السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد سنتحدث في هذه الحلقة عن خلق كريم من اخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:00:14
هو خلق العفو والعفو ايها الكرام ويا ايتها الكريمات خلق كريم وهو يعني الصفح والتجاوز عن الخطأ ودمح الزلة وعدم وعدم تتبع الخطأ التجافي عن الذنب والخطأ والزلل من صفات الاكرمين. وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:00:34
من اسعد الناس بهذا الخلق فقد كان يعفو كما امره الله تعالى بقوله فاعف عنهم والعفو صفة كريمة قد حث الله تعالى عليها في كتابه فمن ذلك قول الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله - 00:01:01
وقال تعالى وان تعفوا اقرب للتقوى وقال الله لنبيه خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين والامر الاخذ بالعفو اي ان يأخذ ما يسهل قصده وتناوله وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي كذلك - 00:01:21
فكان لا يحقد ولا يبقي في نفسه غلا على احد بل كان يغسل ما يقع في خاطره يبحث عن المعاذير لاصحابه بل ولاعدائه كما سنرى وتم شواهد كثيرة تدلنا على كرم خلقه صلى الله عليه وسلم وصفحه وتجاوزه من اجمل هذا ما رواه انس بن مالك رضي الله عنه - 00:01:44
ان انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برد نجراني غليظ الحاشية. اي رداء وضعه على كتفيه. فادركه اعرابي ومن المعلوم ان الاعراب فيهم جفاء طبعي في القول وفي العمل - 00:02:17
فجبده بردائه جبذة اي انه ضرب على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وجبده جبذة شديدة قال انس بن مالك رضي الله عنه فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرجال - 00:02:39
من شدة جبدته ايها الاخوة الكرام ايتها الاخوات الكريمات ما ترون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل بذلك الاعرابي الجلف الفظ الغليظ. ماذا لو وقع مثل هذا الموقف لاحدنا وفاجأه احد بهذا الامر - 00:02:58
ثم فوق ذلك فان هذا الاعرابي قال قولا غليظا بالاضافة الى فعله الغليظ وقال يا محمد مور لي من مال الله الذي عندك وهذا ايضا فيه جفاء وتهمة بذاءة في القول - 00:03:22
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت اليه فضحك وامر له بعطاء. من يطيق ذلك من يطيق هذا التصرف وهذا الصبر وهذا العفو في لحظة يسيرة لما التفت وادرك الحال وعلم ان هذا يصدر عن مثل هذا الفاعل ذهب كل ما في نفسه - 00:03:41
ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم عفوه عن قومه فانهم كانوا يؤذونه ويضعون له الاذى يؤذونه بالقول والعمل. ومع ذلك فقد حدث ابن مسعود رضي الله عنه قال كاني انظر - 00:04:05
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول رب اغفر لقومي فانهم لا يعلمون متفق عليه - 00:04:22
فنبينا صلى الله عليه وسلم يدرك ان القوم بعد لم يفقهوا مراده ولم يدركوا الخير الذي يأمرهم به كان يعتذر لهم ويستغفر لهم ويقول ربي اغفر لقومي فانهم لا يعلمون - 00:04:40
ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم ما وقع له مع وحشي وحشي ابن حرب وذلك انه كان من احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة - 00:04:57
ابن عبد المطلب وكان حمزة اسد الله ورسوله قد قتل يوم احد شر قتلة وذلك ان هند بنت عتبة قد جعلت لوحشي ابن حرب عتقه ان هو قتل حمزة وكان وحشي بن حرب يجيد الرمي بالحرمة على طريقة الحبشة - 00:05:10
فما زال يترصد لحمزة رضي الله عنه حتى رماه فاصابه فقتله ولا ريب ان نبينا صلى الله عليه وسلم اصابه حزن عظيم من جراء قتل حمزة وتأثر لذلك اثرا بالغا - 00:05:32
لكن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يرع يوما من الايام الا ووحشي قائم على رأسه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فلم يكن بد من قبول اسلامه - 00:05:48
فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له صف لي كيف قتلت حمزة فذكر له ما جرى بتفاصيله فتأثر النبي صلى الله عليه وسلم وقال ويلك غيب عني وجهك لا اراك - 00:06:04
فكان وحشي رضي الله عنه اذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق يتنكب ذلك الطريق حتى لا يراه فقد تحامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه - 00:06:20
ولم يصل وحشيا بسوء سوى انه لم يطق ان يلقى وجهه وجهه لفعلته تلك ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم على المستوى العام. ما وقع منه مع كفار قريش حين امكنه الله تعالى منهم وهم الذين اخرجوا - 00:06:34
واذوه ودبروا له ليقتلوه فلما تمكن منهم عام الفتح وقام وقال لهم ما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا اخ كريم وابن اخ كريم. قال اذهبوا فانتم الطلقاء فنبينا صلى الله عليه وسلم مشرب بالعفو في طبعه. وفي دينه الذي زينه الله تعالى به - 00:06:56
وكان اذا دعا ربه قال اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني لما رأى ان الله سبحانه وتعالى يحب العفو صار يعفو. ولما رأى ان الله سبحانه وتعالى كان يأمر اصحابه بالعفو صار يمتثل لذلك اول فان الله سبحانه وتعالى قال في قصة الافك وليعفو - 00:07:21
ليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم فلما انزل الله تعالى ذلك كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه قد قطع نفقة كان على مسطح ابن اثاء على مسطح لخوضه في امر في امر الافك - 00:07:48
فلما سمع ابو بكر قول الله تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ قال بلى اني احب ان يغفر الله لي فاجرى نفقته من جديد على مسطح وكان نبينا صلى الله عليه وسلم وبحكم احتكاكه بالناس وقيادته للامة وامره ونهيه وقضاءه - 00:08:04
كان يخشى ان يكون قد وقع منه شيء يخدش نفس مسلم فلهذا روى ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا بهذا الدعاء فقال اللهم اني - 00:08:29
اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفني فانما انا بشر فاي المؤمنين اذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربها بها اليك يوم القيامة ان هذا يكشف عن نفس كريمة. ان ذلك يكشف عن روح متسامية تتعالى على مجرد المواقف العارضة - 00:08:45
اختبارات الشخصية وترجو ما عند الله عز وجل وتسمو فوق هذه المواقف الاحداث والماجريات التي لا تكاد تخلو منها الحياة البشرية وتم ايضا قصة اخرى تدل على كمال عفوه صلى الله عليه وسلم وهو ما جرى بينه وبين ابي سفيان ابن الحارث - 00:09:15
فقد كان ابو سفيان ابن الحارث احد الشعراء الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال حسان ابن ثابت رضي الله عنه ردا عليه اتهجوه ولست له بكفء - 00:09:40
فشركما لخيركما الفداء اقبل ابو سفيان ابن الحارث بعد حين من الدهر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه جاء نادما تائبا مسلما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي به - 00:09:57
يعني نقبل اسلامه لكن لا يدخل علي. لا حاجة لي به قيل ذلك لابي سفيان فقال والله لان لم يأذن لي لانطلقن انا وابني هذا وكان معه ابن صغير. فلا اهمن على وجهي حتى نهلك جوعا وعطشا - 00:10:16
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق له واذن له بالدخول وقبل منه حتى قال ابو سفيان بن الحارث لعمرك اني حين احمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد - 00:10:37
لك هالمدلج الحيراني اظلم ليله فهذا اواني. حين اهدى فاهتدي وقد استعمل نبينا صلى الله عليه وسلم العفو ايضا ابان المرحلة المدنية مع خصومة ويتضح ذلك من هذه القصة التي نريدها - 00:10:55
فعن اسامة ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية واسامة وراءه يعود سعد بن عبادة في بني حارث بن الخزرج - 00:11:18
وذلك قبل وقعت في بدر فسارى حتى مر بمجلس فيه عبدالله ابن ابي ابن سلول ومن المعلوم ان الرجل هو رأس المنافقين وذلك قبل ان يظهر عبدالله اسلامه فاذا في المجلس اخلاط من المسلمين والمشركين - 00:11:35
عبدة الاوثاني واليهود وفي المسلمين عبدالله بن رواحة اي انه كان مجلسا فيه اخلاط الناس قال فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة اي الغبار المتصاعد من آآ مشي دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خمر ابن ابي انفه برداءه - 00:12:01
وقال لا تغبروا علينا. فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثم وقف. فنزل فدعاهم الى الله وقرأ عليهم القرآن فقال له عبدالله بن ابي بن سلول ايها المرء - 00:12:22
لم يخاطبه بوصف الرسالة والنبوة. ايها المرء لا احسن لا احسن مما تقول ان كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا فمن جاءك فاقصص عليه بهذه العبارات الجافية خطب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:37
فقال عبدالله بن رواحة بلى يا رسول الله. فاغشنا في مجالسنا فانا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتساورون فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا - 00:12:55
لانه ما جاء لاثارة فتنة وانما جاء للدعوة ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته اي مواصلا طريقه حتى دخل على سعد ابن عبادة رضي الله عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:13
اي سعد الم تسمع ما قال ابوحباب يريد عبدالله بن ابي قال كذا وكذا. فقال سعد بن عبادة اي رسول الله بابي انت اعفو عنه واصفح. فوالذي انزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي انزل عليك - 00:13:27
ولقد اصطلح اهل هذه الحرة على ان يتوجوه ويعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي اعطاك شرق بذلك اعتذر له سعد بن عبادة بهذا اي ان الرجل وان كان لا عذر له لكنه - 00:13:47
فسر هذا الموقف من عبد الله بن ابي بن سلول بانه كان مهيئا لقيادة الاوس والخزرج وكان القوم قد اجتمعوا عليه يوشك ان ينصبوه ويتوجوه رئيسا عليهم. فلما بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق كان ذلك قاطعا - 00:14:06
باماني فلاجل ذلك وجد في نفسه وكانت فتنة له قال فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم من اقبل الناس للعذر ومن اسعد الناس بالعفو. ايها الاخوة والاخوات - 00:14:26
ما احوجنا ان نتمثل هذا الخلق الكريم وان نعود انفسنا على العفو وان نثرب ما يقع في نفوسنا من احتقانات تؤذينا قبل ان تؤذي غيرنا تسامح ولا تستوفي حقك كله - 00:14:46
واحسن فلم يستوفي قط كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:03
Transcription
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد سنتحدث في هذه الحلقة عن خلق كريم من اخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:00:14
هو خلق العفو والعفو ايها الكرام ويا ايتها الكريمات خلق كريم وهو يعني الصفح والتجاوز عن الخطأ ودمح الزلة وعدم وعدم تتبع الخطأ التجافي عن الذنب والخطأ والزلل من صفات الاكرمين. وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:00:34
من اسعد الناس بهذا الخلق فقد كان يعفو كما امره الله تعالى بقوله فاعف عنهم والعفو صفة كريمة قد حث الله تعالى عليها في كتابه فمن ذلك قول الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله - 00:01:01
وقال تعالى وان تعفوا اقرب للتقوى وقال الله لنبيه خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين والامر الاخذ بالعفو اي ان يأخذ ما يسهل قصده وتناوله وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي كذلك - 00:01:21
فكان لا يحقد ولا يبقي في نفسه غلا على احد بل كان يغسل ما يقع في خاطره يبحث عن المعاذير لاصحابه بل ولاعدائه كما سنرى وتم شواهد كثيرة تدلنا على كرم خلقه صلى الله عليه وسلم وصفحه وتجاوزه من اجمل هذا ما رواه انس بن مالك رضي الله عنه - 00:01:44
ان انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برد نجراني غليظ الحاشية. اي رداء وضعه على كتفيه. فادركه اعرابي ومن المعلوم ان الاعراب فيهم جفاء طبعي في القول وفي العمل - 00:02:17
فجبده بردائه جبذة اي انه ضرب على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وجبده جبذة شديدة قال انس بن مالك رضي الله عنه فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرجال - 00:02:39
من شدة جبدته ايها الاخوة الكرام ايتها الاخوات الكريمات ما ترون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل بذلك الاعرابي الجلف الفظ الغليظ. ماذا لو وقع مثل هذا الموقف لاحدنا وفاجأه احد بهذا الامر - 00:02:58
ثم فوق ذلك فان هذا الاعرابي قال قولا غليظا بالاضافة الى فعله الغليظ وقال يا محمد مور لي من مال الله الذي عندك وهذا ايضا فيه جفاء وتهمة بذاءة في القول - 00:03:22
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت اليه فضحك وامر له بعطاء. من يطيق ذلك من يطيق هذا التصرف وهذا الصبر وهذا العفو في لحظة يسيرة لما التفت وادرك الحال وعلم ان هذا يصدر عن مثل هذا الفاعل ذهب كل ما في نفسه - 00:03:41
ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم عفوه عن قومه فانهم كانوا يؤذونه ويضعون له الاذى يؤذونه بالقول والعمل. ومع ذلك فقد حدث ابن مسعود رضي الله عنه قال كاني انظر - 00:04:05
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول رب اغفر لقومي فانهم لا يعلمون متفق عليه - 00:04:22
فنبينا صلى الله عليه وسلم يدرك ان القوم بعد لم يفقهوا مراده ولم يدركوا الخير الذي يأمرهم به كان يعتذر لهم ويستغفر لهم ويقول ربي اغفر لقومي فانهم لا يعلمون - 00:04:40
ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم ما وقع له مع وحشي وحشي ابن حرب وذلك انه كان من احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة - 00:04:57
ابن عبد المطلب وكان حمزة اسد الله ورسوله قد قتل يوم احد شر قتلة وذلك ان هند بنت عتبة قد جعلت لوحشي ابن حرب عتقه ان هو قتل حمزة وكان وحشي بن حرب يجيد الرمي بالحرمة على طريقة الحبشة - 00:05:10
فما زال يترصد لحمزة رضي الله عنه حتى رماه فاصابه فقتله ولا ريب ان نبينا صلى الله عليه وسلم اصابه حزن عظيم من جراء قتل حمزة وتأثر لذلك اثرا بالغا - 00:05:32
لكن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يرع يوما من الايام الا ووحشي قائم على رأسه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فلم يكن بد من قبول اسلامه - 00:05:48
فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له صف لي كيف قتلت حمزة فذكر له ما جرى بتفاصيله فتأثر النبي صلى الله عليه وسلم وقال ويلك غيب عني وجهك لا اراك - 00:06:04
فكان وحشي رضي الله عنه اذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق يتنكب ذلك الطريق حتى لا يراه فقد تحامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه - 00:06:20
ولم يصل وحشيا بسوء سوى انه لم يطق ان يلقى وجهه وجهه لفعلته تلك ومن شواهد عفوه صلى الله عليه وسلم على المستوى العام. ما وقع منه مع كفار قريش حين امكنه الله تعالى منهم وهم الذين اخرجوا - 00:06:34
واذوه ودبروا له ليقتلوه فلما تمكن منهم عام الفتح وقام وقال لهم ما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا اخ كريم وابن اخ كريم. قال اذهبوا فانتم الطلقاء فنبينا صلى الله عليه وسلم مشرب بالعفو في طبعه. وفي دينه الذي زينه الله تعالى به - 00:06:56
وكان اذا دعا ربه قال اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني لما رأى ان الله سبحانه وتعالى يحب العفو صار يعفو. ولما رأى ان الله سبحانه وتعالى كان يأمر اصحابه بالعفو صار يمتثل لذلك اول فان الله سبحانه وتعالى قال في قصة الافك وليعفو - 00:07:21
ليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم فلما انزل الله تعالى ذلك كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه قد قطع نفقة كان على مسطح ابن اثاء على مسطح لخوضه في امر في امر الافك - 00:07:48
فلما سمع ابو بكر قول الله تعالى وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ قال بلى اني احب ان يغفر الله لي فاجرى نفقته من جديد على مسطح وكان نبينا صلى الله عليه وسلم وبحكم احتكاكه بالناس وقيادته للامة وامره ونهيه وقضاءه - 00:08:04
كان يخشى ان يكون قد وقع منه شيء يخدش نفس مسلم فلهذا روى ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا بهذا الدعاء فقال اللهم اني - 00:08:29
اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفني فانما انا بشر فاي المؤمنين اذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربها بها اليك يوم القيامة ان هذا يكشف عن نفس كريمة. ان ذلك يكشف عن روح متسامية تتعالى على مجرد المواقف العارضة - 00:08:45
اختبارات الشخصية وترجو ما عند الله عز وجل وتسمو فوق هذه المواقف الاحداث والماجريات التي لا تكاد تخلو منها الحياة البشرية وتم ايضا قصة اخرى تدل على كمال عفوه صلى الله عليه وسلم وهو ما جرى بينه وبين ابي سفيان ابن الحارث - 00:09:15
فقد كان ابو سفيان ابن الحارث احد الشعراء الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال حسان ابن ثابت رضي الله عنه ردا عليه اتهجوه ولست له بكفء - 00:09:40
فشركما لخيركما الفداء اقبل ابو سفيان ابن الحارث بعد حين من الدهر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه جاء نادما تائبا مسلما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي به - 00:09:57
يعني نقبل اسلامه لكن لا يدخل علي. لا حاجة لي به قيل ذلك لابي سفيان فقال والله لان لم يأذن لي لانطلقن انا وابني هذا وكان معه ابن صغير. فلا اهمن على وجهي حتى نهلك جوعا وعطشا - 00:10:16
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق له واذن له بالدخول وقبل منه حتى قال ابو سفيان بن الحارث لعمرك اني حين احمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد - 00:10:37
لك هالمدلج الحيراني اظلم ليله فهذا اواني. حين اهدى فاهتدي وقد استعمل نبينا صلى الله عليه وسلم العفو ايضا ابان المرحلة المدنية مع خصومة ويتضح ذلك من هذه القصة التي نريدها - 00:10:55
فعن اسامة ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة فدكية واسامة وراءه يعود سعد بن عبادة في بني حارث بن الخزرج - 00:11:18
وذلك قبل وقعت في بدر فسارى حتى مر بمجلس فيه عبدالله ابن ابي ابن سلول ومن المعلوم ان الرجل هو رأس المنافقين وذلك قبل ان يظهر عبدالله اسلامه فاذا في المجلس اخلاط من المسلمين والمشركين - 00:11:35
عبدة الاوثاني واليهود وفي المسلمين عبدالله بن رواحة اي انه كان مجلسا فيه اخلاط الناس قال فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة اي الغبار المتصاعد من آآ مشي دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خمر ابن ابي انفه برداءه - 00:12:01
وقال لا تغبروا علينا. فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثم وقف. فنزل فدعاهم الى الله وقرأ عليهم القرآن فقال له عبدالله بن ابي بن سلول ايها المرء - 00:12:22
لم يخاطبه بوصف الرسالة والنبوة. ايها المرء لا احسن لا احسن مما تقول ان كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا فمن جاءك فاقصص عليه بهذه العبارات الجافية خطب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:37
فقال عبدالله بن رواحة بلى يا رسول الله. فاغشنا في مجالسنا فانا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتساورون فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا - 00:12:55
لانه ما جاء لاثارة فتنة وانما جاء للدعوة ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته اي مواصلا طريقه حتى دخل على سعد ابن عبادة رضي الله عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:13
اي سعد الم تسمع ما قال ابوحباب يريد عبدالله بن ابي قال كذا وكذا. فقال سعد بن عبادة اي رسول الله بابي انت اعفو عنه واصفح. فوالذي انزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي انزل عليك - 00:13:27
ولقد اصطلح اهل هذه الحرة على ان يتوجوه ويعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي اعطاك شرق بذلك اعتذر له سعد بن عبادة بهذا اي ان الرجل وان كان لا عذر له لكنه - 00:13:47
فسر هذا الموقف من عبد الله بن ابي بن سلول بانه كان مهيئا لقيادة الاوس والخزرج وكان القوم قد اجتمعوا عليه يوشك ان ينصبوه ويتوجوه رئيسا عليهم. فلما بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق كان ذلك قاطعا - 00:14:06
باماني فلاجل ذلك وجد في نفسه وكانت فتنة له قال فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم من اقبل الناس للعذر ومن اسعد الناس بالعفو. ايها الاخوة والاخوات - 00:14:26
ما احوجنا ان نتمثل هذا الخلق الكريم وان نعود انفسنا على العفو وان نثرب ما يقع في نفوسنا من احتقانات تؤذينا قبل ان تؤذي غيرنا تسامح ولا تستوفي حقك كله - 00:14:46
واحسن فلم يستوفي قط كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:03