شرح زاد المستقنع - معالي الشيخ صالح آل الشيخ
شرح زاد المستقنع (1) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - فقه - كبار العلماء
المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح زاد المستقنع الدرس الاول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا لا ينفد افضل ما ينبغي ان يحمد - 00:00:00
وصلى الله وسلم على افضل المصطفين محمد وعلى اله واصحابه ومن تعبد اما بعد فهذا مختصر في الفقه من مقنع الامام الموفق ابي محمد على قول واحد وهو الراجح في مذهب احمد - 00:00:22
وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع وزدت ما على مثله يعتمد اذ الهمم قد قصرت والاسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل - 00:00:41
ولا حول ولا قوة الا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا - 00:00:58
ربنا انفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا اكرم الاكرمين اما بعد فهذا الكتاب هو كتاب زاد المستقنع مختصر المقنع و مؤلفه هو امام الحنابلة في وقته رحمه الله موسى ابن احمد - 00:01:20
موسى حجاوي المتوفى سنة ثمان وستين وتسعمائة وهذا الكتاب المختصر المسمى بزاد المستقنع بعد ان اختصره مؤلفه من المقنع اعتنى به العلماء اي ما عناية وذلك عنايتهم باصله الا وهو المقنع - 00:01:43
فانه كتاب عظيم النفع قد اعتنى به العلماء شرحا وبيانا وتحشية وتعليلا بمسائله وتدليلا احكامه ثم بان مؤلفه بارع في المذهب قد الف كتبا كثيرة من اشهرها كتاب الاقناع المعروف - 00:02:12
المتداولة ثم ايضا لانه ذكر فيه الراجح عند المتأخرين من الحنابلة بالمسائل ومن المعلوم ان كتاب المقنع وامثاله من كتب الموفق ابي محمد عبدالله بن احمد بن محمد بن قدامة - 00:02:39
العمري رحمه الله انها تمثل مذهب المتوسطين من الحنابلة يحتاج المتأخرون الى معرفة ما تحرر من المذهب مذهب الامام احمد رحمه الله ومذهب اصحابه قد تحرر المذهب بعد كتابة الانصاف الكتاب المشهور - 00:03:06
الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الامام المبجل احمد بن حنبل. وبعد هذا الكتاب تبين الراجح في المذهب عند علمائه وهذا الكتاب اعتنى به العلماء كما ذكرت وذلك - 00:03:31
امور كثيرة وصفت بعضها و يأتي البيان لك عمليا على حسن اختيار العلماء لهذا الكتاب في تدريسه وشرحه وتحشيته والعناية به فان هذا المختصر زاد المستقنع لا شك انه من الكتب المهمة - 00:03:48
الذي التي حوت مسائل كثيرة جدا بعبارة مختصرة ليس فيها غموم وليس فيها عشر تركيب في الغالب قال رحمه الله تعالى بخطبة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم والمتقرر عند العلماء - 00:04:13
ان الجارة والمجرور لا بد ان يتعلق بفعل او ما في معناه فقول القائل بسم الله الرحمن الرحيم هذا الجار والمجرور الذي الذي هو الباء وما دخلت عليه لابد ان يتعلق - 00:04:37
فعل او بما بمعنى الفعل من مصدر ونحوه فمن اهل العلم من قدر هذا المتعلق بابتداء فقول القائل في اول اموره بسم الله الرحمن الرحيم لانه قال ابتدأ او ابتدائي ببسم الله - 00:04:56
وهذا يعم جميع الاحوال يعني سواء كان ابتداؤه بطعام او شراب او علم او غير ذلك وقال بعض اهل العلم ان المقدر ها هنا من المتعلق هذا ينبغي ان يقدر بما يناسب - 00:05:21
حال القائم لهذه الكلمة فاذا قالها المبتدئ بطعامه كان تقدير الكلام اكل بسم الله واذا قالها المبتدئ لشرابه كان تقدير الكلام اشرب بسم الله واذا قالها المبتدأ في الكتابة كان معناها اكتب باسم الله - 00:05:45
واذا قالها المبتدئ في العلم او التعلم او التعليم كان معناها وعلم او اتعلم ببسم الله وهذا الثاني اظهر واحسن واقوى وذلك لانه يكون تخصيصا لكل حالة بما يناسبها فاذا يكون هنا تقدير الكلام - 00:06:11
اكتب بسم الله او اعلم بسم الله او اختصر بسم الله و بسم الله الباء هذه الاستعانة المشوبة معنى التوسل فكأنه قال اكتب مستعينا او متوسلا بكل اسم لله جل وعلا - 00:06:37
فقوله هنا بسم الله بدون تحديد اسم معين بسم الله هذا ليعم جميع الاسماء وهذا منه ابتداء بفاتحة القرآن فان القرآن ابتدأ بالبسملة ثم بالحمدلة بهذا اقتدى العلماء في كتبهم - 00:07:09
باشرف كتاب واعظم كتاب الا وهو القرآن كلام الله جل وعلا العزيز ببدأهم كتبهم بالبسملة ثم بالحمدلة وقد روي في البداءة بالبسملة احاديث لكنها ضعيفة جدا كذلك بالبداءة بالحمدلة ولكن اسانيدها فيها - 00:07:35
ضعف لكن ما ورد في البداءة بالحمدلة كقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابو داوود وغيره اي خطبة لا يبدأ فيها او قال اي كلام لا يبدأ فيه الحمد لله فهو ابتر - 00:08:02
يعني فهو ناقص البركة هذا اقوى من الذي قبله ولكن اسانيدها فيها المقصود ان العمدة في هذا انه اقتداء و احتذاء اعظم كتاب وهو كتاب الله جل وعلا والبسملة بقول بسم الله الرحمن الرحيم - 00:08:22
اول من استعملها على هذا النحو التام سليمان عليه السلام في كتبه كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه الايات من سورة النمل التي فيها وانه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم - 00:08:47
يقول او يكتب يعني اذا امر بالكتابة بسم باسمك اللهم ثم لما نزلت هذه كتب ذلك بسم الله الرحمن الرحيم هكذا قال بعض اهل العلم بسم الله يعني اكتب مستعينا - 00:09:08
بكل اسم لله جل وعلا لان الاسم ها هنا لم يحد ما قال بالرحمن ولا بالعليم ولا بالسميع ولا بالبصير. وانما قال بسم الله ولما ذكر الاسم مبهما دون تعيين - 00:09:30
دخل فيه وصلح له كل اسم فكأنه استعان بكل اسماء الله جل وعلا او توسل بكل اسماء الله جل وعلا ولا شك ان المؤمن يرى ظهورا اسماء الله جل وعلا - 00:09:49
في خلقه ويرى اثار تلك الاسماء في خلقه فالمتوسل الى الله جل وعلا باسمائه الحسنى وبكل اسم له لا شك انه توسل باعظم ما يتوسل به من الاسماء و اسماء الله جل وعلا - 00:10:09
الداخلة في قوله بسم الله لا يحدها حد لا تحد بالاسماء الحسنى تسعة المخصوصة بحديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ولا تحد بغير ذلك وانما بكل اسم لله جل وعلا - 00:10:34
وهذا كما في قوله جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى فانه تنزيه لاسماء الله جل وعلا جميعا عن النقص وعن العيب واثبات جميع الكمالات لها على وجه كمال بسم الله - 00:10:57
لما بدأ بذلك قال الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم والرحمن والرحيم من اسماء الله جل وعلا الحسنى المتظمنان صفة الرحمة لله جل وعلا التي وسعت كل شيء ففي النعت - 00:11:17
بهذين الاسمين نعت نعت الله بهذين الاسمين في هذا المقام تعريض للنفس للدخول في رحمة الله جل وعلا التي وسعت كل شيء ومن المتقرر ان العلم مبناه على الرحمة وعلى التراحم - 00:11:45
فان العلم الشرعي رحمة الله جل وعلا يؤتيها لرحمة الله جل وعلا الخاصة يؤتيها من يشاء من عباده فالابتداع ببسم الله الرحمن الرحيم مناسب تمام المناسبة ايه كتب العلم بما ذكرت لك من الامور المختلفة - 00:12:06
قال بعدها الحمد لله حمدا لا يعفى الحمد مركب من كلمتين الكلمة الاولى الالف واللام والثانية حمد قال العلماء ان هل في قوله الحمد هذه تفيد استغراق اجناس يعني استغراق اجناس الحمد - 00:12:29
فالقائل الحمد لله يستغرق بكلامه و يثني على الله جل وعلا بجميع اجناس المحامد التي يثنى بها على الله جل وعلا وسيأتي بيانها قال هنا الحمد لله كلمة الثانية حمد - 00:12:58
و الحمد اصله الثناء على المثني عليه بما له من الصفات سواء كان ذلك الحمد عن اثر احسان او لم يكن على اثر الاحسان خلاف الشكر فانه يكون عن احسان - 00:13:21
فقول القائل الحمد لله يعني كل فناء بانواع اوصاف الكمال وانواع قناعات هذا لله جل وعلا واذا تقرر ذلك فان موارد الحمد التي يثنى بها على الله جل وعلا عظيمة - 00:13:45
كثيرة جماعها في خمسة موارد الاول انه يحمد جل وعلا على تفرده في الربوبية اذ لا رب معه يملك هذا الملكوت ويدبره ويصرفه فيثنى على الله جل وعلا بتفرده بالربوبية - 00:14:10
ويثنى عليه جل وعلا باثار تلك الربوبية في خلقه واذا تأمل المثني على الله جل وعلا بذلك تأمل ذلك وجد انه اثنى على الله جل وعلا بكل اثار ربوبيته في خلقه - 00:14:38
التي منها خلقهم منها رزقه منها احياؤه منها اماتته منها تدبيره الامر منها تصريفه للارزاق منها ما يحدث في ملكوت السماء وفي ملكوت وفي ملكوت الارض من انواع ما يقدره الله جل وعلا فهو المحمود على كل حال - 00:14:59
وهذا الحمد قد استغرق الزمان كله بل حمده جل بل حمده جل وعلا كائن قبل ان يكون مخلوق فهو جل وعلا المستحق للحمد قبل ان يوجد حامد وذلك لعظم اوصافه جل وعلا - 00:15:23
والتي هذا المورد منها الا وهو تفرده جل وعلا في ربوبيته المورد الثاني انه جل وعلا محمود على تفرده في الوهيته فهو جل وعلا الاله الحق المبين لا اله يعبد بحق الا هو سبحانه - 00:15:46
هو الاله الحق في السماء وهو الاله الحق في الارض وكل اله عبد في الارض فانما عبد بغير الحق. عبد بالبغي والظلم والعدوان ومن يستحق العبادة الحقة وحده دون ما سواه - 00:16:08
هو الله جل وعلا ويثنى عليه جل وعلا بهذا الامر العظيم. الا وهو توحده جل وعلا في الهيته كذلك من موارد الحمد انه جل وعلا يحمد على ما له من الاسماء والصفات التي - 00:16:27
هي له جل وعلا على وجه الكمال له الاسماء الحسنى وله الصفات العلى فهو سبحانه له الاسماء التي لا يماثله في معانيها ولا في ما اشتملت عليه من الصفات احد - 00:16:47
وله جل وعلا من الصفات ما لا يشاركه فيها على وجه التمام والكمال احد فهو جل وعلا ذو الاسماء الحسنى وذو الصفات العلى هل تعلم له سميا ولم يكن له - 00:17:09
كفوا احد فليس له جل وعلا سمي وليس له عدل وليس له مثيل جل وعلا في نعوت جلاله وكماله وجماله وهو جل وعلا يحمد يعني يثنى عليه بما له من الاسماء الحسنى والصفات العلا وكذلك يثنى عليه بكل اسم - 00:17:25
على حدة ويثنى عليه بكل صفة له على حدى وهذا مما تنقضي الاعمار فيه لو تأمله الحامدون كذلك من موارد الحمد انه جل وعلا يحمد على شرعه و امره الا له الخلق والامر - 00:17:47
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب يحمد على شرعه وعلى امره يعني يحمد على دين الاسلام الذي جعله دينا للناس وعلى هذه الشريعة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:18:14
فيثنى عليه جل وعلا بانزاله الكتاب كما اثنى على نفسه بقوله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا يثنى عليه جل وعلا بما امر به في كتابه من الاوامر وبما نهى عنه من النواهي اذ اوامره جل - 00:18:32
وعلى ونواهيه في كتابه وفي سنة رسوله اي في شريعته جل وعلا في شريعة الاسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كل امر يستحق جل وعلا ان يحمد عليه وهذا لا شك - 00:18:52
مما يفتح على قلوب اهل الايمان انواعا من المعارف وانواعا من محبتي هذا الدين ومحبة الشريعة ومحبة الاحكام فاهل العلم يحمدون الله جل وعلا على كل حكم تعلموه وعلى كل حكم علموه. وعلى كل مسألة من مسائل العلم فهموها - 00:19:10
فاهل العلم هم احق ناس بحمد الله جل وعلا هم احق الناس بالثناء على الله جل وعلا لانهم يعلمون عن الله جل وعلا ما لا يعلمه غيرهم من الجهلة او من العوام او من غير المتعلمين - 00:19:34
كذلك من موارد الحمد وهو المورد الخامس والاخير الذي يناسب هذا الاختصار انه جل وعلا محمود على خلقه و قدره فهو جل وعلا له تصريف هذا الملك وله في كل شيء قدر ان كل شيء خلقناه بقدر - 00:19:55
وله اوامر كونية في ملكوته منها الانعام على من شاء ان ينعم عليهم ومنها المصائب على من شاء ان يبتليهم وهكذا فهو جل وعلا محمود على خلقه وقدره كل انواع تقديره جل وعلا يستحق ان يثنى عليه بها - 00:20:18
وهذا النوع منه اي بعضه ما يستحضره الناس حينما يقولون الحمد لله يعني على ما اولاهم به من نعمة فيحمدون الله جل وعلا يعني يثنون عليه بما افاض عليهم من - 00:20:41
النعم وهذا ولا شك نوع من احد موارد الحمد واما اهل العلم المتبصرون بي ما يستحقه جل وعلا من الاسماء والصفات وما له جل وعلا من النعوث و الكمالات فانهم يستحضرون من معاني الحمد - 00:21:01
اكثر من ذلك الذي يستحضره اكثر الخلق من ان الحمد لا يكون الا على ما اولوا من النعم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمد الله جل وعلا في السراء وفي الضراء يحمده جل وعلا - 00:21:23
اذا اتته نعمة واذا جاءه شيء لا يسره حمد الله جل وعلا يثني على الله جل وعلا باستحقاقه الربوبية على خلقه يثني على الله جل وعلا باستحقاقه الالوهية على خلقه باستحقاقه العبادة - 00:21:43
من خلقه وحده دون ما سواه يثني عليه جل وعلا بانواع من الثناء ومن المهمات ان يستحضر الحامد لله جل وعلا هذه الموارد وان لم يمكنه ذلك لضيق وعاء قلب عنده فانه يستحضر - 00:22:01
شيئا منها فشيئا حتى يعود قلبه على الثناء على الله جل وعلا بجميع انواع انا عليه سبحانه التي يستحقها. قال بعد ذلك الحمد لله يعني كل انواع الثناء لله كل ثناء - 00:22:21
هو لله ما معنى اللام في قوله لله هذه اللام هي لام الاستحقاق وضابطها انها تأتي بعد المعاني دون الاعياد الحمد لله يعني مستحق لله جل وعلا والله علم على - 00:22:43
المعبود بحق الا يسمى الله الا من يستحق العبادة وحده دون ما سواه الموصوف باوصاف الكمال اما غيره جل وعلا ممن عبد او مما عبد من الالهة التي عبدت بالباطل وبالبغي والظلم والعدوان فانه يطلق عليها الى - 00:23:05
يطلق عليها البشر اله يعني معبود اما اما الاسم الله فانه علم على المعبود بحق اما المعبودات بالباطل وبالظلم والطغيان فانه لا لم يدعي احد انه يسميها الله و لهذا قال المشركون - 00:23:29
اجعل الالهة الها واحدا وقال جل وعلا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون لا اله الا الله يعني لا احد يستحق العبادة الحقة الا الله جل وعلا استكبروا لانهم اتخذوا الهة - 00:23:51
من دون الله جل وعلا ومعه اذا فمعنى الحمد لله يعني انواع المحامد مستحقة للمعبود بحق سبحانه وتعالى ثم اكد ذلك بقوله حمدا لا ينفذ يعني حمدا لا ينقطع لا ينتهي - 00:24:11
وذلك على جهتين الاولى منه انه حمد من هذا الحامد الذي هو المؤلف لا ينفد لا ينقطع مع الزمان وانما مدة حمده مدة عمر هذا الحال حمد لا ينفد لا ينقطع - 00:24:32
مع القواطع والاشغال وانما هو يثني على الله جل وعلا بالحمد الذي لا ينقطع هذا من جهة ومن جهة اخرى فانه جل وعلا الحمد له من دون نظر الى الحامد المعين الحمد مستحق له جل وعلا حمدا لا ينقطع ولا ينفد - 00:24:53
ولا يزول وهذا مأخوذ من قوله جل وعلا له الحمد في الاولى والاخرة فهو جل وعلا المستحق للحمد واستحقاقه للحمد اول هو جل وعلا لم يزل مستحقا للحمد ولا يزال مستحقا للحمد فاستحقاقه جل وعلا لانواع المحامد لا ينقطع - 00:25:17
بذهاب الخلق بل استحقاقه جل وعلا للحمد في الاولى والاخرة حمدا لا ينفذ لا ينقطع ولا يقل ولا يزول سبحانه وتعالى ثم وصف ذلك الحمد بقوله افضل ما ينبغي ان يحمد - 00:25:43
فان الحمد درجات و هو حمده قال افضل ما ينبغي ان يحمد يعني اعلى درجات وافضل درجات الحمد وقوله هنا ما ينبغي ان يحمد يعني افضل ما ينبغي حمده ان يحمد - 00:26:04
قدر بالمصدر افضل ما ينبغي حمده وما ينبغي هذه لها استعمالات منها استعمال عند الفقهاء عند عرضهم للاحكام فانهم اذا قالوا ينبغي يعنون به يستحب كقولهم بكتاب الزكاة مثلا وينبغي للامام ان يبعث خالصا - 00:26:29
يخرص على الناس نخيلهم وكرومهم او ما شابه ذلك قوله ينبغي للامام يعني يستحب للامام واذا قال الفقهاء ما ينبغي لا ينبغي فانهم يعنون به المكروه وهذا اصطلاح خاص لهم - 00:26:55
اصطلاح ليس هو على مقتضى اللغة وانما هو اصطلاح خاص للفقهاء واما الذي جاء في القرآن فان كلمة ما ينبغي بالنفي مال نافية ما ينبغي معناها اشد المستحيل يعني الذي لا يكون الذي يستحيل - 00:27:14
ان يكون الذي لا يمكن ان يكون كما قال جل وعلا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فينبغي يعني يستحيل ذلك لا يمكن ان يكون ذلك وذلك لما لله جل وعلا من الكمالات سبحانه وتعالى - 00:27:39
وينبغي تطلق ايضا لاشد الواجب اما ها هنا فما ليست هي النافية وانما هي الموصولة. فقوله افضل ما ينبغي ان يحمد يريد افضل الذي ينبغي حمده او ان تكون موصولا - 00:28:01
يقدر ما بعدها بالمصدر قوله افظل ما ينبغي يعني افظل الذي ينبغي ان يحمد به و ينبغي تكون هنا بمعنى يطلب او يراد افضل ما يراد افضل الذي يراد من - 00:28:22
الابتغاء وهو الطلب قال وصلى الله وسلم وصلى الله وسلم عطف صلى الله على الحمد والحمد جملة اسمية الحمد لله وصلى الله جملة فعلية ومن المتقرر عند علماء العربية ان الاحسن ان يعطف بالجملة الاسمية على الاسمية - 00:28:45
وبالفعلية على الفعلية لكي يكون تم تناسك في المعنى البلاغي بينهما ولكن ها هنا وان كان ثم اعتراض من بعض العلماء على هذا الاستعمال لكن مناسب وذلك لان الجملة الاسمية في الاول - 00:29:14
لها فائدة والجملة الفعلية في الصلاة لها فائدة فالاولى فائدتها الثبوت والدوام والاستقرار. هذا فائدة الجملة الاسمية والثانية الجملة الفعلية تفيد التجدد والحدوث فالحمد ثابت مستقر دائم لله جل وعلا - 00:29:37
واما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي مطلوبة من العبد ليست ثناء ووصفا انما هي امتثال لقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما - 00:29:57
يعني مطلوب من العبد ان يقول اللهم صلي على محمد او صلى الله وسلم على محمد التعبير بالجملة الفعلية يفيد التجدد والحدوث وهو مناسب في هذا المقام صلى الله وسلم على افظل المصطفين محمد هذا امتثال لي - 00:30:12
امر الله جل وعلا بقوله صلوا عليه وسلموا تسليما والعلماء قد اختلفوا في هذا الامر وهو قوله جل وعلا صلوا عليه وسلموا تسليما هل هو للوجوب ام فيه تفصيل فقال طائفة من اهل العلم - 00:30:33
من الحنفية كالطحاوي وجماعة ومن الشافعية والمالكية انه يجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر واستدلوا لهذا بادلة منها انه مقتضى الامر في الاية. ومنها ما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:52
قال رغم انف امرئ ذكرت عنده ولم يصلي عليه وقال شيخ الاسلام ابن تيمية الاقرب انه تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وذلك بان بانه قد - 00:31:15
ثبت عن عمر وعلي وعن غيرهما انهما قالا الدعاء موقوف بين السماء والارض حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا القول فهو انه يجب في الدعاء فمحله - 00:31:33
قبل الدعاء يعني بعد حمد الله والثناء عليه تأتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء وذلك لان تقديمه عليه الصلاة والسلام على النفس واجب ولان تقديم حقه عليه الصلاة والسلام على مرادات النفس واجب فمحله قبل الدعاء - 00:31:50
و اذا ختم به الدعاء فذلك من باب الكمال لكن محل الوجوه هو قبل الدعاء فان فات ان يكون قبل الدعاء يختم به الدعاء وهذا ساعة ان هذا افظلية يعني لو تركه قبل الدعاء يأتي به في اخر الدعاء لكنه ترك الافضل - 00:32:14
والاكمل ان يجمع بينهما القول الثالث لاهل العلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تجب في العمر مرة هذا القول اقعد الاصول وذلك ان الله جل وعلا امر بالصلاة على نبيه - 00:32:39
بدون قيد فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما و امر بالصلاة عليه يبرأ المأمور من العهدة اذا صلى عليه مرة يعني صلى عليه خارج - 00:33:00
الصلاة الصلاة التي هي العبادة المعروفة اما في الصلاة فذاك وجوب جاء من دليل اخر وهذا القول انسب اقعد الاصول والفقه لان الامر عندهم يقتضي التكرار اذا قرارات به القرينة او - 00:33:23
كان معلقا بشيء يتكرر فيتكرر بتكرره. اما اذا لم يعلق بالدليل الذي دل على الوجوب بشيء يتكرر فانه يبرأ من العهدة بمرة واحدة مثل ما امر الله جل وعلا بالحج - 00:33:45
قوله واتموا الحج والعمرة لله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فلم يقيده بقيد فيبرأوا بي الحج مرة المقصود ان هذا ما ذكره العلماء على قوله تعالى صلوا عليه وسلموا تسليما. اذا تقرر ذلك فما معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:34:04
او الصلاة مطلقا قال كثير من اهل اللغة بل جمهور اهل اللغة ان الصلاة في اللغة هي الدعاء صلاة في اللغة الدعاء قال جل وعلا وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم - 00:34:28
صل عليه ما يدعو لهم. كان النبي صلى الله عليه وسلم لاتاه قوم زكاة مالهم او بصدقة اموالهم دعا لهم يؤيده ايضا ان يؤيد ان الصلاة بمعنى الدعاء قول اعشى - 00:34:47
شعره المشهور تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا ربي جنب ابي الاوجاع والوصب عليك مثل الذي صليت اغتبطي نوما اغتمضي نوما فان جنب المرء مضطجع. قالت يا ربي جنب ابي الاوصاب والوجع. فقال هو عليك مثل الذي صليت وهي - 00:35:07
دعاء اطلق الاعشى وهو عربي على دعائها الصلاة وهذا هو المشهور عند اهل العلم لكن ليس معناها الصلاة ليس معنى الصلاة الدعاء المطابقة لا ولكن نقول الصلاة فيها معنى الدعاء - 00:35:32
فاذا كان مناسب ان يكون دعاء فيعطى معنى الدعاء واذا لم يكن مناسب واذا لم يكن ذلك مناسبا اعطي المعنى الذي يناسب وابن القيم رحمه الله تعالى اطال البحث في هذا في كتابه جلاء الافهام وانكر - 00:35:54
ان تكون الصلاة بمعنى الدعاء في بحث طويل ماتع ترجعون اليه وايد ذلك بادلة كثيرة مثلا قال ان الصلاة لا تكون الا في الخير لغة واما الدعاء يكون في الخير والشر - 00:36:11
قال ايضا ان دعا اذا عدي بعلى لا يكون معناه صلى اذا عدي بعلى يقال دعا على فلان ليس معناه صلى على فلان. صلى على فلان معناها يختلف عن دعا على فلان - 00:36:28
وهكذا في اعتراضات موفقة من ابن القيم رحمه الله تعالى وقال ان الصلاة في اللغة معناها الثناء وعلى كل فالمعروف عند السلف ان الصلاة من الله جل وعلا هي الثناء - 00:36:44
وذلك لان الله جل وعلا يثني على عباده سيكون الذي يقول صلى الله يطلب من الله جل وعلا ان يصلي على محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم فتكون الصلاة من الله جل وعلا بمعنى الثناء. وهذا هو الذي قاله ابو العالية فيما ساقه البخاري في صحيحه وجماعة. من ان الصلاة من - 00:37:03
الله جل وعلا الثناء وكذلك من الملائكة الثناء والاستغفار. فالله جل وعلا يصلي على نبينا محمد في الملأ الاعلى بمعنى يثني عليه في الملأ الاعلى. يصلي الله جل وعلا على المؤمنين في الملأ الاعلى بمعنى يثني - 00:37:29
على المؤمنين الموحدين في الملأ الاعلى. وكذلك الملائكة يثنون على النبي صلى الله عليه وسلم او على المؤمنين في الملأ الاعلى ومع الثناء ايضا صلاتهم بمعنى الاستغفار. فتقرر ان العبد حين يقول اللهم صلي على محمد صلى الله على محمد معناه اللهم - 00:37:48
اثني على محمد في الملأ الاعلى صلى الله على محمد يعني اثنى الله على نبينا محمد وذلك لما نالنا من النبي صلى الله عليه وسلم من انواع البركات العلمية الدينية - 00:38:14
التي حاز بها اهل الايمان على المقامات العالية عند الله جل وعلا. فالفضل لله جل وعلا ثم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو مقدم على انفسنا عليه الصلاة والسلام وعلى ابنائنا وامهاتنا ووالدينا عليه افضل الصلاة وافضل السلام - 00:38:32
ثم قال وسلم صلى الله وسلم يعني طلب السلامة له عليه الصلاة والسلام ذلك امتثال لقوله جل وعلا صلوا عليه وسلموا تسليما ويحصل الامتثال للامر بقول القائل صلى الله عليه وسلم او صلى الله وسلم - 00:38:53
عليه و المطابقة مطابقة الامتثال للاية ان يقول صلى الله عليه وسلم لان الله جل وعلا قال صلوا عليه وسلموا تسليما. فيقول المؤمن صلى الله عليه وسلم او صلى الله - 00:39:15
وسلم على محمد صلي وسلم على نبينا محمد قال على افضل المصطفين محمد المصطفين جمع مصطفى والمصطفى هو المختار واصله من اخذ الصفوة اخذ الصفوة قال جل وعلا افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما - 00:39:35
افأفاكم ربكم بالبنين؟ يعني افجعل لكم الله جل وعلا الصفوة التي تريدونها وهم البنين دون البنات واتخذ من الملائكة اناثا والمصطفون واعلاهم مقاما واعظمهم درجة الانبياء والمرسلون وهذا هو الراجح - 00:40:04
في تفسير قوله جل وعلا قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير عما يشركون. فانهم اختلفوا في معنى قوله وسلام على عباده الذين اصطفى منهم؟ فقال كثيرون هم صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وقال اخرون هم الانبياء والرسل - 00:40:27
وقال اخرون هم هم المرسلون والانبياء واتباع الانبياء والمرسلين يعني هم اهل التوحيد فهم الذين اصطفاهم الله جل وعلا واختارهم بما من عليهم من الهداية. فهو عليه الصلاة والسلام افضل الانبياء وافضل المرسلين هو افضل المصطفين افضل اهل التوحيد عليه الصلاة والسلام. افضل اهل التوحيد هو النبي - 00:40:50
محمد صلى الله عليه وسلم هو اعلاهم مقاما في الدنيا وهو ارفعهم منزلة في الاخرة عند ربه جل وعلا قال بعدها وعلى اله واصحابه ومن تعبد الان الصحيح انهم هم ال بيته الخاصين - 00:41:18
ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم خاصين وافظلهم اهل الكساء الذين ادار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الكساء و قال طائفة من المحققين من اهل العلم ان ال النبي - 00:41:39
هم اتباعه مستدلين ال كل نبي اتباعه مستدلين في ذلك بقوله جل وعلا وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة يعني مما ترك موسى وهارون فالال هم الاتباع على الدين - 00:41:55
ولكن ها هنا على اله واصحابه الال هم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه وعطف عليهم الاصحاب و هذا العطف عطف الاصحاب على الال شعار لاهل السنة ومن شعار - 00:42:15
المتشيعة بشعار الشيعة او الرافضة انهم يصلون على الال دون الصحو وذلك لانهم يتولون الال دون الصحف واما اهل السنة فانهم يصلون على الال والصحب معا اما دائما او كثيرا - 00:42:33
و رأى طائفة من اهل العلم انه عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يضاف الحال فيقال صلى الله على محمد واله وسلم وذلك لاجل ما جاء في الحديث قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قالوا قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد لكن الذي - 00:42:55
ذكره الماتن هنا مؤلف هو الذي عليه عامة علماء اهل السنة الاصحاب جمع صاحب وهو منع لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة ومات على الايمان هذا هو التعريف الراجح للصحابي ثم قال بعدها ومن - 00:43:17
تعبد يعني من تعبد لله جل وعلا موحدا له متبعا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك اما بعد فهذا مختصر في الفقه اما بعد فهذا هذا يشير الى - 00:43:42
الكتاب اما بناء على انه في ذهنه اذا كانت المقدمة تكتب قبل الكتاب واما مشيرا الى ما هو امامه اذا كانت المقدمة تكتب بعد اتمام الكتاب هذا اشارة الى ما في الذهن او ما في الواقع - 00:44:03
بحسب الحال فهذا مختصر في الفقه المختصر هو الكلام الذي تقل الفاظه وتكثر معانيه ذلك كما جاء في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال واختصر لي الكلام اختصارا معناه انه عليه الصلاة والسلام اوتي جوامع الكلم - 00:44:26
الكلمات القليلة بالمعاني الكثيرة فقوله مختصر في الفقه يعني قليل الالفاظ لكنه كثير المعاني الفقه المقصود بالفقه هنا فهم الفهم في اللغة او المراد به وهو الاظهر الانسب انه يريد به الفقه - 00:44:48
الاصطلاحي وهو علم الفقه وهو استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها تفصيليا مختصر في الفقه يعني في الاحكام الشرعية اختصره من اي شيء؟ قال من مقنع الامام الموفق ابي محمد الموفق ابن قدامة - 00:45:16
هو ابو محمد عبدالله ابن احمد ابن محمد ابن قدامة العمري جده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما واسرة القدامى اسرة عظيمة في الشام كانوا في فلسطين ثم انتقلوا الى - 00:45:39
دمشق وعظم الانتفاع بهم وبمؤلفاتهم وبمصنفاتهم والموفق ابو محمد له في المذهب قدم راسخة بل هو شيخ المتوسطين من الحنابلة لشيخ الطبقة المتوسطة. فاذا قيل قال الشيخ في عند المتوسطين من الحنابلة فانما يريدون به - 00:45:56
الموفق ابن قدامة رحمه الله واذا قيل اختاره الشيخان يريدون به المجد جد شيخ الاسلام والموفق بن قدامة عليهما رحمة الله وغفرانه الموفق له عدة كتب في المذهب منها للمبتدئين كتاب العمدة - 00:46:21
فقه وهو المشهور عمدة الفقه الذي عليه الشرح العدة شرح العمدة لبهاء الدين عمدة الفقه عمدة الاحكام في الحديث واللي امس اخذنا بعض الكلام عليه واما عمدة الفقه فهو المشهور بالعمدة في الفقه - 00:46:43
وهذا كالمرحلة الابتدائية لطالب علم الفقه ثم اوسع منه المقنع الذي هذا الكتاب اختصار له العمدة لا يعتني فيه بذكر الادلة في كل مسألة وانما يذكر في كل باب غالبا - 00:46:59
يذكر دليلا ان كان جامعا او ان كان مناسبا لما اورده واما المقنع فانه اوسع منه مسائل العمدة لا يذكر فيها روايات اما المقنع فهو انه ربما ذكر في بعض المسائل - 00:47:19
روايتين في المذهب اكبر منه كتاب الكافي اوسع من المقنع يذكر فيه المذهب برواياته المشهورة ويذكر الادلة للمذهب واوسع منه وهو للمنتهين المغني المشهور فانه يذكر المذهب ويذكر تقريره وادلته - 00:47:39
ويذكر من وافق الاصحاب بهذه ومذاهب السالفين من الصحابة والتابعين ويذكر الاقوال المخالفة من العلماء المتبوعين او من غيرهم يذكر الاقوال الاخر ويذكر ادلتها ويرجح فهي درجات العمدة للمبتدئين و - 00:48:07
المقنع للمتوسطين و الكافي طبقة التي هي اعلى من المتوسطين والمغني للمنتهين المقنع هذا له ميزات كثيرة ستظهر في هذا المختصر ان شاء الله من المسائل المهمة ومن حسن التعبير عنها وهو اسهل من المختصر في عبارته - 00:48:33
اسهل من الزاد في عبارته وعليه شروح كثيرة جدا وعليه حواش وقد خدم بانواع من الخدمة قال على قول واحد وهو الراجح في مذهب احمد يعني انه لم يذكر الاقوال في المذهب - 00:48:58
ولا الاقوال في غير المذهب فانه اختار قولا واحدا جعله عمدة في هذا الكتاب المختصر وهذا القول هو الراجح في مذهب احمد الراجح في مذهب احمد يعني عند المتأخرين واصحاب احمد طبقات - 00:49:16
منها طبقة المتقدمين وهم من اصحاب احمد الى ابن عقيل ثم طبقة المتوسطين من ابن عقيل ممن هم بعد بن عقيل الى تأليف الانصاف يعني الى القرن اواخر القرن ثامن - 00:49:37
او ما بعده يعني الى تأليف الانصاف ومن الانصاف الى وقتنا هذا يقال لهم المتأخرون طبقة المتأخرين من الحنابلة ولكل طبقة ميزات وخصائص في عرظها للفقه واستدلالاتها و نحو ذلك - 00:49:58
قال وهو الراجح الراجح عند المتأخرين ترجيح المتأخرين غالبا يكون معتمدا على ما رجحه المرداوي صاحب كتاب الانصاف علي ابن سليمان المرداوي صاحب كتاب الانصاف. فانه ذكر الراجح من الخلاف - 00:50:16
المذهب واسم كتابه واسم كتابه يغني عن تفصيل الكلام فانه سماه الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الامام المبجل احمد بن حنبل ذكر الراجح وتبعه العلماء مذهب بعده على ذكر هذا الراجح - 00:50:36
وهذا الراجح عنده ومن المعلوم ان الترجيح كما ذكر الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في قواعده الاربع ان من قواعد الاسلام العظيمة ان الاحكام فيها حلال بين وفيها حرام - 00:50:56
بين وفيها مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس قال فمن رام في كل مسألة قولا يقطع النزاع وينهي الخلاف فانه وعارظ للحديث لانه بينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فلا بد ان يكون - 00:51:19
تم خلاف فلو رجح احد العلماء قولا تجد مثله تجد مثله من العلماء في رساخته في العلم يرجح قولا اخر وهكذا. فاذا هذا القول الراجح الذي رجحه هذا العالم بناء على ترجيحه وما رجحه الحنابلة رحمه الله بناء على اجتهادهم وترجيحهم وهم يثنى عليهم بتلك الترجيحات و - 00:51:42
لكن قد لا يسلم لهم ان كل ما رجحوه راجحا في نفس الامر. وذلك لان عمدة الترجيح الدليل. فاذا كان الدليل ظاهرا والاستدلال ظاهرا لاحد القولين كان ارجح او لاحد الاقوال كان احق بالترجيح - 00:52:08
اعترض على قوله وهو الراجح في مذهب احمد بانه ذكر مسائل ليست هي الراجحة حتى عند المتأخرين جمعها بعضهم واوصلها الى نحو ثلاثين مسألة نقف عند هذه الكلمة عند قوله وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع - 00:52:31
الى الدرس القادم ان شاء الله تعالى. اسأل الله ان ينفعني واياكم - 00:52:52
Transcription
المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح زاد المستقنع الدرس الاول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا لا ينفد افضل ما ينبغي ان يحمد - 00:00:00
وصلى الله وسلم على افضل المصطفين محمد وعلى اله واصحابه ومن تعبد اما بعد فهذا مختصر في الفقه من مقنع الامام الموفق ابي محمد على قول واحد وهو الراجح في مذهب احمد - 00:00:22
وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع وزدت ما على مثله يعتمد اذ الهمم قد قصرت والاسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل - 00:00:41
ولا حول ولا قوة الا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا - 00:00:58
ربنا انفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا اكرم الاكرمين اما بعد فهذا الكتاب هو كتاب زاد المستقنع مختصر المقنع و مؤلفه هو امام الحنابلة في وقته رحمه الله موسى ابن احمد - 00:01:20
موسى حجاوي المتوفى سنة ثمان وستين وتسعمائة وهذا الكتاب المختصر المسمى بزاد المستقنع بعد ان اختصره مؤلفه من المقنع اعتنى به العلماء اي ما عناية وذلك عنايتهم باصله الا وهو المقنع - 00:01:43
فانه كتاب عظيم النفع قد اعتنى به العلماء شرحا وبيانا وتحشية وتعليلا بمسائله وتدليلا احكامه ثم بان مؤلفه بارع في المذهب قد الف كتبا كثيرة من اشهرها كتاب الاقناع المعروف - 00:02:12
المتداولة ثم ايضا لانه ذكر فيه الراجح عند المتأخرين من الحنابلة بالمسائل ومن المعلوم ان كتاب المقنع وامثاله من كتب الموفق ابي محمد عبدالله بن احمد بن محمد بن قدامة - 00:02:39
العمري رحمه الله انها تمثل مذهب المتوسطين من الحنابلة يحتاج المتأخرون الى معرفة ما تحرر من المذهب مذهب الامام احمد رحمه الله ومذهب اصحابه قد تحرر المذهب بعد كتابة الانصاف الكتاب المشهور - 00:03:06
الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الامام المبجل احمد بن حنبل. وبعد هذا الكتاب تبين الراجح في المذهب عند علمائه وهذا الكتاب اعتنى به العلماء كما ذكرت وذلك - 00:03:31
امور كثيرة وصفت بعضها و يأتي البيان لك عمليا على حسن اختيار العلماء لهذا الكتاب في تدريسه وشرحه وتحشيته والعناية به فان هذا المختصر زاد المستقنع لا شك انه من الكتب المهمة - 00:03:48
الذي التي حوت مسائل كثيرة جدا بعبارة مختصرة ليس فيها غموم وليس فيها عشر تركيب في الغالب قال رحمه الله تعالى بخطبة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم والمتقرر عند العلماء - 00:04:13
ان الجارة والمجرور لا بد ان يتعلق بفعل او ما في معناه فقول القائل بسم الله الرحمن الرحيم هذا الجار والمجرور الذي الذي هو الباء وما دخلت عليه لابد ان يتعلق - 00:04:37
فعل او بما بمعنى الفعل من مصدر ونحوه فمن اهل العلم من قدر هذا المتعلق بابتداء فقول القائل في اول اموره بسم الله الرحمن الرحيم لانه قال ابتدأ او ابتدائي ببسم الله - 00:04:56
وهذا يعم جميع الاحوال يعني سواء كان ابتداؤه بطعام او شراب او علم او غير ذلك وقال بعض اهل العلم ان المقدر ها هنا من المتعلق هذا ينبغي ان يقدر بما يناسب - 00:05:21
حال القائم لهذه الكلمة فاذا قالها المبتدئ بطعامه كان تقدير الكلام اكل بسم الله واذا قالها المبتدئ لشرابه كان تقدير الكلام اشرب بسم الله واذا قالها المبتدأ في الكتابة كان معناها اكتب باسم الله - 00:05:45
واذا قالها المبتدئ في العلم او التعلم او التعليم كان معناها وعلم او اتعلم ببسم الله وهذا الثاني اظهر واحسن واقوى وذلك لانه يكون تخصيصا لكل حالة بما يناسبها فاذا يكون هنا تقدير الكلام - 00:06:11
اكتب بسم الله او اعلم بسم الله او اختصر بسم الله و بسم الله الباء هذه الاستعانة المشوبة معنى التوسل فكأنه قال اكتب مستعينا او متوسلا بكل اسم لله جل وعلا - 00:06:37
فقوله هنا بسم الله بدون تحديد اسم معين بسم الله هذا ليعم جميع الاسماء وهذا منه ابتداء بفاتحة القرآن فان القرآن ابتدأ بالبسملة ثم بالحمدلة بهذا اقتدى العلماء في كتبهم - 00:07:09
باشرف كتاب واعظم كتاب الا وهو القرآن كلام الله جل وعلا العزيز ببدأهم كتبهم بالبسملة ثم بالحمدلة وقد روي في البداءة بالبسملة احاديث لكنها ضعيفة جدا كذلك بالبداءة بالحمدلة ولكن اسانيدها فيها - 00:07:35
ضعف لكن ما ورد في البداءة بالحمدلة كقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابو داوود وغيره اي خطبة لا يبدأ فيها او قال اي كلام لا يبدأ فيه الحمد لله فهو ابتر - 00:08:02
يعني فهو ناقص البركة هذا اقوى من الذي قبله ولكن اسانيدها فيها المقصود ان العمدة في هذا انه اقتداء و احتذاء اعظم كتاب وهو كتاب الله جل وعلا والبسملة بقول بسم الله الرحمن الرحيم - 00:08:22
اول من استعملها على هذا النحو التام سليمان عليه السلام في كتبه كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه الايات من سورة النمل التي فيها وانه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم - 00:08:47
يقول او يكتب يعني اذا امر بالكتابة بسم باسمك اللهم ثم لما نزلت هذه كتب ذلك بسم الله الرحمن الرحيم هكذا قال بعض اهل العلم بسم الله يعني اكتب مستعينا - 00:09:08
بكل اسم لله جل وعلا لان الاسم ها هنا لم يحد ما قال بالرحمن ولا بالعليم ولا بالسميع ولا بالبصير. وانما قال بسم الله ولما ذكر الاسم مبهما دون تعيين - 00:09:30
دخل فيه وصلح له كل اسم فكأنه استعان بكل اسماء الله جل وعلا او توسل بكل اسماء الله جل وعلا ولا شك ان المؤمن يرى ظهورا اسماء الله جل وعلا - 00:09:49
في خلقه ويرى اثار تلك الاسماء في خلقه فالمتوسل الى الله جل وعلا باسمائه الحسنى وبكل اسم له لا شك انه توسل باعظم ما يتوسل به من الاسماء و اسماء الله جل وعلا - 00:10:09
الداخلة في قوله بسم الله لا يحدها حد لا تحد بالاسماء الحسنى تسعة المخصوصة بحديث ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ولا تحد بغير ذلك وانما بكل اسم لله جل وعلا - 00:10:34
وهذا كما في قوله جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى فانه تنزيه لاسماء الله جل وعلا جميعا عن النقص وعن العيب واثبات جميع الكمالات لها على وجه كمال بسم الله - 00:10:57
لما بدأ بذلك قال الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم والرحمن والرحيم من اسماء الله جل وعلا الحسنى المتظمنان صفة الرحمة لله جل وعلا التي وسعت كل شيء ففي النعت - 00:11:17
بهذين الاسمين نعت نعت الله بهذين الاسمين في هذا المقام تعريض للنفس للدخول في رحمة الله جل وعلا التي وسعت كل شيء ومن المتقرر ان العلم مبناه على الرحمة وعلى التراحم - 00:11:45
فان العلم الشرعي رحمة الله جل وعلا يؤتيها لرحمة الله جل وعلا الخاصة يؤتيها من يشاء من عباده فالابتداع ببسم الله الرحمن الرحيم مناسب تمام المناسبة ايه كتب العلم بما ذكرت لك من الامور المختلفة - 00:12:06
قال بعدها الحمد لله حمدا لا يعفى الحمد مركب من كلمتين الكلمة الاولى الالف واللام والثانية حمد قال العلماء ان هل في قوله الحمد هذه تفيد استغراق اجناس يعني استغراق اجناس الحمد - 00:12:29
فالقائل الحمد لله يستغرق بكلامه و يثني على الله جل وعلا بجميع اجناس المحامد التي يثنى بها على الله جل وعلا وسيأتي بيانها قال هنا الحمد لله كلمة الثانية حمد - 00:12:58
و الحمد اصله الثناء على المثني عليه بما له من الصفات سواء كان ذلك الحمد عن اثر احسان او لم يكن على اثر الاحسان خلاف الشكر فانه يكون عن احسان - 00:13:21
فقول القائل الحمد لله يعني كل فناء بانواع اوصاف الكمال وانواع قناعات هذا لله جل وعلا واذا تقرر ذلك فان موارد الحمد التي يثنى بها على الله جل وعلا عظيمة - 00:13:45
كثيرة جماعها في خمسة موارد الاول انه يحمد جل وعلا على تفرده في الربوبية اذ لا رب معه يملك هذا الملكوت ويدبره ويصرفه فيثنى على الله جل وعلا بتفرده بالربوبية - 00:14:10
ويثنى عليه جل وعلا باثار تلك الربوبية في خلقه واذا تأمل المثني على الله جل وعلا بذلك تأمل ذلك وجد انه اثنى على الله جل وعلا بكل اثار ربوبيته في خلقه - 00:14:38
التي منها خلقهم منها رزقه منها احياؤه منها اماتته منها تدبيره الامر منها تصريفه للارزاق منها ما يحدث في ملكوت السماء وفي ملكوت وفي ملكوت الارض من انواع ما يقدره الله جل وعلا فهو المحمود على كل حال - 00:14:59
وهذا الحمد قد استغرق الزمان كله بل حمده جل بل حمده جل وعلا كائن قبل ان يكون مخلوق فهو جل وعلا المستحق للحمد قبل ان يوجد حامد وذلك لعظم اوصافه جل وعلا - 00:15:23
والتي هذا المورد منها الا وهو تفرده جل وعلا في ربوبيته المورد الثاني انه جل وعلا محمود على تفرده في الوهيته فهو جل وعلا الاله الحق المبين لا اله يعبد بحق الا هو سبحانه - 00:15:46
هو الاله الحق في السماء وهو الاله الحق في الارض وكل اله عبد في الارض فانما عبد بغير الحق. عبد بالبغي والظلم والعدوان ومن يستحق العبادة الحقة وحده دون ما سواه - 00:16:08
هو الله جل وعلا ويثنى عليه جل وعلا بهذا الامر العظيم. الا وهو توحده جل وعلا في الهيته كذلك من موارد الحمد انه جل وعلا يحمد على ما له من الاسماء والصفات التي - 00:16:27
هي له جل وعلا على وجه الكمال له الاسماء الحسنى وله الصفات العلى فهو سبحانه له الاسماء التي لا يماثله في معانيها ولا في ما اشتملت عليه من الصفات احد - 00:16:47
وله جل وعلا من الصفات ما لا يشاركه فيها على وجه التمام والكمال احد فهو جل وعلا ذو الاسماء الحسنى وذو الصفات العلى هل تعلم له سميا ولم يكن له - 00:17:09
كفوا احد فليس له جل وعلا سمي وليس له عدل وليس له مثيل جل وعلا في نعوت جلاله وكماله وجماله وهو جل وعلا يحمد يعني يثنى عليه بما له من الاسماء الحسنى والصفات العلا وكذلك يثنى عليه بكل اسم - 00:17:25
على حدة ويثنى عليه بكل صفة له على حدى وهذا مما تنقضي الاعمار فيه لو تأمله الحامدون كذلك من موارد الحمد انه جل وعلا يحمد على شرعه و امره الا له الخلق والامر - 00:17:47
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب يحمد على شرعه وعلى امره يعني يحمد على دين الاسلام الذي جعله دينا للناس وعلى هذه الشريعة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:18:14
فيثنى عليه جل وعلا بانزاله الكتاب كما اثنى على نفسه بقوله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا يثنى عليه جل وعلا بما امر به في كتابه من الاوامر وبما نهى عنه من النواهي اذ اوامره جل - 00:18:32
وعلى ونواهيه في كتابه وفي سنة رسوله اي في شريعته جل وعلا في شريعة الاسلام في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كل امر يستحق جل وعلا ان يحمد عليه وهذا لا شك - 00:18:52
مما يفتح على قلوب اهل الايمان انواعا من المعارف وانواعا من محبتي هذا الدين ومحبة الشريعة ومحبة الاحكام فاهل العلم يحمدون الله جل وعلا على كل حكم تعلموه وعلى كل حكم علموه. وعلى كل مسألة من مسائل العلم فهموها - 00:19:10
فاهل العلم هم احق ناس بحمد الله جل وعلا هم احق الناس بالثناء على الله جل وعلا لانهم يعلمون عن الله جل وعلا ما لا يعلمه غيرهم من الجهلة او من العوام او من غير المتعلمين - 00:19:34
كذلك من موارد الحمد وهو المورد الخامس والاخير الذي يناسب هذا الاختصار انه جل وعلا محمود على خلقه و قدره فهو جل وعلا له تصريف هذا الملك وله في كل شيء قدر ان كل شيء خلقناه بقدر - 00:19:55
وله اوامر كونية في ملكوته منها الانعام على من شاء ان ينعم عليهم ومنها المصائب على من شاء ان يبتليهم وهكذا فهو جل وعلا محمود على خلقه وقدره كل انواع تقديره جل وعلا يستحق ان يثنى عليه بها - 00:20:18
وهذا النوع منه اي بعضه ما يستحضره الناس حينما يقولون الحمد لله يعني على ما اولاهم به من نعمة فيحمدون الله جل وعلا يعني يثنون عليه بما افاض عليهم من - 00:20:41
النعم وهذا ولا شك نوع من احد موارد الحمد واما اهل العلم المتبصرون بي ما يستحقه جل وعلا من الاسماء والصفات وما له جل وعلا من النعوث و الكمالات فانهم يستحضرون من معاني الحمد - 00:21:01
اكثر من ذلك الذي يستحضره اكثر الخلق من ان الحمد لا يكون الا على ما اولوا من النعم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمد الله جل وعلا في السراء وفي الضراء يحمده جل وعلا - 00:21:23
اذا اتته نعمة واذا جاءه شيء لا يسره حمد الله جل وعلا يثني على الله جل وعلا باستحقاقه الربوبية على خلقه يثني على الله جل وعلا باستحقاقه الالوهية على خلقه باستحقاقه العبادة - 00:21:43
من خلقه وحده دون ما سواه يثني عليه جل وعلا بانواع من الثناء ومن المهمات ان يستحضر الحامد لله جل وعلا هذه الموارد وان لم يمكنه ذلك لضيق وعاء قلب عنده فانه يستحضر - 00:22:01
شيئا منها فشيئا حتى يعود قلبه على الثناء على الله جل وعلا بجميع انواع انا عليه سبحانه التي يستحقها. قال بعد ذلك الحمد لله يعني كل انواع الثناء لله كل ثناء - 00:22:21
هو لله ما معنى اللام في قوله لله هذه اللام هي لام الاستحقاق وضابطها انها تأتي بعد المعاني دون الاعياد الحمد لله يعني مستحق لله جل وعلا والله علم على - 00:22:43
المعبود بحق الا يسمى الله الا من يستحق العبادة وحده دون ما سواه الموصوف باوصاف الكمال اما غيره جل وعلا ممن عبد او مما عبد من الالهة التي عبدت بالباطل وبالبغي والظلم والعدوان فانه يطلق عليها الى - 00:23:05
يطلق عليها البشر اله يعني معبود اما اما الاسم الله فانه علم على المعبود بحق اما المعبودات بالباطل وبالظلم والطغيان فانه لا لم يدعي احد انه يسميها الله و لهذا قال المشركون - 00:23:29
اجعل الالهة الها واحدا وقال جل وعلا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون لا اله الا الله يعني لا احد يستحق العبادة الحقة الا الله جل وعلا استكبروا لانهم اتخذوا الهة - 00:23:51
من دون الله جل وعلا ومعه اذا فمعنى الحمد لله يعني انواع المحامد مستحقة للمعبود بحق سبحانه وتعالى ثم اكد ذلك بقوله حمدا لا ينفذ يعني حمدا لا ينقطع لا ينتهي - 00:24:11
وذلك على جهتين الاولى منه انه حمد من هذا الحامد الذي هو المؤلف لا ينفد لا ينقطع مع الزمان وانما مدة حمده مدة عمر هذا الحال حمد لا ينفد لا ينقطع - 00:24:32
مع القواطع والاشغال وانما هو يثني على الله جل وعلا بالحمد الذي لا ينقطع هذا من جهة ومن جهة اخرى فانه جل وعلا الحمد له من دون نظر الى الحامد المعين الحمد مستحق له جل وعلا حمدا لا ينقطع ولا ينفد - 00:24:53
ولا يزول وهذا مأخوذ من قوله جل وعلا له الحمد في الاولى والاخرة فهو جل وعلا المستحق للحمد واستحقاقه للحمد اول هو جل وعلا لم يزل مستحقا للحمد ولا يزال مستحقا للحمد فاستحقاقه جل وعلا لانواع المحامد لا ينقطع - 00:25:17
بذهاب الخلق بل استحقاقه جل وعلا للحمد في الاولى والاخرة حمدا لا ينفذ لا ينقطع ولا يقل ولا يزول سبحانه وتعالى ثم وصف ذلك الحمد بقوله افضل ما ينبغي ان يحمد - 00:25:43
فان الحمد درجات و هو حمده قال افضل ما ينبغي ان يحمد يعني اعلى درجات وافضل درجات الحمد وقوله هنا ما ينبغي ان يحمد يعني افضل ما ينبغي حمده ان يحمد - 00:26:04
قدر بالمصدر افضل ما ينبغي حمده وما ينبغي هذه لها استعمالات منها استعمال عند الفقهاء عند عرضهم للاحكام فانهم اذا قالوا ينبغي يعنون به يستحب كقولهم بكتاب الزكاة مثلا وينبغي للامام ان يبعث خالصا - 00:26:29
يخرص على الناس نخيلهم وكرومهم او ما شابه ذلك قوله ينبغي للامام يعني يستحب للامام واذا قال الفقهاء ما ينبغي لا ينبغي فانهم يعنون به المكروه وهذا اصطلاح خاص لهم - 00:26:55
اصطلاح ليس هو على مقتضى اللغة وانما هو اصطلاح خاص للفقهاء واما الذي جاء في القرآن فان كلمة ما ينبغي بالنفي مال نافية ما ينبغي معناها اشد المستحيل يعني الذي لا يكون الذي يستحيل - 00:27:14
ان يكون الذي لا يمكن ان يكون كما قال جل وعلا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا فينبغي يعني يستحيل ذلك لا يمكن ان يكون ذلك وذلك لما لله جل وعلا من الكمالات سبحانه وتعالى - 00:27:39
وينبغي تطلق ايضا لاشد الواجب اما ها هنا فما ليست هي النافية وانما هي الموصولة. فقوله افضل ما ينبغي ان يحمد يريد افضل الذي ينبغي حمده او ان تكون موصولا - 00:28:01
يقدر ما بعدها بالمصدر قوله افظل ما ينبغي يعني افظل الذي ينبغي ان يحمد به و ينبغي تكون هنا بمعنى يطلب او يراد افضل ما يراد افضل الذي يراد من - 00:28:22
الابتغاء وهو الطلب قال وصلى الله وسلم وصلى الله وسلم عطف صلى الله على الحمد والحمد جملة اسمية الحمد لله وصلى الله جملة فعلية ومن المتقرر عند علماء العربية ان الاحسن ان يعطف بالجملة الاسمية على الاسمية - 00:28:45
وبالفعلية على الفعلية لكي يكون تم تناسك في المعنى البلاغي بينهما ولكن ها هنا وان كان ثم اعتراض من بعض العلماء على هذا الاستعمال لكن مناسب وذلك لان الجملة الاسمية في الاول - 00:29:14
لها فائدة والجملة الفعلية في الصلاة لها فائدة فالاولى فائدتها الثبوت والدوام والاستقرار. هذا فائدة الجملة الاسمية والثانية الجملة الفعلية تفيد التجدد والحدوث فالحمد ثابت مستقر دائم لله جل وعلا - 00:29:37
واما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي مطلوبة من العبد ليست ثناء ووصفا انما هي امتثال لقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما - 00:29:57
يعني مطلوب من العبد ان يقول اللهم صلي على محمد او صلى الله وسلم على محمد التعبير بالجملة الفعلية يفيد التجدد والحدوث وهو مناسب في هذا المقام صلى الله وسلم على افظل المصطفين محمد هذا امتثال لي - 00:30:12
امر الله جل وعلا بقوله صلوا عليه وسلموا تسليما والعلماء قد اختلفوا في هذا الامر وهو قوله جل وعلا صلوا عليه وسلموا تسليما هل هو للوجوب ام فيه تفصيل فقال طائفة من اهل العلم - 00:30:33
من الحنفية كالطحاوي وجماعة ومن الشافعية والمالكية انه يجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر واستدلوا لهذا بادلة منها انه مقتضى الامر في الاية. ومنها ما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:52
قال رغم انف امرئ ذكرت عنده ولم يصلي عليه وقال شيخ الاسلام ابن تيمية الاقرب انه تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وذلك بان بانه قد - 00:31:15
ثبت عن عمر وعلي وعن غيرهما انهما قالا الدعاء موقوف بين السماء والارض حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا القول فهو انه يجب في الدعاء فمحله - 00:31:33
قبل الدعاء يعني بعد حمد الله والثناء عليه تأتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء وذلك لان تقديمه عليه الصلاة والسلام على النفس واجب ولان تقديم حقه عليه الصلاة والسلام على مرادات النفس واجب فمحله قبل الدعاء - 00:31:50
و اذا ختم به الدعاء فذلك من باب الكمال لكن محل الوجوه هو قبل الدعاء فان فات ان يكون قبل الدعاء يختم به الدعاء وهذا ساعة ان هذا افظلية يعني لو تركه قبل الدعاء يأتي به في اخر الدعاء لكنه ترك الافضل - 00:32:14
والاكمل ان يجمع بينهما القول الثالث لاهل العلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تجب في العمر مرة هذا القول اقعد الاصول وذلك ان الله جل وعلا امر بالصلاة على نبيه - 00:32:39
بدون قيد فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما و امر بالصلاة عليه يبرأ المأمور من العهدة اذا صلى عليه مرة يعني صلى عليه خارج - 00:33:00
الصلاة الصلاة التي هي العبادة المعروفة اما في الصلاة فذاك وجوب جاء من دليل اخر وهذا القول انسب اقعد الاصول والفقه لان الامر عندهم يقتضي التكرار اذا قرارات به القرينة او - 00:33:23
كان معلقا بشيء يتكرر فيتكرر بتكرره. اما اذا لم يعلق بالدليل الذي دل على الوجوب بشيء يتكرر فانه يبرأ من العهدة بمرة واحدة مثل ما امر الله جل وعلا بالحج - 00:33:45
قوله واتموا الحج والعمرة لله ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فلم يقيده بقيد فيبرأوا بي الحج مرة المقصود ان هذا ما ذكره العلماء على قوله تعالى صلوا عليه وسلموا تسليما. اذا تقرر ذلك فما معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:34:04
او الصلاة مطلقا قال كثير من اهل اللغة بل جمهور اهل اللغة ان الصلاة في اللغة هي الدعاء صلاة في اللغة الدعاء قال جل وعلا وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم - 00:34:28
صل عليه ما يدعو لهم. كان النبي صلى الله عليه وسلم لاتاه قوم زكاة مالهم او بصدقة اموالهم دعا لهم يؤيده ايضا ان يؤيد ان الصلاة بمعنى الدعاء قول اعشى - 00:34:47
شعره المشهور تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يا ربي جنب ابي الاوجاع والوصب عليك مثل الذي صليت اغتبطي نوما اغتمضي نوما فان جنب المرء مضطجع. قالت يا ربي جنب ابي الاوصاب والوجع. فقال هو عليك مثل الذي صليت وهي - 00:35:07
دعاء اطلق الاعشى وهو عربي على دعائها الصلاة وهذا هو المشهور عند اهل العلم لكن ليس معناها الصلاة ليس معنى الصلاة الدعاء المطابقة لا ولكن نقول الصلاة فيها معنى الدعاء - 00:35:32
فاذا كان مناسب ان يكون دعاء فيعطى معنى الدعاء واذا لم يكن مناسب واذا لم يكن ذلك مناسبا اعطي المعنى الذي يناسب وابن القيم رحمه الله تعالى اطال البحث في هذا في كتابه جلاء الافهام وانكر - 00:35:54
ان تكون الصلاة بمعنى الدعاء في بحث طويل ماتع ترجعون اليه وايد ذلك بادلة كثيرة مثلا قال ان الصلاة لا تكون الا في الخير لغة واما الدعاء يكون في الخير والشر - 00:36:11
قال ايضا ان دعا اذا عدي بعلى لا يكون معناه صلى اذا عدي بعلى يقال دعا على فلان ليس معناه صلى على فلان. صلى على فلان معناها يختلف عن دعا على فلان - 00:36:28
وهكذا في اعتراضات موفقة من ابن القيم رحمه الله تعالى وقال ان الصلاة في اللغة معناها الثناء وعلى كل فالمعروف عند السلف ان الصلاة من الله جل وعلا هي الثناء - 00:36:44
وذلك لان الله جل وعلا يثني على عباده سيكون الذي يقول صلى الله يطلب من الله جل وعلا ان يصلي على محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم فتكون الصلاة من الله جل وعلا بمعنى الثناء. وهذا هو الذي قاله ابو العالية فيما ساقه البخاري في صحيحه وجماعة. من ان الصلاة من - 00:37:03
الله جل وعلا الثناء وكذلك من الملائكة الثناء والاستغفار. فالله جل وعلا يصلي على نبينا محمد في الملأ الاعلى بمعنى يثني عليه في الملأ الاعلى. يصلي الله جل وعلا على المؤمنين في الملأ الاعلى بمعنى يثني - 00:37:29
على المؤمنين الموحدين في الملأ الاعلى. وكذلك الملائكة يثنون على النبي صلى الله عليه وسلم او على المؤمنين في الملأ الاعلى ومع الثناء ايضا صلاتهم بمعنى الاستغفار. فتقرر ان العبد حين يقول اللهم صلي على محمد صلى الله على محمد معناه اللهم - 00:37:48
اثني على محمد في الملأ الاعلى صلى الله على محمد يعني اثنى الله على نبينا محمد وذلك لما نالنا من النبي صلى الله عليه وسلم من انواع البركات العلمية الدينية - 00:38:14
التي حاز بها اهل الايمان على المقامات العالية عند الله جل وعلا. فالفضل لله جل وعلا ثم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو مقدم على انفسنا عليه الصلاة والسلام وعلى ابنائنا وامهاتنا ووالدينا عليه افضل الصلاة وافضل السلام - 00:38:32
ثم قال وسلم صلى الله وسلم يعني طلب السلامة له عليه الصلاة والسلام ذلك امتثال لقوله جل وعلا صلوا عليه وسلموا تسليما ويحصل الامتثال للامر بقول القائل صلى الله عليه وسلم او صلى الله وسلم - 00:38:53
عليه و المطابقة مطابقة الامتثال للاية ان يقول صلى الله عليه وسلم لان الله جل وعلا قال صلوا عليه وسلموا تسليما. فيقول المؤمن صلى الله عليه وسلم او صلى الله - 00:39:15
وسلم على محمد صلي وسلم على نبينا محمد قال على افضل المصطفين محمد المصطفين جمع مصطفى والمصطفى هو المختار واصله من اخذ الصفوة اخذ الصفوة قال جل وعلا افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما - 00:39:35
افأفاكم ربكم بالبنين؟ يعني افجعل لكم الله جل وعلا الصفوة التي تريدونها وهم البنين دون البنات واتخذ من الملائكة اناثا والمصطفون واعلاهم مقاما واعظمهم درجة الانبياء والمرسلون وهذا هو الراجح - 00:40:04
في تفسير قوله جل وعلا قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير عما يشركون. فانهم اختلفوا في معنى قوله وسلام على عباده الذين اصطفى منهم؟ فقال كثيرون هم صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وقال اخرون هم الانبياء والرسل - 00:40:27
وقال اخرون هم هم المرسلون والانبياء واتباع الانبياء والمرسلين يعني هم اهل التوحيد فهم الذين اصطفاهم الله جل وعلا واختارهم بما من عليهم من الهداية. فهو عليه الصلاة والسلام افضل الانبياء وافضل المرسلين هو افضل المصطفين افضل اهل التوحيد عليه الصلاة والسلام. افضل اهل التوحيد هو النبي - 00:40:50
محمد صلى الله عليه وسلم هو اعلاهم مقاما في الدنيا وهو ارفعهم منزلة في الاخرة عند ربه جل وعلا قال بعدها وعلى اله واصحابه ومن تعبد الان الصحيح انهم هم ال بيته الخاصين - 00:41:18
ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم خاصين وافظلهم اهل الكساء الذين ادار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الكساء و قال طائفة من المحققين من اهل العلم ان ال النبي - 00:41:39
هم اتباعه مستدلين ال كل نبي اتباعه مستدلين في ذلك بقوله جل وعلا وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة يعني مما ترك موسى وهارون فالال هم الاتباع على الدين - 00:41:55
ولكن ها هنا على اله واصحابه الال هم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه وعطف عليهم الاصحاب و هذا العطف عطف الاصحاب على الال شعار لاهل السنة ومن شعار - 00:42:15
المتشيعة بشعار الشيعة او الرافضة انهم يصلون على الال دون الصحو وذلك لانهم يتولون الال دون الصحف واما اهل السنة فانهم يصلون على الال والصحب معا اما دائما او كثيرا - 00:42:33
و رأى طائفة من اهل العلم انه عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يضاف الحال فيقال صلى الله على محمد واله وسلم وذلك لاجل ما جاء في الحديث قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قالوا قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد لكن الذي - 00:42:55
ذكره الماتن هنا مؤلف هو الذي عليه عامة علماء اهل السنة الاصحاب جمع صاحب وهو منع لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة ومات على الايمان هذا هو التعريف الراجح للصحابي ثم قال بعدها ومن - 00:43:17
تعبد يعني من تعبد لله جل وعلا موحدا له متبعا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك اما بعد فهذا مختصر في الفقه اما بعد فهذا هذا يشير الى - 00:43:42
الكتاب اما بناء على انه في ذهنه اذا كانت المقدمة تكتب قبل الكتاب واما مشيرا الى ما هو امامه اذا كانت المقدمة تكتب بعد اتمام الكتاب هذا اشارة الى ما في الذهن او ما في الواقع - 00:44:03
بحسب الحال فهذا مختصر في الفقه المختصر هو الكلام الذي تقل الفاظه وتكثر معانيه ذلك كما جاء في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال واختصر لي الكلام اختصارا معناه انه عليه الصلاة والسلام اوتي جوامع الكلم - 00:44:26
الكلمات القليلة بالمعاني الكثيرة فقوله مختصر في الفقه يعني قليل الالفاظ لكنه كثير المعاني الفقه المقصود بالفقه هنا فهم الفهم في اللغة او المراد به وهو الاظهر الانسب انه يريد به الفقه - 00:44:48
الاصطلاحي وهو علم الفقه وهو استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها تفصيليا مختصر في الفقه يعني في الاحكام الشرعية اختصره من اي شيء؟ قال من مقنع الامام الموفق ابي محمد الموفق ابن قدامة - 00:45:16
هو ابو محمد عبدالله ابن احمد ابن محمد ابن قدامة العمري جده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما واسرة القدامى اسرة عظيمة في الشام كانوا في فلسطين ثم انتقلوا الى - 00:45:39
دمشق وعظم الانتفاع بهم وبمؤلفاتهم وبمصنفاتهم والموفق ابو محمد له في المذهب قدم راسخة بل هو شيخ المتوسطين من الحنابلة لشيخ الطبقة المتوسطة. فاذا قيل قال الشيخ في عند المتوسطين من الحنابلة فانما يريدون به - 00:45:56
الموفق ابن قدامة رحمه الله واذا قيل اختاره الشيخان يريدون به المجد جد شيخ الاسلام والموفق بن قدامة عليهما رحمة الله وغفرانه الموفق له عدة كتب في المذهب منها للمبتدئين كتاب العمدة - 00:46:21
فقه وهو المشهور عمدة الفقه الذي عليه الشرح العدة شرح العمدة لبهاء الدين عمدة الفقه عمدة الاحكام في الحديث واللي امس اخذنا بعض الكلام عليه واما عمدة الفقه فهو المشهور بالعمدة في الفقه - 00:46:43
وهذا كالمرحلة الابتدائية لطالب علم الفقه ثم اوسع منه المقنع الذي هذا الكتاب اختصار له العمدة لا يعتني فيه بذكر الادلة في كل مسألة وانما يذكر في كل باب غالبا - 00:46:59
يذكر دليلا ان كان جامعا او ان كان مناسبا لما اورده واما المقنع فانه اوسع منه مسائل العمدة لا يذكر فيها روايات اما المقنع فهو انه ربما ذكر في بعض المسائل - 00:47:19
روايتين في المذهب اكبر منه كتاب الكافي اوسع من المقنع يذكر فيه المذهب برواياته المشهورة ويذكر الادلة للمذهب واوسع منه وهو للمنتهين المغني المشهور فانه يذكر المذهب ويذكر تقريره وادلته - 00:47:39
ويذكر من وافق الاصحاب بهذه ومذاهب السالفين من الصحابة والتابعين ويذكر الاقوال المخالفة من العلماء المتبوعين او من غيرهم يذكر الاقوال الاخر ويذكر ادلتها ويرجح فهي درجات العمدة للمبتدئين و - 00:48:07
المقنع للمتوسطين و الكافي طبقة التي هي اعلى من المتوسطين والمغني للمنتهين المقنع هذا له ميزات كثيرة ستظهر في هذا المختصر ان شاء الله من المسائل المهمة ومن حسن التعبير عنها وهو اسهل من المختصر في عبارته - 00:48:33
اسهل من الزاد في عبارته وعليه شروح كثيرة جدا وعليه حواش وقد خدم بانواع من الخدمة قال على قول واحد وهو الراجح في مذهب احمد يعني انه لم يذكر الاقوال في المذهب - 00:48:58
ولا الاقوال في غير المذهب فانه اختار قولا واحدا جعله عمدة في هذا الكتاب المختصر وهذا القول هو الراجح في مذهب احمد الراجح في مذهب احمد يعني عند المتأخرين واصحاب احمد طبقات - 00:49:16
منها طبقة المتقدمين وهم من اصحاب احمد الى ابن عقيل ثم طبقة المتوسطين من ابن عقيل ممن هم بعد بن عقيل الى تأليف الانصاف يعني الى القرن اواخر القرن ثامن - 00:49:37
او ما بعده يعني الى تأليف الانصاف ومن الانصاف الى وقتنا هذا يقال لهم المتأخرون طبقة المتأخرين من الحنابلة ولكل طبقة ميزات وخصائص في عرظها للفقه واستدلالاتها و نحو ذلك - 00:49:58
قال وهو الراجح الراجح عند المتأخرين ترجيح المتأخرين غالبا يكون معتمدا على ما رجحه المرداوي صاحب كتاب الانصاف علي ابن سليمان المرداوي صاحب كتاب الانصاف. فانه ذكر الراجح من الخلاف - 00:50:16
المذهب واسم كتابه واسم كتابه يغني عن تفصيل الكلام فانه سماه الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الامام المبجل احمد بن حنبل ذكر الراجح وتبعه العلماء مذهب بعده على ذكر هذا الراجح - 00:50:36
وهذا الراجح عنده ومن المعلوم ان الترجيح كما ذكر الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في قواعده الاربع ان من قواعد الاسلام العظيمة ان الاحكام فيها حلال بين وفيها حرام - 00:50:56
بين وفيها مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس قال فمن رام في كل مسألة قولا يقطع النزاع وينهي الخلاف فانه وعارظ للحديث لانه بينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فلا بد ان يكون - 00:51:19
تم خلاف فلو رجح احد العلماء قولا تجد مثله تجد مثله من العلماء في رساخته في العلم يرجح قولا اخر وهكذا. فاذا هذا القول الراجح الذي رجحه هذا العالم بناء على ترجيحه وما رجحه الحنابلة رحمه الله بناء على اجتهادهم وترجيحهم وهم يثنى عليهم بتلك الترجيحات و - 00:51:42
لكن قد لا يسلم لهم ان كل ما رجحوه راجحا في نفس الامر. وذلك لان عمدة الترجيح الدليل. فاذا كان الدليل ظاهرا والاستدلال ظاهرا لاحد القولين كان ارجح او لاحد الاقوال كان احق بالترجيح - 00:52:08
اعترض على قوله وهو الراجح في مذهب احمد بانه ذكر مسائل ليست هي الراجحة حتى عند المتأخرين جمعها بعضهم واوصلها الى نحو ثلاثين مسألة نقف عند هذه الكلمة عند قوله وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع - 00:52:31
الى الدرس القادم ان شاء الله تعالى. اسأل الله ان ينفعني واياكم - 00:52:52
شرح زاد المستقنع - معالي الشيخ صالح آل الشيخ
شرح زاد المستقنع (1) لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - فقه - كبار العلماء