قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (028) - البقرة (026) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال المؤلف رحمه الله بعد ذكر اية ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخاف الا يقيما حدود الله. الاية - 00:00:03ضَ

قال تنبيه اخذ ابن عباس من هذه الاية الكريمة ان الخلع فسخ ولا يعد طلاقا لان الله تعالى قال الطلاق مرتان ثم ذكر الخلع بقوله فلا جناح عليهما فيما افتدت به - 00:00:32ضَ

فلم يعتبره طلاقا ثالثا ثم ذكر الطلقة الثالثة بقوله فان طلقها فلا تحل له من بعد. الاية وبهذا قال عكرمة وطاووس وهو رواية عن عثمان بن عفان وابن عمر وهو قول اسحاق ابن راهويه - 00:00:51ضَ

وابي ثور وداوود ابن علي الظاهري كما نقله عنهم ابن كثير وغيره وهو قول الشافعي في القديم واحدى الروايتين عن احمد قال مقيده عفا الله عنه الاستدلال بهذه الاية على ان الخلع لا يعد طلاقا ليس بظاهر عندي - 00:01:11ضَ

لما تقدم مرفوعا اليه صلى الله عليه وسلم من ان الطلقة الثالثة هي المذكورة في قوله او تسريح باحسان وهو مرسل حسن قال في فتح الباري والاخذ بهذا الحديث اولى - 00:01:34ضَ

فانه مرسل حسن يعتضد بما اخرجه الطبري من حديث ابن عباس بسند صحيح قال اذا طلق الرجل امرأته تطليقتين فليتق الله في الثالثة فاما ان يمسكها فيحسن صحبتها او يسرحها فلا يظلمها من حقها شيئا - 00:01:51ضَ

وعليه ففراق الخلع المذكور لم يرد منه الا بيان مشروعية الخلع عند خوفهما الا يقيما حدود الله لانه ذكر بعد الطلقة الثالثة وقوله فان طلقها انما كرره ليرتب عليه ما يلزم بعد الثالثة - 00:02:14ضَ

الذي هو قوله فلا تحل له من بعد الاية ولو فرعنا على ان قوله تعالى او تسريح باحسان يراد به عدم الرجعة وان الطلقة الثالثة هي المذكورة في قوله فان طلقها فلا تحل له الاية - 00:02:34ضَ

لم يلزم من ذلك ايضا عدم عد الخلع طلاقا لان الله تعالى ذكر الخلع في معرظ منع الرجوع فيما يعطاه الازواج فاستثنى منه صورة جائزة ولا يلزم من ذلك عدم اعتبارها طلاقا كما هو ظاهر من سياق الاية - 00:02:52ضَ

وممن قال بان الخلع يعد طلاقا بائنا مالك وابو حنيفة والشافعي في الجديد وقد روي نحوه عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وبه قال سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وشريح والشعبي وابراهيم وجابر بن زيد والثوري والاوزاعي - 00:03:13ضَ

والبتي كما نقله عنهم ابن كثير وغيره غير ان الحنفية عندهم انه متى نوى الخالع بخلعه تطليقة او اثنتين او اطلق فهو واحدة بائنة وان نوى ثلاثا فثلاث وللشافعية قول اخر في الخلع - 00:03:35ضَ

وهو انه متى ما لم يكن بلفظ الطلاق وعري عن النية فليس هو بشيء بالكلية قاله ابن كثير ومما احتج به اهل القول بان الخلع طلاق ما رواه ما لك عن هشام بن عروة عن ابيه - 00:03:57ضَ

عن جهمان مولى الاسلميين عن ام بكر الاسلمية انها اختلعت من زوجها عبدالله بن خالد بن اسيد فاتى يا عثمان بن عفان في ذلك فقال تطليقة الا ان تكون سميت شيئا فهو ما سميت - 00:04:15ضَ

قال الشافعي ولا اعرف جهمان وكذا ضعف احمد بن حنبل هذا الاثر قاله ابن كثير والعلم عند الله تعالى وروى ابن ابي شيبة عن ابن مسعود مثله. وتكلم فيه بان في سنده ابن ابي ليلى. وانه سيء الحفظ - 00:04:33ضَ

وروي مثله عن علي وضعفه ابن حزم. والله تعالى اعلم قال المؤلف رحمه الله بعد ذلك فروع الاول ظاهر هذه الاية الكريمة ان الخلع يجوز باكثر من الصداق. وذلك لانه تعالى عبر بما الموصولة في قوله - 00:04:52ضَ

فلا جناح عليهما فيما افتدت به وقد تقرر في الاصول ان الموصولات من صيغ العموم لانها تعم كل ما تشمله صلاتها كما عقده في مراقص سعود بقوله صيغه كل او الجميع وقد تلى الذي الفروع - 00:05:13ضَ

وهذا هو مذهب الجمهور قال ابن كثير في تفسير هذه الاية ما نصه وقد اختلف العلماء رحمهم الله بانه هل يجوز للرجل ان يفاديها باكثر مما اعطاها وذهب الجمهور الى جواز ذلك - 00:05:33ضَ

لعموم قوله تعالى فلا جناح عليهما فيما افتدت به وقال ابن جرير حدثنا يعقوب ابن ابراهيم حدثنا ابن علي اخبرنا ايوب عن كثير مولى ابن سمرة ان عمر اتي بامرأة ناشز - 00:05:50ضَ

فامر بها الى بيت كثير الزبل ثم دعاها فقال كيف وجدت؟ فقالت ما وجدت رائحة منذ كنت عنده الا هذه الليلة التي كنت حبستني فقال لزوجها اخلعها ولو من قرطها - 00:06:08ضَ

رواه عبد الرزاق عن معمر عن ايوب عن كثير مولى ابن سمرة فذكر مثله وزاد فحبسها فيه ثلاثة ايام وقال سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن حميد بن عبدالرحمن - 00:06:24ضَ

ان امرأة اتت عمر ابن الخطاب فشكت زوجها فاباتها في بيت الزبن فلما اصبحت قال لها كيف وجدت مكانك؟ قالت ما كنت عنده ليلة اقر لعيني من هذه الليلة فقال خذ ولو عقاصها - 00:06:38ضَ

وقال البخاري واجاز عثمان الخلع دون عقاص رأسها وقال عبد الرزاق اخبرنا معمر عن عبد الله ابن محمد ابن عقيل ان الربيعة بنت معوذ ابن عفراء حدثته قالت كان لي زوج يقل علي - 00:06:54ضَ

الخير اذا حظرني ويحرمني اذا غاب قالت فكانت مني زلة يوما. فقلت له اختلع منك بكل شيء املكه. قال نعم قالت ففعلت قالت فخاصم عمي معاذ بن عفراء الى عثمان بن عفان - 00:07:12ضَ

فاجاز الخلع وامره ان يأخذ عقاص رأسه فما دونه. او قالت ما دون اقاص الرأس ومعنا هذا انه يجوز ان يأخذ منها كل ما بيدها من قليل وكثير ولا يترك لها سوى عقاص شعرها - 00:07:31ضَ

وبه يقول ابن عمر وابن عباس وعكرمة ومجاهد وابراهيم النخاعي وقبيصة بن دؤيب والحسن بن صالح والبتي وهذا مذهب ما لك والليث والشافعي وابي ثور واختاره ابن جرير وقال اصحاب ابي حنيفة - 00:07:47ضَ

ان كان الاضرار من قبلها جاز ان يأخذ منها ما اعطاها ولا يجوز الزيادة عليه فان ازداد جاز في القضاء وان كان الاضرار من جهته لم يأخذ منها شيئا فان اخذ جاز في القضاء - 00:08:06ضَ

وقال الامام احمد وابو عبيد واسحاق ابن راهويه لا يجوز ان يأخذ اكثر مما اعطاها وهذا قول سعيد بن المسيب وعطاء وعمرو بن شعيب والزهري وطاووس والحسني والشعبي وحماد بن ابي سليمان - 00:08:22ضَ

من ربيع بن انس وقال معمر والحكم كان علي يقول لا يأخذ من المختلعة فوق ما اعطاها وقال الاوزاعي القضاة لا يجيزون ان يأخذ منها اكثر مما ساق اليها قلت ويستدل لهذا القول بما تقدم من رواية قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في قصة ثابت ابن قيس - 00:08:40ضَ

فامره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأخذ منها الحديقة ولا يزداد وبما روى عبد بن حميد حيث قال اخبرنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:05ضَ

كره ان يأخذ منها اكثر مما اعطاها يعني المختلعة وحملوا معنى الاية على معنى فلا جناح عليهما فيما افتدت به اي من الذي اعطاها بتقدم قوله ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله - 00:09:22ضَ

فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به. اي من ذلك وهكذا كان يقرأها الربيع ابن انس فلا جناح عليهما فيما افتدت به منه رواه ابن جرير - 00:09:42ضَ

ولهذا قال بعده تلك حدود الله فلا تعتدوها. ومن يتعدى حدود الله فاولئك هم الظالمون. انتهى من ابن كثير بلفظه نكتفي ايها المستمع الكريم بهذا وسنأتي على بقية الفروع في الحلقتين القادمتين ان شاء الله - 00:09:57ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:17ضَ