كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (457) - حُيِّيْتَ مِنْ قَسَمٍ وَأَفْدِي المُقْسِمَا

أيمن العتوم

00:26:57
الشعر

وأقسمَ عليه أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن طغج أنْ يشرب، فأخذ الكأسَ وقال ارتِجالاً:
1. حُيِّيْتَ مِنْ قَسَمٍ وَأَفْدِي المُقْسِمَا
أَمْسَى الأَنَامُ لَهُ مُجِلاًّ مُعْظِمَا
2. وَإِذَا طَلَبْتُ رِضَا الأمِيْرِ بِشُرْبِهَا
وَأَخَذْتُهَا فَلَقَدْ تَرَكْتُ الأَحْرَمَا
وحَدَّثَهم أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن طغج عن مسيره في اللّيل والمَطر:
1. غَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ لَكَ الإِقْدَامُ
فَلِمَنْ ذَا الحَدِيْثُ وَالإِعْلامُ
2. قَدْ عَلِمْنَا مِنْ قَبْلُ أَنَّكَ مَنْ لَمْ
يَمْنَعِ اللَّيْلُ هَمَّهُ والغَمَامُ
وكُبِسَتْ أنطاكيّة، فقُتِلَ مُهرُه الّذي وَصَفه والحِجْرُ أُمّه (يندُبُ مُهرَه وفرَسه)، فقال:
1. إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومٍ
فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ
2. فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقِيْرٍ
كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ
3. سَتَبْكِي شَجْوَها فَرَسِي وَمُهْرِي
صَفَائِحُ دَمْعُهَا مَاءُ الجُسُومِ
4. قَرَبْنَ النَّارَ ثُمَّ نَشَأْنَ فِيْهَا
كَمَا نَشَأَ العَذَارَى فِي النَّعِيْمِ
5. وَفَارَقْنَ الصَّيَاقِلَ مُخْلَصَاتٍ
وَأَيْدِيْهَا كَثِيْرَاتُ الكُلُومِ
6. يَرَى الجُبَنَاءُ أَنَّ العَجْزَ عَقْلٌ
وَتِلْكَ خَدِيْعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيْمِ
7. وَكُلُّ شَجَاعَةٍ فِي المَرْءِ تُغْنِي
وَلا مِثْلُ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكِيْمِ
8. وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيْحًا
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيمِ
9. وَلَكِنْ تَأْخُذُ الآذَانُ مِنْهُ
عَلَى قَدْرِ القَرَائِحِ وَالعُلُومِ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela