شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني // 21 // للدكتور البشير عصام المراكشي
رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:49
واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة - 00:01:13
وكل بدعة ضلالة يقول رحمه الله تبارك وتعالى والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واقتفاء امرهم والاستغفار لهم وترك المراء والجدل في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون - 00:01:33
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا هذه هذا المبحث ينتظم امورا ثلاثة اولها الحديث عن طاعة ائمة المسلمين والثاني مبحث اتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم واقتفاء اثرهم - 00:01:56
والثالث ترك المراء والجدل والابتلاع في الدين فاما المبحث الاول وهو قوله والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم فدليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله - 00:02:25
واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وقد ذهب جماعة من المفسرين بل جمهور المفسرين الى ان المراد بولاة الامر هنا واولي الامر منكم ان المراد بذلك الامراء فجعل لاهل العلم مرتبة - 00:02:47
خاصة بهم وامر كل من سواهم ان يرجعوا اليهم ويسألوهم فيما يشكل عليهم واما طاعة الامراء فقد دلت عليها احاديث كثيرة من ذلك ما رواه مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال اوصاني خليلي - 00:03:08
ان يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم. اوصاني خليلي ان اسمع واطيع ولو كان عبدا مجدع الاطراف وكذلك آآ جاء في الحديث الصحيح عند آآ مسلم ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:32
قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وما كره ما لم يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة هذه بعض الاحاديث الواردة في طاعة ولاة الامر وهنالك احاديث اخرى كثيرة سيأتي - 00:03:52
اه ذكر بعضها في سياقها وينبغي ان نعلم ان آآ ولاية الامر تثبت بأمور او تثبت بصيغ مختلفة بعضها اه جاء في تاريخ الامة الاول من ذلك النص من رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اي ان ينص - 00:04:15
اه الرسول صلى الله عليه وسلم على ان الخليفة من بعده فلان وهذا في اه ابي بكر خاصة على خلاف على خلاف بين العلماء. فقد ذهب جماعة من اهل العلم الى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم - 00:04:42
يوصي بالخلافة لابي بكر رضي الله عنه بالنص والتحديد وذهب اخرون الى انه نص على ذلك وهذه اذا مسألة خلافية والذين قالوا لم ينص عليه فانهم ذكروا مع ذلك انه اشار الى خلافته من بعده - 00:05:03
وكانت هذه الاشارة بطرق من بينها انه استخلفه في اه الصلاة في حين كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم فانه استخلف ابا بكر. وكانت تلك اشارة الى استخلافه من بعده لان الصلاة عمود الدين واهم اركانه فاستخلافه في الصلاة اشارة الى استخلافه - 00:05:27
فيما دونها وايضا لورود الحديث عن عائشة رضي الله عنها وهو في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته قال آآ ادعي ابا بكر واخاك حتى اكتب كتابا فاني اخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل انا اولى ويأبى الله والمؤمنون الا - 00:05:53
ابا بكر نعم وآآ الذين ذهبوا الى القول الاخر وهو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ابا بكر رضي الله عنه فانهم اه استدلوا مثلا بقول عمر رضي الله عنه - 00:06:19
اه الثابت ايضا في الصحيح انه قال ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني ابو بكر وان اترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى كل فهذه الطريقة الاولى. الطريقة الثانية هي ان آآ - 00:06:37
يوصي الخليفة بمن بعده بشخص اخر يخلفه من بعده كما فعل ابو بكر مع عمر رضي الله عنه فانه استخلفه واجمعت الامة عليه. وهذا مما ينبغي ان نقرره. فاننا هنا انما نحن بصدد الحديث عن صيغ - 00:07:00
الاستخلاف او عن صيغ وصول الحاكم الى خلافة المسلمين. والا فلا تنعقد هذه الخلافة بمجرد هذه الصيغ بل لابد من شروط اخرى اهمها ان تثبت له البيعة من آآ سائر المسلمين وان يطبق - 00:07:23
ثقة فيهم شرع الله سبحانه وتعالى فهذه امور لابد منها. لكن الكلام عن طريقة وصوله الى الحكم واه الامر الثالث ان يتفق اهل الحل والعقد على خلافة هذا الخليفة الحل والعقد هو المصطلح القديم التراثي المعروف في الفقه وقد يستعمل في عصر اخر مصطلح اخر - 00:07:43
المقصود هو المعنى اي ان يجتمع اهل العلم والفضل والخبرة من الامة يجعل احدهم خليفة على المسلمين او حاكما لهم فيكون ذلك اجماعا من الامة واتفاقا منها من خلال هؤلاء الذين - 00:08:11
يمثلونها ثم تنعقد لهذا الخليفة البيعة ويحكم في الناس بشرع الله عز وجل. والطريقة الرابعة هي القهر والغلبة ولا شك ان هذه الطريقة مخالفة للسنة ومخالفة لشرع الله عز وجل ومخالفة لمراد الله - 00:08:31
سبحانه وتعالى من السياسة الشرعية فيما بين المسلمين. ولكن لو حدث ووقع ان قهر بعض الناس عموم الامة وغلب عليها ووصل الى الحكم ثم هو بعد وصوله الى الحكم حكم بشرع الله سبحانه وتعالى فانه يثبت - 00:08:49
له الخلافة ولا يقال في مثل هذه الحالة ان الخلافة لم تثبت له لانه جاء بطريقة غير مشروعة. صحيح ان طريقة وصوله غير لكن اذا هو وصل بالطريقة غير المشروعة واستتب له الامر وحكم في الناس شرع الله فان الحكم - 00:09:09
يثبت له او يكون وليا للأمر. والواجب على المسلمين في حق ولاة الامور نصحهم. وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة. قيل لمن؟ قال لله ولرسوله ولكتابه - 00:09:29
ولائمة المسلمين وعامتهم. ومن النصح لولاة الامور تنبيههم على اخطائهم وان كار ما يمكن ان يقعوا فيه من الظلم ومحاسبتهم على ما يخالفون فيه شرع الله سبحانه وتعالى وبيان الحق له - 00:09:49
ومعاونتهم ومساعدتهم على ان يقوموا بما اطلعوا به من امانة ثقيلة آآ في الامة. هذا بالنسبة للولاة الامر بمعنى الامراء. واما ولاة الامر بمعنى آآ علماء المسلمين فالواجب في حقهم آآ - 00:10:09
والواجب في مجال النصح لهم هو ذكر محاسنهم والاستفادة من علمهم واحسان الظن بهم ونشر مناقبهم اه اخفاء وستر ما يمكن ان يقعوا فيه من اخطاء وما اشبه ذلك من انواع النصح التي تثبت لائمة المسلمين - 00:10:29
ثم ثم ان هذا النصح الذي نتحدث عنه آآ قلنا انه يدخل فيه آآ بيان المنكر وهذا البيان على نوعين اثنين وذلك ان هذا الشخص هذا الامير اذا وقع منه فسق او ظلم آآ في خاصة نفسه يعني في الامور اللازمة غير المتعدية الى الامة - 00:10:51
فالواجب نصحه مع الستر كحال الامة مع جميع المسلمين فانك اذا اردت ان تنصح مسلما وقع في منكر من المنكرات او كبيرة من الكبائر او ظلم فيما بينه وبين نفسه. اه وما اشبه ذلك من الامور اللازمة له فان - 00:11:20
نصحى ينبغي ان يكون مع الستر وينبغي ان يحدث فيه او ان يحصل فيه ما يكون مع عامة فلا معنى لان نقول ان اه الشخص ان كان من عامة المسلمين فانه يستر عليه. واما ان كان اه من خاصتهم او كان اميرا - 00:11:40
او عالما فانه يشهر به وينكر عليه جهارا. هذا ان كان هذا الشخص يقع في هذا المنكر غير المتعدي كان يكون مثلا يرتكب كبيرة في كبيرة من الكبائر يشرب الخمر مثلا وما اشبه ذلك. واما ان كان - 00:12:00
هذا المنكر متعديا فلا يمكن ان يقال ان انكار المنكر يكون سرا فقط. وهذا لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واقصى ما يقال في ذلك بعض الاثار تعارضها اثار اخرى. بعض الاثار تعارضها اثار - 00:12:20
اخرى ولذلك بعض الناس قد بلغ به التعصب في هذا الامر الى الحد الذي جعل معه اه الانكار على ولي الامر ممنوعا مطلقا وهذا غير صحيح غير صحيح ولا دليل عليه في الشرع ولا في السنة. وانما جاء الاشكال من كونهم فهموا من عدم الخروج - 00:12:40
عدم الإنكار ولا تلازم بين الأمرين فاننا كما سيأتينا باذن الله عز وجل لا نقول بالخروج على الحاكم المسلم. ولكن مع ذلك لا نقول بترك الانكار عليه فيما اخطأ فيه فان الامة محاسبة - 00:13:08
اه فان الامة محاسبة لولي الامر وانما هو يؤدي مهمة معينة وهو اجير عند الله سبحانه وتعالى في هذه المهمة التي يؤديها. فان اداها كما ينبغي موافقا في ذلك لشرع الله - 00:13:26
سبحانه وتعالى فبها ونعمته. وان خالف في ذلك فالواجب على الامة ان تنظر في مخالفته وان تحاسبه بمقتضى شرع الله سبحانه وتعالى. ومما يدل على هذا الامر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ثابت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال تستعمل - 00:13:45
وعليكم امراء ستعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع. قالوا يا رسول الله افلا نقاتلهم؟ قال لا ما صلوا فهذا الحديث جمع بين الامرين جمع بين الثناء على الانكار وبين المنع من الخروج مما - 00:14:05
يدل على الفرق بين المقامين. فانه قال اه من كره اي من كره ما هم فيه ولم يستطع الانكار لان مراتب الانكار يدخل فيها الكره القلبي والانكار بالقلب من كره فقد برئ ومن انكر فقد آآ سلم. او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا الانكار ثابت - 00:14:34
وهو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن مع ذلك حين طلبوا منه آآ حكم مقاتلتهم قال لا ما صلوا فاذا هذان مقامان مختلفان. وكثير من الناس يقع عندهم الغلو في هذا الامر من احد آآ - 00:14:58
آآ من احدى الجهتين وكلا طرفي قصد الامور ذميم كما يقول الشاعر فاذا اه بعض الناس يغلو في الانكار حتى يصل به ذلك الى تسويع الخروج مطلقا ولو ادى الى المفاسد - 00:15:18
العظيمة جدا ولو ادى الى ما لا تحمد عقباه على الامة وبعضهم اه لا يذكر شيئا من الانكار مطلقا حتى يصل به الامر الى نوع تقديس لولاة وتسويغ كل ما يفعلون وما يقولون كما يقع من بعض المشايخ المفتونين انهم يغيرون - 00:15:36
تواهم ويغيرون دينهم ويغيرون اه تحقيقاتهم العلمية بحسب ما يرضي اهواء المتحكمين. نعم ثم قد دلت احاديث كثيرة على وجوب طاعة ولاة الامور كما ذكرنا وقد ذكرنا بعضها من قبل وثبت ايضا عند البخاري - 00:16:02
من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد آآ فقد اطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن اطاع اميري فقد اطاعني ومن آآ عصى اميري او او من يعصي اميري فقد عصاني - 00:16:23
او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث ثابت في الصحيح. ولكن الطاعة مقيدة بالاصل العام وهو ان الطاعة انما تكون في المعروف ولذلك قلنا في الحديث السابق اه ما لم يؤمر بمعصية فاذا امرت امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. فالطاعة كما قال - 00:16:43
النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف. من امر بمعصية ومن امر بمخالفة الشرع فانه لا يطيع في ذلك سواء اكان الامر به من ولاة الامور او كان من عامة المسلمين. وقد وجد في تاريخ الامة من وصل به الغلو في ولاة الامر الى - 00:17:06
درجة جعل طاعة ولي الامر مرادفة لطاعة رب العزة جل جلاله سبحانه وتعالى وكان منهم اناس يقال عنهم او يسمون بالحجاجيين وكان منهم بعض من يقول من عصى الحجاج فقد عصى الله. وكان هذا مأثورا عن جماعة منهم. وهاؤلاء هم قوم - 00:17:29
غلوا في مبدأ الطاعة في مبدأ طاعة ولاة الامر الى ان وصل بهم الحال الى هذه الصورة. والحق ان الطاعة انما هي في المعروف. لم؟ لان هؤلاء سواء كانوا من خاصة المسلمين او عامتهم انما يطاعون - 00:17:53
هنا بامر الله عز وجل والا لو لم يأمر الله تعالى بطاعتهم لما وجبت لهم طاعة فما وجبت طاعته الا بامر الله تعالى. فيستحيل والحال هذه ان يطاعوا حين يخالفون شرعه - 00:18:13
الله سبحانه وتعالى فحينئذ كانك تقدم الفرع على الاصل وكأنك تهدم البناء الراسخ الثابت لتقيم مكانه بناء غيره وهو انما كان مبنيا على ذلك البناء الاول. نعم ثم مما يذكر في هذا المقام قضية الخروج على الحاكم وهذه المسألة قد وقع فيها قديما وحديثا آآ كثير - 00:18:31
من الاخذ والرد بين الناس بين العلماء وغيرهم. وآآ دخل فيها كثير من الناس في آآ ابواب من اتباع الهوى في ابواب من اتباع الهوى جرتهم الى ان يقولوا على الله في هذه المسألة بغير علم. والناس في هذا - 00:18:59
القضية ايضا على طرفي نقيض. فبعض الناس كما ذكرنا بلغ بهم تقديس ولاة الامر الى درجة اه يعني التذلل لهم وطاعتهم في غير ما يرضي الله سبحانه وتعالى فضلا عن اه الحديث عن الخروج عليهم بل - 00:19:19
يعدون الكلام في الخروج على الحاكم دليلا على الابتداع والضلال ومخالفة الشرع. هكذا مطلقا وليس الامر بهذا اطلاق كما سيأتي ان شاء الله تعالى واخرون اه غلبت على نفوسهم وعلى طبائعهم اخلاق التمرد مطلقا - 00:19:39
حتى ان الواحد منهم يتمرد ولو لم يعلم على اي شيء يتمرد حتى لو استطاع ان يتمرد على نفسه لتمرد عليها. فبلغ بهم اتباع الهوى في هذا المجال الى تسويغ الخروج مطلقا ولو ادى الى ما ادى اليه من الفتن والمفاسد. والصحيح في هذه القضية ان الحاكم - 00:19:59
المسلمة لا يجوز الخروج عليها الا ان كفر فان كفر وخرج من الملة فان الخروج عليه يكون مع القدرة كما هي حال جميع الواجبات الشرعية فإن الواجبات الشرعية كلها منوطة بالقدرة. ودليل ذلك حديث عبادة ابن الصامت وهو ثابت في الصحيح ان - 00:20:19
انه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا وعسرنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان - 00:20:43
دل الحديث بالمنطوق والمفهوم على معنيين دل على عدم الخروج على الحاكم غير الكافر هذا دل عليه بالمنطوق ودل بالمفهوم على جواز الخروج على الحاكم الكافر. هذا اذا بالنسبة للحاكم الكافر. واما الحاكم - 00:21:03
الظالم الذي لم يصل الى درجة الكفر فقد وجد خلاف عند المتقدمين من العلماء ومن السلف في الخروج عليهم ولذلك خرج جماعة من السلف على بعض الحكام وذكر ابن حزم وغيره من المؤلفين في آآ الملل والنحل والطوائف وآآ - 00:21:23
تاريخ الامة ذكروا جماعة من اهل العلم المتقدمين اجازوا الخروج على الحاكم الظالم او خرجوا بانفسهم. لكن حين حدثت بسبب هذه آآ الحملات المتكررة من الخروج مفاسد كثيرة على الامة وفتن عظيمة في الدماء والاموال - 00:21:43
والأعراض فان غالب اهل السنة اطبقوا على عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم. وذلك قاعدة ارتكاب اخف الضررين دفعا لاشدهما. وهي قاعدة شرعية مستقرة دلت عليها ادلة كثيرة نصوص الوحي - 00:22:03
فنظروا الى ما يترتب على الخروج على الحاكم الظالم من الفتن ونظروا الى ما يترتب على بقاء لهذا الحاكم الظالم المحكم لشرع الله عز وجل ما يترتب على بقائه من المفاسد وقارنوا بين الصورتين وبين مفاسد - 00:22:26
ومفاسد تلك فخلصوا الى ان منع الخروج اولى من اباحته ولذلك استقر الامر عندهم على ذلك وان لم يجمع عليه حقا يعني لا يزال يوجد بين الفينة والاخرى من يقول بالجواز. لكن عموم اهل السنة على عدم جواز الخروج حتى جعلوا - 00:22:46
وذلك من مسائل العقيدة وصنفوا ذلك في مباحث العقيدة وادخلوها في المسائل التي تميز بين السني والبدعي. فإذا هذا هو وقلنا استدلوا بقاعدة اخف الضررين واستدلوا ايضا بالاحاديث الكثيرة التي تدل على الصبر على - 00:23:06
الحاكم الظالم وهي كثيرة من احاديث ابن عباس في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه ومن فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية وهنالك احاديث اخرى كثيرة في هذا السياق. فإذا هذا هو التفصيل الذي - 00:23:29
لابد من ذكره في هذه القضية وهي ان الخروج على الحاكم المسلم لا غير الظالم لا يجوز وان الخروج على الحاكم الكافر يجوز مع القدرة كما هي اه حال التكاليف الشرعية كلها فانها منوطة بالقدرة. واما الخروج على - 00:23:49
لكن للظالم فالذي استقر عليه آآ عمل اهل السنة وفتواهم اعتقادهم عدم جواز الخروج عليهم هذا ما يمكن ان نقول عند على قوله رحمه الله تعالى والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم ثم قال واتباع - 00:24:09
السلف الصالح واقتفاء اثرهم والاستغفار لهم ودليل ذلك ان الامة قد افترقت افتراقا عظيما. بين اه طوائف وملل ونحل مختلفة كلها كلها وتنتسب الى الامة هذا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق هذه الامة على - 00:24:29
ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا وما هي يا رسول الله؟ قال الجماعة. وفي بعض الروايات هي السواد الاعظم وفي بعض روايات ما انا عليه واصحابي. وايضا اه بما ان الافتراق ثابت - 00:24:55
اه بين هذه الطوائف المنتسبة الى الامة فالواجب على المسلم ان يسعى الى اتباع الطائفة التي اه تؤهله الى النجاة آآ يوم القيامة والى ان يكون من الفائزين باذن الله عز وجل - 00:25:12
وهذه الطائفة التي تحقق ذلك هي التي تلتزم بما كان عليه سلف الأمة كما قال ابن ابي زيد رحمه الله وتعالى وذلك مما تدل عليه اثار كثيرة عن الصحابة واحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:29
من ذلك حديث العرباض ابن سارية آآ وفيه فانه من يعش منكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة - 00:25:49
وكل بدعة ضلالة وايضا اه ثبت اه في الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. فدل الحديثان على آآ سنيتي ومشروعية بل وجوبي الاقتداء بالخلفاء الراشدين عموما وهم الاربعة الراشدون ابو بكر وعمر - 00:26:09
وهو عثمان وعلي وبابي بكر وعمر خصوصا فانهما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له صاحبين ووزيرين صدق رضي الله عنهما وارضاهما. ثم اتباع الصحابة عموما. وذلك للصفات التي كانت لهؤلاء الصحابة كما يقول - 00:26:32
اه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كان متأسيا فليتأسى بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا ابر هذه الامة امتي قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا واقومها هديا واحسنها حالا. قوم اختارهم الله لصحبة - 00:26:52
نبيه صلى الله عليه وسلم فاعرفوا لهم فضلهم. واتبعوا اثارهم فانهم كانوا على الهدي المستقيم. هذا كلام ابن مسعود رضي طبعا وهو وهو كلام نفيس جمع فيه رضي الله عنه آآ الصفات والخصال التي كانت في هؤلاء - 00:27:12
الصحابة فاستحقوا من اجلها ان يكونوا في مرتبة القدوة للامة كلها. فقد اجتمع فيهم ما لم يجتمع لغيرهم. من كما قال من صفاء القلوب ومن قوة العلم ومن قلة فانهم كانوا من ابعد الناس عن التكلف وعن التقعر والتنطع والبحث في الامور المعقدة التي لا اه ثمرة اه فيها - 00:27:32
او لا ينبني عليها مبحث وكانوا احسن الناس هديا واحسنهم حالا اجتمع لهم هذا كله ثم تفكر بعد ذلك في انهم قوم اختارهم الله عز وجل صحبة نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:27:56
فلاجل هذه الصفات كلها لاجل كونهم على الهدى المستقيم وعلى الهدي الثابت الراسخ الذي اخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اكو ان يتبعوا ثم يتبع معهم كما ذكرنا في لقاء سابق يتبع معهم تلك الاجيال التي كانت على مثل هديهم - 00:28:13
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احصى خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وذكرنا في لقاء سابق مع انا هذه القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا مما يدل على هذا المعنى وهو مما استدل - 00:28:33
جماعة من السلف الصالح رضوان الله عليهم قول قول رب العزة جل جلاله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبينه من بعد ما تبين له الهدى اتبع غير سبيل المؤمنين نولي ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فاذا هذا استدل به جمع من العلماء على ان - 00:28:53
اتباع غير سبيل المؤمنين هو سبيل سبيل الخروج عن الفوز والنجاة وهو سبيل الهلاك يوم القيامة والعياذ بالله تعالى. فاذا مشاقة الله ومشاقة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع غير - 00:29:16
للمؤمنين سبيل الهلاك. والمؤمنون هؤلاء الذين امرنا باتباع سبيلهم. ونهينا عن اتباع غير سبيلهم. يدخل فيهم قولا اولويا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحيح ان الاية يمكن ان يستدل بها على حجية الاجماع عموما كما فعل الامام الشافعي رحمه الله تعالى وغيره من الائمة حين - 00:29:36
استدلوا بالايات على حجية الاجماع. ولكن ايضا يستدل بها على فضل الصحابة ووجوب اتباع الصحابة واقتفاء هديهم. وذلك ان يدخل فيهم هؤلاء الصحابة بالدرجة الاولى فيدخلون في معنى المؤمنين دخولا اولويا كما قلنا نعم - 00:30:01
فاذا قال واتباع السلف الصالح واقتفاء اثرهم والاستغفار لهم وآآ اتباع اثرهم هذا هو الذي كان يسمى عند كثير من العلماء اتباع الامر العتيق كما جاء اه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول واياكم والتنطع والبدع وعليكم بالعتيق العتيق - 00:30:22
ثق في اصل اللغة هو الشيء القديم. لكن المراد به العتيق الذي اي المنهج الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبع هديهم من القرون الخيرية التي ذكرنا انفا وحليكم بالعتيق. وذلك اننا نظرنا - 00:30:49
الى احوال هؤلاء والى احوال من بعدهم فوجدنا الاولين منصورين في دنياهم خيرين في دينهم ووجدنا من جاء بعدهم مهزومين اذلاء في دنياهم وضعاف الحال في دينهم من كان من اهل الذكاء والخبرة والحكمة والفطنة فانه يتبع الاولين ليفوز بخيري الدنيا والاخرة - 00:31:09
برحمة ويترك منهج الاخرين لانهم ما ربحوا دنيا ولا ظهرت عليهم بوادر مظاهر الفوز في الاخرة. فانظروا الى حال الصحابة والتابعين واتباع التابعين كما ذكرناه في لقائنا السابق. فاننا نجدهم - 00:31:39
منصورين في الدنيا واغلب الفتوحات الاسلامية التي امتد بها الاسلام من جزيرة العرب الى ان وصل الى اصقاع العالم الى الاندلسي غربا والى تخوم الصين شرقا انما كانت في هذه القرون الخيرية. يعني في زمن الصحابة والتابعين واتباع التابعين - 00:31:59
وما اضيف بعد ذلك فهو قليل اذا اذا قورن بالذي فتح في ايام هؤلاء واذا نظرنا الى ما بعد ذلك وجدنا الامة في تناقص وفي تناحر وفي صراع وفي انواع من الذلة تزيد - 00:32:19
مفهوم؟ فإذا حال الأولين افضل وكذلك في الدين وجدنا في زمن هؤلاء السلف الصالح رضوان الله عليهم وجدناهم على عقيدة واحدة سليمة صافية ليس فيها كلام ليس فيها بدع ليس فيها ضلالات ليس فيها خروج عن الملة - 00:32:37
ليس فيها ابتعاد عن الشرع ليس فيها ظلم واستحلال للظلم واستحلال للفسق والفجور وانما وجدناهم على افضل ما يكون من جهة الالتزام بدين الله عز وجل. ووجدنا من بعده قد نجمت فيهم البدع وظهرت فيهم الضلالات وانتشر فيهم الكلام وانتشر - 00:32:57
فيهم اه انواع من السلوك المخالف لما كان عليه اه منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته سواء في العبادة او في التزكية او في العلم او في الجهاد او في الدعوة او فيما سوى ذلك. ولا شك ان هؤلاء اولى بالاتباع ممن بعدهم - 00:33:17
ثم انتقل الى المبحث الثالث وهو مبحث ترك المراء والجدال. فقال وترك المراء والجدل في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون ترك المراء والجدال في الدين لان الجدال مذبوغ في شرع الله عز وجل وذلك في ايات قرآنية وفي احاديث نبوية من ذلك - 00:33:37
قول الله سبحانه وتعالى وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق. ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى ايضا ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله الالد - 00:33:59
اي الذي يكثر الخصومة يعني يتشدد فيها ويكثر الجدال والمراء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا. وايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:34:19
اه قال اه والحديث عند الترمذي قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله سبحانه وتعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون. وايضا - 00:34:40
يعني ادلة كثيرة وجاء مثلا عن آآ التابعي الجليل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه انه آآ قال من اكثر من الخصومات او يعني اكثر من تتبع الخصومات اكثر التنقل من تتبع الخصومات - 00:35:00
اكثر التنقل ما معنى هذا الكلام؟ معنى ان الشخص اذا اكثر من الخصومة يعني يخاصم هذه الطائفة ويخاصم تلك الطائفة ويكثر الجدال والمراء مع هذه وتلك فانه ولابد يكثر التنقل. اي يتنقل بين انواع الملل والطوائف - 00:35:20
والعقائد وهذا لو لم يقله عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لرأيناه عيانا بانفسنا. فقد رأينا هذا مرارا في ان الذي يكثر الخصومة فان تلك الخصومة ولابد تجعله تجعله يكثر التنقل بين الافكار والمبادئ - 00:35:40
ولا يثبت على شيء. ولذلك فنحن دائما كنا ننصح انفسنا وننصح طلبة العلم ان يقرروا مسائل الحق بدليلها. ويلتزم بها ويدعو اليها. ولا يزيد على ذلك. ويترك همة المناظرة لاهلها. فلاحظ ان القضية من اسهل ما يكون لكن قل من يتفطن الى ما فيها من اليسر - 00:36:00
لمن يسره الله عليه. المطلوب منك ايها المسلم يا طالب العلم المطلوب بك ان منك ان تقرر الحق بدليله يعني ان تعرف الحق وان لا تعرف الحق هكذا مجردا عن دليله. هذا ان كنت ممن يفهم الدليل. واما ان كنت ممن لا يفهم الدليل فتكتفي في هذا - 00:36:30
المقام الأول بتقليد من تسأله من اهل العلم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فأول شيء تقرير الحق بدليله والامر الثاني الالتزام به لانه لا معنى ان تعرف الحق ولا تلتزم به - 00:36:52
كحال اليهود فانهم اهل علم وعندهم الاحبار الذين يعرفون الحق ولكنهم يتبعون شهوات انفسهم ويتبعون الاهواء فلاجل ذلك يعرفون الحق فيخالفونه بخلاف النصارى فانهم لا يعرفون الحق. ولذلك كان النصارى ضالين لانهم ضلوا عن الحق - 00:37:11
وكان اليهود مغضوبا عليهم لانهم يعرفون الحق ولكن لا يلتزمون به. فإذا المقام الثاني بعد اه بعد معرفة للحق بدليله مقام الالتزام بالحق والعمل به ان كان عملا او اعتقاده ان كان اعتقادا او قوله ان كان قولا - 00:37:34
والمقام الثالث الدعوة الى الحق. بمعنى ان لا تكتفي بان تلتزم بهذا الحق. بل ادعو من سواك من الناس على قدر ما تستطيعه الى هذا الحق الذي تقرر لديك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية - 00:37:54
فمهما تعلم من شيء من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان صغيرا فانك مطالب شرعا بتبليغه فهذه هي الامور الثلاثة المطلوبة منك. واما المقام الرابع وهو مقام رد الشبهات - 00:38:16
نظرت المخالفين مجادلتهم فهذا ليس متاحا لكل احد. وانما يتاح اهل الاختصاص المؤهلين لذلك. وعكست القضية في هذا العصر فصار الناس يقفزون الى المقام طبيعي وهم لم يحققوا المقام الاول بعد. وهذا شيء مشت - 00:38:36
ولذلك تجد الناس يتسارعون الى المناظرة. وما اكثر ما تأتيني استشارات من عند اناس يقولون بهذا والله لا ابالغ انما هذا الذي يقع يرسل اليه فيقول يا شيخ اسرع قضية فيها صعوبة الان. كيف ذلك؟ ما الذي وقع؟ كنت اناظر ملحدا. فقال لي كذا وكذا وكذا شبهات. كيف اجيب؟ وسبحان - 00:39:03
الله اذا كنت لا تعرف الجواب فما الذي جرك الى مناقشته؟ وكنت اريد ان ادعو الى الله سبحان الله واين مقام الدعوة من مقام المناظرة مجادلة هذان مقامان مختلفان. الدعوة هي ان تلقي الحق على الاخر. ان قبل به فبها ونعمت. وان اباه فلست - 00:39:28
عليه وكيلا. الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء. اما بعض الناس عنده حرص مبالغ في هداية الاخرين يصل به الى درجة ان يهجر رأس ماله طمعا في ربح. ورأس المال ما هو؟ هو تدينك انت. والربح ما هو؟ هو - 00:39:48
التدين الاخر او التزام الاخر او رجوع الاخرين عن باطنه الى الحق فتترك رأس ما لك وتهجره وتعرضه للمخاطر مقابل رغبتك وحرصك على ربح قد تدركه وقد لا تدركه. فاعلم ان مقام المناظرة ليس متاحا لكل احد. بل حتى - 00:40:08
تصدرون للمناظرة في عصرنا هذا ليسوا الا عند ندرة منهم ليسوا على ما يرضى في مجال المناظرة الشرعية التي تطلب ان هناك امور كثيرة تدخل في هذا الباب وهنالك قواعد الجدل وهنالك اه اصول الجدل والمناهضة - 00:40:28
والبحث وكذا هذه امور يعني ضاعت منذ زمن بعيد. ولذلك غالب مناظرات اليوم هي مجرد مراء وجدل وظهور على الخصم وحظوظ نفس وما اشبه ذلك مما هو بعيد كل البعد عن المناظرة الشرعية المطلوبة - 00:40:50
نعم ولذلك ايضا اه الامام مالك رحمه الله تعالى اه كان يقول المراء يقسي القلب ويورث الدعائن او كما قال رحم الله تعالى وهذا صحيح وهذا صحيح فان هذه المراءات والمجادلات - 00:41:10
تقسي القلب الا عند من تعاهد قلبه اه بشكل دوري بحيث لا يدخل في المناظرة الا بعد ان يصفي قلبه ويشدد في الاخلاص ويستحضر انه لا يناظر ليظهر وليقال فلان يتقن فن المناظرة وفلان انظروا الى ما - 00:41:31
وقد انتصر على خصمه لا بل يكون همه الوصول الى الحق وايصال الاخر الى الحق. هذا في مناظرات العقيدة التي فيها حق وباطل. اما مناظرة الفقه التي ليس فيها حق وباطل وانما فيها اه اجتهاد صواب واجتهاد خطأ. فالامر ينبغي - 00:41:53
ان يكون اهون من ذلك بكثير بمعنى ان تتعاهد الاخلاص في قلبك اكثر واكثر لأنك تدخل المناظرة في المسألة الفقهية وانت لا تستبعد ان ترجع عن قولك ليس كما في العقيدة فانت تدخل آآ المناظرة العقدية وانت لا تحب الرجوع عن قولك اما في الفقه فلا فلا اشكال اذا ناظرتك في الفقه - 00:42:13
فاظهرتني من الادلة والحجج والبراهين ما يجعلني ارجع عن قولي فلا اشكال في ذلك. فانا ارجع عن قولي الى قولك والهاء لكن رجوعي عن قولي لا يكون الا مع الاخلاص. وما اقل من يرجع عن قوله من الناس اه بعد مناظرة - 00:42:39
لأن المناظرة تقسي القلب كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى. وتجعل هم الواحد ان ينتصر ويفوز ويغلب ويظفر لا ان يصل الى الحق ويوصل غيره اليه كما قلنا فإذا هذا ما جاء في المناظرة يعني الجدال وكذا مع تقريرنا بطبيعة الحال ان - 00:42:58
الجدال بالحكمة والموعظة الحسنة شيء مقصود. كما قال ربنا سبحانه وتعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. فان كانت المجادلة بالتي هي احسن فلا اشكال فيها. بل هي مشروعة مطلوبة لكن بشروطها - 00:43:25
ضوابطها واما قوله وترك كل ما احدثه المحدثون فمعناه ترك البدع التي ابتدعها المحدثون واحدثها المبتدعة وادخلوها في الدين بعد ان لم تكن منه فان الاحداث في الدين هو اختراع ما لم يكن له اصل وادخال ذلك في دين الله عز - 00:43:45
كما قرره علماؤنا حين عرفوا البدعة منهم الامام الشاطبي رحمه الله تعالى حين عرف البدعة في الاعتصام فقال البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى. فهي طريقة في الدين اي لا - 00:44:12
في الدنيا مخترعة اي لا مبتدعة لا مثال لها ليس لها مثال سابق والابتداع هو هذا هو الاختراع على مثال سابق ثم هي تضاهي الشرعية اي تماثل الطريقة الشرعية وتشبه الطريقة الشرعية. ولاجل هذه المضاهاة - 00:44:32
والمشابهة التبس امرها على الناس. ولذلك ما اكثر من تقول له ان هذا الفعل بدعة فلا يقتنع بقولك بخلاف ما لو قلت له انها معصية فان الامر عنده اسهل واظهر. لما يلتبس عليه الامر؟ لان البدعة تشبه - 00:44:52
الطريقة الدينية فالذي يحدث صلاة مخترعة لا اصل لها في دين الله عز وجل ستجد ان صلاته تشبه الصلاة المشروعة فهذا معناه قولنا تضاهي الشرعية بخلاف المعصية فان شرب الخمر مستقل لا يشبه غيره من الافعال - 00:45:11
واحة وهذه المضاهاة مهمة جدا ان تفهمها في تأليف البدعة تضاهي الشرعية ثم يقصد بالسلوك عليها المبالغة في لله عز وجل فهذه الطريقة المبتدعة انما سلكها السالك لاجل ماذا؟ لاجل المبالغة في التعبد - 00:45:31
ويشهد لهذا الاثر المشهور عن عبد الله بن مسعود عن ابي موسى الاشعري انه جاء الى عبد الله بن مسعود فقال له ان بالمسجد قوما حلقا يعني متجمعون على شكل حلق - 00:45:52
بالمسجد قوما حلقا آآ وفي كل حلقة رجل ومعهم حصى فيقول الرجل كبروا مائة فيكبرون مائة. ثم يقول هللوا مائة فيهلون مائة. ثم يقول سبحوا مائة في فيسبحون مائة فذهب اليهم آآ ابن مسعود ثم قال لهم عدوا سيئاتكم - 00:46:07
فاني ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء. عدوا سيئاتكم يعني هذا الذي تفعلونه عدوه من ضمن السيئات. عدوا سيئاتكم فان ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم - 00:46:34
هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون. وثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبلى. وانيته والذي نفسي بيده اما انكم على ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او انكم - 00:46:52
افتتحوا باب ضلالة فقالوا يا ابا عبد الرحمان انما اردنا الخير. قال وكم من مريد للخير لم يصبه وكم من مريج للخير لم يصبه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم - 00:47:12
لا يجاوز تراقيه. يقول الراوي وهو لا يجاز لا يجاوز تراقيه. واني ولعله ان يكون اكثره اكثركم منهم يعني لعله ان يكون اكثركم من هؤلاء القوم الذين يقرأون القرآن لا يجاوزوا تراقيهم. فيقول - 00:47:32
روي عمرو بن سلمة فوالله انا رأينا اكثرهم يقاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. يوم النهروان هو اليوم الذي كان السي علي رضي الله عنه قاتل الخوارج فيقول اكثر هؤلاء الذين كانوا يعدون التهليل والتسبيح والتكبير بهذه الطريقة - 00:47:52
دعاء كانوا يطاعنوننا وهم مع الخوارج اه يوم النهروان. الشاهد في هذا الاثر ان الصحابي الجليل ومعه صحابة اخرون انكروا الابتداع في الدين هذه اولى. لم يسكتوا على البدع. الامر الثاني الذي نستفيده ان البدع ظهرت منذ زمن - 00:48:12
اه قديم فقد ظهرت منذ زمن الصحابة وتصدى لها الصحابة ها منها بدعة الخوارج وغيرها من البدعة هذه البدع عملية لكنها ايضا ارتبطت ببدعة عقدية هي بدعة الخوارج فهم خوارج اصحاب بدعة - 00:48:32
وهم ايضا اصحاب بدع عملية. الامر الثالث انهم يقصدون ان المبتدعة حين يبتدع فانما يقصد بذلك المبالغة في التعبد لانهم ما اكتفوا بالعبادات المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة مع انها كثيرة لمن اراده فيها الخير العميم لكن ما اكتفوا بذلك يريدون ان يزيدون اشياء من - 00:48:47
فنهلل بالطريقة الفلانية نسبح بالطريقة الفلانية الى اخره وثالث ورابع شيء انهم ما يقصدون بذلك في دعواهم وزعمهم مخالفة الشرع وانما يقصدون الخير لانهم قالوا انما اردنا الخيف يا ابا عبدالرحمن انما اردنا الخير. وهكذا كل مبتدع - 00:49:12
كل مبتدع في كل عصر فانك ان انكرت عليه بدعته يقول اي اشكال في هذا انما هو خير انما هي صلاة انما هو ذكر انما هو وهكذا يذكر لك الوانا من عبادته التي ابتدعها وحرف بها سنة رسول الله صلى الله عليه - 00:49:34
يذكر لك ذلك ويقول انه ما قصد بذلك الا الخير. ولا يمنع قصده الخير ان يكون الفعل بدعة لذلك قال آآ ابن مسعود وكم من مريد للخير لم يصبه فان القصد لا يغير العمل اذا كان القصد حسنا - 00:49:54
لم يتغيروا لم يتغير العمل من سيء الى حسن. القصد بنفسه لا يكفي. اذا كان العمل في ذاته حرام امن فان القصد الحسن لا يكفي في تحويله من حرام الى مباح - 00:50:14
لو شرب الشخص الخمر ويقول لا انما قصدت ان اه يكون بذلك هذا العمل غير محرم بل يبقى على حرمته بل قد يزيد قد قد تزيد حرمته لسبب اخر. فالشاهد عندنا ان هذا الاثر فيه فوائد كثيرة. وآآ من - 00:50:30
الاشياء التي استفدناها من هذا الاثر آآ النهي عن الابتداع في الدين كما قلنا وايضا استفدنا ان البدعة العملية الصغيرة يمكن ان تكون مقدمة لبدعة عقدية خطيرة فهؤلاء في اول امرهم انما هم اهل غلو في التعبد. لكن انتقل بهم الامر الى انصار خوارج. كلاب اهل النار - 00:50:50
ويقاتلون الصحابة قل يطاعنوننا يطاعنون من؟ يطاعنون الصحابة يطاعنون عليا رضي الله عنه ومن معه من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفرون ويكفرون الصحابة. وما بدأ امرهم الا بالمبالغة في التعبد. يظنون ان آآ الدين الذي عليه عامة المسلمين لا يكفيهم - 00:51:18
فيحتاجون الى زيادة في الدين وتحريف ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها اه قال ان احدث الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية عند مسلم - 00:51:38
من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. ما معنى رد؟ اي فهو مردود على صاحبه غير مقبول منه مع انه اراد به الخير وقصد به ان يوافق الشرع وقصد به المبالغة في - 00:51:58
لله لكن ذلك كله لكن ذلك كله لا ينفعه والعياذ بالله تعالى. ولذلك قال وترك كل ما احدثه المحدثون. فانما هو صراط واحد وكل ما سوى ذلك هي سبل. كما قال - 00:52:18
اه في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خط خطا وقال هذا هو الصراط المستقيم. ثم خطوطا تخرج عنه قال هذه السبل التي تفرق عن سبيله كما قال الله سبحانه وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل - 00:52:37
التي تفرقوا بكم عن اه سبيله اه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. اه ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. فاذا هذا الصراط المستقيم هو هذا الذي كنا نذكره من قبل من اول آآ كلام ابن ابي زيد في ابواب العقيدة - 00:52:57
انه ماذا؟ ذكر هذا الصراط المستقيم. مأخوذا من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسبل التي تبعد عن هذا الصراط المستقيم هي ما احدثه المحدثون التي ختم بها بقوله - 00:53:17
وترك كل ما احدثه المحدثون. اي خذ هذا الصراط المستقيم والمنهج القويم. وكل ما ابعدك عنه انه مما ابتدع المبتدعون واحدث المحدثون واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انا من سموات علا وبها نحن ارتقينا - 00:53:35
للعلماء رحمة سيقت الينا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلاء وبها فصار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:54:05
Transcription
رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:49
واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة - 00:01:13
وكل بدعة ضلالة يقول رحمه الله تبارك وتعالى والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واقتفاء امرهم والاستغفار لهم وترك المراء والجدل في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون - 00:01:33
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا هذه هذا المبحث ينتظم امورا ثلاثة اولها الحديث عن طاعة ائمة المسلمين والثاني مبحث اتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم واقتفاء اثرهم - 00:01:56
والثالث ترك المراء والجدل والابتلاع في الدين فاما المبحث الاول وهو قوله والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم فدليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله - 00:02:25
واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وقد ذهب جماعة من المفسرين بل جمهور المفسرين الى ان المراد بولاة الامر هنا واولي الامر منكم ان المراد بذلك الامراء فجعل لاهل العلم مرتبة - 00:02:47
خاصة بهم وامر كل من سواهم ان يرجعوا اليهم ويسألوهم فيما يشكل عليهم واما طاعة الامراء فقد دلت عليها احاديث كثيرة من ذلك ما رواه مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال اوصاني خليلي - 00:03:08
ان يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم. اوصاني خليلي ان اسمع واطيع ولو كان عبدا مجدع الاطراف وكذلك آآ جاء في الحديث الصحيح عند آآ مسلم ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:03:32
قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وما كره ما لم يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة هذه بعض الاحاديث الواردة في طاعة ولاة الامر وهنالك احاديث اخرى كثيرة سيأتي - 00:03:52
اه ذكر بعضها في سياقها وينبغي ان نعلم ان آآ ولاية الامر تثبت بأمور او تثبت بصيغ مختلفة بعضها اه جاء في تاريخ الامة الاول من ذلك النص من رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اي ان ينص - 00:04:15
اه الرسول صلى الله عليه وسلم على ان الخليفة من بعده فلان وهذا في اه ابي بكر خاصة على خلاف على خلاف بين العلماء. فقد ذهب جماعة من اهل العلم الى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم - 00:04:42
يوصي بالخلافة لابي بكر رضي الله عنه بالنص والتحديد وذهب اخرون الى انه نص على ذلك وهذه اذا مسألة خلافية والذين قالوا لم ينص عليه فانهم ذكروا مع ذلك انه اشار الى خلافته من بعده - 00:05:03
وكانت هذه الاشارة بطرق من بينها انه استخلفه في اه الصلاة في حين كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم فانه استخلف ابا بكر. وكانت تلك اشارة الى استخلافه من بعده لان الصلاة عمود الدين واهم اركانه فاستخلافه في الصلاة اشارة الى استخلافه - 00:05:27
فيما دونها وايضا لورود الحديث عن عائشة رضي الله عنها وهو في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته قال آآ ادعي ابا بكر واخاك حتى اكتب كتابا فاني اخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل انا اولى ويأبى الله والمؤمنون الا - 00:05:53
ابا بكر نعم وآآ الذين ذهبوا الى القول الاخر وهو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ابا بكر رضي الله عنه فانهم اه استدلوا مثلا بقول عمر رضي الله عنه - 00:06:19
اه الثابت ايضا في الصحيح انه قال ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني ابو بكر وان اترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى كل فهذه الطريقة الاولى. الطريقة الثانية هي ان آآ - 00:06:37
يوصي الخليفة بمن بعده بشخص اخر يخلفه من بعده كما فعل ابو بكر مع عمر رضي الله عنه فانه استخلفه واجمعت الامة عليه. وهذا مما ينبغي ان نقرره. فاننا هنا انما نحن بصدد الحديث عن صيغ - 00:07:00
الاستخلاف او عن صيغ وصول الحاكم الى خلافة المسلمين. والا فلا تنعقد هذه الخلافة بمجرد هذه الصيغ بل لابد من شروط اخرى اهمها ان تثبت له البيعة من آآ سائر المسلمين وان يطبق - 00:07:23
ثقة فيهم شرع الله سبحانه وتعالى فهذه امور لابد منها. لكن الكلام عن طريقة وصوله الى الحكم واه الامر الثالث ان يتفق اهل الحل والعقد على خلافة هذا الخليفة الحل والعقد هو المصطلح القديم التراثي المعروف في الفقه وقد يستعمل في عصر اخر مصطلح اخر - 00:07:43
المقصود هو المعنى اي ان يجتمع اهل العلم والفضل والخبرة من الامة يجعل احدهم خليفة على المسلمين او حاكما لهم فيكون ذلك اجماعا من الامة واتفاقا منها من خلال هؤلاء الذين - 00:08:11
يمثلونها ثم تنعقد لهذا الخليفة البيعة ويحكم في الناس بشرع الله عز وجل. والطريقة الرابعة هي القهر والغلبة ولا شك ان هذه الطريقة مخالفة للسنة ومخالفة لشرع الله عز وجل ومخالفة لمراد الله - 00:08:31
سبحانه وتعالى من السياسة الشرعية فيما بين المسلمين. ولكن لو حدث ووقع ان قهر بعض الناس عموم الامة وغلب عليها ووصل الى الحكم ثم هو بعد وصوله الى الحكم حكم بشرع الله سبحانه وتعالى فانه يثبت - 00:08:49
له الخلافة ولا يقال في مثل هذه الحالة ان الخلافة لم تثبت له لانه جاء بطريقة غير مشروعة. صحيح ان طريقة وصوله غير لكن اذا هو وصل بالطريقة غير المشروعة واستتب له الامر وحكم في الناس شرع الله فان الحكم - 00:09:09
يثبت له او يكون وليا للأمر. والواجب على المسلمين في حق ولاة الامور نصحهم. وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة. قيل لمن؟ قال لله ولرسوله ولكتابه - 00:09:29
ولائمة المسلمين وعامتهم. ومن النصح لولاة الامور تنبيههم على اخطائهم وان كار ما يمكن ان يقعوا فيه من الظلم ومحاسبتهم على ما يخالفون فيه شرع الله سبحانه وتعالى وبيان الحق له - 00:09:49
ومعاونتهم ومساعدتهم على ان يقوموا بما اطلعوا به من امانة ثقيلة آآ في الامة. هذا بالنسبة للولاة الامر بمعنى الامراء. واما ولاة الامر بمعنى آآ علماء المسلمين فالواجب في حقهم آآ - 00:10:09
والواجب في مجال النصح لهم هو ذكر محاسنهم والاستفادة من علمهم واحسان الظن بهم ونشر مناقبهم اه اخفاء وستر ما يمكن ان يقعوا فيه من اخطاء وما اشبه ذلك من انواع النصح التي تثبت لائمة المسلمين - 00:10:29
ثم ثم ان هذا النصح الذي نتحدث عنه آآ قلنا انه يدخل فيه آآ بيان المنكر وهذا البيان على نوعين اثنين وذلك ان هذا الشخص هذا الامير اذا وقع منه فسق او ظلم آآ في خاصة نفسه يعني في الامور اللازمة غير المتعدية الى الامة - 00:10:51
فالواجب نصحه مع الستر كحال الامة مع جميع المسلمين فانك اذا اردت ان تنصح مسلما وقع في منكر من المنكرات او كبيرة من الكبائر او ظلم فيما بينه وبين نفسه. اه وما اشبه ذلك من الامور اللازمة له فان - 00:11:20
نصحى ينبغي ان يكون مع الستر وينبغي ان يحدث فيه او ان يحصل فيه ما يكون مع عامة فلا معنى لان نقول ان اه الشخص ان كان من عامة المسلمين فانه يستر عليه. واما ان كان اه من خاصتهم او كان اميرا - 00:11:40
او عالما فانه يشهر به وينكر عليه جهارا. هذا ان كان هذا الشخص يقع في هذا المنكر غير المتعدي كان يكون مثلا يرتكب كبيرة في كبيرة من الكبائر يشرب الخمر مثلا وما اشبه ذلك. واما ان كان - 00:12:00
هذا المنكر متعديا فلا يمكن ان يقال ان انكار المنكر يكون سرا فقط. وهذا لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واقصى ما يقال في ذلك بعض الاثار تعارضها اثار اخرى. بعض الاثار تعارضها اثار - 00:12:20
اخرى ولذلك بعض الناس قد بلغ به التعصب في هذا الامر الى الحد الذي جعل معه اه الانكار على ولي الامر ممنوعا مطلقا وهذا غير صحيح غير صحيح ولا دليل عليه في الشرع ولا في السنة. وانما جاء الاشكال من كونهم فهموا من عدم الخروج - 00:12:40
عدم الإنكار ولا تلازم بين الأمرين فاننا كما سيأتينا باذن الله عز وجل لا نقول بالخروج على الحاكم المسلم. ولكن مع ذلك لا نقول بترك الانكار عليه فيما اخطأ فيه فان الامة محاسبة - 00:13:08
اه فان الامة محاسبة لولي الامر وانما هو يؤدي مهمة معينة وهو اجير عند الله سبحانه وتعالى في هذه المهمة التي يؤديها. فان اداها كما ينبغي موافقا في ذلك لشرع الله - 00:13:26
سبحانه وتعالى فبها ونعمته. وان خالف في ذلك فالواجب على الامة ان تنظر في مخالفته وان تحاسبه بمقتضى شرع الله سبحانه وتعالى. ومما يدل على هذا الامر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ثابت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال تستعمل - 00:13:45
وعليكم امراء ستعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع. قالوا يا رسول الله افلا نقاتلهم؟ قال لا ما صلوا فهذا الحديث جمع بين الامرين جمع بين الثناء على الانكار وبين المنع من الخروج مما - 00:14:05
يدل على الفرق بين المقامين. فانه قال اه من كره اي من كره ما هم فيه ولم يستطع الانكار لان مراتب الانكار يدخل فيها الكره القلبي والانكار بالقلب من كره فقد برئ ومن انكر فقد آآ سلم. او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا الانكار ثابت - 00:14:34
وهو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن مع ذلك حين طلبوا منه آآ حكم مقاتلتهم قال لا ما صلوا فاذا هذان مقامان مختلفان. وكثير من الناس يقع عندهم الغلو في هذا الامر من احد آآ - 00:14:58
آآ من احدى الجهتين وكلا طرفي قصد الامور ذميم كما يقول الشاعر فاذا اه بعض الناس يغلو في الانكار حتى يصل به ذلك الى تسويع الخروج مطلقا ولو ادى الى المفاسد - 00:15:18
العظيمة جدا ولو ادى الى ما لا تحمد عقباه على الامة وبعضهم اه لا يذكر شيئا من الانكار مطلقا حتى يصل به الامر الى نوع تقديس لولاة وتسويغ كل ما يفعلون وما يقولون كما يقع من بعض المشايخ المفتونين انهم يغيرون - 00:15:36
تواهم ويغيرون دينهم ويغيرون اه تحقيقاتهم العلمية بحسب ما يرضي اهواء المتحكمين. نعم ثم قد دلت احاديث كثيرة على وجوب طاعة ولاة الامور كما ذكرنا وقد ذكرنا بعضها من قبل وثبت ايضا عند البخاري - 00:16:02
من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد آآ فقد اطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن اطاع اميري فقد اطاعني ومن آآ عصى اميري او او من يعصي اميري فقد عصاني - 00:16:23
او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث ثابت في الصحيح. ولكن الطاعة مقيدة بالاصل العام وهو ان الطاعة انما تكون في المعروف ولذلك قلنا في الحديث السابق اه ما لم يؤمر بمعصية فاذا امرت امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. فالطاعة كما قال - 00:16:43
النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف. من امر بمعصية ومن امر بمخالفة الشرع فانه لا يطيع في ذلك سواء اكان الامر به من ولاة الامور او كان من عامة المسلمين. وقد وجد في تاريخ الامة من وصل به الغلو في ولاة الامر الى - 00:17:06
درجة جعل طاعة ولي الامر مرادفة لطاعة رب العزة جل جلاله سبحانه وتعالى وكان منهم اناس يقال عنهم او يسمون بالحجاجيين وكان منهم بعض من يقول من عصى الحجاج فقد عصى الله. وكان هذا مأثورا عن جماعة منهم. وهاؤلاء هم قوم - 00:17:29
غلوا في مبدأ الطاعة في مبدأ طاعة ولاة الامر الى ان وصل بهم الحال الى هذه الصورة. والحق ان الطاعة انما هي في المعروف. لم؟ لان هؤلاء سواء كانوا من خاصة المسلمين او عامتهم انما يطاعون - 00:17:53
هنا بامر الله عز وجل والا لو لم يأمر الله تعالى بطاعتهم لما وجبت لهم طاعة فما وجبت طاعته الا بامر الله تعالى. فيستحيل والحال هذه ان يطاعوا حين يخالفون شرعه - 00:18:13
الله سبحانه وتعالى فحينئذ كانك تقدم الفرع على الاصل وكأنك تهدم البناء الراسخ الثابت لتقيم مكانه بناء غيره وهو انما كان مبنيا على ذلك البناء الاول. نعم ثم مما يذكر في هذا المقام قضية الخروج على الحاكم وهذه المسألة قد وقع فيها قديما وحديثا آآ كثير - 00:18:31
من الاخذ والرد بين الناس بين العلماء وغيرهم. وآآ دخل فيها كثير من الناس في آآ ابواب من اتباع الهوى في ابواب من اتباع الهوى جرتهم الى ان يقولوا على الله في هذه المسألة بغير علم. والناس في هذا - 00:18:59
القضية ايضا على طرفي نقيض. فبعض الناس كما ذكرنا بلغ بهم تقديس ولاة الامر الى درجة اه يعني التذلل لهم وطاعتهم في غير ما يرضي الله سبحانه وتعالى فضلا عن اه الحديث عن الخروج عليهم بل - 00:19:19
يعدون الكلام في الخروج على الحاكم دليلا على الابتداع والضلال ومخالفة الشرع. هكذا مطلقا وليس الامر بهذا اطلاق كما سيأتي ان شاء الله تعالى واخرون اه غلبت على نفوسهم وعلى طبائعهم اخلاق التمرد مطلقا - 00:19:39
حتى ان الواحد منهم يتمرد ولو لم يعلم على اي شيء يتمرد حتى لو استطاع ان يتمرد على نفسه لتمرد عليها. فبلغ بهم اتباع الهوى في هذا المجال الى تسويغ الخروج مطلقا ولو ادى الى ما ادى اليه من الفتن والمفاسد. والصحيح في هذه القضية ان الحاكم - 00:19:59
المسلمة لا يجوز الخروج عليها الا ان كفر فان كفر وخرج من الملة فان الخروج عليه يكون مع القدرة كما هي حال جميع الواجبات الشرعية فإن الواجبات الشرعية كلها منوطة بالقدرة. ودليل ذلك حديث عبادة ابن الصامت وهو ثابت في الصحيح ان - 00:20:19
انه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا وعسرنا واثرة علينا وان لا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان - 00:20:43
دل الحديث بالمنطوق والمفهوم على معنيين دل على عدم الخروج على الحاكم غير الكافر هذا دل عليه بالمنطوق ودل بالمفهوم على جواز الخروج على الحاكم الكافر. هذا اذا بالنسبة للحاكم الكافر. واما الحاكم - 00:21:03
الظالم الذي لم يصل الى درجة الكفر فقد وجد خلاف عند المتقدمين من العلماء ومن السلف في الخروج عليهم ولذلك خرج جماعة من السلف على بعض الحكام وذكر ابن حزم وغيره من المؤلفين في آآ الملل والنحل والطوائف وآآ - 00:21:23
تاريخ الامة ذكروا جماعة من اهل العلم المتقدمين اجازوا الخروج على الحاكم الظالم او خرجوا بانفسهم. لكن حين حدثت بسبب هذه آآ الحملات المتكررة من الخروج مفاسد كثيرة على الامة وفتن عظيمة في الدماء والاموال - 00:21:43
والأعراض فان غالب اهل السنة اطبقوا على عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم. وذلك قاعدة ارتكاب اخف الضررين دفعا لاشدهما. وهي قاعدة شرعية مستقرة دلت عليها ادلة كثيرة نصوص الوحي - 00:22:03
فنظروا الى ما يترتب على الخروج على الحاكم الظالم من الفتن ونظروا الى ما يترتب على بقاء لهذا الحاكم الظالم المحكم لشرع الله عز وجل ما يترتب على بقائه من المفاسد وقارنوا بين الصورتين وبين مفاسد - 00:22:26
ومفاسد تلك فخلصوا الى ان منع الخروج اولى من اباحته ولذلك استقر الامر عندهم على ذلك وان لم يجمع عليه حقا يعني لا يزال يوجد بين الفينة والاخرى من يقول بالجواز. لكن عموم اهل السنة على عدم جواز الخروج حتى جعلوا - 00:22:46
وذلك من مسائل العقيدة وصنفوا ذلك في مباحث العقيدة وادخلوها في المسائل التي تميز بين السني والبدعي. فإذا هذا هو وقلنا استدلوا بقاعدة اخف الضررين واستدلوا ايضا بالاحاديث الكثيرة التي تدل على الصبر على - 00:23:06
الحاكم الظالم وهي كثيرة من احاديث ابن عباس في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه ومن فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية وهنالك احاديث اخرى كثيرة في هذا السياق. فإذا هذا هو التفصيل الذي - 00:23:29
لابد من ذكره في هذه القضية وهي ان الخروج على الحاكم المسلم لا غير الظالم لا يجوز وان الخروج على الحاكم الكافر يجوز مع القدرة كما هي اه حال التكاليف الشرعية كلها فانها منوطة بالقدرة. واما الخروج على - 00:23:49
لكن للظالم فالذي استقر عليه آآ عمل اهل السنة وفتواهم اعتقادهم عدم جواز الخروج عليهم هذا ما يمكن ان نقول عند على قوله رحمه الله تعالى والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم ثم قال واتباع - 00:24:09
السلف الصالح واقتفاء اثرهم والاستغفار لهم ودليل ذلك ان الامة قد افترقت افتراقا عظيما. بين اه طوائف وملل ونحل مختلفة كلها كلها وتنتسب الى الامة هذا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق هذه الامة على - 00:24:29
ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا وما هي يا رسول الله؟ قال الجماعة. وفي بعض الروايات هي السواد الاعظم وفي بعض روايات ما انا عليه واصحابي. وايضا اه بما ان الافتراق ثابت - 00:24:55
اه بين هذه الطوائف المنتسبة الى الامة فالواجب على المسلم ان يسعى الى اتباع الطائفة التي اه تؤهله الى النجاة آآ يوم القيامة والى ان يكون من الفائزين باذن الله عز وجل - 00:25:12
وهذه الطائفة التي تحقق ذلك هي التي تلتزم بما كان عليه سلف الأمة كما قال ابن ابي زيد رحمه الله وتعالى وذلك مما تدل عليه اثار كثيرة عن الصحابة واحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:29
من ذلك حديث العرباض ابن سارية آآ وفيه فانه من يعش منكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة - 00:25:49
وكل بدعة ضلالة وايضا اه ثبت اه في الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. فدل الحديثان على آآ سنيتي ومشروعية بل وجوبي الاقتداء بالخلفاء الراشدين عموما وهم الاربعة الراشدون ابو بكر وعمر - 00:26:09
وهو عثمان وعلي وبابي بكر وعمر خصوصا فانهما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له صاحبين ووزيرين صدق رضي الله عنهما وارضاهما. ثم اتباع الصحابة عموما. وذلك للصفات التي كانت لهؤلاء الصحابة كما يقول - 00:26:32
اه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كان متأسيا فليتأسى بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا ابر هذه الامة امتي قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا واقومها هديا واحسنها حالا. قوم اختارهم الله لصحبة - 00:26:52
نبيه صلى الله عليه وسلم فاعرفوا لهم فضلهم. واتبعوا اثارهم فانهم كانوا على الهدي المستقيم. هذا كلام ابن مسعود رضي طبعا وهو وهو كلام نفيس جمع فيه رضي الله عنه آآ الصفات والخصال التي كانت في هؤلاء - 00:27:12
الصحابة فاستحقوا من اجلها ان يكونوا في مرتبة القدوة للامة كلها. فقد اجتمع فيهم ما لم يجتمع لغيرهم. من كما قال من صفاء القلوب ومن قوة العلم ومن قلة فانهم كانوا من ابعد الناس عن التكلف وعن التقعر والتنطع والبحث في الامور المعقدة التي لا اه ثمرة اه فيها - 00:27:32
او لا ينبني عليها مبحث وكانوا احسن الناس هديا واحسنهم حالا اجتمع لهم هذا كله ثم تفكر بعد ذلك في انهم قوم اختارهم الله عز وجل صحبة نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:27:56
فلاجل هذه الصفات كلها لاجل كونهم على الهدى المستقيم وعلى الهدي الثابت الراسخ الذي اخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اكو ان يتبعوا ثم يتبع معهم كما ذكرنا في لقاء سابق يتبع معهم تلك الاجيال التي كانت على مثل هديهم - 00:28:13
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احصى خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وذكرنا في لقاء سابق مع انا هذه القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا مما يدل على هذا المعنى وهو مما استدل - 00:28:33
جماعة من السلف الصالح رضوان الله عليهم قول قول رب العزة جل جلاله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبينه من بعد ما تبين له الهدى اتبع غير سبيل المؤمنين نولي ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فاذا هذا استدل به جمع من العلماء على ان - 00:28:53
اتباع غير سبيل المؤمنين هو سبيل سبيل الخروج عن الفوز والنجاة وهو سبيل الهلاك يوم القيامة والعياذ بالله تعالى. فاذا مشاقة الله ومشاقة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع غير - 00:29:16
للمؤمنين سبيل الهلاك. والمؤمنون هؤلاء الذين امرنا باتباع سبيلهم. ونهينا عن اتباع غير سبيلهم. يدخل فيهم قولا اولويا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحيح ان الاية يمكن ان يستدل بها على حجية الاجماع عموما كما فعل الامام الشافعي رحمه الله تعالى وغيره من الائمة حين - 00:29:36
استدلوا بالايات على حجية الاجماع. ولكن ايضا يستدل بها على فضل الصحابة ووجوب اتباع الصحابة واقتفاء هديهم. وذلك ان يدخل فيهم هؤلاء الصحابة بالدرجة الاولى فيدخلون في معنى المؤمنين دخولا اولويا كما قلنا نعم - 00:30:01
فاذا قال واتباع السلف الصالح واقتفاء اثرهم والاستغفار لهم وآآ اتباع اثرهم هذا هو الذي كان يسمى عند كثير من العلماء اتباع الامر العتيق كما جاء اه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول واياكم والتنطع والبدع وعليكم بالعتيق العتيق - 00:30:22
ثق في اصل اللغة هو الشيء القديم. لكن المراد به العتيق الذي اي المنهج الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبع هديهم من القرون الخيرية التي ذكرنا انفا وحليكم بالعتيق. وذلك اننا نظرنا - 00:30:49
الى احوال هؤلاء والى احوال من بعدهم فوجدنا الاولين منصورين في دنياهم خيرين في دينهم ووجدنا من جاء بعدهم مهزومين اذلاء في دنياهم وضعاف الحال في دينهم من كان من اهل الذكاء والخبرة والحكمة والفطنة فانه يتبع الاولين ليفوز بخيري الدنيا والاخرة - 00:31:09
برحمة ويترك منهج الاخرين لانهم ما ربحوا دنيا ولا ظهرت عليهم بوادر مظاهر الفوز في الاخرة. فانظروا الى حال الصحابة والتابعين واتباع التابعين كما ذكرناه في لقائنا السابق. فاننا نجدهم - 00:31:39
منصورين في الدنيا واغلب الفتوحات الاسلامية التي امتد بها الاسلام من جزيرة العرب الى ان وصل الى اصقاع العالم الى الاندلسي غربا والى تخوم الصين شرقا انما كانت في هذه القرون الخيرية. يعني في زمن الصحابة والتابعين واتباع التابعين - 00:31:59
وما اضيف بعد ذلك فهو قليل اذا اذا قورن بالذي فتح في ايام هؤلاء واذا نظرنا الى ما بعد ذلك وجدنا الامة في تناقص وفي تناحر وفي صراع وفي انواع من الذلة تزيد - 00:32:19
مفهوم؟ فإذا حال الأولين افضل وكذلك في الدين وجدنا في زمن هؤلاء السلف الصالح رضوان الله عليهم وجدناهم على عقيدة واحدة سليمة صافية ليس فيها كلام ليس فيها بدع ليس فيها ضلالات ليس فيها خروج عن الملة - 00:32:37
ليس فيها ابتعاد عن الشرع ليس فيها ظلم واستحلال للظلم واستحلال للفسق والفجور وانما وجدناهم على افضل ما يكون من جهة الالتزام بدين الله عز وجل. ووجدنا من بعده قد نجمت فيهم البدع وظهرت فيهم الضلالات وانتشر فيهم الكلام وانتشر - 00:32:57
فيهم اه انواع من السلوك المخالف لما كان عليه اه منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته سواء في العبادة او في التزكية او في العلم او في الجهاد او في الدعوة او فيما سوى ذلك. ولا شك ان هؤلاء اولى بالاتباع ممن بعدهم - 00:33:17
ثم انتقل الى المبحث الثالث وهو مبحث ترك المراء والجدال. فقال وترك المراء والجدل في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون ترك المراء والجدال في الدين لان الجدال مذبوغ في شرع الله عز وجل وذلك في ايات قرآنية وفي احاديث نبوية من ذلك - 00:33:37
قول الله سبحانه وتعالى وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق. ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى ايضا ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله الالد - 00:33:59
اي الذي يكثر الخصومة يعني يتشدد فيها ويكثر الجدال والمراء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا. وايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:34:19
اه قال اه والحديث عند الترمذي قال ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله سبحانه وتعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون. وايضا - 00:34:40
يعني ادلة كثيرة وجاء مثلا عن آآ التابعي الجليل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه انه آآ قال من اكثر من الخصومات او يعني اكثر من تتبع الخصومات اكثر التنقل من تتبع الخصومات - 00:35:00
اكثر التنقل ما معنى هذا الكلام؟ معنى ان الشخص اذا اكثر من الخصومة يعني يخاصم هذه الطائفة ويخاصم تلك الطائفة ويكثر الجدال والمراء مع هذه وتلك فانه ولابد يكثر التنقل. اي يتنقل بين انواع الملل والطوائف - 00:35:20
والعقائد وهذا لو لم يقله عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لرأيناه عيانا بانفسنا. فقد رأينا هذا مرارا في ان الذي يكثر الخصومة فان تلك الخصومة ولابد تجعله تجعله يكثر التنقل بين الافكار والمبادئ - 00:35:40
ولا يثبت على شيء. ولذلك فنحن دائما كنا ننصح انفسنا وننصح طلبة العلم ان يقرروا مسائل الحق بدليلها. ويلتزم بها ويدعو اليها. ولا يزيد على ذلك. ويترك همة المناظرة لاهلها. فلاحظ ان القضية من اسهل ما يكون لكن قل من يتفطن الى ما فيها من اليسر - 00:36:00
لمن يسره الله عليه. المطلوب منك ايها المسلم يا طالب العلم المطلوب بك ان منك ان تقرر الحق بدليله يعني ان تعرف الحق وان لا تعرف الحق هكذا مجردا عن دليله. هذا ان كنت ممن يفهم الدليل. واما ان كنت ممن لا يفهم الدليل فتكتفي في هذا - 00:36:30
المقام الأول بتقليد من تسأله من اهل العلم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فأول شيء تقرير الحق بدليله والامر الثاني الالتزام به لانه لا معنى ان تعرف الحق ولا تلتزم به - 00:36:52
كحال اليهود فانهم اهل علم وعندهم الاحبار الذين يعرفون الحق ولكنهم يتبعون شهوات انفسهم ويتبعون الاهواء فلاجل ذلك يعرفون الحق فيخالفونه بخلاف النصارى فانهم لا يعرفون الحق. ولذلك كان النصارى ضالين لانهم ضلوا عن الحق - 00:37:11
وكان اليهود مغضوبا عليهم لانهم يعرفون الحق ولكن لا يلتزمون به. فإذا المقام الثاني بعد اه بعد معرفة للحق بدليله مقام الالتزام بالحق والعمل به ان كان عملا او اعتقاده ان كان اعتقادا او قوله ان كان قولا - 00:37:34
والمقام الثالث الدعوة الى الحق. بمعنى ان لا تكتفي بان تلتزم بهذا الحق. بل ادعو من سواك من الناس على قدر ما تستطيعه الى هذا الحق الذي تقرر لديك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية - 00:37:54
فمهما تعلم من شيء من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان صغيرا فانك مطالب شرعا بتبليغه فهذه هي الامور الثلاثة المطلوبة منك. واما المقام الرابع وهو مقام رد الشبهات - 00:38:16
نظرت المخالفين مجادلتهم فهذا ليس متاحا لكل احد. وانما يتاح اهل الاختصاص المؤهلين لذلك. وعكست القضية في هذا العصر فصار الناس يقفزون الى المقام طبيعي وهم لم يحققوا المقام الاول بعد. وهذا شيء مشت - 00:38:36
ولذلك تجد الناس يتسارعون الى المناظرة. وما اكثر ما تأتيني استشارات من عند اناس يقولون بهذا والله لا ابالغ انما هذا الذي يقع يرسل اليه فيقول يا شيخ اسرع قضية فيها صعوبة الان. كيف ذلك؟ ما الذي وقع؟ كنت اناظر ملحدا. فقال لي كذا وكذا وكذا شبهات. كيف اجيب؟ وسبحان - 00:39:03
الله اذا كنت لا تعرف الجواب فما الذي جرك الى مناقشته؟ وكنت اريد ان ادعو الى الله سبحان الله واين مقام الدعوة من مقام المناظرة مجادلة هذان مقامان مختلفان. الدعوة هي ان تلقي الحق على الاخر. ان قبل به فبها ونعمت. وان اباه فلست - 00:39:28
عليه وكيلا. الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء. اما بعض الناس عنده حرص مبالغ في هداية الاخرين يصل به الى درجة ان يهجر رأس ماله طمعا في ربح. ورأس المال ما هو؟ هو تدينك انت. والربح ما هو؟ هو - 00:39:48
التدين الاخر او التزام الاخر او رجوع الاخرين عن باطنه الى الحق فتترك رأس ما لك وتهجره وتعرضه للمخاطر مقابل رغبتك وحرصك على ربح قد تدركه وقد لا تدركه. فاعلم ان مقام المناظرة ليس متاحا لكل احد. بل حتى - 00:40:08
تصدرون للمناظرة في عصرنا هذا ليسوا الا عند ندرة منهم ليسوا على ما يرضى في مجال المناظرة الشرعية التي تطلب ان هناك امور كثيرة تدخل في هذا الباب وهنالك قواعد الجدل وهنالك اه اصول الجدل والمناهضة - 00:40:28
والبحث وكذا هذه امور يعني ضاعت منذ زمن بعيد. ولذلك غالب مناظرات اليوم هي مجرد مراء وجدل وظهور على الخصم وحظوظ نفس وما اشبه ذلك مما هو بعيد كل البعد عن المناظرة الشرعية المطلوبة - 00:40:50
نعم ولذلك ايضا اه الامام مالك رحمه الله تعالى اه كان يقول المراء يقسي القلب ويورث الدعائن او كما قال رحم الله تعالى وهذا صحيح وهذا صحيح فان هذه المراءات والمجادلات - 00:41:10
تقسي القلب الا عند من تعاهد قلبه اه بشكل دوري بحيث لا يدخل في المناظرة الا بعد ان يصفي قلبه ويشدد في الاخلاص ويستحضر انه لا يناظر ليظهر وليقال فلان يتقن فن المناظرة وفلان انظروا الى ما - 00:41:31
وقد انتصر على خصمه لا بل يكون همه الوصول الى الحق وايصال الاخر الى الحق. هذا في مناظرات العقيدة التي فيها حق وباطل. اما مناظرة الفقه التي ليس فيها حق وباطل وانما فيها اه اجتهاد صواب واجتهاد خطأ. فالامر ينبغي - 00:41:53
ان يكون اهون من ذلك بكثير بمعنى ان تتعاهد الاخلاص في قلبك اكثر واكثر لأنك تدخل المناظرة في المسألة الفقهية وانت لا تستبعد ان ترجع عن قولك ليس كما في العقيدة فانت تدخل آآ المناظرة العقدية وانت لا تحب الرجوع عن قولك اما في الفقه فلا فلا اشكال اذا ناظرتك في الفقه - 00:42:13
فاظهرتني من الادلة والحجج والبراهين ما يجعلني ارجع عن قولي فلا اشكال في ذلك. فانا ارجع عن قولي الى قولك والهاء لكن رجوعي عن قولي لا يكون الا مع الاخلاص. وما اقل من يرجع عن قوله من الناس اه بعد مناظرة - 00:42:39
لأن المناظرة تقسي القلب كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى. وتجعل هم الواحد ان ينتصر ويفوز ويغلب ويظفر لا ان يصل الى الحق ويوصل غيره اليه كما قلنا فإذا هذا ما جاء في المناظرة يعني الجدال وكذا مع تقريرنا بطبيعة الحال ان - 00:42:58
الجدال بالحكمة والموعظة الحسنة شيء مقصود. كما قال ربنا سبحانه وتعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. فان كانت المجادلة بالتي هي احسن فلا اشكال فيها. بل هي مشروعة مطلوبة لكن بشروطها - 00:43:25
ضوابطها واما قوله وترك كل ما احدثه المحدثون فمعناه ترك البدع التي ابتدعها المحدثون واحدثها المبتدعة وادخلوها في الدين بعد ان لم تكن منه فان الاحداث في الدين هو اختراع ما لم يكن له اصل وادخال ذلك في دين الله عز - 00:43:45
كما قرره علماؤنا حين عرفوا البدعة منهم الامام الشاطبي رحمه الله تعالى حين عرف البدعة في الاعتصام فقال البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى. فهي طريقة في الدين اي لا - 00:44:12
في الدنيا مخترعة اي لا مبتدعة لا مثال لها ليس لها مثال سابق والابتداع هو هذا هو الاختراع على مثال سابق ثم هي تضاهي الشرعية اي تماثل الطريقة الشرعية وتشبه الطريقة الشرعية. ولاجل هذه المضاهاة - 00:44:32
والمشابهة التبس امرها على الناس. ولذلك ما اكثر من تقول له ان هذا الفعل بدعة فلا يقتنع بقولك بخلاف ما لو قلت له انها معصية فان الامر عنده اسهل واظهر. لما يلتبس عليه الامر؟ لان البدعة تشبه - 00:44:52
الطريقة الدينية فالذي يحدث صلاة مخترعة لا اصل لها في دين الله عز وجل ستجد ان صلاته تشبه الصلاة المشروعة فهذا معناه قولنا تضاهي الشرعية بخلاف المعصية فان شرب الخمر مستقل لا يشبه غيره من الافعال - 00:45:11
واحة وهذه المضاهاة مهمة جدا ان تفهمها في تأليف البدعة تضاهي الشرعية ثم يقصد بالسلوك عليها المبالغة في لله عز وجل فهذه الطريقة المبتدعة انما سلكها السالك لاجل ماذا؟ لاجل المبالغة في التعبد - 00:45:31
ويشهد لهذا الاثر المشهور عن عبد الله بن مسعود عن ابي موسى الاشعري انه جاء الى عبد الله بن مسعود فقال له ان بالمسجد قوما حلقا يعني متجمعون على شكل حلق - 00:45:52
بالمسجد قوما حلقا آآ وفي كل حلقة رجل ومعهم حصى فيقول الرجل كبروا مائة فيكبرون مائة. ثم يقول هللوا مائة فيهلون مائة. ثم يقول سبحوا مائة في فيسبحون مائة فذهب اليهم آآ ابن مسعود ثم قال لهم عدوا سيئاتكم - 00:46:07
فاني ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء. عدوا سيئاتكم يعني هذا الذي تفعلونه عدوه من ضمن السيئات. عدوا سيئاتكم فان ضامن الا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم - 00:46:34
هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون. وثيابه صلى الله عليه وسلم لم تبلى. وانيته والذي نفسي بيده اما انكم على ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او انكم - 00:46:52
افتتحوا باب ضلالة فقالوا يا ابا عبد الرحمان انما اردنا الخير. قال وكم من مريد للخير لم يصبه وكم من مريج للخير لم يصبه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم - 00:47:12
لا يجاوز تراقيه. يقول الراوي وهو لا يجاز لا يجاوز تراقيه. واني ولعله ان يكون اكثره اكثركم منهم يعني لعله ان يكون اكثركم من هؤلاء القوم الذين يقرأون القرآن لا يجاوزوا تراقيهم. فيقول - 00:47:32
روي عمرو بن سلمة فوالله انا رأينا اكثرهم يقاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. يوم النهروان هو اليوم الذي كان السي علي رضي الله عنه قاتل الخوارج فيقول اكثر هؤلاء الذين كانوا يعدون التهليل والتسبيح والتكبير بهذه الطريقة - 00:47:52
دعاء كانوا يطاعنوننا وهم مع الخوارج اه يوم النهروان. الشاهد في هذا الاثر ان الصحابي الجليل ومعه صحابة اخرون انكروا الابتداع في الدين هذه اولى. لم يسكتوا على البدع. الامر الثاني الذي نستفيده ان البدع ظهرت منذ زمن - 00:48:12
اه قديم فقد ظهرت منذ زمن الصحابة وتصدى لها الصحابة ها منها بدعة الخوارج وغيرها من البدعة هذه البدع عملية لكنها ايضا ارتبطت ببدعة عقدية هي بدعة الخوارج فهم خوارج اصحاب بدعة - 00:48:32
وهم ايضا اصحاب بدع عملية. الامر الثالث انهم يقصدون ان المبتدعة حين يبتدع فانما يقصد بذلك المبالغة في التعبد لانهم ما اكتفوا بالعبادات المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة مع انها كثيرة لمن اراده فيها الخير العميم لكن ما اكتفوا بذلك يريدون ان يزيدون اشياء من - 00:48:47
فنهلل بالطريقة الفلانية نسبح بالطريقة الفلانية الى اخره وثالث ورابع شيء انهم ما يقصدون بذلك في دعواهم وزعمهم مخالفة الشرع وانما يقصدون الخير لانهم قالوا انما اردنا الخيف يا ابا عبدالرحمن انما اردنا الخير. وهكذا كل مبتدع - 00:49:12
كل مبتدع في كل عصر فانك ان انكرت عليه بدعته يقول اي اشكال في هذا انما هو خير انما هي صلاة انما هو ذكر انما هو وهكذا يذكر لك الوانا من عبادته التي ابتدعها وحرف بها سنة رسول الله صلى الله عليه - 00:49:34
يذكر لك ذلك ويقول انه ما قصد بذلك الا الخير. ولا يمنع قصده الخير ان يكون الفعل بدعة لذلك قال آآ ابن مسعود وكم من مريد للخير لم يصبه فان القصد لا يغير العمل اذا كان القصد حسنا - 00:49:54
لم يتغيروا لم يتغير العمل من سيء الى حسن. القصد بنفسه لا يكفي. اذا كان العمل في ذاته حرام امن فان القصد الحسن لا يكفي في تحويله من حرام الى مباح - 00:50:14
لو شرب الشخص الخمر ويقول لا انما قصدت ان اه يكون بذلك هذا العمل غير محرم بل يبقى على حرمته بل قد يزيد قد قد تزيد حرمته لسبب اخر. فالشاهد عندنا ان هذا الاثر فيه فوائد كثيرة. وآآ من - 00:50:30
الاشياء التي استفدناها من هذا الاثر آآ النهي عن الابتداع في الدين كما قلنا وايضا استفدنا ان البدعة العملية الصغيرة يمكن ان تكون مقدمة لبدعة عقدية خطيرة فهؤلاء في اول امرهم انما هم اهل غلو في التعبد. لكن انتقل بهم الامر الى انصار خوارج. كلاب اهل النار - 00:50:50
ويقاتلون الصحابة قل يطاعنوننا يطاعنون من؟ يطاعنون الصحابة يطاعنون عليا رضي الله عنه ومن معه من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفرون ويكفرون الصحابة. وما بدأ امرهم الا بالمبالغة في التعبد. يظنون ان آآ الدين الذي عليه عامة المسلمين لا يكفيهم - 00:51:18
فيحتاجون الى زيادة في الدين وتحريف ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها اه قال ان احدث الحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية عند مسلم - 00:51:38
من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. ما معنى رد؟ اي فهو مردود على صاحبه غير مقبول منه مع انه اراد به الخير وقصد به ان يوافق الشرع وقصد به المبالغة في - 00:51:58
لله لكن ذلك كله لكن ذلك كله لا ينفعه والعياذ بالله تعالى. ولذلك قال وترك كل ما احدثه المحدثون. فانما هو صراط واحد وكل ما سوى ذلك هي سبل. كما قال - 00:52:18
اه في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خط خطا وقال هذا هو الصراط المستقيم. ثم خطوطا تخرج عنه قال هذه السبل التي تفرق عن سبيله كما قال الله سبحانه وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل - 00:52:37
التي تفرقوا بكم عن اه سبيله اه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. اه ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. فاذا هذا الصراط المستقيم هو هذا الذي كنا نذكره من قبل من اول آآ كلام ابن ابي زيد في ابواب العقيدة - 00:52:57
انه ماذا؟ ذكر هذا الصراط المستقيم. مأخوذا من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسبل التي تبعد عن هذا الصراط المستقيم هي ما احدثه المحدثون التي ختم بها بقوله - 00:53:17
وترك كل ما احدثه المحدثون. اي خذ هذا الصراط المستقيم والمنهج القويم. وكل ما ابعدك عنه انه مما ابتدع المبتدعون واحدث المحدثون واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انا من سموات علا وبها نحن ارتقينا - 00:53:35
للعلماء رحمة سيقت الينا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلاء وبها فصار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى - 00:54:05
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني
شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني // 21 // للدكتور البشير عصام المراكشي