جدًا. - 00:23:32
أين هي هذه الأدلَّة؟ نأتيها فإذا هي سرابٌ في سراب، - 00:23:38
يكشفها العِلْم، لكن بعد ماذا؟ - 00:23:43
بعد أن تعيش عليها الخرافة عشرات السنوات، وتُكرَّس في عقول ضحايا جديدةٍ من الأجيال، - 00:23:46
وتؤدِّي دورها وتنتهي صلاحيَتُها. - 00:23:52
قد تقول لي: يا أخي هناك علومٌ كان بها أخطاءٌ وصُحِّحت واستفاد الناس منها - 00:23:55
فأقول لك: علوم نافعة، تقوم على ما لا يعارض العقل والفطرة والحسَّ. - 00:24:00
أمَّا خرافة التطوُّر - 00:24:04
فقد بينَّا لك في حلقات سابقة أنَّها وُلِدت مناقضةً لهذا كله، وبقيت عديمة الفائدة تمامًا - 00:24:06
ضع نفسك -أخي- مكان الشابِّ الذي كان يعيش قبل (100) عامٍ أو أكثر أو أقلَّ، - 00:24:14
كان يُقال له مثل ما يُقال لك الآن أيضًا: - 00:24:18
الأدلَّة على التطوُّر كثيرةٌ جدًّا. - 00:24:22
انظر فيها الآن! - 00:24:25
حبالٌ تقطَّعت، حتَّى باعتراف أتباع (طرزان) أنفُسِهم. - 00:24:26
قد تقول لي: حسنًا، لماذا تتكلَّم عن هذه الأدلة التي تركها أتباع النظريِّة أنفسُهم؟ - 00:24:30
تكلَّم عن الأدلَّة التي ما زالوا يستشهدون بها. - 00:24:35
أنا هنا أثبت لك مبدأ (الطَّرزانيَّة)، الذي يستخدمه أتباع الخرافة. - 00:24:39
كلَّما انقطع حبلٌ، مدُّوا حبلًا... - 00:24:42
وإلَّا فقد تناولنا الحبال التي يتعلَّق بها (طرزان) الخرافة حاليًّا، - 00:24:45
وقطَّعناها لك في الحلقات السابقة. - 00:24:49
قد لا تجدها في كتبهم بعد (10) أعوام، أو (20) عامًا بالفعل. - 00:24:53
لكن بعد أن تكون حبالٌ جديدة قد مُدَّت لـ(طرزان)، وهكذا... - 00:24:58
نعم، قطَّعنا لك في الحلقات الماضية الحبال، - 00:25:04
ومن أبحاثٍ كثيرٌ منها لأتباع (طرزان) أنفسهم. - 00:25:07
-حبل (أخطاء التَّصميم في شبكيَّة العين). - 00:25:11
-قطعناه... - 00:25:14
-(الزّائدة الدوديَّة). - 00:25:15
-قطعناه... - 00:25:16
-(الطُّيور التي لها أجنحةٌ بلا فائدة). - 00:25:17
قطعناه... - 00:25:19
-(العظام الخلفيَّة في الأفعى). - 00:25:20
-قطعناه... - 00:25:22
-حبل (إنسان نياندرتال "Neanderthal"). - 00:25:23
-قطعناه... - 00:25:25
-(التَّشابه في الكائنات). - 00:25:26
قطعناه... - 00:25:27
-(٪99 تشابه بين جينوم الإنسان والشمبانزي). - 00:25:28
- قطعناه... - 00:25:31
-(٪99 من العلماء يؤمنون بالتطوُّر). - 00:25:32
- قطعناه... - 00:25:34
-النظرية مفيدة، لا غنى عنها، وعالجت الناس، - 00:25:35
وجائزة نوبل للكيمياء: - 00:25:39
-قطعناه... - 00:25:40
-حبل مقاومة البكتيريا للمضادَّات. - 00:25:41
-قطعناه... - 00:25:43
-(تجربة لينسكي "Lenski" والبكتيريا الهاضمة للسيترات). - 00:25:44
- قطعناه، - 00:25:47
وقطعنا غيرها... - 00:25:48
وإخواننا في (الباحثون المسلمون) - 00:25:49
قطعوا مئات الحبال الأخرى في مئات المقالات المدعومة بالأدلَّة العلميَّة الحديثة. - 00:25:51
بعد ذلك: - 00:25:58
﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:25:59
أين دليلكم الصَّلب الذي لا يُفَشُّ عند تعريضه لإبرة العقل الصحيح والبحث العِلميِّ المحترَم؟ - 00:26:03
أين دليلكم المُحكَم المتماسك؟ - 00:26:10
هل هو في الإبهار الفارغ؟! - 00:26:13
أم في خَلْط الحقائق بالخرافة؟! - 00:26:14
أم في الاستدلال بالجهل؟! - 00:26:16
أم في التسميات الفارغة؟! - 00:26:18
أم في مخاطبة الناس كأطفال؟! - 00:26:20
أم في الأخذ بالشُّبَه والاشتباه؟! - 00:26:22
أم في (الخُنفشاريَّة) والإحالة على مجهول؟! - 00:26:24
أم في قائمة المغالطات المنطقية والحيل النفسيَّة الـ(14) التي تكلّمنا عنها حتى الآن؟! - 00:26:26
وها نحن اليوم نضيف الحيلة الـ (15): - 00:26:33
(الطَّرزانيَّة)... - 00:26:37
﴿قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا - 00:26:38
إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ - 00:26:43
وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [القرآن 6:148] - 00:26:45
نريد عِلمًا حقيقيًّا، - 00:26:48
لا (بالإنجليزية):علما زائفا "Pseudo-Science"، ولا (فوتوشوب) - 00:26:50
ولا أفلامكم الهوليووديَّة التي تخدعون بها السُّذَّج من النَّاس - 00:26:51
بدأنا سلسلة الحلقات بـ: - 00:26:56
﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين﴾ [القرآن 1:111] - 00:26:58
وقاربنا ختامها بـ: - 00:27:01
﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:27:03
هذا هو المنهج القرآنيُّ: - 00:27:06
منهج العِلْم والبرهان، لا الخيالات والخرافات. - 00:27:07
فديننا -بحمد الله- قائمٌ على مُحْكَمَات وأدلَّة صلبة متماسكة مستقلَّة. - 00:27:11
على ضوئها نفسِّر المتشابهات فتنسجم المنظومة - 00:27:16
أين نجد في دينكم (الدارويني) مُحكمةً واحدة؟ - 00:27:21
أو دليلًا صلبًا مستقلًّا واحدًا؟ - 00:27:24
ألستم يا أتباع الخرافة، تتَّبِعون متشابهات ديننا ابتغاء الفتنة لتُضلُّوا النَّاس عنه؟ - 00:27:27
ألستم تحجبونهم عن المُحْكَمات؟ - 00:27:34
فماذا لديكم لتقدِّموه للنَّاس؟ إلَّا المتشابهات والأوهام والخرافات... - 00:27:36
﴿قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:27:42
لعلماء الحديث مقولةٌ جميلة: - 00:27:46
أنَّه إذا كان الحديث الواحد في كلِّ طُرُقه وضَّاعون وكذَّابون ومتَّهمون بالفسق، - 00:27:47
فإنَّ كثرة طُرُق هذا الحديث لا تزيده إلا ضعفًا و رَدًّا، - 00:27:53
ولا يَجْبُر أحدها الآخر. - 00:27:58
واحدٌ يضع الحديث، الآخر يسرقه منه، - 00:28:00
الثالث تعجبه الكذبة، ويرى فيها تميُّزًا، فيخرج به على الناس... - 00:28:02
وهكذا (طرزان) الخرافة، - 00:28:07
عندما تجد أتباعه يمدُّون له الحبال الواهية، - 00:28:09
فإنَّك تعلم أنَّهم ما فعلوا ذلك إلا لفقدهم الأدلَّة المستقيمة المُحْكَمة المتماسكة، - 00:28:12
فلجؤوا إلى الإغراق في الأكاذيب، كما لجأ أسلافهم إذ قالوا: - 00:28:19
﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [القرآن 41:26] - 00:28:24
تذكَّروا -إخواني- أنَّنا قطعنا هذه الحبال كلَّها، - 00:28:29
لكن ليس ذلك فقط، بل بيَّنَّا أنَّ ما ليس مزوَّرًا منها - 00:28:32
هو في الحقيقة دليلٌ على عظمة الخَلْق، وعلى تجلِّيات القدرة والحكمة والإتقان، - 00:28:36
كما في حلقة: (تجربة البكتيريا الهاضمة للسيترات)، - 00:28:43
و(أجنحة البطريق)، و(تصميم العين)، و(تنويع الكائنات مع تشابه المادة الوراثية) - 00:28:45
وغيرها الكثير... - 00:28:51
نحن في حلقاتنا هذه -إخواني- تزوَّدنا بالمفاتيح - 00:28:52
التي تُقَطِّع حبال مبادئ هذه الأدلَّة المزعومة من أساسها - 00:28:55
أي أن كلُّ فكرة (أعضاء بلا فائدة)، بينَّا لك بطلانها، - 00:29:00
وكيف تردُّ عليهم فيها بأنَّهم يمارسون مغالطة الاستدلال بالجهل، - 00:29:04
وبأنَّ عبء الدليل يقع عليهم هُم. - 00:29:08
كلُّ فكرة (الاستدلال بالحفريَّات) بينَّا لك هزليتها، - 00:29:11
وكيف تردُّ عليهم بإلزامهم بتَبِعات نظريَّتهم، كما في حلقة: (من سرق المليون؟). - 00:29:14
كلُّ مبدأ: (قدرة الطفرات العشوائيَّة على عمل شيء) - 00:29:19
بينَّا هزليته حين عرَّفناك بمعناه في حلقة: (خاطبهم كأطفال). - 00:29:23
مبدأ (الشَّبه)، مبدأ (الإحالة على مجهول)، وغيرها... وغيرها... - 00:29:28
قطعنا هذه المبادئ من أصولها حتى إذا سمعت عن أيِّ حبلٍ جديد - 00:29:32
فإنَّك تضعه في الخانة المناسبة -ممَّا سبق من مبادئ التَّضليل- - 00:29:37
فلا تكلِّف نفسك أن تُعَدِّل جلستك، ولا تقوم من مكانك. - 00:29:42
بل تقطِّع حبالهم وتُفُشُّ بلالينهم التي يحجِبون بها نور الشمس، - 00:29:46
وتفعل ذلك بأسلوبٍ عِلميّ، وأنت مُسترخٍ في مكانك. - 00:29:51
فإذا جاءك من يخادعونك فقل لهم: - 00:29:55
﴿لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّـهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾ [التوبة:94] - 00:29:58
فقد رأينا ضلالكم فيما مضى، - 00:30:02
ورأينا كيف حذَّر القرآن من عامَّة مغالطاتكم المنطقيَّة. - 00:30:04
قال رسول الله ﷺ: - 00:30:09
«تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ كالحَصِير: عُودًا عُودًا - 00:30:11
فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها؛ نُكِتَ فيه نُكتةٌ سَوداء، - 00:30:16
وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَ فيه نُكتةٌ بيضاء، - 00:30:19
حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ: علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا، فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْض - 00:30:23
والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا - 00:30:29
إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ» (صحيح مسلم) - 00:30:35
فأسأل الله أن يجعلنا وإيَّاكم بِيض القلوب؛ أتباع عِلْمٍ وهدى، لا خرافاتٍ وهوى؛ - 00:30:37
فلا تضرُّنا فتنةٌ ولا شبهة ولا عِلْمٌ زائف ما دامت السماوات والأرض. - 00:30:43
بل ويُتوقَّع منك -أخي- بعد هذه الحلقات - 00:30:49
أن لا تكتفي بموقف الرادِّ على ما يورِدُونه من نفاخات وحِبال، - 00:30:52
بل تنبَّه الناس إلى هؤلاء البائعين الغشَّاشين، - 00:30:56
الذين يبيعون الناس معلَّبات العِلْم الزائف الفاسدة. - 00:31:00
إذن -إخواني- فخلاصة ما ذكرناه من مشاكل (طرزانيَّة) الخرافة هي: - 00:31:05
أنَّه حتَّى بعد انقطاع الحبل بالأبحاث العِلميَّة، - 00:31:09
فإنَّ الكتب الدِّراسيَّة والإعلام المُسَيَّس تبقى تتعلَّق بالحبل زمنًا طويلًا - 00:31:12
وأنَّ أتباع (طرزان) لا يُقِرُّون بسقوطه بعد ظهور انقطاع حباله تِباعًا - 00:31:19
بل يكرِّرون العبارة الببغاويَّة: حتَّى ولو... فالأدلَّة كثيرة جدًّا - 00:31:24
والصحيح أنَّها أكاذيب كثيرة جدًّا ما زالت تُختلق، - 00:31:29
وأنَّ الحبل ينقطع بعد توظيفه مرحليًّا، - 00:31:33
في تلويث عقول الأجيال وعقائدها وأخلاقها، والإجرام في حقِّ البشريَّة. - 00:31:36
(مؤثرات صوتية) - 00:31:42
يبقى سؤال: من يمدُّ هذه الحبال لـ(طرزان)؟ ولماذا؟ - 00:31:48
دعوى أنَّ (99٪) من العلماء يؤمنون بخرافة التطوُّر - 00:31:54
هذه الدَّعوى رددنا عليها بالتَّفصيل في الحلقة الماضية. - 00:31:58
لكنْ سؤالنا اليوم: من يدعمها حقيقةً؟ من يمدُّ الحبال لـ(طرزان) كي لا يسقط؟ - 00:32:03
أصنافٌ كثيرةٌ من الناس: - 00:32:10
أوَّلا: من تتوقَّف حياتهم المهنيَّة عليها؛ - 00:32:12
فطرزانيَّة الخرافة أنتجت كثيرًا من الأكاديميِّين المعتمدين عليها؛ - 00:32:16
الذين تتوقَّف ألقابهم العِلميَّة، شهاداتهم الأكاديميَّة، حياتهم المهنيَّة، - 00:32:21
ورواتبهم، مناصبهم، على بقاء (طرزان) معلَّقًا في الهواء! - 00:32:26
تصوَّر أن تقول لمتخصِّص في (بالانجليزية) "عِلْم الأحياء التَّطوري": - 00:32:31
أثبتنا أنَّ الاسم الحقيقيَّ لتخصُّصك هو: (دكتورٌ في عِلْم الأحياء الخرافيِّ) - 00:32:35
ماذا ستكون ردَّة فعله؟ - 00:32:40
ثانيًا: كلُّ عاجز عن أن يُنتِج عِلْمًا نافعًا، لكن عنده خيالٌ في الرسم - 00:32:43
ليُخرِج شبه إنسان من فكٍّ، أو ضرس، أو قحف جمجمةٍ، أو ضلع، سيمدُّ لـ(طرزان) حبلًا. - 00:32:47
كلُّ عاجز عن أن ينتج عِلْمًا نافعًا، لكن يستطيع بخياله الهزلي الواسع - 00:32:54
أن يرسم لك سيناريو - 00:32:59
كيف نشأت الحواسّ أو الميول النفسيَّة، بالطفرات العشوائيَّة والانتخاب الأعمى، - 00:33:01
سيَمدُّ لـ(طرازان) حبلًا... - 00:33:06
وستجد آلاف الأبحاث من هذا النوع، لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه. - 00:33:08
ثالثًا: كلِّ مصمِّمي ومنتجي ومخرجي الصور الفوتوشوبيَّة والأفلام الهوليووديَّة - 00:33:15
المكرِّسة للخرافة في العقول، سيمدُّون لـ(طرزان) حبلًا. - 00:33:21
رابعًا: كلُّ انتهازيٍّ سمع بانتشار الخرافات بأرض قومٍ، - 00:33:26
فأتى يلمُّ العظام ويُلْصِقها بعضها ببعض، ويبيعها لهم، - 00:33:31
كما فعل البروفيسور (رينر) وغيره من بائعي العظام، سيمدُّ لـ(طرازان) حبلًا. - 00:33:35
فالمسألة أصبحت تجارة؛ كما رأينا مع (هوروم) ومع (الآركيورابتور) وغيرهما. - 00:33:40
خامسًا: كلُّ مشعبذ من كهنة العِلْم الزائف، - 00:33:45
تُطبَع الآلاف أو الملايين من النُّسخ من كتبه التي تقول: - 00:33:48
الإله وَهْمٌ، الكون أوجد نفسه من لا شيء - 00:33:52
ويزوِّر العِلْم في سبيل ذلك مُستغلًّا جهل الناس - 00:33:56
فيبيعهم كذبه وتخاريفه، ويكسِب الأموال والشهرة، - 00:33:59
سيمُدُّ لـ(طرازان) حبلًا. - 00:34:03
نعم، لقد أنتجت طرزانيَّة الخرافة عبر (160) عامًا - 00:34:06
مجموعة من الناس المنتفعين المتعلِّقين بها، كما هي متعلِّقةٌ بهم. - 00:34:10
جنودٌ متفانون في خدمتها، - 00:34:16
سيمدُّون لها حبالا ولن يسمحوا لها بالسقوط؛ لأنَّ سقوطها سقوطٌ لهم؛ - 00:34:19
فكثيرٌ منهم لا يحسنون إلَّا خدمة وثن الخرافة، ولا يأكلون الخبز إلا من خدمته. - 00:34:25
العلاقة بين هؤلاء و(طرزان)، علاقة حبلٍ متدلٍّ على طرفيِّ نقطة ارتكاز؛ - 00:34:32
فـ(طرزان) الخرافة معتمدٌ عليهم، وهم معتمدون عليه - 00:34:38
وسقوط أحدهما يعني سقوط الآخر. - 00:34:42
بالنسبة لبعض هؤلاء - 00:34:46
إسقاط (طرزان) يعني في ذهنه المبيت في الشارع ورفع لافتات : "homeless" - 00:34:48
طيِّب، تعالوا نقنعه أنَّ هذا أشرف له من تزييف العِلْم ومن تضليل الناس، - 00:34:54
تعالوا نقنعه بأن يتوكلَّ على الله، وبإيثار الحقِّ على الخَلْق، والتزام الأمانة العِلميَّة - 00:34:59
أنسيتم؟ هذه المعاني -إخواني- لا تعني شيئًا (للتطوريِّ)؛ - 00:35:06
لأنَّها مشاعرٌ صُدَفيَّةٌ، جاءت بها الطَّفرات العشوائيَّة؛ - 00:35:09
لهذا الحثالة الكيميائيَّة المسمَّى بالإنسان. - 00:35:13
ومن المضحك أن ترى شبابًا يشمئزُّون من تُجَّار الدين -وهم موجودون بالفعل- - 00:35:18
ثمَّ يثقون في تجَّار الخرافة - 00:35:23
وكأنَّهم سيتحلَّوْن بالأمانة العِلميَّة، ويعرضون لك الحقائق لوجه الله تعالى. - 00:35:25
بالنسبة للمعتمدين على الخرافة في حياتهم - 00:35:30
فإنَّهم يقعون في حالةٍ نفسيَّة لا تسمح لعقولهم أن تخرج عن مساراتٍ محدَّدة؛ - 00:35:33
فالتَّفكير في بُطلان نظريَّة التَّطوُّر -مجرَّد التفكير بذلك- - 00:35:39
ممنوع! - 00:35:44
الصُّور المظلمة لمستقبلهم دون (طرزان) تقف في طريق تحرير عقولهم من الخرافة - 00:35:44
هي عبوديَّةٌ، مثل باقي العبوديَّات الجاهليَّة. - 00:35:51
من جاء قبلهم صنع لهم وثن الخرافة، - 00:35:54
ساروا على الطريق - 00:35:57
فوجدوا أنفسهم معتمدين على هذا الوثن في معيشتهم، - 00:35:58
ولا يستطيعون، أو لا يريدون، أن يتخلَّصوا من هذه العبوديَّة. - 00:36:02
لقد أصبح هؤلاء سَدَنَةً جُددًا لِوَثن الخرافة؛ - 00:36:07
لا بدَّ للوَثن من أن يبقى، وأن تُضفى عليه الإنجازات وخوارق العادات - 00:36:11
مع أنه من الذين: - 00:36:15
﴿لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ [القرآن 22:73] - 00:36:17
لكن لا بدَّ من أن يبقى، ليبقى الناس يُلْقُون في صحنه الأموال التي يلتقطها السَّدَنة. - 00:36:21
العالَم بعد صدمة نيكسون "Nixon shock" حين فكَّ الارتباط بين الذَّهب والدولار - 00:36:27
أصبح بنفس الشكل؛ - 00:36:31
حبالهم ممدودةٌ لأمريكا لأنَّ سقوطها يعني سقوطهم اقتصاديًّا، وسقوطُهم يعني سقوطها. - 00:36:33
فكلٌّ يُدلِي الحبل للآخر - 00:36:40
حاشية الرُّؤساء الفاسدين يتَفانَون في الدِّفاع عن فخامة الرئيس؛ - 00:36:42
لأنَّ وجودَه مسألةٌ مصيريَّةٌ لهم؛ - 00:36:46
فسقوطه يعني سقوطهم، كما أنَّ سقوطهم يعني سقوطه، - 00:36:49
فيمدُّ كلٌّ منهم حبلًا للآخر. - 00:36:54
هكذا الجاهليَّات القديمة والحديثة عمومًا. - 00:36:57
وهذا يُفرِّقها من الإيمان بالله، حيث الحبل ممدودٌ من الله للنَّاس، - 00:37:00
وهو غير محتاجٍ إليهم ولا معتمدٍ عليهم؛ - 00:37:05
بل الخَلْق كلُّهم محتاجون إلى حبله سبحانه، - 00:37:08
فاقرأ وأنت تتأمَّل هذا المعنى، - 00:37:12
قول الله تعالى: - 00:37:15
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [القرآن 3:103] - 00:37:16
هل يعني هذا أنَّه لا يدعم خرافةَ التطوُّر إلَّا المنتفعون والعاجزون؟ - 00:37:19
لا...؛ - 00:37:24
بل هناك أصنافٌ أخرى من مُدلِي الحبال. - 00:37:25
سادسًا: كلُّ من لديه مشكلةٌ مع الكنيسة، ولا يريد أن يبحث عن دينٍ آخر صحيح؛ - 00:37:28
فالقسمة عنده ثنائيَّة: إمَّا الكنيسة وإمَّا التَّطوُّر - 00:37:34
كذلك كلُّ من لديه مشكلةٌ نفسية مع الإيمان، أو يريد أن يتَّخذ إلهه هواه - 00:37:37
ويريد في الوقت ذاته أن يبدو منسجمًا مع نفسه - 00:37:43
منطلقًا من أسسٍ علميَّة، لا شهوانيَّة بهيميَّة - 00:37:47
سيمدُّ لـ(طرزان) حبلًا. - 00:37:51
بينَّا بالتفصيل -إخواني- في حلقة: (عَبَدَةُ الميكروبات) - 00:37:53
أن كلمة: "Evolution" (بالإنجليزية): التَّطوُّر - 00:37:56
أصبحت تساوي بالضبط عبارة: لا خَلْق عن قصدٍ وإرادة - 00:37:58
وأنَّها أُفرِغت من محتواها تمامًا، ومن العشوائيَّة والعَمَايَة، - 00:38:03
واختلف أتباعها فيها غاية الاختلاف، - 00:38:07
لكنَّهم يتَّفقون على شيءٍ واحد: - 00:38:10
(إنكار الخَلْق) - 00:38:13
ثمَّ بيَّنَّا في حَلَقَتَيْ: (إله فجوات الملحدين) و(المخطوف) - 00:38:15
أنَّ فيروس المادِّيَّة -الذي هو أساس خرافة التَّطوُّر الصُّدفيِّ- - 00:38:19
ما هو إلا قناعٌ للإلحاد. - 00:38:23
وذكرنا أقوال "علماء" - 00:38:25
أكَّدوا أنَّه مهما بدت تفاسيرهم سخيفةً ومضادَّةً للعقل والمنطق - 00:38:27
فلا بدَّ من قبولها حتَّى لا يتدخَّل الدين من جديد؛ - 00:38:32
فـ "نظريَّة التَّطوُّر" هي دينٌ إلحاديٌّ، - 00:38:37
دينٌ بمعنى الكلمة، - 00:38:40
وأتباعه يدافعون عنه، ويمدُّون له الحبال، كما يدافع المرء عن دينه. - 00:38:42
انضمَّ إلى هذا كلّه دعم الدولة لـ(طرزان)؛ - 00:38:48
إذ مُنحت منظَّمة دراسة المناهج العِلميَّة البيولوجيَّة "BSCS" في أمريكا -مثلًا- - 00:38:51
منحةً ماليّة استخدمتها بدءًا من عام (1963) - 00:38:57
في ملء الكتب الدراسيَّة بمفاهيم خرافة التطوُّر، - 00:39:01
وتضاعفت المساحات المخصَّصة لها من الكتب أكثر من عشرة أضعاف؛ - 00:39:05
بدعوى توافقِ ذلك مع دستور الدولة العلماني، وحسبان الخَلْق دينًا، والتطوُّر عِلْمًا - 00:39:10
هذا على الرغم من نشاط حركة: "Teach the Controversy" ( تعليم الجدل) - 00:39:17
التي طالبت بأن يُطْلَع الطلَّاب في المناهج على الطعون على نظريَّة التطوُّر؛ - 00:39:22
ليفكروا بأنفسهم، ويخرجوا بقناعاتهم الخاصة؛ - 00:39:28
توافقًا مع حريَّة البحث العِلميِّ، التي يكفلها الدُّستور الأمريكيُّ أيضًا. - 00:39:32
وجاءت استفتاءاتٌ شعبيَّةٌ بتأييد هذه المطالبة بنسبةٍ كاسحة، - 00:39:37
ومع ذلك ما زالت الغلَبَة لأتباع (طرزان)! - 00:39:41
وأصبحت هناك منظَّمات مثل منظَّمة (ملحدي أمريكا ) "American Atheists" - 00:39:45
التي أسَّستها الإباحيَّة (مادلين أوهاير) "Madalyn O'Hair" عام (1963) أيضًا. - 00:39:50
تطارِد قضائيًّا كلَّ من يثور على آلهة التطوُّر من الأكاديميِّين، - 00:39:56
وكذلك (الأكاديميَّة الأمريكيَّة القوميَّة للعلوم) ذات الأغلبيَّة الملحدة، - 00:40:01
والتي رأينا نماذج من تزويرها للحقائق؛ خدمةً للخرافة. - 00:40:05
مؤسَّسات بأكملها تدعم الخرافة! - 00:40:10
لكن... لحظة! - 00:40:13
هل هذا كلُّه يفسِّر انتشار الخرافة بهذا الشكل؟ - 00:40:14
جوابي عن سؤالك هو: - 00:40:17
هل يُعقَل للفايروس -الذي لا يُرى إلا بالمجاهر الإلكترونيَّة- - 00:40:18
أن ينتشر في جسد إنسان، ويقضي عليه؟ - 00:40:22
والجواب: نعم؛ - 00:40:26
إذا كان الإنسان ضعيف المناعة. - 00:40:27
وهكذا فيروس الخرافة... - 00:40:30
انتشر في جسد الغرب الذي كان منهَكًا بخرافات الكنيسة، نافرًا منها، مرهَقًا من تسلُّطها - 00:40:32
فبنى (طرزان) الخرافة مجده الموهوم على فشل خصمه، - 00:40:38
على مقولة: "إنَّ البُغاث بأرضنا يسْتَنسِر" - 00:40:43
تمامًا كما تَستمدُّ الأنظمة الفاسدة الحياة - 00:40:46
من تخويف شعوبها من خصومٍ توهم الناس أنَّهم شرٌّ منها. - 00:40:49
وهذا كان واضحًا جدًّا في حلقة: (إله فجوات الملحدين). - 00:40:54
بعد هذا كلِّه -إخواني- - 00:40:58
بقي أن نجيب عن السؤال الذي ألحَّ به كثيرون منذ بدء سلسلة الحلقات هذه، - 00:40:59
وأخَّرت الإجابة عنه عمدًا، - 00:41:05
ما هو السؤال؟ - 00:41:07
لماذا تفترض تَعارُض نظريَّة التَّطوُّر مع الإسلام؟ - 00:41:09
لماذا لا نصالح بينها وبين ديننا، كما صالح بعض الغربيِّين بينها وبين دينهم؟ - 00:41:12
هذا ما سنجيب عنه جوابًا شافيًا كافيًا -بإذن الله- في الحلقة القادمة، - 00:41:19
فتابعونا... - 00:41:25
والسلام عليكم - 00:41:26
Transcription
لا بدَّ لـ(طرزان) من أن يبقى معلقًا في الهواء - 00:00:00
لكنَّ الحبال التي يتعلَّق بها تتقطَّع تباعًا - 00:00:03
لذلك علينا أن نمُدَّ له المزيد من الحبال على مدار السّاعة ليبقى مُعلَّقًا في الهواء - 00:00:06
وهكذا هي خُرافة (التَّطوُّر الصُّدَفيِّ): - 00:00:12
حبالٌ قُطِّعت، وأدلَّةٌ أُبطِلت، وتزويراتٌ كُشِفت، - 00:00:16
لكن بعدما أبقت الخرافةَ مُعَلَّقة - 00:00:20
وما زال أتباعها يَمُدُّون لها الحبال؛ لئلَّا تسقُط - 00:00:23
من يَدعَمُ نظريَّة التطوُّر لئلَّا تسقُط؟ وما مصلحته؟ - 00:00:27
ما قصة قولهم: حتى لو ظهر أنَّ هذا الدَّليل من أدلَّة النَّظريَّة غير صحيحٍ؛ فلا يضرّ؟ - 00:00:32
فالأدلَّة عليها كثيرةٌ جدًّا، - 00:00:38
ما المشكلة ما دام العِلْم يَكشف بُطلان الأدلَّة المُزوَّرة - 00:00:41
ألا يدلُّ هذا على نزاهة العِلْم الغربيِّ الذي ننتقده؟ - 00:00:45
هذا ما سنتعرَّف عليه في هذه الحلقة، - 00:00:49
فتابعونا... - 00:00:52
وُلِدت نظريَّة التطوُّر قبل (160) عامًا. - 00:01:04
لو نَظَرت إلى أدلَّتها المزعومة، وآليَّاتها المُفترَضة في ذلك الزمان - 00:01:08
لعَلِمت أنَّ أتباعها الآن مُقرُّون بعدم صحَّة كثيرٍ منها، - 00:01:12
ومع ذلك فهم يؤكِّدون صحَّة النَّظريَّة. - 00:01:17
لماذا؟ - 00:01:20
لأنَّ هناك الكثير من الأدلَّة التي ظهرَت فيما بعد -حسب زعمهم-. - 00:01:20
فالنظريَّة خرجتْ من عُنق الزُّجاجة في لحظةٍ من اللحظات - 00:01:25
وأصبحت (بالانجليزية) لا نزاع فيها: غير قابلةٍ للمساءلة والشكِّ - 00:01:29
فأعطى أتباعُها بعد ذلك الحقَّ لأنفسهم أن يَلبَسوا نظَّاراتٍ (داروينيَّة) - 00:01:34
ينظرون بها إلى كلِّ شيءٍ في الدُّنيا. - 00:01:39
فإذا تبيَّن بُطلان دليلٍ ممَّا تمسَّكوا به لسنوات، - 00:01:42
فإنَّهم يردِّدون عبارتهم المعروفة: - 00:01:46
حتى ولَوْ، لا يضرُّ، فالأدلّة على نظريَّة التطوُّر كثيرةٌ جدًّا - 00:01:48
تعالوا نستعرض شريط الزمن، - 00:01:54
سيكون هناك تكرارٌ في بعض العناوين -إخواني- - 00:01:56
لكن، سنأتي تحت هذه العناوين بمعلوماتٍ جديدةٍ تخدُم موضوع حلقتنا. - 00:01:58
في حياة (داروين)، مُدَّت لخرافته مجموعة حِبَال - 00:02:05
قالوا: وجدنا أحفورةً لسمكة السيلكانث (Coelacanth) - 00:04:59
واضح أنها كائنٌ تطوَّر قبل (400) مليون سنة - 00:05:02
وانقرضت قبل (66) مليون سنة - 00:05:06
فهي الحلقة الانتقاليَّة بين الأسماك والبرمائيَّات - 00:05:10
وواضحٌ أنَّها كانت تعيش قُرب سطح البحر - 00:05:13
وكان لها رئتان. - 00:05:16
أترى؟ ها هما تانِ الرئتان - 00:05:17
أتعرف لماذا لها رئتان؟ - 00:05:19
حتى يؤهِّلاها للتحوُّل إلى البرمائيَّات التي ستكوّن جنس كائنات اليابسة كلها بعد ذلك - 00:05:21
وزعانفها الممتلئة هي بدايات أقدام - 00:05:29
ثمَّ إذا بـ (السيلكانث) تُكتَشف حيَّةً عام (1938)، وبكثرة! - 00:05:33
فليست منقرضة من ملايين السنين، ولا شيء. - 00:05:38
وفي أعماق المحيطات؛ ليس قرب سطح البحر! - 00:05:41
ولديها كيسان هوائيَّان لا رئتان! - 00:05:45
وفُنَّدت كلُّ مزاعمهم، - 00:05:48
وظهر بُطْلان هذه الحلقة الانتقاليَّة المزعومة تمامًا - 00:05:51
حتَّى نشرت (نيتشر) هذا المقال والذي جاء فيه: - 00:05:55
نصف قرنٍ من الأبحاث يبيِّن أنَّها -أي "السيلكانث"- - 00:05:58
ليست الحلقة المفقودة المأمولة، بين الأسماك وفقاريَّات اليابسة - 00:06:02
انقطع إذن حبل الكائن الانتقاليِّ بين الأسماك والبرمائيَّات - 00:06:08
كما انقطع حبل الانتقاليِّ بين الزواحف والطيور - 00:06:12
هل اعترفوا بسقوط (طرزان)؟ - 00:06:16
لا! - 00:06:18
بل قالوا: "السيلكانث" حيَّة؟! - 00:06:19
إذن، فهذا دليلٌ على أنَّها توقَّفت عن التطوُّر منذ ملايين السنين، - 00:06:21
نسيها الزمن، وبهذا فـ (السيلكانث) أحفورةٌ حيَّة - 00:06:25
أي دليلٌ حيٌّ بين أظهُرنا على التطوُّر وعلى صحَّة نظريَّتنا. - 00:06:29
"سمكة (السيلكانث) هذه - 00:06:34
هذه السمكة أحفورة حيَّة توصف هكذا: بأنَّها أحفورةٌ حيَّةٌ، مستحاثَّةٌ حيَّة، - 00:06:36
تعيش من مئات ملايين السنين كما هي، - 00:06:42
هذه السمكة كانت فتحًا كبيرًا في عالم العِلْم، وفي عالم نظريَّة التطوُّر - 00:06:45
فإذا كانت (السيلكانث) منقرضةً فهي دليلٌ على التطوُّر - 00:06:52
وإذا لم تكن منقرضة، فهي أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:06:55
وإذا كانت تعيش قرب سطح البحر، فهذا دليلٌ على التطوُّر! - 00:06:59
وإذا ظهر العكس؛ بأنَّها في الأعماق فهذا أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:07:03
وإذا كان لديها رئتان، فهذا يدلُّ على التطوُّر! - 00:07:07
وإذا لم تكونا رئتين، فهو أيضًا دليلٌ على التطوُّر! - 00:07:11
نعم، من حقّنا أن نفسِّر الأمور بهذا الشكل؛ فالأدلَّة على التطوُّر، كثيرة جدًّا! - 00:07:15
قبل الإقرار بأن (السيلكانث) ليست انتقالية، كان حبلٌ آخر قد مُدَّ لـ (طرزان) - 00:07:26
رسومات هيكل "Haeckel" للأجنَّة، - 00:07:32
والتي تُظهِر وجود تشابهٍ كبيرٍ بين أجنَّة الكائنات المختلفة، - 00:07:34
ففرح بها (داروين) كثيرًا - 00:07:38
مُدَّ هذا الحبل لـ (طرزان) التطور عام 1868 - 00:07:40
أجنّة الكائنات متشابهة في المراحل المبكرة، وهذا يعني أنَّها من أصلٍ مشتَرك! - 00:07:46
منطق أعوج، حتَّى لو صحَّت دعوى التَّشابه، ومع ذلك لم تصحَّ الدعوى؛ - 00:07:52
فمع كثرة الاتهامات من علماء الأجنَّة (لهيكل) بتزوير رسوماته، - 00:07:59
اضطُرَّ عام 1909 للاعتراف في مقالٍ نشرته مجلَّة: - 00:08:03
مونشن ألجتمايني تزايتونغ "München Allgemeine Zeitung" - 00:08:07
بأنَّ نسبة (6-8%) من الرسومات مزوَّرة! - 00:08:10
وحاول (هيكل) تبرير هذا التَّزوير! - 00:08:14
أرتنا المَجَاهِرُ يا (هيكل) شيئًا مختلفًا عن (6-8%) - 00:08:17
كما تلاحظون... - 00:08:22
بالمناسبة، ما أدراني أنَّ (هيكل) اعترف بالفعل؟ - 00:08:24
هل أقلّد في ذلك أحدًا، كما يحلو لمن أفلسوا تماما من الحجج وفشلوا في الرد على ما نطرحه - 00:08:27
فأصبحوا يردِّدون: أنت تكرِّر كلام (الخلقيِّين النَّصارى) - 00:08:34
لا يا أعزَّائي... - 00:08:38
ابحثوا لكم عن لغوٍ آخر تغالبون به طرْحنا؛ - 00:08:39
فإنِّي -والحمد لله- أحرِص على التوثُّق لأبعد حدّ، ولا أقلِّد كببَّغاوات الخرافة. - 00:08:42
حتَّى إنِّي طلبت من إخوةٍ في ألمانيا أن يأتوا بمقال (هيكل) الأصليِّ بالألمانيَّة، - 00:08:48
ففعلوا مشكورين، وذهبوا إلى مكتبة "ميونيخ" - 00:08:53
ثمَّ حصّلوا الرابط الإلكترونيِّ للمقال وترجموه لي، - 00:08:56
وسنضع لكم الرّوابط في التَّعليقات للتأكُّد - 00:09:01
نَعود؛ اعترف (هيكل) اعترافًا مراوغًا، - 00:09:04
- المهمُّ اعترف! - 00:09:07
لماذا أنت مستاء؟ ها هو ذا العِلْم يُصحِّح نفسه، وينفي خَبَثه، ويكشف الحقائق، فأين المشكلة؟ - 00:09:08
لا أبدًا، لا مشكلة - 00:09:15
إلَّا أنَّ الكتب "العِلميَّة" في المدارس والجامعات - 00:09:17
بقيَتْ تستدلُّ برسومات (هيكل) المزوَّرة هذه (100) عامٍ. - 00:09:20
(100) عام! - 00:09:25
(100) عامٍ بعد الاعتراف المراوغ، والأبحاث تنشر ما يكذب رسومات (هيكل) تماما. - 00:09:26
كما في هذه الورقة العلمية والمعنونة بعنوان: "ليس هناك مراحلُ جنينيَّةٌ محفوظة". - 00:09:32
أي متشابهة "تطوُّريًّا" بشكلٍ كبيرٍ بين الفقاريَّات. - 00:09:40
والتي استعرضَت الكثير من الأبحاث المبذولة في المجال بالتَّفصيل - 00:09:44
ووصلَت إلى الاستنتاج التالي: - 00:09:49
"بحثُنا يطعن بشكلٍ جادٍّ في مصداقيَّة رسومات هيكل". - 00:09:51
والكتب العِلميَّة في سباتٍ عميقٍ، وتبقى تنشر الرُّسومات المزوَّرة بعدها - 00:09:56
وهذه قائمةٌ بـ (13) كتابًا مختلفًا منها، ظلت تنشرُها إلى عهدٍ قريب. - 00:10:01
في السنوات الأخيرة فقط، بدأت هذه الرسوم تختفي من الكتب؛ - 00:10:08
ليضعوا مكانها حبلًا جديدًا لـ(طرازان) يسدّون به فراغ الأدلَّة الجنينيَّة على التطوُّر؛ - 00:10:12
فقالوا: هناك تشابهٌ بين أقواسٍ موجودة في جنين السمك وجنين الإنسان؛ - 00:10:20
ممَّا يدلُّ على أصلهما المشتَرَك - 00:10:25
فقط للعلم -إخواني، هذه الأقواس هي التي تتحوَّل في السمك بعد ذلك إلى الخياشيم، - 00:10:28
التي تَلزَمها للتنفُّس تحت الماء، - 00:10:33
بينما تتحوُّل في الإنسان إلى تراكيبَ في الأذن، - 00:10:35
تَلزَم للسمع، وإلى الغدَّة جارة الدَّرقيَّة التي تنظِّم (كالسيوم) الدَّم - 00:10:39
تراكيبُ لا علاقة لبعضها ببعض لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، - 00:10:44
في الوظيفة بين السمك والإنسان. - 00:10:49
ومع ذلك، فتشابهها الخارجيُّ دليلٌ -عندهم- على الأصل المشترَك - 00:10:51
نعم، فلا بدَّ من سدِّ فراغ الأدلَّة الجنينيَّة على التطور ولا أن يُترك فارغًا. - 00:10:57
والله أعلم كم سينامون على هذه النُّكتة، قبل أن يزيلوها هي الأخرى من الكتب. - 00:11:02
-لم أنت مستاء؟ أين المشكلة؟ -أبدًا، لا مشكلة... - 00:11:08
إلا أنَّك عندما تواجه أتباع الخرافة بهذه الحقيقة عن رسومات (هِيكل) - 00:11:11
فإنهم يردُّون بمثل ما ردت به المديرة التنفيذية للمعهد القوميِّ لتعليم العلوم في حينه: - 00:11:15
الدكتورة يوجيني سكوت "Eugenie Scot" حيث قالت: - 00:11:21
من الواضح أن هيكل قد يكون زور الرسومات بعض الشيء - 00:11:25
لتبدو أقرب إلى فكرته - 00:11:29
الآن، هل يصرفنا هذا عما نعرفه - 00:11:33
من علاق علم الأجنة بالتطور؟ ولا بأدنى حد - 00:11:35
إذن تقول: هل يصرفنا هذا عمَّا نعرفه من علاقة عِلْم الأجنَّة بالتطوُّر؟ - 00:11:40
-ولا بأدنى حدٍّ. - 00:11:46
-لماذا؟ - 00:11:48
لأن المفاهيم الأساسية لرسومات هيكل - 00:11:49
مدعومة بالأبحاث المعاصرة وما قبلها - 00:11:51
إذن تقول لك: لأنَّ المفاهيم الأساسيَّة لرسومات (هيكل) مدعومة بالأبحاث المعاصرة وما قبلها. - 00:11:56
أي أنه حتَّى لو لم يصحّ هذا الدليل، فالأدلَّة على التطوُّر كثيرةٌ جدًّا. - 00:12:03
التطوُّر حقيقة؛ - 00:12:08
غير قابل للشك؛ - 00:12:09
الأدلَّة كثيرةٌ، واضح - 00:12:11
ولذلك تتمسَّكون بما أبطَلَه العِلْم لنُصرة خرافتكم هذه المدَّة كلَّها - 00:12:13
مات (داروين) وهو مطمئنٌّ إلى أنَّ لـ (طرزانه) حبالًا - 00:12:18
ثم جاء بعده عالم التشريح الألمانيُّ أيضًا: - 00:12:22
روبرت وايدرزهايم "Robert Wiedersheim" ليمدَّ حبلًا آخر - 00:12:25
فنشر عام (1893) قائمةً بـ (86) عضوًا ضامرًا لا فائدة منها في رأيه. - 00:12:29
وطبعًا، تهاوت هذه القائمة تِباعًا كما بينَّا سابقًا - 00:12:37
-طيِّب، لماذا أنت مستاء؟ وأين المشكلة؟ العِلْم أبطل قائمة (وايدرزهايم) - 00:12:41
-أبدًا، لا مشكلة... - 00:12:45
إلَّا أنَّه في هذه السَّنوات الطَّويلة - 00:12:46
قبل إبطال قائمة (وايدرزهايم)، ورسومات (هيكل)، وانتقاليّة (الأركيوبتريكس) - 00:12:48
وكلُّها في ألمانيا كما تلاحظون - 00:12:54
كان هؤلاء "العلماء" يدورون بأدلَّتهم هذه في (ألمانيا) - 00:12:56
يروِّجون بها خرافة (داروين)؛ حتَّى ابتلعها كثيرٌ من الألمان - 00:13:00
ممَّا هيَّأ الأرضيَّة لـ (هتلر) أن يبُثَّ من خلال كتابه: - 00:13:04
ماين كامف "Mein Kampf"(كفاحي) - 00:13:08
فكرة: (تفوُّق العرق الآريِّ). - 00:13:09
فخاض حروبًا راح ضحيَّتها الملايين - 00:13:12
وأطلق حمَلات اليوجينيكس "Eugenics": (تحسين التَّكوين الجينيِّ)، - 00:13:15
التي قَتل فيها كثيرين؛ - 00:13:19
مأساةٌ تلخِّصها عَيْنَا هذا الضحية المسكين الأقلَّ تطوُّرًا في نظر مخابيل التَّطوُّر - 00:13:22
وقد بيَّن بروفيسور التَّاريخ في جامعة ولاية كاليفورنيا "California state university" - 00:13:29
ريتشارد ويكارت "Richard Weikart" بالأدلَّة في كتابه: (دين هتلر) - 00:13:32
تشجيع النازيَّة ودعْمها خرافة التَّطوُّر في المدارس والجامعات - 00:13:36
نعم،... - 00:13:41
يَقطع العِلْم حبال (طرزان) المُصطنَعَ منها كأجنَّة (هيكل)، - 00:13:41
أو المبنيَّ على جهلٍ كقائمة (وايدرزهايم) - 00:13:45
لكن، بعد كم مِن تسخير هذه الحبال لخدمة الخرافة ودمار الإنسانيَّة؟! - 00:13:48
جمجمة إنسان بلداون "Piltdown Man" - 00:13:55
حبلٌ مُدَّ إلى (طرزان) الخرافة عام (1912)، - 00:13:57
وانقطع عام (1953) - 00:14:01
بعدما تبيَّن للمجتمع العلمي أنّها مُزوَّرة - 00:14:05
طيِّب، في هذه الأعوام الـ (41) قبل كشف تزويرها - 00:14:09
كم بحثًا ومذكِّرةً نُشرت عن جمجمة (بلداون) هذه حسب موقع نيتشر "Nature"؟ - 00:14:13
أكثر من (500) بحثٍ ومذكِّرة - 00:14:19
اادخل على هذا الرابط، وتأمَّل عناوين الأبحاث: - 00:14:24
"تحليل فكِّ جمجمة بلداون"، - 00:14:27
"تحليل الضرس الأوَّل والثاني السفليَّين لجمجمة بلداون"، - 00:14:29
والواحد فيهم يكتب البحث ويحيل عليه (105) من الأبحاث الأخرى، - 00:14:33
لعبةٌ يا جماعة... لعبة أطفال بمعنى الكلمة! - 00:14:38
أكثر من (500) بحثٍ ومذكِّرةٍ على جمجمةٍ مزوَّرة. - 00:14:42
ولا بدَّ من أن نبقى نذكِّر -إخواني- - 00:14:48
بأنَّ فكرة الحفريَّات الانتقاليَّة -من أساسها- فكرةٌ هزلية للغاية - 00:14:50
كما بينَّا بالتَّفصيل في حلقَتَي: (خاطبهم كأطفال)، و(من سرق المليون) - 00:14:55
حين بينَّا أنَّه: - 00:15:01
مع التَّساهل الشَّديد فإنَّ الخرافة تتطلَّب توفُّر عددٍ لا حصر له من الكائنات الانتقاليَّة - 00:15:02
فوق الأرض وتحت الأرض. - 00:15:09
فكيف عندما تعلم أن فكرة الكائنات الانتقاليَّة: - 00:15:11
تتعامل مع الكائنات بطريقةٍ فوتوشوبيَّةٍ (منسوبة إلى photoshop) معجونيَّةٍ مضحكة، - 00:15:15
تتجاهل التَّشفير الوراثيَّ والفروقات في الأجهزة الداخليَّة وتراكيب الخلايا - 00:15:19
والأهمُّ من ذلك أنَّها تتجاهل إنكارهم القصديَّةَ في الانتقال من كائنٍ إلى كائن. - 00:15:24
أي أنه ليس هناك من يقصد تحويل كائنٍ لآخر؛ كما تُوهِم خطوطهم التدرُّجيَّة - 00:15:30
بل يسير الكائن "خبط عشواء" في كلِّ اتجاه، - 00:15:36
فلك أن تتصوَّر بعد ذلك كم هو هزلي أن يمسكوا جمجمة كـ (بلداون)، - 00:15:39
أو حفريَّات كـ (الأركيوبتريكس) فيَفْلُوها تَفْلِيَة وكأنَّها تدلُّ على صحَّة خرافتهم - 00:15:44
أثناء حبل (بلداون)، كان حبل شبه إنسان (نبراسكا) قد مُدّ للخرافة عام (1922) - 00:15:55
بناءً على ضرس، إلى أن تبيَّن أنَّه ضرس خنزير عام (1927)، فانقطع الحبل - 00:16:02
لكن بعد ماذا؟ - 00:16:08
بعدما ساعد هذا الضِّرس - 00:16:10
على بدء تدريس خرافة (داروين) في مدارس العديد من الولايات الأمريكيَّة. - 00:16:12
هل عندما كُشِفت مهزلة أنّه سنُّ خنزير سُحِبت الخرافة من الكتب؟ - 00:16:17
لا طبعًا... - 00:16:21
- لماذا؟ - 00:16:22
لأنَّه حتَّى وإن سقط هذا الدَّليل، فهناك أدلَّة كثيرة جدًّا، - 00:16:23
تعالوا نر أحدها... - 00:16:28
بعد انقطاع حبلَيْ (بلداون) و (نبراسكا) وجدوا فكًّا، - 00:16:30
فافترضوا أنَّه لحلقة انتقاليَّة بين الإنسان وأسلافٍ حيوانيَّة، - 00:16:34
وسمَّوه رامابيثيكس "Ramapithecus"، - 00:16:38
ورسموا على أساس هذا الفكِّ صورةً كاملة، - 00:16:40
وبقي (طرزان) متعلِّقًا بهذا الحبل حتَّى بدايات الثَّمانينات، - 00:16:43
بعدما كثُرت الأبحاث النَّافية لعلاقة هذا الكائن بالإنسان، - 00:16:48
فما عادوا يذكرونه... - 00:16:52
لكن عام (1974) أي قبل انقطاع حبل (الرامابيثيكس)، - 00:16:54
كانوا قد مَدُّوا حبل حفريَّة لوسي "Lucy"، - 00:16:59
والتي ادَّعوا أنَّها لشبه إنسان، وأعطوها اسمًا عِلْميًّا رنَّانًا - 00:17:02
أوسترالوبيثيكاس أفارانسيس "Australopithecus afarensis" - 00:17:07
أوسترالوبيثيكاس أفارانسيس - 00:17:10
وبعد أكثر من (30) عامًا - 00:17:12
بدأ هذا الحبل يتقطَّع بمثل هذا البحث الذي قام به دكاترةٌ من أتباع الخرافة - 00:17:14
والذين قالوا إنَّ بحثهم يثير شكوكًا حول دور (لوسي) سلفًا للإنسان - 00:17:20
وهذا المقال المميَّز لإخواننا في (الباحثون المسلمون) بعنوان: - 00:17:25
(جوجل وحفريَّة لوسي) - 00:17:29
يبيِّن لك بالتَّفصيل مدى التزوير والمخادعة في الاستدلال بهذه الحفريَّة - 00:17:31
بعد مدِّ حبل (لوسي) بعام، أي عام (1975) - 00:17:37
بدأ البروفسور في علم أصل الإنسان الألمانيّ راينر فون زايتن "Reiner von Zieten" - 00:17:42
يمدُّ حبالًا لـ (طرزان) عبر (30) عامًا - 00:17:46
وذلك بكثيرٍ من الجماجم التي ادَّعى أنها تعود إلى مراحل انتقاليَّة بين الإنسان وأسلافٍ حيوانية. - 00:17:50
وامتلأت الكتب بنتاجه قبل أن يُكْشَف؛ - 00:17:58
إذ أصدرت لجنة من جامعة (فرانكفورت) قرارًا يُدينه بالتَّزوير في هذه الأدلة المزعومة - 00:18:01
عبر (30) عامًا، - 00:18:07
وانتشر خبر (راينر) في المواقع العالميَّة، - 00:18:10
ولم يكن (راينر) قد نسي أن يستفيد لنفسه من خدمة الخرافة؛ - 00:18:12
إذ اتَّفق مع من يشتري منه جماجم شمبانزياتِ "أدلَّةِ التَّطوُّر المزعوم"، - 00:18:17
وكأنَّه يقول للناس: تعالوا اشتروا جماجم آبائكم الأوَّلين! - 00:18:22
تمامًا كما كان رجال الكنيسة يستفيدون من إيمان الناس بخرافة، (صكوك الغفران). - 00:18:27
أثناء تدلِّي حبال (راينر) - 00:18:33
مُدَّ حبل طائر الآركيورابتور "Archaeoraptor" لـ (طرزان) عام (1999)، - 00:18:35
ووضعته ناشيونال جيوغرافيك "National Geographic" صورةَ غلاف - 00:18:39
وبيعت الحفريَّة بـ (80) ألف دولار - 00:18:42
ثمَّ انقطع الحبل عام (2001)، ونشرت نيتشر "Nature" أنَّها حفريَّة مزيَّفة! - 00:18:45
بعد انقطاع حبال (رينر) و(لوسي)، تعلَّق (طرزان) بحبل إيدا "Ida"، - 00:18:51
التي اشتراها الدكتور النرويجيُّ جورن هوروم "Jorn Hurum" بمليون دولار، - 00:18:56
وروَّج إعلاميًّا أنَّها من أسلاف الإنسان الأولى، - 00:19:00
عاشت قبل (47) مليون سنة، - 00:19:04
وأُعطِيت اسمًا عِلميًّا رنَّانًا: داروينيوس ماسيلاي "Darwinius masillae" - 00:19:06
تخليدًا لذكرى (داروين)، - 00:19:10
حتى قالت عنها وسائل إعلامٍ: إنَّها عجيبة الدنيا الثامنة - 00:19:12
وتحمَّست جوجل "Google" وغيَّرت اللوجو الخاصَّ بها لـ (إيدا) - 00:19:16
وأصدرت الـبي بي سي "BBC" البريطانيَّة و هيستوري تشانل"History Chennel" الأمريكيَّة - 00:19:20
أفلامًا وثائقيَّةً عنها بعنوان: الحلقة "The link". - 00:19:23
ثمَّ إذا بمجلَّة (نيتشر) تنشر مقالًا ينفي صلة هذه الحفريَّة بالإنسان، - 00:19:28
وتقول أنَّها أقرب لأن تكون سلفًا لحيوان (اللَّيمور) - 00:19:33
أي أنه -يا إخواننا- - 00:19:38
العَظْمة التي قد يأتي لك بها طفلك فتقول له: اذهب يا بُنيّ، ارمها واغسل يديك جيّدًا. - 00:19:39
هي نفسها التي يعمل عليها أتباع (طرزان)؛ طنّةً ورنَّةً واكتشافات ووثائقيَّات. - 00:19:45
ثمَّ ما لبثت المواقع الإخباريَّة - 00:19:52
أن اتهمت الدكتور (هوروم) بأنَّه تعمَّد بَهْرَجَة حفريَّته ليَستردَّ المال الذي دفعه عليها - 00:19:54
شبه إنسان أورس "Orce man" - 00:20:01
حبلٌ مُدَّ لـ(طرزان) عام (1984)؛ بناءً على جزءٍ من جمجمة - 00:20:03
وانقطع الحبل عام (1997) بعدما تبيَّن أنَّها جمجمةُ حمارٍ صغير! - 00:20:09
موقع توك أوريجينز "Talk Origins" وتعليقًا على كوميديا (إنسان أورس) قال: - 00:20:16
مهما يكن وضع الأحافير؛ فإنَّه لا يؤثِّر على صحَّة باقي أدلَّة تطوُّر الإنسان - 00:20:20
أي أن الأدلَّة كثيرة جدًّا... كالعادة! - 00:20:26
قبل انقطاع حبل (شبه إنسان أورس) - 00:20:29
كان حبل العظام الخلفيَّة للحوت قد مُدَّ لـ(طرزان) عام (1989)، - 00:20:32
إلى أن انقطع عام (2014) - 00:20:38
وقد بينَّا تفاصيل هذه الفضيحة في حلقة: (صحَّ النُّوم) - 00:20:40
لا تقلقوا، حبلٌ آخرُ مُدَّ في العام نفسه - 00:20:44
الدُّكتور كارل جيبرسون "Karl Giberson" - 00:20:48
نائب رئيس بيولوجوس فاوندايشن "Biologos Foundation" سابقًا - 00:20:49
يعرض في محاضرةٍ له صورة طفلٍ بِذَيْل: - 00:20:52
(إنجليزية): لكنَّ بعض الأطفال يملكون ذلك - 00:20:56
يصل بعض الأطفال إلى عالم الأمومة وهم يملكون ذيولًا - 00:20:59
لدينا جينات لبناء الذيول - 00:21:02
إذن (جيبرسون) يعتبر هذه الصورة دليلًا على تطوُّر الإنسان من أصولٍ حيوانيَّةٍ، - 00:21:04
ويقول أنَّنا معاشر البشر لدينا جيناتٌ للذَّيل، لكنَّها لا تعمل إلا في البعض. - 00:21:09
لكن، وُوجه (جيبرسون) بأنَّ هذه صورة مزوَّرة! - 00:21:15
فوتوشوب "Photoshop" - 00:21:19
أصلها من موقعٍ فكاهيٍّ اسمه: كراكد دوت كوم "cracked.com" - 00:21:20
وبأنَّ ما يعتبره جينًا للذَّيل لا يعمل إلا في البعض، - 00:21:25
مخلَّفات أصولٍ حيوانيَّة... - 00:21:29
هو في حقيقته جينٌ منظِّمٌ لنموِّ الخلايا، يحتاجه كلُّ إنسان. - 00:21:31
أليس عيبا يا (جيبريسون)؟! - 00:21:37
أقصد... - 00:21:38
صور فوتوشوب، - 00:21:39
وكذب في الحقائق، - 00:21:40
وخلط لكلّ شيء، - 00:21:42
أليس عيبا عليك؟! - 00:21:44
بماذا ردَّ دكتور "جيبريسون"؟ - 00:21:45
ردَّ بأنَّه خُدع بهذه الصورة، لكنَّ المبدأ الذي فيها مُثْبَتٌ بصورٍ أخرى صحيحة - 00:21:47
أي حتَّى إن لم يصحَّ هذا، فالأدلَّة كثيرة جدًّا. - 00:21:55
أين هي هذه الأدلَّة الأخرى؟ - 00:22:00
تذهبُ إليها فإذا هي سراب، - 00:22:02
سراب... - 00:22:05
الحَمض النووي "DNA" كثيرٌ منه "junk" خردة لا فائدة منه، - 00:22:11
حبلٌ غبيٌّ آخر مُدَّ وانقطع بعد نشْر مشروع المادة الوراثية "Genome Project" عام (2012)، - 00:22:15
وما عادوا يذكرونه. - 00:22:21
- حسنًا، لم أنت مستاء؟! صُحِّح الخطأ - 00:22:23
أها... - 00:22:26
صُحِّح الخطأ بعد ماذا؟ - 00:22:27
بعدما استدلَّ كينيث ميلر "Kenneth Miller" - 00:22:29
أستاذ البيولوجيا بجامعة براون "Brown University" - 00:22:31
بدعوى الـ (DNA) -الخردة هذه- في أوَّل يومٍ من محاكمة دوفر "Dover" - 00:22:34
أتذكرون إخواني؟ - 00:22:39
أتذكرون ما ذكرناه في الحلقة الماضية، عن المحْكمة التي أُقيمت ضدَّ المَدْرسة - 00:22:40
التي أرادتْ تدريس الطلَّاب: أن الحياة قد تكون جاءت بالتَّصميم (فعل فاعل)، - 00:22:45
وليس بالصُّدف العشوائيِّة؟ - 00:22:51
وكيف أُدِين مجلس الأهالي الذي فعل ذلك، - 00:22:53
وحُكِم ضدَّهم، وكانوا عِبرةً لمن يفكِّر في الخروج على آلهة التطوُّر! - 00:22:56
ذكر (ميلر) أثناءها في شهادته للتطوُّر وضدَّ التصميم أن أجزاءً من الـ (DNA): - 00:23:02
"Broken" تالفة، وفيها أخطاء، - 00:23:08
و"non-functional" بلا وظيفة و"just a mess" محض فوضى - 00:23:10
أبطل (مشروع المادة الوراثية) هذه المزاعم بعد تسع سنوات من صدور القرار ضدَّ المَدْرسة. - 00:23:16
هل سُمح بعدها للمَدْرسة بتدريس أنَّ هناك تصميمًا في الكون من جديد - 00:23:22
وأنَّ التطوُّر مشكوكٌ في أمره على الأقلِّ؟ - 00:23:27
لا طبعًا... - 00:23:30
لماذا؟ - 00:23:31
لأنَّه حتَّى وإن سَقطت دعوى الـ (DNA) الخردة؛ فالأدلَّة على التطّور كثيرةٌ جدًا. - 00:23:32
أين هي هذه الأدلَّة؟ نأتيها فإذا هي سرابٌ في سراب، - 00:23:38
يكشفها العِلْم، لكن بعد ماذا؟ - 00:23:43
بعد أن تعيش عليها الخرافة عشرات السنوات، وتُكرَّس في عقول ضحايا جديدةٍ من الأجيال، - 00:23:46
وتؤدِّي دورها وتنتهي صلاحيَتُها. - 00:23:52
قد تقول لي: يا أخي هناك علومٌ كان بها أخطاءٌ وصُحِّحت واستفاد الناس منها - 00:23:55
فأقول لك: علوم نافعة، تقوم على ما لا يعارض العقل والفطرة والحسَّ. - 00:24:00
أمَّا خرافة التطوُّر - 00:24:04
فقد بينَّا لك في حلقات سابقة أنَّها وُلِدت مناقضةً لهذا كله، وبقيت عديمة الفائدة تمامًا - 00:24:06
ضع نفسك -أخي- مكان الشابِّ الذي كان يعيش قبل (100) عامٍ أو أكثر أو أقلَّ، - 00:24:14
كان يُقال له مثل ما يُقال لك الآن أيضًا: - 00:24:18
الأدلَّة على التطوُّر كثيرةٌ جدًّا. - 00:24:22
انظر فيها الآن! - 00:24:25
حبالٌ تقطَّعت، حتَّى باعتراف أتباع (طرزان) أنفُسِهم. - 00:24:26
قد تقول لي: حسنًا، لماذا تتكلَّم عن هذه الأدلة التي تركها أتباع النظريِّة أنفسُهم؟ - 00:24:30
تكلَّم عن الأدلَّة التي ما زالوا يستشهدون بها. - 00:24:35
أنا هنا أثبت لك مبدأ (الطَّرزانيَّة)، الذي يستخدمه أتباع الخرافة. - 00:24:39
كلَّما انقطع حبلٌ، مدُّوا حبلًا... - 00:24:42
وإلَّا فقد تناولنا الحبال التي يتعلَّق بها (طرزان) الخرافة حاليًّا، - 00:24:45
وقطَّعناها لك في الحلقات السابقة. - 00:24:49
قد لا تجدها في كتبهم بعد (10) أعوام، أو (20) عامًا بالفعل. - 00:24:53
لكن بعد أن تكون حبالٌ جديدة قد مُدَّت لـ(طرزان)، وهكذا... - 00:24:58
نعم، قطَّعنا لك في الحلقات الماضية الحبال، - 00:25:04
ومن أبحاثٍ كثيرٌ منها لأتباع (طرزان) أنفسهم. - 00:25:07
-حبل (أخطاء التَّصميم في شبكيَّة العين). - 00:25:11
-قطعناه... - 00:25:14
-(الزّائدة الدوديَّة). - 00:25:15
-قطعناه... - 00:25:16
-(الطُّيور التي لها أجنحةٌ بلا فائدة). - 00:25:17
قطعناه... - 00:25:19
-(العظام الخلفيَّة في الأفعى). - 00:25:20
-قطعناه... - 00:25:22
-حبل (إنسان نياندرتال "Neanderthal"). - 00:25:23
-قطعناه... - 00:25:25
-(التَّشابه في الكائنات). - 00:25:26
قطعناه... - 00:25:27
-(٪99 تشابه بين جينوم الإنسان والشمبانزي). - 00:25:28
- قطعناه... - 00:25:31
-(٪99 من العلماء يؤمنون بالتطوُّر). - 00:25:32
- قطعناه... - 00:25:34
-النظرية مفيدة، لا غنى عنها، وعالجت الناس، - 00:25:35
وجائزة نوبل للكيمياء: - 00:25:39
-قطعناه... - 00:25:40
-حبل مقاومة البكتيريا للمضادَّات. - 00:25:41
-قطعناه... - 00:25:43
-(تجربة لينسكي "Lenski" والبكتيريا الهاضمة للسيترات). - 00:25:44
- قطعناه، - 00:25:47
وقطعنا غيرها... - 00:25:48
وإخواننا في (الباحثون المسلمون) - 00:25:49
قطعوا مئات الحبال الأخرى في مئات المقالات المدعومة بالأدلَّة العلميَّة الحديثة. - 00:25:51
بعد ذلك: - 00:25:58
﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:25:59
أين دليلكم الصَّلب الذي لا يُفَشُّ عند تعريضه لإبرة العقل الصحيح والبحث العِلميِّ المحترَم؟ - 00:26:03
أين دليلكم المُحكَم المتماسك؟ - 00:26:10
هل هو في الإبهار الفارغ؟! - 00:26:13
أم في خَلْط الحقائق بالخرافة؟! - 00:26:14
أم في الاستدلال بالجهل؟! - 00:26:16
أم في التسميات الفارغة؟! - 00:26:18
أم في مخاطبة الناس كأطفال؟! - 00:26:20
أم في الأخذ بالشُّبَه والاشتباه؟! - 00:26:22
أم في (الخُنفشاريَّة) والإحالة على مجهول؟! - 00:26:24
أم في قائمة المغالطات المنطقية والحيل النفسيَّة الـ(14) التي تكلّمنا عنها حتى الآن؟! - 00:26:26
وها نحن اليوم نضيف الحيلة الـ (15): - 00:26:33
(الطَّرزانيَّة)... - 00:26:37
﴿قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا - 00:26:38
إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ - 00:26:43
وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [القرآن 6:148] - 00:26:45
نريد عِلمًا حقيقيًّا، - 00:26:48
لا (بالإنجليزية):علما زائفا "Pseudo-Science"، ولا (فوتوشوب) - 00:26:50
ولا أفلامكم الهوليووديَّة التي تخدعون بها السُّذَّج من النَّاس - 00:26:51
بدأنا سلسلة الحلقات بـ: - 00:26:56
﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين﴾ [القرآن 1:111] - 00:26:58
وقاربنا ختامها بـ: - 00:27:01
﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:27:03
هذا هو المنهج القرآنيُّ: - 00:27:06
منهج العِلْم والبرهان، لا الخيالات والخرافات. - 00:27:07
فديننا -بحمد الله- قائمٌ على مُحْكَمَات وأدلَّة صلبة متماسكة مستقلَّة. - 00:27:11
على ضوئها نفسِّر المتشابهات فتنسجم المنظومة - 00:27:16
أين نجد في دينكم (الدارويني) مُحكمةً واحدة؟ - 00:27:21
أو دليلًا صلبًا مستقلًّا واحدًا؟ - 00:27:24
ألستم يا أتباع الخرافة، تتَّبِعون متشابهات ديننا ابتغاء الفتنة لتُضلُّوا النَّاس عنه؟ - 00:27:27
ألستم تحجبونهم عن المُحْكَمات؟ - 00:27:34
فماذا لديكم لتقدِّموه للنَّاس؟ إلَّا المتشابهات والأوهام والخرافات... - 00:27:36
﴿قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾ [القرآن 6:148] - 00:27:42
لعلماء الحديث مقولةٌ جميلة: - 00:27:46
أنَّه إذا كان الحديث الواحد في كلِّ طُرُقه وضَّاعون وكذَّابون ومتَّهمون بالفسق، - 00:27:47
فإنَّ كثرة طُرُق هذا الحديث لا تزيده إلا ضعفًا و رَدًّا، - 00:27:53
ولا يَجْبُر أحدها الآخر. - 00:27:58
واحدٌ يضع الحديث، الآخر يسرقه منه، - 00:28:00
الثالث تعجبه الكذبة، ويرى فيها تميُّزًا، فيخرج به على الناس... - 00:28:02
وهكذا (طرزان) الخرافة، - 00:28:07
عندما تجد أتباعه يمدُّون له الحبال الواهية، - 00:28:09
فإنَّك تعلم أنَّهم ما فعلوا ذلك إلا لفقدهم الأدلَّة المستقيمة المُحْكَمة المتماسكة، - 00:28:12
فلجؤوا إلى الإغراق في الأكاذيب، كما لجأ أسلافهم إذ قالوا: - 00:28:19
﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [القرآن 41:26] - 00:28:24
تذكَّروا -إخواني- أنَّنا قطعنا هذه الحبال كلَّها، - 00:28:29
لكن ليس ذلك فقط، بل بيَّنَّا أنَّ ما ليس مزوَّرًا منها - 00:28:32
هو في الحقيقة دليلٌ على عظمة الخَلْق، وعلى تجلِّيات القدرة والحكمة والإتقان، - 00:28:36
كما في حلقة: (تجربة البكتيريا الهاضمة للسيترات)، - 00:28:43
و(أجنحة البطريق)، و(تصميم العين)، و(تنويع الكائنات مع تشابه المادة الوراثية) - 00:28:45
وغيرها الكثير... - 00:28:51
نحن في حلقاتنا هذه -إخواني- تزوَّدنا بالمفاتيح - 00:28:52
التي تُقَطِّع حبال مبادئ هذه الأدلَّة المزعومة من أساسها - 00:28:55
أي أن كلُّ فكرة (أعضاء بلا فائدة)، بينَّا لك بطلانها، - 00:29:00
وكيف تردُّ عليهم فيها بأنَّهم يمارسون مغالطة الاستدلال بالجهل، - 00:29:04
وبأنَّ عبء الدليل يقع عليهم هُم. - 00:29:08
كلُّ فكرة (الاستدلال بالحفريَّات) بينَّا لك هزليتها، - 00:29:11
وكيف تردُّ عليهم بإلزامهم بتَبِعات نظريَّتهم، كما في حلقة: (من سرق المليون؟). - 00:29:14
كلُّ مبدأ: (قدرة الطفرات العشوائيَّة على عمل شيء) - 00:29:19
بينَّا هزليته حين عرَّفناك بمعناه في حلقة: (خاطبهم كأطفال). - 00:29:23
مبدأ (الشَّبه)، مبدأ (الإحالة على مجهول)، وغيرها... وغيرها... - 00:29:28
قطعنا هذه المبادئ من أصولها حتى إذا سمعت عن أيِّ حبلٍ جديد - 00:29:32
فإنَّك تضعه في الخانة المناسبة -ممَّا سبق من مبادئ التَّضليل- - 00:29:37
فلا تكلِّف نفسك أن تُعَدِّل جلستك، ولا تقوم من مكانك. - 00:29:42
بل تقطِّع حبالهم وتُفُشُّ بلالينهم التي يحجِبون بها نور الشمس، - 00:29:46
وتفعل ذلك بأسلوبٍ عِلميّ، وأنت مُسترخٍ في مكانك. - 00:29:51
فإذا جاءك من يخادعونك فقل لهم: - 00:29:55
﴿لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّـهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾ [التوبة:94] - 00:29:58
فقد رأينا ضلالكم فيما مضى، - 00:30:02
ورأينا كيف حذَّر القرآن من عامَّة مغالطاتكم المنطقيَّة. - 00:30:04
قال رسول الله ﷺ: - 00:30:09
«تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ كالحَصِير: عُودًا عُودًا - 00:30:11
فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها؛ نُكِتَ فيه نُكتةٌ سَوداء، - 00:30:16
وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَ فيه نُكتةٌ بيضاء، - 00:30:19
حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ: علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا، فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْض - 00:30:23
والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا - 00:30:29
إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ» (صحيح مسلم) - 00:30:35
فأسأل الله أن يجعلنا وإيَّاكم بِيض القلوب؛ أتباع عِلْمٍ وهدى، لا خرافاتٍ وهوى؛ - 00:30:37
فلا تضرُّنا فتنةٌ ولا شبهة ولا عِلْمٌ زائف ما دامت السماوات والأرض. - 00:30:43
بل ويُتوقَّع منك -أخي- بعد هذه الحلقات - 00:30:49
أن لا تكتفي بموقف الرادِّ على ما يورِدُونه من نفاخات وحِبال، - 00:30:52
بل تنبَّه الناس إلى هؤلاء البائعين الغشَّاشين، - 00:30:56
الذين يبيعون الناس معلَّبات العِلْم الزائف الفاسدة. - 00:31:00
إذن -إخواني- فخلاصة ما ذكرناه من مشاكل (طرزانيَّة) الخرافة هي: - 00:31:05
أنَّه حتَّى بعد انقطاع الحبل بالأبحاث العِلميَّة، - 00:31:09
فإنَّ الكتب الدِّراسيَّة والإعلام المُسَيَّس تبقى تتعلَّق بالحبل زمنًا طويلًا - 00:31:12
وأنَّ أتباع (طرزان) لا يُقِرُّون بسقوطه بعد ظهور انقطاع حباله تِباعًا - 00:31:19
بل يكرِّرون العبارة الببغاويَّة: حتَّى ولو... فالأدلَّة كثيرة جدًّا - 00:31:24
والصحيح أنَّها أكاذيب كثيرة جدًّا ما زالت تُختلق، - 00:31:29
وأنَّ الحبل ينقطع بعد توظيفه مرحليًّا، - 00:31:33
في تلويث عقول الأجيال وعقائدها وأخلاقها، والإجرام في حقِّ البشريَّة. - 00:31:36
(مؤثرات صوتية) - 00:31:42
يبقى سؤال: من يمدُّ هذه الحبال لـ(طرزان)؟ ولماذا؟ - 00:31:48
دعوى أنَّ (99٪) من العلماء يؤمنون بخرافة التطوُّر - 00:31:54
هذه الدَّعوى رددنا عليها بالتَّفصيل في الحلقة الماضية. - 00:31:58
لكنْ سؤالنا اليوم: من يدعمها حقيقةً؟ من يمدُّ الحبال لـ(طرزان) كي لا يسقط؟ - 00:32:03
أصنافٌ كثيرةٌ من الناس: - 00:32:10
أوَّلا: من تتوقَّف حياتهم المهنيَّة عليها؛ - 00:32:12
فطرزانيَّة الخرافة أنتجت كثيرًا من الأكاديميِّين المعتمدين عليها؛ - 00:32:16
الذين تتوقَّف ألقابهم العِلميَّة، شهاداتهم الأكاديميَّة، حياتهم المهنيَّة، - 00:32:21
ورواتبهم، مناصبهم، على بقاء (طرزان) معلَّقًا في الهواء! - 00:32:26
تصوَّر أن تقول لمتخصِّص في (بالانجليزية) "عِلْم الأحياء التَّطوري": - 00:32:31
أثبتنا أنَّ الاسم الحقيقيَّ لتخصُّصك هو: (دكتورٌ في عِلْم الأحياء الخرافيِّ) - 00:32:35
ماذا ستكون ردَّة فعله؟ - 00:32:40
ثانيًا: كلُّ عاجز عن أن يُنتِج عِلْمًا نافعًا، لكن عنده خيالٌ في الرسم - 00:32:43
ليُخرِج شبه إنسان من فكٍّ، أو ضرس، أو قحف جمجمةٍ، أو ضلع، سيمدُّ لـ(طرزان) حبلًا. - 00:32:47
كلُّ عاجز عن أن ينتج عِلْمًا نافعًا، لكن يستطيع بخياله الهزلي الواسع - 00:32:54
أن يرسم لك سيناريو - 00:32:59
كيف نشأت الحواسّ أو الميول النفسيَّة، بالطفرات العشوائيَّة والانتخاب الأعمى، - 00:33:01
سيَمدُّ لـ(طرازان) حبلًا... - 00:33:06
وستجد آلاف الأبحاث من هذا النوع، لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه. - 00:33:08
ثالثًا: كلِّ مصمِّمي ومنتجي ومخرجي الصور الفوتوشوبيَّة والأفلام الهوليووديَّة - 00:33:15
المكرِّسة للخرافة في العقول، سيمدُّون لـ(طرزان) حبلًا. - 00:33:21
رابعًا: كلُّ انتهازيٍّ سمع بانتشار الخرافات بأرض قومٍ، - 00:33:26
فأتى يلمُّ العظام ويُلْصِقها بعضها ببعض، ويبيعها لهم، - 00:33:31
كما فعل البروفيسور (رينر) وغيره من بائعي العظام، سيمدُّ لـ(طرازان) حبلًا. - 00:33:35
فالمسألة أصبحت تجارة؛ كما رأينا مع (هوروم) ومع (الآركيورابتور) وغيرهما. - 00:33:40
خامسًا: كلُّ مشعبذ من كهنة العِلْم الزائف، - 00:33:45
تُطبَع الآلاف أو الملايين من النُّسخ من كتبه التي تقول: - 00:33:48
الإله وَهْمٌ، الكون أوجد نفسه من لا شيء - 00:33:52
ويزوِّر العِلْم في سبيل ذلك مُستغلًّا جهل الناس - 00:33:56
فيبيعهم كذبه وتخاريفه، ويكسِب الأموال والشهرة، - 00:33:59
سيمُدُّ لـ(طرازان) حبلًا. - 00:34:03
نعم، لقد أنتجت طرزانيَّة الخرافة عبر (160) عامًا - 00:34:06
مجموعة من الناس المنتفعين المتعلِّقين بها، كما هي متعلِّقةٌ بهم. - 00:34:10
جنودٌ متفانون في خدمتها، - 00:34:16
سيمدُّون لها حبالا ولن يسمحوا لها بالسقوط؛ لأنَّ سقوطها سقوطٌ لهم؛ - 00:34:19
فكثيرٌ منهم لا يحسنون إلَّا خدمة وثن الخرافة، ولا يأكلون الخبز إلا من خدمته. - 00:34:25
العلاقة بين هؤلاء و(طرزان)، علاقة حبلٍ متدلٍّ على طرفيِّ نقطة ارتكاز؛ - 00:34:32
فـ(طرزان) الخرافة معتمدٌ عليهم، وهم معتمدون عليه - 00:34:38
وسقوط أحدهما يعني سقوط الآخر. - 00:34:42
بالنسبة لبعض هؤلاء - 00:34:46
إسقاط (طرزان) يعني في ذهنه المبيت في الشارع ورفع لافتات : "homeless" - 00:34:48
طيِّب، تعالوا نقنعه أنَّ هذا أشرف له من تزييف العِلْم ومن تضليل الناس، - 00:34:54
تعالوا نقنعه بأن يتوكلَّ على الله، وبإيثار الحقِّ على الخَلْق، والتزام الأمانة العِلميَّة - 00:34:59
أنسيتم؟ هذه المعاني -إخواني- لا تعني شيئًا (للتطوريِّ)؛ - 00:35:06
لأنَّها مشاعرٌ صُدَفيَّةٌ، جاءت بها الطَّفرات العشوائيَّة؛ - 00:35:09
لهذا الحثالة الكيميائيَّة المسمَّى بالإنسان. - 00:35:13
ومن المضحك أن ترى شبابًا يشمئزُّون من تُجَّار الدين -وهم موجودون بالفعل- - 00:35:18
ثمَّ يثقون في تجَّار الخرافة - 00:35:23
وكأنَّهم سيتحلَّوْن بالأمانة العِلميَّة، ويعرضون لك الحقائق لوجه الله تعالى. - 00:35:25
بالنسبة للمعتمدين على الخرافة في حياتهم - 00:35:30
فإنَّهم يقعون في حالةٍ نفسيَّة لا تسمح لعقولهم أن تخرج عن مساراتٍ محدَّدة؛ - 00:35:33
فالتَّفكير في بُطلان نظريَّة التَّطوُّر -مجرَّد التفكير بذلك- - 00:35:39
ممنوع! - 00:35:44
الصُّور المظلمة لمستقبلهم دون (طرزان) تقف في طريق تحرير عقولهم من الخرافة - 00:35:44
هي عبوديَّةٌ، مثل باقي العبوديَّات الجاهليَّة. - 00:35:51
من جاء قبلهم صنع لهم وثن الخرافة، - 00:35:54
ساروا على الطريق - 00:35:57
فوجدوا أنفسهم معتمدين على هذا الوثن في معيشتهم، - 00:35:58
ولا يستطيعون، أو لا يريدون، أن يتخلَّصوا من هذه العبوديَّة. - 00:36:02
لقد أصبح هؤلاء سَدَنَةً جُددًا لِوَثن الخرافة؛ - 00:36:07
لا بدَّ للوَثن من أن يبقى، وأن تُضفى عليه الإنجازات وخوارق العادات - 00:36:11
مع أنه من الذين: - 00:36:15
﴿لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ [القرآن 22:73] - 00:36:17
لكن لا بدَّ من أن يبقى، ليبقى الناس يُلْقُون في صحنه الأموال التي يلتقطها السَّدَنة. - 00:36:21
العالَم بعد صدمة نيكسون "Nixon shock" حين فكَّ الارتباط بين الذَّهب والدولار - 00:36:27
أصبح بنفس الشكل؛ - 00:36:31
حبالهم ممدودةٌ لأمريكا لأنَّ سقوطها يعني سقوطهم اقتصاديًّا، وسقوطُهم يعني سقوطها. - 00:36:33
فكلٌّ يُدلِي الحبل للآخر - 00:36:40
حاشية الرُّؤساء الفاسدين يتَفانَون في الدِّفاع عن فخامة الرئيس؛ - 00:36:42
لأنَّ وجودَه مسألةٌ مصيريَّةٌ لهم؛ - 00:36:46
فسقوطه يعني سقوطهم، كما أنَّ سقوطهم يعني سقوطه، - 00:36:49
فيمدُّ كلٌّ منهم حبلًا للآخر. - 00:36:54
هكذا الجاهليَّات القديمة والحديثة عمومًا. - 00:36:57
وهذا يُفرِّقها من الإيمان بالله، حيث الحبل ممدودٌ من الله للنَّاس، - 00:37:00
وهو غير محتاجٍ إليهم ولا معتمدٍ عليهم؛ - 00:37:05
بل الخَلْق كلُّهم محتاجون إلى حبله سبحانه، - 00:37:08
فاقرأ وأنت تتأمَّل هذا المعنى، - 00:37:12
قول الله تعالى: - 00:37:15
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [القرآن 3:103] - 00:37:16
هل يعني هذا أنَّه لا يدعم خرافةَ التطوُّر إلَّا المنتفعون والعاجزون؟ - 00:37:19
لا...؛ - 00:37:24
بل هناك أصنافٌ أخرى من مُدلِي الحبال. - 00:37:25
سادسًا: كلُّ من لديه مشكلةٌ مع الكنيسة، ولا يريد أن يبحث عن دينٍ آخر صحيح؛ - 00:37:28
فالقسمة عنده ثنائيَّة: إمَّا الكنيسة وإمَّا التَّطوُّر - 00:37:34
كذلك كلُّ من لديه مشكلةٌ نفسية مع الإيمان، أو يريد أن يتَّخذ إلهه هواه - 00:37:37
ويريد في الوقت ذاته أن يبدو منسجمًا مع نفسه - 00:37:43
منطلقًا من أسسٍ علميَّة، لا شهوانيَّة بهيميَّة - 00:37:47
سيمدُّ لـ(طرزان) حبلًا. - 00:37:51
بينَّا بالتفصيل -إخواني- في حلقة: (عَبَدَةُ الميكروبات) - 00:37:53
أن كلمة: "Evolution" (بالإنجليزية): التَّطوُّر - 00:37:56
أصبحت تساوي بالضبط عبارة: لا خَلْق عن قصدٍ وإرادة - 00:37:58
وأنَّها أُفرِغت من محتواها تمامًا، ومن العشوائيَّة والعَمَايَة، - 00:38:03
واختلف أتباعها فيها غاية الاختلاف، - 00:38:07
لكنَّهم يتَّفقون على شيءٍ واحد: - 00:38:10
(إنكار الخَلْق) - 00:38:13
ثمَّ بيَّنَّا في حَلَقَتَيْ: (إله فجوات الملحدين) و(المخطوف) - 00:38:15
أنَّ فيروس المادِّيَّة -الذي هو أساس خرافة التَّطوُّر الصُّدفيِّ- - 00:38:19
ما هو إلا قناعٌ للإلحاد. - 00:38:23
وذكرنا أقوال "علماء" - 00:38:25
أكَّدوا أنَّه مهما بدت تفاسيرهم سخيفةً ومضادَّةً للعقل والمنطق - 00:38:27
فلا بدَّ من قبولها حتَّى لا يتدخَّل الدين من جديد؛ - 00:38:32
فـ "نظريَّة التَّطوُّر" هي دينٌ إلحاديٌّ، - 00:38:37
دينٌ بمعنى الكلمة، - 00:38:40
وأتباعه يدافعون عنه، ويمدُّون له الحبال، كما يدافع المرء عن دينه. - 00:38:42
انضمَّ إلى هذا كلّه دعم الدولة لـ(طرزان)؛ - 00:38:48
إذ مُنحت منظَّمة دراسة المناهج العِلميَّة البيولوجيَّة "BSCS" في أمريكا -مثلًا- - 00:38:51
منحةً ماليّة استخدمتها بدءًا من عام (1963) - 00:38:57
في ملء الكتب الدراسيَّة بمفاهيم خرافة التطوُّر، - 00:39:01
وتضاعفت المساحات المخصَّصة لها من الكتب أكثر من عشرة أضعاف؛ - 00:39:05
بدعوى توافقِ ذلك مع دستور الدولة العلماني، وحسبان الخَلْق دينًا، والتطوُّر عِلْمًا - 00:39:10
هذا على الرغم من نشاط حركة: "Teach the Controversy" ( تعليم الجدل) - 00:39:17
التي طالبت بأن يُطْلَع الطلَّاب في المناهج على الطعون على نظريَّة التطوُّر؛ - 00:39:22
ليفكروا بأنفسهم، ويخرجوا بقناعاتهم الخاصة؛ - 00:39:28
توافقًا مع حريَّة البحث العِلميِّ، التي يكفلها الدُّستور الأمريكيُّ أيضًا. - 00:39:32
وجاءت استفتاءاتٌ شعبيَّةٌ بتأييد هذه المطالبة بنسبةٍ كاسحة، - 00:39:37
ومع ذلك ما زالت الغلَبَة لأتباع (طرزان)! - 00:39:41
وأصبحت هناك منظَّمات مثل منظَّمة (ملحدي أمريكا ) "American Atheists" - 00:39:45
التي أسَّستها الإباحيَّة (مادلين أوهاير) "Madalyn O'Hair" عام (1963) أيضًا. - 00:39:50
تطارِد قضائيًّا كلَّ من يثور على آلهة التطوُّر من الأكاديميِّين، - 00:39:56
وكذلك (الأكاديميَّة الأمريكيَّة القوميَّة للعلوم) ذات الأغلبيَّة الملحدة، - 00:40:01
والتي رأينا نماذج من تزويرها للحقائق؛ خدمةً للخرافة. - 00:40:05
مؤسَّسات بأكملها تدعم الخرافة! - 00:40:10
لكن... لحظة! - 00:40:13
هل هذا كلُّه يفسِّر انتشار الخرافة بهذا الشكل؟ - 00:40:14
جوابي عن سؤالك هو: - 00:40:17
هل يُعقَل للفايروس -الذي لا يُرى إلا بالمجاهر الإلكترونيَّة- - 00:40:18
أن ينتشر في جسد إنسان، ويقضي عليه؟ - 00:40:22
والجواب: نعم؛ - 00:40:26
إذا كان الإنسان ضعيف المناعة. - 00:40:27
وهكذا فيروس الخرافة... - 00:40:30
انتشر في جسد الغرب الذي كان منهَكًا بخرافات الكنيسة، نافرًا منها، مرهَقًا من تسلُّطها - 00:40:32
فبنى (طرزان) الخرافة مجده الموهوم على فشل خصمه، - 00:40:38
على مقولة: "إنَّ البُغاث بأرضنا يسْتَنسِر" - 00:40:43
تمامًا كما تَستمدُّ الأنظمة الفاسدة الحياة - 00:40:46
من تخويف شعوبها من خصومٍ توهم الناس أنَّهم شرٌّ منها. - 00:40:49
وهذا كان واضحًا جدًّا في حلقة: (إله فجوات الملحدين). - 00:40:54
بعد هذا كلِّه -إخواني- - 00:40:58
بقي أن نجيب عن السؤال الذي ألحَّ به كثيرون منذ بدء سلسلة الحلقات هذه، - 00:40:59
وأخَّرت الإجابة عنه عمدًا، - 00:41:05
ما هو السؤال؟ - 00:41:07
لماذا تفترض تَعارُض نظريَّة التَّطوُّر مع الإسلام؟ - 00:41:09
لماذا لا نصالح بينها وبين ديننا، كما صالح بعض الغربيِّين بينها وبين دينهم؟ - 00:41:12
هذا ما سنجيب عنه جوابًا شافيًا كافيًا -بإذن الله- في الحلقة القادمة، - 00:41:19
فتابعونا... - 00:41:25
والسلام عليكم - 00:41:26