سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
Transcription
السَّلام عليكم - 00:00:00ضَ
أنا لستُ من متابعي برنامج (الدَّحِّيح) - 00:00:01ضَ
لكن لَفَتت نظري حلقةٌ كَثُرَ الكلام عنها - 00:00:03ضَ
تابعتُها، ففهمتُ طريقة (الدَّحِّيح) - 00:00:06ضَ
لذلك ردِّي هنا ليس على هذه الحلقة بالذات، بل على طريقته بشكلٍ عامٍّ - 00:00:08ضَ
الحلقة بعنوان: (يا محاسن الصُّدَفْ) - 00:00:13ضَ
يبدأ (الدَّحِّيح) هذه الحلقة بمقدِّمة - 00:00:16ضَ
أنَّ هناك أحداثًا يبدو احتمالهُا ضعيفًا جدًا جدًا، - 00:00:19ضَ
لكن إذا غيّرت الافتراضات، يصبح احتمالُها أقوى - 00:00:23ضَ
بل، وقد يصبح احتمالُ حصولها شبه حتميٍّ - 00:00:26ضَ
يقول مثلًا: العُمْلة النَّقديَّة؛ - 00:00:31ضَ
إذا افترضت أنَّ الوجهين لها مختلفان، ورميتها في الهواء، - 00:00:33ضَ
فستكون احتمالية ظهور أحد الوجهين (50%)، - 00:00:37ضَ
بيْنما إذا افترضتَ أنَّ الوجهين نفسُ الشيء - 00:00:41ضَ
فحين ترمي العُملة، ستكون نسبة ظهور الصُّورة المعيَّنة على العُملة (100%) - 00:00:45ضَ
حسنًا، وبالتالي يا (دحِّيح)؟ - 00:00:50ضَ
يقول: وبالتالي تعال إلى الكون الذي نعيش فيه... - 00:00:52ضَ
الثوابت الفيزيائيَّة فيه مضبوطةٌ لأبعد حدٍّ، - 00:00:56ضَ
لو اختلف شيء منها فسينهار الكون، ولن تكون هنالك كواكب ولا حياةٌ ولا شيءٌ - 00:00:59ضَ
وهذا سيجعلنا نظنّ أنَّ هذا الكون مصنوعٌ من أجلنا - 00:01:04ضَ
فيكمل: لا، ليس شرطًا أن يكون مصنوعًا من أجلنا؛ - 00:01:08ضَ
وإنَّما تغييرٌ بسيطٌ في الاحتمالات سيفسّر هذا الضَّبط الدَّقيق - 00:01:11ضَ
لثوابت الكون الفيزيائيَّة - 00:01:16ضَ
ما هو هذا التغيير البسيط؟ - 00:01:19ضَ
أجابك: أن نفترض أنَّ هناك عددًا لانهائيًّا من الأكوان - 00:01:21ضَ
-يعني (بالإنجليزية) أكوانٌ متعدِّدةٌ- - 00:01:26ضَ
كلُّ واحدٍ منها له ثوابت فيزيائيّةٌ مختلفةٌ، - 00:01:27ضَ
فبالصُّدفة خرج كوننا هذا وفيه ثوابتُ فيزيائيةٌ مناسبةٌ لحياتنا، - 00:01:31ضَ
والنَّتيجة: لم يقصد أحدٌ أن يضبط هذا الكون الذي نعيش فيه، - 00:01:36ضَ
وإنَّما كونُنا جاء بالصُّدْفة - 00:01:41ضَ
تغييرٌ بسيطٌ في الافتراضات -أكوانٌ لانهائيَّةٌ- - 00:01:44ضَ
أدَّى إلى تغيُّرٍ كبيرٍ في النَّتيجة: الكون جاء بالصُّدْفة - 00:01:48ضَ
قبل أن أعطي وصفًا عامًّا لهذا الكلام، تعالوا نناقشْه علميًّا - 00:01:53ضَ
لو قلتُ لك: - هل ترى هذه الغرفة؟ - 00:01:58ضَ
ما احتماليَّة أن يظهر الرقم (5) عشر مرَّات في نفس الوقت؟ - 00:02:02ضَ
- أين يظهر؟! -على العَجَلات الدَوَّارة - 00:02:08ضَ
- أيُّ عجلات؟! - عجلات اليانصيب - 00:02:11ضَ
- ليس هناك عجلات يانصيب في الغرفة! - افترض أنَّ هناك عجلات يانصيب - 00:02:16ضَ
- أيُّ افتراض؟! حسنًا، ومن يحرّك العجلات؟ - 00:02:23ضَ
- لا، لا بد ن أن تفترض أنَّ هناك (10) أولادٍ يحرّكونها - 00:02:26ضَ
- لا عفوا، دعنا نرجع لسؤالك بلا افتراضاتٍ إضافيَّةٍ - 00:02:31ضَ
احتماليَّة أن يظهر الرقم (5) عشر مرَّاتٍ في غرفةٍ فارغةٍ بهذا الشكل هو (0%) بالضبط - 00:02:35ضَ
(الدَّحِّيح) بدايةً لعِب لُعبة افتراض العجلات والأولاد في غرفةٍ فارغةٍ - 00:02:43ضَ
أي، حين تقول لي: ما احتماليَّة أن يوجد كونٌ بثوابت فيزيائيَّةٍ مضبوطةٍ تناسب عَيْشنا فيه؟ - 00:02:48ضَ
أقول لك: لا، دعنا نقِف عند: ما احتمالية أن يوجد كون أصلًا؟ - 00:02:56ضَ
قبل أن نتحدَّث في كلمة: "ثوابت"، وكلمة: "مضبوطة" - 00:03:02ضَ
دون خالقٍ، ليس هناك كونٌ أصلًا؛ - 00:03:06ضَ
ليست هناك عجلاتٌ، وليست هناك غرفةٌ، - 00:03:09ضَ
بل ليست هناك مادَّةُ يتكوَّن منها الكون أصلًا - 00:03:11ضَ
فكلامٌ فارغٌ أن نتكلَّم عن الاحتماليّات من غير أن تكون هناك مادَّةٌ تجري عليها الاحتمالات - 00:03:14ضَ
ستقول لي: يا أخي، (الدَّحِّيح) لم ينكر وجود الخالق - 00:03:22ضَ
هو يتكلَّم عن علومٍ رياضيَّةٍ واحتمالاتٍ - 00:03:25ضَ
مهلًا، دعنا نرتّب أفكارنا قليلًا - 00:03:28ضَ
ليس من الممكن أن نتجاوز مسألة المادَّة، التي تدَّعي أنَّ أكوانك (اللانهائيَّة) تشكَّلت منها - 00:03:32ضَ
فأمامك واحدٌ من اثنين: - 00:03:38ضَ
إمَّا أن تُضطَّر إلى الاعتراف بوجود إله لكي تَحُلَّ مشكلة وجود المادة فقط، - 00:03:40ضَ
وعندها ستقول إن هذا الإله يخلق المادة فقط - 00:03:46ضَ
ويتركها تتفاعل وتتركَّب بطريقةٍ عشوائيَّةٍ غير مقصودةٍ، - 00:03:49ضَ
فبالصُّدْفة تشكَّل منها واحدٌ مناسبٌ لحياتنا، - 00:03:53ضَ
وهذا افتراضٌ مضحكٌ متناقضٌ - 00:03:57ضَ
تَصَوُّرُ إلهٍ خلَّاقٍ بلا حدٍّ - 00:04:00ضَ
يخلق مادَّةً، تَظْهر حكمته وقدرته وعلمه، في ذرَّاتها الدَّقيقة، وترتيبِ جُسَيْماتها، - 00:04:02ضَ
لكن أصبح يتصرَّف بعدها بعبثيَّةٍ، ويَخْلق بكثرةٍ دون غايةٍ - 00:04:09ضَ
ذرَّةٌ واحدةٌ من ذرَّات هذه المادة، ستردُّ على هذا التصوِّر السخيف - 00:04:15ضَ
أو أن تقول: لا، ليس هناك إله - 00:04:19ضَ
إذن، من أين جاءت المادة؟ - 00:04:23ضَ
- أوجدَتْ نفسها بنفسها - 00:04:25ضَ
- هل هذا علمٌ أم سُخف؟! - 00:04:27ضَ
- لا؛ هو كلامٌ علميُّ، وسنسمِّيه: (نظريَّة النشُوء التلقائيِّ للمادَّة) - 00:04:30ضَ
أوَّل شيءٍ -يا شباب- انتبهوا: - 00:04:36ضَ
ليس أي شيءٍ فيه كلمة (نظريَّةٍ) معناه: محترمٌ وله وزنٌ؛ - 00:04:37ضَ
أنا بيّنتُ بالتفصيل في حلقة: (نظريَّة البان كيك)، - 00:04:41ضَ
وحلقة: (كل الطرق تؤدِّي إلى الخرافة) - 00:04:45ضَ
أنَّ كلمة: (نظريَّة) هذه تُوضَع قبل سخافاتٍ مضحكةٍ لإعطائها: هَيْبةً، - 00:04:48ضَ
مع أنها مجرَّد: خيْبةٍ - 00:04:54ضَ
ثانيًا: هل تذكرون لويس باستور؟ - 00:04:57ضَ
ومن قبله: فرانسيسكو ريدي في القرن (17) - 00:05:00ضَ
اللّذين أثبتا بُطلان نظريَّة: (النشوءِ التلقائيِّ للكائنات الحيَّة من الجمادات)؟ - 00:05:03ضَ
أي أن المتخلِّفين في أوروبا، كانوا يظنّون أنَّ الذُّباب ينشأ تلقائيًا من القمامة، - 00:05:09ضَ
وأنَّ الفئران تنشأ تلقائيًّا من اللحم المتعفِّن - 00:05:16ضَ
(لويس) وقَبْلَه (رِدِي) بيَّنَا بُطْلان هذه النظريَّة المتخلِّفة، - 00:05:20ضَ
وأنَّ الكائنات الحيَّة -كالذُّباب- تنشأ في الواقع من كائناتٍ مِجهريَّةٍ كبيوض الذُّباب - 00:05:25ضَ
الّذي يقول هذه الأيام: - 00:05:31ضَ
المادة تنشأ من لا شيء، المادة تخلق نفسها بنفسها - 00:05:33ضَ
هو أشدُّ تخلفًا من المتخَلِّفين الأوروبيِّين في القرون الوسطى؛ - 00:05:38ضَ
لأنه يقول لك: لا، ليست الكائنات الحيَّة تنشأ تلقائيا من الجمادات فقط، - 00:05:42ضَ
بل الجمادات تَنشأ تلقائيًّا من لا شيء - 00:05:47ضَ
يعني في مثال الغرفة والعجلات، - 00:05:51ضَ
كأنَّ صاحبنا لمَّا سألناه: حسنًا، وأين العجلات والأولاد؟ - 00:05:53ضَ
قال: افترِض أنهم ينشؤون تلقائيًا، - 00:05:58ضَ
وسنسمِّي هذا الافتراض (نظريَّة العجلات الذاتيَّة) - 00:06:01ضَ
(ونظريَّة الأولاد الذاتِيِّين) - 00:06:05ضَ
فهل هذا علمٌ أم سخافةٌ؟! - 00:06:08ضَ
حسنًا، دعونا نسأل أنفسَنا: ما الذي اضطرَّهم إلى هذه السُّخف، وأَدخلهم في هذه (النظريّات)؟ - 00:06:11ضَ
ما الذي جعل وجودَ المادَّة مشكلةً؟ - 00:06:18ضَ
والضبطَ الدَّقيق في ثوابت الكون مشكلةً؟ - 00:06:20ضَ
وبدءَ الحياة على الأرض مشكلةً؟ - 00:06:24ضَ
ووجودَ الكائنات الحية المُتْقَنَة مشكلةً؟ - 00:06:26ضَ
الّذي جعل هذا كلَّه مشكلةً، - 00:06:29ضَ
هو أنهم أنكروا التَّفسير الوحيد الصحيح، العقليَّ، الفِطريَّ، المنطقيَّ، العِلميَّ: - 00:06:32ضَ
أنَّ هذا كلَّه لا بدَّ له مِن خالقٍ - 00:06:37ضَ
عندما تستثني هذا التفسير الوحيد سينهار كلُّ شيءٍ، - 00:06:41ضَ
ويصبح الوجود كلُّه مشكلةً، - 00:06:44ضَ
وتصبح بحاجةٍ إلى الهَذَيان بالجنون والتَّغابي، لحلِّ هذه المشاكل - 00:06:47ضَ
فيُسمَّى هذا السُّخف: نظريَّاتٍ - 00:06:52ضَ
كما بيَّنَّا بالتفصيل في أكثر من (25) حلقةٍ عن نظريَّة (التطوُّر الصُّدَفيِّ) - 00:06:55ضَ
كيف حدد كهنة العلم الزائف، - 00:07:01ضَ
النَّتيجة التي يريدون الوصول إليها سابقًا: أنه ليس هناك خالقٌ للكائنات الحيَّة، - 00:07:03ضَ
وراحوا في كل وادٍ يَهِيمون بعدَها، - 00:07:09ضَ
ويُعارضون العقل والعلم في سبيل إثبات أنه لا يوجد خالقٌ - 00:07:12ضَ
فـ(النشوء الذاتيّ للمادَّة)، و(الأكوان اللانهائيَّة) - 00:07:17ضَ
و(النشوء الذاتيُّ للخليَّة الحيَّة) و(التطوُّر الصُّدَفيُّ)، - 00:07:21ضَ
هذا كلُّه هذيانٌ إلحاديٌّ، يُراد منه ترقيع الفراغات التي يتركها إنكار وجود خالقٍ - 00:07:26ضَ
ما يفعله (الدَّحِّيح) وأشكالُه هو أنَّهم يأتون لواحدةٍ واحدة من هذه (الهذيانات) المضحِكة، - 00:07:34ضَ
ويتكلَّمون عنها في حلقاتٍ متباعدةٍ، ويحاولون إقناعك به - 00:07:39ضَ
كأنَّه يقول لك: دعنا الآن من نشأة المادَّة، ومن التطوُّر، ولنركّز في نقطة (الضبط الدقيق) - 00:07:44ضَ
ويحاول إقناعَك بها على حِدة: أنه ليس فيها أي دليلٍ على وجود خالق - 00:07:50ضَ
إذا اقتنعت، فسيأتيك في حلقةٍ أخرى ليُقنعك أنَّ إتقان الكائنات الحيَّة ليس فيه أي دليلٍ - 00:07:55ضَ
وفي النهاية، ستنهار من نفسك كل أدلة وجود الخالق، بخرافاتٍ واستغباء يسمُّونه (نظريَّاتٍ) - 00:08:01ضَ
إذن، فهذه أوَّل نقطةٍ: قبل أن يُدْخِلك (الدَّحِّيح) في موضوع الاحتمالات، - 00:08:09ضَ
اسألْه: المادة التي تُقيم الاحتمالات عليها، من أين جاءت؟ - 00:08:13ضَ
لاحظ كيف تجاوز (الدَّحيح) هذا السؤال الأهمَّ - 00:08:19ضَ
وأدْخَلك في متاهة الاحتمالات بكلامٍ مضلِّلٍ -كما سنرى- - 00:08:22ضَ
رقم (2): الأكوان اللانهائيَّة التي تتكلَّم عنها يا (دَّحِّيح) - 00:08:26ضَ
-غير كوننا الذي نعيش فيه- - 00:08:30ضَ
هذه الأكوان هل هي مضبوطةٌ أم غير مضبوطةٍ؟ - 00:08:32ضَ
أي متناسِقةٌ وتسير حسب ضَوَابط فيزيائيَّةٍ محدَّدةٍ؟ أم لا؟ - 00:08:35ضَ
أيضًا لا بدَّ من أن يكون الجواب واحدًا من اثنين: - 00:08:40ضَ
إمَّا أنَّها غير مضبوطةٍ؛ أي أكوانٌ عشوائيَّةٌ دون كواكب أو مجرَّاتٍ، - 00:08:43ضَ
لأن المادَّة لا تستطيع أن ترتّب نفسها - 00:08:48ضَ
أو ربمَّا هناك كواكب لكن مختلطة ببعضها ومدمَّرة - 00:08:50ضَ
دعونا نناقشْ هذا المشهد: - 00:08:53ضَ
إذا كنت جالسًا على مكتبك، - 00:08:55ضَ
وكان يرمى على المكتب من الأعلى كومةٌ من حديدٍ وأسلاك كلَّ ثانيةٍ، وأنت تُزيحها عن مكتبك - 00:08:57ضَ
وفجأةً، نزل على المكتب جهاز (آيفون) وقد حُمّلت عليه (بالإنجليزية) التطبيقات كلُّها، - 00:09:02ضَ
وهو مشحونٌ وجاهزٌ للاستخدام - 00:09:07ضَ
هل سيكون استنتاجك: - 00:09:09ضَ
أنَّ هذا الجهاز رُكِّب وشُحن ونَزَلتْ عليه (بالإنجليزية) التطبيقات بالصدفة؟ - 00:09:11ضَ
يا جماعة، الذي لا يُصدِّق هذه السخافة - 00:09:16ضَ
كيف يُصدِّق أنَّ هذا الكون -الكونَ الأعْقدَ من هذا الجهاز بما لا يُقارَن- - 00:09:19ضَ
يأتي بالصُّدْفة؟! - 00:09:25ضَ
وسنرجع -أيضًا- في هذه الحالة إلى النقطة الأولى: - 00:09:27ضَ
أنَّه -بغضِّ النظر- ما دامت تنزل عليك مادة -ولو مختلطة- فلا بُدَّ لهذه المادَّة من صانِع، - 00:09:30ضَ
فما بالك (بالإنجليزية) بالجوَّال المتقَن - 00:09:37ضَ
هذا الاحتمال الأوَّل يا (دَّحِّيح): أنَّ الأكوان التي تتكلَّم عنها غير مضبوطةٍ - 00:09:40ضَ
الاحتمال الثاني: أنَّها مضبوطةٌ ومُتناسقةٌ لكن بثوابت فيزيائيَّةٍ مختلفةٍ عن كوننا، - 00:09:45ضَ
بما لم يسمح بوجود الحياة في هذه الأكوان الأخرى - 00:09:51ضَ
حسنًا، لو رأيتَ سيَّارةً تَصلُح لركوب الإنسان، - 00:09:55ضَ
ومليارات المليارات من المَرْكبَاتِ الأخرى المتناسِقة، التي أجزاؤها متكامِلةٌ، - 00:09:58ضَ
لكن لا تَصْلُح لركوب الإنسان، - 00:10:04ضَ
هل سيكون الاستنتاج: أنَّ هذه السيارة والَمركْبَات كلَّها جاءت بالصُّدْفة؟! - 00:10:06ضَ
أم أنَّ وراءَها صانعًا عليمًا؟ - 00:10:13ضَ
إذا كانت هناك أكوانٌ لانهائيَّةٌ متناسقةٌ، - 00:10:16ضَ
فهذا معناه: عددٌ لانهائيٌّ من الأدلَّة على وجود إلهٍ متقِنٍ، حكيمٍ، قديرٍ، عليمٍ - 00:10:19ضَ
تعالوا الآن للنقطة الثَّالثة: - 00:10:28ضَ
(الدَّحِّيح) يكرِّر كلمة (ثوابت فيزيائيَّة) - 00:10:30ضَ
هل هناك -أصلًا- شيءٌ اسمه (ثوابت فيزيائيَّة) دون وجود خالق؟! - 00:10:33ضَ
يعني حتى لو تجاوزنا أنَّ العدم لا يخلُق المادَّة - 00:10:38ضَ
هل العدم -اللاشيء- سيجعل المادَّة أيضًا تسير بانتظامٍ دون اضطراب؟ - 00:10:42ضَ
مِنْ أكثر طرائف الملحدين حمقًا: - 00:10:50ضَ
أنَّهم يجعلون النظام -الدَّالَّ على وجود إلهٍ منظِّمٍ- بديلًا عن وجود الله - 00:10:52ضَ
تصوَّر لو أنَّكَ كنتَ كلَّ يومٍ تضع دينارًا على مكتبك - 00:11:00ضَ
أوَّل يوم دينارًا، وثاني يوم دينارًا، وهكذا... - 00:11:04ضَ
وبعد (10) أيام، جاء شخصٌ وقال: - هذه الأموال لم يضعها أحدٌ - 00:11:07ضَ
- لماذا؟! - 00:11:13ضَ
يجيبُك: أنا عرفتُ كيف جاءت هذه الأموال؛ كلَّ يومٍ دينارٌ، - 00:11:14ضَ
وبالتالي، فالّذي أوْجدَها هو قانون: (كلَّ يومٍ دينارٌ) - 00:11:17ضَ
هل هذا الرجل، عالمٌ أم محتالٌ؟! - 00:11:22ضَ
القوانين -يا إخواننا- ما هي إلا محاولاتٌ لوصف بعض الظواهر التي تحدث بانتظام، - 00:11:25ضَ
وليست هي فاعلًا - 00:11:32ضَ
الضوء ليس هو الذي يختار أن يسير بسرعة (300,000) كيلو مترٍ في الثانية، - 00:11:33ضَ
ولا قانون سرعة الضوء هو الذي يجعل الضوء يسير بهذه السرعة - 00:11:38ضَ
كلمة (قانون) هي وصفٌ، وليست فاعلًا مريدًا مختارًا يعلم ما يفعل، ويفعله بانتظام - 00:11:43ضَ
عندما يسير الضوء بسرعة ثابتة، فلا بدَّ -عقلًا- مِن فاعلٍ - 00:11:49ضَ
هو الذي جعله يسير بهذه السرعة، وبانتظام - 00:11:53ضَ
أنا عندما أضرِب على لوحة المفاتيح بسرعة (100) كلمةٍ في الدقيقة، فأكتب قصيدةً، - 00:11:57ضَ
تصوَّر أن يأتي أحدٌ فينظر إلى القصيدة، ثم يقول: هذه القصيدة لم يكتبها أحدٌ - 00:12:03ضَ
إذَن، كيف جاءت؟ - 00:12:09ضَ
يجيبك: كتبها قانون "(100) كلمةٍ في الدقيقة" - 00:12:11ضَ
هذا التغابي والسُّخف - 00:12:16ضَ
هو الذي مارسَه الفيزيائيُّ الجاحِد بالله (ستيفن هوكينغ) - 00:12:18ضَ
صاحب خرافة (بالإنجليزية): الأكوان المتعدِّدة التي يروِّج لها (الدَّحِّيح) - 00:12:23ضَ
هوكينغ قال في كتابه (التصميم العظيم): - 00:12:27ضَ
"لأنَّ هناك قانون الجاذبيَّة فإنَّ الكون يمكنه، بل وسوف يَخْلُق نفسه من لا شيء" - 00:12:30ضَ
مجرَّد وجود القانون -يا إخواني- - 00:12:39ضَ
يعني أنَّ هناك من جعله قانونًا، نظَّم الأشياء بهذا الشكل؛ - 00:12:41ضَ
فهو دليلٌ على موجِدٍ، وليس بديلًا عن موجِدٍ - 00:12:46ضَ
قانونٌ يعني: ليس هناك شيءٌ يسير عبثيًّا في هذا الكون - 00:12:50ضَ
إذَن لاحِظ، غيرَ مسألة أنَّ (الدَّحِّيح) يتجاوز من أين جاءت المادة، - 00:12:55ضَ
فهو يوهمك وكأنَّ الكون -الذي نحن فيه- من الممكن أن يوجد في لحظةٍ عابرةٍ - 00:13:00ضَ
ضُبِطت فيها الثوابت الفيزيائيَّة الكونيَّة وانتهى الأمر - 00:13:05ضَ
استمرَّ هذا الثباتُ تلقائيًّا بفضل قانون الجاذبية، - 00:13:08ضَ
وقانون سرعة الضوء، إلى آخره... - 00:13:13ضَ
وكأنَّ القانون شخصٌ فاعلٌ وله قدراتٌ - 00:13:15ضَ
النقطة الرابعة: (الدَّحِّيح) يمارس (التَّسطِيحَ) المضحِك - 00:13:20ضَ
عندما يقيس الكون -بتعقيده الشديد- - 00:13:24ضَ
على مثال ارتفاع سوق الأوراق الماليَّة أو انخفاضها، أو الربح والخسارة - 00:13:27ضَ
هل تعرفون -يا إخواني- ما معنى انضباط الكون؟ - 00:13:32ضَ
تعالوا نأخذ أبسط شيءٍ فيه... - 00:13:35ضَ
أكثر من (90) عنصرًا طبيعيًا مُكتَشفًا في الأرض - 00:13:37ضَ
ورُتِّبت النيوترونات في كلٍّ منها -والبروتونات- في أَنْوِيَةٍ محدَّدةِ الحجم بدقَّةٍ - 00:13:41ضَ
تَجذِب إلكترونات في مداراتٍ بالأبعاد اللازمة - 00:13:47ضَ
هذه العناصر تفاعلت بقوانين كيميائيةٍ ثابتةٍ، لتعطيَ مُرَكَّباتٍ لازمةً للحياة - 00:13:50ضَ
ومرةً أخرى: هذه القوانين لا بدَّ لها من فاعلٍ، منظِمٍ، متقِنٍ - 00:13:56ضَ
جاذبيَّةٌ أرضيَّةٌ بالمقدار اللازم، بحيث لا نَسْبح في الهواء، ولا تلتصق أقدامنا بالأرض - 00:14:02ضَ
أرضٌ تدور بسرعةٍ دقيقة؛ من أجل ليل ونهارٍ يتعاقَبان للنوم والعمل - 00:14:08ضَ
بُعْدٌ دقيقٌ عن الشمس: فلا تُحرقُنا ولا نتجمَّد - 00:14:14ضَ
درجة تبخُّر الماء، كثافة الهواء، نِسَبُ العناصر في الهواء، كلُّه بما يُناسب حياتَنا - 00:14:17ضَ
آلاف المليارات من الكواكب والنجوم، تسير بسرعةٍ مناسبةٍ في مداراتٍ محدَّدَةٍ، بدقَّةٍ شديدةٍ - 00:14:22ضَ
فحتى لو تجاوزنا موضوع: (مِن أين جاءت المادَّة؟) - 00:14:30ضَ
وحتى لو تجاوزنا موضوع: (مَن وَضع الثوابت؟ ومَن ثبَّتها؟) - 00:14:33ضَ
أنت محتاج إلى أن تحسب لي على مستوى ذرَّةٍ واحدةٍ كالهيدروجين، - 00:14:37ضَ
ما احتمال أن يكون حجم نواة الهيدروجين ما هو عليه؟ لا أصغر ولا أكبر؟ - 00:14:41ضَ
ما احتمال أن يكون الإلكترون بهذا البُعد عن النواة؟ - 00:14:46ضَ
ليس أصغر بـ(1) أو (2) أنجستروم أو جزءٍ من أنجستروم "angstrom" - 00:14:50ضَ
ولا أكبر بجزء أو جزئين أو مليون - 00:14:54ضَ
إلى ما لا حصر له من الاحتمالات المتاحة في مداراتٍ ثلاثيَّة الأبعاد؟ - 00:14:57ضَ
ما معنى هذه الأبعاد والعلاقات المتناسِبة - 00:15:02ضَ
والتي هيَّأت الهيدروجين للتفاعلات، ولمكانِه المناسب في تركيب الموادِّ للكائنات الحيَّة؟ - 00:15:05ضَ
وانظر إلى الكربون "Carbon"، وإلى النتروجين "Nitrogen"، وإلى باقي العناصر - 00:15:11ضَ
هذا ونحن نتكلَّم عن أبسط الوحدات المكوِّنة للمادَّة؛ - 00:15:15ضَ
أي أن ذرَّةٌ واحدةٌ، ليس هناك أيُّ احتماليَّةٍ معتَبَرةٍ لتَرَتُّبِ جسيماتها بهذا الشكل عشوائيًّا - 00:15:19ضَ
ويأتي (الدَّحِّيح) ليقيس لك -ليس الذرَّة الواحدة- - 00:15:25ضَ
بل الكونَ كلَّه -بما فيه- على الافتراضات الثنائيَّة: خاسر ورابح، ووجها العُملة - 00:15:28ضَ
وجاء ليقنعك أنَّ هناك رقمًا يمكن افتراضه (1/10) قوَّة كذا - 00:15:35ضَ
وما دام أنَّ هناك رقمًا، فهناك احتمالٌ - 00:15:40ضَ
هل هذا غباء أم علمٌ -يا شباب؟! - 00:15:44ضَ
النقطة الخامسة: - 00:15:46ضَ
هل افتراض (بالإنجليزية) أكوان متعدِّدةٍ علمٌ تجريبيٌّ (بالإنجليزية)؟ - 00:15:48ضَ
هل الأكوان اللانهائيَّة الصُّدَفيَّة التلقائيَّة هذه - 00:15:52ضَ
هي علمٌ تجريبيٌّ مرصودٌ محسوسٌ مُشاهَدٌ، أو آثاره مُشاهَدة؟ - 00:15:56ضَ
هل يمكن أن تجيبونا يا جماعة الأكوان المتعدِّدة؟ - 00:16:01ضَ
هل يمكن أن تجيبونا: مم تألفت هذه الأكوان؟ - 00:16:03ضَ
ما نوع ذرَّاتها؟ ما عدد عناصرها؟ - 00:16:06ضَ
ما القوانين التي تَصِف نظامها؟ - 00:16:09ضَ
الذرَّاتُ تحتاج إلى ثوابتَ فيزيائيَّةٍ دقيقةٍ جدًّا - 00:16:11ضَ
تربط نيوتروناتها ببروتوناتها وإلكتروناتها - 00:16:14ضَ
وتلاعبٌ بسيطٌ بالعلاقة بين هذه الجسيمات يعطينا انفجارًا نوويًّا - 00:16:17ضَ
هل هذه الضوابط هي نفسُها محفوظةٌ في الأكوان الأخرى؟ - 00:16:22ضَ
وكيف تكون هي نفسُها؟ - 00:16:26ضَ
طيّب، إذا كانت غير محفوظةٍ، فما هي الثوابت البديلة في هذه الأكوان؟ - 00:16:28ضَ
هذه الأكوان، لماذا لا يصطدم بعضها ببعض؟ - 00:16:32ضَ
ولماذا لم تدمِّر كوننا بما أنَّها لانهائيَّةٌ؟ - 00:16:35ضَ
أليست الأكوان تتمدَّد؟ وإذا كانت تتمدَّد لماذا لا يصطدم بعضها ببعض وبكوننا؟ - 00:16:39ضَ
أم ستقولون: أنّ هناك فراغًا ضخمًا جدًا جدًا - 00:16:45ضَ
حسنًا، من أين جاء هذا الفراغ؟ - 00:16:50ضَ
يعني هذا المكان؟ - 00:16:54ضَ
هل (أكوانكم المتعدِّدة) تُجيب عن أيٍّ من هذه الأسئلة؟ - 00:16:56ضَ
إذَن، هل هي علم تجريبيٌّ، مرصودٌ، محسوسٌ، مشاهَدٌ، أو آثار مشاهَدة؟ - 00:17:00ضَ
أم هو ردٌّ غبيّ -من شخصٍ مُحرَج- على سؤال: - 00:17:05ضَ
فمَن أَوجدَ الكَون إن لم يكن الخالق؟! - 00:17:09ضَ
المُحرج يقول لك: أكوان متعدِّدة وكفى - 00:17:12ضَ
وكأنَّنا نتكلَّم عن بعض الفقاعاتٍ الصابونيَّةٍ - 00:17:14ضَ
انتبهوا -يا إخواننا- نحن لا ننكر إمكانيَّة أن يكون هناك أكوانٌ أخرى كثيرةٌ - 00:17:18ضَ
ممكن نعم، وممكن لا - 00:17:23ضَ
إنَّما الذي ننكِره هو: افتراض وجودِها صدفةً لتفسير ظاهرة (الضبط الدقيق) - 00:17:26ضَ
سيعترِض معترِضٌ ويقول: - 00:17:33ضَ
حسنًا، ألستم أيضًا تَدَّعُون وجود إلهٍ مع أنَّه غير مرصودٍ بالعلم التجريبيّ؟ - 00:17:34ضَ
أجيبك: نحن لم نحصر تعريف العلم بالعلم التجريبيِّ كما تفعلون؛ - 00:17:39ضَ
بل العلم يَنْتُج عن العقل، والفطرة، والخبر الصادق، والحسّ، والتجريب، - 00:17:44ضَ
وهذه كلها تُنْتِج العلم التجريبيّ وتُنْتِج كذلك اليقينَ بوجود غيبيَّات غير محسوسةٍ - 00:17:49ضَ
كما بيَّنَّا -بالتفصيل- في حلقة: (المخطوف) - 00:17:55ضَ
فعقلًا: لا بدَّ لسلسلة الأسباب أن تنتهيَ إلى سببٍ أوَّل، - 00:17:59ضَ
وأن يكون هذا السبب الأوَّل - 00:18:04ضَ
غير معتمِد على شيءٍ في وجوده، ولا تنطبق عليه قوانينُ المادَّة، - 00:18:07ضَ
فلا نستطيع أن نشتَرِطَ رصدَه بالعلم التجريبيِّ وإلَّا دخلنا في التسلسل إلى ما لا بداية - 00:18:11ضَ
وهذا مستحيلٌ عقلًا، كما بيَّنَّا في حلقة: (لماذا لا بدَّ من خالقٍ؟) - 00:18:18ضَ
والعلم التجريبيُّ يرصد آثارَ هذا الخالق، ويدلُّ على علمهِ، وقدرتهِ، وحكمته - 00:18:23ضَ
وإذا أنْكرتَ رصْد الآثار، فإنَّك تُنكر العلم التجريبيَّ نفسه - 00:18:29ضَ
فالمسألة ليست أنَّ التَّصديق بخالقٍ واحدٍ أسهل من التَّصديق بأكوان لا نهائيَّة، - 00:18:34ضَ
المسألة ليست مسألة سهولةٍ - 00:18:38ضَ
المسألة: عقلٌ مقابل اللاعقل، علمٌ مقابل السُّخف - 00:18:41ضَ
النقطة السادسة: - 00:18:46ضَ
(الدَّحِّيح) يقول كلامًا هُلاميًّا عن نقطةٍ غير محدَّدةٍ - 00:18:48ضَ
مثل كلامه عن (بالإنجليزية) التوزيع الطبيعيّ في مقابل (بالإنجليزية) توزيع (كوشي) - 00:18:51ضَ
يقول لك (الدَّحِّيح): - 00:18:56ضَ
"الذي كان يحصل لي مرَّةً كلَّ (3.5) مليون مرَّة بافتراض التوزيع الطبيعيِّ - 00:18:57ضَ
سيحصل لي مرَّةً في (16) بافتراض توزيع كوشي" - 00:19:03ضَ
ما هو هذا الذي كان يحصل؟ - 00:19:07ضَ
عن أيِّ نقطةٍ تتكلَّم يا (دَّحِّيح)؟ - 00:19:08ضَ
طبعًا أنا كأستاذٍ مشاركٍ - 00:19:10ضَ
أتعامل باستمرارٍ بالإحصائيَّات والمنحنيات، وأنشر عنها في أوراقي العلميَّة: - 00:19:13ضَ
أَعْلَم أنَّ كلام (الدَّحِّيح) هو قصٌّ ولصقٌ في الهواء - 00:19:19ضَ
واستخدامُ مصطلحاتٍ للإبهار فقط لا غير - 00:19:24ضَ
محلُّ الشاهد أنَّ الدَّحِّيح يقول في النهاية: "طبعا أنت لم تفهم شيئًا، المهم أنَّ ..." - 00:19:28ضَ
ثم يعطيك قاعدةً عامَّةً... - 00:19:33ضَ
ولكي يُعْطِي مصداقيَّةً لكلامه، فإنه يتكلَّم بالأجنبية - 00:19:35ضَ
يعني أنَّه إنسانٌ مثقَّفٌ، ويقرأ العلم من أُصولِه - 00:19:39ضَ
ويَذْكر لك أسماء علماء أجانب، وانتهى الأمر: (إِن كان قالها ريتشارد أو جون، فقد صَدَق) - 00:19:43ضَ
أنت لم تفهم شيئًا، لكن (الأجنبيَّ) قال... - 00:19:49ضَ
فأجِّر عقلك لهذا (الأجنبيِّ) لأنَّك -عزيزي المتابع العربيُّ- بهيمةٌ، - 00:19:52ضَ
والأجانب هم الذين يفهمون! - 00:19:57ضَ
الإنسان المهزوم نفسيًا المستَعِرُّ من دينه وأمَّته، يصبح لأيّ كلمةٍ أجنبيةٍ بريقٌ عنده - 00:19:59ضَ
انتبهوا -يا شباب- ليس السُّخف المتعلِّق بالأكوان المتعدِّدة - 00:20:07ضَ
ولا كلُّ النظريَّات الإلحاديَّة التي كان كل همِّها إنكارَ وجود الخالق، - 00:20:10ضَ
ليست هي التي صعد بها الإنسان للفضاء، - 00:20:14ضَ
ولا عَمِل بها عملياتٍ نافعةً لصحَّة الإنسان - 00:20:18ضَ
هذه النظريَّات الإلحاديَّة عديمةُ القيمة تمامًا - 00:20:21ضَ
كما بيَّنَّا مثلًا في حلقة: (هل حقًّا نظريَّة التطوُّر مفيدةٌ للبشر؟) - 00:20:25ضَ
النقطة السابعة: لكي يقنعك (الدَّحِّيح) بأنَّ الكون جاء بالصُّدْفة أتى لك بدليلٍ آخر - 00:20:31ضَ
"الكون كان من الممكن أن يكون أيَّ شيٍ - 00:20:36ضَ
لكن لأنَّنا موجودون فيه، فهذا يضع قيودًا للثوابت الكونيَّة، وليس العكس" - 00:20:37ضَ
هل تعلم ماذا يعني هذا الكلام؟ - 00:20:42ضَ
أنت تريد السفر من (القاهرة) إلى (إسطنبول) مثلًا، - 00:20:44ضَ
من أجل ذلك، ستَتَولَّد أجزاء الطائرة من عدم - 00:20:47ضَ
وتَتَركَّب، ثمَّ تَحْملك وتطير، ولن تقع على الأرض، - 00:20:50ضَ
ولن تفلت من الغلاف الجويِّ إلى الفضاء، - 00:20:54ضَ
ثمَّ ستحُط على المدرَجِ المناسب في مطار (إسطنبول) بهدوءٍ دون أن ترتطم وتتحطَّم - 00:20:57ضَ
وكلُّ هذا سيحصل بالصُّدْفة؛ لأنَّك تريد الذَّهاب إلى (إسطنبول)، وليس العكس - 00:21:02ضَ
ليس أنَّه لا بدَّ من وجود الطائرة، وحصول كل هذا عن قصدٍ - 00:21:07ضَ
حتى تتمكَّن من الذهاب إلى (إسطنبول) - 00:21:11ضَ
"الكون كان من الممكن أن يكون أيَّ شيءٍ - 00:21:13ضَ
لكن لأنَّنا موجودون فيه، هذا يضع قيودًا للثوابت الكونيَّة، وليس العكس" - 00:21:15ضَ
تعالوا -يا إخواننا- الآن نُلَملمِ الموضوع - 00:21:20ضَ
(الدَّحِّيح) يقول لك: إذا افترضتَ أنَّ وجهي العملة نفسُ الشيء، - 00:21:22ضَ
فحين ترمي العملة ستكون نِسْبَة الظهور للصورة المعيَّنة (100%) - 00:21:26ضَ
تغييرٌ بسيطٌ في الافتراضات، يؤدّي إلى تغييرٍ كبيرٍ في الاحتمالات، - 00:21:31ضَ
وبالتالي: يمكن أن يكون كونُنا جاء بالصُّدفة بتغييرٍ بسيطٍ في الافتراضات - 00:21:35ضَ
"بتغييرٍ بسيطٍ في الافتراضات - 00:21:40ضَ
يمكن لما يبدو (بالإنجليزية) فعليًّا مستحيلًا، أن يصبح شيئًا متوقَّعٌ حدوثه جدًا" - 00:21:42ضَ
تعالوا نر التغيير البسيط في الافتراضات - 00:21:47ضَ
1- المادة أوجدت نفسها بنفسها من العدم - 00:21:51ضَ
2- العدم صَنَع من هذه المادة بروتونات ونيوترونات وإلكترونات - 00:21:55ضَ
وجُسيمات أصغر من ذلك - 00:21:59ضَ
3- العدم نظَّم علاقة هذه الُجسيمات الذَّريَّة ببعضها - 00:22:01ضَ
4- العدم أوجَدَ العدد اللازم من أنواع الذَّرات، - 00:22:05ضَ
وأجرى بينها تفاعلاتٍ بقوانين ثابتة؛ لتنتُج منها المُركبَّات اللازمة - 00:22:09ضَ
5- العدم أخرَجَ الكواكب والنجوم والمجرَّات، من هذه الذَّرات والُمركبَّات - 00:22:16ضَ
6- العدم جعلَ كُلًّا منها يدور في فَلكِه الخاصّ - 00:22:23ضَ
7- العدم أوجدَ الثوابت الفيزيائيَّة اللازمة في الكون، وعلى الأرض - 00:22:28ضَ
8- العدم ثبَّت هذه الثوابت الفيزيائيَّة، ومَنَعَ تغيُّرَها - 00:22:33ضَ
9- هذه الافتراضات الثمانية -التي ذكرناها- - 00:22:39ضَ
سنفترض مثلها أو غيرَها لعددٍ لانهائي من الأكوان، التي لا نعلمُ عنها شيئًا - 00:22:42ضَ
10- وسنفترض أنَّ العدم منع اصطدام كونِنا بهذه الأكوان على الرغم من تمدُّد كوننا، - 00:22:49ضَ
وسيره وسط هذا العدد اللانهائيِّ من الأكوان - 00:22:57ضَ
11- وسنفترض أنَّ العدم أوجَد المكان الذي يحصل فيه هذا كلُّه - 00:23:01ضَ
12- وسنفترض فرضياتٍ أخرى كثيرة؛ ليُنتِجَ العدم الحياة وتنوُّعَها - 00:23:07ضَ
أترون؟ تغييرٌ بسيطٌ في الافتراضات - 00:23:15ضَ
لكي يؤدِّي إلى نتيجة: أنَّ الكون -المضبوط ضبطًا دقيقًا- جاء بالصُّدْفة - 00:23:18ضَ
هل ترون -يا شباب- المشكلة حين تتابعون أُناسًا غير أُمناء - 00:23:24ضَ
كيف يبدؤون معكم بالتَّسلية والعبث، إلى أن ينتهوا بالتشكيك في دينكم؟ - 00:23:28ضَ
وعلى كلٍّ، الحمد لله أنَّ كثيرًا من الشباب علَّق على كلام (الدَّحِّيح) بالرَّفْض والاستنكار - 00:23:33ضَ
أحببتُ في هذه الحلقة أن أُبَيَّن كيف يتعارض كلامه مع العقل والعلم؛ - 00:23:39ضَ
حتى نكون -يا إخواننا- على يقين، بأنَّه لا يمكن للعلم الحقيقي، - 00:23:44ضَ
أن يأتيَ بشيء يُصادم ديننا والحمد لله - 00:23:48ضَ
بَعْد هذا كلِّه يا شباب - 00:23:51ضَ
تذكَّروا قول الله تعالى: - 00:23:53ضَ
﴿إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ - 00:23:54ضَ
وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ - 00:23:59ضَ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [القرآن:35: 41] - 00:24:03ضَ
تذكَّروا قول الله تعالى: - 00:24:06ضَ
﴿صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [القرآن:27: 88] - 00:24:08ضَ
واعلموا ما معنى قول الله تعالى: - 00:24:14ضَ
﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [القرآن: 2: 255] - 00:24:16ضَ
القيُّوم على خلقِه، فلا يَسْتَغني عنه شيءٌ طَرفةَ عين - 00:24:21ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:24:26ضَ