الله سبحانه وتعالى في هذا الدرس كتاب الاحاديث المختارة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى سوف يكون الدرس من كتاب البيوع والمعاملات البيوع والمعاملات وقال المصنف رحمه الله - 00:00:00ضَ

كتاب البيوع والمعاملات البيوع السمع بيع والبيع اخذ واعطاء والبيع بمعنى البيوع وجمع لتعدد انواع البيع من اهل العلم من يقول كتاب البيع ومنهم من يقول كتاب البيوع والمصنف رحمه الله - 00:00:29ضَ

قال كتاب البيوع والمعاملات والبيع مصدر يدخل فيه القليل والكثير ولهذا من عبر بالبيوع اراد بذلك انه نص جميع البيوع اما المعاملات فيدخل فيها ايضا غيرها من غير البيوع مثل انواع المؤاجرات والمشاركات - 00:00:58ضَ

والمشاقات والمزارعة ويدخل فيها انواع اخرى من المعاملات والهبة والعطية كذلك ايضا الاوقاف والوصايا ونحو ذلك. هذه انواع من المعاملات بعضها يكون من طرف واحد وبعضها يكون من طرفين والبيع - 00:01:32ضَ

كما لا يخفى قد احله الله سبحانه وتعالى. فقال سبحانه واحل الله البيع فالاصل في البيع هو الحل والاباحة فالمسلم يبيع ويشتري ولا يقال ان هذا البيع او هذه المعاملة محرمة الا بدليل بين من الكتاب والسنة - 00:01:58ضَ

وهذا شيء يأتينا في بعض المعاملات التي جاءت النصوص بتحريمها ولهذا اعتنى الشارع ببيان البيوع المحرمة ولم يذكر البيوع التي هي حلال ويقول هذا البيع حلال وهذه المعاملة حلال لان الاصل في البيوع - 00:02:25ضَ

هو الحل والاباحة فلما نص على انواع من البيوع المحرمة دل على ان ما سواها حلال ونصه على قسمين منها ما يكون نصا في انواع من البيوع المنتشرة بين الناس في ذلك الوقت وكانوا يتعاملون بها في الجاهلية - 00:02:49ضَ

ومنها ما جاء على سبيل العموم عنه عليه الصلاة والسلام مثل انه نهى عن بيع الغرر مثل انه نهى عن بيع الغرر والغرر يشمل جميع انواع الغرر ولهذا كان الاصل في البيع الحل والاباحة - 00:03:16ضَ

والمسلم يبيع ويشتري وفي حال بيعه وشرائه وفي سبيل الله يسعى على نفسه ويسعى على اولاده ويسعى على قرابته كما ورد بذلك حديث عنه عليه الصلاة والسلام انه مر به رجل - 00:03:45ضَ

قوي البدن فقال الصحابة رضي الله عنهم لو كان هذا يا رسول الله في سبيل الله كان خيرا له يعني لو كان هذا الرجل يجاهد في سبيل الله بقوة بدنه - 00:04:13ضَ

وشجاعته ونحو ذلك من الصفات التي ذكروها فقال عليه الصلاة والسلام ان كان خرج يسعى على اولاد له صغار فهو في سبيل الله يسعى الى اولاد له صغار يعني يبحث - 00:04:33ضَ

لهم ويكسب لهم الطعام والشراب وان كان يسعى على ابوين كبيرين فهو في سبيل الله وان كان يسعى على قرابة له فهو في سبيل الله وجاء في رواية وان كان يسعى على نفسه فهو في سبيل الله - 00:04:57ضَ

وان كان في غير ذلك فهو في سبيل الشيطان هذا الحديث رواه الطبراني عن كعب ابن عجرة وفي سنده ضعف. ورواه من طريق اخر عن ابي هريرة وفي سنده ايضا ضعف - 00:05:20ضَ

لكن ما دل عليه من المعنى صحيح وقال سبحانه واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله وقال سبحانه فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله فالعبد - 00:05:39ضَ

يبتغي من فضل الله بالبيع والشراء وهو يؤجر بنيته لانه يكف نفسه ويعفها وثبت في الصحيحين من حديث الزبير بن عوام وكذلك في البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:05:59ضَ

انه عليه الصلاة والسلام قال لان يأخذ احدكم احبله فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه وجاء معناه ايضا من حديث ابي هريرة فاخبر عليه الصلاة والسلام - 00:06:24ضَ

ان السعي في الارض والبيع والشراء من افضل المكاسب وهذا سيأتي الاشارة اليه ان شاء الله ما هو افضل المكاسب في حديث اي الكسب اطيب لكن التجارة من المكاسب الطيبة - 00:06:47ضَ

وكذلك عمل اليد من المكاسب الطيبة والزراعة والحدادة والنجارة والخرازة. وكذلك ما استجد اليوم من انواع الصناعات الكثيرة التي لا حد لها ولا حصر لكن اهل العلم ذكروا هذه الانواع لانها كانت هي المنتشرة وهي الاكثر - 00:07:10ضَ

وكل عمل يكون عملا باليد او جهدا بالفكر او بهما جميعا او ضربا في الارض فهو من التجارة المطلوبة وهو من البيع والشراء الذي حث عليه الشارع عليه الصلاة والسلام - 00:07:39ضَ

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتكسبون ويبيعون ويشترون وفيهم التجار رضي الله عنهم وكانوا يشاركون في النفقة في سبيل الله وفي اطعام المساكين وفي ابواب الخير والبر والجهاد في سبيل الله - 00:08:01ضَ

ثبت عن عثمان رضي الله عنه انه جهز جيش العسرة رضي الله عنه روى احمد والترمذي بسند جيد عن عبد الرحمن بن سمرة العبشمي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:33ضَ

حث على النفقة في جيش العسرة في غزوة تبوك فقال عثمان رضي الله عنه هذه الف مثقال في سبيل الله فخذها يا رسول الله الف مثقال مثقال من الذهب والمثقال في ذلك الوقت - 00:08:57ضَ

يشترى به شاتان وجاء في رواية عند احمد والترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على النفقة في جيش العسرة في غزوة تبوك فقال عثمان رضي الله عنه يا رسول الله - 00:09:27ضَ

عندي مائة ناقة باحلاسها واقتابها ثم حث على النفقة فقال عندي يا رسول الله مئتا بعير باحلاسها واقتابها هذه ثلاثمائة بعير ثم حث على النفقة فقال عندي يا رسول الله - 00:09:49ضَ

ثلاثمائة بعير باحلاسها واقتابها ما هو القتب تعرفون القتب باحلى سها واقتابها القتب هو الرحل الذي يوضع على ظهر البعير والاحلاش جمع حلس وهو ما يوضع تحت البردعة يبسط على ظهر البعير - 00:10:15ضَ

بينه وبين الجلد الذي يوضع عليه على ظهر البعير ويوضع عليه القتب او الركاب المعنى انه رضي الله عنه اعد هذه الابل وظاهر رواية الترمذي انها ست مئة بعير باحلاسها واقتابها يعني ان من يريد الجهاد في سبيل الله - 00:10:46ضَ

لا يحتاج معه الى شيء لاجل ان يركب فالبعير جاهز للركوب ولا شك ان هذه نفقة عظيمة وعلى هذا لا يبعد ان يكون عثمان رضي الله عنه جهز بالف مثقال - 00:11:16ضَ

وجهز ايضا بهذه الابل الست مئة بعير رضي الله عنه. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديثين بعدما قال عثمان ما قال واخرج من النفقة ما اخرج قال عليه الصلاة والسلام ما ضر عثمان - 00:11:39ضَ

ما فعل بعد اليوم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم يعني لانه جاد بهذا المال العظيم رظي الله عنه. جاد بهذا المال العظيم في سبيل الله وجاء عن الصحابة في هذا الشيء الكثير رضي الله عنهم - 00:12:02ضَ

وما سبق يبين انهم رضي الله عنهم كانوا يتاجرون وكانوا يبيعون ويشترون وثبت في صحيح البخاري من حديث انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان قد اخى بين عبد الرحمن ابن عوف وسعد ابن الربيع - 00:12:28ضَ

عبد الرحمن بن عوف المهاجري وسعد بن الربيع انصاري وكان النبي عليه الصلاة والسلام ما هاجر المهاجرون صار يؤاخي بين المهاجر والانصار حتى يتم عقد الاخوة اما المهاجرون فان بينهم من الاخوة وكانوا في مكة - 00:12:50ضَ

لكن اراد ان يقوي عقد اواصر الاخوة بينهم لما هاجروا الى الى المدينة عند الانصار فواساهم الانصار باموالهم وانفسهم رظي الله عنهم حتى خشي المهاجرون ان يذهب الانصار بالاجر فقالوا يا رسول الله ما رأينا قوما خيرا منهم - 00:13:16ضَ

واسونا باموالهم وانفسهم لقد خشينا ان يذهبوا بالاجر كله رضي الله عنه. فقال عليه الصلاة والسلام لا ما اثنيتم عليهم ما اثنيتم عليهم. المعنى انكم اذا كنتم تدعون لهم وتثنون عليهم - 00:13:47ضَ

فيما افضل عليكم فان هذا يكون جزاء كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حديث من صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء كلمة عظيمة - 00:14:11ضَ

وهذا هو الذي يجدون لانهم رضي الله عنهم هاجروا واخرجوا من ديارهم واموالهم خرجوا بانفسهم فواساهم المهاجرون فواساهم الانصار رضي الله عنهم يقول انس رضي الله عنه في روايته في حديث في قصة عبد الرحمن بن عوف وان النبي عليه الصلاة والسلام - 00:14:34ضَ

واخى بينه وبين سعد ابن الربيع قال سعد بن الربيع رضي الله عنه خذ من مالي ما شئت وانظر الى احدى زوجتين واطلقها وتتزوجها. يعني بعد خروجها من العدة يريد ان - 00:14:57ضَ

يواسيه في ماله وفي اهله لكن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان عزيز النفس فقال بارك الله لك في اهلك ومالك. مع ان سعد بن ربيع كان جاد به بطيب نفس - 00:15:22ضَ

ويود ان يقبل منه لكنه رضي الله عنه علم ان الكسب والبيع المسلم هو طريق هو الطريق المطلوب هو الطريق المشروع حتى يكف نفسه قال رضي الله عنه بارك الله لك في اهلك ومالك دلوني على السوق - 00:15:41ضَ

فذهب الى السوق سوق بني قينقاع سأل عن سوق فيها البيع والشراء والمعنى ان من يريد ان يبيع ويشتري لا يضرب ويخبط خبط عشواء لا ينظر ويدرس الامر كيف يبيع؟ كيف يشتري - 00:16:09ضَ

حتى يأخذ بالاسباب الشرعية الحسية وهو متكل على الله سبحانه وتعالى هذا هو المشروع فلو حصل له بعد ذلك خسارة او نقص الحمد لله ما فرط هذا امر قد قضي - 00:16:32ضَ

ولا تفريط منه ان يبين انهم رضي الله عنهم كانوا ينظرون ويدبرون الامور فسأل عن السوق التي يكون فيها البيع والشراء والكشف فذهب الى سوق بني قيرقاع فباع واشترى فجاء بسمن واقط - 00:16:50ضَ

فلبث اياما رضي الله عنه وهو على ذلك ثم قابله عليه الصلاة والسلام بعد ايام ورأى عليه اثر صهرة فقال ما هي يعني ما الامر رأى عليه اثر سفرة. قال تزوجت يا رسول الله - 00:17:14ضَ

قال على كم؟ قال على وزن نواة من ذهب فقال بارك الله لك او تبارك الله لك حول ولو بشعة يعني انه رضي الله عنه يبيع ويشتري فكسب مالا بنفسه ولاهله - 00:17:40ضَ

وكسب مالا ايضا حصل به ان قدمه مهرا رضي الله عنه هكذا المسلم يعمل ويكدح ويجتهد في تحري ابواب الرزق الحلال الطيب ولو كان قليلا فانه يكون كثيرا مع البركة - 00:18:05ضَ

ولهذا اهل العلم رحمة الله عليهم يبينون في هذا الباب في هذا الباب المكاسب المحظورة والمكاسب المشتبهة وفضل الكسب والبيع والشراء ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يعملون بأيديهم قال عليه الصلاة والسلام - 00:18:32ضَ

في حديث المقدام مع ذكرب عند البخاري ما اكل احد طعاما خيرا من ان يأكل من كسب يده وان نبي الله داود كان يأكل من كسب يده. رواه البخاري عن المقدام - 00:19:02ضَ

ورواه البخاري ايضا بنحويه عن ابي هريرة قال ما اكل احد طعاما خيرا من ان يأكل من عمل يده وكان داود عليه الصلاة والسلام لا يأكل الا من عمل يده - 00:19:23ضَ

كان لا يأكل الا من عن يده وكان يعمل الدروع رضي الله عنه ويصنعها بيده ويباشرها بيده هكذا كانوا عليهم الصلاة والسلام ونبينا صلوات الله وسلامه عليه ربما دخل الى السوق - 00:19:43ضَ

وباع واشترى صلوات الله وسلامه عليه وهكذا اصحابه رضي الله عنهم اخذوا هذا الهدي منه عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة ان اطيب ما اكلتم من كسبكم - 00:20:05ضَ

وان اولادكم من كسبكم ان اطيب ما اكلتم من كشبكم وان اولادكم من كسبكم يعني ان الانسان اذا اكل من كشب ولده من البنين والبنات هذا ايضا عام طيب وكسب طيب لان ولده من كسبه - 00:20:23ضَ

انت ومالك لولدك انت ومالك لابيك والاخبار في هذا المعنى كثيرة عنه عليه الصلاة والسلام في فضل التكسب والبيع كما تقدم ولهذا كانوا يقولون كشب فيه دناءة خير من مسألة الناس - 00:20:48ضَ

كشف فيه دناءة. ولو ان الناس يحتقرون هذا هذا العمل وهذه الصنعة فهذا خير من كونك تسأل الناس لانك حينما تكسب بيدك وتعمل بيدك هذا المكسب له اثر في النفس - 00:21:15ضَ

واثر في البدن وعلى اولاد الانسان ايضا ويكون له لذة ومطعم ليست لا يجدها غيره من الناس لذة ومطعم لا يجدها غيره ممن لا يكون كسبه كذلك حينما يجتهد الانسان - 00:21:38ضَ

ويكسب ويبيع ويشتري يجد لطعم طعامه لذة ولشرابه لذة المقصود للكسب الذي يكسبه بيده له لذة وبركة وفي حديث رواه ابو داوود وان كان في اسناده ضعف ان رجلا جاء الى النبي يسأله - 00:22:05ضَ

النبي عليه الصلاة والسلام سأله عنده شيء فاحضر شيئا تباعه في بيته ليس عنده الا حلس جاء به فباعه وجعل عليه الصلاة والسلام ينادي من يشتري لما جاء هذا الانسان يسأل - 00:22:34ضَ

يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الامام لكن اراد ان يعلمه الكشف والبيع والشراء وعدم المسألة حتى يعود النفس على العزة على الكرامة وان يكون باذلا معطيا لا سائلا متذللا - 00:22:58ضَ

ولان التذلل للناس ايضا نوع من الخنوع ويضعف جانب العبادة والتعبد لله سبحانه وتعالى وتكون نفسه متعلقة الناس وبمسألة الناس فلا يتحرر قلبه لعبادة الله وطاعة الله ويكون هذا معه في عبادته في صلاته. اما حينما - 00:23:26ضَ

يكسب هو ويبيع ويشتري سيكون كسبه بنفسه يحصل له من العزة والكرامة ورفعة النفس ما لا يحصل لغيره مما لا يكون ممن لا يكون كذلك. فالنبي عليه الصلاة والسلام الكساء الذي عنده - 00:23:56ضَ

فجعل ينادي عليه في السوق قال انسان اشتريه بدرهم من الصحابة فقال من يزيد؟ يقول النبي عليه السلام فقال اخر بدرهمين يا رسول الله بدرهمين ثم اخذ الدرهمين اخذت درهمين - 00:24:16ضَ

ثم قال خذ درهما واشتري به طعاما وانبذه لاهلك واشتر بالاخر واتني اشترى فأسا ثم جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فجعل فيه عود جعل فيه عود معلوم انه لا بد له من ان يشد بعوده - 00:24:40ضَ

شد الفأس للعود عليه الصلاة والسلام ثم قال اذهب واحتطب ولا ارينك خمسة عشر يوما فذهب وجعل يحتطب حتى مضت خمسة مضت خمسة عشر يوما ثم جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام - 00:25:09ضَ

وقد اكتسب دراهم واشترى طعاما ثم قال هذا خير من ان تأتي يوم القيامة والمسألة نكتة في وجهك وقال ان المسألة لا تحل الا لذي فقر مدقع او لي دم موجع - 00:25:33ضَ

وجاء في حديث قبيصة عند مسلم وما سواهن يا قبيصة من المسألة سحت يأكلها صاحبها سحتا - 00:25:56ضَ