شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني // 10 // للدكتور البشير عصام المراكشي
رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:50
واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة - 00:01:13
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسألك اللهم ان تجيرنا من النار بفضلك ومنك وكرمك يا ارحم الراحمين بتدارسنا للعقيدة التي جمعها الامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تبارك وتعالى وصلنا - 00:01:32
الى قوله رحمة الله عليه ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء وذكر هذا بعد الامور السبعة التي نفاها عن الله تعالى وشرحناها في درسنا السابق فقوله ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء - 00:01:55
جمع في هاتين الكلمتين ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:23
قال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر فشرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث - 00:02:44
معنى هذه الاسماء الحسنى الاربعة وهي الاول والاخر والظاهر والباطن ذكر ان الاول هو الذي ليس قبله شيء وان الاخر هو الذي ليس بعده شيء ثم ذكر الظاهر والباطن فالاول والاخر من اسماء الله الحسنى الثابتة - 00:03:12
بالتوقيف ولذلك فما ذكره ابن ابي زيد هنا اولى من ذكري مما ذكره اخرون من المصنفين في العقائد حين يقولون مثلا قديم بلا ابتداء كما في الطحاوية كما في العقيدة الطحاوية قديم بلا ابتداء - 00:03:40
فان القديمة ليس من اسماء الله الحسنى وما كان كذلك اي ما كان لم يثبت ما لم يثبت كونه من اسماء الله الحسنى فانه لا يطلق على الله عز وجل - 00:04:03
الا بعد معرفة معناه والاستفصال في ذلك فان لفظ القديم في اصل اللغة ليس مرادفا للاول فان الاول هو الذي ليس قبله شيء مطلقا واما القديم فلا يمتنع ان يكون قبله شيء اخر - 00:04:23
كما في قول ربنا سبحانه وتعالى حتى عاد العرجوني القديم فاذا اذ يجوز لك في كثير من المخلوقات ان تقول عنها انها قديمة اي بالاعتبار والنسبة اذا اضيفت الى غيرها فهي قديمة - 00:04:46
لكنها ليست اول المخلوقات مثلا ولذلك كان التعبير بلفظ الاول او لا من جهة المعنى لان الاول لا يحتمل ما يحتمله القديم وهو ايضا اولى من جهة القاعدة الاجمالية. التي هي اننا - 00:05:07
لا نسمي رب العزة جل جلاله الا بما سمى به نفسه. والاسماء على الصحيح توقيفية اما مجال الاخبار عن الله عز وجل ولا اشكال فيه فيجوز الاخبار عن الله تعالى - 00:05:30
بما هو اوسع من دائرة الاسماء اما في دائرة الاسماء فينبغي الوقوف فيها عندما وقفه الله عز وجل او رسوله صلى الله عليه وسلم مفهوم هذا. فاذا قوله ليس لاوليته ابتداء - 00:05:48
ولا لاخرية انقضاء كما قال الله عز وجل هو الاول والاخر ثم قال بعد ذلك رحمه الله تعالى لا يبلغ كونها صفته الواصفون لا يبلغ كونها صفته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون. لا يبلغ كنها صفته الواصفون. الكن هو - 00:06:09
هو الحقيقة كنهو الشيء حقيقته كنه الشيء حقيقته يصح لك ان تدرك الشيء ولا تدرك كونه وكيف ذلك بان تدرك اجمال صفاته دون الدخول في حقيقته وهذا وارد في امور كثيرة - 00:06:34
من الاشياء المخلوقة فاننا نعرفها وندركها ولكننا لا نعرف كونها وحقيقتها وادراك معرفتنا بالله عز وجل معرفتنا بالله عز وجل هي معرفة بصفاته سبحانه وتعالى هي معرفة بصفاته لا بكنه ذاته - 00:07:03
فاننا نعرفه سبحانه وتعالى من خلال ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الاوصاف ونعرفه من خلال الاسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة اما كنه ذاته فلا سبيل لنا الى معرفة ذلك - 00:07:33
فان الله لا يماثل احدا من خلقه كما قال رب العزة جل جلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويتفرع عن عن هذه القاعدة وهي ان معرفتنا انما هي معرفة بطريق الصفات - 00:07:56
يتفرع عنها ان كلامنا في الصفات مبني على كلامنا في الذات او كما يعبر عنه العلماء الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات واذا كنا في ذات الله سبحانه وتعالى - 00:08:15
انما اذا كنا في ذات الله سبحانه وتعالى لا ندرك الكيف فكذلك في الصفات لا سبيل لنا الى معرفة الكيف واذا كنا في الذات لا ندرك كنهها فكذلك في الصفات لا سبيل لنا الى معرفة كونهها - 00:08:34
ولذلك قال هنا لا يبلغ كنها اي صفة اي كيفية وحقيقة صفته الواصفون فمن وصف رب العزة جل جلاله معتمدا في ذلك على ما جاء في الكتاب والسنة فانه يكتفي باثبات ظاهر الصفة - 00:08:57
ومعناها دون الحديث عن كيفيتها انما يثبت ماذا؟ ظاهر الصفة ومعناها دون الحديث عن كيفيتها ودون خوض في كيفيتها فان ذلك ممنوع لا سبيل اليه. وحتى من حاول ذلك فانه لا يأتي فيه بطائل - 00:09:23
فنعيد شرح المسألة ونقول الحديث عن الصفات حديث عن ظاهرها ومعناها وقد ثبت عن جماعة من السلف انهم حين يذكرون الصفات يقولون امروها كما جاءت وكثير من السلف يقولون في باب الصفات - 00:09:52
ان المطلوب اثبات ظاهر الصفات وقد فهم من ذلك بعض الناس ما لا ينبغي فهمه فظنوا ان اثبات ظاهر الصفات هو اثبات ظاهر لفظها دون اثبات معناها. وهذا خطأ وهذا خطأ - 00:10:18
بل هو لمن تفكر فيه واعتقده عالما بدعة وضلالة وهذا هو الذي يسمى التفويض. وسيأتي ان شاء الله تعالى في موضعه فنحن حين نقول نثبت ظاهر الصفات نعني بذلك نثبت معانيها - 00:10:41
فاذا اثبتنا لله عز وجل مثلا صفة الاستواء او صفة العلو او صفة النزول او صفة ارادتي او الضحك او الغضب او غير ذلك من الصفات. فاننا ندرك لكل صفة من هذه الصفات معنى - 00:11:04
مغايرا بمعنى الصفة الاخرى خلافا لما يقوله اهل التفويض والتجهيل. الذين لا يثبتون المعاني لهذه الصفات اصلا بل نثبت لها معاني فصفة الارادة وصفة الغضب غير صفة الضحك وهي غير صفة الاستواء وهي غير صفة اليد وهكذا. ولكل واحدة من هذه الصفات معنى - 00:11:25
قل يدرك بي اللغة ويدرك ايضا بالمعاني الشرعية. اذا جاء وصف ذلك او شرحه في كتاب او في سنة فاذا اثبتنا ظاهر الصفات اي معانيها فاننا بعد ذلك لا ننتقل الى - 00:11:55
المرحلة التالية وهي اثبات الكيفيات فان اثباتنا للصفات اثبات لظاهرها ومعناها دون اثبات لكيفيتها ومثال ذلك ان نقول ان الله له صفة العلو او صفة الغضب لكن كيف غضب الله؟ وكيف علو الله هذا مما لا يسأل عنه - 00:12:23
لما؟ لانك لا تدرك في مجال الكيف الا ما يصل اليه عقلك وعقلك لا يصل في مجال الكيفي الا ما ادركه من الذوات المخلوقة وحيث انك لا سبيل لك الى ادراك ذات الله عز وجل فلا سبيل لك الى ادراك كيف - 00:12:52
كيفية صفاته هذا وكل من رام السؤال والبحث في كيفية الصفات فان ذلك يفضي به ولابد الى احد المحظورين اما الى التشبيه والتجسيم كما يقال واما الى التعطيل او التأويل الذي هو نوع تعطيل - 00:13:17
اعيد الكلام كل من رام ان يخوض في تكييف صفات الله عز وجل فان ذلك يؤدي به ولابد اما الى تشبيه وتمثيل واما الى تأويل وتعطيل فاما انه يفضي به الى التشبيه والتمثيل فهذا واضح - 00:13:44
فانه اذا كيف شبه فانه اذا كيف شبه اذا قال اريد ان اسأل عن كيفية بيد الله عز وجل فانه ما ان يسأل في ذلك ويبحث فيه حتى ماذا؟ حتى يقع في ذهنه تشبيه هذه الصفة بصفات المخلوقين ولابد - 00:14:10
فيؤول به الامر الى ان يعتقد وان لم يصرح بذلك وقد يصرح به كغلاة مشبهة يؤول به الامر الى ان يشبه يد الله بيد المخلوق وغضب الله بغضب المخلوق واستواء الله على عرشه باستواء المخلوق على عرشه - 00:14:37
فهذا هو التشبيه. فإذا افضاء التكييف الى التشبيه واضح لكن كيف يفضي التكييف الى لا والتمثيل والتشبيه تقريبا شيء واحد. كيف يؤدي الى التعطيل ذلك يكون بتقرير قاعدة وان وهي انه لا تعطيل الا بعد تشبيه - 00:14:59
فانه لا يعطل المعطل الا بعد ان استقر في ذهنه التشبيه فانه اذا قرأ النص الذي فيه صفة من صفات الله عز وجل فانه يتوهم من تلك الصفة او من ذلك اللفظ الدال على تلك الصفة - 00:15:26
يتوهم التشبيه وذلك اخذا بظاهر اللفظ الذي يوافق حال المخلوقين لا بظاهر اللفظ الذي لا يليق الا بالله تعالى قد قلنا انفا ان الظاهرة ظاهرة اللفظ او ظاهر الصفة نوعان ظاهر لا يليق الا بالله تعالى وظاهر يليق - 00:15:55
بالمخلوقين فهذا الثاني ينبغي نفيه عن الله عز وجل بخلاف الاول فإذا حين استقر في ذهنه ان ظاهر اللفظ يفيد معنى مشابهة المخلوق استنكر ذلك ففر الى التعطيل او التأويل - 00:16:24
والا لو انه ابتداء حين قرأ لفظ الاية او الحديث فلم يذهب ذهنه الى المعنى المشابه للمخلوق الى ظاهر الصفة الذي يوافق المخلوق فانه حينئذ لا يحتاج الى تأويل ولا تعطيل - 00:16:48
ولذلك قلنا انه لا تعطيل الا بعد تشبيه. لكن ان المعطلة يظنون انهم ينزهون الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين والحال انهم ما عطلوا الا لتوهمهم ان النص يدل على التشبيه. فحينئذ عطلوه والتأويل كما قلنا يفضي - 00:17:11
الى التعطيل او هو نوع من التعطيل لكن باسلوب يعني آآ فيه نوع حكمة ونوع فان التعطيل شيء صارم فيه ابطال للنص. اما التأويل اما التأويل ففيه صرف للنص عن معناه الظاهر الى معنى اخر - 00:17:39
اذا هذا معنى قوله لا يبلغكن عن صفاته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون فإن المتفكرين المتدبرين لا يملك الواحد منهم ان يحيط بامر الله عز وجل. سواء اردنا بالامر الامر الشرعي او - 00:18:02
كوني وذلك ان الامر اذا اطلق اريد به هذان المعنيان معنيان الامر الشرعي والامر الكوني فالامر الكوني ما هو هو ما يقدره الله عز وجل ويقضيه فما يكون في الكون كله - 00:18:23
من حركات ومن سكون ومن خلق ومن افعال كل ما في الكون هو من امر الله الكوني واما الامر الشرعي فهو هذا الذي نعرفه الاوامر والنواهي والاحكام الشرعية النازلة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالامر اذا نوعان امر كوني وامر شرعي - 00:18:47
هل يحيط احد من الناس بالامر الكوني لا سبيل الى ذلك. فان الله عز وجل جعل سره وفي ما يقدره في قدره وفي قضائه فلا سبيل لاحد من الناس ان يعرف من ذلك الا ما علمه الله اياه. حتى ولو كان ملكا مقربا او نبيا - 00:19:17
ارسل فما اعلم الله به احدا من خلقه علمه ولكن لا يصل العبد الى معرفة شيء من ذلك استقلالا هذه اولى واما الامر الشرعي فكذلك لا سبيل الى الاحاطة به وانما غاية - 00:19:42
امر الانسان المسلم ان يعرف مجمل ذلك دون خوض دون وصول الى لا حقائق ما اودع الله فيه من حكمة فنحن نعرف مثلا ان الله عز وجل امر بالصلاة ونهى عن شرب الخمر مثلا وهذا من امر الله الشرعي - 00:20:04
لكن اذا تفكرنا في ذلك وصلنا الى شيء من الحكمة المرتبطة به. لكن هل نحيط بكنهي تلك حكمة وحقيقتها لا سبيل الى ذلك فهذا معنى قوله ولا يحيط بامره المتفكرون فان هنالك فرقا بين المعرفة والاحاطة - 00:20:28
فانك تعرف الشيء دون ان تحيط به. كما اننا قد نرى القمر مثلا فنعرفه ولكن هل نحيط بمعرفته؟ لا نحيط بذلك. بل نحتاج للاحاطة بمعرفته الى ادوات والات مختلفة لكي نستطيع ان نصل الى شيء من حقيقته دون الوصول الى الاحاطة ابدا - 00:20:50
ثم قال يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهية او مائية ذاته الماهية والمائية بمعنى اي معناهما واحد والمراد حقيقة الشيء وذلك هو الذي يسأل عنه بما هو فانك تقول في آآ الشيء ما هو؟ او ما هي - 00:21:18
فهذا الذي يسأل عنه بما هو وما هي؟ يسمى عندهم في اصطلاحهم ماهية او مائية فمائية الشيء وماهيته حقيقته وكونه اه كيفيته يقول يعتبر المتفكرون باياته الشرعية والكونية. وهذا من المندوب اليه شرعا - 00:21:46
فان الله سبحانه وتعالى ندبنا الى ان نتفكر في اياته وذلك فيما لا يحصى من النصوص. نصوص كثيرة فامرا مثلا بالتفكر في السماوات والارض وبالتفكر في النفس البشرية وبالتفكر في المخلوقات المحيطة افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء - 00:22:13
كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت وامرنا بالتفكر في النجوم الكواكب وعامة الخلق ونحو ذلك. فهذا من التفكر محمود ويعين عليه تعلم العلوم الكونية المساعدة فان معرفة مثلا علم الطب والتشريح مما يساعد على التفكر في جسم الانسان. و - 00:22:39
اه تعلم علم الفلك يعين على التدبر والتفكر في النجوم والكواكب وهكذا. ثم ايضا التفكر في في ايات الله الشرعية وهي ما في كتاب الله سبحانه وتعالى وما يلتحق بذلك من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان السنة شارحة ومبينة - 00:23:14
فمن المندوب اليه ايضا التفكر في ايات الله الشرعية ويكون ذلك بالاكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل ومن حفظه ومن تجويده ومن قراءة ما جاء في تفسيره ومن معرفة حلاله وحرامه - 00:23:39
ومن تدبر الفاظه ومن تأمل معانيه ومن كل ما يعين على معرفة ما انزل الله في هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكل ما اعان على ذلك فهو داخل في معنى التفكر والتدبر. وليس المراد بالتدبر ما يصنعه بعض الناس - 00:24:06
من اخذ الاية القرآنية وتأملها دون ان يكون لدى الناظر فيها من المؤهلات العلمي ما يساعده على حسن تفهمها فيخرج من ذلك اصناف والوان من المعاني التي ما ارادها الله عز وجل من تلك الاية - 00:24:33
فان ذلك ليس من التدبر المحمود وانما قد يكون من التدبر المذموم. ورب مريد ورب مريد للخير لم يصبه. بل رب مريد للخير اصاب الشر مكانه وهذا وارد فلذلك نحن دائما حين نتحدث عن تدبر القرآن ننصح بأن يكون لهذا المتدبر نظر في بعض - 00:25:00
ما جاء في تفسير الاية اولا ولو كان ذلك من تفسير مختصر. فينظر في تفسير الاية لكي يضع لنفسه اطارا. لا يجاوزه في فهم الاية فيخرج بفهم ما انزل الله به من سلطان - 00:25:30
نعم. هذا معنى قوله يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته ثم قبل ولا قبل قوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته قوله يعتبر المتفكرون بآياته مما يعين على معرفة الله عز وجل - 00:25:49
فان معرفة الرب سبحانه وتعالى تأتي من معرفة صفاته ومن تدبر اياته واعتبر في هذا بحالك مع المخلوقين فان اي مخلوق اردت ان تدركه وتعرفه فانك اما ان تعرفه باثاره - 00:26:12
واما ان تعرفه بوصفه فقد يصف لك احد الناس كائنا من الكائنات ربما ما رأيته وما سمعت به لكن ويصفه لك وصفا حسنا فيثمر لك ذلك معرفته وقد لا اه تصل الى وصفه ولكن - 00:26:42
تدرك ذلك المخلوق من خلال اثاره كما اننا مثلا نعرف الشمس حتى قبل ان ان يتطور علم الفلك ويصل العلماء الفلكيون الى معرفة شمس ما مكوناتها والى غير ذلك؟ حتى قبل هذا - 00:27:08
فاننا كنا نعرف الشمس لكن باي شيء كنا نعرفها؟ بآثارها فاننا نجد من دفء اشعتها ومن نورها المنتشر في الكون في الارض ما يجعلنا نعرفها. فلا نحتاج بعد ذلك الى وصفها كأن يقول - 00:27:28
فلكي مثلا انها مكونة من كذا وكذا من المكون الجيولوجي الفلاني من الصخور الذائبة من النار من كذا حتى لو لم نعرف الوصفة فان معرفة الاثر تكفينا في معرفة هذا المخلوق. ولله المثل الأعلى. فإننا ايضا ما نعرف ربنا سبحانه وتعالى الا من هذين الطريقين - 00:27:48
من جهة صفاته ومن جهة اثاره والاثار ما هي؟ هي الايات سواء الآيات الكونية الدالة على وجوده كما قررناه في درس سابق. وعلى وحدانيته وعلى كماله او الايات الشرعية ايضا الدالة على وجودة وعلى وحدانيته وعلى كماله - 00:28:13
فاننا قد ذكرنا في درس ادلة وجود الله عز وجل ان الشرائع مما ان الشرائع يستدل بها على وجود الله سبحانه وتعالى. ويستدل بها ايضا على كماله. عز وجل والمقصود ان - 00:28:39
المعرفة تكون بالصفات والآيات وان الشرك يقع بسبب الجهل بالصفات او الجهل بالايات فالذي يشرك بالله مخلوقا. ما الذي دعاه الى هذا الشرك دعاه توهمه ان ذلك المخلوق مماثل لله سبحانه وتعالى - 00:28:57
في الصفات او في الايات ان بعض الناس مثلا غلاة المشركين ما اشركوا الا لأنهم ظنوا بان لهذا المخلوق الذي يعبدونه من دون الله عز وجل ظنوا انه يستطيع ان يؤثر - 00:29:23
وان يعمل وان يكون له في الكون ايات من اه احياء او تأثير او رزق او اه اعطاء مال او ما اشبه ذلك. فحين ظنوا ذلك اشركوا بالله هذا المخلوق. فاذا - 00:29:42
من اين جاءهم الشرك؟ جاءهم من الجهل بالله عز وجل. من جهة الصفات ومن جهة الآيات فتوهموا لاجل ذلك ان الله احد من خلقه. فالمشرك اذا ايضا واقع في نوع من التشبيه - 00:30:04
لكنه لا يشبه الله بالمخلوق وانما يشبه المخلوق بالله عز وجل. فيجعل في رفع المخلوق الذي يعبده قد يكون صنما وقد يكون بشرا وقد يكون حجرا وقد يكون كوكبا يجعل هذا المخلوق - 00:30:20
في مقام الله عز وجل ويرفعه من مقام المخلوق الذي حقه ان يكون عبدا الى مقام الخالق الذي حقه ان يكون معبودا سبحانه وتعالى فاذا لاجل ذلك نبهنا الى اهمية - 00:30:37
التدبر التدبر والتفكر في صفات الله وفي اياته لكي لا يتطرق الى آآ قلب مسلمي شيء من الشرك شيء من الشرك وهذا قد يقع قد يقع عند عوام الناس بل وقع في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ذلك الاعرابي فقال انا نستشفع - 00:30:54
بك على الله ونستشفع بالله عليك فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال ويحك اتدري ما حق الله؟ فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ما وقع فيه من التسوية بين رب العزة جل جلاله وبين - 00:31:18
اه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى. لكن الرجل كان جاهلا فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لا يستشفع اه على الله باحد اه من خلقه شأن الله اعظم من ذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم. اذا - 00:31:38
اما قوله رحمه الله تعالى ولا يتفكرون في ماهية ذاته او في مائية ذاته قد فهم بعض الناس من ذلك انه يشير الى التفويض اي الى تفويض المعنى فقال لا يتفكرون في ماهية ذاته ان يفوضون - 00:32:00
اه معنى الصفات ولا فرارا من تشبيه هذه الصفات من صفات المخلوقين والحق ان هذا اللفظ لا يدل على معنى تفويض المعنى وانما يدل على تفويض الكيفية فقوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته وما نقوله في الذات نقوله في الصفات - 00:32:29
اي لا يتفكرون في ذلك تفكر كيفية وانما يثبتون المعنى دون ان يتفكروا في الكيفية كما ذكرنا انفا والتفويض ان اريد به تفويض الكيفية فلا اشكال فيه فاننا نثبت الصفات نثبت الصفات و - 00:33:01
نفوض كيفيتها الى الله سبحانه وتعالى فاننا لا نعرف هذه الكيفية فنفوض علم ذلك الى عالمه وهو رب العزة جل جلاله واما ان نفوظ المعنى فهذا يفضي الى التجهيد الى تجهيل - 00:33:29
السلفي رضوان الله عليهم بل الى تجهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هؤلاء الذين يقولون بتفويض المعنى ما يقصدون بذلك يقصدون ان هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة - 00:33:50
هي مجرد الفاظ كما لو انك تقرأ رسوما وحروفا غير مفهومة ولا معنى لها عندك من لغة من اللغات البائدة كاللغات القديمة التي لا تعرفها مثلا الهيروغليفية هادي في الاصل - 00:34:10
ما كانوا الناس يعرفونها حتى فكت رموزها قبل زمن يسير يعني ربما قرن او قرنين ما ادري بالدرجة فالقصد ان هذه الرموز هي تعرف انها الفاظ ولكن لا تقروا بان لها معنى من المعاني اصلا - 00:34:33
ومن هذا فاذا عندهم هذه الصفات هذه النصوص الدالة على الصفات مجرد الفاظ لا يعلمونها هو ولا يعلمون لا يعلمون معانيها هم ولا يعلم معانيها احد من السلف لمن التابعين ولا من الصحابة. يعني ابو بكر وعمر حين كانوا يقرأون القرآن - 00:34:55
فيقرأون الايات التي فيها مثلا ذكر اه علو الله او استوائه على عرشه فإن ابا بكر وعمر ما كانوا يفهمون معنى ذلك حتى لو قيل لهما او لاحدهما ان الاستواء يراد به نفس معنى اليد - 00:35:22
او نفس معنى القدم او نفس معنى الغضب او الرضا لقال يمكن ان يكون ذلك اليس هذا تجهيلا للسلف وللصحابة بل حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى جبريل عليه السلام - 00:35:45
ايضا ما كانوا يعرفون معاني هذه الصفات ولذلك فالتفويض هو من شر مقالات اهل البدع كما يقرره العلماء لأنه يفضي الى التجهيل و غاية ما يصل اليه القائلون بالتفويض ان يقولوا ان هذه الصفات يحتمل - 00:36:05
ان تكون كلها بمعنى واحد او بعضها اه يعني اي شيء من المعاني كل ما يمكن ان يخطر بالبال يقول لك ممكن فهل القرآن الذي انزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:36:28
تبيانا لكل شيء وانزله قرآنا عربيا مبينا مفصلا ثم ذكر فيه من ايات الصفات الشيء الكثير يؤول امره عند هؤلاء الى ان كل تلك الصفات المذكورة فيه لا تعلم معانيها - 00:36:49
يعني كما يقال الرحمة الرحيم الخبير كذا كما لو قيل الف لام ميم اللي هي من اوائل اه الفواتح الصور التي عند يعني كثير من العلماء هي من المشكل من المتشابه - 00:37:13
من المتشابه. فهم ايضا يرون ان ايات الصفات من المتشابه فهذا يفضي الى نزع معنى البيان عن القرآن الكريم ولذلك كان التفويض من شر اقوال اهل البدع وهذا التفويض ينسبه المتكلمون الى السلف لانهم حين رأوا السلف يقولون في كثير من الايات من ايات والصفات - 00:37:35
كما جاءت ظنوا انهم يقصدون بذلك معنى التفويض الذي استقر عند المتكلمين والمتأخرين وليس كذلك. فإن كثيرا من السلف يقصدون بل السلف كلهم رضوان الله عليهم حين يقولون امروها كما جاءت - 00:38:05
يقصدون ان لا يتعرض لها بالبحث عن كيفياتها اما اثبات معناها فلا اشكال فيه وامامنا مالك رحمه الله تعالى حين سئل عن الرؤية الرؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى في الجنة - 00:38:25
حين سئل عن الرؤية قال يرونه باعينهم وسئل مرة اخرى عن الرؤية فقال امروها كما جاءت فإذا هل هذا فيه تناقض من الإمام مالك؟ لا معناه ان قوله امروها كما جاءت لا تخوضوا في كيفياتها - 00:38:46
وقوله يرونه بأعينهم اثبات للمعنى مفهوم؟ فإذا يثبتون المعنى مع تفويض الكيف وليس كما يظن هؤلاء المفوضة المتأخرون ان السلف كانوا يفوضون المعنى فهذا غير صحيح وقد استقر التفويض عند المتكلمين من المتأخرين حتى صار قرين التأويل - 00:39:05
انهم صاروا يعتقدون في الصفات مذهبين اثنين لك ان تختار احداهما اما التفويض واما التأويل وعقد هذا الناظم المتأخر بقوله وكل نفس وكل نص اوهم التشبيه اوله او فوض تنزيهة - 00:39:30
اي اقصد بذلك التنزيه فكل نص لاحظ اوهم التشبيه وهذا ما ذكرناه انفا انه لا يكون تعطيل الا بسبب من خطر بالذهن وبالقلب التشبيه. ولذلك فهو النص يقول اوهم التشبيه - 00:39:53
وكيف يوهم النص التشبيه؟ ورب العزة انزله على الخلق اجمعين انزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخاطب به الخلق اجمعين فإذا كان هذا النص يوهم التشبيه الا يكون هذا النص فيه اضلال للناس - 00:40:13
فإذا قولك انه يوهم التشبيه فيه اتهام للنص بأنه نص اضلال لا نص هداية مادام يوهم التشبيه ونحن نقول النصوص لا توهم التشريع ولا يستقر في اذهاننا عند قراءة نصوص الصفات - 00:40:33
معنى التشبيه ولاجل ذلك لا نحتاج الى التعطيل لكي نصل الى التنزيه فهمنا هذا فهذا هو فكل نص عندهم اوهم التشبيه فانه يقول اوله او فوض وهم بذلك واقصد بذلك التنزيل. فالتفويض عنده للتنزيل. والتأويل عنده للتنزيل. والتأويل والتفويض عندنا كلاهما - 00:40:52
مفضيل الى التعطيل نعم فاذا هذا معنى قوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته نعم ثم ايش اللي بعدها ثم قال ولا نعم هذا من القرآن الكريم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء - 00:41:17
وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم فيه فذكر آآ هو وجوب الايمان بعلو الله على خلقه واثبات الكرسي واثبات علو القدر واثبات العظمة وقوله ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء - 00:41:43
يحتمل من علمه اي من علم ذاته وصفاته ويحتمل من علمه اي من العلم الذي يعلمه سبحانه وتعالى وكلاهما صحيح لا يحيطون بشيء من علم ذاته وصفاته فنحن لا سبيل الينا لنا الى معرفة - 00:42:16
او ادراك شيء من ذات الله او من صفاته الا ما شاء الله ان يعلمنا بذلك ومن علمه اي مما يعلمه سبحانه وتعالى الا لما علمنا صحيح كونه سبحانه وتعالى علمنا امورا علمنا مثلا - 00:42:40
ان هنالك احداثا تقع اخبر بها رب العزة جل جلاله فوقعت كما في اول سورة الروم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين وكاخباره سبحانه وتعالى عن الجنة والنار فهذا سيكون هذا من علم الله عز وجل مما يعلمه الله سبحانه وتعالى وعلم - 00:43:01
اس هذا العلم. فلا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض. الكرسي المفسرين كلام كثيرون واختلاف كبير في معناه ولكن الحق ان كثيرا من الاثار التي ينقلونها - 00:43:26
عن بعض الصحابة او التابعين لا تصح من جهة السنة من ذلك ما يذكرونها يذكرونه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الكرسي هو العلم ما يحيطون وسع كرسيه اي وسع علمه - 00:43:46
هذا لا يصح اسناده عن ابن عباس رضي الله عنه. والصحيح الثابت عن ابن عباس هو قوله ان الكرسي موضع القدمين الكرسي موضع القدمين هذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما. ووردت اقوال اخرى عن بعض الصحابة والتابعين. لكن الصحيح ان الكرسي غير العرش - 00:44:06
وهذا الذي جاء عن عبد الله بن مسعود ايضا وهو ان الكرسي غير العرش وهو العلي العظيم فيه اثبات باسم العلي و هو اسم من اسماء الله الحسنى متضمن لصفة. وهذه الصفة هي صفة العلو - 00:44:26
وعلو الله عز وجل على ثلاثة انواع علو الذاتي وعلو القهر وعلو الشأن والقدر فاما علو الذات فنحن نعتقد ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه. كما سيأتينا ان شاء الله - 00:44:47
وانه مستو على عرشه كما يليق بجلاله قد ورد الاستواء بالقرآن الكريم في سبعة مواضع واما علو القهر اي ان الله قاهر لعباده كما قال سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده في سورة الانعام - 00:45:10
واما علو القدر والشأن والمنزلة فهذا واضح وهو ان الله سبحانه وتعالى اعلى قدرا وشأنا من خلقه اجمعين وهذا لا اشكال فيه ولا ينازع المتكلمون في النوعين الثاني والثالث اي في علو القهر وعلو القدر - 00:45:31
وانما ينازعون في علو الذات هو الذي سيأتي الحديث عنه دل القرآن الكريم على علو رب العزة جل جلاله على خلقه ودل على ذلك ايضا السنة دلت على ذلك السنة النبوية - 00:45:55
وورد ذلك في كلام الصحابة والسلف رضوان الله عليهم بل ورد في ذلك اجماعا للسلف ودلت على ذلك الفطرة ودل على ذلك العقل السليم وقد جمع بعض العلماء الادلة الواردة - 00:46:23
في علو الله على خلقه فبلغت المئات مئات الادلة من ذلك ما جمعه الحافظ ابن القيم بكتابه اجتماع الجيوش الاسلامية على غزوي المعطلة والجهمية ومن ذلك ما جمعه الحافظ الذهبي في كتابه العلو - 00:46:47
فكلهم يجمعون الايات والاحاديث واقوال السلف والاجماعات الدالة على ماذا؟ على علو الله على خلقه واما الفطرة فهذا مما يستوي فيه المخلوقون ومنهم المتكلمون انفسهم فان هؤلاء المتكلمين مع منازعتهم في علو الله - 00:47:09
على خلقه فانهم اذا حزبهم امر توجهوا الى الله سبحانه وتعالى في جهة العلو لا في غيرها من الجهات مما يدل على ان ذلك مستقر في فطرهم ولذلك اثر عن ابي المعاني الجويني وهو احد كبار المتكلمين - 00:47:35
انه كان يقرر في درسه نفي العلو على طريقة المتكلم فجاءه احدهم فقال دعك يا ابا المعاني يا امام دعك من هذا كله اي دعك من هذه الادلة والنقاشات العقلية - 00:47:54
ولكن اخبرني عن ضرورة نجدها في قلوبنا كلما احتجنا الى ان ندعو ربنا توجهنا الى جهة العلو فتفطن ابن الجويني القضية تفطن وفهم ان القضية فطرية لا سبيل الى المنازعة فيها بالاقيسة العقلية - 00:48:12
ثم لو ليت القضية كانت فطرية فقط بل هي بما لا يحصى من الأدلة ولذلك من عجب من عجب الحقيقة ان تجد بعض المتكلمين ينازعون في قضية العلوم ويحاولون تأويلها بادلة باردة - 00:48:42
والله سبحانه وتعالى مع علوه فانه قريب من خلقه وهو معهم معية تليق بجلاله وقرر كثير من العلماء ان المقصود بتلك المعية معية العلم العلم اي هو سبحانه وتعالى مستو على عرشه عال على خلقه - 00:49:01
وهو مع ذلك معهم بعلمه واقرب اليهم من حبل الوريد. وهذا ايضا قرب ها بعلمه سبحانه وتعالى على ما ذكره كثير من العلماء. واخرون يقولون نثبت المعية ولا اه نفسرها - 00:49:34
فالله سبحانه وتعالى عال في قربه وقريب في علوه وهذا لا يتأتى لك ان تفهمه اذا كنت تتخير الله سبحانه وتعالى كأحد من خلقه فانك اذا تصورت ذلك في ذهنك - 00:50:01
وخطر ببالك شيء من تشبيه الله بخلقه صعب عليك ان تفهم ان الله يكون عاليا مستويا على عرشه ثم مع ذلك هو مع خلقه لا تستطيع ان تفهم لانك بصفات المخلوقين هذا شيء لا تتصوره - 00:50:26
ولكنك اذا علمت ان الله ليس كمثله شيء فانك تثبت ما ثبت في الكتاب والسنة دون تكييف ولا تأويل ولا تعطيل فيجب علينا اذا ان نثبت علو الله على خلقه مع اثبات معيته سبحانه وتعالى - 00:50:49
و المعطلة من المتكلمين ينكرون اه العلو كما قلنا باستدلالات ضعيفة اقوى ما لهم من الاستدلال هو ارادة التنزيه على قاعدتهم المضطردة. يقولون هذا العلو يقتضي الحركة والزوال والنزول والصعود وكذا - 00:51:09
وهذه الحركات والاعراض مما لا يليق بالله سبحانه وتعالى وهذا كما ترى اذا قررنا ابتداء ان الله ليس كمثله شيء فاستواؤه ليس كاستواء البشر وعلوه ليس كما يعلو الخلق على المخلوق على المخلوق - 00:51:34
فاذا اثبتنا هذا لن يخطر ببالنا شيء مما يتوجسه هؤلاء ويخاف منه هؤلاء المتكلمون او كاستدلالهم مثلا بقول الله تعالى وهو الذي في في السماء اله وفي الارض الها وهذا ايضا باطل لان اله قلنا معناها - 00:51:58
معبود فإذا وهو المعبود في السماء والمعبود في الأرض وليس معنى ذلك انه حال في السماء او حال في الأرض ممازج للمخلوقات الموجودة في السماء والموجودة في الارض فهذا باطل وهكذا. هي اغلب استدلالاتهم استدلالات متكلفة - 00:52:25
ثم هي لا تقوى على مواجهتك ما ذكرنا من الأدلة الكثيرة اه من القرآن والسنة اه اجماع السلفي رضوان الله عليه. نعم طيب هذا هو مجملا ما نقوله عن العلو ثم قال وانه فوق عرشه المجيد - 00:52:45
وانه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه وانه فوق عرشه المجيد بذاته كلمة بذاته هذه اه احتار فيها الشراح ايوة ايوه نعم لحظة وهو على هاي واضح هذا واضح - 00:53:10
واضح هذا ليس فيه جديد يعني بالمقارنة مع صح ولا لا؟ نعم. نعم الاستواء على العرش قلنا كلمة بذاته هذه اشكلت وحتى اشكلت عن المتأخرين اه من شراح الرسالة يحتاروا فيها كيف يصنعون بها - 00:53:37
لانها تنسف معتقدهم بالاستواء نسفا فصار بعضهم الى الانكار كحال كثير من الناس اذا آآ اشكل عليهم قول شخص من الاشخاص او عالم من المعلومة قالوا وما يدريك انه قال لعله لم يقل او هو لم يقلها اصلا ولكن هذا لا سبيل اليه - 00:53:59
فقد ثبتت في نسخ صحيحة من الرسالة واثبتها جمع من تلامذة ابن ابي زيد فاذا اذا لم ينجح الانكار والتعطيل يشار الى ماذا؟ الى التأويل فإذا لابد من تأويل كلامه هكذا يصنعه لابد من تأويل كلامه - 00:54:24
فيقولون انه فوق عرشه المجيد بذاته شوف شوف قدرة ما يصنعه الهوى بالانسان. انت اذا قرأت الكلمة وانه فوق عرشه المجيد بذاته تفهم انه سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه واضح جدا - 00:54:48
لكن شف ما انظر ما يصنع الهوى بصاحبه. لما اشكل عليهم اللفظ ذهبوا في تأويله مذاهب. من ذلك قالوا وانه فوق عرشه نقطة قف هنا المجيد بذاته اي هو المجيد بذاتي - 00:55:08
فيكون قوله المجيد بذاته غير متعلق بما قبلها اصلا فهو وانه فوق عرشه ووقفنا هنا ثم يبدأ الكلام اي وهو المجيد بذاته هذا تأويله الأول تأويل ثان هو في متعلق الجار والمجرور لأن بذاتي هذا جار ومجرور - 00:55:31
قالوا وانه فوق عشي المجيد بذاته بذاته هذه متعلقة قانون متعلقة بالمجيد اي هو مجيد بذاته كما نقول نحن بنفسو هو بنفسو مجيد ا المجيد بذاته بدلا من ان يكون المتعلق كما نقول نحن وانه فوق عرشه بذاته - 00:55:54
فانظر هذه كلها تأويلات ما الذي جرهم؟ قلنا الى هذه التأويلات؟ ان بذاته اذا اثبت العلو الذاتي لن تستطيع ان تؤول لم يبقى لك مجال للتأويل فهم مثلا يؤولون الاستواء بايش؟ ببعضهم يؤول الاستواء بالاستيلاء - 00:56:25
او يقولون المراد بالعلو علو القهر وعلو القدر او غير ذلك من التأويلات لكن حين يقول لهم ابن ابي زيد هو سبحانه وتعالى فوق عرشه بذاته تنسف كلامهم ولذلك يحتاجون الى هذه التأويلات - 00:56:48
ولا يستطيعون تخطئة ابن ابي زيد وامام من كبار ائمة المالكية مجمع على جلالته وامامته وعظيم قدره. لا يستطيعون التخطيط ما نقولوش اخطأ ابن ابي زيد وان كان البعض المعاصرين اه على طريقة اه المعاصرون دائما عندهم تخصص اخذوه من المستشرقين تخصص - 00:57:08
في اعادة القراءة ماذا يصنعونه مع القرآن مع السنة مع كلام السلف مع اي شيء. نعيد قراءة النص انطلاقا من السياق. فقالوا لا وابن ابي زيد انما جاء بلفظتي بذاته لانه كان في آآ تونس التي كان فيها الاغالبة وكان يغلب فيها - 00:57:30
اه اه يعني مذهب المعتزلة فاراد ان يرد على مذهب المعتزلة بقوله بذاته لكنه في الحقيقة لا يعتقدك الى اخره فجعلوا اللفظ ها مرتبطا بسياق معين كما يفعل اخرون حين يقولون القرآن على الرأس والعين ولكن في سياق معين لا نأخذ به الآن نفس الشيء - 00:57:52
والصحيح من هذا كله مرة اخرى لا نتكلف هذه التكلفات كلها. ولا نذهب هذه المذاهب وانما نبقى مع اصل اللفظ الموافق للشرع وللفطرة ابن ابي زيد ماذا يقول؟ وانه فوق العرش وانه فوق عرشه المجيد بذاته - 00:58:15
واضحة هذه يمكن ان تقرأها على اي عامي من عامة المسلمين يقول لك الامر واضح هل اقتضي ذلك انه سبحانه وتعالى بفوقيته هذه فوق عرشه بذاته انه في ذلك كفوقية المخلوقين انه في ذلك مشابه للمخلوق لا يقتضي ذلك - 00:58:37
ولا تطرقوا الى اه بالنا والى اذهاننا شيء من ذلك فاذا ما يخشاه هؤلاء من التشبيه فانه غير مطروح عندنا اصلا فنثبت العلو كما اثبته العلماء ولو جئت وانقل لكم كلام السلفي في اثبات العلو لا طال الأمر بنا جدا - 00:59:04
طيب لكن هنا سؤال بعد ان قررنا ان كلام ابن ابي زيد كلام صحيح لا اشكال فيه بعد ذلك نقول لفظة بذاته هذه هل وردت في النصوص لم تجد في النصوص - 00:59:29
ما وردت لا في كتاب ولا في سنة واذا لنا ان نتساءل هل يجوز الاتيان بها والتلفظ بها ام لا فنقول يجوز للحاجة لا مطلقا فان علماء السلف رضوان الله عليهم احتاجوا الى الاتيان بالفاظ - 00:59:44
غير موجودة في النص للحاجة الى ذلك. واشهر ذلك قوله القرآن كلام الله غير مخلوق. فهل تجد في القرآن او في السنة قول هذا اللفظ غير مخلوق القرآن غير مخلوق لا يوجد في الكتاب ولا في السنة - 01:00:06
هل تجد احدا من العلماء من المتكلمين انفسهم؟ انكروا على الامام احمد ومن معه من السلف قولهم القرآن غير مخلوق؟ لا تجدهم ينكرون ذلك فاذا كما لم تنكروا هذه لا تنكروا الاخرى - 01:00:24
فنحن نقول لما قالوا القرآن غير مخلوق للحاجة. ما هذه الحاجة؟ وجد الجهمية والمعتزلة الذين خاضوا في القرآن وفي كلام الله وقالوا القرآن مخلوق فبعد ان قيل ذلك لم يعد للعلماء مندوحة في ان يردوا عليهم بنفي قولهم - 01:00:41
هادوك قالوا والقرآن مخلوق لابد من الإنكار عليهم فيقال بل القرآن غير مخلوق بل الامام احمد يأتينا هذا في موضع ان شاء الله تعالى بل الامام احمد رحمه الله تعالى انكر على من وقف - 01:01:09
على من وقفوا الذين يسمون الواقفة الواقفة من هم؟ هم الذين يقولون المتوسطون الذين يحاولون اخذ العصا من الوسط الجميع المعتزل وكذا قال القرآن مخلوق. جاء ائمة السلف فقالوا ردوا عليهم قالوا القرآن غير مخلوق. كلام الله غير مخلوق - 01:01:25
لابد من اختيار الصحيح قضية الحياد او او التوسط بين قولين كلما رأيت قولين قلت انا بينهما انا لا لا يصح لك دائما بل في كثير من الاحيان لابد ان تختار القول الصحيح - 01:01:45
وتبطل القول الباطل. فالشاهد اذا ان السلف احتاجوا الى لفظ غير مخلوق فقالوها اذا احتاج العلماء في عصر من العصور الى استعمال لفظ بذاته فلا اشكال في استعمالها ردا على من يثبت العلو - 01:01:59
ويريد به ليس المعنى معنى العلو الذاتي ولكن معنى علو القهر او القدر ونحو ذلك. مفهوم فلأجل ذلك قبل ابن ابي زيد ابن ابي زيد ليس اول من قال هذه الكلمة قبل ابن ابي زيد وجد من ائمة السلف من قال من اثبت هذه اللفظة - 01:02:19
لكن نحن نقول هذه اللفظة ليست في النصوص وبما انها ليست في النصوص فإذا احتجنا اليها جئنا بها وان لم نحتج لم نأتي بها ونحن لا نمتحن الناس عليها بل انما نطلب من عامة المسلمين ان يقروا بما في النصوص لأنهم انما يتعبدهم الله بما في النصوص - 01:02:37
مفهوم فاثبات العلو مثلا اثبات الاستواء اللي ورد في النصوص هذا لابد منه لأنه لا يصح لك ان تنفي ذلك وانت تقرأ القرآن لكن لفظت بذاته اذا احتجنا اتينا بها ان لم نحتج لم نأتي بها - 01:03:00
مفهوم هذا فاذا لا ننكر على ابن ابي زيد انه جاء بها لانه جاء بها لحاجة ولكن لا يلزم ان نأتي بها في كل مقام وفي كل سياق وقال وهو في كل مكان بعلمه هذه هي الذي ذكرناه انفا من ان آآ يعني استواء الله على عرشه سبحانه - 01:03:18
وتعالى اه ان استواء الله على عرشه لا يتنافى مع كونه في كل مكان بعلمه اي المعية الثابتة لله عز وجل هي معية علم ونقف عند هذا القدر والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 01:03:40
رحمات سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 01:03:56
Transcription
رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:50
واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة - 00:01:13
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسألك اللهم ان تجيرنا من النار بفضلك ومنك وكرمك يا ارحم الراحمين بتدارسنا للعقيدة التي جمعها الامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تبارك وتعالى وصلنا - 00:01:32
الى قوله رحمة الله عليه ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء وذكر هذا بعد الامور السبعة التي نفاها عن الله تعالى وشرحناها في درسنا السابق فقوله ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء - 00:01:55
جمع في هاتين الكلمتين ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:23
قال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر فشرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث - 00:02:44
معنى هذه الاسماء الحسنى الاربعة وهي الاول والاخر والظاهر والباطن ذكر ان الاول هو الذي ليس قبله شيء وان الاخر هو الذي ليس بعده شيء ثم ذكر الظاهر والباطن فالاول والاخر من اسماء الله الحسنى الثابتة - 00:03:12
بالتوقيف ولذلك فما ذكره ابن ابي زيد هنا اولى من ذكري مما ذكره اخرون من المصنفين في العقائد حين يقولون مثلا قديم بلا ابتداء كما في الطحاوية كما في العقيدة الطحاوية قديم بلا ابتداء - 00:03:40
فان القديمة ليس من اسماء الله الحسنى وما كان كذلك اي ما كان لم يثبت ما لم يثبت كونه من اسماء الله الحسنى فانه لا يطلق على الله عز وجل - 00:04:03
الا بعد معرفة معناه والاستفصال في ذلك فان لفظ القديم في اصل اللغة ليس مرادفا للاول فان الاول هو الذي ليس قبله شيء مطلقا واما القديم فلا يمتنع ان يكون قبله شيء اخر - 00:04:23
كما في قول ربنا سبحانه وتعالى حتى عاد العرجوني القديم فاذا اذ يجوز لك في كثير من المخلوقات ان تقول عنها انها قديمة اي بالاعتبار والنسبة اذا اضيفت الى غيرها فهي قديمة - 00:04:46
لكنها ليست اول المخلوقات مثلا ولذلك كان التعبير بلفظ الاول او لا من جهة المعنى لان الاول لا يحتمل ما يحتمله القديم وهو ايضا اولى من جهة القاعدة الاجمالية. التي هي اننا - 00:05:07
لا نسمي رب العزة جل جلاله الا بما سمى به نفسه. والاسماء على الصحيح توقيفية اما مجال الاخبار عن الله عز وجل ولا اشكال فيه فيجوز الاخبار عن الله تعالى - 00:05:30
بما هو اوسع من دائرة الاسماء اما في دائرة الاسماء فينبغي الوقوف فيها عندما وقفه الله عز وجل او رسوله صلى الله عليه وسلم مفهوم هذا. فاذا قوله ليس لاوليته ابتداء - 00:05:48
ولا لاخرية انقضاء كما قال الله عز وجل هو الاول والاخر ثم قال بعد ذلك رحمه الله تعالى لا يبلغ كونها صفته الواصفون لا يبلغ كونها صفته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون. لا يبلغ كنها صفته الواصفون. الكن هو - 00:06:09
هو الحقيقة كنهو الشيء حقيقته كنه الشيء حقيقته يصح لك ان تدرك الشيء ولا تدرك كونه وكيف ذلك بان تدرك اجمال صفاته دون الدخول في حقيقته وهذا وارد في امور كثيرة - 00:06:34
من الاشياء المخلوقة فاننا نعرفها وندركها ولكننا لا نعرف كونها وحقيقتها وادراك معرفتنا بالله عز وجل معرفتنا بالله عز وجل هي معرفة بصفاته سبحانه وتعالى هي معرفة بصفاته لا بكنه ذاته - 00:07:03
فاننا نعرفه سبحانه وتعالى من خلال ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الاوصاف ونعرفه من خلال الاسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة اما كنه ذاته فلا سبيل لنا الى معرفة ذلك - 00:07:33
فان الله لا يماثل احدا من خلقه كما قال رب العزة جل جلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويتفرع عن عن هذه القاعدة وهي ان معرفتنا انما هي معرفة بطريق الصفات - 00:07:56
يتفرع عنها ان كلامنا في الصفات مبني على كلامنا في الذات او كما يعبر عنه العلماء الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات واذا كنا في ذات الله سبحانه وتعالى - 00:08:15
انما اذا كنا في ذات الله سبحانه وتعالى لا ندرك الكيف فكذلك في الصفات لا سبيل لنا الى معرفة الكيف واذا كنا في الذات لا ندرك كنهها فكذلك في الصفات لا سبيل لنا الى معرفة كونهها - 00:08:34
ولذلك قال هنا لا يبلغ كنها اي صفة اي كيفية وحقيقة صفته الواصفون فمن وصف رب العزة جل جلاله معتمدا في ذلك على ما جاء في الكتاب والسنة فانه يكتفي باثبات ظاهر الصفة - 00:08:57
ومعناها دون الحديث عن كيفيتها انما يثبت ماذا؟ ظاهر الصفة ومعناها دون الحديث عن كيفيتها ودون خوض في كيفيتها فان ذلك ممنوع لا سبيل اليه. وحتى من حاول ذلك فانه لا يأتي فيه بطائل - 00:09:23
فنعيد شرح المسألة ونقول الحديث عن الصفات حديث عن ظاهرها ومعناها وقد ثبت عن جماعة من السلف انهم حين يذكرون الصفات يقولون امروها كما جاءت وكثير من السلف يقولون في باب الصفات - 00:09:52
ان المطلوب اثبات ظاهر الصفات وقد فهم من ذلك بعض الناس ما لا ينبغي فهمه فظنوا ان اثبات ظاهر الصفات هو اثبات ظاهر لفظها دون اثبات معناها. وهذا خطأ وهذا خطأ - 00:10:18
بل هو لمن تفكر فيه واعتقده عالما بدعة وضلالة وهذا هو الذي يسمى التفويض. وسيأتي ان شاء الله تعالى في موضعه فنحن حين نقول نثبت ظاهر الصفات نعني بذلك نثبت معانيها - 00:10:41
فاذا اثبتنا لله عز وجل مثلا صفة الاستواء او صفة العلو او صفة النزول او صفة ارادتي او الضحك او الغضب او غير ذلك من الصفات. فاننا ندرك لكل صفة من هذه الصفات معنى - 00:11:04
مغايرا بمعنى الصفة الاخرى خلافا لما يقوله اهل التفويض والتجهيل. الذين لا يثبتون المعاني لهذه الصفات اصلا بل نثبت لها معاني فصفة الارادة وصفة الغضب غير صفة الضحك وهي غير صفة الاستواء وهي غير صفة اليد وهكذا. ولكل واحدة من هذه الصفات معنى - 00:11:25
قل يدرك بي اللغة ويدرك ايضا بالمعاني الشرعية. اذا جاء وصف ذلك او شرحه في كتاب او في سنة فاذا اثبتنا ظاهر الصفات اي معانيها فاننا بعد ذلك لا ننتقل الى - 00:11:55
المرحلة التالية وهي اثبات الكيفيات فان اثباتنا للصفات اثبات لظاهرها ومعناها دون اثبات لكيفيتها ومثال ذلك ان نقول ان الله له صفة العلو او صفة الغضب لكن كيف غضب الله؟ وكيف علو الله هذا مما لا يسأل عنه - 00:12:23
لما؟ لانك لا تدرك في مجال الكيف الا ما يصل اليه عقلك وعقلك لا يصل في مجال الكيفي الا ما ادركه من الذوات المخلوقة وحيث انك لا سبيل لك الى ادراك ذات الله عز وجل فلا سبيل لك الى ادراك كيف - 00:12:52
كيفية صفاته هذا وكل من رام السؤال والبحث في كيفية الصفات فان ذلك يفضي به ولابد الى احد المحظورين اما الى التشبيه والتجسيم كما يقال واما الى التعطيل او التأويل الذي هو نوع تعطيل - 00:13:17
اعيد الكلام كل من رام ان يخوض في تكييف صفات الله عز وجل فان ذلك يؤدي به ولابد اما الى تشبيه وتمثيل واما الى تأويل وتعطيل فاما انه يفضي به الى التشبيه والتمثيل فهذا واضح - 00:13:44
فانه اذا كيف شبه فانه اذا كيف شبه اذا قال اريد ان اسأل عن كيفية بيد الله عز وجل فانه ما ان يسأل في ذلك ويبحث فيه حتى ماذا؟ حتى يقع في ذهنه تشبيه هذه الصفة بصفات المخلوقين ولابد - 00:14:10
فيؤول به الامر الى ان يعتقد وان لم يصرح بذلك وقد يصرح به كغلاة مشبهة يؤول به الامر الى ان يشبه يد الله بيد المخلوق وغضب الله بغضب المخلوق واستواء الله على عرشه باستواء المخلوق على عرشه - 00:14:37
فهذا هو التشبيه. فإذا افضاء التكييف الى التشبيه واضح لكن كيف يفضي التكييف الى لا والتمثيل والتشبيه تقريبا شيء واحد. كيف يؤدي الى التعطيل ذلك يكون بتقرير قاعدة وان وهي انه لا تعطيل الا بعد تشبيه - 00:14:59
فانه لا يعطل المعطل الا بعد ان استقر في ذهنه التشبيه فانه اذا قرأ النص الذي فيه صفة من صفات الله عز وجل فانه يتوهم من تلك الصفة او من ذلك اللفظ الدال على تلك الصفة - 00:15:26
يتوهم التشبيه وذلك اخذا بظاهر اللفظ الذي يوافق حال المخلوقين لا بظاهر اللفظ الذي لا يليق الا بالله تعالى قد قلنا انفا ان الظاهرة ظاهرة اللفظ او ظاهر الصفة نوعان ظاهر لا يليق الا بالله تعالى وظاهر يليق - 00:15:55
بالمخلوقين فهذا الثاني ينبغي نفيه عن الله عز وجل بخلاف الاول فإذا حين استقر في ذهنه ان ظاهر اللفظ يفيد معنى مشابهة المخلوق استنكر ذلك ففر الى التعطيل او التأويل - 00:16:24
والا لو انه ابتداء حين قرأ لفظ الاية او الحديث فلم يذهب ذهنه الى المعنى المشابه للمخلوق الى ظاهر الصفة الذي يوافق المخلوق فانه حينئذ لا يحتاج الى تأويل ولا تعطيل - 00:16:48
ولذلك قلنا انه لا تعطيل الا بعد تشبيه. لكن ان المعطلة يظنون انهم ينزهون الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين والحال انهم ما عطلوا الا لتوهمهم ان النص يدل على التشبيه. فحينئذ عطلوه والتأويل كما قلنا يفضي - 00:17:11
الى التعطيل او هو نوع من التعطيل لكن باسلوب يعني آآ فيه نوع حكمة ونوع فان التعطيل شيء صارم فيه ابطال للنص. اما التأويل اما التأويل ففيه صرف للنص عن معناه الظاهر الى معنى اخر - 00:17:39
اذا هذا معنى قوله لا يبلغكن عن صفاته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون فإن المتفكرين المتدبرين لا يملك الواحد منهم ان يحيط بامر الله عز وجل. سواء اردنا بالامر الامر الشرعي او - 00:18:02
كوني وذلك ان الامر اذا اطلق اريد به هذان المعنيان معنيان الامر الشرعي والامر الكوني فالامر الكوني ما هو هو ما يقدره الله عز وجل ويقضيه فما يكون في الكون كله - 00:18:23
من حركات ومن سكون ومن خلق ومن افعال كل ما في الكون هو من امر الله الكوني واما الامر الشرعي فهو هذا الذي نعرفه الاوامر والنواهي والاحكام الشرعية النازلة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالامر اذا نوعان امر كوني وامر شرعي - 00:18:47
هل يحيط احد من الناس بالامر الكوني لا سبيل الى ذلك. فان الله عز وجل جعل سره وفي ما يقدره في قدره وفي قضائه فلا سبيل لاحد من الناس ان يعرف من ذلك الا ما علمه الله اياه. حتى ولو كان ملكا مقربا او نبيا - 00:19:17
ارسل فما اعلم الله به احدا من خلقه علمه ولكن لا يصل العبد الى معرفة شيء من ذلك استقلالا هذه اولى واما الامر الشرعي فكذلك لا سبيل الى الاحاطة به وانما غاية - 00:19:42
امر الانسان المسلم ان يعرف مجمل ذلك دون خوض دون وصول الى لا حقائق ما اودع الله فيه من حكمة فنحن نعرف مثلا ان الله عز وجل امر بالصلاة ونهى عن شرب الخمر مثلا وهذا من امر الله الشرعي - 00:20:04
لكن اذا تفكرنا في ذلك وصلنا الى شيء من الحكمة المرتبطة به. لكن هل نحيط بكنهي تلك حكمة وحقيقتها لا سبيل الى ذلك فهذا معنى قوله ولا يحيط بامره المتفكرون فان هنالك فرقا بين المعرفة والاحاطة - 00:20:28
فانك تعرف الشيء دون ان تحيط به. كما اننا قد نرى القمر مثلا فنعرفه ولكن هل نحيط بمعرفته؟ لا نحيط بذلك. بل نحتاج للاحاطة بمعرفته الى ادوات والات مختلفة لكي نستطيع ان نصل الى شيء من حقيقته دون الوصول الى الاحاطة ابدا - 00:20:50
ثم قال يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهية او مائية ذاته الماهية والمائية بمعنى اي معناهما واحد والمراد حقيقة الشيء وذلك هو الذي يسأل عنه بما هو فانك تقول في آآ الشيء ما هو؟ او ما هي - 00:21:18
فهذا الذي يسأل عنه بما هو وما هي؟ يسمى عندهم في اصطلاحهم ماهية او مائية فمائية الشيء وماهيته حقيقته وكونه اه كيفيته يقول يعتبر المتفكرون باياته الشرعية والكونية. وهذا من المندوب اليه شرعا - 00:21:46
فان الله سبحانه وتعالى ندبنا الى ان نتفكر في اياته وذلك فيما لا يحصى من النصوص. نصوص كثيرة فامرا مثلا بالتفكر في السماوات والارض وبالتفكر في النفس البشرية وبالتفكر في المخلوقات المحيطة افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء - 00:22:13
كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت وامرنا بالتفكر في النجوم الكواكب وعامة الخلق ونحو ذلك. فهذا من التفكر محمود ويعين عليه تعلم العلوم الكونية المساعدة فان معرفة مثلا علم الطب والتشريح مما يساعد على التفكر في جسم الانسان. و - 00:22:39
اه تعلم علم الفلك يعين على التدبر والتفكر في النجوم والكواكب وهكذا. ثم ايضا التفكر في في ايات الله الشرعية وهي ما في كتاب الله سبحانه وتعالى وما يلتحق بذلك من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان السنة شارحة ومبينة - 00:23:14
فمن المندوب اليه ايضا التفكر في ايات الله الشرعية ويكون ذلك بالاكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل ومن حفظه ومن تجويده ومن قراءة ما جاء في تفسيره ومن معرفة حلاله وحرامه - 00:23:39
ومن تدبر الفاظه ومن تأمل معانيه ومن كل ما يعين على معرفة ما انزل الله في هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكل ما اعان على ذلك فهو داخل في معنى التفكر والتدبر. وليس المراد بالتدبر ما يصنعه بعض الناس - 00:24:06
من اخذ الاية القرآنية وتأملها دون ان يكون لدى الناظر فيها من المؤهلات العلمي ما يساعده على حسن تفهمها فيخرج من ذلك اصناف والوان من المعاني التي ما ارادها الله عز وجل من تلك الاية - 00:24:33
فان ذلك ليس من التدبر المحمود وانما قد يكون من التدبر المذموم. ورب مريد ورب مريد للخير لم يصبه. بل رب مريد للخير اصاب الشر مكانه وهذا وارد فلذلك نحن دائما حين نتحدث عن تدبر القرآن ننصح بأن يكون لهذا المتدبر نظر في بعض - 00:25:00
ما جاء في تفسير الاية اولا ولو كان ذلك من تفسير مختصر. فينظر في تفسير الاية لكي يضع لنفسه اطارا. لا يجاوزه في فهم الاية فيخرج بفهم ما انزل الله به من سلطان - 00:25:30
نعم. هذا معنى قوله يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته ثم قبل ولا قبل قوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته قوله يعتبر المتفكرون بآياته مما يعين على معرفة الله عز وجل - 00:25:49
فان معرفة الرب سبحانه وتعالى تأتي من معرفة صفاته ومن تدبر اياته واعتبر في هذا بحالك مع المخلوقين فان اي مخلوق اردت ان تدركه وتعرفه فانك اما ان تعرفه باثاره - 00:26:12
واما ان تعرفه بوصفه فقد يصف لك احد الناس كائنا من الكائنات ربما ما رأيته وما سمعت به لكن ويصفه لك وصفا حسنا فيثمر لك ذلك معرفته وقد لا اه تصل الى وصفه ولكن - 00:26:42
تدرك ذلك المخلوق من خلال اثاره كما اننا مثلا نعرف الشمس حتى قبل ان ان يتطور علم الفلك ويصل العلماء الفلكيون الى معرفة شمس ما مكوناتها والى غير ذلك؟ حتى قبل هذا - 00:27:08
فاننا كنا نعرف الشمس لكن باي شيء كنا نعرفها؟ بآثارها فاننا نجد من دفء اشعتها ومن نورها المنتشر في الكون في الارض ما يجعلنا نعرفها. فلا نحتاج بعد ذلك الى وصفها كأن يقول - 00:27:28
فلكي مثلا انها مكونة من كذا وكذا من المكون الجيولوجي الفلاني من الصخور الذائبة من النار من كذا حتى لو لم نعرف الوصفة فان معرفة الاثر تكفينا في معرفة هذا المخلوق. ولله المثل الأعلى. فإننا ايضا ما نعرف ربنا سبحانه وتعالى الا من هذين الطريقين - 00:27:48
من جهة صفاته ومن جهة اثاره والاثار ما هي؟ هي الايات سواء الآيات الكونية الدالة على وجوده كما قررناه في درس سابق. وعلى وحدانيته وعلى كماله او الايات الشرعية ايضا الدالة على وجودة وعلى وحدانيته وعلى كماله - 00:28:13
فاننا قد ذكرنا في درس ادلة وجود الله عز وجل ان الشرائع مما ان الشرائع يستدل بها على وجود الله سبحانه وتعالى. ويستدل بها ايضا على كماله. عز وجل والمقصود ان - 00:28:39
المعرفة تكون بالصفات والآيات وان الشرك يقع بسبب الجهل بالصفات او الجهل بالايات فالذي يشرك بالله مخلوقا. ما الذي دعاه الى هذا الشرك دعاه توهمه ان ذلك المخلوق مماثل لله سبحانه وتعالى - 00:28:57
في الصفات او في الايات ان بعض الناس مثلا غلاة المشركين ما اشركوا الا لأنهم ظنوا بان لهذا المخلوق الذي يعبدونه من دون الله عز وجل ظنوا انه يستطيع ان يؤثر - 00:29:23
وان يعمل وان يكون له في الكون ايات من اه احياء او تأثير او رزق او اه اعطاء مال او ما اشبه ذلك. فحين ظنوا ذلك اشركوا بالله هذا المخلوق. فاذا - 00:29:42
من اين جاءهم الشرك؟ جاءهم من الجهل بالله عز وجل. من جهة الصفات ومن جهة الآيات فتوهموا لاجل ذلك ان الله احد من خلقه. فالمشرك اذا ايضا واقع في نوع من التشبيه - 00:30:04
لكنه لا يشبه الله بالمخلوق وانما يشبه المخلوق بالله عز وجل. فيجعل في رفع المخلوق الذي يعبده قد يكون صنما وقد يكون بشرا وقد يكون حجرا وقد يكون كوكبا يجعل هذا المخلوق - 00:30:20
في مقام الله عز وجل ويرفعه من مقام المخلوق الذي حقه ان يكون عبدا الى مقام الخالق الذي حقه ان يكون معبودا سبحانه وتعالى فاذا لاجل ذلك نبهنا الى اهمية - 00:30:37
التدبر التدبر والتفكر في صفات الله وفي اياته لكي لا يتطرق الى آآ قلب مسلمي شيء من الشرك شيء من الشرك وهذا قد يقع قد يقع عند عوام الناس بل وقع في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ذلك الاعرابي فقال انا نستشفع - 00:30:54
بك على الله ونستشفع بالله عليك فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال ويحك اتدري ما حق الله؟ فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ما وقع فيه من التسوية بين رب العزة جل جلاله وبين - 00:31:18
اه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى. لكن الرجل كان جاهلا فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لا يستشفع اه على الله باحد اه من خلقه شأن الله اعظم من ذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم. اذا - 00:31:38
اما قوله رحمه الله تعالى ولا يتفكرون في ماهية ذاته او في مائية ذاته قد فهم بعض الناس من ذلك انه يشير الى التفويض اي الى تفويض المعنى فقال لا يتفكرون في ماهية ذاته ان يفوضون - 00:32:00
اه معنى الصفات ولا فرارا من تشبيه هذه الصفات من صفات المخلوقين والحق ان هذا اللفظ لا يدل على معنى تفويض المعنى وانما يدل على تفويض الكيفية فقوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته وما نقوله في الذات نقوله في الصفات - 00:32:29
اي لا يتفكرون في ذلك تفكر كيفية وانما يثبتون المعنى دون ان يتفكروا في الكيفية كما ذكرنا انفا والتفويض ان اريد به تفويض الكيفية فلا اشكال فيه فاننا نثبت الصفات نثبت الصفات و - 00:33:01
نفوض كيفيتها الى الله سبحانه وتعالى فاننا لا نعرف هذه الكيفية فنفوض علم ذلك الى عالمه وهو رب العزة جل جلاله واما ان نفوظ المعنى فهذا يفضي الى التجهيد الى تجهيل - 00:33:29
السلفي رضوان الله عليهم بل الى تجهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هؤلاء الذين يقولون بتفويض المعنى ما يقصدون بذلك يقصدون ان هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة - 00:33:50
هي مجرد الفاظ كما لو انك تقرأ رسوما وحروفا غير مفهومة ولا معنى لها عندك من لغة من اللغات البائدة كاللغات القديمة التي لا تعرفها مثلا الهيروغليفية هادي في الاصل - 00:34:10
ما كانوا الناس يعرفونها حتى فكت رموزها قبل زمن يسير يعني ربما قرن او قرنين ما ادري بالدرجة فالقصد ان هذه الرموز هي تعرف انها الفاظ ولكن لا تقروا بان لها معنى من المعاني اصلا - 00:34:33
ومن هذا فاذا عندهم هذه الصفات هذه النصوص الدالة على الصفات مجرد الفاظ لا يعلمونها هو ولا يعلمون لا يعلمون معانيها هم ولا يعلم معانيها احد من السلف لمن التابعين ولا من الصحابة. يعني ابو بكر وعمر حين كانوا يقرأون القرآن - 00:34:55
فيقرأون الايات التي فيها مثلا ذكر اه علو الله او استوائه على عرشه فإن ابا بكر وعمر ما كانوا يفهمون معنى ذلك حتى لو قيل لهما او لاحدهما ان الاستواء يراد به نفس معنى اليد - 00:35:22
او نفس معنى القدم او نفس معنى الغضب او الرضا لقال يمكن ان يكون ذلك اليس هذا تجهيلا للسلف وللصحابة بل حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى جبريل عليه السلام - 00:35:45
ايضا ما كانوا يعرفون معاني هذه الصفات ولذلك فالتفويض هو من شر مقالات اهل البدع كما يقرره العلماء لأنه يفضي الى التجهيل و غاية ما يصل اليه القائلون بالتفويض ان يقولوا ان هذه الصفات يحتمل - 00:36:05
ان تكون كلها بمعنى واحد او بعضها اه يعني اي شيء من المعاني كل ما يمكن ان يخطر بالبال يقول لك ممكن فهل القرآن الذي انزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:36:28
تبيانا لكل شيء وانزله قرآنا عربيا مبينا مفصلا ثم ذكر فيه من ايات الصفات الشيء الكثير يؤول امره عند هؤلاء الى ان كل تلك الصفات المذكورة فيه لا تعلم معانيها - 00:36:49
يعني كما يقال الرحمة الرحيم الخبير كذا كما لو قيل الف لام ميم اللي هي من اوائل اه الفواتح الصور التي عند يعني كثير من العلماء هي من المشكل من المتشابه - 00:37:13
من المتشابه. فهم ايضا يرون ان ايات الصفات من المتشابه فهذا يفضي الى نزع معنى البيان عن القرآن الكريم ولذلك كان التفويض من شر اقوال اهل البدع وهذا التفويض ينسبه المتكلمون الى السلف لانهم حين رأوا السلف يقولون في كثير من الايات من ايات والصفات - 00:37:35
كما جاءت ظنوا انهم يقصدون بذلك معنى التفويض الذي استقر عند المتكلمين والمتأخرين وليس كذلك. فإن كثيرا من السلف يقصدون بل السلف كلهم رضوان الله عليهم حين يقولون امروها كما جاءت - 00:38:05
يقصدون ان لا يتعرض لها بالبحث عن كيفياتها اما اثبات معناها فلا اشكال فيه وامامنا مالك رحمه الله تعالى حين سئل عن الرؤية الرؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى في الجنة - 00:38:25
حين سئل عن الرؤية قال يرونه باعينهم وسئل مرة اخرى عن الرؤية فقال امروها كما جاءت فإذا هل هذا فيه تناقض من الإمام مالك؟ لا معناه ان قوله امروها كما جاءت لا تخوضوا في كيفياتها - 00:38:46
وقوله يرونه بأعينهم اثبات للمعنى مفهوم؟ فإذا يثبتون المعنى مع تفويض الكيف وليس كما يظن هؤلاء المفوضة المتأخرون ان السلف كانوا يفوضون المعنى فهذا غير صحيح وقد استقر التفويض عند المتكلمين من المتأخرين حتى صار قرين التأويل - 00:39:05
انهم صاروا يعتقدون في الصفات مذهبين اثنين لك ان تختار احداهما اما التفويض واما التأويل وعقد هذا الناظم المتأخر بقوله وكل نفس وكل نص اوهم التشبيه اوله او فوض تنزيهة - 00:39:30
اي اقصد بذلك التنزيه فكل نص لاحظ اوهم التشبيه وهذا ما ذكرناه انفا انه لا يكون تعطيل الا بسبب من خطر بالذهن وبالقلب التشبيه. ولذلك فهو النص يقول اوهم التشبيه - 00:39:53
وكيف يوهم النص التشبيه؟ ورب العزة انزله على الخلق اجمعين انزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخاطب به الخلق اجمعين فإذا كان هذا النص يوهم التشبيه الا يكون هذا النص فيه اضلال للناس - 00:40:13
فإذا قولك انه يوهم التشبيه فيه اتهام للنص بأنه نص اضلال لا نص هداية مادام يوهم التشبيه ونحن نقول النصوص لا توهم التشريع ولا يستقر في اذهاننا عند قراءة نصوص الصفات - 00:40:33
معنى التشبيه ولاجل ذلك لا نحتاج الى التعطيل لكي نصل الى التنزيه فهمنا هذا فهذا هو فكل نص عندهم اوهم التشبيه فانه يقول اوله او فوض وهم بذلك واقصد بذلك التنزيل. فالتفويض عنده للتنزيل. والتأويل عنده للتنزيل. والتأويل والتفويض عندنا كلاهما - 00:40:52
مفضيل الى التعطيل نعم فاذا هذا معنى قوله ولا يتفكرون في ماهية ذاته نعم ثم ايش اللي بعدها ثم قال ولا نعم هذا من القرآن الكريم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء - 00:41:17
وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم فيه فذكر آآ هو وجوب الايمان بعلو الله على خلقه واثبات الكرسي واثبات علو القدر واثبات العظمة وقوله ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء - 00:41:43
يحتمل من علمه اي من علم ذاته وصفاته ويحتمل من علمه اي من العلم الذي يعلمه سبحانه وتعالى وكلاهما صحيح لا يحيطون بشيء من علم ذاته وصفاته فنحن لا سبيل الينا لنا الى معرفة - 00:42:16
او ادراك شيء من ذات الله او من صفاته الا ما شاء الله ان يعلمنا بذلك ومن علمه اي مما يعلمه سبحانه وتعالى الا لما علمنا صحيح كونه سبحانه وتعالى علمنا امورا علمنا مثلا - 00:42:40
ان هنالك احداثا تقع اخبر بها رب العزة جل جلاله فوقعت كما في اول سورة الروم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين وكاخباره سبحانه وتعالى عن الجنة والنار فهذا سيكون هذا من علم الله عز وجل مما يعلمه الله سبحانه وتعالى وعلم - 00:43:01
اس هذا العلم. فلا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والارض. الكرسي المفسرين كلام كثيرون واختلاف كبير في معناه ولكن الحق ان كثيرا من الاثار التي ينقلونها - 00:43:26
عن بعض الصحابة او التابعين لا تصح من جهة السنة من ذلك ما يذكرونها يذكرونه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الكرسي هو العلم ما يحيطون وسع كرسيه اي وسع علمه - 00:43:46
هذا لا يصح اسناده عن ابن عباس رضي الله عنه. والصحيح الثابت عن ابن عباس هو قوله ان الكرسي موضع القدمين الكرسي موضع القدمين هذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما. ووردت اقوال اخرى عن بعض الصحابة والتابعين. لكن الصحيح ان الكرسي غير العرش - 00:44:06
وهذا الذي جاء عن عبد الله بن مسعود ايضا وهو ان الكرسي غير العرش وهو العلي العظيم فيه اثبات باسم العلي و هو اسم من اسماء الله الحسنى متضمن لصفة. وهذه الصفة هي صفة العلو - 00:44:26
وعلو الله عز وجل على ثلاثة انواع علو الذاتي وعلو القهر وعلو الشأن والقدر فاما علو الذات فنحن نعتقد ان الله سبحانه وتعالى عال على خلقه. كما سيأتينا ان شاء الله - 00:44:47
وانه مستو على عرشه كما يليق بجلاله قد ورد الاستواء بالقرآن الكريم في سبعة مواضع واما علو القهر اي ان الله قاهر لعباده كما قال سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده في سورة الانعام - 00:45:10
واما علو القدر والشأن والمنزلة فهذا واضح وهو ان الله سبحانه وتعالى اعلى قدرا وشأنا من خلقه اجمعين وهذا لا اشكال فيه ولا ينازع المتكلمون في النوعين الثاني والثالث اي في علو القهر وعلو القدر - 00:45:31
وانما ينازعون في علو الذات هو الذي سيأتي الحديث عنه دل القرآن الكريم على علو رب العزة جل جلاله على خلقه ودل على ذلك ايضا السنة دلت على ذلك السنة النبوية - 00:45:55
وورد ذلك في كلام الصحابة والسلف رضوان الله عليهم بل ورد في ذلك اجماعا للسلف ودلت على ذلك الفطرة ودل على ذلك العقل السليم وقد جمع بعض العلماء الادلة الواردة - 00:46:23
في علو الله على خلقه فبلغت المئات مئات الادلة من ذلك ما جمعه الحافظ ابن القيم بكتابه اجتماع الجيوش الاسلامية على غزوي المعطلة والجهمية ومن ذلك ما جمعه الحافظ الذهبي في كتابه العلو - 00:46:47
فكلهم يجمعون الايات والاحاديث واقوال السلف والاجماعات الدالة على ماذا؟ على علو الله على خلقه واما الفطرة فهذا مما يستوي فيه المخلوقون ومنهم المتكلمون انفسهم فان هؤلاء المتكلمين مع منازعتهم في علو الله - 00:47:09
على خلقه فانهم اذا حزبهم امر توجهوا الى الله سبحانه وتعالى في جهة العلو لا في غيرها من الجهات مما يدل على ان ذلك مستقر في فطرهم ولذلك اثر عن ابي المعاني الجويني وهو احد كبار المتكلمين - 00:47:35
انه كان يقرر في درسه نفي العلو على طريقة المتكلم فجاءه احدهم فقال دعك يا ابا المعاني يا امام دعك من هذا كله اي دعك من هذه الادلة والنقاشات العقلية - 00:47:54
ولكن اخبرني عن ضرورة نجدها في قلوبنا كلما احتجنا الى ان ندعو ربنا توجهنا الى جهة العلو فتفطن ابن الجويني القضية تفطن وفهم ان القضية فطرية لا سبيل الى المنازعة فيها بالاقيسة العقلية - 00:48:12
ثم لو ليت القضية كانت فطرية فقط بل هي بما لا يحصى من الأدلة ولذلك من عجب من عجب الحقيقة ان تجد بعض المتكلمين ينازعون في قضية العلوم ويحاولون تأويلها بادلة باردة - 00:48:42
والله سبحانه وتعالى مع علوه فانه قريب من خلقه وهو معهم معية تليق بجلاله وقرر كثير من العلماء ان المقصود بتلك المعية معية العلم العلم اي هو سبحانه وتعالى مستو على عرشه عال على خلقه - 00:49:01
وهو مع ذلك معهم بعلمه واقرب اليهم من حبل الوريد. وهذا ايضا قرب ها بعلمه سبحانه وتعالى على ما ذكره كثير من العلماء. واخرون يقولون نثبت المعية ولا اه نفسرها - 00:49:34
فالله سبحانه وتعالى عال في قربه وقريب في علوه وهذا لا يتأتى لك ان تفهمه اذا كنت تتخير الله سبحانه وتعالى كأحد من خلقه فانك اذا تصورت ذلك في ذهنك - 00:50:01
وخطر ببالك شيء من تشبيه الله بخلقه صعب عليك ان تفهم ان الله يكون عاليا مستويا على عرشه ثم مع ذلك هو مع خلقه لا تستطيع ان تفهم لانك بصفات المخلوقين هذا شيء لا تتصوره - 00:50:26
ولكنك اذا علمت ان الله ليس كمثله شيء فانك تثبت ما ثبت في الكتاب والسنة دون تكييف ولا تأويل ولا تعطيل فيجب علينا اذا ان نثبت علو الله على خلقه مع اثبات معيته سبحانه وتعالى - 00:50:49
و المعطلة من المتكلمين ينكرون اه العلو كما قلنا باستدلالات ضعيفة اقوى ما لهم من الاستدلال هو ارادة التنزيه على قاعدتهم المضطردة. يقولون هذا العلو يقتضي الحركة والزوال والنزول والصعود وكذا - 00:51:09
وهذه الحركات والاعراض مما لا يليق بالله سبحانه وتعالى وهذا كما ترى اذا قررنا ابتداء ان الله ليس كمثله شيء فاستواؤه ليس كاستواء البشر وعلوه ليس كما يعلو الخلق على المخلوق على المخلوق - 00:51:34
فاذا اثبتنا هذا لن يخطر ببالنا شيء مما يتوجسه هؤلاء ويخاف منه هؤلاء المتكلمون او كاستدلالهم مثلا بقول الله تعالى وهو الذي في في السماء اله وفي الارض الها وهذا ايضا باطل لان اله قلنا معناها - 00:51:58
معبود فإذا وهو المعبود في السماء والمعبود في الأرض وليس معنى ذلك انه حال في السماء او حال في الأرض ممازج للمخلوقات الموجودة في السماء والموجودة في الارض فهذا باطل وهكذا. هي اغلب استدلالاتهم استدلالات متكلفة - 00:52:25
ثم هي لا تقوى على مواجهتك ما ذكرنا من الأدلة الكثيرة اه من القرآن والسنة اه اجماع السلفي رضوان الله عليه. نعم طيب هذا هو مجملا ما نقوله عن العلو ثم قال وانه فوق عرشه المجيد - 00:52:45
وانه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه وانه فوق عرشه المجيد بذاته كلمة بذاته هذه اه احتار فيها الشراح ايوة ايوه نعم لحظة وهو على هاي واضح هذا واضح - 00:53:10
واضح هذا ليس فيه جديد يعني بالمقارنة مع صح ولا لا؟ نعم. نعم الاستواء على العرش قلنا كلمة بذاته هذه اشكلت وحتى اشكلت عن المتأخرين اه من شراح الرسالة يحتاروا فيها كيف يصنعون بها - 00:53:37
لانها تنسف معتقدهم بالاستواء نسفا فصار بعضهم الى الانكار كحال كثير من الناس اذا آآ اشكل عليهم قول شخص من الاشخاص او عالم من المعلومة قالوا وما يدريك انه قال لعله لم يقل او هو لم يقلها اصلا ولكن هذا لا سبيل اليه - 00:53:59
فقد ثبتت في نسخ صحيحة من الرسالة واثبتها جمع من تلامذة ابن ابي زيد فاذا اذا لم ينجح الانكار والتعطيل يشار الى ماذا؟ الى التأويل فإذا لابد من تأويل كلامه هكذا يصنعه لابد من تأويل كلامه - 00:54:24
فيقولون انه فوق عرشه المجيد بذاته شوف شوف قدرة ما يصنعه الهوى بالانسان. انت اذا قرأت الكلمة وانه فوق عرشه المجيد بذاته تفهم انه سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه واضح جدا - 00:54:48
لكن شف ما انظر ما يصنع الهوى بصاحبه. لما اشكل عليهم اللفظ ذهبوا في تأويله مذاهب. من ذلك قالوا وانه فوق عرشه نقطة قف هنا المجيد بذاته اي هو المجيد بذاتي - 00:55:08
فيكون قوله المجيد بذاته غير متعلق بما قبلها اصلا فهو وانه فوق عرشه ووقفنا هنا ثم يبدأ الكلام اي وهو المجيد بذاته هذا تأويله الأول تأويل ثان هو في متعلق الجار والمجرور لأن بذاتي هذا جار ومجرور - 00:55:31
قالوا وانه فوق عشي المجيد بذاته بذاته هذه متعلقة قانون متعلقة بالمجيد اي هو مجيد بذاته كما نقول نحن بنفسو هو بنفسو مجيد ا المجيد بذاته بدلا من ان يكون المتعلق كما نقول نحن وانه فوق عرشه بذاته - 00:55:54
فانظر هذه كلها تأويلات ما الذي جرهم؟ قلنا الى هذه التأويلات؟ ان بذاته اذا اثبت العلو الذاتي لن تستطيع ان تؤول لم يبقى لك مجال للتأويل فهم مثلا يؤولون الاستواء بايش؟ ببعضهم يؤول الاستواء بالاستيلاء - 00:56:25
او يقولون المراد بالعلو علو القهر وعلو القدر او غير ذلك من التأويلات لكن حين يقول لهم ابن ابي زيد هو سبحانه وتعالى فوق عرشه بذاته تنسف كلامهم ولذلك يحتاجون الى هذه التأويلات - 00:56:48
ولا يستطيعون تخطئة ابن ابي زيد وامام من كبار ائمة المالكية مجمع على جلالته وامامته وعظيم قدره. لا يستطيعون التخطيط ما نقولوش اخطأ ابن ابي زيد وان كان البعض المعاصرين اه على طريقة اه المعاصرون دائما عندهم تخصص اخذوه من المستشرقين تخصص - 00:57:08
في اعادة القراءة ماذا يصنعونه مع القرآن مع السنة مع كلام السلف مع اي شيء. نعيد قراءة النص انطلاقا من السياق. فقالوا لا وابن ابي زيد انما جاء بلفظتي بذاته لانه كان في آآ تونس التي كان فيها الاغالبة وكان يغلب فيها - 00:57:30
اه اه يعني مذهب المعتزلة فاراد ان يرد على مذهب المعتزلة بقوله بذاته لكنه في الحقيقة لا يعتقدك الى اخره فجعلوا اللفظ ها مرتبطا بسياق معين كما يفعل اخرون حين يقولون القرآن على الرأس والعين ولكن في سياق معين لا نأخذ به الآن نفس الشيء - 00:57:52
والصحيح من هذا كله مرة اخرى لا نتكلف هذه التكلفات كلها. ولا نذهب هذه المذاهب وانما نبقى مع اصل اللفظ الموافق للشرع وللفطرة ابن ابي زيد ماذا يقول؟ وانه فوق العرش وانه فوق عرشه المجيد بذاته - 00:58:15
واضحة هذه يمكن ان تقرأها على اي عامي من عامة المسلمين يقول لك الامر واضح هل اقتضي ذلك انه سبحانه وتعالى بفوقيته هذه فوق عرشه بذاته انه في ذلك كفوقية المخلوقين انه في ذلك مشابه للمخلوق لا يقتضي ذلك - 00:58:37
ولا تطرقوا الى اه بالنا والى اذهاننا شيء من ذلك فاذا ما يخشاه هؤلاء من التشبيه فانه غير مطروح عندنا اصلا فنثبت العلو كما اثبته العلماء ولو جئت وانقل لكم كلام السلفي في اثبات العلو لا طال الأمر بنا جدا - 00:59:04
طيب لكن هنا سؤال بعد ان قررنا ان كلام ابن ابي زيد كلام صحيح لا اشكال فيه بعد ذلك نقول لفظة بذاته هذه هل وردت في النصوص لم تجد في النصوص - 00:59:29
ما وردت لا في كتاب ولا في سنة واذا لنا ان نتساءل هل يجوز الاتيان بها والتلفظ بها ام لا فنقول يجوز للحاجة لا مطلقا فان علماء السلف رضوان الله عليهم احتاجوا الى الاتيان بالفاظ - 00:59:44
غير موجودة في النص للحاجة الى ذلك. واشهر ذلك قوله القرآن كلام الله غير مخلوق. فهل تجد في القرآن او في السنة قول هذا اللفظ غير مخلوق القرآن غير مخلوق لا يوجد في الكتاب ولا في السنة - 01:00:06
هل تجد احدا من العلماء من المتكلمين انفسهم؟ انكروا على الامام احمد ومن معه من السلف قولهم القرآن غير مخلوق؟ لا تجدهم ينكرون ذلك فاذا كما لم تنكروا هذه لا تنكروا الاخرى - 01:00:24
فنحن نقول لما قالوا القرآن غير مخلوق للحاجة. ما هذه الحاجة؟ وجد الجهمية والمعتزلة الذين خاضوا في القرآن وفي كلام الله وقالوا القرآن مخلوق فبعد ان قيل ذلك لم يعد للعلماء مندوحة في ان يردوا عليهم بنفي قولهم - 01:00:41
هادوك قالوا والقرآن مخلوق لابد من الإنكار عليهم فيقال بل القرآن غير مخلوق بل الامام احمد يأتينا هذا في موضع ان شاء الله تعالى بل الامام احمد رحمه الله تعالى انكر على من وقف - 01:01:09
على من وقفوا الذين يسمون الواقفة الواقفة من هم؟ هم الذين يقولون المتوسطون الذين يحاولون اخذ العصا من الوسط الجميع المعتزل وكذا قال القرآن مخلوق. جاء ائمة السلف فقالوا ردوا عليهم قالوا القرآن غير مخلوق. كلام الله غير مخلوق - 01:01:25
لابد من اختيار الصحيح قضية الحياد او او التوسط بين قولين كلما رأيت قولين قلت انا بينهما انا لا لا يصح لك دائما بل في كثير من الاحيان لابد ان تختار القول الصحيح - 01:01:45
وتبطل القول الباطل. فالشاهد اذا ان السلف احتاجوا الى لفظ غير مخلوق فقالوها اذا احتاج العلماء في عصر من العصور الى استعمال لفظ بذاته فلا اشكال في استعمالها ردا على من يثبت العلو - 01:01:59
ويريد به ليس المعنى معنى العلو الذاتي ولكن معنى علو القهر او القدر ونحو ذلك. مفهوم فلأجل ذلك قبل ابن ابي زيد ابن ابي زيد ليس اول من قال هذه الكلمة قبل ابن ابي زيد وجد من ائمة السلف من قال من اثبت هذه اللفظة - 01:02:19
لكن نحن نقول هذه اللفظة ليست في النصوص وبما انها ليست في النصوص فإذا احتجنا اليها جئنا بها وان لم نحتج لم نأتي بها ونحن لا نمتحن الناس عليها بل انما نطلب من عامة المسلمين ان يقروا بما في النصوص لأنهم انما يتعبدهم الله بما في النصوص - 01:02:37
مفهوم فاثبات العلو مثلا اثبات الاستواء اللي ورد في النصوص هذا لابد منه لأنه لا يصح لك ان تنفي ذلك وانت تقرأ القرآن لكن لفظت بذاته اذا احتجنا اتينا بها ان لم نحتج لم نأتي بها - 01:03:00
مفهوم هذا فاذا لا ننكر على ابن ابي زيد انه جاء بها لانه جاء بها لحاجة ولكن لا يلزم ان نأتي بها في كل مقام وفي كل سياق وقال وهو في كل مكان بعلمه هذه هي الذي ذكرناه انفا من ان آآ يعني استواء الله على عرشه سبحانه - 01:03:18
وتعالى اه ان استواء الله على عرشه لا يتنافى مع كونه في كل مكان بعلمه اي المعية الثابتة لله عز وجل هي معية علم ونقف عند هذا القدر والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 01:03:40
رحمات سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 01:03:56
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني // 10 // للدكتور البشير عصام المراكشي