قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (560) - الفرقان (018) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات. وهذا ملح اجاج - 00:00:03ضَ

وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا اعلم ان لفظة مرج تطلق في اللغة اطلاقين الاول مرج بمعنى ارسل وخلى من قولهم مرج دابته اذا ارسلها الى المرج وهو الموضع الذي ترعى فيه الدواب - 00:00:30ضَ

كما قال حسان ابن ثابت رضي الله عنه وكانت لا يزال بها انيس خلال مروجها نعم وشاء وعلى هذا فالمعنى ارسل البحرين وخلاهما لا يختلط احدهما بالاخر والاطلاق الثاني مرج بمعنى خلطا - 00:00:59ضَ

ومنه قوله تعالى في امر مريج اي مختلط فعلى القول الاول فالمراد بالبحرين الماء العذب في جميع الدنيا والماء الملح في جميعها وقوله هذا عذب فرات يعني به ماء الابار والانهار والعيون - 00:01:30ضَ

في اقطار الدنيا وقوله وهذا ملح اجاج اي البحر الملح كالبحر المحيط وغيره من البحار التي هي ملح اجاج وعلى هذا التفسير فلا اشكال واما على القول الثاني بان مرج بمعنى خلط - 00:01:59ضَ

فالمعنى انه يوجد في بعض المواضع اختلاط الماء الملح والماء العذب في مجرى واحد ولا يختلط احدهما بالاخر بل يكون بينهما حاجز من قدرة الله تعالى وهذا محقق الوجود في بعض البلاد - 00:02:23ضَ

قال المؤلف رحمه الله رحمة واسعة ومن المواضع التي هو واقع فيها المحل الذي يختلط فيه نهر السنغال بالمحيط الاطلسي بجنب مدينة سان لويس قال رحمه الله وقد زرت مدينة سان لويس - 00:02:50ضَ

عام ست وستين وثلاثمائة والف هجرية واغتسلت مرة في نهر السنغال ومرة في المحيط ولم اتي محل اختلاطهما ولكن اخبرني بعض المرافقين الثقات انه جاء الى محل اختلاطهما وانه جالس يغرف باحدى يديه - 00:03:13ضَ

عذبا فراتا وبالاخرى ملحا اجاجا والجميع في مجرى واحد لا يختلط احدهما بالاخر فسبحانه جل وعلا ما اعظمه وما اكمل قدرته سبحانه امنا به وعليه توكلنا وهذا الذي ذكره جل وعلا في هذه الاية - 00:03:40ضَ

جاء موضحا في غير هذا الموضع لقوله تعالى في سورة فاطر وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج وقوله تعالى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان - 00:04:11ضَ

اي لا يبغي احدهما على الاخر ويمتزج به وهذا البرزخ الفاصل بين البحرين المذكور في سورة الفرقان وسورة الرحمن قد بين تعالى في سورة النمل انه حاجز حجز به بينهما - 00:04:36ضَ

وذلك في قوله جل وعلا امن جعل الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل بين البحرين حاجزا لا اله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون وهذا الحاجز هو اليبس من الارض - 00:05:01ضَ

الفاصل بين الماء العذب والماء الملح على التفسير الاول واما على التفسير الثاني فهو حاجز من قدرة الله غير مرئي للبشر واكد شدة حجزه بينهما بقوله هنا وحجرا محجورا والظاهر - 00:05:25ضَ

ان قوله هنا حجرا اي منعا وحراما قدريا وان محجورا توكيد له اي منعا شديدا للاختلاط بينهما وقوله هذا عذب صفة مشبهة من قولهم عذب الماء بالضم فهو عذب وقوله فرات صفة مشبهة ايضا - 00:05:55ضَ

من فرط الماء بالضم فهو فرات اذا كان شديد العذوبة وقوله وهذا ملح صفة مشبهة ايضا من قولهم ملح الماء بالضم والفتح فهو ملح قال الجوهري في صحاحه ولا يقال مالح - 00:06:31ضَ

الا في لغة رديئة انتهى وقد اجاز ذلك بعضهم واستدل له بقول القائل ولو تفلت في البحر والبحر مالح لاصبح ماء البحر من ريقها عذبا وقوله اجاج صفة مشبهة ايضا - 00:07:02ضَ

من قولهم اجى الماء يأج وجوج فهو اجاج اي ملح مر فالوصف بكونه اجاجا يدل على زيادة المرارة على كونه ملحا والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما مضى - 00:07:33ضَ

ولنا باذن الله لقاء اخر قريب وحتى نلتقي نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:02ضَ