بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ثم ننتقل بعدها باذن الله عز وجل الى اخر مفتاح معنا في هذه المنظومة المباركة وهو مفتاح نصه يقول نصه يقول - 00:00:00
الافضل شرعا هو الاصلح والانفع. الافضل شرعا هو الاصلح والانفع وهذا اعتبره من اعظم المفاتيح الفقهية لانه يتكلم عن التفضيل بين العبادات التي ظاهرها التعارض عند الانسان ولا تحكم به ايها الطالب - 00:00:27
الا اذا تعذر الجمع بين الفضلين فاذا فاذا لم يتعذر الجمع بين الفضلين والمصلحتين فان الاصل استجماع الفضائل كلها. واستجماع المصالح كلها لاننا انما نفزع الى التفظيل والترجيح عند التعارض فقط. فاذا قال لك قائل انا لا ادري هل اراد - 00:00:54
الحديث او اراجع القرآن فقل ان اليوم طويل فدع لك وقتا تراجع فيه الحديث وتراجع فيه القرآن. فلا تفتي بهذا المفتاح الا اذا رأيت تعارضا حقيقيا فحين اذ تجعل مبدأ التفظيل هو الانفع والاصلح للسائل. وهذا يفيدك - 00:01:19
بانه قد يكون افضل وانفع في حق شخص ما لا يكون هو الافضل والانفع في حق الشخص الاخر. فالمفتي هو الذي تعطي كل انسان من التعبدات ما هو الافضل والانفع بالنسبة له - 00:01:44
واننا نعلم جميعا ان النفوس تختلف اختلافا عظيما في قضية استقبال التعبدات واستثقالها او خفتها عليها فكل انسان ينبغي ان ينظر في نفسه فيداوم على العمل التعبدي الذي يرضي الله عز وجل ويراه اخف على نفسه - 00:02:01
سواء اكان تعبدا عمليا او قوليا. ولذلك اختلفت اجوبة النبي صلى الله عليه وسلم في اي الاعمال افضل لان هذا من باب اختلاف التنوع لا التضاد. فقد كان يسأله السائل اي العمل افضل فيعطيهما الافضلية باعتباره هو - 00:02:21
بينما يسأله الاخر اي العمل افضل فيعطيه افضلية اخرى باعتباره هو. فهل هذا من باب التعارض ولا من باب التنويع؟ هذا من باب التنويع لانه قد يكون الافضل في حق شخص ما ليس هو الافضل في حق شخص اخر. ولذلك دائما انبهكم على اصل كبير - 00:02:42
وهو ان الفضل العارض مقدم على الفضل الذاتي. الفضل للعرض مقدم على الفضل الذاتي. فلو جاءك انسان وقال ايهما احب ايهما افضل؟ قراءة القرآن او كثرة الاذكار فلو اجبته بالفضل الذاتي لقلت قراءة القرآن. بينما قد يكون الافضل في حق هذا الشخص الاستكثار من الاذكار لعدم قدرته - 00:03:02
على فهم كتاب الله عز وجل ولا يجد قلبه في القراءة كثيرا ولكن اذا شرع في ذكر الله وجد قلبه حاضرا ونفسه منشرحة الذكر بينما قد يسألك رجل اخر ايهما افضل ان اكثر من النوافل او اكثر من طلب العلم؟ لا جرم - 00:03:28
ان طلب العلم افضل النوافل على الاطلاق. ولكن هذا بالفضل الذاتي. فلو انك افتيت الناس بالفضل الذاتي لاوقعتهم في حرج عظيم قذ قد لا توافق فتياك الموضع الصحيح. ولذلك دائما لا تفتي ايها الطالب - 00:03:48
الذاتي اذا سئلت في التفظيل بين تعبدين وانما دائما تفتي بالفضل العربي وهذا مبني على معرفتك للسائل فان كنت تعرف عينه فحين اذ يكون جوابك على العمل بعينه وان كنت لا تعرف عينه كفتيا جاءتك في وسائل - 00:04:08
تواصل فكيف تعرف الافظلية فتعطيه القانون وتدعه ينزل هذا القانون على نفسه. لانني لا اعرفه. اليس كذلك وعلى ذلك وهذا القول هو الذي هو قول وسط. هو قول وسط بين من لا ينظر الى قضية التفاضل العربي مطلقا - 00:04:28
وبين من ينظر الى وبين من ينظر اليه مطلقا. وانما ذلك قول وسط. فاذا توافق الفضل العرضي مع الفضل الذاتي فهذا نور علنوا ولكن اذا لم يتوافق فلا جرم ان الفضل العرضي مقدم على الفضل الذاتي - 00:04:51
وعلى ذلك جمل من الفروع. الفرع الاول لو سألك سائل ايهما افضل قراءة القرآن ام الترديد وراء المؤذن حال الاذان فلا جرم ان الجواب ان الترديد افضل من قراءة القرآن في هذه الحالة - 00:05:08
لان الترديد وراء المؤذن عبادة تفوت بلا بدل واما قراءة القرآن فعبادة تفوت الى بدل. والعبادات التي تفوت الى غير بدا الافضل من العبادات التي تفوت الى بدل فحينئذ تقول ان الترديد خلف المؤذن افضل. في هذه الحالة. ومن الفروع ايضا - 00:05:29
ايهما افضل اكرامك للضيف حال حضوره او الاشتغال بصلاة النافلة والتسبيح والتهليل؟ الجواب لا جرم ان الاكرام افضل في هذه الحالة وابن القيم رحمه الله تعالى يعطينا قاعدة قريبة من هذه القاعدة بل هي هي ولكن بتعبير اخر وهي ان الافظل من التعبدات ما كان ارضى - 00:05:52
لله في هذا الزمان والمكان ابن ابن القيم رحمه الله اعطانا قاعدة وهي ان الافظل من التعبدات الارضى لله عز وجل في هذا الزمان والمكان فالارض لله في حال سماع المؤذن هو الترديد للقراءة - 00:06:12
والارض لله عز وجل في حال الجهاد هو الاشتغال بالجهاد وان بك الى ترك اوراد الصباح والمساء. والى ترك نوافل الليل والنهار. بل وان ال بك الجهاد الى ترك بعض الفرائض او تنقيصها كما في صلاة كما في صلاة الخوف. لان الاشتغال - 00:06:33
فريضة الوقت الوقت الزماني او او المكاني ارضى لله عز وجل وكذلك ايضا لو ان الانسان معه مال يسير فان اعطى زوجته واولاده النفقة عطلت صدقته وان تصدق تعطلت نفقته. فالارظى لله عز وجل ما هو - 00:06:53
ان الصدقة على الاهل والاولاد لذلك جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندي دينار قال انفقه على نفسك. قال عندي اخر قال انفقه على ولدك. قال عندي اخر قال انفقه على - 00:07:19
اهلك قال عندي اخر قال انفقه على خادمه قال عندي اخر قال انت ابصر به. ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبا افظل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على اهله - 00:07:33
فاذا تزاحمت عندك النفقات فقدم النفقات على الزوجة والاهل على النفقات على محاويج الاخرين. قالوا لماذا؟ قالوا لان النفقة على الاهل والاولاد نفقة متعينة. واما النفقات وعلى الفقراء والمحاويج الاخرين فهي نفقة غير متعينة. ولان النفقة على زوجتك واولادك من الواجب العيني - 00:07:47
واما النفقة على الاخرين من الواجب الكفائي. واذا تعارض الواجب العيني والواجب الكفائي فاننا نقدم الواجب العيني على الواجب الكفائي ولو سألك سائل ايهما افضل في وقت السحر؟ الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار؟ ام الافضل - 00:08:13
العلم فنقول في هذه الحالة هو الاول. فان سيد العلماء صلى الله عليه وسلم كان يسخر هذا الوقت ها للصلاة والاوراد والاستغفار والذكر وغيرها وقراءة القرآن وغيرها. وكذلك لو سألك - 00:08:35
ايهما افضل؟ اذا جاءني الطالب ان اعلمه وان ارشده واوجهه ام اشتغل بصلاة النافلة التي هي خير كن عند الله عز وجل فان الصلاة خير الاعمال عند الله. بعد الشهادتين؟ الجواب لا جرم انه الاول لان واجب الوقت عند الاسترشاد ان ترشد الطالب - 00:08:55
ولذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد اشتغل بالخطبة جاءه اعرابي فقال رجل جاهل لا يعرف من دينه شيئا قطع النبي صلى الله عليه وسلم خطبته وجلس يعلمه ثم رجع الى المنبر مرة اخرى - 00:09:15
فاذا احفظوها مني قاعدة الافضل هو الانفع والاصلح. او تقولون كما قال الامام ابن القيم ان الافظل عند الله عند الله عز وجل هو الارضى له في هذا الزمان وفي هذا المكان - 00:09:31
ولذلك فان قراءة القرآن في حال الركوع والسجود لا تجوز. بل ان تسبيح الركوع والسجود افضل منها لانها واجب الوقت. واجب والهيئة كما قال صلى الله عليه وسلم الا واني نهيت ان اقرأ القرآن راكعا او ساجدا فاما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود - 00:09:46
فاجتهدوا في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم. والافضل في في حال سماع الاذان هو ترك كل شيء في يدك والاشتغال بالاستعداد للذهاب للصلاة من لبس ثياب طيبة والاشتغال بالطهارة والخروج الى الصلاة مبكرا - 00:10:06
فهذا هو الارضى لله عز وجل. وكذلك ايضا لو ان الانسان خير في وقت الوقوف بعرفة بين كثرة الدعاء والتضرع والالحاح على الله عز وجل في طلب المصالح في مصالح الدارين او - 00:10:26
الاشتغال بقراءة القرآن. لا جرم انه الاول لان هذا هو الارضى لله عز وجل فان خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله الى اخره. فاذا دلنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا - 00:10:44
الزمان على كثرة الدعاء والذكر. مع انه يعلم ان الافظلية الذاتية في قراءة في قراءة القرآن. وكذلك الافضل في رمضان عند السلف رحمهم الله تعالى هو التفرغ للتعبدات ذات المصالح القاصرة من قراءة القرآن ومن الاعتكاف. فقد كان - 00:11:01
سلف يعطلون كثيرا من مجالس العلم ومجالس التحديث والتفقيه في رمضان مع علمهم بان المصالح المتعدية افضل من المصالح القاصرة في هذا الزمان بخصوصه يرجحون الامر الاخر. ولذلك في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:21
اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ وايقظ اهله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيرها وكان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان يلقاه في كل - 00:11:41
ليلة من رمظان الى اخر الحديث. فالعبادات القاصرة في رمضان افضل باعتبار ماذا؟ باعتبار باعتبار هل ارظى لله عز وجل؟ فاذا لا تنظر الى الفضل الذاتي فترجح به دائما. وانما تنظر الى الفضل العرضي لان الفضل العرضي - 00:12:01
مقدمون على عفوا لان الفضل العربي مقدم على الفضل الذاتي. ان قيل لك ايهما افضل العزلة عن الناس او الخطة بهم الافضل هو الارضى لله عز وجل. فاذا كان الناس لا يزالون يستجيبون لدعوتك - 00:12:21
ويستمعون للواعظين والمعلمين والفساد ليس منتشرا ولا كثيرا لكثرة المطلقة. فلا جرم ان مخالطة الناس والصبر على اذاهم. واحتساب الاجر في ذلك افضل من عزلة افضل من اعتزالهم وانما تجوز العزلة اذا كثر الخبث وعجزت عن اصلاحه - 00:12:38
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم غنما يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن هذا في شرطين في حالة كثرة الخبث والعجز عن التغيير والاصلاح - 00:13:01
فالافضل في كل وقت هو ايثار مرضاة الله عز وجل في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بالتعبد الارضى بالتعبد ارضى لله عز وجل. قوليا كان التعبد او عمليا. وهذا يدلنا على امر عظيم وهي ان غاية المتعبد - 00:13:18
طلب كمال مرضاة الله عز وجل غاية المتعبد طلب كمال مرضاة الله تبارك وتعالى. فحيثما وجدت مرضاة الله في زمان او في وقت في تعبد معين فافعل هذا التعبد في هذا الزمان وفي هذا المكان فان ذلك ارضاه لله عز وجل - 00:13:38
ارضى لله تبارك وتعالى وقد ضرب العلماء في هذا المجال بحال ابي بكر رضي الله تعالى عنه. في ذلك الوقت اليسير الذي يسأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم من عاد منكم اليوم مريضا فيسابق لها ابو بكر - 00:13:59
من شهد منكم اليوم جنازة فيسابق لها ابو بكر. من تبع منكم اليوم من آآ من تصدق اليوم منكم بصدقة يسابق لها ابو بكر لعلمه او لتتبعه مرضاة الله عز وجل في كل في كل زمان ومكان. والخلاصة من ذلك وفقني الله - 00:14:18
واياكم لكل خير ان الافظل من التعبدات هو ما كان اصلح وانفع للعبد او تقول ان الافظل من التعبدات هو الارضى لله في هذا الزمان والمكان على حسب معرفتك بالادلة. ومما يفرع على ذلك - 00:14:38
اختيار الفنون اي الفنون افضل؟ الجواب لا تجب بالذات بالفضل الذاتي الاصلي. وانما تجيب بالفضل العرضي. وهي ان الافضل في كل في كل فن انفعه واصلحه له فان من الناس من فتح الله عليه بالتفسير. ويجد نفسه في علم التفسير وقراءة مؤلفات التفسير اكثر مما يجد نفسه في غيره من الفنون - 00:14:57
فنقول اذا التفسير افضل باعتبارك انت بينما غيره لا يجد نفسه في التفسير ولكن يجده في يجد نفسه في القواعد والاصول اكثر منها من علم النحو والبلاغة وغيرها فنقول توكل على الله واطلب هذا واطلب هذا المجال. بينما رجل ثالث يجد نفسه في علم الحديث - 00:15:25
والرجال فكل منا قد علم قد يسر الله عز وجل له مشربا معينا من العلم. فانظر الى ما يتناسب معك ويتوافق مع ميل نفسك وفطرتك واسلكه سلك الله عز وجل بنا وبكم كل خير. وهذا كلام مختصر على هذين المفتاحين اسأل - 00:15:44
الله عز وجل ان يبارك لنا ولكم في هذه المنظومة. وان ينفع بها المسلمين وان يجعلها من العمل الصالح المتقبل المبرور الخالص لوجهه الكريم كما نسأله عز وجل ان يبارك فيكم وان يجزيكم عني وعن المسلمين خير الجزاء فانتم من اعانني بهذا الحضور والمواصلة والمثابرة واحتساب الاجر والصبر على - 00:16:04
طول الحضور وطول الدرس، فجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وشرح الله صدوركم، وغفر الله ذنوبكم. ورفع الله قدركم ومنازلكم في الدارين، ولا حرمكم الله الاجر والله اعلم. ثم ختم - 00:16:24
ثم ختم الناظم منظومته ببعض التوجيهات والنصائح الخفيفة التي لا تحتاج الى كثرة كلام وتأصيل. نعم قال وفقه الله تعالى هذا اول نصيحة مني اليكم يا طلاب العلم وهي ان تحرص على طلب العلم عند العلماء سواء كنت من المبتدئين او المتوسطين او المنتهين - 00:16:38
فطالب العلم لا يستغني عن عالم يطلب العلم عنده ايا كان هذا الطالب في درجاته وشهاداته ومكانته العلمية فلا ينبغي ان تستشعر انك مستغني عن الطلب عند العلماء فان هناك علاقة دينية شرعية روحية باطنية فطرية قد فرضها الله عز وجل بين العالم وطلابه. لا - 00:17:07
تشعرها الطالب في قراءة الكتب ولا في النظر في المؤلفات هناك علاقة روحانية بين العالم وطالب وهناك بركة في العلم الذي تطلبه في الحلقات اكثر مما تطلبه في الكتب لا سيما اذا وفقت الى عالم نبيه يترقى معك في المسألة من اولها الى اخرها. فهذا من نعمة الله على الطالب - 00:17:34
فاياك ان تتكبر على حضور مجالس العلم مهما بلغت في العلم او السن مهما بلغ علمك ومهما بلغ فهمك وحفظك ومهما بلغت في درجات الشهادات الدنيوية. فمتى ما فتح لك باب من الخير في الحضور عند احد العلماء فاحظر - 00:17:58
لا سيما المبتدئين في الطلب. فانا انصحهم الا يطلبوا العلم في اوائله من الكتب. لان لان العلم يحتاج الى ان يعطيك مفاتيحه وهناك من المفاتيح ما لا يستطيع الطالب تلقيه بمجرد النظر والاطلاع والقراءة. وانما يأخذ مبادئ العلم - 00:18:18
تفقيه من العالم. وهكذا كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. فان العلم الذي حصلوه ليس عن كتب قرأوها. ولا عن متون حفظوها ولا عن الفيات استشرحوها ولا عن يعني يعني مؤلفات قلبوا فيها او - 00:18:38
وانما ذلك العلم اخذوه من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في حلقاته. وفي رياض الجنة التي كان يعقدها لهم. وقد بلغوا في العلم مبلغه فالانسان يكون عالما ان طلب العلم على عالم ولا يمكن ان يكون عالما بمجرد مطالعته للكتب - 00:18:58
فيها فقط. فالحضور عند العلماء الحضور الكامل مع كمال الفهم والمتابعة والمثابرة والصبر واحتساب الاجر وعدم الانقطاع هذا يؤهلك ان تكون عالما ولو لم تقرأ شيئا ولو لم يكن في مكتبتك كتاب واحد. كحال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن اذا وفقت - 00:19:18
لعالم كامل في هذه الاهلية. ولكن لا يمكن ابدا ولا تفكر ولو مجرد تفكير انك ستكون من العلماء المتآخين الراسخين جربت قراءة الكتب وهذا اقوله في حق من تيسرت له الحلقات. وكان العلماء بين يديه يتخير منهم من يشاء ويترك من؟ يشاء - 00:19:38
واما اذا كان الانسان في بلاد قد فقد فيها العلماء ولم يجد احدا فحين اذ اذا تعذر الاصل فانه يصار الى البدن وان البدالية عن حضور حلقات العلماء في هذا الزمان كثيرة والابواب متيسرة ولله الحمد. اما ان يتابع بعض العلماء في - 00:19:58
واقعهم المأمونة الموثوقة في على شبكات العنكبوتية او في وسائل التواصل الاجتماعي فان لم يجد شيئا من ذلك فلا اقل من ان يقرأ الكتب ويجعل له في قراءتها برنامجا معينا يترقى من الاقل الى ما هو اعلى - 00:20:18
لكن هذا لا نقوله الا في حال عدم وجود العلماء. واما اذا امتن الله عليك انك في بلاد يكثر فيها العلماء. ويكثر فيها المدرسون فهذا والله من الغبنة والخذلان الا تحضر ولا تشهد ولا تستفيد - 00:20:36
وهكذا كان حال السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم الى زماننا هذا وهم يجعلون لحظور حلقات العلماء والمشائخ دورا كبيرا في بناء الفقه وفي بناء الملكة وفي بناء الادب وفي بناء القدوة الحسنة وفي بناء السمت وفي بناء الهدي كل ذلك - 00:20:52
قد لا يستطيعه الانسان او يجده في قراءة الكتاب وانما لا يجده الا عند الا في الا في حضور العلماء. فاذا تلك المفاتيح وان اخذها نظريا الا انها لا تغني عن استشراحها عند العلماء العارفين بها. فوصيتي لكم بالعلماء - 00:21:12
الوصية الثانية قال والنصوص وتلك وصية اوصي بها نفسي وغيري فان طالب العلم على قدر محفوظاته ورسوخه في العلم يكون على قدر محفوظاته. واستحضار البرهان والحجة يكون على قدر محفوظات - 00:21:31
بل ان الطلاب لا يتميزون غالبا الا بمقدار محفوظاتهم. فلا ينبغي لطالب العلم ان يقلب اوراق اهو في دروسه كثيرا. ولا ينبغي لطالب العلم الا يكون عالما الا عند مكتبته - 00:21:52
بل نريد من طالب العلم ان ينقل تلك المعلومات الى صدره ليكون عالما في كل زمان وفي اي مكان. سواء اكان بصحبة كتابه او غيرها فوصيتي لكم يا طلاب العلم بالحفظ احفظوا كتاب الله عز وجل وهذا لا منة لطالب العلم فيه. لانه واجب عيني على كل طالب ان - 00:22:10
احفظ اذا اراد ان يصل الى مرتبة مرتبة عظيمة في العلم والرسوخ والتأهل واستحضار الدليل. وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما من يطلب العلم على طريقة التأصيل والتقعيد فان كثيرا من القواعد نقول فيها الا بدليل. فاذا كان طالب العلم خلوا عن - 00:22:30
ولا يدري في المسألة دليل او لا فان ذلك من القصور العظيم في الطالب. فاوصيكم يا طلاب العلم ان تحفظوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واوصيكم ان تبدأوا بصغارها قبل كبارها. فابدأوا يا طلاب العلم بالاربعين النووية احفظوها فانها احاديث قد جمعت اصول الاسلام جملة وتفصيلا - 00:22:50
طيلة ثم اوصيكم بعد غاب عمدة الاحكام لعبد الغني المقدسي. فان هذا الكتاب من اجمل الكتب التي تجمع لك اصول احاديث الاحكام من الصحيحين في كل من الصحيحين او احدهما في كل باب - 00:23:10
ثم اوصيكم بعد ذلك ان تحفظوا بلوغ المرام او زيادات البلوغ على العمدة فان الحافظ ابن حجر ذكر في كل باب الادلة المشهورة التي بسببها اختلف العلماء والفقهاء فيما بينهم في هذه - 00:23:27
المسألة فاذا حفظت بلوغ المرام فانك تستطيع ان تقول اختلف العلماء على قولين منهم من قال كذا ومنهم من قال كذا واستدل صاحب القول الاول وهو من احاديث البلوغ واستدل اصحاب القول الثاني بكذا وهي من احاديث البلوغ - 00:23:43
وان لم يكن قد استوفى كل الادلة للفريقين الا انه اعطاك يعني زبدة ما استدل به الفريقان ثم بعد ذلك اوصيكم بالمحيط بالمحيط الاعظم في احاديث الاحكام. وهو المنتقى لمجد الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:24:00
فان هذا الكتاب من اعظم كتب احاديث الاحكام واجمعها على الاطلاق فيما اعلم وان لمجد الدين ابن تيمية طريقة عجيبة في ترتيبه. فانه رتبه فقهيا اصوليا فان مجد الدين ابن تيمية من كبار الاصوليين في مذهب الامام احمد - 00:24:20
فرتب الباب الفقهي في المنتقى على الترتيب الاصولي. في ذكر لك في كل باب الحديث العام ويعقبه بالخاص ثم يذكر لك الحديث المطلق ويعقبه بالمقيد. ثم يذكر لك الحديث الناسخ ويعقبه بالحديث المنسوخ. ثم يذكر لك النص المجمل ويذكر - 00:24:42
بعدها ما يبينه طريقة عجيبة وحافظه سيكون متميزا بين اقرانه في سرعة الاستدلال وقوته وكثرته فيذكر عدد الجزئية الواحدة عشرات الاحاديث من بركة حفظ هذا الكتاب وان طلاب العلم يتفاوتون في محفوظاتهم فعليك ان تحفظ المحفوظ الذي يجمع لك اكبر قدر ممكن من - 00:25:01
مجمل المسائل العلمية الشرعية. وان يكون متناسبا مع محفوظك. وارى والله اعلم ان هذه الكتب من يطلب علم احاديث الاحكام كافية باذن الله عز وجل الاربعين النووية مضافا اليها عمدة الاحكام مضافا اليها زيادة زيادة بلوغ المرام ومضافا اليها زيادات - 00:25:31
منتقى وان يسر الله لك من البداية ان ان تبدأ في المنتقى اذا كنت ذا حافظة قوية فهذا نور على نور يهدي الله لنوره يشاء. المهم انه يقبح الطالب ان يذكر مسائله الشرعية مجردة عن قال الله وقال رسول الله. فان كلامك ليس - 00:25:55
حجة في ذاته وانما تقوى فتاواك ويقوى تدريسك وتعليمك وتقوى حجتك ومجادلتك ويقوى طرحك وتأليفك على حسب ما معك من الحجة والبرهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فينبغي لنا ان نحرص على الحفظ - 00:26:15
ونؤكد على ذلك. وكل دعوة تزهدك في الحفظ فانها والله دعوة باطلة. وانما هي دعوى اناس استعسر عليهم الحفظ فارادوا ان يخرجوا طريقتهم في التعليم على ما يرونه في كسلهم وفتورهم عن الحفظ - 00:26:35
اناس اعيتهم السنة ولم يحفظوها فارادوا ان يفصلوا بين الحفظ وبين الرسوخ في العلم والتأهل له. وهذه دعوة باطلة ولا نزال ولا نزال نعرف من علمائنا التأكيد على الحفظ وحث الطلاب عليه - 00:26:55
صلى الله عليه وسلم كان يمدح ابا هريرة بكثرة بكثرة محفوظاته. قال صلى الله عليه وسلم لابي هريرة لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسأل الا يسألني احد عن هذا الحديث اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث اي حفظا - 00:27:15
ولما شكى ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم تفلت بعض المحفوظات له. اخذ النبي صلى الله عليه وسلم يديه فجمعهما ثم وضعهما في حجر ابي هريرة. قال فلم انسى شيئا بعد ذلك - 00:27:34
وقال الله عز وجل مبينا منهج المنهجية العلمية في التلقي والطلب. قال انا علينا جمعه وقرآنه. قال ابن عباس اي جمعه لك في صدرك فتقرأه. لان جبريل كان اذا جاء بالوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم كان جبريل يلقي القرآن والنبي - 00:27:48
صلى الله عليه وسلم يحرك لسانه استعجالا ليظبطه ولا ينساه. فقال الله عز وجل له لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا ايش؟ جمعه. اي جمعه في صدرك. فاذا العالم لابد ان يجمع العلم في صدره. واعظم العلم محفوظا هو كتاب - 00:28:08
الله واعظم العلم محفوظا هو كتاب الله عز وجل وصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم الوصية الثالثة الله تعالى دعاء وهذا والله من اعظم المفاتيح للتوفيق والبركة وهو الدعاء اياك يا طالب العلم ان تغتر بكثرة موجوداتك - 00:28:28
وان كنت اعظم الناس ذكاء وعقلا واعظم الناس حفظا وفهما. واكثر الناس واكثر الناس موجودات للكتب. واكثر الناس يحبك المشائخ واكثر الناس وجودا للوقت. فوالله كلها اسباب لا تغنيك ولا تسمن ولا تغني من جوع. ما لم تكن محوطة - 00:28:53
بتوفيق الله عز وجل لك فكثرة الاسباب لا تغني اذا انفردت عن توفيق الله. وتوفيق الله يغني عن كثرة الاسباب فليست العبرة بكثرة موجوداتك من الكتب. وانما العبرة بتوفيق الله عز وجل لك - 00:29:16
ولذلك استدر توفيق الله عز وجل بكثرة الدعاء. اكثروا من دعاء الله يا طلاب العلم. اكثروا من دعاء الله. بان يجعلكم من العلماء بان يجعلكم من راسخين اكثروا من دعاء الله عز وجل بان يرزقكم طريقة التعليم الصحيحة. اسألوا الله عز وجل ان يبعد النسخة عن - 00:29:33
في العلم ان يطلق السنتكم في التعليم. اكثروا من دعاء الله عز وجل ان يجعلكم ممن يستحضر الحجة مباشرة. اكثروا من دعاء الله عز وجل فسخ العلم والمحفوظ في قلوبكم والا تنسوه. اكثروا من دعاء الله عز وجل ان يأخذوا ان يأخذ بنواصيكم للبر والتقوى والعلم الصحيح والعلم النافع - 00:29:53
العمل الصالح فسلاحك ايها العالم وطالب العلم. ايا كانت مرتبتك انما هي الدعاء. الدعاء الطويل الطويل الذي استجمع ثلاثة اشياء. الشيء الاول صدق اللجأ والالحاح. صدق اللجأ والالحاح لابد ان يعلم الله من قلبك ايها الطالب انك صادق في الطلب - 00:30:13
صادق في طلبك ان هذا الطلب نابع من قلب صادق صادق مخلص يريد فعلا هذا المطلوب وييسر الله عز وجل لك الاسباب. الامر الثاني الثقة بكمال عطاء الله عز وجل واستجابته - 00:30:37
لا تدعو لتجرب الله في قدرته. ولا تدعو قلبك ينظر الى الاسباب وعدم اتاحتها لك. اياك في حال ان تطالع الاسباب وانما طالع عظيم قدرة الله على تحصيل مطلوبك ولو بلا اسباب - 00:30:54
فان قدرة الله عز وجل لا تفتقر الى اسباب الثالث طول النفس في الدعاء وعدم الملل طول طول النفس في الدعاء وعدم الملل. اقتطع الدعاء بالعلم والتعليم والتحصيل والرسوخ. والتأليف - 00:31:12
كتير ليلك ونهارك وسرك وجهارك وفي سجودك وفي بين الاذان والاقامة وفي حال طوافك وسعيك اجعل طلب العلم هو موضوعك الذي لا ينقضي. وموئل عزك الذي لا ينتهي مطلقا. دائما تلهج لله عز وجل بالطلب. واياك ان تغتر بمحفوظات - 00:31:29
ولا تغتر بمؤلفاتك ولا تغتر بكثرة طلابك. مهما كنت فلا تزال ذلك العبد الفقير الى الله الفقر الذاتي. الحقير الى الله الحقر الاحتقار الذاتي. لا تزال ذلك العبد الذي تطلب من - 00:31:53
كما يطلب الصبي الصغير من ابيه. مهما بلغ الانسان في علمه فلا يزال ذلك العبد الذي يحتاج الى ربه عز وجل ادعوا الله حتى وان كنت تعلم المعلومة. وتعلم الدرس الذي ستلقيه. وحتى لو كنت ضابطا لك بادلتها واصولها فلا تزال يدك مرفوعة - 00:32:10
لله مبتهلا اليه بالتوفيق والبركة والثبات والسداد. والعلم النافع والعمل الصالح والقبول والاخلاص فيبارك الله عز وجل في علمك. فاذا هذا من نصائح لطلاب العلم وللمسلمين جميعا. الدعاء كثرة الدعاء بالتوفيق. طول الزمن - 00:32:29
وصدق اللجأ وكماد الثقة بموعود الله عز وجل وعطائه. مع الزمان تشوف ان احوالك تغيرت في العلم وحفظك تغير في العلم واستقبال الناس لمعلومتك تغير. وانشراح صدور الناس لمقولتك تغير. وقبول الناس لطرحك تغير - 00:32:49
بل حتى مع كثرة الدعاء وطول الزمن قد يكون قولك هو الفصل في خلاف علماء اهل زمانك كما كان ابن تيمية يدعو الله عز وجل كثيرا بالتيسير والتعليم حتى رفعه الله مقاما عليا في العلم فصار قولة ابي العباس وتفتيحه فصل القول في - 00:33:08
علماء في خلاف علماء ذلك الزمن وكما كان شيخنا الشيخ عبدالعزيز رحمه الله كان العلماء وطلاب العلم يختلفون فيما بينهم فاذا استفتي ابن باز وقال انتهى الخلافة هذه المرتبة لا يبلغها الانسان في يوم وليلة. وانما هي بركة من الله عز وجل وتوفيق وتيسير ورفعة من الله لا يستدرها العبد بقوته ولا - 00:33:25
ولا بدهائك ولا بقراءاتك ولا بمحفوظاته وانما بفظل الله عز وجل استدروها استدروها من الله. ولذلك قال الله عز وجل وقل ربي ها زدني علما. زدني علما اكثر من دعاء الله عز وجل بذلك وابشر بالخير. هذي الوصية الثالثة - 00:33:49
الله تعالى بمعنى ان الانسان لا يكل ولا يمل من مطالعة الكتب والاستزادة من العلم وجدولة المكتبة والقراءة وجرد المطولات واقتناص الفوائد وكتابة العلم وحفظ الشوارد حتى وان يسر الله عز وجل لك ما تريد على يد من هو اقل منك علما وفهما ورتبة - 00:34:09
فاياك ان تتكبر على معلومة يسر الله عز وجل لك طريقها ممن هو ادنى منك. فان الله قد يبتلي العبد احيانا استغلاق المعلومة عليه وفتحها على من هو دونه. بل كم من طالب قد يفتح على شيخه اشياء كثيرة. فمتى ما جاءتك المعلومة فافرح - 00:34:41
بها وانظر لها بنظرة الشاكر لله عز وجل. وتقبلها بقبول حسن وانني اقول لكم شيئا قد توافقوني او تخالفونني فيه. فان الطلاب قد يجتمعون عند شيخ واحد. يستمعون لشيخ واحد وفي درس - 00:35:01
واحد ومتن واحد لكن احدهم يتفوق والاخر لا يتفوق لان الذي تفوق ايد العلم الذي سمعه وانتفع من الشيخ به بقراءات اخرى في مكتبته فاستزاد من قراءة العلم واستزاد من التحقيق وقطع الليل بالنهار في التحقيق واقتناص الكتب لا يعرف لذيذ - 00:35:18
النوم والناس نائمون لا يعرف لذيذ الذهاب والاياب والمتعة والرحلات والنزهات. انما لا يعرف الا قابعا في مكتبته محققا لمسائله اله ناظرا في مؤلفاته مرتبا لمكتبته تجده في الصباح بين في احضان كتب التفسير وفي الظهر في احظان كتب الحديث - 00:35:41
وفي العصر في احضان كتب الفقهاء وفي اخرها في احضان كتب الاعتقاد يطالع هذا ويحقق هذا ويناظر هذا يعيش بين العلماء يلتفت يمينا فيسلم على الامام من قدامة في المغني. ويسلم على ابن حزم في المحلى. يطالع في هذا تارة ويدعو له. يطالع في هذا تارة ويدعو له - 00:36:01
فيا ما يصبح علي الصبح الا وقد انهى تحقيقه ومسألته. فاذا لا بد من طول الزمان في التحقيق وعدم الملل ومواصلة الليل بالنهار ولكن الناس لا ينظرون الى العالم المتميز الا في نهاياته. ولا يسألون عن بداياته - 00:36:21
ولذلك فالحسود نظرته نهائية الابتدائية. ولو ان الحسود نظر ان نظرة الابتدائية لما حسد. لكنه انما يحسدك على كثرة المال من غير لنظر كيف جمعت المال يحسدك على كثرة العلم وقوة التحقيق ولا يسأل نفسه كيف بدأت - 00:36:41
فالحاسد انما يحسد غيره لانه لانه قصر نظره على النهايات ولم ينظر في البدايات. فيا طلاب العلم اقطعوا الزمان ليلا ونهارا واسهروا في العلم وابشروا بالخير. احرموا انفسكم من قليل المتعة حتى تستمتعوا باجتماع الناس حولكم فيما - 00:36:58
بعد نسأل الله لنا ولكم الاخلاص. فالمتفوقون علينا انما تفوقوا بزيادة وقت اهملناه واستغلوه ولا لا يا جماعة؟ المتفوقون علينا لم يتفوقوا علينا بشيء ابدا. اللهم انهم تفوقوا علينا بوقت استغلوه ونحن اهملناه - 00:37:18
فالناس يتفاوتون في التحصيل على حسب تفاوتهم في استغلال اوقاتهم. هذي الوصية الرابعة. الوصية الخامسة اليكم يا الله. اي والله وهذه تجربة لي شخصية لا افرضها على الناس ولا ادلهم عليها الا من وافق نفس - 00:37:38
ما يعني اعيش به او يوافق نفس فطرتي فانا من الناس الذي لا لا اتخير لا اتنقل في الكتب وانما اخصص كتابا مقروءا في كل فن كما نخصص متنا محفوظا في كل فن. فكما ان العلم لا يضبط الا اذا جعلت له متنا - 00:38:02
محفوظة فكذلك لا يكمل ظبطه الا اذا جعلت له كتابا موحدا مقروءا فاجعل لك كتابا في علم الاعتقاد مثلا. او اجعل لك كتابا في توحيد الالوهية وكتابا في توحيد الاسماء والصفات - 00:38:23
تنظر فيهما دائما وكلما ختمتهما تعيدهما من اولهما واذا مر في ثناياهما اشكال فلا بأس عليك ان ترجع الى الكتب الاخرى في هذا الفن ثم تأخذ استفدته في حل هذا الاشكال وتقيده على طرة الكتاب الذي فيه الاشكال - 00:38:40
وهذه الطريقة لا تصلح لمن يسرع له الملل. لكنها طريقة تصلح لمن عنده دأب في التكرار لكنها اعظم طريقة في ضبط العلم وضبط جزئياته لانك تظبط في القراءة الثانية من مسائل العلم ما لم ما لم تظبطه في الاولى. وتظبط في الثالثة ما لم تظبطه في الثانية. وتظبط اكثر - 00:38:57
ترى في الرابعة ما لا تضبطه في فيما قبلها. وكلما ازددت قراءة واطلاعا وجردا لهذا الكتاب الوحيد. كلما كان عندك من العلم في جزئيات واصول هذا الفن ما ليس عند غيرك. بينما غيرك قد قرأ في هذا الفن عشرة كتب. قراءة غير مكررة - 00:39:23
ولا متأنية فكتاب واحد تستطيع ان تتفوق عليه اذا فعلت مثل ما قلت لك ولذلك نعرف عن بعض العلماء وطلاب العلم السابقين والمعاصرين من يكرر الكتاب عشرات المرات. بل ان بعض - 00:39:43
حدثينا في زماننا يقول جارتك او قرأت كتاب الجرح التعديل لابن ابي حاتم اكثر من مئة مرة وانظر الى بلوغ المرام وكتاب التوحيد. كم جردك الشيخ عبدالعزيز رحمه الله؟ من مرة في اوائل تدريسه وتلقيه وهو - 00:39:59
على بلوغ المرام وكتاب التوحيد وثلاثة الاصول الى ان توفاه الله عز وجل وهو يدرسها كلما ختمها اعادها كلما ختمها اعادها. ومنهم من قرأ كتاب الروض المربع عدة مرات. ومنهم من قرأ منار السبيل عدة مرات. ومنهم من صار - 00:40:16
وعالما كبيرا من كبار العلماء على حاشية الروظ. حاشية الروظ لابن قاسم فاذا ليست العبرة بكثرة المقروء وانما العبرة بالتركيز على المقروء ورسوخ المقروء. وهذا لا يكون الا التكرار بتكرار الكتب. ولذلك لا بد ان تجعل الكتاب المقروء مثاني كما - 00:40:36
الله عز وجل عن كتابه الكريم الذي هو اصل العلم ها كتابا متشابها ايش؟ مثاني يعني يقرأونه المرة بعد المرة وتكرر فيه المعلومة المرة بعد المرة فذكر قصة ادم في عدة مواضع وذكر قصة موسى في عدة - 00:41:03
مواضع وذكر قصة هود وصالح في عدة مواضع فهو مثاني باعتبار قراءته ومثان باعتبار موضوعاته ولذلك لما امر الله بالفاتحة في كل صلاة نافلة كانت او فريضة قال هي السبع المثاني السبع - 00:41:23
اي التي تثنى فاذا كان اصل العلم وايسره كتاب الله وصفه الله بالمثاني لكثرة قراءته وفي كل قراءة يتبين لك فمن التدبر والتفكر والفوائد ما لم يكن في المرة الاولى فكذلك ايضا كتب العلماء لابد ان نجعلها - 00:41:43
اما ثاني فكما ان لنا متنا محفوظا نجعله مثاني لمحفوظاتنا في هذا الفن فكذلك ينبغي لنا ان نجعل كتابا مقروءا مثانيا في هذا الفن. فان ذلك اجمع لطالب اجمع لمسائل العلم واحفظ - 00:42:03
حتى انني سمعت بعض طلاب العلم يقول اذا سئلت عن مسألة فقهية فانا اتذكر جوابها افي الصفحة اليمين او في الصفحة الشمال من كثرة مقروءاته والتكرار. فاذا كنت من اهل هذه الطريقة فتلك والله انفع لك من جرد المطولات - 00:42:23
الفن الواحد ثم تخرج منها بمعلومات ثقافية قد ينسي اخرها اولها لكن اذا كنت من اصحاب هذه الطريقة فسوف تجد انك ظبطت بظبط كتابه المقروء ولا اقول تحرم نفسك من الاطلاع على الكتب الاخرى لكن اجعل اطلاعك على المطولات في حدود ما تستكشف به الغاز - 00:42:43
او اشكالات او ما يلبس عليك في مسائل هذا الكتاب المقروء واجعله كتابك الذي يصحبك في حلك وفي سفرك واجعله قريبا منك تقرأ منه ما تيسر قبل ان تنام وتصطحبه معك في المسجد اذا وجدت وقت فراغ او لمكان الوظيفة حتى تقرأ فيه ولو لم تقرأ فيه - 00:43:03
الا عشر صفحات في كل يوم فانك مع الزمان وطول النفس سوف تقطعه عدة مرات من حيث لا تشعر اظن هذه هي اخر وصية في هذه المنظومة ثم ختمها الناظم بقوله - 00:43:23
الحمد لله الحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا الحمد لله نسأل الله ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يا رب العالمين - 00:43:38
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ثم ننتقل بعدها باذن الله عز وجل الى اخر مفتاح معنا في هذه المنظومة المباركة وهو مفتاح نصه يقول نصه يقول - 00:00:00
الافضل شرعا هو الاصلح والانفع. الافضل شرعا هو الاصلح والانفع وهذا اعتبره من اعظم المفاتيح الفقهية لانه يتكلم عن التفضيل بين العبادات التي ظاهرها التعارض عند الانسان ولا تحكم به ايها الطالب - 00:00:27
الا اذا تعذر الجمع بين الفضلين فاذا فاذا لم يتعذر الجمع بين الفضلين والمصلحتين فان الاصل استجماع الفضائل كلها. واستجماع المصالح كلها لاننا انما نفزع الى التفظيل والترجيح عند التعارض فقط. فاذا قال لك قائل انا لا ادري هل اراد - 00:00:54
الحديث او اراجع القرآن فقل ان اليوم طويل فدع لك وقتا تراجع فيه الحديث وتراجع فيه القرآن. فلا تفتي بهذا المفتاح الا اذا رأيت تعارضا حقيقيا فحين اذ تجعل مبدأ التفظيل هو الانفع والاصلح للسائل. وهذا يفيدك - 00:01:19
بانه قد يكون افضل وانفع في حق شخص ما لا يكون هو الافضل والانفع في حق الشخص الاخر. فالمفتي هو الذي تعطي كل انسان من التعبدات ما هو الافضل والانفع بالنسبة له - 00:01:44
واننا نعلم جميعا ان النفوس تختلف اختلافا عظيما في قضية استقبال التعبدات واستثقالها او خفتها عليها فكل انسان ينبغي ان ينظر في نفسه فيداوم على العمل التعبدي الذي يرضي الله عز وجل ويراه اخف على نفسه - 00:02:01
سواء اكان تعبدا عمليا او قوليا. ولذلك اختلفت اجوبة النبي صلى الله عليه وسلم في اي الاعمال افضل لان هذا من باب اختلاف التنوع لا التضاد. فقد كان يسأله السائل اي العمل افضل فيعطيهما الافضلية باعتباره هو - 00:02:21
بينما يسأله الاخر اي العمل افضل فيعطيه افضلية اخرى باعتباره هو. فهل هذا من باب التعارض ولا من باب التنويع؟ هذا من باب التنويع لانه قد يكون الافضل في حق شخص ما ليس هو الافضل في حق شخص اخر. ولذلك دائما انبهكم على اصل كبير - 00:02:42
وهو ان الفضل العارض مقدم على الفضل الذاتي. الفضل للعرض مقدم على الفضل الذاتي. فلو جاءك انسان وقال ايهما احب ايهما افضل؟ قراءة القرآن او كثرة الاذكار فلو اجبته بالفضل الذاتي لقلت قراءة القرآن. بينما قد يكون الافضل في حق هذا الشخص الاستكثار من الاذكار لعدم قدرته - 00:03:02
على فهم كتاب الله عز وجل ولا يجد قلبه في القراءة كثيرا ولكن اذا شرع في ذكر الله وجد قلبه حاضرا ونفسه منشرحة الذكر بينما قد يسألك رجل اخر ايهما افضل ان اكثر من النوافل او اكثر من طلب العلم؟ لا جرم - 00:03:28
ان طلب العلم افضل النوافل على الاطلاق. ولكن هذا بالفضل الذاتي. فلو انك افتيت الناس بالفضل الذاتي لاوقعتهم في حرج عظيم قذ قد لا توافق فتياك الموضع الصحيح. ولذلك دائما لا تفتي ايها الطالب - 00:03:48
الذاتي اذا سئلت في التفظيل بين تعبدين وانما دائما تفتي بالفضل العربي وهذا مبني على معرفتك للسائل فان كنت تعرف عينه فحين اذ يكون جوابك على العمل بعينه وان كنت لا تعرف عينه كفتيا جاءتك في وسائل - 00:04:08
تواصل فكيف تعرف الافظلية فتعطيه القانون وتدعه ينزل هذا القانون على نفسه. لانني لا اعرفه. اليس كذلك وعلى ذلك وهذا القول هو الذي هو قول وسط. هو قول وسط بين من لا ينظر الى قضية التفاضل العربي مطلقا - 00:04:28
وبين من ينظر الى وبين من ينظر اليه مطلقا. وانما ذلك قول وسط. فاذا توافق الفضل العرضي مع الفضل الذاتي فهذا نور علنوا ولكن اذا لم يتوافق فلا جرم ان الفضل العرضي مقدم على الفضل الذاتي - 00:04:51
وعلى ذلك جمل من الفروع. الفرع الاول لو سألك سائل ايهما افضل قراءة القرآن ام الترديد وراء المؤذن حال الاذان فلا جرم ان الجواب ان الترديد افضل من قراءة القرآن في هذه الحالة - 00:05:08
لان الترديد وراء المؤذن عبادة تفوت بلا بدل واما قراءة القرآن فعبادة تفوت الى بدل. والعبادات التي تفوت الى غير بدا الافضل من العبادات التي تفوت الى بدل فحينئذ تقول ان الترديد خلف المؤذن افضل. في هذه الحالة. ومن الفروع ايضا - 00:05:29
ايهما افضل اكرامك للضيف حال حضوره او الاشتغال بصلاة النافلة والتسبيح والتهليل؟ الجواب لا جرم ان الاكرام افضل في هذه الحالة وابن القيم رحمه الله تعالى يعطينا قاعدة قريبة من هذه القاعدة بل هي هي ولكن بتعبير اخر وهي ان الافظل من التعبدات ما كان ارضى - 00:05:52
لله في هذا الزمان والمكان ابن ابن القيم رحمه الله اعطانا قاعدة وهي ان الافظل من التعبدات الارضى لله عز وجل في هذا الزمان والمكان فالارض لله في حال سماع المؤذن هو الترديد للقراءة - 00:06:12
والارض لله عز وجل في حال الجهاد هو الاشتغال بالجهاد وان بك الى ترك اوراد الصباح والمساء. والى ترك نوافل الليل والنهار. بل وان ال بك الجهاد الى ترك بعض الفرائض او تنقيصها كما في صلاة كما في صلاة الخوف. لان الاشتغال - 00:06:33
فريضة الوقت الوقت الزماني او او المكاني ارضى لله عز وجل وكذلك ايضا لو ان الانسان معه مال يسير فان اعطى زوجته واولاده النفقة عطلت صدقته وان تصدق تعطلت نفقته. فالارظى لله عز وجل ما هو - 00:06:53
ان الصدقة على الاهل والاولاد لذلك جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندي دينار قال انفقه على نفسك. قال عندي اخر قال انفقه على ولدك. قال عندي اخر قال انفقه على - 00:07:19
اهلك قال عندي اخر قال انفقه على خادمه قال عندي اخر قال انت ابصر به. ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبا افظل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على اهله - 00:07:33
فاذا تزاحمت عندك النفقات فقدم النفقات على الزوجة والاهل على النفقات على محاويج الاخرين. قالوا لماذا؟ قالوا لان النفقة على الاهل والاولاد نفقة متعينة. واما النفقات وعلى الفقراء والمحاويج الاخرين فهي نفقة غير متعينة. ولان النفقة على زوجتك واولادك من الواجب العيني - 00:07:47
واما النفقة على الاخرين من الواجب الكفائي. واذا تعارض الواجب العيني والواجب الكفائي فاننا نقدم الواجب العيني على الواجب الكفائي ولو سألك سائل ايهما افضل في وقت السحر؟ الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار؟ ام الافضل - 00:08:13
العلم فنقول في هذه الحالة هو الاول. فان سيد العلماء صلى الله عليه وسلم كان يسخر هذا الوقت ها للصلاة والاوراد والاستغفار والذكر وغيرها وقراءة القرآن وغيرها. وكذلك لو سألك - 00:08:35
ايهما افضل؟ اذا جاءني الطالب ان اعلمه وان ارشده واوجهه ام اشتغل بصلاة النافلة التي هي خير كن عند الله عز وجل فان الصلاة خير الاعمال عند الله. بعد الشهادتين؟ الجواب لا جرم انه الاول لان واجب الوقت عند الاسترشاد ان ترشد الطالب - 00:08:55
ولذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد اشتغل بالخطبة جاءه اعرابي فقال رجل جاهل لا يعرف من دينه شيئا قطع النبي صلى الله عليه وسلم خطبته وجلس يعلمه ثم رجع الى المنبر مرة اخرى - 00:09:15
فاذا احفظوها مني قاعدة الافضل هو الانفع والاصلح. او تقولون كما قال الامام ابن القيم ان الافظل عند الله عند الله عز وجل هو الارضى له في هذا الزمان وفي هذا المكان - 00:09:31
ولذلك فان قراءة القرآن في حال الركوع والسجود لا تجوز. بل ان تسبيح الركوع والسجود افضل منها لانها واجب الوقت. واجب والهيئة كما قال صلى الله عليه وسلم الا واني نهيت ان اقرأ القرآن راكعا او ساجدا فاما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود - 00:09:46
فاجتهدوا في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم. والافضل في في حال سماع الاذان هو ترك كل شيء في يدك والاشتغال بالاستعداد للذهاب للصلاة من لبس ثياب طيبة والاشتغال بالطهارة والخروج الى الصلاة مبكرا - 00:10:06
فهذا هو الارضى لله عز وجل. وكذلك ايضا لو ان الانسان خير في وقت الوقوف بعرفة بين كثرة الدعاء والتضرع والالحاح على الله عز وجل في طلب المصالح في مصالح الدارين او - 00:10:26
الاشتغال بقراءة القرآن. لا جرم انه الاول لان هذا هو الارضى لله عز وجل فان خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله الى اخره. فاذا دلنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا - 00:10:44
الزمان على كثرة الدعاء والذكر. مع انه يعلم ان الافظلية الذاتية في قراءة في قراءة القرآن. وكذلك الافضل في رمضان عند السلف رحمهم الله تعالى هو التفرغ للتعبدات ذات المصالح القاصرة من قراءة القرآن ومن الاعتكاف. فقد كان - 00:11:01
سلف يعطلون كثيرا من مجالس العلم ومجالس التحديث والتفقيه في رمضان مع علمهم بان المصالح المتعدية افضل من المصالح القاصرة في هذا الزمان بخصوصه يرجحون الامر الاخر. ولذلك في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:21
اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ وايقظ اهله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيرها وكان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان يلقاه في كل - 00:11:41
ليلة من رمظان الى اخر الحديث. فالعبادات القاصرة في رمضان افضل باعتبار ماذا؟ باعتبار باعتبار هل ارظى لله عز وجل؟ فاذا لا تنظر الى الفضل الذاتي فترجح به دائما. وانما تنظر الى الفضل العرضي لان الفضل العرضي - 00:12:01
مقدمون على عفوا لان الفضل العربي مقدم على الفضل الذاتي. ان قيل لك ايهما افضل العزلة عن الناس او الخطة بهم الافضل هو الارضى لله عز وجل. فاذا كان الناس لا يزالون يستجيبون لدعوتك - 00:12:21
ويستمعون للواعظين والمعلمين والفساد ليس منتشرا ولا كثيرا لكثرة المطلقة. فلا جرم ان مخالطة الناس والصبر على اذاهم. واحتساب الاجر في ذلك افضل من عزلة افضل من اعتزالهم وانما تجوز العزلة اذا كثر الخبث وعجزت عن اصلاحه - 00:12:38
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم غنما يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن هذا في شرطين في حالة كثرة الخبث والعجز عن التغيير والاصلاح - 00:13:01
فالافضل في كل وقت هو ايثار مرضاة الله عز وجل في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بالتعبد الارضى بالتعبد ارضى لله عز وجل. قوليا كان التعبد او عمليا. وهذا يدلنا على امر عظيم وهي ان غاية المتعبد - 00:13:18
طلب كمال مرضاة الله عز وجل غاية المتعبد طلب كمال مرضاة الله تبارك وتعالى. فحيثما وجدت مرضاة الله في زمان او في وقت في تعبد معين فافعل هذا التعبد في هذا الزمان وفي هذا المكان فان ذلك ارضاه لله عز وجل - 00:13:38
ارضى لله تبارك وتعالى وقد ضرب العلماء في هذا المجال بحال ابي بكر رضي الله تعالى عنه. في ذلك الوقت اليسير الذي يسأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم من عاد منكم اليوم مريضا فيسابق لها ابو بكر - 00:13:59
من شهد منكم اليوم جنازة فيسابق لها ابو بكر. من تبع منكم اليوم من آآ من تصدق اليوم منكم بصدقة يسابق لها ابو بكر لعلمه او لتتبعه مرضاة الله عز وجل في كل في كل زمان ومكان. والخلاصة من ذلك وفقني الله - 00:14:18
واياكم لكل خير ان الافظل من التعبدات هو ما كان اصلح وانفع للعبد او تقول ان الافظل من التعبدات هو الارضى لله في هذا الزمان والمكان على حسب معرفتك بالادلة. ومما يفرع على ذلك - 00:14:38
اختيار الفنون اي الفنون افضل؟ الجواب لا تجب بالذات بالفضل الذاتي الاصلي. وانما تجيب بالفضل العرضي. وهي ان الافضل في كل في كل فن انفعه واصلحه له فان من الناس من فتح الله عليه بالتفسير. ويجد نفسه في علم التفسير وقراءة مؤلفات التفسير اكثر مما يجد نفسه في غيره من الفنون - 00:14:57
فنقول اذا التفسير افضل باعتبارك انت بينما غيره لا يجد نفسه في التفسير ولكن يجده في يجد نفسه في القواعد والاصول اكثر منها من علم النحو والبلاغة وغيرها فنقول توكل على الله واطلب هذا واطلب هذا المجال. بينما رجل ثالث يجد نفسه في علم الحديث - 00:15:25
والرجال فكل منا قد علم قد يسر الله عز وجل له مشربا معينا من العلم. فانظر الى ما يتناسب معك ويتوافق مع ميل نفسك وفطرتك واسلكه سلك الله عز وجل بنا وبكم كل خير. وهذا كلام مختصر على هذين المفتاحين اسأل - 00:15:44
الله عز وجل ان يبارك لنا ولكم في هذه المنظومة. وان ينفع بها المسلمين وان يجعلها من العمل الصالح المتقبل المبرور الخالص لوجهه الكريم كما نسأله عز وجل ان يبارك فيكم وان يجزيكم عني وعن المسلمين خير الجزاء فانتم من اعانني بهذا الحضور والمواصلة والمثابرة واحتساب الاجر والصبر على - 00:16:04
طول الحضور وطول الدرس، فجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وشرح الله صدوركم، وغفر الله ذنوبكم. ورفع الله قدركم ومنازلكم في الدارين، ولا حرمكم الله الاجر والله اعلم. ثم ختم - 00:16:24
ثم ختم الناظم منظومته ببعض التوجيهات والنصائح الخفيفة التي لا تحتاج الى كثرة كلام وتأصيل. نعم قال وفقه الله تعالى هذا اول نصيحة مني اليكم يا طلاب العلم وهي ان تحرص على طلب العلم عند العلماء سواء كنت من المبتدئين او المتوسطين او المنتهين - 00:16:38
فطالب العلم لا يستغني عن عالم يطلب العلم عنده ايا كان هذا الطالب في درجاته وشهاداته ومكانته العلمية فلا ينبغي ان تستشعر انك مستغني عن الطلب عند العلماء فان هناك علاقة دينية شرعية روحية باطنية فطرية قد فرضها الله عز وجل بين العالم وطلابه. لا - 00:17:07
تشعرها الطالب في قراءة الكتب ولا في النظر في المؤلفات هناك علاقة روحانية بين العالم وطالب وهناك بركة في العلم الذي تطلبه في الحلقات اكثر مما تطلبه في الكتب لا سيما اذا وفقت الى عالم نبيه يترقى معك في المسألة من اولها الى اخرها. فهذا من نعمة الله على الطالب - 00:17:34
فاياك ان تتكبر على حضور مجالس العلم مهما بلغت في العلم او السن مهما بلغ علمك ومهما بلغ فهمك وحفظك ومهما بلغت في درجات الشهادات الدنيوية. فمتى ما فتح لك باب من الخير في الحضور عند احد العلماء فاحظر - 00:17:58
لا سيما المبتدئين في الطلب. فانا انصحهم الا يطلبوا العلم في اوائله من الكتب. لان لان العلم يحتاج الى ان يعطيك مفاتيحه وهناك من المفاتيح ما لا يستطيع الطالب تلقيه بمجرد النظر والاطلاع والقراءة. وانما يأخذ مبادئ العلم - 00:18:18
تفقيه من العالم. وهكذا كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. فان العلم الذي حصلوه ليس عن كتب قرأوها. ولا عن متون حفظوها ولا عن الفيات استشرحوها ولا عن يعني يعني مؤلفات قلبوا فيها او - 00:18:38
وانما ذلك العلم اخذوه من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في حلقاته. وفي رياض الجنة التي كان يعقدها لهم. وقد بلغوا في العلم مبلغه فالانسان يكون عالما ان طلب العلم على عالم ولا يمكن ان يكون عالما بمجرد مطالعته للكتب - 00:18:58
فيها فقط. فالحضور عند العلماء الحضور الكامل مع كمال الفهم والمتابعة والمثابرة والصبر واحتساب الاجر وعدم الانقطاع هذا يؤهلك ان تكون عالما ولو لم تقرأ شيئا ولو لم يكن في مكتبتك كتاب واحد. كحال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن اذا وفقت - 00:19:18
لعالم كامل في هذه الاهلية. ولكن لا يمكن ابدا ولا تفكر ولو مجرد تفكير انك ستكون من العلماء المتآخين الراسخين جربت قراءة الكتب وهذا اقوله في حق من تيسرت له الحلقات. وكان العلماء بين يديه يتخير منهم من يشاء ويترك من؟ يشاء - 00:19:38
واما اذا كان الانسان في بلاد قد فقد فيها العلماء ولم يجد احدا فحين اذ اذا تعذر الاصل فانه يصار الى البدن وان البدالية عن حضور حلقات العلماء في هذا الزمان كثيرة والابواب متيسرة ولله الحمد. اما ان يتابع بعض العلماء في - 00:19:58
واقعهم المأمونة الموثوقة في على شبكات العنكبوتية او في وسائل التواصل الاجتماعي فان لم يجد شيئا من ذلك فلا اقل من ان يقرأ الكتب ويجعل له في قراءتها برنامجا معينا يترقى من الاقل الى ما هو اعلى - 00:20:18
لكن هذا لا نقوله الا في حال عدم وجود العلماء. واما اذا امتن الله عليك انك في بلاد يكثر فيها العلماء. ويكثر فيها المدرسون فهذا والله من الغبنة والخذلان الا تحضر ولا تشهد ولا تستفيد - 00:20:36
وهكذا كان حال السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم الى زماننا هذا وهم يجعلون لحظور حلقات العلماء والمشائخ دورا كبيرا في بناء الفقه وفي بناء الملكة وفي بناء الادب وفي بناء القدوة الحسنة وفي بناء السمت وفي بناء الهدي كل ذلك - 00:20:52
قد لا يستطيعه الانسان او يجده في قراءة الكتاب وانما لا يجده الا عند الا في الا في حضور العلماء. فاذا تلك المفاتيح وان اخذها نظريا الا انها لا تغني عن استشراحها عند العلماء العارفين بها. فوصيتي لكم بالعلماء - 00:21:12
الوصية الثانية قال والنصوص وتلك وصية اوصي بها نفسي وغيري فان طالب العلم على قدر محفوظاته ورسوخه في العلم يكون على قدر محفوظاته. واستحضار البرهان والحجة يكون على قدر محفوظات - 00:21:31
بل ان الطلاب لا يتميزون غالبا الا بمقدار محفوظاتهم. فلا ينبغي لطالب العلم ان يقلب اوراق اهو في دروسه كثيرا. ولا ينبغي لطالب العلم الا يكون عالما الا عند مكتبته - 00:21:52
بل نريد من طالب العلم ان ينقل تلك المعلومات الى صدره ليكون عالما في كل زمان وفي اي مكان. سواء اكان بصحبة كتابه او غيرها فوصيتي لكم يا طلاب العلم بالحفظ احفظوا كتاب الله عز وجل وهذا لا منة لطالب العلم فيه. لانه واجب عيني على كل طالب ان - 00:22:10
احفظ اذا اراد ان يصل الى مرتبة مرتبة عظيمة في العلم والرسوخ والتأهل واستحضار الدليل. وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما من يطلب العلم على طريقة التأصيل والتقعيد فان كثيرا من القواعد نقول فيها الا بدليل. فاذا كان طالب العلم خلوا عن - 00:22:30
ولا يدري في المسألة دليل او لا فان ذلك من القصور العظيم في الطالب. فاوصيكم يا طلاب العلم ان تحفظوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واوصيكم ان تبدأوا بصغارها قبل كبارها. فابدأوا يا طلاب العلم بالاربعين النووية احفظوها فانها احاديث قد جمعت اصول الاسلام جملة وتفصيلا - 00:22:50
طيلة ثم اوصيكم بعد غاب عمدة الاحكام لعبد الغني المقدسي. فان هذا الكتاب من اجمل الكتب التي تجمع لك اصول احاديث الاحكام من الصحيحين في كل من الصحيحين او احدهما في كل باب - 00:23:10
ثم اوصيكم بعد ذلك ان تحفظوا بلوغ المرام او زيادات البلوغ على العمدة فان الحافظ ابن حجر ذكر في كل باب الادلة المشهورة التي بسببها اختلف العلماء والفقهاء فيما بينهم في هذه - 00:23:27
المسألة فاذا حفظت بلوغ المرام فانك تستطيع ان تقول اختلف العلماء على قولين منهم من قال كذا ومنهم من قال كذا واستدل صاحب القول الاول وهو من احاديث البلوغ واستدل اصحاب القول الثاني بكذا وهي من احاديث البلوغ - 00:23:43
وان لم يكن قد استوفى كل الادلة للفريقين الا انه اعطاك يعني زبدة ما استدل به الفريقان ثم بعد ذلك اوصيكم بالمحيط بالمحيط الاعظم في احاديث الاحكام. وهو المنتقى لمجد الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى - 00:24:00
فان هذا الكتاب من اعظم كتب احاديث الاحكام واجمعها على الاطلاق فيما اعلم وان لمجد الدين ابن تيمية طريقة عجيبة في ترتيبه. فانه رتبه فقهيا اصوليا فان مجد الدين ابن تيمية من كبار الاصوليين في مذهب الامام احمد - 00:24:20
فرتب الباب الفقهي في المنتقى على الترتيب الاصولي. في ذكر لك في كل باب الحديث العام ويعقبه بالخاص ثم يذكر لك الحديث المطلق ويعقبه بالمقيد. ثم يذكر لك الحديث الناسخ ويعقبه بالحديث المنسوخ. ثم يذكر لك النص المجمل ويذكر - 00:24:42
بعدها ما يبينه طريقة عجيبة وحافظه سيكون متميزا بين اقرانه في سرعة الاستدلال وقوته وكثرته فيذكر عدد الجزئية الواحدة عشرات الاحاديث من بركة حفظ هذا الكتاب وان طلاب العلم يتفاوتون في محفوظاتهم فعليك ان تحفظ المحفوظ الذي يجمع لك اكبر قدر ممكن من - 00:25:01
مجمل المسائل العلمية الشرعية. وان يكون متناسبا مع محفوظك. وارى والله اعلم ان هذه الكتب من يطلب علم احاديث الاحكام كافية باذن الله عز وجل الاربعين النووية مضافا اليها عمدة الاحكام مضافا اليها زيادة زيادة بلوغ المرام ومضافا اليها زيادات - 00:25:31
منتقى وان يسر الله لك من البداية ان ان تبدأ في المنتقى اذا كنت ذا حافظة قوية فهذا نور على نور يهدي الله لنوره يشاء. المهم انه يقبح الطالب ان يذكر مسائله الشرعية مجردة عن قال الله وقال رسول الله. فان كلامك ليس - 00:25:55
حجة في ذاته وانما تقوى فتاواك ويقوى تدريسك وتعليمك وتقوى حجتك ومجادلتك ويقوى طرحك وتأليفك على حسب ما معك من الحجة والبرهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فينبغي لنا ان نحرص على الحفظ - 00:26:15
ونؤكد على ذلك. وكل دعوة تزهدك في الحفظ فانها والله دعوة باطلة. وانما هي دعوى اناس استعسر عليهم الحفظ فارادوا ان يخرجوا طريقتهم في التعليم على ما يرونه في كسلهم وفتورهم عن الحفظ - 00:26:35
اناس اعيتهم السنة ولم يحفظوها فارادوا ان يفصلوا بين الحفظ وبين الرسوخ في العلم والتأهل له. وهذه دعوة باطلة ولا نزال ولا نزال نعرف من علمائنا التأكيد على الحفظ وحث الطلاب عليه - 00:26:55
صلى الله عليه وسلم كان يمدح ابا هريرة بكثرة بكثرة محفوظاته. قال صلى الله عليه وسلم لابي هريرة لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسأل الا يسألني احد عن هذا الحديث اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث اي حفظا - 00:27:15
ولما شكى ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم تفلت بعض المحفوظات له. اخذ النبي صلى الله عليه وسلم يديه فجمعهما ثم وضعهما في حجر ابي هريرة. قال فلم انسى شيئا بعد ذلك - 00:27:34
وقال الله عز وجل مبينا منهج المنهجية العلمية في التلقي والطلب. قال انا علينا جمعه وقرآنه. قال ابن عباس اي جمعه لك في صدرك فتقرأه. لان جبريل كان اذا جاء بالوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم كان جبريل يلقي القرآن والنبي - 00:27:48
صلى الله عليه وسلم يحرك لسانه استعجالا ليظبطه ولا ينساه. فقال الله عز وجل له لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا ايش؟ جمعه. اي جمعه في صدرك. فاذا العالم لابد ان يجمع العلم في صدره. واعظم العلم محفوظا هو كتاب - 00:28:08
الله واعظم العلم محفوظا هو كتاب الله عز وجل وصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم الوصية الثالثة الله تعالى دعاء وهذا والله من اعظم المفاتيح للتوفيق والبركة وهو الدعاء اياك يا طالب العلم ان تغتر بكثرة موجوداتك - 00:28:28
وان كنت اعظم الناس ذكاء وعقلا واعظم الناس حفظا وفهما. واكثر الناس واكثر الناس موجودات للكتب. واكثر الناس يحبك المشائخ واكثر الناس وجودا للوقت. فوالله كلها اسباب لا تغنيك ولا تسمن ولا تغني من جوع. ما لم تكن محوطة - 00:28:53
بتوفيق الله عز وجل لك فكثرة الاسباب لا تغني اذا انفردت عن توفيق الله. وتوفيق الله يغني عن كثرة الاسباب فليست العبرة بكثرة موجوداتك من الكتب. وانما العبرة بتوفيق الله عز وجل لك - 00:29:16
ولذلك استدر توفيق الله عز وجل بكثرة الدعاء. اكثروا من دعاء الله يا طلاب العلم. اكثروا من دعاء الله. بان يجعلكم من العلماء بان يجعلكم من راسخين اكثروا من دعاء الله عز وجل بان يرزقكم طريقة التعليم الصحيحة. اسألوا الله عز وجل ان يبعد النسخة عن - 00:29:33
في العلم ان يطلق السنتكم في التعليم. اكثروا من دعاء الله عز وجل ان يجعلكم ممن يستحضر الحجة مباشرة. اكثروا من دعاء الله عز وجل فسخ العلم والمحفوظ في قلوبكم والا تنسوه. اكثروا من دعاء الله عز وجل ان يأخذوا ان يأخذ بنواصيكم للبر والتقوى والعلم الصحيح والعلم النافع - 00:29:53
العمل الصالح فسلاحك ايها العالم وطالب العلم. ايا كانت مرتبتك انما هي الدعاء. الدعاء الطويل الطويل الذي استجمع ثلاثة اشياء. الشيء الاول صدق اللجأ والالحاح. صدق اللجأ والالحاح لابد ان يعلم الله من قلبك ايها الطالب انك صادق في الطلب - 00:30:13
صادق في طلبك ان هذا الطلب نابع من قلب صادق صادق مخلص يريد فعلا هذا المطلوب وييسر الله عز وجل لك الاسباب. الامر الثاني الثقة بكمال عطاء الله عز وجل واستجابته - 00:30:37
لا تدعو لتجرب الله في قدرته. ولا تدعو قلبك ينظر الى الاسباب وعدم اتاحتها لك. اياك في حال ان تطالع الاسباب وانما طالع عظيم قدرة الله على تحصيل مطلوبك ولو بلا اسباب - 00:30:54
فان قدرة الله عز وجل لا تفتقر الى اسباب الثالث طول النفس في الدعاء وعدم الملل طول طول النفس في الدعاء وعدم الملل. اقتطع الدعاء بالعلم والتعليم والتحصيل والرسوخ. والتأليف - 00:31:12
كتير ليلك ونهارك وسرك وجهارك وفي سجودك وفي بين الاذان والاقامة وفي حال طوافك وسعيك اجعل طلب العلم هو موضوعك الذي لا ينقضي. وموئل عزك الذي لا ينتهي مطلقا. دائما تلهج لله عز وجل بالطلب. واياك ان تغتر بمحفوظات - 00:31:29
ولا تغتر بمؤلفاتك ولا تغتر بكثرة طلابك. مهما كنت فلا تزال ذلك العبد الفقير الى الله الفقر الذاتي. الحقير الى الله الحقر الاحتقار الذاتي. لا تزال ذلك العبد الذي تطلب من - 00:31:53
كما يطلب الصبي الصغير من ابيه. مهما بلغ الانسان في علمه فلا يزال ذلك العبد الذي يحتاج الى ربه عز وجل ادعوا الله حتى وان كنت تعلم المعلومة. وتعلم الدرس الذي ستلقيه. وحتى لو كنت ضابطا لك بادلتها واصولها فلا تزال يدك مرفوعة - 00:32:10
لله مبتهلا اليه بالتوفيق والبركة والثبات والسداد. والعلم النافع والعمل الصالح والقبول والاخلاص فيبارك الله عز وجل في علمك. فاذا هذا من نصائح لطلاب العلم وللمسلمين جميعا. الدعاء كثرة الدعاء بالتوفيق. طول الزمن - 00:32:29
وصدق اللجأ وكماد الثقة بموعود الله عز وجل وعطائه. مع الزمان تشوف ان احوالك تغيرت في العلم وحفظك تغير في العلم واستقبال الناس لمعلومتك تغير. وانشراح صدور الناس لمقولتك تغير. وقبول الناس لطرحك تغير - 00:32:49
بل حتى مع كثرة الدعاء وطول الزمن قد يكون قولك هو الفصل في خلاف علماء اهل زمانك كما كان ابن تيمية يدعو الله عز وجل كثيرا بالتيسير والتعليم حتى رفعه الله مقاما عليا في العلم فصار قولة ابي العباس وتفتيحه فصل القول في - 00:33:08
علماء في خلاف علماء ذلك الزمن وكما كان شيخنا الشيخ عبدالعزيز رحمه الله كان العلماء وطلاب العلم يختلفون فيما بينهم فاذا استفتي ابن باز وقال انتهى الخلافة هذه المرتبة لا يبلغها الانسان في يوم وليلة. وانما هي بركة من الله عز وجل وتوفيق وتيسير ورفعة من الله لا يستدرها العبد بقوته ولا - 00:33:25
ولا بدهائك ولا بقراءاتك ولا بمحفوظاته وانما بفظل الله عز وجل استدروها استدروها من الله. ولذلك قال الله عز وجل وقل ربي ها زدني علما. زدني علما اكثر من دعاء الله عز وجل بذلك وابشر بالخير. هذي الوصية الثالثة - 00:33:49
الله تعالى بمعنى ان الانسان لا يكل ولا يمل من مطالعة الكتب والاستزادة من العلم وجدولة المكتبة والقراءة وجرد المطولات واقتناص الفوائد وكتابة العلم وحفظ الشوارد حتى وان يسر الله عز وجل لك ما تريد على يد من هو اقل منك علما وفهما ورتبة - 00:34:09
فاياك ان تتكبر على معلومة يسر الله عز وجل لك طريقها ممن هو ادنى منك. فان الله قد يبتلي العبد احيانا استغلاق المعلومة عليه وفتحها على من هو دونه. بل كم من طالب قد يفتح على شيخه اشياء كثيرة. فمتى ما جاءتك المعلومة فافرح - 00:34:41
بها وانظر لها بنظرة الشاكر لله عز وجل. وتقبلها بقبول حسن وانني اقول لكم شيئا قد توافقوني او تخالفونني فيه. فان الطلاب قد يجتمعون عند شيخ واحد. يستمعون لشيخ واحد وفي درس - 00:35:01
واحد ومتن واحد لكن احدهم يتفوق والاخر لا يتفوق لان الذي تفوق ايد العلم الذي سمعه وانتفع من الشيخ به بقراءات اخرى في مكتبته فاستزاد من قراءة العلم واستزاد من التحقيق وقطع الليل بالنهار في التحقيق واقتناص الكتب لا يعرف لذيذ - 00:35:18
النوم والناس نائمون لا يعرف لذيذ الذهاب والاياب والمتعة والرحلات والنزهات. انما لا يعرف الا قابعا في مكتبته محققا لمسائله اله ناظرا في مؤلفاته مرتبا لمكتبته تجده في الصباح بين في احضان كتب التفسير وفي الظهر في احظان كتب الحديث - 00:35:41
وفي العصر في احضان كتب الفقهاء وفي اخرها في احضان كتب الاعتقاد يطالع هذا ويحقق هذا ويناظر هذا يعيش بين العلماء يلتفت يمينا فيسلم على الامام من قدامة في المغني. ويسلم على ابن حزم في المحلى. يطالع في هذا تارة ويدعو له. يطالع في هذا تارة ويدعو له - 00:36:01
فيا ما يصبح علي الصبح الا وقد انهى تحقيقه ومسألته. فاذا لا بد من طول الزمان في التحقيق وعدم الملل ومواصلة الليل بالنهار ولكن الناس لا ينظرون الى العالم المتميز الا في نهاياته. ولا يسألون عن بداياته - 00:36:21
ولذلك فالحسود نظرته نهائية الابتدائية. ولو ان الحسود نظر ان نظرة الابتدائية لما حسد. لكنه انما يحسدك على كثرة المال من غير لنظر كيف جمعت المال يحسدك على كثرة العلم وقوة التحقيق ولا يسأل نفسه كيف بدأت - 00:36:41
فالحاسد انما يحسد غيره لانه لانه قصر نظره على النهايات ولم ينظر في البدايات. فيا طلاب العلم اقطعوا الزمان ليلا ونهارا واسهروا في العلم وابشروا بالخير. احرموا انفسكم من قليل المتعة حتى تستمتعوا باجتماع الناس حولكم فيما - 00:36:58
بعد نسأل الله لنا ولكم الاخلاص. فالمتفوقون علينا انما تفوقوا بزيادة وقت اهملناه واستغلوه ولا لا يا جماعة؟ المتفوقون علينا لم يتفوقوا علينا بشيء ابدا. اللهم انهم تفوقوا علينا بوقت استغلوه ونحن اهملناه - 00:37:18
فالناس يتفاوتون في التحصيل على حسب تفاوتهم في استغلال اوقاتهم. هذي الوصية الرابعة. الوصية الخامسة اليكم يا الله. اي والله وهذه تجربة لي شخصية لا افرضها على الناس ولا ادلهم عليها الا من وافق نفس - 00:37:38
ما يعني اعيش به او يوافق نفس فطرتي فانا من الناس الذي لا لا اتخير لا اتنقل في الكتب وانما اخصص كتابا مقروءا في كل فن كما نخصص متنا محفوظا في كل فن. فكما ان العلم لا يضبط الا اذا جعلت له متنا - 00:38:02
محفوظة فكذلك لا يكمل ظبطه الا اذا جعلت له كتابا موحدا مقروءا فاجعل لك كتابا في علم الاعتقاد مثلا. او اجعل لك كتابا في توحيد الالوهية وكتابا في توحيد الاسماء والصفات - 00:38:23
تنظر فيهما دائما وكلما ختمتهما تعيدهما من اولهما واذا مر في ثناياهما اشكال فلا بأس عليك ان ترجع الى الكتب الاخرى في هذا الفن ثم تأخذ استفدته في حل هذا الاشكال وتقيده على طرة الكتاب الذي فيه الاشكال - 00:38:40
وهذه الطريقة لا تصلح لمن يسرع له الملل. لكنها طريقة تصلح لمن عنده دأب في التكرار لكنها اعظم طريقة في ضبط العلم وضبط جزئياته لانك تظبط في القراءة الثانية من مسائل العلم ما لم ما لم تظبطه في الاولى. وتظبط في الثالثة ما لم تظبطه في الثانية. وتظبط اكثر - 00:38:57
ترى في الرابعة ما لا تضبطه في فيما قبلها. وكلما ازددت قراءة واطلاعا وجردا لهذا الكتاب الوحيد. كلما كان عندك من العلم في جزئيات واصول هذا الفن ما ليس عند غيرك. بينما غيرك قد قرأ في هذا الفن عشرة كتب. قراءة غير مكررة - 00:39:23
ولا متأنية فكتاب واحد تستطيع ان تتفوق عليه اذا فعلت مثل ما قلت لك ولذلك نعرف عن بعض العلماء وطلاب العلم السابقين والمعاصرين من يكرر الكتاب عشرات المرات. بل ان بعض - 00:39:43
حدثينا في زماننا يقول جارتك او قرأت كتاب الجرح التعديل لابن ابي حاتم اكثر من مئة مرة وانظر الى بلوغ المرام وكتاب التوحيد. كم جردك الشيخ عبدالعزيز رحمه الله؟ من مرة في اوائل تدريسه وتلقيه وهو - 00:39:59
على بلوغ المرام وكتاب التوحيد وثلاثة الاصول الى ان توفاه الله عز وجل وهو يدرسها كلما ختمها اعادها كلما ختمها اعادها. ومنهم من قرأ كتاب الروض المربع عدة مرات. ومنهم من قرأ منار السبيل عدة مرات. ومنهم من صار - 00:40:16
وعالما كبيرا من كبار العلماء على حاشية الروظ. حاشية الروظ لابن قاسم فاذا ليست العبرة بكثرة المقروء وانما العبرة بالتركيز على المقروء ورسوخ المقروء. وهذا لا يكون الا التكرار بتكرار الكتب. ولذلك لا بد ان تجعل الكتاب المقروء مثاني كما - 00:40:36
الله عز وجل عن كتابه الكريم الذي هو اصل العلم ها كتابا متشابها ايش؟ مثاني يعني يقرأونه المرة بعد المرة وتكرر فيه المعلومة المرة بعد المرة فذكر قصة ادم في عدة مواضع وذكر قصة موسى في عدة - 00:41:03
مواضع وذكر قصة هود وصالح في عدة مواضع فهو مثاني باعتبار قراءته ومثان باعتبار موضوعاته ولذلك لما امر الله بالفاتحة في كل صلاة نافلة كانت او فريضة قال هي السبع المثاني السبع - 00:41:23
اي التي تثنى فاذا كان اصل العلم وايسره كتاب الله وصفه الله بالمثاني لكثرة قراءته وفي كل قراءة يتبين لك فمن التدبر والتفكر والفوائد ما لم يكن في المرة الاولى فكذلك ايضا كتب العلماء لابد ان نجعلها - 00:41:43
اما ثاني فكما ان لنا متنا محفوظا نجعله مثاني لمحفوظاتنا في هذا الفن فكذلك ينبغي لنا ان نجعل كتابا مقروءا مثانيا في هذا الفن. فان ذلك اجمع لطالب اجمع لمسائل العلم واحفظ - 00:42:03
حتى انني سمعت بعض طلاب العلم يقول اذا سئلت عن مسألة فقهية فانا اتذكر جوابها افي الصفحة اليمين او في الصفحة الشمال من كثرة مقروءاته والتكرار. فاذا كنت من اهل هذه الطريقة فتلك والله انفع لك من جرد المطولات - 00:42:23
الفن الواحد ثم تخرج منها بمعلومات ثقافية قد ينسي اخرها اولها لكن اذا كنت من اصحاب هذه الطريقة فسوف تجد انك ظبطت بظبط كتابه المقروء ولا اقول تحرم نفسك من الاطلاع على الكتب الاخرى لكن اجعل اطلاعك على المطولات في حدود ما تستكشف به الغاز - 00:42:43
او اشكالات او ما يلبس عليك في مسائل هذا الكتاب المقروء واجعله كتابك الذي يصحبك في حلك وفي سفرك واجعله قريبا منك تقرأ منه ما تيسر قبل ان تنام وتصطحبه معك في المسجد اذا وجدت وقت فراغ او لمكان الوظيفة حتى تقرأ فيه ولو لم تقرأ فيه - 00:43:03
الا عشر صفحات في كل يوم فانك مع الزمان وطول النفس سوف تقطعه عدة مرات من حيث لا تشعر اظن هذه هي اخر وصية في هذه المنظومة ثم ختمها الناظم بقوله - 00:43:23
الحمد لله الحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا الحمد لله نسأل الله ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يا رب العالمين - 00:43:38