أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|141 من 287|واجب المسلم تجاه ما وقع بين الصحابة بعد مقتل عثمان|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والاربعون بعد المئة - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وبعد. سئل شيخ الاسلام رحمه الله عما شجر بين الصحابة علي ومعاوية وطلحة وعائشة هل يطالبون به ام لا؟ فاجاب بقوله - 00:00:22ضَ

قد ثبت بالنصوص الصحيحة ان عثمان وعليا وطلحة والزبير وعائشة من اهل الجنة لقد بل قد ثبت في الصحيح انه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة وابو موسى الاشعري وعمرو بن العاص ومعاوية بن ابي سفيان هم من الصحابة ولهم فضائل ومحاسن - 00:00:42ضَ

وما يحكى عنهم كثير منه كذب والصدق منه ان كانوا فيه مجتهدين. فالمجتهد اذا اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر وخطأه يغفر له وان قدر ان لهم ذنوبا فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقا. الا اذا انتفت الاسباب المانعة من ذلك وهي عشرة. منها الاستغفار ومنها - 00:01:05ضَ

حسنات الماحية ومنها المصائب المكفرة ومنها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها شفاعة غيره ومنها دعاء المؤمنين ومنها ما يهدى للميت من الثواب والصدقة والعتق ومنها فتنة القبر ومنها اهوال القيامة. قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير القرون - 00:01:29ضَ

القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وحينئذ فمن جزم في واحد من هؤلاء بان لهم له ذنبا يدخل به النار يدخل به النار قطعا فهو كاذب مفتر - 00:01:52ضَ

فانه لو قال فانه لو قال ما لا علم له به لكان مبطلا. فكيف اذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضه فمن تكلم فيما شجر بينهم وقد نهى الله عنه - 00:02:08ضَ

من ذمهم او التعصب لبعضهم بالباطل فهو ظالم معتد وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم اولى الطائفتين تقتلهم اولى الطائفتين بالحق - 00:02:25ضَ

قد ثبت عنه في الصحيح انه قال عن الحسن ان نبني هذا السيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وفي الصحيحين عن عمار انه قال تقتله الفئة الباغية. قد قال تعالى في القرآن - 00:02:44ضَ

وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فات فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين - 00:03:02ضَ

فذهبت بالكتاب والسنة واجماع السلف على انهم مؤمنون مسلمون. وان علي ابن ابي طالب والذين معه كانوا اولى بالحق من من الطائفة المقاتلة له. وقال الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع ايضا - 00:03:19ضَ

ومما ينبغي ان يعلم انه وان كان المختار الامساك عما شجر بين الصحابة والاستغفار للطائفتين جميعا وموالاتهم فليس من الواجب اعتقاد ان كل واحد من العسكر لم يكن الا مجتهدا - 00:03:36ضَ

متهولا كالعلماء بل فيهم المذنب والمسيء وفيهم المقصر في الاجتهاد لنوع من الهوى ولكن اذا كانت السيئة في حسنات كثيرة كانت مرجوحة مغفورة واهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم. لكن لا يعتقدون العصمة من الاقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد الا لرسول - 00:03:53ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سواه فيجوز عليه الاقرار على الذنب والخطأ. لكن هم كما قال تعالى اولئك الذين فتقبلوا عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم الاية. وفضائل الاعمال انما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها - 00:04:19ضَ

وقال رحمه الله الخلفاء الراشدون الاربعة ابتلوا بمعاداة بعض المنتسبين الى الاسلام من اهل القبلة. ولعنهم وبغضهم وتكفيرهم. فابو بكر وعمر ابغضتهما الرافضة ولعنتهما دون غيرهم من الطوائف ولهذا قيل للامام احمد من الرافظي؟ قال الذي يسب ابا بكر وعمر - 00:04:39ضَ

وبهذا سميت الرافضة فانهم رفضوا زيد بن علي لما تولى الخليفتين ابا بكر وعمر لبغضهم لهما فالمبغض لهما هو الرافضي. ولهذا قال بعض السلف حب ابي بكر وعمر ايمان. وبغضهما نفاق - 00:05:03ضَ

قال عبدالله بن مسعود حب ابي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة اي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي امر بها فانه قال اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر ولهذا كان - 00:05:21ضَ

معرفة فضلهما على من بعدهما واجبا لا يجوز التوقف فيه. بخلاف عثمان وعلي ففي جواز التوقف فيهما قولان وكذلك هل يجوز الاجتهاد في تفضيل علي على عثمان فيه روايتان احداهما لا يسوغ - 00:05:40ضَ

احداهما لا يسوغ ذلك فمن فضل عليا على عثمان خرج من السنة الى البدعة لمخالفته الاجماع لمخالفته لاجماع الصحابة ولهذا قيل من قدم عليا على عثمان فقد اجرى بالمهاجرين والانصار - 00:05:58ضَ

يروى ذلك عن غير واحد منهم ايوب السختياني واحمد بن حنبل دار قطني. والثانية لا يبدع من قدم عليا على عثمان. لتقارب حال عثمان وعلي اذ السنة هي الشريعة وهي ما شرعه الله ورسوله من الدين - 00:06:16ضَ

وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب فلا يجوز اعتقاد ضد ذلك ولكن يجوز ترك المستحب من غير ان يجوز اعتقاد ترك استحبابه ومعرفة استحبابه فرظ على الكفاية لان لا يظيع شيء من الدين - 00:06:33ضَ

فلما قامت الادلة الشرعية على وجوب اتباع ابي بكر وعمر وتقديمهما لم يجز ترك ذلك. واما عثمان فابغضه او سبه اه واما عثمان فابغضه او سبه او كفره ايضا مع الرافضة طائفة من الشيعة الزيدية والخوارج - 00:06:50ضَ

واما علي فابغضه وسبه او كفره الخوارج. فالخوارج تكفر عثمان وعليا وسائر اهل الجماعة واما شيعة علي الذين شايعوه بعد التحكيم وشيعة معاوية التي شايعته بعد بعد التحكيم كان بينهما من التقابل وتلاعن بعضهم وتكافل بعضهم ما كان - 00:07:10ضَ

ولم تكن الشيعة التي كانت مع علي على ما يظهر منها اه ولم ولم تكن الشيعة التي كانت مع علي على ما يظهر منها ليس فيها تنقص لابي بكر وعمر ولا فيها من يقدم عليا على ابي بكر وعمر - 00:07:33ضَ

ولا كان سب عثمان شائعا فيها وانما كان يتكلم بعضهم به فيرد عليه الاخر وكذلك تفضيل علي عليه لم يكن مشهورا فيها انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله في هذه المسألة وهي مسألة المفاضلة - 00:07:54ضَ

بين عثمان وعلي رضي الله عنهما وقد ذكر الشيخ في العقيدة الواسطية ان هذه المسألة ليست من المسائل التي يظلل المخالف فيها فمن فضل عليا على عثمان او فظل عثمان على علي لم يظلل - 00:08:12ضَ

نظرا لشهرة الخلاف فيها. وانما التي يظلل المخالف فيها هي مسألة الخلافة فمن زعم ان عليا اولى بالخلافة من عثمان فهو ظال لمخالفته اجماع الصحابة على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما - 00:08:28ضَ

وفي الخلافة فالخلفاء الراشدون على هذا الترتيب ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي قال الشيخ ومن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ومعاوية رضي الله عنه لم يقاتل عليا لانه يطعن في خلافته. وانما قاتله مطالبا بتسليم الذين قتلوا عثمان رضي الله - 00:08:45ضَ

عنه لاقامة القصاص لاقامة القصاص عليهم. وكانوا في عسكر علي. وعلي رضي الله عنه لم يتمكن من تسليم لعدم استتباب الامر له ليتمكن من تسليمهم. والواجب علينا الكف عما شجر بين الصحابة والاعتذار لهم. وعدم التصديق - 00:09:10ضَ

بكل ما يرى من الاخبار في حقهم رضي الله عنهم وارضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم انه جواد كريم. وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم - 00:09:31ضَ

رحمة الله وبركاته - 00:09:46ضَ