سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
رحلة اليقين٣٣: الغشاش - التشابه الجينومي بنسبة ٩٩٪ مع الشامبنزي حسب خرافة نظرية التطور
Transcription
السَّلامُ عليكُم أُستاذُ! - 00:00:00ضَ
الأُستاذُ: أنيسُ، أهلًا! - 00:00:02ضَ
أنيس: حَضْرَتُكَ أرْسلْتَ في طلبِي، ما الأمرُ يا أُستاذُ؟ - 00:00:03ضَ
الأُستاذُ: أنيسُ، أنت متّهمٌ بالغشِّ في كتابةِ تقاريرِ المختَبَرِ، - 00:00:06ضَ
غششْتَهَا مِنْ زميلِكَ شمْشُونَ. - 00:00:10ضَ
أنيس: أنا؟! - 00:00:11ضَ
الأُستاذُ: نعم، لا تُنْكِرْ؛ فالأدلَّةُ كُلُّهَا تُدينُكَ! غشٌّ بنسبةِ 98.8%! - 00:00:12ضَ
أنيس: كيفَ ذلكَ يا أُستاذُ؟! - 00:00:18ضَ
الأستاذُ: أحضرتُ تقاريرَكَ وتقارِيرَه، وقارنتُ بينها - 00:00:20ضَ
الأرقامُ نفسُها معَ تغْييرَاتٍ لَا تُذْكَرُ يَا غشّاشُ! - 00:00:22ضَ
لماذا... لماذا يا بُنَيَّ؟! - 00:00:25ضَ
كانَ المطلوبُ أنْ تأخُذَ الرَّقَمَ منَ الجهازِ، وتضربهُ في معكوسِه، - 00:00:27ضَ
فتحصُلَ على النتيجةِ. فلِمَ الغشُّ؟! - 00:00:30ضَ
أنيسٌ: صبرًا يا أُستاذُ! قبل أنْ تتَّهمني بالغشِّ، أرِني بَمَ غَششْتُ؟ لا! وبنسْبَةِ 98.8 أيضًا! - 00:00:33ضَ
الأُستاذُ: تعال.َ.. تعالَ... استرِحْ، إليكَ هذينِ التَّقريرينِ مثلًا. - 00:00:40ضَ
أنيسُ: أين الغشُّ في هذه الأرقامِ يا أُستاذُ؟ - 00:00:46ضَ
الأُستاذُ: هذا التَّطابقُ كلُّه، و لا ترَى أينَ الغشُّ؟! - 00:00:48ضَ
أنيسٌ: حسناً، تعالَ نُراجِعْهُما سطرًا سطرًا، وننظُرْ أينَ الغشُّ. - 00:00:51ضَ
الأُستاذُ: بالنِّسبةِ إلى هذهِ الأرقامِ فهي معقَّدَةٌ، وليْسَ منَ السَّهْلِ معرفةُ الغشِّ الحاصلِ فيها. - 00:00:54ضَ
أنيس: يا أستاذُ... - 00:00:59ضَ
الأستاذ: اُسكتْ! دعْنا من هذهِ الأرقامِ، سأحذفُها. اُنظُر ههُنا، هذا الرَّقمُ هنَا 58 - 00:01:01ضَ
وبما أنَّكَ غَششْتَ، فيمكنُ اعتبارُ هذا الرَّقمِ 5858 هُوَ نَفْسَهُ، لكنَّه مكرَّرٌ. - 00:01:09ضَ
أنيس: أُستاذُ، كيْف غششْتُه؟! - 00:01:14ضَ
لقد ضربتُ رقمِي في معكوسِهِ والنَّاتجُ صحيحٌ.. مختلفٌ تمامًاعن ناتجِ شمشونَ! - 00:01:15ضَ
لَو كُنْتُ غششتُ منه وأخطأتُ في النَّقلِ لما وجدتَ نَّاتجَ الضَّربِ مختلفًا عنهُ، - 00:01:20ضَ
فضْلًا عن كونِهِ صحيحًا! أَرأيْتَ يَا أُستاذُ! - 00:01:25ضَ
الأُستاذُ: صُدْفةً صُدْفةً... - 00:01:27ضَ
أنيس: كيف يكون صُدفةً؟! - 00:01:29ضَ
الأستاذ: بل هو صدفةٌ يا غشَّاشُ! - 00:01:32ضَ
أنا لن أظلمَكَ، احْتياطًا... فلْنُلغِها من الحسابِ هي الأخرى... تأمَّلْ أيضًا 992... تأمَّلْ! - 00:01:33ضَ
أنيس: حسنًا، ما علاقتُها بـ 2262؟! - 00:01:41ضَ
الأستاذ: لِأنَّك غششْتَ، فمنْ هذا المنطلَقِ يُمْكِنُ اعتبارُ هذِه الـ 92 هيَ نفسَها لديك إلّا أنَّها في سطرٍ آخرَ. - 00:01:43ضَ
ولكنَّك -معَ العجلَةِ- نقلتَها خطأً، فأسقطْتَ الرقمَ 9. - 00:01:48ضَ
أنيس: يا أستاذُ، كيفَ نقلتُها بالخطأ؟ - 00:01:51ضَ
مكانُها عندي ليسَ كمكانِها عندَ شمشُونَ! - 00:01:53ضَ
ناتجُ الضَّربِ بالمعكوسِ صحيحٌ؛ لو كنتُ غششتُها من شمشونَ، لما كانتْ مختلفةً وصحيحةً.. - 00:01:55ضَ
الأستاذ: صُدفةٌ صُدفةٌ... - 00:02:01ضَ
أنيس: يا أستاذ، كيف تكون صُدْفةً؟! - 00:02:02ضَ
الأستاذ: بل صُدْفةٌ يا غشَّاشُ! - 00:02:03ضَ
لكنْ مع ذلكَ لن أظلمَكَ، سأعتبِرُها لا لكَ ولا عليكَ... أَلْغِها من الحسبانِ. اُنظُرْ... ههُنَا... - 00:02:05ضَ
222، بما أنَّك غششْتَ، فيُمكنُ اعتبارُها 2262 نفسَها، لكنَّكَ أضفْتَ 6 خطأً. - 00:02:11ضَ
أنيس: يا أستاذُ،... - 00:02:17ضَ
الأستاذ: اُسكُتْ اسكُتْ اسكُتْ! لا داعِيَ للمناقشةِ، فهمتُ ما ترمي إليْهِ، صدفةٌ... وسنُلغِيهَا! - 00:02:17ضَ
لا لَكَ ولا عليْكَ. تعالَ انْظُرْ هُنَا: - 00:02:22ضَ
نفس الأرقام تمامًا، 25، 25، 75، 75، و125، 125؛ تطابق تامّ! غشّ ما بعده غشّ! - 00:02:25ضَ
أنيس: أستاذ، هذه أرقامٌ لا بدَّ منها، - 00:02:33ضَ
مُشترَكَةٌ بيني وبين زملائِي كلِّهم؛ نستخدِمُها في إعداداتِ الأجهزَةِ لدينَا. - 00:02:36ضَ
الأستاذ: لا لا أنت غشَّاشٌ. - 00:02:41ضَ
اُنْظرْ، هذانِ الرَّقمانِ سأعتبرُهُمَا مختلفَيْنِ. - 00:02:43ضَ
105، 101، 225، 255 مع أنَّهمَا متشابهانِ كثيرًا، اختلافٌ في رقمٍ واحدٍ فقط، - 00:02:46ضَ
لكنْ لا بأْسَ، لا أحبُّ الظُّلمَ وسأوفِّيكَ حقَّكَ. - 00:02:53ضَ
بالطريقةِ نفسِهَا، راجعْتُ تقاريرَكَ السابقةَ كلَّها يا أنيسُ. - 00:02:57ضَ
فوجدتُ تطابقًا بينَها وبينَ تقاريرِ شمشونَ بنسبةِ 98.8%، نسبةٌ تُدينُكَ مئةً بالمئةِ. - 00:02:59ضَ
أَلَا تتّقِي اللهَ يا بُنَيَّ؟! - 00:03:06ضَ
لِماذا لا تريدُون أنْ تتعلَّمُوا؟! لِمَ الغِشُّ؟! لِمَ الخيانةُ؟! أنَا أريدُ مصلحتَكُم يا أنيسُ... - 00:03:09ضَ
أنيس: على رِسلِكَ يا أستاذُ! - 00:03:15ضَ
قبلَ أنْ تشغِّلَ اِسطوانةَ: أنا أُريدُ مصلحتَكُمْ... ولِمَ... ولستُ أدرِي ماذَا... - 00:03:18ضَ
كم مرَّةً حضرتُكَ قلتَ لِي: (بِمَا أنَّك غششْتَ) ؟! - 00:03:22ضَ
أعنِي أنَّكَ شطبتَ أرقاماً كثيرةً على اعتبارِ أنَّنِي غششْتُ، - 00:03:25ضَ
ولمَّا بانتْ لكَ نسبةُ الـ98.8، استنتجتَ أنِّي غششْتُ. أَلَا يُسَمَّى هذَا: استدلالًا دَائِريًّا؟ - 00:03:28ضَ
الأستاذ: اِستدلالٌ ماذَا يَا حبيبِي؟! - 00:03:34ضَ
أنيس: استدلالٌ دائريٌّ، أيْ أنَّ الدَّليلَ والنَّتيجَةَ لَا فرْقَ بينَهُما. - 00:03:36ضَ
بِمَا أنَّني غششْتُ -كمَا تزْعُمُ- فنسبةُ التَّطابُقِ بينَ تقريرِي و تقريرِ شمشونَ هيَ 98.8. - 00:03:39ضَ
و بما أنَّ هذهِ النِّسبةَ متطابقة فهذا دليلٌ على أنِّي غششْتُ! - 00:03:45ضَ
بِالطَّريقةِ نفسِها، وصلَ أتباعُ الخرافةِ إلى أنَّ - 00:03:47ضَ
نِسبةَ التَّطابقِ بينَ المادَّةِ الوِراثيَّةِ لدى الإنسانِ والشَّمبانْزِي هيَ 98.8%، - 00:03:50ضَ
في واحدةٍ من أكثَرِ نِكاتِهم فُكاهَةً وانتشارًا. - 00:03:58ضَ
قِصَّةٌ مشوقةٌ من قِصصِ صناعةِ العِلمِ الزَّائفِ، فتابعوا معَنا. - 00:04:03ضَ
كيفَ وصلوا إلى هذهِ النِّسبةِ: 98.8%؟ - 00:04:13ضَ
بما أنَّ الإنسانَ والشَّمبانْزِي تطوَّرَا عن أصلٍ مُشتركٍ، - 00:04:17ضَ
فبإمكانِنا مقارنةُ مادَّتِهما الوراثيَّةِ بطُرُقٍ تَفترِضُ أنَّهما من أصلٍ مُشترَكٍ. - 00:04:21ضَ
ومعَ إضافةِ بعضِ الفبركاتِ أيضًا، نَصِلُ إلى أنَّ نسبةَ التَّشابُهِ بينَهما 98.8%. - 00:04:27ضَ
وبما أنَّ النِّسبةَ عاليةٌ بهذا الشَّكلِ، فلا بُدَّ أنَّهما تطوَّرا عن أصلٍ مُشترَكٍ. - 00:04:35ضَ
أي أنّ الدَّليلُ مبنيٌّ على الدَّعوى؛ هذا هوَ الاستِدلالُ الدائريُّ. - 00:04:41ضَ
تعالَوا نر كيفَ تمَّ هذا مِن خلالِ خَمسِ خُطُواتٍ تتلخَّصُ في: - 00:04:46ضَ
أوَّلًا- تشطيبِ جُزءٍ كبيرٍ منَ المادَّةِ الوراثيَّةِ لا يوجَدُ فيهِ شبهٌ بينَ الإنسانِ والشَّمبانْزِي، - 00:04:50ضَ
ثُمَّ استخدامِ برمجيَّاتٍ تَفترِضُ -أصلًا- صحَّةَ التَّطوُّرِ، - 00:04:58ضَ
ثمَّ تفسيرِ النَّتائجِ بافتِراضِ صحَّةِ التَّطوُّرِ، - 00:05:03ضَ
ثمَّ اختيارِ نَوعٍ واحدٍ من الفُروقاتِ في المادَّةِ الوراثيَّةِ وتَجاهُلِ الفُروقاتِ الأُخرى، - 00:05:07ضَ
ثمَّ تَجاهُلِ الدِّراساتِ الَّتي تخرجُ بنتائجَ مختلفةٍ عنِ النِّسبةِ المُرادَةِ سلفًا. - 00:05:13ضَ
الخُطُواتُ الثَّلاثةُ الأُولى تتمُّ في المُختبَراتِ، - 00:05:19ضَ
والخُطْوتانِ الأَخيرتانِ تتمّانِ في الدّعاية الإعلاميَّةِ. - 00:05:22ضَ
سنُوضِّح بدايةً أمرًا مُتعلِّقًا بالخُطوةِ الثَّانيةِ، ثمَّ نسيرُ مع الخُطواتِ بالتَّرتيبِ، - 00:05:26ضَ
معَ التَّذكيرِ بأنَّ كَلمةَ (جِينُوم) "Genome" تعني المادَّةَ الوِراثيَّةَ لكائنٍ حيٍّ. - 00:05:32ضَ
في كتابِ بيوإنفورماتكس آند فانكشنال جينومكس "Bioinformatics and Functional Genomics" - 00:05:38ضَ
الطَّبعةِ الثَّالثةِ سنةَ 2015، - 00:05:41ضَ
وهو كتابٌ مُعتمَدٌ عالميًّا في علمِ الجيناتِ، ويُدرَّسُ في الجامعاتِ، - 00:05:43ضَ
تجدُ في مقدِّمةِ الفصلِ الثَّالثِ منهُ الجملةَ التَّلخيصيَّةَ التالية بكلِّ وضوحٍ: - 00:05:47ضَ
الجينان أو البروتينان متشابهان إذا اعتبرناهما قد تطورا من أصل مشترك - 00:06:01ضَ
أي أنّهم في مُقارناتِهم للمادَّةِ الوراثيَّةِ يَستخدمونَ برامجَ حاسوبٍ. - 00:06:08ضَ
الَّذين صمَّموا هذهِ البرامجَ افترضوا في تصميمِها صحَّةَ التَّطوُّرِ، - 00:06:13ضَ
وأنَّ الإنسانَ والشَّمبانْزِي تطوَّرا عن أصلٍ مُشترَكٍ، - 00:06:17ضَ
ولولا هذا الافتراضُ لما خرجتْ نِسبُ التَّشابهِ الَّتي يتكلَّمونَ عنها. - 00:06:20ضَ
ويبيِّنُ الكتابُ أنَّ عامَّةَ برمجيّاتِ المقارنةِ بين الموادِّ الوراثيَّةِ - 00:06:25ضَ
مثل بلاست (BLAST) و(HMMER)، - 00:06:30ضَ
هي بالطَّريقةِ نفسِها مُصمَّمةٌ على أساسِ صَّحةِ التَّطوُّرِ. - 00:06:33ضَ
فما تقولُه الأبحاثُ إذنْ: - 00:06:38ضَ
جينومُ الإنسانِ والشَّمبانْزِي مُتشابهانِ إذا اعتبرناهُما تطوَّرا منْ أصلٍ مُشتركٍ. - 00:06:39ضَ
في حين حرفت الدّعايةُ الإعلاميّة للخُرافةِ نتيجةَ الأبحاثِ لتُصبحَ: - 00:06:46ضَ
جينومُ الإنسانِ والشَّمبانزي مُتشابهانِ، وبالتَّالي فقدْ تطوَّرا من أصلٍ مُشترَكٍ. - 00:06:50ضَ
لمسةٌ سحريةٌ من لمَساتِ أتباعِ الخُرافةِ كالمعتادِ؛ غيَّرتْ "إذا" إلى "وبالتَّالي". - 00:06:56ضَ
تعالَوا الآنَ نَدخلْ مَطبخَ صناعةِ الخُرافةِ لِنرى خُطُواتِها بالتَّرتيبِ. - 00:07:03ضَ
سنبدأُ بواحدةٍ من أشهرِ دراساتِهم، - 00:07:08ضَ
وهيَ المنشورة عامَ 2002 في المجلَّةِ الأميركيَّةِ لعلمِ الجيناتِ البشريِّ. - 00:07:10ضَ
ما الَّذي جرى في هذهِ الدِّراسةِ؟ - 00:07:14ضَ
تَّم أخذُ عيِّنةٍ جُزئيَّةٍ من جينومِ الشمبانزي: 3 ملايينَ زوجًا منَ القَواعدِ النّيتروجينيَّةِ - 00:07:16ضَ
وللتيسير، سنُعبِّرُ عن كلِّ زوجٍ بحرفِ. - 00:07:22ضَ
إذن، أخذوا 3 ملايينَ حرفٍ، - 00:07:25ضَ
من أصلِ حوالي 3 ملياراتِ حرفٍ "3Giga Base Pairs" - 00:07:28ضَ
-وهو عددُ حروفِ جينومِ الشمبانزي كاملًا-، - 00:07:33ضَ
وعليهِ فالعيِّنةُ الَّتي أخذوها هيَ حَوالي 0.001 من جينومِ الشَّمبانْزِي. - 00:07:36ضَ
قارَنوا هذهِ العيِّنةَ بجينومِ الإنسانِ. - 00:07:42ضَ
الخُطوةُ الأولى: حذفُ جُزءٍ من هذهِ العيِّنةِ لعدمِ وُجودِ تشابهٍ أصلًا. - 00:07:46ضَ
لاحظَ الباحثونَ أنَّ ثُلُثَيْ هذهِ العيِّنةِ فيها شبهٌ من جينومِ الإنسانِ، - 00:07:53ضَ
بينمَا 28% منَ العيِّنةِ تمَّ استِثناؤُها؛ (بالإنجليزية) مُستَثناةٌ منَ الدِّراسةِ، - 00:07:58ضَ
لم يُقارِنوهَا بالإنسانِ لأسبابٍ تُصعِّبُ مُقارنتها، - 00:08:03ضَ
واستثنَوا أيضًا 7%، لماذا؟ - 00:08:07ضَ
no region with similarity could be detected - 00:08:10ضَ
لا توجد مناطقُ تشابهٍ بين الجينومَينِ، - 00:08:12ضَ
أي أنّهم شطبوا مَا مجموعُهُ 35% من عيِّنةِ الشَّمبانْزِي الـ0.001 الَّتي اختارُوها. - 00:08:16ضَ
تصوَّروا -إخواني! - 00:08:22ضَ
%35 مختلفةٌ، ومشطوبةٌ سلفًا، ثمَّ يتكلَّم لكَ أتباعُ الُخرافةِ عن 99% تشابُه. - 00:08:24ضَ
وتذكَّروا كيفَ شطبَ الأستاذ أجزاءً كبيرةً من التَّقريرينِ من البدايةِ، نفسُ الطَّريقةِ. - 00:08:32ضَ
الخُطوةُ الثَّانيةُ هيَ مُقارنةُ ما تبقَّى من عيِّنةِ الشَّمبانْزِي بالإنسانِ. - 00:08:38ضَ
كيفَ قارَنوها؟ - 00:08:43ضَ
باستخدامِ برمجيَّاتٍ تَفترضُ أصلًا صحَّةَ التَّطوُّرِ وأنَّ الإنسانَ والشَّمبانْزِي منْ أصلٍ مُشترَكٍ. - 00:08:45ضَ
يظُنُّ بعضٌ -إخواني- أنَّه عندما يُقالُ - 00:08:51ضَ
أنَّ هناكَ تشابُهًا بنسبةٍ معيَّنةٍ بينَ جينومِ الإنسانِ والشَّمبانْزِي، - 00:08:53ضَ
فإنَّ هذا يعني أنَّهم أخذوا جيناتِ الشَّمبانْزِي، - 00:08:58ضَ
وقارَنوها مُقارنةً مُباشِرةً بجيناتِ الإنسانِ واحدًا واحدًا. - 00:09:00ضَ
الجينُ المسؤولَ عن إنتاجِ صبغةِ الدَّمِ بمثلِه في الشَّمبانزي، - 00:09:05ضَ
الجينُ المسؤولَ عن إنتاجِ إِنزيمٍ منَ الإنزيماتِ الهاضِمةِ بمثلِه في الشَّمبانزي، وهكذا... - 00:09:09ضَ
وهذا ليسَ صحيحًا. - 00:09:14ضَ
بلْ هُم يُجزِّئونَ المادَّةَ الوراثيَّةَ للإنسانِ والشَّمبانزي، - 00:09:17ضَ
ويُقارِنونَهما بمَصفُوفاتٍ مَبنيَّةٍ على مُعادلاتٍ رياضيَّةٍ. - 00:09:20ضَ
هذهِ المصفوفاتُ والمعادلاتُ تفترضُ صحَّةَ التَّطوُّرِ كما بيَّنَّا من كتاب (بيوإنفورماتكس). - 00:09:24ضَ
مثلًا، هذا البحثُ الَّذي نُناقِشهُ، - 00:09:30ضَ
قارَنَ المادَّةَ الوراثيَّةَ بناءً على برمجيَّةِ (بلات) "Blat" الشَّبيهةِ بـ(بلاست)، - 00:09:33ضَ
والَّتي ذَكر َكتابُ (بيوإنفورماتكس) أنَّها مُعتمدَةٌ على صِحَّةِ التَّطوُّرِ. - 00:09:38ضَ
فالمُقارَنةُ ليستْ مُباشِرةً، بلْ فيها تفاصيلُ مُعقَّدةٌ مشروحةٌ في كتابِ (بيوإنفورماتكس)، - 00:09:43ضَ
وفي الدِّراساتِ الأصليَّةِ الَّتي استَندتْ عليها هذهِ البرمَجيَّاتُ. - 00:09:49ضَ
وفي هذهِ التَّفاصيلِ، يَفترضونَ صِحَّةَ التَّطوُّرِ. - 00:09:52ضَ
الآنَ تَخرجُ النَّتائِجُ من هذهِ البرمجيَّاتِ فَتأْتي الخُطوةُ الثَّالثةُ، - 00:09:56ضَ
ألَا وهيَ تفسيرُ النَّتائِج على أساسِ افتراضِ صِحَّةِ التَّطوُّرِ. - 00:10:00ضَ
أي أنّ أجزاءَ جينومِ الشَّمبانزي تَظهرُ مختلفةً عن الإنسانِ، - 00:10:04ضَ
ومعَ ذلكَ، يفسِّرونَ الاختلافَ على أساسٍ تطوُّريٍّ. - 00:10:08ضَ
مثلًا: هاتانِ السِّلسِلتانِ منَ الحُروفِ مختلف بعضهما عن بعضِهِما، لا علاقةَ لهُما ببعضِهِما. - 00:10:12ضَ
يقولُ لكَ التَّطوُّريُّونَ: لا، بلْ الَّذي حصلَ هوَ أنَّهما جاءا من سَلفٍ مُشترَكٍ، - 00:10:19ضَ
وهو الَّذي ورَّثَ السَّلسلةَ كما هيَ للشَّمبانزي. - 00:10:25ضَ
لكن في حالةِ الإنسانِ، هناكَ حرفانِ حَشَرا نَفسيهِما بالغلطِ بطفرةٍ عشوائيَّةٍ، - 00:10:29ضَ
في هذا المَوضِعِ المُشارِ له بالسَّهمِ الأحمرِ، - 00:10:34ضَ
وسنُسمِّي هذا الانحشارَ الَّذي حصلَ "Insertion" حشرًا. - 00:10:37ضَ
أي كما اتَّهم الأستاذ أنيسًا بأنَّه غشَّ من زميلِه الرَّقمَ 222، - 00:10:42ضَ
وأضافَ 6 بالغلط فأصبحَ الرَّقمُ 2262. - 00:10:48ضَ
لكنْ لحظةً... حتَّى لو اِفترضْتُم ذلكَ، فما زالَ هناكَ اختلافاتٌ بينَ السِّلسِلَتَينِ في بعضِ الحروفِ؛ - 00:10:52ضَ
فالـ(تي) "T" ليستْ كـ(سي) "C"، - 00:10:59ضَ
والـ(جي) "G" ليستْ كـ(آي) "A"، - 00:11:02ضَ
قالوا: بِما أنَّهما تطوَّرا عن أصلٍ مُشترَكٍ، - 00:11:04ضَ
فالَّذي حصلَ أنَّ هذَينِ الحرفينِ تغيَّرا، في حالةِ الإنسانِ، - 00:11:08ضَ
بعمليَّةٍ سنُسمِّيها "Substitution" استبدالًا حوَّلَت الـ(تي) "T" إلى الـ(سي) "C"، - 00:11:12ضَ
و(بالانجليزيّة) عمليَّةِ استبدالٍ أخرى حوَّلتْ الـ(جي) "G" إلى (آي) "A". - 00:11:19ضَ
أي: كما قارَن الأستاذ الأرقامَ 105 مع 101، و225 مع 255 بينَ تقريرَي أنيسٍ وشمشونَ؛ - 00:11:23ضَ
فروقاتٌ في رقمٍ واحدٍ في كلِّ عددٍ. - 00:11:31ضَ
بأيِّ حقٍّ اعتبرتُم أنَّ هذا حصلَ؟! - 00:11:35ضَ
كيفَ أعطيتُم لأنفُسكمُ الحقَّ في بناءِ هذهِ الحبكةِ ؟! - 00:11:37ضَ
يقولونَ لكَ: لأنَّهما تطوَّرا عن أصلٍ مُشترَكٍ! - 00:11:42ضَ
لكنْ لحظةً، إذا كانَ هذا هوَ الَّذي حصلَ حقًّا، - 00:11:47ضَ
فستكونُ هذهِ العمليَّاتُ العشوائيَّةُ قد خرَّبتْ وظيفةَ هذا الجزءِ من جينومِ الإنسانِ، - 00:11:51ضَ
وقدْ أصبحَ محلَّ اتفاقٍ أنَّ السَّلاسلَ الطَّويلةَ من الحمضِ النَّوويِّ "DNA" ليستْ خردةً - 00:11:57ضَ
كما كانَ أتباعُ الخرافةِ يُروِّجونَ قبلَ نتائجِ مشروعِ (التَّرميزِ) "Encode" عامَ 2012، - 00:12:01ضَ
فالتَّخريبُ في المادَّةِ الوراثيَّةِ بشكلٍ عامٍّ سيُفسدُ وظيفتَها. - 00:12:06ضَ
مثلًا، إذا كانتْ هاتانِ السِّلسلتانِ اللَّتانِ قارَنَّاهُما - 00:12:10ضَ
عبارةً عن جِينَيْنِ مختلفينِ في الشَّمبانزي والإنسانِ، - 00:12:14ضَ
فكلُّ جينٍ، يُنتجُ بروتينًا مختلفًا وصحيحًا وله وظيفةٌ مختلفةٌ عنِ الآخرِ، - 00:12:18ضَ
مِثْلَما حاصلُ ضربِ الأرقامِ في حالةِ صاحبِنا أنيسٍ كانتْ مختلفةً عن شمونَ وصحيحةً في الوقتِ نفسهِ - 00:12:25ضَ
(صوتُ أنيسٍ) أُستاذُ، كيف غششتُ فيهِ؟ - 00:12:33ضَ
(صوتُ أنيسٍ) لقد ضربتُ رقمِي بمعكوسِهِ والنَّاتجُ صحيحٌ مختلفٌ تمامًا عن ناتجِ شمشونَ! - 00:12:34ضَ
(صوتُ أنيسٍ) لَو كُنْتُ نقلتُ منه و أخطأتُ في النَّقلِ، - 00:12:39ضَ
(صوتُ أنيسٍ) لما وجدتُ هذا النَّاتجَ للضَّربِ المختلفَ عنهُ... فضْلًا عن كونِهِ صحيحًا! - 00:12:42ضَ
يقولونَ لكَ : بالصُّدفةِ... بالصُّدفةِ! - 00:12:44ضَ
بنفسِ الطَّريقةِ، قارنَ الباحثونَ أجزاءَ أُخرى من جينوم ِالإنسانِ والشَّمبانزي، - 00:12:48ضَ
وفسَّروا الاختلافاتِ بتفسيراتٍ متنوِّعةٍ تفترضُ كلُّها السَّلفَ المُشترَكَ، - 00:12:54ضَ
تمامًا كما بنى الأُستاذُ تفسيراتهِ على افتراضِ أنَّ أنيسًا غشَّ من شمشونَ، - 00:12:59ضَ
فمرَّةً يقولونَ: سقطَ حرفٌ أو أكثرُ أثناءَ التَّحدُّرِ من السَّلفِ المُشترَكِ، - 00:13:03ضَ
وسمَّوا هذهِ العمليَّةَ "Deletion" حذفًا أي عكسَ الحشرِ. - 00:13:08ضَ
أي كما اعتبرَ الدكتور أنَّ 92 حاصلَ عمليّةِ الغشِّ في نقلِ الـ992 مع سقوطِ 9 خطأً، - 00:13:13ضَ
حتَّى لو كانتْ أماكنُ هذهِ الحروفِ مختلفةً على الكروموسوماتِ، - 00:13:21ضَ
كما أماكنُ الأرقامِ مختلفةٌ في التَّقريريْنِ. - 00:13:24ضَ
ومرَّةً يفسِّرونَ الاختلافَ بوقوعِ تَكرارٍ لبعضِ الأحرفِ، - 00:13:28ضَ
وسمَّوا هذهِ العمليَّةَ مضاعفةً "Duplication"، - 00:13:32ضَ
كما اعتبرَ الأُستاذُ أنَّ 5858 حاصلَ عمليّةِ الغشِّ في نقلِ الـ58 مُكررةً. - 00:13:34ضَ
بهذهِ الطَّريقةِ خرجتِ الدِّراسةُ بنتيجةِ أنَّ هناكَ آلافَ طفراتِ الاستبدالِ العشوائيَّةَ، - 00:13:41ضَ
وآلافَ طفراتِ الحشْرِ والحذفِ العشوائيَّةِ. - 00:13:49ضَ
طفراتُ الحشرِ والحذفِ المزعومةُ هذهِ، كلٌّ منها يتراوحُ في الطُّولِ بينَ حرفٍ إلى 65 حرفًا، - 00:13:54ضَ
ولكَ أنْ تتصوَّرَ -أخي- كيفَ يَعتبرونَ أنَّ 65 حرفًا انحشرتْ في سلسلةٍ بالخطأِ، - 00:14:02ضَ
ومعَ ذلكَ يكونُ لهذهِ السِّلسلةِ المخرَّبةِ وظيفتُها المناسبةُ. - 00:14:09ضَ
هنا -وعندَ الُخطوةِ الثَّالثةِ في مطبخِ الخُرافةِ- - 00:14:14ضَ
انتهى دورُ الأبحاثِ الَمخبريَّةِ، وجاءَ دورُ الدّعايةُ الإعلاميّةُ. - 00:14:17ضَ
لاحِظوا -إخواني-... - 00:14:22ضَ
الأبحاثُ العلميَّةُ -كهذا البحثِ الَّذي تكلَّمنا عنُه- - 00:14:23ضَ
لم يكُنْ موضوعُها إثباتَ التَّطوُّرِ من خلالِ نسبةِ التَّشابهِ، - 00:14:26ضَ
بل هُم يَنطلقونَ من افتراضِ صِحَّةِ التَّطوُّرِ، - 00:14:30ضَ
وَهُمْ يَعُونَ ذلكَ، ويَعُونَ أنَّهم يَستخدمونَ برمجيَّاتٍ تفترضُ ذلكَ. - 00:14:33ضَ
أبحاثُهم كانتْ عن أنواعِ الطَّفراتِ الَّتي يدَّعونَ حُصولها، - 00:14:39ضَ
والَّتي فرَّقتِ الإنسانَ -بزعمهِم- عنِ الشَّمبانزي، - 00:14:42ضَ
فسؤالهُمُ البحثيُّ لم يكنْ: هلْ حصلَ التَّطوُّرُ أم لا؟ - 00:14:45ضَ
وإنَّما: كيفَ حصلَ التَّطوُّرُ؟ - 00:14:50ضَ
أي كيفَ تطوَّرَ الإنسانُ والشَّمبانزي عن أصلٍ مُشترَكٍ؟ - 00:14:53ضَ
مشكلتُنا مع هذهِ الأبحاثِ هيَ مع هذا الافتراضِ الباطلِ الَّذي انطلَقُوا منهُ: - 00:14:56ضَ
افتراضِ صِحَّةِ التَّطوُّرِ، والَّذي بيَّنَّا ونُبيِّنُ بطلانهُ علميًّا. - 00:15:01ضَ
أمَّا صُنَّاعُ دِعايةِ الخُرافةِ، فمشكلتهُم أنَّهم حرَّفوا الدِّراساتِ، وجعلُوا الافتراضاتِ نتائجَ، - 00:15:06ضَ
وأوصلوا الرِّسالةَ الكاذبةَ أنَّه ودونَ أيَّة افتراضاتٍ، - 00:15:13ضَ
فإنَّ الفرقَ بينَ الإنسانِ والشمبانزي 1.2%، - 00:15:17ضَ
وعليهِ، فالتَّطوُّرُ حقيقةٌ. - 00:15:22ضَ
تعالَوا نر كيفَ فعلَ صُنَّاعُ الدِّعايةِ ذلكَ، - 00:15:24ضَ
وننتقلْ معًا إلى الخُطوةِ الرَّابعةِ في مَطبخِ الخرافةِ. - 00:15:27ضَ
جاء صُنَّاعُ الدِّعايةِ إلى نتائِج البحثِ المذكورِ، وقالوا: - 00:15:31ضَ
ما هيَ نسبةُ الاختلافاتِ النَّاتجةِ عن طفراتِ الاستبدالِ المزعومِ - 00:15:35ضَ
أنَّها فرَّقتْ الإِنسانَ عنِ الشَّمبانزي، - 00:15:39ضَ
بالنِّسبةِ لعيِّنةِ الجينومِ المأخوذةِ منَ الشَّمبانزي بعدَ تشطيبِ قسمٍ كبيرٍ منها؟ - 00:15:42ضَ
النسبةُ هي 1.24%، أي (بالإنجليزية) 1.24% - 00:15:48ضَ
حسنًا، ماذا عنِ اختلافاتِ الحشرِ والحذفِ المزعومةِ؟ - 00:15:54ضَ
صُنَّاعُ الدِّعايةِ -وبكلِّ يُسر- تغافلوا عن هذهِ الاختلافاتِ؛ - 00:15:59ضَ
فَهُمْ إذا شملوها، فلن تَخرُجَ معهم نسبةُ 98.8% ذاتُ الطَّنينِ والرَّنينِ، - 00:16:04ضَ
لذلكَ، فبكلَّ بساطةٍ استثنَوها، - 00:16:11ضَ
وسلَّطوا الضوءَ على النِّسبةِ الَّتي تُمثِّلُ اختلافاتِ الاستبدالِ المزعومةِ فقط، - 00:16:14ضَ
كما استثنى الأُستاذُ كلَّ أنواعِ الاختلافاتِ بينَ تقريري أنيسٍ وشمشونَ، - 00:16:21ضَ
وعدَّ فقط ما يُشْبِهُ الاستبدالَ. - 00:16:25ضَ
ماهيَ نِسبةُ اختلافاتِ الاستبدالِ في الدِّراسةِ؟ - 00:16:27ضَ
قلنا أنَّها 1.2%... آها... 1.2% اختلافٌ. - 00:16:30ضَ
100% ناقصٌ 1.2% يساوي 98.8% تَشابُه! - 00:16:38ضَ
إذن جينومُ الإنسانِ والشّمبانزي مُتشابهانِ بنسبةِ 98.8%. - 00:16:46ضَ
وهكذا أصبحتِ الخرافةُ جاهِزةً للتَّقديمِ على مَوائدِ العلمِ الزَّائِفِ، - 00:16:53ضَ
و هنيئًا مريئًا لِلعُقولِ المؤجَّرةِ. - 00:16:58ضَ
35% منَ العيِّنةِ مَشطوبةٌ منَ البِدايةِ، - 00:17:03ضَ
ثُمَّ التَّغافُلُ عن الاختلافاتِ الكبيرةِ والَّتي زَعَموا أنَّها حصَلتْ نتيجةَ الحشرِ والحذفِ، - 00:17:07ضَ
ثُمَّ انتِقاءُ رقمٍ فَرْعيٍّ ظَهرَ في الدِّراسةِ ليخْدَعُوا بهِ السَّطْحيِّينَ منَ النَّاسِ: - 00:17:14ضَ
رقمُ الـ1.2%... - 00:17:19ضَ
وهَكذا صُنعَتْ خُرافةُ الـ98.8%. - 00:17:22ضَ
ولاحِظْ كيفَ يُظهِرونَها بالعُشْرِ: 98.8 ولا يُقرِّبونَها لِأقربِ عَددٍ صَحيحٍ، - 00:17:27ضَ
خوفَ الحلالِ والحرامِ -كما يُقالُ- - 00:17:34ضَ
لِإشعارِكَ بالدِّقَّةِ العِلميَّةِ في هذا الرَّقمِ الرَّصينِ المُقدَّسِ بزَعْمهِم، - 00:17:35ضَ
مع أنَّ الرَّقمَ الحقيقيَّ ليس 99 ولا 98، ولا 90، ولا 80%. - 00:17:40ضَ
اِحفَظوا هذهِ الوصفةَ الخُماسيَّةَ إِخواني، - 00:17:46ضَ
لأنَّها تُستخدَمُ في تحضيرِ كثيرٍ من وجَباتِ الجينومِ في مَطبخِ الخُرافةِ. - 00:17:49ضَ
مثلًا، بعدَ سنواتٍ من الدِّراسةِ الَّتي انتهَينا مِنها وفي عامِ 2005، - 00:17:54ضَ
نَشرَتْ مجلَّةُ (نيتشر) "nature" دراسةً هي الأشهرُ في المقارنةِ بينَ جينومِ الشَّمبانزي والإنسانِ. - 00:17:58ضَ
تعالَوا نُطَبِّقْ خُماسيَّتَنا المذكورَةَ خُطوةً خُطوةً. - 00:18:05ضَ
الُخطوةُ الأُولى، تشطيبُ جُزءٍ كبيرٍ منَ المادَّةِ الوراثيَّةِ - 00:18:09ضَ
لا يُوجَدُ فيها شَبهٌ بينَ الإنسانِ والشَّمبانزي. - 00:18:13ضَ
تَراوَحتْ تَقديراتُ الجينومِ الإنسانيِّ ما بين 3 ملياراتٍ إلى حَوالَيْ 3.6 مليارٍ. - 00:18:17ضَ
الباحثونَ في هذهِ الدِّراسةِ شَطَبوا ببساطةٍ مِئاتِ الملايينِ منَ الأحرُفِ في جينومِ الإنسانِ، - 00:18:23ضَ
وقارَنوا 2.4 مليارَ حرفٍ فقط بالشَّمبانزي. - 00:18:29ضَ
لماذا هذهِ الكمِّيَّةُ فقط؟ - 00:18:36ضَ
لأنَّها تُعطِي "Best alignment" أكثرَ تشابُهٍ. - 00:18:37ضَ
إذن فهُناكَ ما بينَ الخُمُسِ إلى الثُّلُثِ من جينومَي كلٍّ منَ الإنسانِ والشَّمبانزي - 00:18:41ضَ
مَشطوبةٌ منَ البدايةِ لأنَّها لا تُظهِرُ تشابُهًا، - 00:18:46ضَ
وبالتَّالي، فلا يُمكنُ لنسبةِ التَّشابهِ المَحسوبةِ في النِّهايةِ أنْ تَصلَ - 00:18:49ضَ
ولا إلى 90% حتّى، في الحقيقةِ. - 00:18:54ضَ
الُخطوةُ الثَّانيةُ، هيَ استِخدامُ برمَجيَّاتٍ تَفترِضُ أصلًا صِحَّةَ التَّطوُّرِ، - 00:18:57ضَ
وبالفِعْلِ استَخدَموا (بلاست زي) "BLASTZ" و(بلات)، وهيَ برمَجيَّاتٌ تَفترِضُ أصلًا صِحَّةَ التَّطوُّرِ. - 00:19:03ضَ
الُخطوةُ الثَّالثةُ، هيَ تفسيرُ النَّتائِج على أساسٍ تطوُّريٍّ. - 00:19:10ضَ
فَسَّر الباحثونَ الاختلافاتِ بينَ جينومِ الشَّمبانزي والإنسانِ - 00:19:14ضَ
بمثلِ طريقةِ الدكتور مع تقريرَي أنيسٍ وشمشونَ؛ - 00:19:18ضَ
استبدالٌ، حشرٌ، حذفٌ، مضاعفةٌ وغيرُها... - 00:19:21ضَ
ما نسبةُ الحروفِ المُستبدَلَةِ بزَعمهم؟ 1.23%، - 00:19:28ضَ
وما نسبةُ الحروفِ الَّتي حصلَ لها حشرٌ أو حذفٌ بزَعمهم؟ 3%. - 00:19:32ضَ
قبلَ أنْ نُكمِلَ، - 00:19:38ضَ
هذهِ الـ3% من مادَّةٍ وراثيَّةٍ عملاقةٍ تعني 5 ملايينِ عمليَّةِ حشرٍ أو حذفٍ، - 00:19:39ضَ
يَصلُ كلٌّ منها إلى 65 حرفًا كما رأينا في الدِّراسةِ السَّابقةِ. - 00:19:45ضَ
أنتُم تَدَّعُونَ حُصولَ ملايينِ العمليَّاتِ العشوائيَّةِ بهذهِ الطَّريقةِ، - 00:19:50ضَ
ومعَ ْذلكَ، يَنتُجُ عنها إنسانٌ وشمبانزي كُلٌّ مِنهُما متكاملٌ متناسقٌ؟! - 00:19:54ضَ
يقولونَ لكَ: نعم... بالصُّدفةِ... - 00:19:59ضَ
لكن ما هذهِ الصُّدَفُ الَّتي تُجري مَلايينَ التَّغييراتِ - 00:20:02ضَ
في أماكنَ مُحدَّدةٍ منَ المادَّةِ الوراثيَّةِ - 00:20:05ضَ
دونَ أنْ تُغيِّرَ مناطقَ حسَّاسةً في بقيَّةِ المادَّةِ الوراثيَّةِ؟! - 00:20:07ضَ
عِلمًا بأنَّ تغييرًا واحدًا يَكونُ أحيانًا مُميتًا، فلا يَتكوَّنُ لا إنسانٌ ولا شمبانزي. - 00:20:10ضَ
يقولونَ لكَ أيضًا: بالصُّدفَةِ... أَلا تَعرِفُ المَثلَ القائلَ: رُبّ صُدفةٍ خيرٌ من ألفِ ميعادٍ! - 00:20:17ضَ
على كلٍّ، نَعودُ لنِسَبِهم هذهِ، - 00:20:22ضَ
%1.23 اختلافاتُ استبدالٍ و3% اختلافاتُ حشْرٍ وحذفٍ، - 00:20:24ضَ
وكَما عبَّر الباحثونَ: هذهِ الـ3% "dwarfs the 1.23% difference" - 00:20:30ضَ
يعني: تُقزِّم ُالنِّسبَةَ النَّاتجةَ عنِ الاستبدالِ، - 00:20:36ضَ
فالـ1.23% أَقلُّ بِفارقٍ، وتَبْدُو قَزَمَةً أَمامَ 3%. - 00:20:39ضَ
هُنا يأْتي دَورُ صُنَّاعِ الدِّعايةِ على خَطِّ الإِنتاجِ في مَطبخِ الخُرافةِ - 00:20:45ضَ
لِننتقِلَ معًا إلى الخُطوَةِ الرَّابِعةِ... ألا وهيَ: - 00:20:49ضَ
اِختيارُ نَوعٍ واحدٍ منَ الفُروقاتِ والتَّغافُلُ عنِ الفُروقاتِ الأُخرى؛ - 00:20:53ضَ
فتتغافَلُ الأرقامَ الكَبيرةَ، ولا تذْكُرُ إلَّا الأرقامَ القَزَمَةَ. - 00:20:58ضَ
صُنَّاعُ الدِّعايةِ بكلِّ سهولة -ولا أقولُ ببراءَةٍ- تغافلُوا عن الـ3% النَّاتجةِ عنِ الحشرِ والحذفِ، - 00:21:02ضَ
وتغافلُوا عن غيرِها، ولم يَذْكُروا إلَّا الاستبدالَ، تغافلُوا بدهًا عما هوَ أَهمُّ من هذا كُلِّهِ: - 00:21:09ضَ
أنَّ خُمُسَ إلى ثُلُثِ المادَّة ِالوراثِيَّةِ مَحذُوفةٌ سَلَفًا منَ الخُطوَة ِالأُولى، - 00:21:16ضَ
وأنَّ البرمَجيَّاتِ تَفترِضُ صِحَّةَ التَّطوُّرِ كَما في الخُطوَةِ الثَّانيةِ. - 00:21:21ضَ
ومَرَّةً أُخرى 100% ناقصٌ 1.2% يُساوي 98.8% - 00:21:25ضَ
إذن، هَا قدْ ثبَتَ الرَّقمُ المُثِيرُ بِما لا يَدعُ مَجالًا للشَّكِّ، - 00:21:32ضَ
ووَجْبةٌ أُخرى مُبهَّرةٌ لِلْعُقُولِ المُؤَجَّرَةِ. - 00:21:37ضَ
في قَناةِ (ماينوت إيرث) "Minute Earth" المُؤَيِّدةِ للخُرافةِ، هُناكَ فيلمٌ مبُسَّطٌ جِدًا - 00:21:43ضَ
بعُنوانِ: "هلْ نحنُ بِالفعلِ قُرودُ شَمبانزي بنِسبةِ 99%؟" - 00:21:48ضَ
شَرحَ جُزءًا مِمَّا حصلَ، وهوَ القَصْقَصَةُ - 00:21:54ضَ
الَّتي تمَّت لِلاختِلافاتِ الكبيرةِ في جينوم كُلٍّ منَ الشَّمبانزي والإِنسانِ، - 00:21:56ضَ
أي الخُطْوَةَ 1 في خُماسِيَّتِنا الَّتي شَرحْنَاهَا. - 00:22:00ضَ
فلْنُتابِعْ جُزءًا من هذا المقطعِ. - 00:22:04ضَ
[الباحثونَ استثْنَوْا بسهولة كلَّ الأجزاءِ الكبيرةِ المختلفةِ، - 00:22:06ضَ
حاذِفينَ بذلكَ ما مجموعُهُ 1.3 بِليونِ حرفٍ، - 00:22:11ضَ
ثمَّ قارنُوا الـ2.4 بليونَ حرفٍ المُتبقِّيةَ حرفًا حرفًا، - 00:22:14ضَ
فتبيَّنَ تطابُقُها بنسبةِ 98.77%. - 00:22:18ضَ
إذن، نعم، - 00:22:22ضَ
نتشارَكُ في 99% من المادَّةِ الوراثيَّةِ معَ قُرودِ الشَّمبانزي - 00:22:24ضَ
إِذَا قُمنَا بتجاهُلِ 18% من مادَّتِهِمُ الوِراثيَّةِ و25% من مادَّتِنَا] - 00:22:26ضَ
إذن فالبَاحِثونَ استَثْنَوا بسهولة اختلافاتٍ كبيرةً، - 00:22:31ضَ
فَطرَحُوا أجزاءً كبيرةً من المادَّةِ الوراثيَّةِ للشَّمبانزي وأُخرى منَ الإنسانِ وقارَنوا مَا تبقَّى. - 00:22:35ضَ
هناكَ أبحاثٌ، ولِباحثينَ من أتباعِ الخُرَافةِ، - 00:22:42ضَ
لاحظتْ أنَّهُ لا مُبرِّرَ أبدًا للتَّغافُلِ عن نَوعٍ منَ الفُروقاتِ واعتبارِ نوعٍ آخرَ، - 00:22:46ضَ
فاستَنتَجتْ أنَّ نِسبةَ الاختِلافِ يَجِبُ أنْ تَكونَ 4% وليسَ 1%. - 00:22:52ضَ
هُنا تَأتي الخُطوةُ الخامِسةُ في صِناعةِ الخُرافةِ، - 00:22:58ضَ
وهيَ فنُّ التَّغافُلِ - 00:23:01ضَ
الَّذي تُتقِنُهُ دِعايةُ الخُرافةِ لتُحافَظَ على الرَّقمِ المُثيرِ 99%، - 00:23:03ضَ
فتتغافَلُ عنْ مثلَ هذهِ الدِّراساتِ. - 00:23:09ضَ
دراسةٌ أُخرى وصلتْ إلى نسبةِ تشابُهٍ 95% تتغافَلُ عنها دِعايَةُ الخُرافةِ - 00:23:11ضَ
في سبيلِ المُحافظةِ على الرَّقمِ المثير 99%. - 00:23:18ضَ
دِراسةٌ أُخرى أَحدثُ من السَّابِقاتِ كانتْ نِسبةُ الاختِلاف فِيها 23%، - 00:23:23ضَ
أي أنّ التَّشابُهُ 77% وليسَ 98 ولا 99%، - 00:23:29ضَ
تتغافلُ عنها دِعايةُ الخُرافةِ في سبيلِ الرَّقمِ المُثيرِ 99%. - 00:23:34ضَ
وفي دِراسةٍ أَحْدَثَ وأَحْدَثَ عَامَ 2013، لمَ يُجْرِ الباحثونَ عَمليَّاتِ القَصْقَصةِ والتَّشطيبِ، - 00:23:41ضَ
فَكانتْ نِسبةُ التَّشابُهِ النَّاتجةُ 70% مَع شيءٍ منَ التَّساهُلِ -كما ذَكرَ الباحِثونَ-، - 00:23:47ضَ
الَّذي بِدونهِ كانَ يُمكنُ لِلنِّسبةِ أنْ تكونَ أقلَّ، - 00:23:53ضَ
وبلا شك تتغافلُ عنها دِعايَةُ الخُرافةِ في سَبيلِ الرَّقم المُثيرِ 99%. - 00:23:57ضَ
فهذِهِ النِّسبَةُ -99%- عزيزةٌ على قُلوبِ أَتباعِ الخُرافةِ، - 00:24:04ضَ
فتراهُم يَقولونَ لكَ: نِسبةُ العُلَماءِ المؤَيِّدينَ للتَّطوُّرِ حَوالي 99%! - 00:24:09ضَ
ولنَا بإِذنِ اللهِ وَقْفةٌ مع هذهِ النُّكْتةِ أيضًا، - 00:24:14ضَ
وهيَ أيضًا -بالمُناسَبةِ- نفْسُ نِسبةِ فوزِ رؤساءَ عرَبٍ في انتخاباتِ شعوبِهم لهُم، - 00:24:17ضَ
نَفسُ النِّسبةِ... ونَفسُ المصداقيَّةِ... - 00:24:23ضَ
ولا تَستغْرِبوا -إِخواني- من هذا التَّبايُنِ الكبيرِ في النِّسبَةِ لاختلافِ الطَّريقةِ "Methodology": - 00:24:25ضَ
اختلافِ انتِقاءِ العيِّنةِ، والقَصْقَصَةِ، والتَّشطيبِ، - 00:24:30ضَ
وكيفَ تُصَمَّمُ البَرمجيَّاتُ الَّتي ستُجري المُقارَنةَ بينَ المادَّةِ الوِراثيَّةِ للشَّمبانزي والإنسانِ... - 00:24:34ضَ
فالمُقارَنةُ ليَستْ سهلةً مباشِرةً خَالِيةً من التَّلاعُبِ والافتراضاتِ، - 00:24:40ضَ
كما تُوهمُكَ دِعايَةُ الخُرافةِ. - 00:24:45ضَ
مؤكد أن إذا واجهتَ أتباعَ الخُرافةِ بشَيءٍ مِن هذا، - 00:24:47ضَ
وقلتَ لهُم: كيفَ أعطَيتُم أنفُسكمُ الحقَّ أنْ تَفترضوا صِحَّةَ الخُرافةِ وتَخرُجوا بنِسبٍ - 00:24:50ضَ
ثمَّ تَبنوا عليها صِحَّةَ الخُرافةِ؟ - 00:24:57ضَ
يَأتيكَ الجوابُ المُعتادُ: - 00:24:59ضَ
لأنَّ التَّشابهَ في المادَّةِ الوراثيَّةِ ليسَ الدَّليلَ الوحيدَ؛ - 00:25:00ضَ
بلْ لَدينا أدِّلةٌ كثيرةٌ... من طُرقٍ عَديدةٍ... كالحفرِيَّاتِ وغيرِها وغيرِها... - 00:25:03ضَ
تعالَ معَهم إلَى الحَفرِيَّاتِ... - 00:25:09ضَ
لماذا فسَّرتُم هذهِ الحفريَّةَ بناءً على صِحَّةِ التَّطوُّرِ؟ - 00:25:11ضَ
أليسَ هذا شكلًا مِن أشكالِ الاستدلالِ الدَّائريِّ؟ فيقولونَ لكَ: - 00:25:14ضَ
لا، بلْ لدَينا دليلٌ مِن تشابُهِ المادَّةِ الوراثيَّةِ لِلإنسانِ والشَّمبانزي بنسبةِ 98.8%. - 00:25:18ضَ
خرافةٌ ليسَ لها رأسٌ من ذيلٍ! - 00:25:26ضَ
أنيسٌ: ألا يُسمَّى هذا استِدْلالًا دائِريًّا؟ - 00:25:30ضَ
الأُستاذُ: استدلالٌ ماذا يا حبِيبِي؟! - 00:25:31ضَ
أنيسٌ: استدلالٌ دائِريٌّ. - 00:25:33ضَ
الأُستاذُ: لا دائريٌّ ولا مُربَّعٌ! - 00:25:34ضَ
أصلاً، ليست وحدَها نسبةُ الـ98.8% ما أثبتَ لي أنَّكَ غششْتَ، لديَّ أدلَّةٌ أُخْرَى - 00:25:36ضَ
أنيسٌ: ما الأدلَّةُ يا أستاذُ؟ - 00:25:41ضَ
الأُستاذُ: أدلَّةٌ كثيرةٌ؛ فِيتَامينُ النَّجاحِ الموجودُ في طماطمِ هولَنْدَا الَّذي هُو سَبَبَ تفوُّقِهِمْ، - 00:25:42ضَ
الدّوّاسةُ الَّتي لَا وظيفةَ لها فِي السَّيَّارَةِ، - 00:25:48ضَ
كيف تحوَّلَ الزَّاحِفُ إلى طائِرٍ، - 00:25:51ضَ
و رِيَاضٌ الَّذِي سَرَقَ المِليونَ، - 00:25:53ضَ
وشَكلُ تقريرِكَ الخارجِيُّ يشبهُ شكلَ تقريرِ شمشُونَ، - 00:25:55ضَ
أنا أصلًا وضعتُ اسْمًا لِحقيقةِ غِشِّكَ نظريَّةُ الشَّمْشَنَةِ "Shamshonese Theory" - 00:25:59ضَ
وانتَهَى الموضُوع... - 00:26:03ضَ
وأنا الآن في طور جمع المزيد من الدَّلائل على هذه الحقيقة. - 00:26:05ضَ
حسنًا، سُؤالٌ آخرُ.. - 00:26:09ضَ
ما دامَ الموضوعُ عِندكُم بالنِّسَبِ المُثيرةِ دونَ النَّظرِ في التَّفاصيلِ، - 00:26:10ضَ
فهل الشَّمبانزي فَقط هوَ الَّذي يُمكنُ أنْ نرى لهُ نِسبةَ تشابُهٍ مثلَ -99%- معَ الإنسانِ - 00:26:14ضَ
حَسبَ طريقتِكم يا أتباعَ الخرافةِ؟ - 00:26:20ضَ
لا، فَحسْبَ بحثٍ في مجلَّةِ (نيتشر) التَّطوُّريَّةِ المعروفةِ، - 00:26:23ضَ
%99 مِن جيناتِ أحدِ أنواعِ الفئرانِ لها شبيهاتٌ في الإنسانِ، - 00:26:27ضَ
وهوَ رقمٌ مختلفٌ في المعنى عنِ الأرقامِ السَّابقةِ، - 00:26:33ضَ
لكنَّهُ أيضًا يَصلُحُ لإبهارِ السَّطحيِّينَ. - 00:26:36ضَ
فلماذا لا تُروِّجونَ لهذا الرَّقمِ أيضًا كدليلٍ على التَّطوُّرِ؟ - 00:26:40ضَ
هل لأنَّ إقناعَ النَّاسِ بوجودِ أصولٍ مُشترَكةٍ قريبةٍ زمنيًّا مِن الفئرانِ - 00:26:44ضَ
أصعبُ مِن إقناعهِم بأصولٍ مُشترَكةٍ مَع الشَّمبانزي؟ - 00:26:49ضَ
هلْ لأنَّ هذا يَكشِفُ سخافةَ المقارنةِ بهذهِ الطَّريقةُِ؟ - 00:26:53ضَ
هلْ لأنَّهُ يُبيِّنُ أنَّ شجراتِكُم التَّطوُّريَّةَ عديمةُ القيمةِ؟ - 00:26:57ضَ
شجراتِكم المبنِيَّةِ على التَّشابهِ الشَّكليِّ والبُنيَويِّ - 00:27:01ضَ
الَّذي بيَّنَّا فُكاهَته في الَحلقةِ الماضيةِ، - 00:27:04ضَ
والتَّشابُهِ الجينيِّ الَّذي نُبيِّنُ فكاهته في هذهِ الحلقةِ. - 00:27:07ضَ
هل لِأنَّهُ يُمثِّل قصَّةً بائسةً أُخرى من قِصصِ الأرقامِ المُتباينةِ بشكلٍ مُضحكٍ؟ - 00:27:12ضَ
مع اختلافِ طريقةِ المُقارَنةِ، والتَّشطيباتِ، والقَصْقَصاتِ، - 00:27:17ضَ
فترى نسبةً في ورقةِ (نيتشر): 99%، - 00:27:21ضَ
في حين تجد في مَوقعِ المؤسَّسةِ القوميَّةِ الأمريكيَّةِ للصِّحَّةِ "NIH"، - 00:27:24ضَ
نسبةَ التَّشابُهِ في المناطقِ الَّتي تتِمُّ ترجمتُها إلى بروتيناتٍ هيَ 85%، - 00:27:29ضَ
في حين أن -في الغالبيَّةِ العُظمى مِن المادَّةِ الوراثيَّةِ- - 00:27:35ضَ
نسبةَ التَّشابُهِ أقلُّ مِن 50%. - 00:27:37ضَ
ومع هذا كلِّهِ يَعرِضُ التَّطوُّريُّونَ مثلَ هذهِ الصُّورةِ: - 00:27:40ضَ
تشابُهٌ بنسبةِ 92% بينَ الإنسانِ والفأرِ، - 00:27:45ضَ
لإقناعِكَ بالتَّدرُّجيَّةِ أنَّ العشوائيَّةَ والانتخابَ الأعمى عبِثا عبرَ ملايِينِ السِّنينِ - 00:27:50ضَ
بِحيثُ كلَّما زادَ التَّشابُهُ الجينيُّ، زادَ الشَّبهُ بالإنسانِ، - 00:27:56ضَ
ويَخرجُ عليكَ مَتحفُ التَّاريخِ الطَّبيعيِّ في لندن بالتَّعاوُنِ مع مَطبعةِ جامعةِ شيكاغو في أمِرِيكا - 00:27:59ضَ
بهذا الكتابِ: - 00:28:06ضَ
"99%Ape; How Evolution Adds Up" قردٌ بنسبةِ 99%؛ هكذا يتدرَّجُ التَّطوُّرُ: - 00:28:07ضَ
فصلٌ آخرُ مِن فُصولِ العلمِ المُفصَّلِ حسبَ الطَّلبِ. - 00:28:17ضَ
فهُناكَ نسبةُ تشابُهٍ مَا معَ الفئرانِ 99%، - 00:28:21ضَ
وهناك 92%، وهناك 85% في أجزاءٍ، وأقلُّ مِن 50% في أجزاءٍ، - 00:28:25ضَ
وهناكَ نسبةُ تشابُهٍ معَ الشَّمبانزي 99%، وهناكَ 96%، وهناكَ 95%، وهناكَ 77%، وهناكَ 70%... - 00:28:31ضَ
خُذوا يا صُنَّاعَ دِعايَةِ الخُرافةِ ما يُعجِبُكم، تغافَلُوا عنْ مَا لا يُعجِبُكم، - 00:28:41ضَ
ثمَّ اخْرُجُوا على النَّاسِ باستنتاجِ صِحَّةِ التَّطوُّرِ وبرَسْماتِ شجراتِ التَّطوُّرِ، - 00:28:47ضَ
وهكذا، فليكُنْ تطويعُ العلمِ لخِدمةِ العقيدةِ الدَّاروينيَّةِ. - 00:28:52ضَ
هذهِ هيَ قصَّةُ الـ99%. - 00:28:59ضَ
بعدَ أنْ فهمتَها أخي، اِبتسمْ وأنتَ تقرأُ في مجلَّاتِ الأخبارِ العلميَّةِ - 00:29:01ضَ
مثلَ (ساينتيفيك أمريكان) "Scientific American" - 00:29:06ضَ
-الَّتي تُثقِّفُ عامَّةَ النَّاسِ- أنَّنا نتقاسمُ 99% من مادَّتِنا الوراثيَّةِ معَ الشَّمبانزي، - 00:29:08ضَ
وابتسمْ عندَما تَرى الدُّكتور ريتشارد دوكينز "Richard Dawkins" يقولُ: - 00:29:15ضَ
تقريبًا كل المحتوى الجيني الخاص بالبشر والشمبانزي متطابق - 00:29:18ضَ
ابتسمْ وأنتَ تراهُ يُخاطبُ متابعيهِ كالأطفالِ - 00:29:24ضَ
مُوهِمًا إيَّاهم أنَّ المسألةَ بسهولة طَفرةٌ عشوائيَّةٌ - 00:29:27ضَ
حَدثتْ بالغلطِ -في يومٍ من الأيَّامِ- هُنا وطفرةٌ هناكَ، - 00:29:30ضَ
فأنتَجتْ لنا الإنسانَ وفصلَتهُ عنِ الشَّمبانزي، - 00:29:34ضَ
تابع في المقارنة... جميعها متطابقة ولا يوجد أي اختلاف بين التسلسلين - 00:29:37ضَ
هنا نجد اختلافا آخر القاعدة A في مقابل G - 00:29:43ضَ
تابع في المقارنة، لا توجد أية اختلافات أخرى في هذا الصف - 00:29:48ضَ
ثمَّ اضَحكْ مِلْءَ الفَمِ وأنتَ تَسمعُ عرَّابي الخُرافةِ يقولونَ: - 00:29:54ضَ
الوراثةُ الجُزيئيَّةُ وعِلمُ الجيناتِ حسمتا الملفَّ وأكَّدَتِ التَّطوُّرَ، وانتهتِ القضيَّةُ. - 00:29:57ضَ
أنيسٌ: يا حضرةَ العمِيدِ، أنْتَ لَا ترْضَى بالظُّلْمِ! - 00:30:06ضَ
الأستاذُ: يا حضرةَ العميدِ لقد أثبتُّ أنَّ أنِيسًا قد غشَّ بنسبةِ 99%! - 00:30:09ضَ
العميد : 99%؟! كيفَ؟ اشرحْلِي يا أخي رضِيَ اللهُ عنكَ .. - 00:30:14ضَ
الأستاذُ: تقاريرُهُ وتقاريرُ شمشونَ مُتشابهةٌ بنسبةِ 99%. - 00:30:19ضَ
العميدُ: أنيسٌ اسْمُكَ؟ - 00:30:23ضَ
أنيس: أنيس العميدُ: اُخرُجْ... هيَّا بسُرْعَةٍ! اُغْرُبْ عن وجْهِي! - 00:30:24ضَ
تعالَ يا أستاذُ، هلُمَّ نتكلَّمْ قليلاً الدكتور: حاضر - 00:30:30ضَ
(صوتٌ برأسِ أنيسٍ): أنيسُ، سمِعتُ أنَّك غششْتَ، من شمشونَ بنِسبةِ 99%، يا للْعارِ - 00:30:35ضَ
لا لا ... 99%؟! - 00:30:40ضَ
99؟ ... 99% هه ... 99% - 00:30:42ضَ
99% ؟ 99% ... يا للعار ... يا للعار - 00:30:48ضَ
[فضائح الجامعات: طالب يغش من زميلة بنسبة 98.8%] - 00:30:56ضَ
[آكشن دت كم: القبض على طالب متلبسا بالغش من زميله بنسبة 99%] - 00:30:59ضَ
[أخبار نص كم: نسبة غش أنيس من شمشون تقترب من 99.12% (خوف الحلال والحرام) - 00:31:05ضَ
وهي مؤهلة لأن تصبح 99.9999% في القريب العاجل .. ترقبوا] - 00:31:09ضَ
عدنان إبراهيم: 99% من جينومِ الشَّمبانزي يُطابقُ جينومَ الإنسانِ! حواليْ 99%! - 00:31:13ضَ
هو الأقربُ إلينا على الإطلاقِ - 00:31:22ضَ
شيءٌ عجيبٌ! هذا -بلا شكٍّ- آلمَ الإنسانَ ألمًا كبيرًا. - 00:31:25ضَ
نضال قسُّوم: وجدنا أنَّها حقًّا مُتطابقةٌ - 00:31:30ضَ
بنِسْبَةٍ تصِلُُ... أي تَزيدُ -بالنِّسبةِ على الأقلِّ للرَّئيساتِ الـ"Primates" هذهِ- - 00:31:33ضَ
تزيدُ عن 94-95%، بعضُها يصلُ إلى 99% تطابُقًا! - 00:31:39ضَ
إذن -أيُّها الأحبَّةُ- ناقشْنا في هذهِ الحلقةِ مُغالطةَ الاستدلالِ الدَّائريِّ - 00:31:44ضَ
الَّذي يَستخدمُهُ التَّطوُّريُّونَ كثيرًا على مُستوى المادَّةِ الوراثيَّةِ، وفي غيرِها، - 00:31:49ضَ
ورأينا معًا ما يَحصُلُ في مَطبخِ الخُرافةِ، - 00:31:54ضَ
يُشطَبُ جُزءٍ كبيرٍ مِن المادَّةِ الوراثيَّةِ، ثمَّ استخدامُ برمجيَّاتٍ تفترضُ صِحَّةَ التَّطوُّرِ، - 00:31:57ضَ
ثمَّ تفسيرُ نتائِجها على أساسِ التَّطوُّرِ، - 00:32:04ضَ
ثمَّ انتقاءُ رقمٍ يُمثِّلُ أحَدَ أنواعِ الفُروقاتِ لصناعةِ الرَّقمِ المُثيرِ، - 00:32:07ضَ
مع التَّغافُلِ عنْ أرقامٍ أكبرَ تُمثِّلُ فُروقاتٍ أُخرى، - 00:32:12ضَ
ثمَّ التَّغافُلِ عنْ دراساتٍ أُخرى تَخرجُ بأرقامٍ مختلفةٍ تمامًا عنِ الأرقامِ المُرادةِ، - 00:32:15ضَ
ثمَّ عمَلُ العمليَّاتِ ذاتِها مع كائناتٍ أُخرى كالفأرِ، - 00:32:22ضَ
ثمَّ انتقاءُ أرقامٍ تناسبُ التَّدرُّجيَّةَ المزعومةَ، - 00:32:25ضَ
ثمَّ ادِّعاءُ أنَّ هذهِ الأرقامَ تدُلُّ على الأصلِ المُشترَكِ. - 00:32:29ضَ
ثمانِ خُطُواتٍ؛ ﴿ظُلُماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ﴾ [قرآن 24: 40] - 00:32:33ضَ
لكنْ تبقى الخُطوةُ التَّاسعةُ والأهمُّ - 00:32:37ضَ
قد تظنُّ -أخي- أنِّي في هذهِ الحلقةِ حريصٌ - 00:32:40ضَ
على أنْ يكونَ التَّشابُهُ بينَ جينومِ الإنسانِ والشَّمبانزي أقلَّ ما يُمكِنُ، - 00:32:43ضَ
وهذا ليسَ صحيحًا. كلُّ ما أردتُ تِبْيانهُ هوَ أنَّنَا نتعاملُ مع كذَّابينَ، - 00:32:47ضَ
وأنَّ هذا الرَّقمَ -99%- دِعايَةٌ إعلاميَّةٌ يُردِّدها بعضٌ عن جهلٍ أو كذِبًا. - 00:32:53ضَ
بعدَ ذلكَ، لا فرقَ عِندنا أبدًا بينَ أنْ تكونَ نسبةُ التَّشابهِ في المادَّةِ الوراثيَّةِ - 00:33:00ضَ
70%، أو 99%، أو 99.9%، أو 100%، - 00:33:06ضَ
فالتَّشابُهُ مُفسَّرٌ مُتوقَّعٌ، - 00:33:13ضَ
ومَهما كانتْ نسبتُهُ كبيرةً، فَلا تُؤثِّرُ أبدًا على مُلاحظةِ عظَمةِ اللهِ في خَلقهِ، - 00:33:15ضَ
بلْ كلَّما رأَينا التَّشابهَ بقَدَرٍ والاختلافَ بقَدَرٍ، - 00:33:22ضَ
ازدَدْنا إجلالًا وتسبيحًا وخُضوعًا لِمَن قالَ: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القرآن 49:54] - 00:33:26ضَ
كيفَ؟ سنرى ذلك في الحلقةِ القادِمةِ، - 00:33:33ضَ
لِنرى فصلًا مِن عَظَمةِ الخَلْقِ، ومعهُ فصلًا مِن فُكاهَةِ التَّطوُّريِّينَ، - 00:33:36ضَ
لا في فَبركةِ الأرقامِ فحَسب، بلْ وفي تفسيرِ الأرقامِ كذلكَ، - 00:33:40ضَ
وهيَ خُطوتُهُمُ التَّاسعةُ في صِناعةِ الخرافةِ، - 00:33:44ضَ
فتَابِعُوا مَعنا، والسَّلامُ عليكُم. - 00:33:48ضَ