كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (461) - رَوِيْنَا يَا ابْنَ عَسْكَرٍ الهُمَامَا

أيمن العتوم

00:27:29
الشعر

واجتازَ ببعلبَكَّ، فنزلَ على عليٍّ بْنِ عسكر، وهو يومئذٍ صاحبُ حربِها، فخَلَع عليه وحملَ إليه وأمسَكَه عنده، اغتِنامًا لِمُشاهدته، وأرادَ أبو الطّيّب الخروج إلى أنطاكيّة، فقال يعتذر عن مفارقته. ولعلّها آخر قصيدةٍ كتبها قبل أنْ يتّصل بأبي العشائر وتبدأ مرحلة السّيفيّات:
1. رَوِيْنَا يَا ابْنَ عَسْكَرٍ الهُمَامَا
وَلَمْ يَتْرُكْ نَدَاكَ بِنَا هُيَامَا
2. وَصَارَ أَحَبُّ مَا تُهْدِي إِلَيْنَا
لِغَيْرِ قِلًى وَدَاعَكَ وَالسَّلامَا
3. وَلَمْ نَمْلَلْ تَفَقُّدَكَ المُوَالِي
وَلَمْ نَذْمُمْ أَيَادِيَكَ الجِسَامَا
4. وَلَكِنَّ الغُيُوثَ إِذَا تَوَالَتْ
بِأَرْضِ مُسَافِرٍ كَرِهَ المُقَامَا
وجلسَ مع أبي العشائر ليلةً على الشّراب، فنهضَ لِينصرف وقتَ انصرافه، فسأله الجُلوسَ فجلس، فخلعَ عليه ثِيابًا نَفيسة، ثُمّ نهض لينصرف فسأله الجُلُوس فجلس، فأمر له بِثَمَنِ جاريةٍ فحُمِلَ إليه، ونهض لينصرف، فسأله الجُلُوس بِقَوْدِ مُهرةٍ إليه، فقال له ابنُ الطُّوسيّ الكاتب: لا تبرحنّ اللّيلةَ يا أبا الطّيّب، فأجابه
1. أَعَنْ إِذْنِي تَهُبُّ الرِّيْحُ رَهْوًا
وَيَسْرِي كُلَّمَا شِئْتُ الغَمَامُ
2. وَلَكِنَّ الغَمَامَ لَهُ طِبَاعٌ
تَبَجُّسُهُ بِهَا وَكَذَا الكِرَامُ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela