شرح كتاب الفتوى الحموية

شرح كتاب الفتوى الحموية لسماحة الشيخ عبدالله ابن جبرين الدرس الثامن

عبدالله بن جبرين

الفتوى الحموية. الدرس الثامن. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية الله واياه وشيخنا وجميع المسلمين واما الصنف الثالث وهم اهل التجهير فهم كثير من المنتسبين الى السنة واتباع السلف - 00:00:00ضَ

يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف معاني ما انزل الله عليه من ايات الصفات ولا جبريل يعرف معاني تلك الايات ولا السابقون الاولون عرفوا ذلك وكذلك قولهم في احاديث الصفات ان معناها لا يعلمه الا الله. مع ان الرسول تكلم - 00:00:35ضَ

بهذا ابتداء فعلى قولهم تكلم بكلام لا يعرف معناه. وهؤلاء يظنون انهم وما يعلم على قوله وما يعلم تأويله الا الله وهو وقف صحيح. لكن لم يفرقوا بين اين معنى الكلام وتفسيره وبين التأويل الذي فرض الله تعالى بعلمه وظنوا ان التأويل - 00:01:04ضَ

مذكورة في كلام الله تعالى هو التأويل المذكور في كلام المتأخرين. وغلطوا في ذلك ان التأويل يراد به ثلاث معان فالتأويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو صرف اللفظ هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك - 00:01:44ضَ

فلا يكون معنى اللفظ فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهره تأويلا على اصطلاح هؤلاء. وظنوا ان الله تعالى بلفظ التأويل ذلك وان للنصوص تأويلا يخالف مدلولها لا يعلمه الا الله او يعلمه المتأولون. ثم كثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها - 00:02:13ضَ

فظاهرها مراد مع قولهم ان لا طويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله هذا تناقض وقع فيه كثير وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين الى السنة من الائمة الاربعة وغيرهم - 00:02:46ضَ

والمعنى الثاني ان التأويل هو تفسير الكلام سواء وافق ظاهره او لم يوافق وهذا هو التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم. وهذا التأويل يعلمه الراسخون في العلم وهو موافق لوقف من وقف من السلف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله - 00:03:10ضَ

كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد ابن جعفر ابن الزبير ومحمد ابن اسحاق وابن قتيبة وغيرهم وكلا القولين حق باعتبار كما قد بسطناه في مواضع اخر. ولهذا نقل عن ابن عباس - 00:03:39ضَ

هذا وهذا وكلاهما حق. والمعنى الثالث ان التأويل هو الحقيقة التي يؤول الكلام اليها ان وافقت ظاهرة فتأويل ما اخبر الله به في الجنة من الاكل والشرب واللباس والنكاح فتأويل ما اخبر الله به في الجنة من الاكل والشرب واللباس والنكاح وقيام الساعة وغير ذلك - 00:04:03ضَ

والحقائق الموجودة انفسها. لا ما يتصور من معانيها في الاذهان ويعبر عنه باللسان هذا هو التأويل في لغة القرآن كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام انه قال في هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وقال تعالى هل ينظرون الا - 00:04:33ضَ

تأويلة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه الا الله. فتأويل الصفات والحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها. وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف - 00:05:03ضَ

وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف كمالك وغيره. الاستواء معلوم والكيف مجهول الاستواء معلوم يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة اخرى. واما كيفية ذلك سوى فهو التأويل الذي لا يعلمه الا الله تعالى. وقد روي عن ابن عباس ما ذكره عبد - 00:05:52ضَ

رزاق ما ذكره عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه انه قال تفسير القرآن على اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. من ادعى علمه فهو كاذب - 00:06:22ضَ

ذاك ما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما فكانوا يعملون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وكذلك علم - 00:06:52ضَ

الذي لا يعلمه الا الله تعالى. وان كنا نفهم من الكلام ما قصد افهامنا اياه. ونفهم من الكلام ما قصد افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفال وقال افلم يتدبروا القول فامر فامر بتدبر القرآن لا بتدبر بعضه - 00:07:22ضَ

قال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا عثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يتجاوزوها لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل - 00:08:02ضَ

ان القرآن والعلم والعمل جميعا. وقال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله اقف عند قل لاية واسأله عنها. وقال الشعبي ما ابتدع احد بدعة الا وفي كتاب الله بيانها - 00:08:32ضَ

وقال مسروق ما سأل اصحاب محمد عن شيء الا وعلمه في القرآن وهذا باب واسع قد بسط في موضعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:09:02ضَ

صلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ذكر شيخ الاسلام فيما تقدم ان الذين خالفوا طريق السلف من المنحرفين ثلاثة اقسام اهل التخييل واهل التأويل - 00:09:34ضَ

واهل التجهيل تقدم ذكره لاهل التخييل وكذلك لاهل التأويل والان يذكر اهل التجهيل واشتقاق كقوله من الجهل بمعنى انهم يجهلون النبي صلى الله عليه وسلم ويجهلون صحابته يرمونهم ابي الجهل وهم اهله - 00:10:06ضَ

كثير من المنتسبين الى السنة وللاسف والى اتباع السلف يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف معاني ما انزل الله عليه. من ايات الصفات يعني ايات الصفات - 00:10:49ضَ

التي في القرآن كايات الاستواء وايات الرفع من رفعه الله اليه وايات العروج تعرج الملائكة والروح اليه وايات الصعود اليه يصعد الكلم الطيب وايات الانزال تنزيل من حكيم حميد وايات ذكر السماء - 00:11:15ضَ

كقوله امنت من في السماء وايات العلو وهو العلي العظيم وكذلك ايات بقية الصفات مثل ايات الوجه ويبقى وجه ربك وايات اليد وكذلك الصفات الفعلية ايات الرحمة وايات المحبة وايات الغضب - 00:11:48ضَ

وايات الرضا وايات الكراهة وما اشبه ذلك يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف معانيها وكذلك الملك الذي هو جبرائيل لا يعرف معاني تلك الايات وكذلك السابقون الاولون - 00:12:24ضَ

اعرف ذلك هكذا ومعنى هذا ان هؤلاء السلف وكذلك الصحابة انهم يقرأون هذه الايات وكأنها كلام اعجمي الا يدرون ما ما تدل عليه والحقوا بذلك ايضا هذه الصفات قالوا ان معناها لا يعلمه الا الله - 00:12:52ضَ

مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم بها ابتداء معنى ذلك انه تكلم بقوله الا تأمنوني وانا امين ما في السماء وهو لا يدري ما معناها وبقوله بقوله والذي نفسي بيده - 00:13:32ضَ

ولا يدري ما معناها وقل يا مقلب القلوب ولا يدري ما معناها. وقولي الله ارحم بعباده من الوالدة برحم بولدها قوله ان الله كتب كتابا هو عند العرش. ان رحمتي تغلب غضبي - 00:13:59ضَ

هذه من احاديث الصفات معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمها مع انه ابتدأ الكلام بها قالوا اه هذا من اعجب العجب ايتكلم بين اصحابه بكلام لا يفهمه هو - 00:14:19ضَ

وكذلك لا يفهمه اصحابه ولا يسألون ما معناه يعني اه في قوله صلى الله عليه وسلم اه في قوله ان الله يقبض السماوات على اصبع رضينا الى اصبع لماذا لم يسألوه عن معناه - 00:14:44ضَ

وكذلك في قوله ينزل ربنا الى السماء الدنيا اتكلم به وكأنه يتكلم بكلام اعجمي والصحابة لا يدرون ما معناه لا شك ان هذا في النبي صلى الله عليه وسلم وطعنا في الصحابة - 00:15:11ضَ

يقال النبي صلى الله عليه وسلم عربي يتكلم بالعربية الفصحى والصحابة كذلك فلو كان يتكلم عندهم بكلام اعجمي ليس له معنى انا سأله واستفسروا وكانوا بين لنا الم نفهم هذا - 00:15:38ضَ

وهو كالتقدم صلى الله عليه وسلم اعلم الناس وافصحهم وانصحهم اجتمعت في هذه الخصال العلم والفصاحة والنصيحة للامة واذا كان فصيحا فلابد انه يأتي بكلام فصيح عربي كما ذكر في - 00:16:09ضَ

قصة بعض بعض المعبودات في الجاهلية انهم كانوا يعبدون صنما فسمع الذين حوله صوتا يقول يا نجيه يصيح بلسان فصيح يقول لا اله الا الله يعني التوحيد وهو النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:46ضَ

فاذا كان بلسانه فصيح فكيف مع ذلك يتكلم بكلام اعجميا الا يدري ما معناه يعني لا يدري ما معنى النزول ولا يدري ما معنى اليدين او اليد ولا يدري ما معنى الوجه - 00:17:26ضَ

في قوله لا حرقت سبحات وجهي من تهى اليه بصره من خلقه وما اشبه ذلك على قولهم تكلم بكلام لا يعرف معناه الاعياد الامام ماذا يدل عليه يقول هؤلاء يظنون انهم يتبعون لهذه الاية في سورة ال عمران - 00:17:47ضَ

وما يعلم تأويله الا الله يعني ذلك المتشابه ولهذا يجعلون ايات الصفات هي المتشابه الذي لا يعلم تأويله الا الله فقد ذكرنا ان يا قاضي المعتزلة عبد الجبار الهمداني الف كتابا - 00:18:19ضَ

طبع في مجلده وسماه متشابه القرآن وخص ايات الصفات لانها تخالف معتقدهم التي تتعلق بالصفات وذلك لانهم ينكرونها ويقولون ان اثبات هذه الصفات يلزم منه تعدد القدماء ان القديم ليس هو ذات الرب وحده - 00:18:54ضَ

بل تكون الصفات قديمة ولا يكون حينئذ القديم هو ذات الرب وحده هذه علة انكارهم واما قلة انكارهم صفات الافعال المجيء والنزول الغضب والرضا والقبض والبسط يقولون ان هذا يسأل الرب محلا للحوادث - 00:19:31ضَ

فينكرون ذلك ويكفرون اذا كنا بها كنا حدث له كلام جديدا وحدث له نزول وحدث له مجيء وحدث له غضب وحدث له كاين ومن اكثر والرضا وحب ونحو ذلك فيقولون - 00:20:08ضَ

ننزه الله تعالى عن ذلك حتى لا يكون محل الحوادث هذه اكبر ما يعلمنا بها المتقدمون والمتأخرون رأينا ذلك قريبا الرسائل الخليلي مفتي امام الان وينشر الرؤيا ويقول انها تستلزم حلول الحوادث - 00:20:40ضَ

وكذلك الكوثري الذي اهلك يا ستين سنة في مصر فانه ايضا ينهي هذه الصفات الفعلية ويقول ان اثباتها يلزم منه يلزم منه تعدد القدماء ويلزم منه حلول الحوادث والحاصل ان اكثر ما يعتمدون عليه - 00:21:14ضَ

هذه الاية هؤلاء اهل التجهيز وما يعلم تأويله الا الله حيث وقف كثير من السلف على قوله الا الله وابتدأ بقراءة والرأس يخون في العلم يقولون واخرون وقفوا على اهل العلم - 00:21:46ضَ

يقرأ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ثم يبتدئون بقوله يقولون انهم يكونون الوقف صحيح على قوله وما يعلم تأويله الا الله لكن هؤلاء اهل التجهيل لم يفرقوا بين معنى الكلام وتفسيره - 00:22:13ضَ

وبين التأويل الذي فرج الله تعالى بعلمه لما رأوا تأويله ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ظنوا ان التأويل الذي فرج الله تعالى بعلمه بهذه الاية انه معنى الكلام وتفسيره هذا ظن خاطئ - 00:22:43ضَ

ظن ان التأويل المذكور كلام الله تعالى هو التأويل المذكور في كلام المتأخرين الذين اصطلحوا معنى التأويل في اصطلاحهم ذكر الشيخ بعد ذلك ان التأويل يراد به ثلاث معان التأويل الاصطلاحي كثيرا من المتأخرين - 00:23:09ضَ

هو صرف له عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك هذا هو الصلة المتأخرين في اللفظ عن ظاهره يقولون اذا كان اللفظ يحتمل كذا وكذا وهو الاقرب ويحتمل كذا وكذا وهو بعيد - 00:23:45ضَ

اخترنا الاحتمال البعيد اذا كان يقترن به دليل يجعله اقوى فمثلا يقولون المجيء في قوله وجاء ربك يحتمل احتمالين الاول مجيء الله بذاته وهذا هو الراجح والثاني مجيء امره وهذا مرجوه - 00:24:16ضَ

ولكن نختار المرجوح اه لان لا يلزمنا ما يقول خصومنا انا نقول انا نقول بحلول الحوادث فلما كان هناك دليل مع المرجوح وتركنا الراجح هذا معنى التأويل عندهم هذا الصلاح المتأخرين - 00:24:49ضَ

كان الاولى ان يقال تحريف الكلام انه ليس تأويلا ولكنه تحريف لانهم اذا كانوا استوى استولى فقد حرف التحريف اللفظيا واذا كانوا يد الله نعمته وقد حرف تحريفا معنويا وكذلك اذا قالوا - 00:25:23ضَ

العرش هو الملك عرف تحريفا معنويا فيقولون نختار ان نيسر العرش بالملك او نفسر الاستواء بالاستيلاء حتى نتحقق نتحقق ان على صواب اه لان لا نقول الحوادث بذات الرب فلا يكونون على اللفظ الموافق لدلالة ظاهره تأويلا - 00:25:49ضَ

يعني ما يدل عليه ظاهر الكلام الا يكون تأويلا فاذا قيل مثلا والله يسمع تحاوركما اذا قيل معنى يسمع يسمع الكلام سماء كاملا فهذا هو الاحتمال الراجح وهذا هو معنى الكلام عند الاطلاق - 00:26:27ضَ

واذا قيل يسمع يعني يخلق سمعا يخلق من يسمع هذا تأويل مرجوح وهو الذي يختاره المعتزلة وامثالهم هكذا ان المعنى سمعنا اللفظ الموافق له الموافق لدلالة ظاهرة عندهم لا يسمى تأويلا - 00:26:59ضَ

عندهم ان قوله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا معناه يأكلوا من الطيبات والاعمال من المال هذا معناه واشربوا من الماء ونهوه ولا تفسدوا هذا تفسير وهذا معلوم وكذلك اقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله - 00:27:33ضَ

اذا كنا اقموا الصلاة يعني اظهروها وافعلوها واخرج الزكاة لا يكون هذا تأويلا لانه تفسير لللفظ تفسير لظاهر اللفظ اليس فيه خفى هذا لا يسمى تأويلا الى الصلة يا هؤلاء - 00:28:05ضَ

وظنوا ان مراد الله تعالى بل هو التأويل ذلك. اي هذا الذي اصطلحوا عليه الذي هو تحريف الكلام او لا يسمى تحريفا اه لانه داخل في قوله تعالى في قوله عن اليهود يحرفون الكلمة من بعد مواضعه - 00:28:31ضَ

وهذا في الحقيقة اولى انه يسمى تحريفه ان مراد الله تعالى هذا التأويل واعتقدوا ان للنصوص الى مخالفا بمدلولها لا يعلمه الا الله يعني بعظهم خص ذلك بايات الصفات وقد تقدم - 00:28:58ضَ

ان بعضهم تعدى ايات الصفات كلها لان ايات الصفات كلها سنة ولا ايات الميعاد وتأولها يعني حرفها وتأدى اخرون وهم الصوفية الى ايات الاوامر والنواهي وتأولوها اي حرفها وصرفها عما تدل عليه - 00:29:36ضَ

فيقولون ان للنصوص تأويلا مخالفا لمدلولها لا يعلمه الا الله او يألمه المتأولون هذا قولهم يقول ثم كثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها وظاهرها مراد مع قولهم ان لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله - 00:30:10ضَ

يقول هذا تناقض كيف تقولون تجرى على ظاهرها وظاهرها مراد وتقولون ان لها تأويل لا يعلمها الا الله لقد تناقضوا كلامهم ينقض بعضه بعضا لانه اذا كانوا ظاهرها مراد ثم قالوا لا تأويل لا يعلمها الا الله - 00:30:43ضَ

فقد تناقض كلامهم وقع في هذا التناقض كثير من المنتسبين الى السنة من اصحاب الائمة الاربعة وغيرهم الذين يقولون لها تأويل ولكن الا يعلمه الا الله ثم يقولون ان ظاهرها مراد - 00:31:11ضَ

وقد تكلم الشيخ رحمه الله على قاعدتها الظاهر النصوص مراد او ظاهرها غير مراد وذلك لان الاشاعرة اذا جاءوا ايات الصفات التي تخالف معتقدهم يقولون ان ظاهرها غير مراد كل ما لم يوافقهم - 00:31:41ضَ

يحرفون ظاهره غير مراد ما الدليل على ان ظاهره غير مراد الله تعالى هو الذي تكلم به وانزله على عباده وامرهم بان يتعلموه ولو كان ظاهره غير مراد الا ما كلفهم بان يتعلموه - 00:32:14ضَ

هذا هو المعنى الاول المعنى الثاني ان التأويل تفسير الكلام سواء لم يعافقه هذا هكذا ان التأويل هو التفسير الذي هو اظهار المآل وتوظيحها يقول هذا هو التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين - 00:32:48ضَ

وغيرهم انه لا فرق من التفسير والتأويل هذا التأويل يعلمه الراسخون يعلمه الراسخون في العلم اذا قلنا ان التأويل بمعنى التفسير هذا هذا القول موافق لوقف ما وقف من السلف عند قوله والراسخون به عند قولهم العلم وتأويله الا الله - 00:33:22ضَ

اخوان في العلم كما نقل ذلك عن ابن عباس فانهم عطاء الراسخون على الله يعلم ما يعلم تأويله الا الله والراسخون لا يعلمه مع الله الا الراسخون في العلم لانهم لما كانوا راسخين دل على ان من اثار رسوخهم - 00:33:50ضَ

انهم يعلمون الخفي الذي لا يعلمه غيرهم ومن ذلك هذه الايات التي تتعلق بالصفات والتي هي من المتشابه يقول هكذا نقل الوقف على الراسخون في العلم عن ابن عباس ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير - 00:34:17ضَ

محمد بن اسحاق وابن قتيبة وغيرهم وكلا القولين حقا باعتبار يعني ان الذين كانوا يعلمه الراسخون يريدون بذلك التفسير والذين فعلوا لا يعلمه الا الله يريدون بذلك الكيفية كما قد بسط ذلك الشيخ - 00:34:46ضَ

اه نقل عن ابن عباس هذا وهذا نقل عنه انه يقول انا من الراسخين ونقل عنه انه يتوقف في بعض الايات سأله رجل عن قوله تعالى في يوم كان مقداره الف سنة - 00:35:19ضَ

فقال ان الله تعالى قال في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فقال السائل انما سألتك لتخبرني فقال الله اعلم هما يومان ذكرهما الله وليس لنا علم بهما توقف في بيان - 00:35:46ضَ

هذا وكان ايضا يتوقف في بعض الكلمات يا اخوان المعنى الثالث ان التأويل هو الحقيقة التي الكلام اليها وان وافقت ظاهرة اه التأويل هو ونهايته الحقيقة التي اول الكلام اليها - 00:36:16ضَ

تأويل ما اخبر الله تعالى به في الجنة من الاكل والشرب اللباس النكاح وقيام الساعة وغير ذلك هو الحقائق المدودة انفسها الى ما يتصور منه الية بالاذهان ويعبر عنه باللسان - 00:36:50ضَ

وهذا هو التأويل في لغة القرآن حقائق الشيء وما تؤول اليه ومنه تأويل الرؤيا فان تأويلها بمعنى ما تؤول اليه في قول الله تعالى عن يوسف وكذلك وكذلك يجتبيك ربك - 00:37:07ضَ

ويعلمك من تأويل الاحاديث وكذلك قوله بنفسه الطيران قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث يعني كتأويل الاحلام اه لان الله علمه التأويل الاحلام فكان يعرفها فدل ذلك على ان هذا التأويل - 00:37:39ضَ

لانه اه هو مآل الشيء وما يؤول اليه وطائفيته اذا تبين وظهر اذا دخل اهل الجنة الجنة ورأوا ما فيها مما ذكره الله وطأة دانية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة - 00:38:15ضَ

واسواب موضوعة وانا مارق مصفوفة اذا قرأوا مثل هذه المرأة واحيانا قالوا هذا تأويل ما ذكره الله اه في الجنة وكذلك اهل النار اذا رأوا ما ذكره الله من قوله تعالى - 00:38:47ضَ

واخر من شفعه ازواج ذلك قالوا هذا تأويل ما اخبر الله هذا تأويل ما ذكره الله يعني حقيقة الشيء الذي قد اخبر الله به وهو اعلم به فيكون التأويل هو - 00:39:16ضَ

حقيقة الشيء ونهايته وما يؤول اليه فعرف بذلك ان التأويل القرآن ورد في ايات في سورة يونس ويراد به تعبير الرؤيا ويعلمك من تأويل الاحاديث وفي قوله تعالى كذلك ينسب بك ربك كذلك قوله كان - 00:39:41ضَ

كذلك لما ذكر الله وكان الذي اشتراه النصر لامرأته وكذلك مكن اليوسف اعلن الامام من تأويل الاحاديث من تعبير الرؤيا وهذا فتح الله تعالى عليه فكان هذا هو تأويل الاحلام - 00:40:21ضَ

الحقائق الموجودة في الجنة اذا ظهرت ما يتصوره الانسان ان معانيها بالاذهان ويعبر عنه باللسان الانسان قد يتصور يتصور ما ذكر في الجنة يتصور ولهم طعير مما يشتهون يتصور ذلك الطير - 00:40:52ضَ

على مروي يتصور ذلك اللحم يتصور تلك القطوف الدانية التي تتدلى ولا تحتاج الى الى صعود كذلك ايضا يتصور الثمار التي ذكرها الله تعالى وهكذا ايضا يتصور ما ذكره الله - 00:41:29ضَ

النار في قوله تعالى حميما تقطع امعاءهم وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه يتصور ذلك ولكن اذا رأوه احيانا قالوا هذا تأويل ما اخبرنا الله صدق الله في خبره - 00:41:58ضَ

فقد وافق ذلك ما اخبر الله به فلما ان يوسف وصى على ابيه رؤياه اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين عرف ابوه تفسير هذه الرؤيا ان احدى اشهر هم اخوته - 00:42:31ضَ

الشمس والقمر ابواه فقال يا بني لا تنسوا رؤياك على اخوتك اولا جاؤوا وخروا له سجدا تحققت تلك الرؤية فقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل هذا تفسير او هذا حقيقتها - 00:42:57ضَ

قد وقعت اه كنا نظن كذلك في سورة الاعراف قال الله تعالى هل ينظرون الا تأويله؟ يوم ياتي تأويله. يقول الذين نسؤوا منك بالقد جاءت رسل وربنا الاشارة او الضمير في قوله تأويله - 00:43:26ضَ

الى الاداب الذي كان فيه الكفار عندما يقولون ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا اقال اهل الجنة ان الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا - 00:43:54ضَ

غرت من الحياة الدنيا فاليوم انساهم لقاء يومهم هذا ثم قال بعدها هل ينظرون الى تأويله يعني الا حقيقته وماهيته وما هو عليه فان ذلك سوف يجيء قريبا يوم ياتي تأويله يقع يوم القيامة - 00:44:19ضَ

يندم اولئك الذين نسوه والذين اعرضوا عن تقبله يقولون قد جاءت رسل ربنا بالحق لقد جائتنا في الدنيا رسلا وانذرنا وعلمونا ولكن لم نتقبل كذلك قال الله تعالى فان تنازلتم في شيء - 00:44:44ضَ

الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر كذلك خير واحسن تأويلا ما معنى تأويلا يعني احسن مآل ما يؤول اليه الشيء اذا كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر انفردتم ذلك الشيء الذي اختلفتم فيه - 00:45:18ضَ

الى الله والرسول فذلك هو احسن ما اذى الحاصل ان الكيفيات الغيبية التي في الجنة والتي في النار والتي في القبر والتي في في يوم القيامة هذه لا يعلمها الا الله - 00:45:48ضَ

وان كنا نؤمن بها ونفهم مدلولها من ذلك مثلا الميزان لقد ذكر انه يطيش بالذرة يقول تعالى وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها ويقول انها لا تكن في صخرة - 00:46:11ضَ

او السماوات والارض يأتي بها الله الخردل احبة صغيرة قد تكون اصغر من اصغر من حب الدخن كذلك قول الله تعالى قوله فمن يعمل مثقال ذرة مثقال ذرة خيرا ومثقال ذرة شرا - 00:46:41ضَ

ميزاننا الان عنا يثقل ولا يميل ولو وضع عليه مئة ذرة فكيف يكون ذلك الميزان يتحرك بذرة دليل على انه له صفة خاصة لم نطلع عليها ولم ندري معنيتها فهذا دليل - 00:47:11ضَ

على ان الله تعالى عجب ان معرفة تلك الامور الاخروية كذلك قد يقول بعضهم يكتب للانساني اعماله كلها في كتاب ثم يخرج له ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا - 00:47:45ضَ

هذا عجيب كيف يخرج له هذا الكتاب واعماله كثيرة يقول يا ويلتنا لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ما يذهب من قول الا لديه رقيب عتيد كيف الانسان قد يستمر مثلا - 00:48:17ضَ

اه مئة سنة وتسعين سنة وهو يعمل وتكتب اعماله يقرأ ويكتب ويهض ويعمل بجوارحه ومع ذلك تكتب هذه كلها فاي كتاب يحمل هذه الاقوال كلها يمكن انك لو كتبت كلامك - 00:48:48ضَ

واعمالك بشهر اذا ملأت مثلا دفترا كبيرا كتابا او نحوه فكيف باكثر من ذلك ان هذا من الغيب الذي لا يعلمه الا الله وهكذا ايضا يقرأ الانسان كتابه يقرأ كتابه وهو امي - 00:49:20ضَ

لا يقرأ ولا يكتب او سائل يقرأه الاعجمي باي حروف تكتب في هذه الصحف يقرأها العربي والعجمي باي لغة لا بد انهم يقرأونها اليس ذلك من التأويل الذي لا يعلمه الا الله - 00:49:59ضَ

يعني امور الاخرة وكذلك امر البرزخ نؤمن بها ولكن نقول تأويلها لا يعلمها الا الله يعني عذاب القبر ونعيمه نصدق به وكذلك ما يأتي كما يأتي الى صاحب القبر هكذا كله نصدق به - 00:50:25ضَ

انا اقول اذا شك ان الانسان عباد موته تخرج روحه ولكن ما هي هذه الروح كيفيتها هذا مما لا يعلمه الا الله اضطرب الناس بها كثيرا ويتكلم فيها كيف تكون هذه الروح - 00:50:52ضَ

التي تخرج من الانسان عند موته لا يعلم ذلك كيفيته الا الله تعالى القول الثاني المعنى الثاني الذي هو ان التأويل والتفسير بمعنى واحد فان هذا اصطلاح اه السلف الصالح - 00:51:31ضَ

والمفسرين لا فرق عندهم بين التفسير والتأويل ويستعمل ذلك الامام ابن جرير في تفسيره الكبير لا يفرق بين التأويل والتفسير عندما يبدأ يقول القول في تأويل قوله تعالى ثم يذكر - 00:52:00ضَ

اية وبعض اية ثم يقول اختلف اهل التأويل في تأويل ذلك يريد بالتأويل التفسير اختلف المفسرون في تفسير ذلك ثم اذا فسره بقول يقول احيانا وبمثل الذي قلنا في ذلك قال اهل التقوى قال اهل التأويل - 00:52:28ضَ

فهو لا يفرق بين التأويل وبين التفسير ولكن اه كان ذكرى التأويل في القرآن انما هو هذه الحقائق الغيبية التي يكون الشيء عليها كما في هذه الايات ذلك خير واحسن تأويلا - 00:53:01ضَ

اي احسن ما اعلم الصفات هو الحقيقة التي فرض الله تعالى بعلمها وهو كيف المجهول يعني تلك الصفة وماهيتها ومادتها لا نعلم ذلك لا يعلمه الا الله اهكذا هذا هو تأويل - 00:53:32ضَ

الصفات فرد الله تعالى بعلمها يقول اطال في السلف كمالك وغيره الاستواء معلوم والكئف مجهول هكذا روي عن مالك وكانه شيخه ربيعة الرأي ربيعة بن ابي عبد الرحمن فانه سئل - 00:54:09ضَ

كما سئل مالك الاستواء غير معلوم مجهول الاستواء غير مجهول والكيف غير معمول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم هكذا ذكر ان الاستواء معلوم انما الاستواء له كيفية - 00:54:44ضَ

وتلك الكيفية مجهولة لا نعلم كيفيتها انما نعلم كيفية اصل الكلمة اخر الاستواء انه معلوم معروف كلمة عربية فهو يعرف معناه ويفسر يترجم الى لغات ولكن له كيفية كيفية ذلك الاستواء - 00:55:20ضَ

هو المجهول هو التأويل الذي لا يعلمه الا الله وقد ذكرنا ان السلف رحمهم الله الاستواء بمعانيه اللغوية ابن جرير رحمه الله اول ما اتكلم عليه عند قوله تعالى في سورة البقرة - 00:55:52ضَ

ثم استوى الى السماء فسواهن وقال معنى السواء يعني على وارتفع واورد اورد سؤالا لان معناه اقبل استوى الى السماء اقبل اليها اعترض على هذا فقال وهل معنى وهل كان معرضا - 00:56:18ضَ

وهل كان معرضا عنها وهل كان مدبرا عنها ثم استوى اليها اذا كان يفسر الثواب استقر وعلا وارتفع فكلمة الاستواء معلومة يمكن ان تترجم الى عدة لغات الذين لا يعلمونها - 00:56:54ضَ

اللغات الاجنبية كثيرة فلك ان تترجمها الى اللغة التي تخاطب صاحبها هكذا هذا الاثر اشهر اشتهر عن مالك ان رجلا جاء اليه وقال يا ابا عبد الله الرحمن كيف استوى - 00:57:22ضَ

فافرق مالك رأسه حتى عرظ على يعني العرب ثم قال اولاده اه يجيب ذلك او يخرج ذلك الرجل الذي آآ اورد هذا الاشكال اخرجوه هكذا عرف بذلك انه مبتدع فلما فسر لما سأل عن هذه الكيفية - 00:57:51ضَ

التي هي مجهولة وقد كان ذلك ايضا قبله شيخه يا شيخ ربيعة ابي عبد الرحمن فانه اه سئل هذا السؤال فقال الاستواء غير مجهول غير معقول ومن الله الرسالة والرسول من اقوالنا التسليم - 00:58:39ضَ

وذكر العلماء ايضا ان هذا قد روي عن ام سلمة احدى امهات المؤمنين تفسير الاستواء بان الكيف مجهول انه روي عنها موقفا عليها من كلامها ورواه بعضهم انا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:59:05ضَ

كيفية ذلك الاستواء هو من التأويل الذي لا يعلمه الا الله ذكر بعد ذلك انه روي عن ابن عباس مما رواه عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها التفسير لا يضر احد مجاهلته - 00:59:33ضَ

كثيرا يعلمه العلماء تفسير لا يعلمه الا الله عز وجل من ادعى علمه وكأذن اهكذا ذكر هذا الاثر عبد الرزاق تفسيره مطبوع وكذلك ذكره ابن كثير في مقدمة تفسيره وذكره ايضا غيره - 01:00:06ضَ

من المفسرين حيث قسم القرآن الى اربعة اوجه يعني تفسيره وهذا تقسيم هي ام كلمات القرآن انها وما يتكلم به حول القرآن لا يخرج عن هذه الاقسام الاربعة لان الله تعالى - 01:00:34ضَ

انزله قرآنا عربيا وانزله على العرب بلسان عربي مبين والعرب فصحاء يعرفون الكلام الذي يلقى اليهم بلغتهم ولابد اذا انهم تكلموا في هذا القرآن فلو كان غير مفهوم قد يقولون انهم لا يفهمونه - 01:01:13ضَ

من باب التعنت شعيب قوم شعيب يا شعيب من يفقه كثيرا مما تقول وقد يكون ايضا بعضهم الا يقبل اليه ولا يصغي اليه ويكون ذلك سببا في عدم فهمه والا فان من تأوله - 01:01:54ضَ

اه تأمله وتعقله ظهر له معناه واظحا ولكن الذين لا يهتمون به الا يفهمونه ولذلك ابهم الله بقوله تعالى فما لهؤلاء القوم لا يكاد ان يفقهون حديثا يعني انهم اه قد يعرضون عنه حتى كأنهم لا يفقهون الحديث - 01:02:22ضَ

وقد اخبر الله تعالى انهم لو انزل بغير رضاتهم لم يتقبلوه قال الله تعالى ولو جعلناه قرآنا اعجميا اذا قالوا لولا فصلت اياته اي هلا فصلت اياته جمعي وعربي كيف يرسل الينا كلاما اعجميا - 01:02:58ضَ

الا نفهمه ولا ندري ما ندلوله فجعله الله تعالى بلغة العرب يتمكن من فهمه فلاجل ذلك صار ما تأمله وهو من اهل اللغة الفصحى عرفة هو ان لم يتدبر ان لم يتعلمه من غيره - 01:03:26ضَ

بمجرد ما يتعقل ويتأمل ويعرف ما يدل عليه هذا حقيقة ذلك وهو السبب في كونه انزل على اللغة باللغة العربية ذكر ابن عباس ان تفسير القرآن اربعة اقسام القسم الاول - 01:03:51ضَ

هو الذي لا يعذر احد بجهله يلزم كل قارئ او كل مسلم ان يعرف معناه معنى اقموا الصلاة ويعرفوننا اقرأوا ما تيسر من القرآن ويعرف معنى لا يكلف الله نفسا الا وسعها - 01:04:19ضَ

ويعرف معنى كتب عليكم الصيام كتب عليكم القصاص كتب عليكم القتال جاهدوا في الله جهادا اذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ونحو ذلك من الاوامر وكذلك المحرمات لا يعذر احد من جهلها - 01:04:51ضَ

لا يذر بجاهل معنى الزنا لا تقربوا الزنا وكذلك من الفواحش انما قرب ربيع الفواحش انما ظهر منها وما بطن ويعرف البغي والاسم والشرك يعرف ذلك حتى يتجنبه فان من جهل شيئا وقع فيه - 01:05:20ضَ

الا ما شاء الله هذا هو الذي لا يعذر احد بجهله بلا شك ان الذين الم يشتغلوا بالاسلام الا بتعاليمه يجهلون كثيرا ولاجل ذلك وقعوا في كثير منه في الشرك - 01:05:50ضَ

وسموه توسلا واستشفاء وتبركا وتقربا وما اشبه ذلك وكذلك شربوا الخمر وسموها نبيذا شربا روحيا او ما اشبه ذلك وهم يعلمون او اه يعرضون عن التعلم وهكذا هذا معاني المحرمات - 01:06:18ضَ

والواجبات يلزم كل فرد من المسلمين ان يتعلمها اه لانه مطالب ومخاطب ان يعمل بها ان الذي يعلمه اتعلمه العرب التفسير الثاني الذي تعرفه العرب من لغتها فان العرب هم اهل اللغة الفصحى اصحى - 01:06:58ضَ

فيرجع اليهم بتفسير الكلمات التي هي من مفردات الكلام مثل قوله تعالى حليم وغساق يفسر يفسر الغساق آآ يعرف معناه في اللغة العربية وكذلك قوله وان يستغيثوا يغاثوا بما ان كالمهل - 01:07:34ضَ

المراد المهل يعرف ذلك العرب وكذلك قوله جنات عدن ما معنى عدن يعرف ذلك العرب من لغتهم وهكذا قوله كالعرجون القديم الارجون ايضا تعرفها العرب وكذلك قوله هباء منثورا الهباء تعرفه العرب - 01:08:08ضَ

وتفسره الكلمات والمفردات العربية التي تكلمت بها العرب وجاء القرآن بها وهي كثيرة وتسمى مفردات القرآن او كلمات القرآن وقد اهتم بها كثير يفسرون كلمات القرآن ومفرداته وبذلك يظهر ما يريد المراد بها - 01:08:43ضَ

يقول بعضهم ان في القرآن كلمات ليست عربية يقولون مثلا قوله تعالى يؤتيكم يؤتيكم يؤتيكم كفلين من رحمته ان الطفل الكفل اليست عربية والصحيح انها مما اتفقت اللغات وكذلك القسطاس - 01:09:17ضَ

وازن بالقسطاس الصحيح ايضا انها مما اتفقت عليه اللغات العربية وغيرها وكذلك قوله ان ناشئة الليل الناشئة ايضا قالوا انها ليست عربية ولكن اتكلم فاصبحت من الكلمات العربية اعيد تكلمت فيها وان كان الذين وضعوها غيرهم كالفرس - 01:09:53ضَ

اشبه ذلك نظم اباءهم فارسلها الى نحو سبع وعشرين كلمة ذكرها ونظمها منظومة اولها قوله من المعرب عند التاج كزا وقد الهبط كدا وظمتها الاساطير المعرض التاج يا نتاج الدين - 01:10:28ضَ

اعدت شدا كذب خزن يعني سبعة وعشرين كلمة تقدم يكاد ان يعني اربعة وعشرين كلمة كان معنى ذلك انها واحد وخمسون كلمة في القرآن ولكن الصحيح انها كلمات اعجمية مرأى - 01:11:09ضَ

ثم نقلت عند العرب وقد تكلم على ذلك ايضا ابن جرير في مقدمة التفسير لما تكلم على ان القرآن عربي اورد بعض الاثار باسانيدها ان هذه بلغة كذا هذا بلغة الفرس هذه بلغة الحبشة - 01:11:37ضَ

وبين انها موجودة في العرب وان لها اصل العرب تعرفها من لغتها هو ان التفسير الذي يعلمه العلماء الذين بحثوا بالعلم وبحثوا التفسير يعلمون ذلك ولاجل ذلك كثرت التفاسير للقرآن - 01:12:03ضَ

يمكن ان يكون لقد كتب اكثر من الف تفسير او الوف التفاسير كل منهم يدعي ان عنده اضافات وزيادات لم يأتي بها غيره ولكن الغالب انها متقاربة انا لكل منهم طريقة - 01:12:41ضَ

في تفسيره الايات او ما اشبهها فمنهم من يتوسع ومنهم من يختصر العلماء يعرفون مثلا اسباب النزول ويكون من اثار معرفتهم بها معرفتهم كيف تحمل هذه الاية اذا عرفوا سبب نزولها - 01:13:14ضَ

انها نزلت في كذا وكذا وكذلك يعرفون الناسوخ لانهم يبحثون في ذلك يعرفون العام والخاص اه لان هذا شغلهم يعرفون المنطوك والمفهوم اه لان هذا من عملهم اختص بانهم يعلمون - 01:13:46ضَ

آآ تفاسير انفردوا بها عن العامة هذا مع التفسير الذي يعلمه العلماء دون غيرهم كذلك الرابع التفسير الذي لا يعلمه الا الله وقد ذكرنا انه الكره والكيفية الحيثيات والواقعيات التي في الغيب. في الامور الغيبية - 01:14:18ضَ

افمن ذلك اداة الرب تعالى الكل هو الكيفية لذات الرب لا يعلم ذلك حقيقة العلم الا الله تعالى وكذلك ايضا اه كيفية كما في الجنة من نعيم من انهار قد لا يتصوره انسان - 01:14:53ضَ

ذكروا ان في الجنة انهار تجري في غير اخدود يعني انها تجري على وجه الارض لا يحفرونها سواكي كما في الدنيا. سواك السواقي هنا بل تجري على ظهر الارض ولا تسيح - 01:15:29ضَ

ذلك مما لا يتصوره الانسان فيكون هذا مما يؤمن به ان هذا من العلم الذي لا يعلم كيفيته الا الله تعالى وكذلك ايضا اه قد يكون في الدنيا اشياء لا يعلمها الا الله يعني كيفيتها - 01:15:50ضَ

ذكر ان امر الروح اشكل على اليهود فمر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح انزل الله ويسألونك عن الروح. قل الروح من امر ربي - 01:16:18ضَ

وما اوتيتم من العلم الا قليلا اي كيفية الروح وماهيتها الا يعلم كيفيتها الا الله وما اوتيتم من العلم الا قليلا. اي علمكم قليل. الذي تعلمونه فامنوا بالغيب الذي عنكم وكلوا امره الى الله. ولا تسألوا عن كيفية الشيء الذي لم تصل اليه اذهانكم - 01:16:41ضَ

افتكونون من المتكلفين قال الله تعالى ولا تكن للمتكلفين وما انا من المتكلفين الا تتكلفوا شيئا حجب عنكم علمه بل امنوا به وكلوا امنا بما انزل الينا وما انزل من قبلنا - 01:17:15ضَ

يعني على وجه الاجمال اه في الكتب السابقة وعلى وجه التفصيل اه لكتابنا هذا فمن اه ايقن بان الله تعالى انزل هذا القرآن ان يعمل بما يعرفه فيه لا يتكلف ولا يسأل عن الاشياء التي - 01:17:43ضَ

كما انزلها الله ولا امر بها امل ترك بيانها وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان - 01:18:13ضَ

فلا تبحثوا عنها اولا امر الله تعالى او ذكر الله مجادلة اهل الكتاب قال ولا تجادلوا على الكتاب الا بالتي هي احسن. وقولوا امنا بما انزل الينا وما انزل الينا - 01:18:44ضَ

اخوان ايمان مجمل نؤمن به ونصدق بان ما جاء لله فانه حق على حقيقته وكان الشافعي رحمه الله يقول امنت بالله وبما جاءني الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن - 01:19:06ضَ

الحمد لله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني اننا نصدق بذلك على وجه الاجمال ولكن ما فهمناه واكلناه فلا عذر لنا ان نقول به ابدا امرنا بان نعمله - 01:19:32ضَ

وعقيدة امرنا بان نعتقدها بقلوبنا. وقولا امرنا بان نتلفظ به فاننا نقوله ونعتقده مثل قول الله تعالى قولوا يقول امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباط - 01:19:59ضَ

ما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم امرنا امرنا بان نكون ذلك ان اتلفظ باننا مؤمنون بما انزل الينا ايمانا مجملا وايمانا مفصلا وما انزل الى من قبلنا من الانبياء ايمانا مجملا - 01:20:27ضَ

اه لان اعلم نؤمر بان نعمل بما في كتبهم بل ان اكتفي بما في كتابنا وبما في شريعتنا هذا سمعنا ما ذكر عن ابن عباس انه ذكر ان من التفسير - 01:20:53ضَ

تفسير لا يعلمه الا الله ولعله يريد الكنهة والكيفية والامور الغيبية والله اعلم وصلى الله على محمد - 01:21:15ضَ